المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجزيرة : ستربتيز* ربع الساعة الاخير4! صلاح المختار



د. فخر الدين نجم العامر
24/04/2011, 01:53 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الجزيرة : ستربتيز* ربع الساعة الاخير 4 ...... صلاح المختار

لا توقد نارا لا تستطيع اخمادها ..مثل عربي


11 – تنفيذ الجزيرة لاهم بنود الخطة الامريكية الصهيونية : حينما نفحص الافلام الوثائقيه والبرامج التى تعرضها او تنتجها الجزيرة نلاحظ انها تطرح قضايا حساسة جدا وخطيرة على الامن القومي العربي والهوية العربية وضعت قواعد نشرها وتدوالها ومضامينها جهات مخابراتية امريكية وصهيونية في الغرب تنفيذا لستراتيجيات تقسيمية معروفة للاقطار العربية، وتتمثل تلك الافلام والبرامج في تسليط الاضواء على قضايا الاقليات في الوطن العربي بطريقة تطابق حرفيا وبلا تغيير طريقة امريكا والغرب والصهيونية في عرضها، وهي تعمد تكرار الاطروحة المعادية القائلة بان العرب يضطهدون الاقليات وانهم عنصريون وان للاقليات حقوق مهضومة وانها ليست عربية، رغم ان بعضها عربية الاصل كالبربر في المغرب العربي، مع تعمد امر اخر وهو عدم السماح بالرد على تلك الطروحات بصورة موازية لما طرح من حيث المدة الزمنية وحرية طرح الرأي، واحيانا لا تسمح بالرد اطلاقا، وفيما يلي بعض هذه الطروحات :

أ- تعمدت الجزيرة التركيز على ادعاءات الانفصاليين في جنوب السودان وابرزت السوادنيين العرب الذين يدافعون عن الانفصال لتأكيد انه مطلب يشمل العرب ايضا مع ان هؤلاء يمثلون اقلية ضئيلة، وارسلت اثناء الاعداد للاستفتاء وعند بدءه وبعده اكثر من مراسل وتولى هؤلاء نشر اراء الانفصاليين وداعميهم مع جزء بسيط خصص لراي مناهضي الانفصال.

ب– اهتمت الجزيرة باثارة موضوع البربر في المغرب العربي من زاوية التعاطف مع مطاليب الانفصال دون السماح بطرح راي البربر المناهضين للانفصال، ودون السماح لقومي عربي بالرد على اتهامات الانفصاليين بان العرب عنصريين وانهم يضطهدون البربر.

ج– كانت الجزيرة ومازالت اشد الفضائيات تركيزا على موضوع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في الوطن العربي، وكانت تتسابق مع القنوات الطائفية الرسمية التي انشأتها ايران في دعم الطروحات الطائفية ونشرها وجعلها محور النقاش والجدل بدل جعل الاحتلال محور النقاشات.

د– لعبت الجزيرة منذ نهاية القرن الماضي دورا يلفت النظر في ترويج الدعايات لصالح اثارة فتنة بين الاقباط والمسلمين في مصر وفى محاوله دعم انفصال النوبيين في جنوب مصر. ومما له دلالات كبيرة ان موقف الجزيرة هذا تزامن مع بدء حملة في امريكا الشمالية (امريكا وكندا) شنتها عناصر قبطية امريكية وكندية من اصل مصري وتدخل الكونغرس الامريكي منذ عام 1997 في هذا الامر بدعم ادعاءات الاقباط في امريكا الشمالية وطلبهم الضغط على مصر للتوقف عما اسموه ب(التمييز ضد الاقباط) ! وبعد غزو العراق استلمت عناصر اسلاموية مشبوهة الادارة التنفيذية للجزيرة وهو ما ادى الى زيادة تحريضاتها على الفتن الطائفية في مصر وغيرها خصوصا وان المصري احمد منصور اسلاموي طائفي متطرف استخدمته الجزيرة خير استخدام في مهاجمة الاقباط في برامجه واثارة قضايا تساعد على زيادة الاحتقان في مصر.

ه– ومن الظواهر الحساسة ان الجزيرة كانت وماتزال اكبر مساعد لامريكا في ترويج خطابات بن لادن والظواهري فقد وجدت فيها امريكا خير مبرر للاقدام على خطوات ضد الشعوب خصوصا العراق من خلال استغلال الادارة الامريكية ما كانت الجزيرة تبثه من افلام منسوبة لبن لادن والظواهري. ولقد كان توقيت بث الجزيرة لهذه الخطب مهما جدا لانه كان يتزامن مع تصاعد الرفض الامريكي والدولي لخطوات الادارة الامريكية في العراق وافغانستان فتاتي الجزيرة بفيلم لاحدهما وهو يهدد امريكا بضربها مرة اخرى فتستغله الادارة الامريكية لاجل كتم الاصوات داخل وخارج امريكا ومواصلة سياستها الاستعمارية في العراق وغيره تحت غطاء محاربة الارهاب.

ومن الامور التي تسلط الضوء على شبهات ارتباطات الجزيرة المخابراتية ظاهرة انفراد الجزيرة ببث خطابات بن لادن والظواهري مع عدم معرفة كيفية حصولها عليها رغم ان امريكا تدعي انها تطارد بن لادن بكافة الوسائل بما في ذلك المراقبة عبر الاقمار الصناعية. وبعد بث الجزيرة للفيلم تاخذه عنها الفضائيات الامريكية والعربية وتروج لخطورة القاعدة وانها تعمل بصورة تفرض ممارسة امريكا كافة الوسائل لمنع القاعدة من تنفيذ تهديداتها. ولابد هنا من ملاحظة ان المخابرات الامريكية تستطيع تتبع مصدر الافلام لو كانت توصل للجزيرة عبر وسائل غير مباشرة كالبريد خصوصا وانها لم تكن فيلما واحدا بل كانت افلاما يتوالى وصولها للجزيرة وهو ما يساعد على الكشف عن مرسلها، ولكن غموض طريقة وصول الافلام وعدم انقطاع سيلها يرجح ان الجزيرة تستلمها من القاعدة مباشرة اي من جهاز مخابراتي. ان هذه الظاهرة لها قيمة خاصة في تحديد الدور المخابراتي للجزيرة في اطار الخطط الامريكية.

12 – نشرت معلومات مهمة تقول بان الملياردير الصهيوني واكبر محتكري الاعلام في العالم روبرت مردوخ يملك حصصا في الجزيرة، واذا صح ذلك واتوقع انه صحيح نظرا للدور المشبوه للجزيرة فانها تكون جزء من منظومة الاعلام الصهيوني العالمية.

13 – وهنا نصل الى فكرة موحية جدا وهي ان هيلاري كلنتون وزيرة خارجية امريكا امتدحت الجزيرة كما لم يمتدحها احد حينما نقلت الانباء ما يلي حرفيا : (قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان قناة الجزيرة تكتسب أهمية أكبر في الولايات المتحدة لأنها توفر "الأخبار الحقيقية". في حين تتخلف وسائل الإعلام الأمريكية عن مواكبتها وكانت كلينتون تتحدث أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، واضافت قد تتفق مع الجزيرة أو تختلف لكنك تشعر انك تحصل على الاخبار الحقيقية على مدار الساعة بدلا من الاعلانات التجارية (وكالة هلا فلسطين الاعلامية 4/3/2011). هذا تقويم قد لا ينتبه القارئ البسيط الى انه ملغوم للاسباب التالية :

أ– لاحظوا اولا ان هيلاري، وهي الامريكية التي تعرف معنى الاعلان في بروز وتقوية الفضائيات، تقول بان الجزيرة ليس فيها اعلانات مزعجة كما في السي ان ان وغيرها من الفضائيات الغربية، في اشارة ذات مغزى لكون الجزيرة تمول من امير قطر وليس من الاعلان وهي حقيقة يتجاهلها كثيرون او لا يعرفونها رغم اهميتها في تحديد الدور القطري الخطير في تنفيذ المخطط الصهيوني والغربي الاستعماري.

لقد بنت القنوات الامريكية سمعتها وحققت ارباحها من الاعلانات من خلال تمسكها بالمعايير المهنية بصورة عامة لان العقلية الغربية لا تثق بالاعلامي المنحاز ولا تنصت له بل تريد تقديم الرأي ونقيضه، وهذا امر قانوني ايضا في الغرب فاي جهاز اعلامي ملزم بحكم القانون بتقديم الرأي ونقيضه والا تتعرض للمسائلة القانونية، اما الجزيرة فهي ملك لنظام اقطاعي مستبد وفاسد حتى العظام ولا يوجد من يحاسبه في قطر، لذلك قررت امريكا استخدام الجزيرة في المهام القذرة التي تحرق ليس الاصابع فقط بل الوجوه من اجل المحافظة على القنوات الامريكية ذات الربحية العالية بسبب صدقيتها النسبية بعيدا عن ظاهرة ضرب المعايير المهنية وعن الافلاس المالي كمشروع تجاري ناجح.

ب- ان امتداح هيلاري للجزيرة مبعثه تجاوز الجزيرة للحدود المهنية في الاعلام وتحولها الى طرف منحاز ويعد الاخبار والتقارير بطريقة تخدم الهدف الامريكي- الاوربي مباشرة وبلا اي تحفظ تفرضه المعايير المهنية، وهو سلوك غير مهني ولا يمارسه الاعلامي الذكي الحريص على سمعته المهنية التي تلزمه ومهما انحاز بالتمسك بنوع ودرجة من التوازن في تغطية الاحداث وجعل الانحياز مبطنا، وهو ما فعلته مثلا قناتي السي ان ان الامريكيتين (باللغتين الانكليزية والعربية) والبي بي سي البريطانيتين (باللغتين العربية والانكليزية ايضا) حيث انها، كانت ورغم وقوفها ضد الموقف الرسمي الليبي واليمني والسوري والجزائري ودعم مناهضي هذه الانظمة، كانت مضطرة للسماح للرأي الاخر ايضا بالظهور فيها ولو بصورة محدودة، اما الجزيرة فانها تقدم رايا واحدا فقط واذا اضطرت فانها تقدم سطرا واحدا او كلمتين عن الرأي الاخر. وهذه الخدمة هي التي جعلت هيلاري تمتدح الجزيرة لان قنوات تحترم نفسها ومشاهديها لاتفعل ما تفعله الجزيرة من تفرغ تام والغاء كافة البرامج ما عدا تغطية احداث الاقطار العربية، بطريقة تبشر بالابادة وتحرض على القتل ونشر الحروب ليس في الكيان الصهيوني بل في اقطار عربية.

ولتفسير توقيت الانقلاب الحالي في الجزيرة لابد من التذكير بانها، وبعد ان حان وقت قطف ثمار انشاءها نتيجة اكتسابها صورة القناة المهنية المحايدة، لم تعد تحترم ولا تهتم بالمعايير المهنية ولا بالسمعة المهنية وانما ما تريده هو تحقيق هدفين الهدف الاساس لانشاءها وهو خدمة المخطط الامريكي الصهيوني القائم على شيطنة خصوم امريكا او من تريد التخلص منهم بطريقة مباشرة ولا مهنية لاجل حشد اكبر عدد ممكن من الناس البسطاء او اصحاب عقد الثأر خلف الردة الامريكية الصهيونية ومن اجل انتصارها، وهدف خاص هو ايذاء من يكرههم امير قطر، مثل موقفه المعادي للقذافي بحقد وحماس شديدين بصورة تبعث على التساؤل عن سببه.

وهنا لابد من التذكير بان امير قطر الذي تأمر على ابيه واقصاه من الحكم واذله وحقره، وهو عمل لا يمكن لانسان يملك الحد الادنى من احترام صلات الرحم ان يفعله، لا يمكنه نسيان من يوجه له اهانة وهو لذلك لديه ثأر شخصي مع القذافي خصوصا منذ اهانه وحقره بصورة مباشرة اثناء القمة العربية في قطر بمخاطبته وهو يضحك وساخرا منه (انك ياسمو الامير تملأ كرسيك)، وكان القذافي يقصد انك كتلة لحم ضخمة مفروشة لدرجة ان جسدك يملأ الكرسي ولم يقصد انه كفوء للكرسي، وضحك الكثير من الملوك والامراء والرؤساء العرب لما قاله القذافي، ومما زاد في حقد امير قطر هو ان تلك الحادثة نقلت للملايين من المشاهدين، وهو ما احرج امير قطر بوضوح، وكانت اهانة ابتلعها لافتقاره الى الحضور الذهني المطلوب للرد في حالات كهذه لكنه ضمر حقدا عميقا على القذافي وجاءت الحملة الاستعمارية الحالية على ليبيا لتوفر لامير قطر فرصة الانتقام من القذافي حتى ولو ادى ذلك الى ذبح مئات الالاف من الليبيين ! ومن المفارقات ذات الدلالة ان امير قطر وبعد ان سخر القذافي من سمنته المفرطة قام بتنحيف نفسه بصورة واضحة جدا.

وفي ضوء ما تقدم لابد من طرح السؤال التالي : هل هيلاري كلنتون (قديسة الثورات) كي تمتدح ثورة حقيقية سواء في تونس او مصر او ليبيا او اليمن او سوريا او الجزائر؟ ام انها وزيرة خارجية امريكا اكبر واخطر دولة استعمارية في التاريخ وفي الحاضر؟ وهل الجزيرة شيئا غير اداة بيد اقطاعي فاسد ومستبد طرد بقرار فوري ستة الاف مواطن قطري ونزع عنهم الجنسية القطرية وتحميه امريكا والكيان الصهيوني وطلب وهو غير مضطر اقامة اخطر قاعدتين امريكيتين في قطر؟ واذا كانت الجزيرة اداة بيد شخص تابع لامريكا الاستعمارية ومطبع مع الكيان الصهيوني فهل يمكن لاداته وهي الجزيرة الا ان تخدم اهداف سادة امير قطر وحماته الرسميين؟

للتذكير وبلا ملل للاهمية القصوى لذلك : امريكا الان، وليس بالامس، تحتل العراق وتدمره وتقتل الالاف من ابناءه شهريا، وامريكا الان، وليس بالامس، تدعم قتل الشعب الفلسطيني وتمنع عودة حقوقه اليه، وهذان المثالان كافيان لتاكيد حقيقة ان امريكا حينما تدعم احدا فانه وبلا ادنى شك يخدمها ولا يخدم الشعوب وحركاتها التحررية، لذلك لا مفر من شك عميق ومشروع بكل من تصطف معه امريكا في الوطن العربي وتدعمه. وامتداح هيلاري للجزيرة ما هو الا شهادة من اخطر قوة استعمارية على ان الجزيرة تخدمها مباشرة وباخلاص تام. وهنا تتحدد هوية الجزيرة وتنكشف حقيقتها مرة واحدة وبلا اي غموض.

لقد ارتدت الجزيرة عما تظاهرت به في السنوات الاولى لانشاءها وعادت الى اصلها بصفتها قناة يملكها الاقطاع الطفيلي النفطي العربي في اشد اشكاله تخلفا وتبعية للاستعمار، وهي تبدو الان الممثل الحقيقي للاعلام العربي المتخلف في مرحلة ما قبل الثمانينيات وهي مرحلة كان فيها الاعلام العربي وبلا استثناء اعلام دعائي منحاز ويتميز بالكثير من الجهل عاكسا انماط تفكير الحكام وخادما اياهم بلا تفكير نقدي.

وهذه الحقيقة تظهر الصلة العضوية والمباشرة بين الجزيرة والنظام القطري، وهي صلة تابع ومتبوع، فحماس مقدمي برامجها في شيطنة طرف وتجميل وجه خصمه لا يمكن فهم سببه الا بملاحظة الموقف القطري الرسمي من الاحداث، فلقد اعلنت قطر رسميا (ان القذافي يجب ان يرحل) وهو ما تبنته الجزيرة حرفيا وبحماس، وطالبت قطر بفرض حظر جوي على ليبيا وروجت الجزيرة له بحماس ايضا (كخيار يحمي الشعب الليبي من مجازر القذافي) ورحبت قطر بل شاركت في الحملة العسكرية الاستعمارية على ليبيا وتحمست الجزيرة لهدف انتصار الاستعمار الغربي في ليبيا ! وتحمس امير قطر لتقسيم اليمن فتأمر على اليمن مع انه كان يتظاهر بالتوسط بين الحوثيين والنظام، ثم ما ان بدأت التظاهرات حتى اختار امير قطر دعم هدف تقسيم اليمن من خلال الدفع باتجاه حرب اهلية مدمرة فيه. وفي سوريا فعل نفس الشيء حيث راح يحرض على القتل والابادة واستخدام العنف. ومع كل (تجشأ) لامير قطر كانت الجزيرة تقول (عوافي ياسمو الامير)، ووصل الامر حد ان مقدمة برامج تقاطع احد المتصلين هاتفيا بها لانه ذكر اسم زوجة امير قطر ووبخته بشدة وقطعت الاتصال معه، وهكذا نرى ان بترودولارات قطر قد مسخت اعلاميين وحولتهم الى مرتزقة !

وفي ضوء ما تقدم يمكن القول بثقة تامة ويقين اتم بان ما يقدم الان في الجزيرة وغيرها ليس محض اختيار مقدم البرنامج بل هو في الاطار العام تنفيذ لخطة شاملة تضعها المخابرات الامريكية لتغيير ثوابت الناس وانماط تفكيرهم وخياراتهم وملأ ادمغتهم بمفاهيم استعمارية وصهيونية، وتقدم لحكومة قطر لتنفيذها تدريجيا وباشراف صارم من المخابرات الامريكية التي توجد لديها خلية متخصصة في الدوحة تتابع اداء الجزيرة وتوجهها حينما تخرج عن الخط العام.




الطبع والتطبع

من بديهيات الامور الحكمة القائلة بان الطبع يغلب التطبع، فما هي علاقة هذه الحكمة بالجزيرة؟ اذكر انني وانا طفل قرأت قصة قط دربه صاحبه على القيام باعمال بهلوانية وكان يكسب منها عيشه، ولكن احد الظرفاء اللؤماء حضر العرض واطلق فارا بينما القط يقدم عرضه امام الجماهير فما كان من القط الا وقفز من المنصة راكضا خلف الفأر في عودة لطبيعته الاصلية كمفترس للفيران وتخلى عن التدريب ! الجزيرة مثل ذلك القط : جهاز اعلامي يمثل الاقطاع في اسوأ اشكاله تشوها بنيويا وتخلفا فكريا وفسادا وديكتاتورية وتبعية للاستعمار، (دربته) المخابرات الامريكية على التصرف الحديث البعيد عن العقلية الاقطاعية المتخلفة للحكم في قطر، والبسته زيا عصريا تمثل في ثلة من الاعلاميين العرب الذين تدربوا في بريطانيا وعاشوا فيها واكتسبوا ثقافتها ويحمل اغلبيتهم جنسيتها ونقلوا بامر امريكي الى قطر للعمل في الجزيرة من اجل انشاء قناة تكسب احترام العرب الذين كانوا يشكون من تخلف اعلامهم من خلال التقيد بمعايير مهنية، وشرعت الجزيرة تعمل كانها قناة غربية متقدمة وبريئة من الارث الثقافي للاقطاع، فكسبت احترام الكثيرين وكنت منهم رغم شكوكي العميقة بها.

ومن البديهيات المعروفة تاريخيا وواقعيا ان الاقطاعي حينما تستولي عليه رغبة ما يتخلى عن كل اخلاق وروادع ويعمل وفقا لما تمليه عليه بنية التفكير الاقطاعي فكيف يكون التشوه حينما يضاف عامل الافساد النفطي المدمر للانسان الذي حولته ثروة النفط الى مخلوق هجين ومشوه اخطر تشويه الهه المال وشرفة المال وهدفه المال؟ لذلك، ورغم التدريب العالي لمن عمل في الجزيرة ولمن يوجه الجزيرة تنفيذيا، ما ان اطلقت امريكا (فأرتها) مؤخرا، وهي موجات الردة التي استغلت النقمة الشعبية ضد الانظمة الفاسدة والتابعة والمستبدة وركبت موجتها، حتى قفزت الجزيرة من منصتها واخذ تطارد (الفأر) تماما مثلما يفعل توم وجيري في افلام الكارتون فانكشفت اللعبة الامريكية تماما، وتعرت الجزيرة في عرض ستربتيز مثير للقرف لان من يتعرى مترهل الجسد وقبيح المنظر وليس شابة حسناء، فكان طبيعيا انه بدلا من التصفيق لستربتيز الجزيرة راينا التصفير وقشور الموز والبطاطا النتنة تلقى عليها باحتقار يماثل الاحترام الذي تمتعت به في السنوات الاولى لانشاءها.

انكشفت الجزيرة وسقط القناع الجميل عن وجهها بعد اقل من ثلاثة شهور على بدء امريكا العمل على محاولة تحويل الانتفاضات الوطنية الى ردات خطيرة ومدمرة في الاقطار العربية الى عصر الاستعمار والتبعية العلنية مستخدمة الجزيرة برصيدها الايجابي لتوفير البيئة النفسية والدعائية لتنفيذ ذلك، كي تصبح اقطار الامة العربية كلها على شاكلة تبعية قطر لامريكا ولاسرائيل، فتكون النتيجة المرسومة هي دفن مفاهيم الشرف والكرامة وعزة النفس والصدق والامانة واحترام الاب والام والاخ والجيران وعدم الغدر بهم، لاي سبب كان، ومحو الوطنية والرابطة القومية واحترام الدين، واحلال عصر اللصوص الرسميين الذين يضعون اموال النفط وغيره في حسابات مصرفية باسمهم وباسماء احبابهم في حين ان مئات الملايين من العرب يموتون جوعا، وتسخير هذه الاموال في تنفيذ المخطط الصهيوامريكي المتمثل في شن حروب وغزوات على اقطار عربية تحت غطاء مهلهل هو اسقاط نظمها، مع ان هذه النظم بغالبيتها صنيعة امريكا ومحميات امريكية.

ان ما فعلته حكومة قطر في العراق، بوضع اراضي قطر، وبلا اجبار كما اعترف اميرها، تحت تصرف القوات الامريكية لبدء الحرب على العراق منها وقيادة معارك الحرب منها مباشرة، وراح ضحية ذلك مليوني عراقي حتى الان، وما تفعله في ليبيا الان بسادية مرضية لا تخطئها العين ابدا، ويذهب ضحيته يوميا العشرات من الاشقاء الليبيين، والتحريض الذي تقوم به على القتل والحروب الاهلية في اليمن وسوريا والجزائر، مستخدمة احط اساليب التزوير والكذب والتشويه المتعمد لاجل اشعال الفتن والتحريض على القتل والابادة، انما هو قرار امريكي صهيوني واضح جدا تسخر قطر في تنفيذه مالديها من مليارات منهوبة من اموال الامة والشعب والتي خصصت جزء منها لشراء ضمائر اعلاميين تجردوا من كل انواع الشرف والوطنية والتحسب الانساني لمصير الملايين وعدم خدمة الاستعمار. وهذه الحقائق اصبحت واضحة الان حتى للطفل وموثقة بالادلة الصوتية والصورية، لذلك نرى الجزيرة تنحدر بسرعة وتدخل طور الافول النهائي دون ادنى شك، وبسبب ذلك تستخدمها امريكا الان في تنفيذ اقذر الاهداف واخطرها دون اهتمام بحمايتها من الحرق والسقوط المدوي كورقة كلينكس تمسح بها هي واسرائيل قاذوراتهما وترميها في سلة القمامة.

بهذه الممارسات وعمليات التثقيف كانت الجزيرة ومئات القنوات اخرى التي أنشأت بامر امريكي وبتمويل خليجي تنفذ خطة امريكية صهيونية لتغيير سايكولوجيا الناس واستبدال قيمهم التقليدية وزرع سايكولوجيا اخرى تتقبل (خيار الجلبي) اي خيار الخيانة وخدمة الاستعمار وطلب عونه وفرض مفاهيمه تدريجيا من جهة، واشعال صراعات جديدة لم يكن احد يتجرأ على خوضها ابدا مثل صراعات نقد الاسلام من منطلق علماني او الحادي مقابل الترويج للاسلام السياسي، وتجميل وجه الاستعمار علنا، وقبول او رفض الشذوذ الجنسي واباحة ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج وهو احد اهم اهداف الخطة السكانية الامريكية، من جهة ثانية.

الجزيرة بهذا المعنى وبهذا الدور تعد اهم مروج لخيار الجلبي في كل الاقطار العربية، وهو دور لم تجرأ على القيام به كل دول مجلس التعاون الخليجي واي نظام عربي عميل اخر الامر الذي يجعل شخصية امير قطر وتكوينه النفسي محور الدور القطري الخطير والاجرامي.

لذلك لا مفر من التأكيد على ان الجزيرة بحق وطبقا لواقع الحال هي اشد كلاب حراسة الاستعمار والصهيونية شراسة، وهي، بعكس قناة العربية التي كانت وماتزال تخدم الاستعمار مباشرة ـ انتقلت من ادعاء الحياد ونقل الرأي والرأي الاخر الى قناة لها راي واحد تتمسك به بنزعة مرضية تماما كالعربية. ولعل ادق وصف للجزيرة ودورها هو ذلك الذي قدمه فنان يمني من قناة اليمن حينما قال : ان قناة الجزيرة ليست سوى هراوة تستخدمها امريكا واسرائيل لقمع العرب.




المنتظر من عقلاء قطر

هل لذلك من معنى ونتائج اخرى؟ نعم فمن الاكيد، وكما بدات اسمع واقرأ وارى، وانا انقل كل ذلك بامانة الان، ان قطر ذلك القطر البسيط والصغير والمسالم والذي لم يكن يؤذي احدا قبل وصول الامير الحالي اصبح له اعداء اكثر من طاقته على تحملهم او ردههم بل ان كل قطري الان يواجه حقد مئات الالاف من العرب من ضحايا امير قطر الذي يسخر مال قطر وقناة الجزيرة لتهديم استقرار الاقطار العربية ولابادة الملايين وتعذيب عشرات الملايين، لذلك فان هذا الكره لقطر الذي بدأ ينزرع في نفوس الملايين من العرب اكثر واكبر من قدرتها على تحمل نتائجه المستقبلية.

ليدرك كل قطري يحب قطر ويريد الامن والاستقرار وضمان حياته وحياة اسرته وتجنب الانتقام ان اميره يدفع بقطر الى محرقة ليس لقطر اي مصلحة فيها على الاطلاق ولن ينجو احد من ويلاتها، لا من القطريين ولا من العرب الاخرين الذين ينتظرون الفرصة للانتقام من قطر، وهو امر مؤسف ولا يجوز ان يحدث ويجب علينا كلنا ان نمنع ذلك، وذلك مرهون بايقاف امير قطر عن مغامراته الجنونية والاجرامية. وهذه مسؤولية العقلاء في قطر، ونحن واثقون انهم كثر، خصوصا في الاسره الحاكمة التي تعد المسؤول الاول عن جرائم اميرهم المرضية، كما انه مسؤولية احرار قطر من رجال الاعلام والساسة والاكاديميين والتي تتمثل في ضرورة التظاهر الكثيف الان ضد ممارسات اميرهم المصاب بجنون العظمة الكاذبة والنقد والرفض العلنيين لاعماله وايقافه عن مواصلة ارتكابه الجرائم ضد ابناء الشعب العربي خدمة لاهداف امريكية وصهيونية.

واذا كان البعض من القطريين يعتقد بان امريكا ستحمي قطر وحاكمه وعصابته الاجرامية الحاكمة نقول لهم لاتعولوا على الحماية الامريكية فهي مؤقتة وسوف تتخلى امريكا عن قطر واميرها ونظامه في يوم ما وظرف ما، كما تخلت عن حسني مبارك الذي قدم لامريكا اخطر الخدمات ومنها العدوان على العراق في عام 1991 وغير ذلك، عندها ستكون قطر بمواجهة ثأرات عشرات الملايين في العراق وليبيا واليمن وسوريا من ضحايا اميركم المهوس بالقتل والابادة ورؤية الدم. فهل المواطن القطري العادي مستعد للتضحية بامنه ورفاهيته واستقراره وسلامة ابناءه من اجل اعمال اجرامية ومرضية لا ناقة لكم فيها ولا جمل؟ وهل القطري الذي تعود على السفر كل صيف الى امريكا واروبا وغيرهما للتمتع بماله مستعد لان يبقى في قطر محروما من سفر او المتعة الخارجية خوفا من الانتقام الحتمي القادم خارج قطر؟ وحينما استخدمت المثل القائل (لا توقد نارا لا تستطيع اخمادها) كنت اعرف على وجه اليقين ان قطر لن تتحمل نتائج جرائم اميرها وعصابته الحاكمة فالنار التي اوقدها امير قطر ستصل الى قطر حتما اليوم او غدا او بعد غد، وعلى كل قطري ان يتخيل الان وليس غدا ماذا سيحدث في قطر اذا سقط صاروخ متوسط واحد في الدوحة، وتلك مسألة ليس هناك ما هو اسهل منها رغم وجود القوات الامريكية؟

العاقل هو من يفكر بكل هذه الاحتمالات ولا يستثني اي احتمال، والاكثر عقلا هو من يتذكر ان من اهان والده ونظم انقلابا ضده لا يمكن ان يدافع عن (الغرباء) رحميا من اهل قطر حينما تفرض عليه انانيته ان يتصرف ضد مصلحة القطريين كلهم.

نيسان – ابريل 2011
شبكة البصرة
الجمعة 18 جماد الاول 1432 / 22 نيسان 2011


*ستربتيز : هو عرض التعري في ملاه ليلية امريكية يقوم الرجل او المرأة فيه بنزع ملابسه قطعة بعد اخرى ببطء مع موسيقى وتصفيق الحضور الى ان يصبح عاريا كما خلقه الله.