وفاء بنداود
08/05/2011, 03:16 PM
الدراويش
إقترب الموكب من بيتها ودوي الطبول يزداد حدة ثم توقف وسمعت صوته القوي والمجلجل ينادي: يا أهل الدار! سحبت رغيفا ساخنا من بين الخرق البالية وجرت تتعثر في أذيالها، قدمته له مع إنحناءة التبجيل و التعظيم، دمدم بكلمات المباركة، وصاح الديك من ورائها: كوكوكوكوووو! قال بلسان بطئ وصوت عميق كأنه يأتي من جوفه بدلاً من فمه: اعطني الديك! قالت بصوت ضعيف متوسل: لا استطيع سيدي إنه ليس لي... هدد رافعا رمحه الطويل الذي لا يفارقه في رحلته بين القرى ومن عصاه تتدلى المناديل المزركشة المربوطة بإحكام لذوي الحاجات والمطالب المستعصية التحقق، اعطني الديك وإلا... جحظت عيناها برعب وهي تدرك بيقين مطلق أنه ما إن يغرس الرمح في أرض بيتها المقفرة حتى تحل بها مصيبة وبكل أهلها، انحنت تقبل يديه وبصوت باك و مستعطف ترجوه ألا يفعل: إنه ليس لي سيدي.. أنا أرملة سيدي.. إنه أمانة... رفع الرمح عاليا وهوى به نحو الأرض، ودوت صرخة عظيمة زلزلت المكان...
لقد انغرس الرمح في قدمه الحافية.
*
*
*
*
إقترب الموكب من بيتها ودوي الطبول يزداد حدة ثم توقف وسمعت صوته القوي والمجلجل ينادي: يا أهل الدار! سحبت رغيفا ساخنا من بين الخرق البالية وجرت تتعثر في أذيالها، قدمته له مع إنحناءة التبجيل و التعظيم، دمدم بكلمات المباركة، وصاح الديك من ورائها: كوكوكوكوووو! قال بلسان بطئ وصوت عميق كأنه يأتي من جوفه بدلاً من فمه: اعطني الديك! قالت بصوت ضعيف متوسل: لا استطيع سيدي إنه ليس لي... هدد رافعا رمحه الطويل الذي لا يفارقه في رحلته بين القرى ومن عصاه تتدلى المناديل المزركشة المربوطة بإحكام لذوي الحاجات والمطالب المستعصية التحقق، اعطني الديك وإلا... جحظت عيناها برعب وهي تدرك بيقين مطلق أنه ما إن يغرس الرمح في أرض بيتها المقفرة حتى تحل بها مصيبة وبكل أهلها، انحنت تقبل يديه وبصوت باك و مستعطف ترجوه ألا يفعل: إنه ليس لي سيدي.. أنا أرملة سيدي.. إنه أمانة... رفع الرمح عاليا وهوى به نحو الأرض، ودوت صرخة عظيمة زلزلت المكان...
لقد انغرس الرمح في قدمه الحافية.
*
*
*
*