المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقيبة



وفاء بنداود
01/05/2011, 06:09 PM
الحقيبة

دخلت غرفتها ولفتت انتباهها _ربما للمرة الأولى _حقيبة السفر السمينة، وقفت ترقبها بصمت ثم سحبتها بعناء، واستخرجت منها كل القطع الملونة والجميلة التي لا تذكر منذ متى قامت بتخزينها داخلها؛ حملت بين يديها فستانا حريريا أحمر، مررته على خدها وتلمسته بحنان؛ وقفت أمام مرآتها وارتدته وهي تسائل نفسها، أحقاً أنا من إشترى هذا الفستان؟ لا تذكر منذ متى؛ تبسمت بتحسر، تأملت قامتها المتناسقة وهي تستدير يمينا وشمالا وتردد داخلها، بماذا تتميز عني فتيات الإعلانات والأفلام؟ نظرت داخل عينيها طويلاً، زاغ بصرها لترى على جبينها خطوطا من التجاعيد الرفيعة وحول فمها، أغمضت عينيها وحركت رأسها بعنف كأنها تنفض عنها كل الأفكار المرعبة وتلقي بها بعيداً، لا ليس بعد! جلست بإحباط وسط القطع المتناثرة حولها كأنها بحيرة من الأوان والأشكال، تسترجع ماضيها وتذكر أخر مرة تقدم لخطبتها زميل لها في العمل، كانت تخطط للمستقبل وكيف أنها في كل يوم بعد زواجها، الذي لم يتم، سترتدي ثوباً جديدا، وستظهر بحلة جديدة، وستسمع كل ليلة غزلاً ومديحا،وستغرق في بحور من الحب لا نهاية لها. ضحكت بصمت ومرارة. وقفت بعزم، رتبت القطع في دولابها، لوحت بالحقيبة الفارغة، ووضعتها في زاوية بعيدة فوق الدولاب، وهي تقول لنفسها بقناعة ورضا، الحي أبقى من الميت
*
*
*
*

محمد علي الهاني
01/05/2011, 09:47 PM
الحيّ أبقى من الميت

وإبداعك باقٍ لأنك كتبتِهِ بحسّ مرهف وقلم مبدع...

دام عطاؤك أيتها القاصّة الفاضلة..

تقبّلي تشجيعي وتحياتي وتقديري.

أبو نضـــــال

وفاء بنداود
01/05/2011, 10:43 PM
تقبل شكري وامتناني يا استادي الفاضل
مودتي

نهاد عبد الستار رشيد
07/05/2011, 08:15 PM
القاصة وفاء بنداود

قصتك الجميلة (الحقيبة ) تشير بوضوح على قدرتك الكبيرة في كتابة القصة القصيرة جدا ، وجاء النص مطابقا للضوابط والسياقات المتبعة . أتمنى أن أقرأ لك المزيد .

نهاد عبد الستار رشيد
قاص ومترجم وصحفي مستقل

وفاء بنداود
08/05/2011, 02:07 PM
القاصة وفاء بنداود
قصتك الجميلة (الحقيبة ) تشير بوضوح على قدرتك الكبيرة في كتابة القصة القصيرة جدا ، وجاء النص مطابقا للضوابط والسياقات المتبعة . أتمنى أن أقرأ لك المزيد .
نهاد عبد الستار رشيد
قاص ومترجم وصحفي مستقل


شكراً لمرورك الطيب سيدي نهاد عبد الستار رشيد
لك مني أجمل تحية

اماني مهدية
13/05/2011, 05:35 PM
الحقيبة

دخلت غرفتها ولفتت انتباهها _ربما للمرة الأولى _حقيبة السفر السمينة، وقفت ترقبها بصمت ثم سحبتها بعناء، واستخرجت منها كل القطع الملونة والجميلة التي لا تذكر منذ متى قامت بتخزينها داخلها؛ حملت بين يديها فستانا حريريا أحمر، مررته على خدها وتلمسته بحنان؛ وقفت أمام مرآتها وارتدته وهي تسائل نفسها، أحقاً أنا من إشترى هذا الفستان؟ لا تذكر منذ متى؛ تبسمت بتحسر، تأملت قامتها المتناسقة وهي تستدير يمينا وشمالا وتردد داخلها، بماذا تتميز عني فتيات الإعلانات والأفلام؟ نظرت داخل عينيها طويلاً، زاغ بصرها لترى على جبينها خطوطا من التجاعيد الرفيعة وحول فمها، أغمضت عينيها وحركت رأسها بعنف كأنها تنفض عنها كل الأفكار المرعبة وتلقي بها بعيداً، لا ليس بعد! جلست بإحباط وسط القطع المتناثرة حولها كأنها بحيرة من الأوان والأشكال، تسترجع ماضيها وتذكر أخر مرة تقدم لخطبتها زميل لها في العمل، كانت تخطط للمستقبل وكيف أنها في كل يوم بعد زواجها، الذي لم يتم، سترتدي ثوباً جديدا، وستظهر بحلة جديدة، وستسمع كل ليلة غزلاً ومديحا،وستغرق في بحور من الحب لا نهاية لها. ضحكت بصمت ومرارة. وقفت بعزم، رتبت القطع في دولابها، لوحت بالحقيبة الفارغة، ووضعتها في زاوية بعيدة فوق الدولاب، وهي تقول لنفسها بقناعة ورضا، الحي أبقى من الميت
*

اختي وفاء السلام عليك
قرار حكيم.. فالحياة تستمر بنا او بدوننا..
حكيك فيه دفء السرد المتقن البديع
استمتعت بالتصفح
مودتي
اختك اماني*
*
*

منير الرقي
13/05/2011, 06:28 PM
القاصة المبدعة
وفاء بنداود
حين يلج المبدع كوامن الذات ويوغل في تجريدها بحثا عن المشترك
يستطيع أن ينفلت من الهاجس الذاتي و يحلق في هواجس الإنسان مطلقا
وهنا أيتها الغالية غاص نصك في أنطولوجيا الفعل و الفناء
دمت مبدعة على الدوام
أخوك منير الرقي

وفاء بنداود
14/05/2011, 01:51 AM
*
اختي وفاء السلام عليك
قرار حكيم.. فالحياة تستمر بنا او بدوننا..
حكيك فيه دفء السرد المتقن البديع
استمتعت بالتصفح
مودتي
اختك اماني*
*
*


الغالية أماني مهدية
وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد أسعدني مرورك اللذي يثلج الصدر
مشكورة جدا و دمت طيبة

وفاء بنداود
14/05/2011, 02:10 AM
القاصة المبدعة
وفاء بنداود
حين يلج المبدع كوامن الذات ويوغل في تجريدها بحثا عن المشترك
يستطيع أن ينفلت من الهاجس الذاتي و يحلق في هواجس الإنسان مطلقا
وهنا أيتها الغالية غاص نصك في أنطولوجيا الفعل و الفناء
دمت مبدعة على الدوام
أخوك منير الرقي


أخي الكريم منير الرقي
شكراً لحضورك المتميز و لتشريفك لموضوعي
دمت طيبا و كريما
لك مني أجمل التحايا

ريما البدوي
14/05/2011, 03:53 PM
عزيزتي وفاء بنداود
قصة رائعة وهادفة ومحكمة الصياغة
سلمتِ لإفادتنا بتلك الدرة جميلتى
كونى بهناء .
تحياتي وتقديري

وفاء بنداود
14/05/2011, 11:34 PM
عزيزتي وفاء بنداود
قصة رائعة وهادفة ومحكمة الصياغة
سلمتِ لإفادتنا بتلك الدرة جميلتى
كونى بهناء .
تحياتي وتقديري


الغالية ريما البدوي
شكراً لكرمك ولطيب ردك
لك كل تقديري واحترامي

دنيا حكمت
14/05/2011, 11:40 PM
الأخت الفاضلة وفاء:

قصة جميلة ومن حكايا الواقع ، وهي أمرأة شجاعة لأستيعابها الموقف ...... ربما هي في سن الخمسين !!! سن الرجوع للأمل بالحياة وأكمال المشوار بثقة .


تحياتي

وفاء بنداود
14/05/2011, 11:51 PM
الأخت الفاضلة وفاء:
قصة جميلة ومن حكايا الواقع ، وهي أمرأة شجاعة لأستيعابها الموقف ...... ربما هي في سن الخمسين !!! سن الرجوع للأمل بالحياة وأكمال المشوار بثقة .
تحياتي


الأخت الفاضلة دنيا حكمت
ممنونة أنا لمرورك ولردك الجميل
مودتي