محسن رشاد أبو بكر
20/04/2011, 04:19 AM
نهار خارجي
قصة قصيرة
(1) نهار خارجي آخر
المخرج: هل هي القادمة؟
مديرة الإنتاج: لا
المخرج: ولماذا لن تأتي؟ .. تعرفين أنها افضل مصورة لمشاهد النهار الخارجي.
مديرة الإنتاج: مصر كلها تعرف ذلك.. لكنها تكره العمل معك .. لا تريد أن تراك ثانية؟
المخرج: كفى .. لا أريد أن أسمع المزيد في هذا الشأن .. هل تعرفين لماذا؟ .. لأنني مثلك، لا أعرف سببًا محددًا لإصرارها على اجتناب لقائي!
مديرة الإنتاج: كل الذي أعرفه أنها تمقت العمل معك فقد ..
المخرج: فلتنسي كل تلك الصغائر ولتخبريني .. لماذا لم تضغطي عليهم في شركة الإنتاج لإرسالها لتصوير تلك المشاهد ..
مديرة الإنتاج: العقد لا يعطينا الحق في اختيار المصور .. ورغم ذلك اطمئن فقد رشحوا واحدًا من أفضل المصورين في مصر
المخرج: من سيرسلوا إلينا .. سعد العيني؟؟
مديرة الإنتاج: نعم سعد .. هو أفضل مصور في مصر .. لا نستطيع الاعتراض عليه.
المخرج: عندك حق، ولكنه ليس في براعتها في التقاط مشاهد النهار الخارجي.
مديرة الإنتاج: فلنرجئ تلك المناقشة قليلا، لأن سعد وصل فعلا، إنه قادم ناحيتنا.
سعد: صباح الفل يا أجمل مديرة انتاج .. صباح الفل يا أستاذ.
مديرة الإنتاج: نورت يا سعد
المخرج: أهلا يا "سعد" وحشتني .. عايزين نسوي الهوايل ف اسكندرية .. دا أول ريبورتاج نعمله عن شط اسكندرية بعد الثورة.
سعد: إن شاء الله تطلع الصورة هايلة.
المخرج: إن شاء الله يا سعد .. انت طبعا عارف يا سعد ان المشاهد اللي هنصورها ع البلاج ممكن يكون فيها سلوكيات سلبية، ورغم كدة عايز الصورة تكون مبهجة ومتفائلة .. مصر كلها بتحتفل بثورة 25 يناير.
..................
المخرج: يلا يا سعد هاتلي الشوت بتاع الولد اللي قاعد جنب أمه اللي بتبيع مناديل وهو ماسك آيس كريم.
سعد: انت قلت مبهجة ومتفائلة يا أستاذ.
المخرج: أيوة يا سعد .. حاول تحس المشهد .. الست لابسة نضيف .. ولو قربت منها يمكن تشم ريحة البارفان الجميل على هدومها .. وكمان ابنها قاعد جنبها لابس لبس نضيف ومسرح شعره ولابس نضارة شمس، وبياكل آيس كريم.
سعد: اللي تشوفه يا أستاذ .. بس..
المخرج: بس ايه ..
مديرة الإنتاج: خلاص يا جماعة كفاية .. انت ناسي يا فنان اننا لسة فوق سطح القمر .. يعني النهار اللي احنا فيه يساوي ليل على سطح الأرض .. (وقبل أن تكمل كلامها يقاطعها المخرج قائلا) إنتي لسة هاتقوليلي أرض وقمر، انا عايز أصور شط اسكندرية دلوقتي حالا.
مديرة الانتاج: حالا يا فنان .. خلال دقايق نكون على سطح الأرض.
(2) نهار خارجي
المشهد الأول
حزينًا بعد ان فقد محبوبته ليلة أمس ، يمارس هوايته فى المشى على شط البحر والفرجة والتأمل .. يرمق الأفق في اتجاه الشمال بتركيز بالغ وكأنه يرى ضوء النهار هناك.
المشهد الثاني
نساء يلبسن بنطلونات وتيشيرتات ينزلون بها البحر ويخرجون أشباه عراة بعد أن تلتصق الملابس بأجسادهن من أثر المياه عليها، فيظهرن عاريات الجسد محجبات الدماغ.
المشهد الثالث
على أحد الشواطئ غير المأهولة .. محموعة من الشباب يمارسون تدريبًا عنيفًا للعبة الكاراتيه .. المدرب شاب ملتحى ينادى عليهم بصوت عال فيرددون وراءه النداء مصحوبًا بعنف في كل حركة يمارسونها بأقدامهم وأياديهم.
المشهد الرابع
طفل صغير حافي القدمين، يجلس مشدوهًا مشدودًا إلى التدريبات ، ولا يقطع تركيزه إلا صوت بائع متجول قادمًا من ناحية الشارع ينادى على "شباشب بلاستيك"، فينهض الطفل ويسير خلفه ويغيب عن النظر هو والبائع.
المشهد الخامس
يعود الطفل -كما كان- حافي القدمين وهو يمسك فى يده عدسة نظارة مكبرة، يعاود الجلوس فى نفس موقعه ويراقب التدريبات العنيفة مرة ثانية من وراء العدسة التى وجدها ملفاة على الأرض.
المشهد السادس
على نفس الشط .. المشهد خال للحظات .. أقدام فلاحين وصنايعية وأرزقية (أطفال وشيوخ، رجال ونساء)، تدخل إلى الكادر الثابت ثم تخرج سريعًا ..
المشهد السابع
نفس الرجل الذي ظهر في المشهد الأول يواصل المشى للفرجة والتأمل .. متعبًا من كثرة التجوال على الشط .. يجلس .. يرقد .. يغفو .. ثم يستيقظ فجأة فلا يرى سوى ضوء القمر في الأفق.
تمت
قصة قصيرة
(1) نهار خارجي آخر
المخرج: هل هي القادمة؟
مديرة الإنتاج: لا
المخرج: ولماذا لن تأتي؟ .. تعرفين أنها افضل مصورة لمشاهد النهار الخارجي.
مديرة الإنتاج: مصر كلها تعرف ذلك.. لكنها تكره العمل معك .. لا تريد أن تراك ثانية؟
المخرج: كفى .. لا أريد أن أسمع المزيد في هذا الشأن .. هل تعرفين لماذا؟ .. لأنني مثلك، لا أعرف سببًا محددًا لإصرارها على اجتناب لقائي!
مديرة الإنتاج: كل الذي أعرفه أنها تمقت العمل معك فقد ..
المخرج: فلتنسي كل تلك الصغائر ولتخبريني .. لماذا لم تضغطي عليهم في شركة الإنتاج لإرسالها لتصوير تلك المشاهد ..
مديرة الإنتاج: العقد لا يعطينا الحق في اختيار المصور .. ورغم ذلك اطمئن فقد رشحوا واحدًا من أفضل المصورين في مصر
المخرج: من سيرسلوا إلينا .. سعد العيني؟؟
مديرة الإنتاج: نعم سعد .. هو أفضل مصور في مصر .. لا نستطيع الاعتراض عليه.
المخرج: عندك حق، ولكنه ليس في براعتها في التقاط مشاهد النهار الخارجي.
مديرة الإنتاج: فلنرجئ تلك المناقشة قليلا، لأن سعد وصل فعلا، إنه قادم ناحيتنا.
سعد: صباح الفل يا أجمل مديرة انتاج .. صباح الفل يا أستاذ.
مديرة الإنتاج: نورت يا سعد
المخرج: أهلا يا "سعد" وحشتني .. عايزين نسوي الهوايل ف اسكندرية .. دا أول ريبورتاج نعمله عن شط اسكندرية بعد الثورة.
سعد: إن شاء الله تطلع الصورة هايلة.
المخرج: إن شاء الله يا سعد .. انت طبعا عارف يا سعد ان المشاهد اللي هنصورها ع البلاج ممكن يكون فيها سلوكيات سلبية، ورغم كدة عايز الصورة تكون مبهجة ومتفائلة .. مصر كلها بتحتفل بثورة 25 يناير.
..................
المخرج: يلا يا سعد هاتلي الشوت بتاع الولد اللي قاعد جنب أمه اللي بتبيع مناديل وهو ماسك آيس كريم.
سعد: انت قلت مبهجة ومتفائلة يا أستاذ.
المخرج: أيوة يا سعد .. حاول تحس المشهد .. الست لابسة نضيف .. ولو قربت منها يمكن تشم ريحة البارفان الجميل على هدومها .. وكمان ابنها قاعد جنبها لابس لبس نضيف ومسرح شعره ولابس نضارة شمس، وبياكل آيس كريم.
سعد: اللي تشوفه يا أستاذ .. بس..
المخرج: بس ايه ..
مديرة الإنتاج: خلاص يا جماعة كفاية .. انت ناسي يا فنان اننا لسة فوق سطح القمر .. يعني النهار اللي احنا فيه يساوي ليل على سطح الأرض .. (وقبل أن تكمل كلامها يقاطعها المخرج قائلا) إنتي لسة هاتقوليلي أرض وقمر، انا عايز أصور شط اسكندرية دلوقتي حالا.
مديرة الانتاج: حالا يا فنان .. خلال دقايق نكون على سطح الأرض.
(2) نهار خارجي
المشهد الأول
حزينًا بعد ان فقد محبوبته ليلة أمس ، يمارس هوايته فى المشى على شط البحر والفرجة والتأمل .. يرمق الأفق في اتجاه الشمال بتركيز بالغ وكأنه يرى ضوء النهار هناك.
المشهد الثاني
نساء يلبسن بنطلونات وتيشيرتات ينزلون بها البحر ويخرجون أشباه عراة بعد أن تلتصق الملابس بأجسادهن من أثر المياه عليها، فيظهرن عاريات الجسد محجبات الدماغ.
المشهد الثالث
على أحد الشواطئ غير المأهولة .. محموعة من الشباب يمارسون تدريبًا عنيفًا للعبة الكاراتيه .. المدرب شاب ملتحى ينادى عليهم بصوت عال فيرددون وراءه النداء مصحوبًا بعنف في كل حركة يمارسونها بأقدامهم وأياديهم.
المشهد الرابع
طفل صغير حافي القدمين، يجلس مشدوهًا مشدودًا إلى التدريبات ، ولا يقطع تركيزه إلا صوت بائع متجول قادمًا من ناحية الشارع ينادى على "شباشب بلاستيك"، فينهض الطفل ويسير خلفه ويغيب عن النظر هو والبائع.
المشهد الخامس
يعود الطفل -كما كان- حافي القدمين وهو يمسك فى يده عدسة نظارة مكبرة، يعاود الجلوس فى نفس موقعه ويراقب التدريبات العنيفة مرة ثانية من وراء العدسة التى وجدها ملفاة على الأرض.
المشهد السادس
على نفس الشط .. المشهد خال للحظات .. أقدام فلاحين وصنايعية وأرزقية (أطفال وشيوخ، رجال ونساء)، تدخل إلى الكادر الثابت ثم تخرج سريعًا ..
المشهد السابع
نفس الرجل الذي ظهر في المشهد الأول يواصل المشى للفرجة والتأمل .. متعبًا من كثرة التجوال على الشط .. يجلس .. يرقد .. يغفو .. ثم يستيقظ فجأة فلا يرى سوى ضوء القمر في الأفق.
تمت