المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة شاعرية لبوابات القرى العربية ..



حسن سلامة
07/05/2011, 10:30 AM
مساء الثلاثاء 3 ذي الحجة 1423 هـ / 4 فبراير 2003 م، زرتُ وأسرتي القرية العالمية في دبي ،
حيث تعرض دول من العالم نماذج من تراثها وصناعاتها في أجنحة / قرى تدل عليها ،
وقد وقفت عند أبواب القرى العربية تحديداً ، وقرأت ما كانت تحكيه لي .. فكان هذا النص المنشور في حينه ،
رأيت إدراجه ، في محاولة للفرار إلى يوم أجمل من هذا اليوم ..!.

قراءة شاعرية لبوابات القرى العربية

شوق الوطن
من الماء .. إلى الماء


القرية عالمٌ كبيرْ ..
العالم قرية ٌ صغيرة ،
حين تفتح ذراعيها والفؤاد
تلتقي الوجوه من كل صوبٍ ،
...
في القرية، بابٌ ..
وخلف الباب قرى ..
تشدُّ الزائرَ للتاريخ وللأمجاد
يدلفُ ، ينصتُ لحكايات المدن
الدول ، الناس ، الأرض ..
عند الأبواب العربية ، وقفتُ ،
أدهشني هذا الوجد العربي
في اللون ، الضاد ، الأشياء الحلوة
فهرعتُ ألملمُ أيامي في الشام
وفي صنعاءْ
عند النيل وفي الخضراءْ
وبحر عـُمانْ .. وعَمان
وفي بغداد ..
ما كنتُ غريباً .. ما كانوا أيضاً .
فالهمّ الواحد يجمعنا،
والأمل الأكبر ينغرس الآن
أكثر في الصحراءْ ..

.. والذي ببكة مباركاً
واقفة هاجر، والحيرة سيدة الموقف
إسماعيل يطوف بذاكرة الظمأ بلا صوتْ
فيأتي الأمر الرباني الـ ( كُنْ)
فيكون الماءُ بزمزمْ ..
يروي رُكباناً ورجالاً،
جاؤوا من عمق الفج .
ودوائرُ قمح ما زالت خضراء:
لبيك اللهم لبيك
إن الحمدَ ،
والنعمة لك والمُلك ،
بكَ ، تصدحُ كل المخلوقات
وحبيبي في الغار يناجيك،
فتمنحه البشرى للعالم
يشفع لي عندك ، فأنام قرير العين
بين الحجر الأسود والطيبة
لبيك لا شريك لك،
الأرضُ الطاهرةُ تهتفُ للإسراء
فيلبي بيت المقدس بالمعراج
يا أرض الله على الأرض
جاءتك الخطوة والنبضة
فارتسمي شوقاً وحنيناً
فوق شفاه التقوى
فجزيرتنا يكفيها فخراً،
أن تحمل هذا الموروث الكوني ..
..

قالت القدس العتيقة ..
لا تبتعدوا ..
جميع الأمكنة سواءٌ
حين يكون الناس سواءْ ..
هذي الدائرة توشك أن تطبق
على زغب الطير فلا مأوى ،
وطفلٌ عند جدار القدس الشرقي
يصرخ فينا ، في كل مواسمنا
واا..غوثاه ،
فلا مؤنس للوحدة،
أو كفاً تجمع لحم الوطن الساخن
فيشدُ نياطَ القلب إليه ،
ويعتصرُ الزيت القدسي ،
لا شرقيَ ولا غربيْ ..
سيأتي الفتحُ قريباً ،
فصلاح الدين على بوابات القدس
يحمل سيفاً ليذود عن الطين ،
وجدار ينمو عليه (الحنون)
وأوراق الخبيزة ،
فيرفع رايتنا ابن الخطاب
ويرسي ميثاق الأمة ،
للوطن الآتي ..
من وطني
يأتي وطني في التين
وفي (اليافاوي)
وفي الزيتون ،
ومن ثوب مشدود بالسرو وبالدم
وبقايا وشم في خارطة كالنصل ،
تبعثُ فينا رائحة التاريخ ،
ووجع الميجنا
والعتابا
وظريف الطول
فتكون المدن الكنعانية واحدة
تدفع ثمن الوجع اليومي ،
في الضفة،
في غزة،
في أمداء شتات ٍ
أو في بطن الأرض المأسورة..
..

دم الجنوب وأرز الجبل..
أيها البحر،
موجك يرسلُ زبداً
ينام على أول شاطئ
لكنه
يعطي كل حين موجاً ،
يتناسخ عند أقدام المدينة..
يا حجلاً يرحل عبر الأرز نحو الجنوب
يحمل منه النهاية / البدء ويرجع
يعمدنا في جراحه الدافئة
تحدثنا القلاع وصوانها ،
عن مدينة البحر ،
عن شرقيها ، غربيها
عن شمال الخارطة ، عن النهر
عن حكايات الغزاة الراحلين
تحت ضربات أيدي الفاتحين ،
لتخرج بيروت من رمادها
عنقاء ثانية ، فتمخضت
جبلاً وجيلاً شرقياً يصدُّ الغزاة
وتشدو بعلبك ألحانها
وتطربنا فيروز بالعشق المعتق
الذي ينمو بداخلنا
كالفل ونبض الصباحات الجميلة
يا جميلة ، الوعد أنت ،
البشارة
الصهيل الذي في القلب
وقافلة الأعراس المخضبة بحنائها
.. وبدمها،
على الأكتاف نامت ..
..

(مثلثة) النيلين
ميل ٌ أو مليون .. سيانْ
فهذي القبة ، كالقمة ، كجبل (المرة)
مجبول بتراب السودان
وماء النيلين ..
ورائحة (القرشي)
تدلف من خلف الباب..
خرطوم والبحري ودرمانْ ،
فيأتي الشدو الأسمر بالجلباب
(في ليله وكنا حشود بتصارع
عهد الظلم الـ / شب حواجز ، شب موانع
جانا هتاف من عند الشارع ...)
..
فيرتد الصوتُ صهيلاً ، جميلاً
يجمع كل سواعد أهلي،
وسلة خبزي ، يحضنها القوم
فيصطفُّ بنو عامر ،
والبشاريون ، والفور .. على الفور
والبقـّارة والشلك يجيئون ،
وزريقات ونوير والدينكا ،
على مهل ، بالجسد القرشي ،
وبتاريخ لا يتعب
من وهج الشمس وحمرتها ،
فينغرس (التبلدي) في الأرض
لا يأبه للريح ، فيعطي الماء ..
وتلوح وجوهٌ سُمرْ ،
فاللون هو اللون ْ
والجلباب هو الجلباب
والقطار هو القطار
والخبز هو الخبز
والليل هو الليل ..
والفجر ، حتماً يأتي بعد هنيهات ..
ينتفض القرشي من دمه الدافئ
كدمه ِ ، فيرتجف الجفنان
ويسيل ( الكركديه) على النيلين
بين شمال وجنوب ..
القرشي يحلم ، يحلم
يقوم فيزرع ، يحصد ، يصنع
ويلبي نداء الناقة
عند الضفة الأخرى
ويحضر ذاك الفحل ، بسنامين
لا يهتز ولا يرهبه الشوك ..
لا أحد ينكر يا (زول)
هذي الأحلام ،
لا يقدر أحد أن يسرقها..
يا القرشي ،
(لسه الشارع يشهد لينا
فـ يوم الغضبه حصاد ماضينا)
..

شـآم ...
شآم أهلوك أحبابي
تنامين في حضن قاسيون
على كنزك الأموي ، تناجين بردى
الذي ينساب ، كان ، كأصابع من حرير
فينسلّ لكل بيت دمشقي
يروي ظمأ الصغار ، والياسمين
فينهضون عند الفجر كالفجر
لتخرج حروف المجد من صلاح الدين
فتلتقي حمص بسيرة خالد
وبني حمدان الفوارس..
في حضن قاسيون
عيون المدينة تلمع ،
تقرأ في دفترها الأنيق حكاية ميسلون
لا تنفك منها، إلا بها
فتلجأ إلى أحضانها الدافئة ..
تنصتُ إلى لحن حلبي رخيم ..
وهنا ،
بلابل الغوطة تشدو ،
فتحنّ نواعير حماة
فينهض (القسام) من جبلة ،
يحدثني عن فلسطين ..
كان البحر يصغي
يصغي ويثور ،
ويرسل موجة إلى المقهى الصغير
فيسمع عز الدين سلاماً وينام ..
وأنام بين دمه ودمي ،
وأرى سيف (خالد)
يحمل نصله البسملة ..
وسلمان ، يبحث عن بصرى
يعطيه (بحيرى) مفاتيح أملْ
فيطل صاحبنا من (خندقه)
ينحتُ صخراً
فينبجس ماءُ الفتح ..
..

بحـر عُمـان ..
بين الحِجـر الغربي وبين البحر
أشرعة ورؤوس جبال ،
وتفوح عطور الحلوى حتى ظفـار ..
هنا ، كانت أشرعتي تبحرُ
نحو الشرق الأفريقي ،
وجزر القمر ،
كانت عُمان ، بمسقطها
وبمطرحها ،
مرسى حضارات الشرق
وأحمال البخور ..
زنجبار تشهد زبد الموج ،
ترخي سمرتها وجدائلها ،
فيرتد الصوتُ هوى صحارياً
يخرج من بين الأفلاج ،
يسقي النخلَ الباسق
ويعلمنا هندسة الماء ..
..

كويت..
أرفع كفي كشراع مجروح ..
والجمر الحارق مازال يثير الذكرى ،
أبحرُ ثانية من رأس خليجي ،
علّ الوقت ينسيني ما فات ..
علّ العاصمة تفتح مصراعيها للبسمة ،
للفرح الآتي ..
تحنو الأفئدة الساعية إلى الغد ،
وتحط رحالٌ آمنةٌ في قلب الجهراء ..
منذ زمن ،
كانت كاظمة تحدثنا عن (خالد)
تشد إليها نياط القلب ،
أنتِ ، مرابطة عند تخوم الجرح
ليسافر نحوك كل العشاق ،
لثغر خضبه حناء الدم ،
فتقسم أطيارك
أنك ،
الفيصل بين شقشقة الصبح
وغسق الليل ..
..

طارق يعبر مغربه..
من ماء الشرق الدافئ ،
للأطلس ، ولماء الأطلس
يحدثنا الشاي الأخضر وسمرُ الليلْ ..
نسمع صوتاً ينبئ عن فجرٍ آتٍ ..
طارق لم يحرق كل مراكبه ،
طارق كان ينام على صفحة ماءٍ
يحلم بالمطر الحلو،
فيخضـّر العشبُ ، وتُـفتحُ
أبواب الأندلس على مصراعين
للمد القادم بالمجد وبالخيلْ ..
من طنجة للحد الصحراوي ،
يحكي الناس ُ حكايات البحر
والليل المورق يكشف أوراقه ،
نقرأ فيها تاريخ الفتح الموشوم
بعرائس زهر الشمس
وبالخيل الرامحة عند تخوم (الحمراءْ)
تتمايل بالنقش وباللون ،
فتصحو الأحلام الرطبة
على وقع سنابك وسيوف
صنعت ذاك التاريخ ..
وتلـّوح لـُُبنى بكفين من الحناءْ
وبأثمد عينين ، وجدائل تنسجُ
شرياناً عربياً فوق (البُرنس)
وتغيب في دار بيضاءْ ،
ناصعة تنتظر جواد ابن زياد ،
فيعود يلملم شاردة الأيام
الحبلى باللون
وبالوعد
وبالمـاءْ ..
..

قصر عميره..
قصر عميرة يخبرني عن قصر هشام ،
عن (كتـّار) فيه يحزّ النهرُ
ويمشي للبحر الميت ..
يأتي صوتٌ ورديٌّ من جوف البتراء
يدهشنا بمجد الأنباط ،
ويشد إليه بجذع الزيتونة في عجلونْ ،
تغني جرش الرومانية
فترد عليها عمونْ :
إن التاريخ اتكأ هنا
يتسربلُ بالسيرة
وجراح (ابن الجراحْ)
وفي الليل القمري ،
تضيء العقبة مصباح خليج أزرق ،
وذات صباح ،
كانت قافلتي تسري ،
تتوقف عند الصخرة ،
أقرأ ذكرى
سطرها عشاقٌ منذ عقود
تحكي للبيدر أغنية ً
وتبوح بناي يعشق حزنه ..
يا صاحبة الوشم العشبي ،
والثوب المنقوش ،
أخالك عند السيل
أو عند قطار الشرق ،
تروين الظمأ ،
فقد طال كثيراً..
..

نيـل بهيـة..
نيل عطاء وأعشاش جميلة ،
تفرخ أجيالاً
كسلسلة بعضها من بعض ،
فيطل رأس ياسين من ألف ، ألفي سنة
ثم ألفين ،
بوجه من قناديل وطينْ ،
يبحث عن ناهد أو سميحة
أو زكية
فتكون بهية ..!
في (الغيط) تزرع
تحلب أنعامها،
أو بفسطاطها القاهري
لا تنام ، فتنجب أشياءها المثيرة
من حتشبسوت وخوفو ،
منذ (المعز) وأزهرها القديم
وحكايات ( سرور) المفعمة
(حتى يفرجها الكريم)
فتكون حمامة بيضا ، كما قال
بعيون عسلية ..!
فتكون بهية
كالتينة في الغصن طرية
ونديّة
وشهيّة ،
يانعة كما النعناع يانع
وكما البرسيم يانع
وكما الريحان يانع..
أيها المصر ، مرتعنا
ومأوانا ، والقلب الذي
يبحر فيه دمنا،
أحلامنا ، وهوانا،
ها أنت بهية بين جناحي الوطن،
محروسة أنت ، كما أنت
أهرامك،
نيلك الساكن فيك ، وفينا
بصحرائك والشمس،
تشدين الوجوه السمر للأرض التي
شهدت خيول الفتح للفتح
فتخرج ألف مئذنة تناجي الريح
وتزرع الآفاق بأمجاد لا تزال،
خذي إليك نياط القلب ،
وتمخضي الخيل ثانية ،
وليل العاشقين الذين
ينظرون الفجر بأكفّ لا تكل ..
وانقشيني على ناسك ،
ونحاسك
وصفحة الماء التي
تمخر الوقت ،
ونامي
في قرة العين
كالعين ..
..

يـا عراق ..
(أنكيدو) يصحو من غفوته،
(جلجامش) يشهر في العتمة بارقة للريح،
عاصفة للطوفان الشرقي ،
وموطئ قدم تقترب إلى منبتها..
كسنبلة الحنطة يا أنكيدو ، تنمو
تقتات العشب مع الغزلان البرية ،
تشق الدرب لتروي ظمأ النهر ..
جلجامش يفتح نافذة الماء ،
فتطل الخيل ، صاهلةً
تنتظر السيابَ القادمَ
من عين فراتٍ .
من دم الشطآن
النائمة بجوار حوائط جيكور ..
تُصـوَحُ أطيار الدجلة والأهوار ،
حان الآن
أن تتنفس وقت الصحوة ،
لتعود سنابك خيلك
فتثير النقع،
تجدد ألياف النخل
في ذاك الشط الظمآن ..
بابلُ
بابل يا سيدة النهرين ،
قد يأتي العاشق والمعشوق،
قومي يا سيدة النخل
شدي إليك بأنسجة الليل
بصهيل الخيل ،
بالعاديات
المغيرات ،
فهذي سروجك تنتظر الفرسان ،
الآن
الآن..

ومن سبأ ، بنبأ..
ينهض عدنان ، وقحطان
من صلد مدائن بكر
من عبق التاريخ ،
فتنكشف غلالات الماضي وبساطتها
وتطلّ القهوةُ
والخنجرُ يبرق في سوق الملح ،
وصنعاء ، تعانق أعتاب عدنْ ..
تحدثنا شوارع مدرم والشيخ عثمان ،
وأب وذمار
عن رحلة سبأ والسد ،
وحكايات الملكة بلقيس ،
عن تعز و(الصبرة)
وحديدة والشعب ورملة حضرم ..
أسألُ عن ذاك الدرب الموغل
ينقلنا كان من المركز للآفاق
فحملنا الحرف العربي
وحميّر وذا النون
ومأرب ، وحدائق تتعلق
فوق حزوز الصوان
وعند القلب ..
قـيلَ
أن أبي كان هناك ،
وأن الهدهدَ جاء بنبأ
من وطني الأول
عن زمن الشورى يتحدث
عن مملكة شاهدة مازالت
عن عرس في هودجها،
وكان أبي ، بعباءته ،
يدق القهوة في (الجرن)
تحت الأشجار الصلبة
في وطني المنفي
يتكئ على غصن الذكرى
وينسج لي خيطاً من وهج الشمس
يبشرني:
أن الدم هو الدم
والوجه هو الوجه
ويلقمني صبرا..
..

من النوار إلى الفاتح ..
من (النار) إلى (الفاتح)
ينهضُ جبلٌ أخضر بجناحين،
أحدهما مبلول بالنهر الأكبر ،
والآخر يغفو في عاصمة خضراء
تأتي بكتاب
يحكي تاريخ الثورة ،
والخيمة ، والناقة..
وكانت (سرت) تصد غزاة القرن
و(بساطير) الجند الموغلة
في أرضي البكر ..
والناس يهيمون في سنوات القحط
حتى شهدوا (مشنقة المختار)
فهبوا من بطن الصبر وثاروا
وانفجروا بركاناً زاح الغمة
عن درنة والمرج وزلتين ،
فنهضت بنغازي ومصراتة،
وطرابلس الغرب،
تنثر فرح النصر
وترفع رايتها الخضراء
تهتف أن الراية لي،
والأرض،
والغيم الآتي ..
..

الخضراء تونس ..
منذ ألف عام وألف،
تمخر أشرعة الفينيقيين البحر ،
باللون وبالكحل الشرقي ،
كان الأخضر يستقبلها ،
بالزيت ، وبالزيتون
وبأرض الخير ..
جربة .. صفاقس
قرطاج والأبواب الزرقاء ،
وحوائط ناصعة تحكي ألف حكاية ..
عن عقبة ، وابن السرح
عن الحفصيين وأبي الفتح المنصور
ومئذنة القيروان تناجي الآفاق
وتنشر علماً وصلاة ومحبة..
بنو هلال يقتحمون المجهول ،
وبنو عبيد وابن باديس
يخطّون على الحجر مشاوير الآتي ،
فيخرج من أرض الزيتون (الباي)
يلملم ما بقي من الأوهام
ويرحل .. لا رجعة فيها ..
ينهض في قلب الوطن الأخضر
زيتٌ أخضرْ
وعرائسُ بحرٍ
يتغشاها موج راقص ..
..
.