المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزير حقوق الإنسان عبد شياع السوداني,تلميذ صغير في مدرسة السفارة الإيرانية ببغداد



مهى حميد
16/05/2011, 09:04 PM
وزير حقوق الإنسان عبد شياع السوداني.. تلميذ صغير في مدرسة السفارة الإيرانية ببغداد
الاثنين, 16 مايو 2011

http://www.nosratashraf.com/nosratashraf/ar/images/pictures/201105/16/mag1105161.JPG

الكاتب: علي الساعدي

يبدو أن ظاهرة تزلف وتقرب وزراء حقوق الإنسان العراقيين لحكومة الجارة إيران وخشوعهم الى حد البكاء لدى لقائهم أي موفد حكومي إيراني في بغداد باتت عقدة تسيطر على أي شخص يتربع على كرسي هذه الوزارة سيئة الصيت.
فبعد ان ولى عهد الوزيرة وجدان سالم ميخائل التي فضحت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية تورطها بالعمالة لإيران وتواطؤها مع المخابرات الإيرانية ومباركتها لمحاصرة اللاجئين الإيرانيين المعارضين لحكومة الولي الفقيه في مخيم أشرف، وبعد تصريحاتها الرنانة المطالبة بطرد أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية من العراق، افتتح السيد عبد شياع السوداني عهده في الوزارة فاتحة سوء دلت على أنه شر خلف لشر سلف، بل أنه أكثر ارتباطاً بمخابرات النظام الإيراني من الوزيرة التي سبقته.
ففي لقاء علني أمام الملأ بين الوزير عبد شياع السوداني وسفير نظام الملالي الإيراني القيادي في الحرس الثوري الإرهابي حسن دانائي، بحث الجانبان ملف اللاجئين الإيرانيين في مخيم أشرف (ولايخفى على أحد أن هذا هو الهدف من عقد اللقاء)، وفي مستهل اللقاء شكر السفير الإيراني معالي الوزير والحكومة العراقية على (المواقف الايجابية) التي تعزز العلاقة بين البلدين الجارين – بحسب ما نشره الموقع الألكتروني الرسمي لوزارة حقوق الإنسان العراقية - وقال دانائي (إن بقاء منظمة خلق في العراق ليس من مصلحة العراق وإيران ولو كانت هذه المنظمة غير موجودة في محافظة ديالى لكان الوضع أهدأ ولانحسرت العمليات الإرهابية..). كما قال ايضًا (إن أهالي قتلى المنظمة في الأحداث الأخيرة التي جرت في معسكر اشرف يرومون نقل جثامينهم إلى إيران وطلب السفير مساعدة العراق في هذا المجال...).
ولعل الوزير – الذي هو عضو في إئتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المقرب من حكومة طهران نوري المالكي - أكثر صراحة من الوزيرة التي سبقته وأقل حياءا منها في الحديث عن مثل هكذا مواضيع هي من صميم السياسة الإيرانية، فالوزير – الذي يفترض أنه أول من يطالب بإحقاق الحق ومنح الإنسان حقوقه – قدم فروض الطاعة والولاء لعمامة الولي الفقيه من خلال مباركته لواحدة من أبشع جرائم وانتهاكات حقوق الانسان على أرض العراق، وهي جريمة هجوم القوات المؤتمرة بإمرة رئيس الوزراء على مخيم اللاجئين الإيرانيين في الثامن من نيسان الماضي وقتل 35 لاجئاً وجرح أكثر من 300 واحتلال أجزاء من المخيم، وها هو دانائي (يشكر) الوزير المطيع وحكومته الوديعة على (المواقف الإيجابية)، وبالتأكيد جريمة 8 نيسان في نظر حكومة الملالي هي أكثر مواقف حكومة المالكي إيجابية!
ويتابع دانائي (إن بقاء منظمة خلق في العراق ليس من مصلحة العراق وإيران)، ولكن الواقع يقول ان بقاءهم هنا هو في مصلحة العراق وإيران، في مصلحة العراق لأنهم سيكونون ورقة ضغط بإمكاننا - فيما لو كان لدينا حكومة شريفة محترمة لاتتمسح بأحذية الملالي - أن نضغط من خلالها على حكومة طهران لردعها وإيقاف تدخلها في الشأن العراقي الداخلي.
وبقاؤهم هنا في مصلحة الشعب الإيراني الذي يستلهم كفاحه في انتفاضته الشعبية من مدرسة الصمود (مدينة أشرف) التي قارعت الدكتاتورية الدينية منذ عقود من الزمن ونجحت في جعل حكومة طهران توشك على الإنهيار أمام هذا الفكر الثوري الجبار الذي اكتسح الشارع الإيراني.
ويواصل دانائي كلامه (لو كانت هذه المنظمة غير موجودة في محافظة ديالى لكان الوضع أهدأ ولانحسرت العمليات الإرهابية)!!!!
وهذا الكلام المثير للضحك والضحك والضحك ولاشيء سوى الضحك، كلام لايستحق الرد عليه أو مناقشته، وقد يبدو هذا الكلام صادرًا من شخص أقل ما يقال عنه أنه (غبي)، ولكن في الواقع ان دانائي ليس غبيا أبدا، لكنه يوجه حديثه هذا الى (وزير غبي) .. غبي بمحض إرادته وليس بالفطرة، فالسفراء والمسؤولون الحكوميون الإيرانيون اعتادوا منذ سنوات مضت على مخاطبة المسؤولين العراقيين العملاء بهذه الطريقة وكأنهم يخاطبون اشخاصًا أغبياء أو عبيدًا ينفذون الأوامر دون تفكير أو إدراك.
فبالإضافة إلى كون أعضاء منظمة مجاهدي خلق يتمتعون بسمعة حسنة وتاريخ نضالي مشرف جعلهم يكسبون ثقة الشعب الإيراني، فهم محاصرون في مخيمهم منذ سنوات ومعزولون عن العالم الخارجي تمامًا، فما علاقتهم بالإرهاب الذي يتحدث عنه الملا حسن دانائي؟!
ومصدر الإرهاب في محافظة ديالى معروف جدًا للصغير قبل الكبير، فالمحافظة منذ عام 2003 مسرح لمخابرات النظام الإيراني وساحة مفتوحة للعمليات الإرهابية التي ينفذها فيلق القدس الإرهابي والحرس الثوري المصنف عالميًا ضمن أخطر المنظمات الإرهابية في المنطقة بعد تنظيم القاعدة، وفضيحة انفجار مخزن القنابل ايرانية الصنع في منزل العميل الجاسوس عدي الخدران قائممقام قضاء الخالص كافية لإدانة نظام الملالي بتنفيذ كافة العمليات الإرهابية في محافظة ديالى.
ويواصل دانائي كلامه قائلاً (إن أهالي قتلى المنظمة في الأحداث الأخيرة التي جرت في معسكر اشرف يرومون نقل جثامينهم إلى إيران)، ويضيف الخبر المنشور في موقع الوزارة (ان السفير طلب مساعدة العراق في هذا المجال..).
وهنا ينكشف السبب الحقيقي وراء منع قوات المالكي لمجاهدي خلق من دفن جثامين قتلاهم الـ 35 في المقبرة الخاصة باللاجئين الايرانيين، فالسفير دانائي يحاول جاهدًا الحصول على هذه الجثامين ونقلها الى ايران بحجة ان عوائلهم ارادت دفنهم في ايران، ليظهر في مسرحية سخيفة بأن عوائل هؤلاء المجاهدين كانت ضد فكرة انخراط ابنائها في صفوف المعارضة الايرانية!
لقد كانت كلمات السفير دانائي كلمات لها من القدسية والاحترام لدى الوزير العميل عبد شياع السوداني ما جعلته يعتبر طلبات السفير (أوامر) واجبة التنفيذ!
لقد افتتح السوداني عهده في الوزارة بفضائح مخزية أزكمت الانوف، حتى صدر احتجاج وتذمر من أطراف سودانية ظنت بأن هذا الوزير سوداني الأصل واستنكرت أن يحمل هذا الجاسوس لقب (السوداني) لأن ذلك فيه اساءة الى شعب السودان العربي الأصيل، ولكن الوزير ينتمي الى عشيرة السوداني العراقية العربية الأصيلة التي تتبرأ وتنأى بنفسها عن مثل هكذا شخص تمرغ في أوحال العمالة.