غفلة

[وفاء بنداود]

غفلة

مشى في طريقه بخطى لها ثقل رزين، يقلب بصره في الوجوه المتباينة والألوان المختلطة التي تتراقص من حوله بين ذهاب وإياب.. يسمع داخل رأسه سلاما يغطي صخب الشارع ونبضه.. لمحه يهرول نحوه.. يهذي وصوته يرتعش.. كان شابا طويلاً،أسمر..حاول تبين كلماته فلم يستطع.. إبتعد مفسحا له الطريق وهو يقول: " الحمد لله الذي عفاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا".. انسدل ستار النسيان على صورة الشاب المخبول .. واصل طريقه.
سمعه يتكلم بصوت باك: لقد ماتت! كان رجلا طويلاً، أسمر يتحدث في الهاتف.. عندها فقط لاحظ أنه يمر بجانب مستشفى.. إلتفت ليجد أن الشاب المهرول قد إختفى، بغصة في حلقه قال "إنا لله وأنا إليه راجعون"
*
*
*
*

[اماني مهدية]

غفلة
مشى في طريقه بخطى لها ثقل رزين، يقلب بصره في الوجوه المتباينة والألوان المختلطة التي تتراقص من حوله بين ذهاب وإياب.. يسمع داخل رأسه سلاما يغطي صخب الشارع ونبضه.. لمحه يهرول نحوه.. يهذي وصوته يرتعش.. كان شابا طويلاً،أسمر..حاول تبين كلماته فلم يستطع.. إبتعد مفسحا له الطريق وهو يقول: " الحمد لله الذي عفاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير من خلقه تفضيلا".. انسدل ستار النسيان على صورة الشاب المخبول .. واصل طريقه.
سمعه يتكلم بصوت باك: لقد ماتت! كان رجلا طويلاً، أسمر يتحدث في الهاتف.. عندها فقط لاحظ أنه يمر بجانب مستشفى.. إلتفت ليجد أن الشاب المهرول قد إختفى، بغصة في حلقه قال "إنا لله وأنا إليه راجعون"
*
*
*


اختي وفاء السلام عليك
لقطة موفقة لمآسي تحدث
امام المشفيات ..نمر هناك ولا نكاد نراها
اجدت حبس اللحظات المنفلتة في بوثقة
النص
مودتي
اختك اماني

[وفاء بنداود]

أختي العزيزة أماني مهدية
لا عدمت ردودك الطيبة وحضورك المميز
دمت بخير
مودتي

[عز الدين بن محمد الغزاوي]

السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أهنئك أختي وفاء على حسن الاختيار، فنصوص من هذا الحجم تبقى قليلة.
أما عن رؤيتي لهذا النص المفعم بالمعاني و الحكم، أرى بأن هذه الازدواجية بين العقل و الخبل ثم الحياة و الموت تجعل الانسان العاقل في حل من أمره، و باتالي عليه أن يحمد الله على كل حال و أن يسأله سبحان الستر في الدنيا و الآخرة.
* سلام الابداع و الحرف الحاضر / الغزاوي

[وفاء بنداود]

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاتك
أخي الكريم عز الدين بن محمد الغزاوي
ردك الطيب، لا عدمته، أنار موضوعي
فلك جزيل الشكر على مرورك الزكي
تحياتي وتقديري

[منير الرقي]

الأخت الأديبة الفاضلة وفاء بنداود
وقفت أما نصك وقفة تأمل مطولة لأنني وجدتها على قصرها ملغزة، ومكمن الإلغاز حجب الأسماء، واشتراك الشخوص في نفس الضمير "الهو"، ومن مظاهر التعمية والإلغاز أيضا أن جعلت الأوصاف متكررة "شاب طويل أسمر" و إن يكن ظاهر القول لديك بسيطا فإنني انتهيت إلى فاجعة النص الحقيقية وأراها متمثلة في انخراط السارد في منطق الجنون ذلك أن كلماته الأخيرة "إنا لله و إنا إليه راجعون " إنما جاءت تواصلا مع خطاب كان قد رفضه قبل ذلك
وهنا نجد أنفسنا نتساءل حقا عن الخيط الذي يفصلنا عن الجنون و المجانين، و أراني أتذكر ما قلته مرة في مقدمة لرواية "خدعة العصر" من العيب أن لا نجن حيال هذا الواقع المقلوب.
و يبقى نصك اكبر من مداخلتي و أرحب لكنني سعيد بما كتبت
تقبلي ودي واحترامي
أخوك منير الرقي

[وفاء بنداود]

أخي الكريم منير الرقي
لقد أسعدتني مداخلتك فحقا هناك خط رفيع يفصل بين العقل والجنون وتعدد الرؤى يجعل من الجميع عقلاء ومن الجميع مجانين
مشكور أخي منير الرقي على مرورك الكريم
تحياتي وتقديري