المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتنة.. لعن الله من أيقظها



الدكتور محمود حمد سليمان
19/05/2011, 01:48 AM
.. لعن الله من أيقظهاا
تلك هي الفتنة..
بقلم : د. محمود حمد سليمان
.. والفتنة أشد من القتل.. والفتنة أكبر من القتل..
ذلك لأنها تطيح بالعقول.. وتعمي البصائر.. وتُفقِد الإنسان توازنه.. بل وتُدخله في دوّامة غريبةٍ.. فيصبح غريباً, ولا عجب أن يرى ما ليس موجوداً, ويسمع ما لم يقله أحد.. أو يصدق ما لا يقبله عقل.
والفتنة أشد من القتل وأكبر.. لأنها تُدخل مجموعات كبيرة من البشر في عالم التهيؤات والأباطيل والهواجس فيصير معها الصديق عدواً, والعدو صديقاً.. وتتحول فيها كتل بشرية غفيرة الى ما يشبه قطعان المواشي التي, بسذاجتها, تركض وراء الذئاب الماكرة, منحرفة عن أهدافها وحقوقها ومصالحها.
والفتنة أشد من القتل وأكبر.. لأنها تمزق المجتمع.. وتضرب وحدة الأمة.. وتبعثر طاقات الناس وتشل إراداتهم.. ناهيك عن أنها تعملق الأقزام وتقزِّم العمالقة, وتهيء المناخ المؤاتي للأعداء والانتهازيين والجبناء وأصحاب النفوس الدنيئة والرخيصة.
ولنا من أمثال التاريخ عبر ودروس ومواعظ.. ( فذكّر إن نفعت الذكرى ).
ففي معركة «الجمل» التي نتجت عن فتنة عاصفة, تواجَهَ فيها الأخ مع أخيه, والجار مع جاره, والصديق مع صديقه, إذ في جيش الامام علي, كرّمَ الله وجهه, ابنا أبي بكر الصديق: محمد وعبد الرحمن, رضي الله عنهم, وفي الطرف الآخر شقيقتهما السيدة عائشة زوج النبي , تقود المعركة ومعها طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام, وهما من العشرة المبشرين بالجنة.. وتلك هي «الفتنة» تجعل كل «معصوفٍ به» يتوهم أنه على حق وأن الآخر على باطل..
ولننظر الى من لم تعصف به الفتنة ولم تطح بعقله وتوازنه وبصيرته.. ذلك هو الإمام علي بن أبي طالب. فقد جمع القتلى من الطرفين وصلى عليهم معاً صلاة الجنازة ودفنهم في مقبرة واحدة.. ودعا لهم دعاءً واحداً دون تفرقة أو تمييز أو تحزّب أو تعصب. وكذلك فعل بعد معركة «النهروان» مع «الخوارج» الذين جاؤوا لقتله شاهرين سيوفهم, وقد فعلوها فيما بعد, لتبقى جريمتهم وفتنتهم سارية المفعول عبر التاريخ..
ولننظر اليه كيف جسّد لنا روحية الإيمان الحقيقي وعقلية المؤمن الحضاري الذي ركل الدنيا بقدمه بكل ما فيها من أهواء وشهوات ومناصب وعصبيات.. فقد جاءه أحدهم وسأله عن الخوارج وقتلاهم: « يا أمير المؤمنين, أهؤلاء كفّار؟؟ فقال: لا. هؤلاء يقولون لا اله الا الله. فقال الرجل: فهل هم منافقون؟؟ فقال: لا. المنافقون لا يذكرون الله الا قليلاً.. وهؤلاء يذكرون الله كثيراً. فقال السائل: فمن هم اذاً؟؟ فقال الامام: إنهم إخواننا بغوا علينا.»
فما أحوجنا في هذه الأيام, الى تلك العقلية الحضارية الناتجة عن فهم عميق للدين ومفاهيمه, وللإيمان ومقتضياته, وللمجتمع ومصالحه, وللأمة وأحلامها وآمالها وأمانيها..
ما أحوجنا في هذه الأيام الى معرفة أن التدين والجهل اذا التقيا فثمرة تزاوجهما «التعصب الأعمى» والمزيد من إطلاق الغرائز والعصبيات والفتن والحروب والشرور..
ما أحوجنا في هذه الأيام الى إدارك أن الفتن لا تموت.. غير أنها تنام.
فلعن الله من أيقظها.. كما «لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم».


د. محمود حمد سليمان
(عكار . لبنان)

منير الرقي
19/05/2011, 05:05 AM
الأستاذ الباحث المبدع محمود حمد سليمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت باهتمام ما كتبتموه هنا عن الفتنة و توصيفها الفقهي
و إن كنت اتفق معك في المضمون أي رفض الفتنة و اجتناب العوامل المؤدية لها فأنا أستاذي يهمني هنا أن أنبه إلى ما خفي من الخطاب، ذلك ان سرد التاريخ مع تغزيته يدفعنا دوما إلى سؤال مشروع، لماذا كتب الأستاذ محمود حمد عن الفتنة الآن؟ وما علاقة ذلك بالراهن؟و تقتضي الإجابة النظر إلى فكر الأستاذ محمود و مرجعياته، وهذا طبعا ليس بالأمر الصعب فأنتم سيدي أعلنتموها صراحة انتماءكم إلى تيار في الفقه يقضي بان حاكما ظلوما ولا فتنة تدوم، على رأي الماوردي في الأحكام السلطانية، غير أن منشأ البناء الحجاجي أستاذي ربما يحتاج إلى تعديل فلا وجه للإسقاط و لا شبه بين الفتنة و الراهن، فما نعيشه اليوم أستاذي العزيز ليس فتنة بل هو ثورة على الظلم والطغيان
تقبل تحيتي واحترامي لفنكم النبيل

اعيان القيسي
19/05/2011, 10:54 AM
نعم اخي الدكتور العزيز
ونحن الان نعيش بعصر الفتن واختلط الحابل بالنابل

موضوع راقي جدا
سلمت يمناكم

الدكتور محمود حمد سليمان
19/05/2011, 12:25 PM
الفاضل الأخ منير الرقي الموقر
بشيء من الحيرة قرأت مداخلتك .. سيما وأنك تعرف رأيي في الطغيان والطغاة.. وحتى ونحن في عصر الثورات أليس مطلوباً منا الحذر؟ أليس المشروع الأميركي / الصهيوني ما يزال قائماً؟ أليس هذا المشروع يقوم على الفتن ؟ والفوضى الخلاقة؟ والشرق الأوسط الجديد؟ ألا ترى كيف تقدم في ليبيا .. وما نراه اليوم؟
حقاً أخي الغالي : ليس كل ما يلمع ذهباً.. والمؤمن كيِّس فطن.. والفتنة نائمة وأنا متأكد أن هناك من يعمل على إيقاظها.
وأراني أنظر إليك متيقظاً حذراً فطناً منتبهاً مراقباً .. والذكي هو من يجبرها إذا انكسرت .. ولكن الأذكى هو الذي يجهد ما وسعه الجهد لكي لا تنكسر.
تحياتي وأشواقي
محمود

علي الكرية
19/05/2011, 03:19 PM
أخي العزيز المتألق:د/ محمود حمد سليمان
بوركت أيّها الأستاذ الجليل على هذا النص القيّم...
قول الله تعالى {والفتنة أشد من القتل}
معناه الفتنة في الدين أشد من القتل، لأن الفتنة في الدين كفر.
سلمت يداك ودام حرفك الراقي وعطاؤك المتميّز.
تحيتي وودّي.

شريف عابدين
19/05/2011, 03:57 PM
أستاذنا الكبير محمود حمد سليمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق معك تماما في كل ما طرحت
وأحييك على هذا التوجه التنويري والوعي القومي
سعدت بالمرور في واحتك المثمرة
سلم اليراع ودمت مبدعا رائعا.

منير الرقي
19/05/2011, 05:04 PM
أخي الدكتور الباحث محمود حسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهل من العيب أن نختلف في الرٍأي و ان تكون لنا وجهات نظر
وهل من العيب أيضا ان نجتهد في فهم القول ظاهره و باطنه
فللقول كما علمت ظاهر وباطن وما أنت بالقانع بسطح الخطاب ولا أنا أيضا
ونصك يا أخي لم يكن قصيدة تتذوق بالوجدان
إنما هو عرض و تحليل عقليان لا يتذوقان بالوجدان بل يكدح فيهما الرأي
اما الأخوة و الود فاعلم أخي أنهما محفوظان وأنتم لدينا في مقام علي
مهما اتخذتم من الأفكار
تقبل تحيتي واحترامي

سعيد نويضي
19/05/2011, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الدكتور الكريم و الأخ الحبيب محمود حمد سليمان...

يقول الله عز و جل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35
كل نفس ذائقة الموت لا محالة مهما عُمِّرت في الدنيا. وما وجودها في الحياة إلا ابتلاء بالتكاليف أمرًا ونهيًا, وبتقلب الأحوال خيرًا وشرًا, ثم المآل والمرجع بعد ذلك إلى الله - وحده - للحساب والجزاء.[التفسير الميسر].

فالابتلاء هو قضاء و قدر و موجود سواء في حالة وجدود الخير أو في حالة وجود الشر...
فلماذا الابتلاء و لا اعتراضا على مشيئة الله جل و علا...
فإذا كانت الحياة دار ابتلاء فالسؤال الذي يفرض نفسه منطقيا هو :كيفية النجاة من الابتلاء و عدم السقوط في الفتنة...يقول الله عز و جل في آيتين عن سؤال "الكيفية"...

1- {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }هود7
وهو الذي خلق السموات والأرض وما فيهن في ستة أيام, وكان عرشه على الماء قبل ذلك; ليختبركم أيكم أحسن له طاعةً وعملا وهو ما كان خالصًا لله موافقًا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولئن قلت -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين من قومك: إنكم مبعوثون أحياءً بعد موتكم, لسارعوا إلى التكذيب وقالوا: ما هذا القرآن الذي تتلوه علينا إلا سحر بيِّن.[التفسير الميسر].
2- {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي.[التفسير الميسر].
فالآية الأولى تحت على الإيمان بالبعث...لأنه البعث من الغيب و المؤمن من يؤمن باليوم الآخر و هو يوم البعث...و بالتالي بين المولد و البعث من جديد هو ابتلاء فأيكم أحسن عملا من زمن الولادة إلى زمن البعث...لأن الموت في حد ذاته هو انتقال من حالة عالم الشهادة إلى عالم الغيب...فهو بوابة بين عالمين...
أما في الآية الثانية فهي دعوة صريحة ليتساءل الإنسان عن كيفية تصرفه في أمور الدنيا أمور الحياة و شؤون البلاد و العباد من سياسة و اقتصاد و أخلاق و ثقافة و أدب و فن و كل ما تتضمنه الحياة و مجالات نشاط الإنسان المتعددة و المتنوعة...

و هنا يبدو أن الابتلاء هو الإطار العام الذي يتحرك فيه الإنسان و يتقلب بين خير و شر دون أن يعلم علم اليقين إلا ما أمده الحق جل و علا من علم يفرق به بين الخير و الشر...بين الحق و الباطل...بين العلم و الجهل...

و الآية رقم 35 التي وردت في سورة الأنبياء الخير و الشر فتنة...فالفتنة لها مظهران فهي في الخير كما هي في الشر و العبرة فالكيفية التي يتعامل بها الإنسان مع الحالتين باعتبارهما حالتان موجودتان قد يتداخلان فيما بينهما على اعتبار أن اليقين الحق لا يملكه الإنسان و يملكه الحق جل و علا...و الإنسان بما له من علم يفرق إلى حد ما بين الخير و الشر لأنه في الأصل يحاول اتباع الفطرة التي تبتغي الخير و تنبذ الشر...
و إذا ما رجعنا إلى المقال و هو ما يحمل من الخير الشيء الكثير و لا يدعو إلى شر بكل تأكيد لأن النية صادقة سليمة بإذن الله جل و علا و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا...
المقال الذي ذكرنا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم...
تخريج السيوطي : (الرافعي) عن أنس.
تحقيق الألباني : (ضعيف) انظر حديث رقم: 4024 في ضعيف الجامع.‌
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
فالحديث ضعيف و مع ذلك فالآية أقوى فالله عز و جل قد ذكر في القرآن الكريم ما يزيد على 30 آية ذكر فيها كلمة "الفتنة" على اختلاف مواقعها في مجال العلاقات التي تجمع بين الإنسان و ربه و الإنسان و نفسه و الإنسان و الإنسان...
و لذلك سأتناول إن شاء الله ما يزكي المقال الذي تناولت و في ذلك حوار لما ورد من الردود من الأحبة الكرام و في كل حوار خير على اعتبار أن الحق جل و علا حاور الشيطان اللعين فكيف و هو القائل أن الإنسان كان أكثر شيء جدلا كما ورد في سورة الكهف...و من الجدل ينمو العقل و تتضح الحقيقة...فمن الجدل الذي هو بالتي هو أحسن يصل الإنسان إلى ما أفضل...
و من الآيات التي ذكرت فيها الفتنة...يقول الحق جل و علا:

{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }البقرة191
واقتلوا الذين يقاتلونكم من المشركين حيث وجدتموهم, وأخرجوهم من المكان الذي أخرجوكم منه وهو "مكة". والفتنة -وهي الكفر والشرك والصد عن الإسلام- أشد من قتلكم إياهم. ولا تبدؤوهم بالقتال عند المسجد الحرام تعظيمًا لحرماته حتى يبدؤوكم بالقتال فيه, فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فاقتلوهم فيه. مثل ذلك الجزاء الرادع يكون جزاء الكافرين.[التفسير الميسر].

و الحديث هنا و الخطاب موجه بين المؤمنين و المشركين و ليس بين المؤمنين و المؤمنين...كما هو واقع في العالم الإسلامي – العربي...فكل من شهد لا إله إلا الله فهو مؤمن... و معلوم أن الإيمان درجات ومستويات...فالمنافق مؤمن لكن إيمانه يمشي على رأسه و ليس على رجليه أما الكافر فهو ليس بمؤمن أصلا حتى تعرضه على ميزان العمل لترى مدى صحة اعتقاده فيما يؤمن به...و يظل المؤمن الذي لا ينكر وجود الله جل و علا و لكن يدعو إلى غير ذلك فهذا من قبيل من ابتلعه التيار الجارف من العلم كذلك الذي لا يسير على رجلين بل على رجل واحدة أو لا يرى بعينين و لكن بعين واحدة...و هذا موضوع آخر و إن كان كل المواضيع مرتبطة فيما بينها باعتبارها تتناول الإنسان و نشاطاته المتنوعة...
و أقتطف من مقالكم القيم هذه الفقرات:
والفتنة أشد من القتل وأكبر.. لأنها تُدخل مجموعات كبيرة من البشر في عالم التهيؤات والأباطيل والهواجس فيصير معها الصديق عدواً, والعدو صديقاً.. وتتحول فيها كتل بشرية غفيرة الى ما يشبه قطعان المواشي التي, بسذاجتها, تركض وراء الذئاب الماكرة, منحرفة عن أهدافها وحقوقها ومصالحها.
والفتنة أشد من القتل وأكبر.. لأنها تمزق المجتمع.. وتضرب وحدة الأمة.. وتبعثر طاقات الناس وتشل إراداتهم.. ناهيك عن أنها تعملق الأقزام وتقزِّم العمالقة, وتهيء المناخ المؤاتي للأعداء والانتهازيين والجبناء وأصحاب النفوس الدنيئة والرخيصة.
ولنا من أمثال التاريخ عبر ودروس ومواعظ.. ( فذكّر إن نفعت الذكرى ).

الفتنة هنا أخذت معنى الفوضى و التسيب و عدم التنظيم و إتباع بغير علم من لا علم لهم باعتبارهم ذئاب تنهش في عقولهم لتحولهم إلى وقو لنار تسري تحت الرماد...
و الفتنة كذلك أخذت في الفقرة الثانية معنى التشتيت و التمزق و ضرب وحدة الأمة...و تجعل من الأقزام عمالقة و الأغبياء عباقرة و من السذج علماء و فقهاء...

لو عدنا إلى الواقع و سألنا هذا الواقع أين هي وحدة الأمة التي تعصف بها "الفتنة"...ليست هناك وحدة الأمة بل هناك أمم تبحث عن الوحدة...فكل أمة تعيش مشاكلها و تحاول إيجاد الحلول المناسبة لها حتى يتسنى لها تغيير هذا الواقع المر و جعله أكثر حلاوة لو استطاعت إلى ذلك سبيلا...و كل أمة قد نهجت طريقا...ففكرة الثورة التي انطلق من تونس الحبيبة بشرارة الاحتراق الذي بلغ فيها الضغط أوجه حتى أشعل الكائن البشري النار في نفسه احتجاجا على أوضاعه و هو مثقف يعتبر من النخبة المثقفة الحاملة لمشعل محاربة الجهل الذي اتخذه السابقون درعا واقيا ليسكتوا به الأفواه المنادية بالعيش الكريم...و ما هو العيش الكريم في زمن الفتنة...؟في زمن السرعة زمن المعلومات زمن عولمة العالم حتى أصبح قرية صغيرة قليلة الخيرات رغم كثرة ثرواتها ورحابة أراضيها و شساعة بحارها....
أليس العيش الكريم هو تحقيق مقاصد الشريعة... من حفظ للعقل و الدين و النفس و المال و العرض... ؟
فهل إذا ما نادا أحد بالتغيير نعث بإيقاظ الفتنة...؟
هل ما حدث في مصر يعتبر فتنة أم تغيير و إصلاح و استبدال و استخلاف ما هو أفضل من سواه...؟
هل القتل الذي يعصف بليبيا و باليمن و بسوريا هو أفضل من الفتنة التي عاشتها تونس و مصر...أليس التغيير الذي وقع فيهما خير مما وقع في غيرهما...و ما يقع في باقي البلدان العربية أفضل بكثير من القتل الذي جعل المجتمع الدولي يجدها حجة و ذريعة حتى يتدخل بكل ثقله التكنولوجي ليفرق بين الإخوة الأعداء...أليست الحكومات هي التي وقعت في تناقضاتها حتى انفجر الشارع مطالبا بالتغيير...فوجد الواقف على باب حقوق الإنسان و مفهوم الديمقراطية الذي يشبه المطاط كل يقيسه على مصالحه و ليس على مبادئ الحق و العدل الذي دعا إليها الله عز و جل في كتابه و رسوله عليه الصلاة و السلام.. ليتدخل ليفض النزاع بالنزاع...

أين نحن من إيمان و أخلاق الصحابة رضوان الله عليهم...و رغم ذلك لما أراد بهم الله الفتنة كابتلاء سقطوا فيها ثم نجاهم الله جل و علا ليحق الحق كما جاء في قوله عز و جل كسنة ليس لها زمان و لا مكان...
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11
لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه, يحفظونه بأمر الله ويحصون ما يصدر عنه من خير أو شر. إن الله سبحانه وتعالى لا يغيِّر نعمة أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعصوه. وإذا أراد الله بجماعةٍ بلاءً فلا مفرَّ منه, وليس لهم مِن دون الله مِن وال يتولى أمورهم, فيجلب لهم المحبوب, ويدفع عنهم المكروه.[التفسير الميسر].

فالتغيير ابتلاء و الابتلاء فتنة إما باتجاه الخير أو باتجاه الشر و ذلك متوقف على كيفية تدبير القائمين على التغيير...فالفتنة ابتلاء و الابتلاء إما بالخير أو بالشر...لكن من يعلم الخير المطلق أو الشر المطلق غير الله جل و علا...لذلك جعل الله عز و جل الكيفية التي بها يدير الإنسان الابتلاء هي مناط الأمانة التي تحملها الإنسان و لم تتحملها السماوات و الأرض و الجبال...

فاللهم قنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن...

قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال .
قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا مسدد أخبرنا المعتمر قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.

فتدبر قول الحق جل و علا:
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
إن الذين يُخْفون ما أنزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به, وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل, أولئك يطردهم الله من رحمته, ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة.[التفسير الميسر].

و الآية التي تلي الأولى فيها النجاة و الفوز و تجنب الفتنة إلى أبعد الحدود...

{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة160
إلا الذين رجعوا مستغفرين الله من خطاياهم, وأصلحوا ما أفسدوه, وبَيَّنوا ما كتموه, فأولئك أقبل توبتهم وأجازيهم بالمغفرة, وأنا التواب على من تاب من عبادي, الرحيم بهم; إذ وفقتُهم للتوبة وقبلتها منهم.

فاللهم اغفر لنا إن أخطأنا أو نسينا فإن أصبنا القول فذاك فضل من الله جل و علا.

تحيتي و تقديري...

الدكتور محمود حمد سليمان
19/05/2011, 07:35 PM
الأخ العقيد اعيان القيسي الموقر
عندما يختلط الحابل بالنابل .. في مثل ظروفنا الراهنة، عندها تصبح الحاجة ماسة إلى دور العلماء والمفكرين والمثقفين.. تصبح الحاجة ضرورية لقول كلمة الحق.. ولو كان قولها صعباً في بعض الأحيان..
أخي في دراستي الأخيرة المنشورة : علماء وحدويون مجاهدون . وقفت مع مئة وعشرة علماء من الكبار. عرفت كيف عاشوا وكيف ماتوا. وأراني سألت نفسي بشكل تلقائي: أنا كيف أعيش ؟ وكيف سأموت؟ والبقية عندكم .. وحبذا لو أن كل واحد منا في هذه الأمة سأل نفسه السؤال نفسه..
بوركت إطلالتك تعطر بها صفحاتي ..
مع خالص تحياتي وأشواقي
أخوكم محمود
ا

محرز شلبي
19/05/2011, 07:37 PM
أخي العزيز دكتور حمد سلام من الله عليكم وبعد/
باختصارشديد أقول أن الفتنة في الدين مرفوضة لعن الله من أيقضها ...
ولكن أليس الظلم والإستبداد والقهر والإستعباد...من أهم أسباب نشوء الفتن ..؟
فقط علينا أيضا وبعين الموضوعية أن نميز بين الفتنة والثورة..بين الظلم والسعي لإزالته..بين المذلة والكرامة...
إنهم إخواننا بغوا علينا..هل قالها عُباد الكراسي اليوم ؟ بل قالوا عن الثائرين الرافضين المذلةووو...عملاء - من تنظيم القاعدة- جرذان - مأجورين...
وهل هؤلاء يشبهون الإمام رضي الله عنه ..؟ قطعا لا..لامن بعيد ولا قريب..
صحيح أن في الأمر (إن)..ولكن علينا أن نقر بأن الأعداء المترصدين أذكياء استغلوا الظروف وجعلوها أسبابا..ومن المسؤول عن كل ذلك ؟ طبعا هم الذين يحذورن من الفتنة ..لفظة استغلوها هم أيضا ليتستروا بها..أوليس كذلك حبيبي دكتور حمد..؟
ومع كل ذلك فالفتنة دمار وعذاب وتخلف وجهل...نجانا وحفظنا الله منها...
مودتي ومحبتي واحترامي

الدكتور محمود حمد سليمان
19/05/2011, 11:56 PM
الفاضل الأخ علي الكرية الموقر
بوركت أنفاسك الطيبة بمرورك المشرف.. أعاننا الله على كل مافيه خير وصلاح
مع خالص مودتي وأشواقي

الدكتور محمود حمد سليمان
20/05/2011, 02:26 AM
الأخ الفاضل سعيد نويضي الموقر
أولاً، لا بد لي من أن أشكركم جزيل الشكر على هذه المطالعة القيمة الغنية بالمفاهيم والشروحات والتفاصيل الهامة. ولقد أعفيتني من الرد على من اعتبر أن الفتنة هي في الدين أو العقيدة فقط.. كما اتضح لي أن فكرتي قد وصلت والحمد لله السميع العليم..
ثانياً، إن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان : ملكة التذكر للماضي ، وملكة التصور للمستقبل.. وبينهما القدرة على تحليل الواقع علمياً وعقلياً.. ومن هنا يجب أن تكون لنا خطة مدروسة نحكم بها على الأمور وبها نتحكم بتوجهنا وأهدافنا والغايات.
أخي ، حلل معي هذا الموضوع الذي دفع به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخاصة من صحابته ومنهم أبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر ومعاذ بن جبل وابن عباس ، وغيرهم . الذين أنفقوا حياتهم يحاربون الفتنة بكل أشكالها وألوانها.. ومنها الفتنة الداخلية أو السياسية كما نسميها نحن في هذه الأيام.. فقد أجمعت كتب السير وكتب التاريخ على أن هؤلاء عارضوا الولاة الجائرين والفاسدين معارضة لا هوادة فيها ولكن معارضة غير مسلحة أي دون أن يستعملوا السلاح في وجه الحكام.. أي تماماً كما حصل في تونس ومصر في أيامنا.. روى أبو ذر أن رسول الله "ص" قال له: ( يا أبا ذر، كيف أنت إذا أدركك أمراء يستأثرون بمال الفيء ؟ فأجاب: إذاً والذي بعثك بالحق لأضربن بسيفي . فقال له : ألا أدلك على خير من ذلك. إصبر حتى تلقاني ) . وفي حديث آخر، قال عليه السلام: ( يا أبا ذر، كيف أنت إذا كنت في حثالة؟ وشبك بين أصابعه للدلالة على قوة بطشهم وجبروتهم، فقال : يا رسول الله، فما تأمرني؟ قال: إصبر . إصبر. إصبر. خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في أعمالهم). وأمهات كتب التاريخ تذكر أن الناس شيعوا أبا ذر إلى ضواحي دمشق بعد أن نفاه معاوية منها وهم يلحون عليه بالبدء بالثورة .. ولكنه رفض وحذرهم من الفتنة وتابع معارضته التي نحن بأمس الحاجة إلى الإستفادة منها في غير منطقة وقطر عربي. وما ينطبق على قطر قد لا ينطبق على قطر آخر .. والحل لا يكون بغياب العقل
أوالتخطيط والتمحيص.
ما معنى ذلك أيها الأخوة؟ معناه أن نعارض معارضة واعية لا تهادن الحكام ولا تقبل أعمالهم .. ولكن مع الحذر الشديد من الوقوع في الفتنة التي تقوي الحاكم الظالم ولا تضعفه وفي الوقت نفسه تشكل خطراً على الكيان الوطني ووحدة المجتمع .. لا سيما وأننا أمام عدو يتربص بنا الدوائر ويتحين الفرص للإنقضاض مباشرة أو عبر عملائه الجاهزين. أما لنا في العراق جرحاً لا يزال ينزف؟ أما لنا في ليبيا درساً لما ينتهِ فصولا بعد؟ هل المعارضة الواعية تكون بتقسيم الناس على أساس سني / شيعي أو مسيحي / مسلم أو ما أشبه .. هل المعارضة لا تكون إلا بالسلاح كما يتوهم البعض؟ أما لنا في المعارضة التركية وقد انتصرت، عبرة يجب أن ندرسها باهتمام؟ أم ترانا في مصر وتونس أسقطنا الطغاة لأننا كنا أكثر سلاحاً وعتاداً وجنوداً ؟ أنا تيقنت من انتصار الثورة في تونس والقاهرة عندما رأيت الناس تواجه الطغاة بصدور عارية وبالمحافظة على المؤسسات العامة وبصلاة واحدة في ميدان التحرير وفي غيره..
قلت سابقاً وأكرر : إذا كانت معارضة النظام أي نظام ستؤدي إلى الفتنة فيجب أولاً أن نوقف الفتنة ثم نستأنف المعارضة وأيدينا على وحدتنا الداخلية بعقولنا وليس بعواطف هيجها الإعلام عن قصد أو عن جهل ..
حسبي أن أقول ما أعتقده وما أعرفه .. وفي الوقت نفسه فأنا متيقن أنني أحمل للجميع أسمى آيات الحب والتقدير والإحترام
مع فائق تحياتي وأشواقي
محمود

حناني ميـــا
20/05/2011, 02:56 AM
الأخ الأكرم الدكتور محمود حمد سليمان الجزيل الأحترام

شكرا جزيلا , قرأت مقالتك القيمة وأعجبت بها ولذلك نقلتها الى موقعي البيت الآرامي العراقي ليستفاد منها القراء الأفاضل في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها وطننا العربي , نتمنى أن يزداد الوعي لدى المواطن العربي لمواجهة متطلبات المرحلة والوقوف بوجه الطامعين والعملاء بصلابة أقوى ووعي أعلى , والله عز وجل خير معين ونصير .

أبو فرات

مع المحبة والأعتزاز والتقدير

محمد. ا . مجاهد
20/05/2011, 03:00 AM
أطيب تحياتنا يادكتور لقد لفت انتباهي مقالك الذي رسم لوحة مؤلمة لما هو حاصل وخصوصا نحن في اليمن نعيش اوجها نأمل من الله الخلاص والفرج - شكرا

محرز شلبي
20/05/2011, 12:39 PM
وأعود مرة أخرى حبيبي دكتور حمد بعد السلام عليكم..
إنطلاقا من قولكم..
ما معنى ذلك أيها الأخوة؟ معناه أن نعارض معارضة واعية لا تهادن الحكام ولا تقبل أعمالهم .. ولكن مع الحذر الشديد من الوقوع في الفتنة التي تقوي الحاكم الظالم ولا تضعفه وفي الوقت نفسه تشكل خطراً على الكيان الوطني ووحدة المجتمع .. لا سيما وأننا أمام عدو يتربص بنا الدوائر ويتحين الفرص للإنقضاض مباشرة أو عبر عملائه الجاهزين...
كلام جميل ورأي سديد ولكن
يبدو أن المعارضة لم تجد من يساندها من المفترض أن يساندها..فمالعمل ياترى؟ والسيد الحاكم قرر سحقها من الوجود..أتعرض رقابها للذبح أم تبحث عمايدعمها؟
لقد استغل الأعداء هذا الفراغ..السبب هم الطغاة..
قد أعود مرة أخري أخي الحبيب..تلك تساؤلات لدى بعضهم ..
مودتي ومحبتي

شيماء عبد الله
20/05/2011, 04:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الدكتور محمود حمد سليمان
تحية تليق بمقامكم
فيما تقدم من صواب ما أشرتم به أن الفتنة ملعونة
وقطعا هي من الموبقات التي تطيح بمن أيقظها وبمن انطمس بها وتوغل فيها للمهالك
هي من دواعي الشر ونعلم يقينا داعي الخير يقبل وداعي الشر يدبر
ولما كانت بهذه الخطورة يجب على كل إنسان عاقل مثقف أن يكون ملم وفاهم بما يدور حوله
وينهج نهج الحريص على نفسه وكل ما يحاك من ورائه للنيل منه ومعتقداته وبلده ...
وخير من كان فيها أن يتبع جانب الصمت والخلوة
ولكن أحيانا كثيرة يحتاج أحدنا للإدلاء بما يناسب وما يدور ويجري في الساحة
فالفتن متشعبة وكذلك الآراء تتشعب
إن مما يؤجج الفتنة ويزيدها اضطرابا وبلاء هو التفرد بالرأي والتزمت وعدم تقبل الآخر وافتقار الحكمة
ولا يخفى على أحدنا أن العدو الأجنبي يتربص بنا الدوائر كي تعم الفوضى ويضع يده على جراحاتنا بحجة التطبيب
ونواياه الخبيثة مبيتة للتحكم بمصيرنا والهيمنة على ثرواتنا وخيراتنا وبالتالي خدمة لمصالح اليهود
لاعيب ان أكون حرا من القيود وأن أنطلق بمباديء تنزع عني لباس الذل والخنوع
ولكن العيب كل العيب أن أكون عدوا لأبناء جلدتي وأتخبط هنا وهناك خدمة للأناة التي تتقوقع في ذاتي
وهكذا ما يدور في الساحة الآن من أسبابه :
حاكما ضد شعبه وطموحات شعبه
أن يكون الإلاه الذي لايعبد سواه ..........
أن تكون السلطة المطلقة له وحده وما دون ذلك هباء !!!
الفتنة ليس وليدة اليوم
طالما تغنى بها السفهاء وأججوها الجبابرة وكل متغطرس
من ظن أنه على حق وإن كان حقا على حق فلا ضير بأن يسمع الآخر
كما يقال أعرف عدوك أو مخالفك أو منافسك كي تكون الغلبة لك وبها خلاصك ونجاتك
هكذا أرى الأمور أن تقاس
ولكن هو هذا الأنسان لايترك سنن قابيل لقتل هابيل !!
ونسي أن القصاص هناك حين تكون الولاية لله الحق
وكل من عليها فان
على قول أجدادنا (الدنيا ماتسوى) ومن يرعوي ..
تقبل مروري المتواضع لطرحكم المميز
دمت والعطاء
عظيم تقديري واحترامي

نزار توفيق
20/05/2011, 05:07 PM
شكرا لك يا دكتور على هذا الموضوع المهم والهام
لكنني لست معك اذا كنت تريد ما يدور في المحيط العربي فالذي استيقظ هو الكرامة العربية التي كانت نائمة وليس الفتنة التي هي اشد من القتل ان الذي هو اشد من القتل ما تمارسه الجهات الامنية لعنهم الله ورسوله والمؤمنون
ان الفتنة ما يفعله المرتزقة في سوريا وليبيا
ان الفتنة ان يعامل المواطن العربي على انهم بهيمة وحسب
ان الفتنة ما تبثه قناة السلطان الرسمية وقناة الدنيا الحقيرة
ان الفتنة هي ان تستتفه الاخرين وتهمشهم
ان الذي يحصل الام ما هو الا حرب على الفتنة
اشكرك عل اثارة هذا الموضوع

الدكتور محمود حمد سليمان
21/05/2011, 01:48 AM
الأخوان الكريمان محرز شلبي ونزار توفيق / حفظكما الله
في العام 2006م. نشرت دراسة في إحدى الصحف اللبنانية قلت فيها بالحرف الواحد : " إن الإشكالية اليوم في الوطن العربي هي أن الشعوب أكثر وعياً من حكامها مع ما سيتمخض عنه ذلك في المستقبل من نتائج.." نعم كنا بالعقل وليس بالشعر أو الخيال ندرس واقع الأنظمة وأوضاعها المزرية وما ستؤول إليه.. إستناداً إلى قوانين علم إجتماع المعرفة من إبن خلدون حتى اليوم. . وإستنادا إلى الشرع الحنيف إن كنا مؤمنين.. وإستناداً إلى قوانين الصراع في غير أمة ومجتمع وثورة في العالم الحديث والقديم.. واليوم بالذات أصر عليّ خطيب أحد مساجد قرى عكار بالقيام مقامه في خطبة الجمعة .. فتناولت الموضوع نفسه "الفتنة" وضرورة الإنتباه إلى محاولات أميركا وإسرائيل، سرقة ثوراتنا الشعبية وحرفها عن أهدافها بأي شكل من الأشكال.. بعد الصلاة وفي باحة المسجد أحدهم قال لي : كنت تبشر بهذه الثورات منذ سنوات .. فلماذا أنت متخوف الآن؟ قلت له: لأن فيلتمن في بيروت ( مبعوث أميركي وسفير سابق في لبنان) .. وهذا لا يأتي للتنزه .. بينما قال آخر والحيرة على وجهه : لقد ارتاب عليّ الأمر كنت أحسب الصراع بيننا وبين الجماعة ( الفلانية) فإذا هزمناهم ننتصر وينتهي الموضوع.. وبديهي أن أقول له : إذا استطاعت أميركا.. لن ننتصر ولن ينتصروا.. الذي ينتصر فقط هو إسرائيل ومشروعها " الفوضى الخلاقة" أما نحن إذا دخلنا الحرب الأهلية فنعرف متى دخلنا ولكن لا أحد يعرف متى نخرج منها.هذا إذا خرجنا .
إخواني: من جعل هذا المواطن العادي البسيط ينسى أن عدوه الحقيقي هو إسرائيل ؟ - إنه الحاكم الظالم نفسه والإعلام الفتنوي من كلا الطرفين ومن كلا الطائفتين ومن كلا الحزبين.. وأنا لا أشك لحظة أن الذي يدير هذه الفضائيات ويمولها هو واحد لا أثنان : المخابرات المركزية الأميركية. أخي محرز ليس المطلوب من الحاكم أن يتمثل بالإمام علي .. المطلوب منا نحن أن نقتدي به في المواقف الصعبة التي مر بها هو في زمانه.. ونمر بها نحن في زماننا..
أنا قلت سابقاً : ليس كل ما يلمع ذهباً .. إذا كانت المعارضة لا تملك رؤية واضحة ولا تتصرف بعقلانية فلماذا تقوم بالثورة ؟ أليست هي التي بادرت بالهجوم على النظام؟ وبالتالي أليست هي من قدمت نفسها للذبح؟ وفي ظروف غير ناضجة للإصلاح والتغيير كما حصل في تونس ومصر مع أن المعركة هناك لم تصل بعد إلى نهايتها..
ثم من هي هذه المعارضة؟ هل هي معارضة عبد الحليم خدام الذي بشرنا من التلفزيون الإسرائيلي بملامح المرحلة المقبلة؟ أم هي معارضة وليد الغادري الذي أول ما سيفعله كما قال هو الصلح مع الكيان الصهيوني .. أم هي معارضة الجالسين في حضن أميركا.. ومن على موائدها القذرة يصرحون؟
أمام ذلك، لست معي أخ نزار إذ دعوتك إلى الحذر وتجنب الفتنة ؟ ألم يقل رسولنا الكريم: (المؤمن كيِّس فطن) .. وهل تظن أننا بلهاء نحن في بلاد الشام ونحن نعرف هؤلاء وعمالتهم وفسادهم منذ زمن بعيد؟ واليوم نراهم من أركان المعارضة في سورية؟
في رسالتي إلى الرئيس الأسد وهي منشورة على متصفحي كنت واضحاً عندما فرزت بين الشرفاء في المعارضة السورية والعملاء الذين تسللوا إلى صفوف المطالبين بالحرية السياسية والإصلاح والتطوير .. وإنجاز كبير أن يعترف الرئيس الأسد بأحقية مطالبهم ومشروعيتها ويعد بتلبية المطالب ويبدأ فعلاً بالتنفيذ.. فلماذا لا نعطيه فرصة؟
أم ترانا لا نحب توفير شلالات من الدم وتجنب حرب أهلية لا تبقي ولا تذر؟
بصراحة عملاء أميركا في سورية أحبطوا التحرك الشعبي الشريف والمخلص عندما بادروا إلى إستعمال السلاح ضد النظام ؟ ومع ذلك فهذا لا يعفي الرئيس الأسد من مسؤلياته ووعوده بضرورة القيام بحل سياسي وإبعاد المخابرات عن العملية السياسية في المجتمع كما اقترحت في رسالتي إليه وهي بين أيديكم في متصفحي في واتا .
أخيراً ، من الطبيعي أنني لست متعصباً لرأيي .. بل هو عرضة عن رضى للنقد والتعديل والتبديل .. فجلَّ من له الكمال وحده .. والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..
اللهم وأنت تعلم أن رأيي قد قلته وأنا لا أبغي سوى مرضاة وجهك الكريم .. اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد.
للجميع خالص تحياتي وأشواقي
محمود

الدكتور محمود حمد سليمان
21/05/2011, 01:50 AM
الأخ الفاضل حناني ميا الموقر
كل الشكر لكم سيدي على هذا الإهتمام الملحوظ بما ترونه مفيداً للأمة وقضاياها العادلة في الوحدة والحرية والعدالة..
ثم وبكل قناعة أهنئكم على ما تتمتعون به من حس قومي ووطني مرهف وعميق.. بل وقل نظيره في هذا الزمن المخزي بحكام لا يفقهون ولا يعقلون وليس على ربهم يتوكلون..
تقبلوا أسمى آيات التقدير والعرفان
أخوكم: محمود

الدكتور محمود حمد سليمان
21/05/2011, 02:52 PM
الأخت شيماء عبد الله الموقرة
من صميم قلبي أشكرك على هذه المطالعة الواعية الهادفة والتي تنم عن إدراك ووعي لما يحيط بنا من هواجس وتحديات ومخاطر..
نعم يا أختاه من أسباب الفتنة هو الحاكم الظالم.. ولكن لا يجب أن نستجيب له حتى ولو كانت الشعارات براقة والنوايا حسنة.. ومن أسباب الفتنة القوى الغربية الإستعمارية التي أعلنت أهدافها ولم تخفها وإن كان بعض قومنا لا يفقهون..ومن أسباب الفتنة حماسة بعضنا كردة فعل على الظلم دون أفق واضح وتحليل دقيق للواقع وروابطه وعلاقاته والظروف والإمكانيات المتاحة وتلك المستحيلة.. وأمامنا اليوم تجربتنان غنيتان بالعبر والدروس..
التجربة الأولى من الجزائر التي من أكثر من عشرين عاماً استجابت فيها جبهة الإنقاذ للفتنة والحرب الأهلية .. التي جرت الويلات ولم تنتج شيئاً.. ولما تنتهِ بعد.
التجربة الثانية، هي النموذج التركي ، والحركة التي انتصرت بأقل ما يمكن من خسائر ووصل التيار الإسلامي إلى السلطة رغم الظروف الصعبة والمخاطر والواقع السيء.. هذا فضلاً عن تجاربنا الحاضرة والماثلة أمامنا كم أشرت سابقاً .
أخت شيماء،
رغم كل ذلك فأنا متفائل إلى حد بعيد لأنه مهما فعلت القوى الرجعية والإستعمارية .. فوعي شعبنا أكبر إن شاء الله.. وإرادة الشعوب لا تقهر لأنها من إرادة الله القوي العزيز.. حسبنا نحن أن نكون حذرين متنبهين.. وبعدها : فالله غالب على أمره ولو كره الكارهون.
مرة أخرى، من صميم قلبي لك ولكل من تحبين كل أشواقي الأخوية والأمنيات.
أخوك / محمود

الدكتور محمود حمد سليمان
22/05/2011, 12:36 PM
الفاضل الأخ محمد مجاهد الموقر
كل أحاسيسنا مع اليمن وأهلها.. ونسأل الله سبحانه أن يعم بلادكم وكل أرضنا العربية الخير والسلام والوحدة والإصلاح الضروري لإستمرار الحياة كما أرادها الله أن تكون: واحة للعدل والحرية واحترام إنسانية الإنسان الذي جعله سبحانه وتعالى خليفة له في الأرض.
ما أود قوله أخي، هو أن القتال شرف.. ولكن الإقتتال جريمة تحدث في أجواء الفتنة وفي مطابخ صانعيها.. أعني أن القتال بالسلاح وبكل ما نملك لا يجب أن يكون في هذه المرحلة إلا للعدو الصهيوني والغربي الذي يحتل أرضنا في أي مكان كان.. أما إقتتالنا مع بعض والعدو على حدودنا فهو فتنة لا تنفع سوى هذا العدو نفسه.
شكراً لحضورك مع أطيب تحياتي وأشواقي
محمود

محمد علي الهاني
22/05/2011, 12:56 PM
أخي الأستاذ الدكتور محمود حمد سليمان

الظلم مرتعه وخيم ، وعلى الباغي تدور الدوائر.

أسجّل إعجابي بمواضيعك الطريفة والمفيدة ، وأشعارك الرائعة والتي تنفذ إلى القلب دون استئذان.

دام عطاؤك وتميّزك.

مودتي الخالصة.

أبو نضـال.

الدكتور محمود حمد سليمان
22/05/2011, 06:16 PM
الفاضل الدكتور شريف عابدين الموقر
عذراً منكم على تأخري بالرد .. ثم كل الشكر لكم على مبادلتي الأحاسيس نفسها والمشاعر التي تنم عن صفاء ذهنكم وفكركم والنوايا التي بها تقاس الأمور والمواقف والأعمال..
أخي، كما تعلمون تعرف الرجال في الظروف الصعبة والخطوب الكبيرة .. التي مهما كبرت وصعبت فلا يجب أن تطيح بعقولنا وتفقدنا صوابنا.. ولذلك نحن نسأل الله سبحانه دائماً أن يلهمنا الصواب .. ويعيننا على قول كلمة الحق في الظروف العاتية..
تقبلوا فائق محبتي وأشواقي
أخوكم / محمود

الدكتور محمود حمد سليمان
22/05/2011, 11:28 PM
الفاضل الشاعر الكبير محمد علي الهاني الموقر
تحية عطرة تليق بمقامكم الرفيع.. وشكر كبير على مروركم الذي به تتعطر صفحاتي ..
من القلب تقديري واحترامي أخوكم / محمود

ريما البدوي
27/05/2011, 09:00 PM
الأخ الفاضل محمود حمد سليمان
حديث مهم يصور لنا زمن الفتن
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ستكون فتن ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، من تشرف لها تستشرفه ، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به)
صدق رسول الله حقا" فهانحن بالفعل نعيش هذا الزمان والله يستر من الأيام القادمة .
تحياتي وتقديري أخي الكريم .

الدكتور محمود حمد سليمان
28/05/2011, 12:26 PM
الأخت الفاضلة ريما البدوي / حفظك الله
كل الشكر لمرورك الطيب ينضح بما هو حق.. ويذكـِّر قوماً تنفعهم الذكرى لو كانوا يعلمون
وفقك الله لكل ما فيه خير الأمة وقضاياها العادلة..
مع خالص مودتي
محمود

فاطمة عتباني
29/05/2011, 02:42 PM
الدكتور محمود حمد سليمان

لك التحية وأنت تثير هذا الموضوع الذي حرك هذا الكم من الآراء والأفكار
والذي يثير في ذهني تساؤلات عديدة عن الفتنة
فهل مانتحدث عنه هو الفتنة الوحيدة التي تهدد أمة الإسلام
ألسنا منذ أمد بعيد نتوه في بحر من ظلمات الفتن الكثيرة
فهذا الوهن الذي نجده في عباداتنا وتقربنا إلى الله
وهذه الفضائيات التي تمسخ عقول بناتنا وأبنائنا بالمشاهد الفاضحة والأزياء الخليعة
وذلك الإقبال على نمط من الحياة يكون آخر ما فيها قيم الإسلام وتعاليم السنة الحميدة
و..... و..... ,....
وكثير مما لايخفى عليكم
وأظنكم تشكون منه وتكتوون بناره
....
أسأل الله أن يقينا الفتنة في ديننا ودنيانا
ويحسن خاتمتنا.

الدكتور محمود حمد سليمان
29/05/2011, 11:57 PM
الأخت فاطمة محمد عمر عتباني الموقرة
تحيتي لك من الأعماق على هذه الغيرة على القيم والفضائل ومكارم الأخلاق التي هي أهم ما تملكه أمتنا وتتميز به.. وهو بلا شك يندرج تحت عناوين الفتنة ويتصل بها.. ولعل ما قصدناه هنا أيضاً هو موضوع الفتنة لا على المستوى الفردي .. بل على المستوى الأعم والأشمل.. وهو هذا المخطط الجهنمي الصهيوني والهادف إلى إيقاع الفتن والحروب بين أبناء الأمة العربية عبر الإقتتال بيننا طائفياً ومذهبياً وعرقياً وعشائرياً .. وهلم جرا. أي مشروع "الفوضى الخلاقة" المطروح جدياً على ساحاتنا العربية كلها.. وإذا كان لي أن أضيف إلى دراستي المتواضعة فهو أن أي إصلاح أو ثورة شعبية في الوطن العربي يجب أن تكون الوحدة الوطنية الشعبية خطاً أحمراً بالنسبة للثائرين .. ومن هنا فأنا أرى أن لجوء أي معارضة إلى استعمال لسلاح يوقعها عن قصد أو عن غير قصد في حبائل القوى الإستعمارية المتربصة بنا ..
لقد أثبتت التجربة في تونس وفي مصر أن النصر لا يتحقق في هذه المرحلة إلا بالوحدة الوطنية وبالبعد عن المعارضة المسلحة.. ولذلك فلنكن في أعلى درجات الحذر من الثورة المضادة .. فأعداؤنا ليسوا بلهاء يتفرجون فحسب..
على أنني على ثقة تامة أن إرادة الشعوب في النهاية هي المنتصرة حتماً .. ولو كره الكارهون.
شكراً لمرورك العطر مع أسمى آيات مودتي وتقديري
محمود

فتحي الحمود
28/06/2011, 06:02 PM
لافض فوك يا دكتور محمود . إعذرني لمروري المتأخر لأنني كنت مسافرا لفترة طويلة .
لا أريد التنظير في موضوع قلت فيه ما يستحق من القول الحكيم الذي ينظر بعمق للمصلحة العليا للوطن العربي الكبير !!!
شكرا لك سيدي ...قلت فأجدت وأبدعت كعادتك .
بارك الله فيك .
أخوك المحب : فتحي الحمود

الدكتور محمود حمد سليمان
30/06/2011, 12:34 AM
الأخ العميد فتحي الحمود الموقر
كل الشكر لمرورك العطر.. ولهذا التقريظ الذي ينم عن سمو أحاسيسكم ومشاعركم والعواطف.. بل إنه لقاء القلب بالقلب والعقل بالعقل.. وربما وقع خاطر على خاطر.. ولا ضير فنحن شعب كل ما فيه يدل على أننا أمة واحدة بتاريخها وحضارتها .. وإن شاء الله بمصيرها ومستقبلها..
تقبل أسمى محبتي وتقديري واحترامي
أخوك في الإيمان والوطنية والعروبة: محمود حمد سليمان

السعيد ابراهيم الفقي
30/06/2011, 02:00 PM
الدكتور محمود
الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبكم جميعا
وأحترمكم

من مداخلة أخي سعيد نويضي

هل ما حدث في مصر يعتبر فتنة؟
؟ أم تغيير و إصلاح و استبدال و استخلاف ما هو أفضل من سواه..؟

بعض المعارضين لثورتنا
أول شيء حاربوا الثورة به هي حكاية الفقتنة

وعندما نجحت الثورة
اعتذروا

مايحدث الآن في الأمة ليس فتنة
انما هو تحقيق لمقاصد الشريعة كاملة

باجماع العلماء العاملين

هل الثورة على محاربي الدين فتنة؟

هل الثورة على عملاء اعداء الأمة فتنة؟

هل الثورة على الخيانة العظمى فتنة؟

أثبتنا هذا بالوثائق
والتسجيلات المرئية

الحديث عن الفتنة الآن
ليس محله ولاوقته

أخي الفاضل دكتور محمود
تحدث عن ثورة تطهير لخبث ألم بالأمة

الحديث عن الفتنة الآن
ليس محله ولاوقته

أين الفتنة؟
ثورة التطهير بالحكمة فتنة؟

ثورة التطهير بالحكمة
ثورة التطهير السلمية
التي لم يشهدها التاريخ

ياأساتذة
يااخوة
ياأحباب

ثورة مصر
وثورة تونس

تدرسان الان
للنخب السياسية
في أكبر دول العالم
المتقدمة

تقبلوا مروري
وكلماتي
وقد خرجت من قلبي


وتعالوا ضيوفا علينا في مصر
ستشاهدون الشباب المؤمن
يبني
ويحمي
ويطهر

أو انتظروا بعض الوقت
شهور فقط

ستشاهدون
دولة القانون
ورئيس دولة يخاف الله

وشعبكم المحب
اسمه الشعب المصري

أيها النخبة
ليس كل ماترونه في الاعلام صحيح

الاعلام على مستوى الوطن يحتاج تطهير

يدلسون
ويكذبون

لأن الثورة
ستمنعهم من التملق للحاكم
وستبدلهم
برجال اعلام
يخافون الله

.

الدكتور محمود حمد سليمان
01/07/2011, 02:19 AM
الأخ السعيد ابراهيم الفقي
ما حصل في مصر وتونس هو ثورة بكل معنى الكلمة.. ولكن الفتنة التي نقصدها هو ما تقوم به الأطراف المضادة للثورة ما اقتضى أن نحذر منه.. ولذلك فإن كل تحرك لا يقوم على قاعدة الوحدة الوطنية الشعبية في هذه المرحلة يعتبر فتنة .. لأن الإقتتال الداخلي بين الطوائف أو المذاهب أو القبائل.. هو فرصة الغرب الذهبية للتدخل في شؤوننا العربية .. ونحن ندرك تماماً أن محاولات الصهاينة تقوم ولا تقعد في بلاد الشام لإحداث أي شرخ في تكويناتنا الوطنية المتنوعة للإجهاز على بلادنا ومقاومتنا ووحدتنا..
لم يقل أحد أن الثورة على الحاكم الظالم هي فتنة .. ولكن ما نطالب به وندعو إليه هو الحذر الشديد من أن تقع في أثناء ثورتنا في حبائل النيتو والأطلسي على غرار ما يحصل في ليبيا حالياً.. وما حصل في الصومال والعراق وغيره.. الثورة بصريح العبارة إذا أدت إلى حرب أهلية تصير إقتتالاً وهو مرفوض بالقدر نفسه الذي نرفض به الظلم من أي نوع كان..
نأمل أن تكتمل ثورة مصر وتحقق كل أهدافها العليا.. لأن هذا حلمنا الذي انتظرناه طويلاً .. فتحيتي لشباب مصر الإيمان والعروبة والوحدة..
أرجو أن أكون قد وفقت في الإيضاح..
مع خالص تحياتي وأشواقي
أخوكم / محمود