اماني مهدية
27/05/2011, 03:59 PM
... رفضت جدتي بقسوتها المعهودة حين مجيئي الى
الدنيا أن تزغرد النسوة احتفاء بي ..بدعوى
أن الأعراف لا تجيز ذلك للإناث .. وأصرت أمي على كسرها بإطلاق سبع زغرودات مدويات
قبل ان تفصلنا موسى القابلة عن بعضنا ..كما اوعزت لابي بذبح فحل قطيعنا لإقامة العقيقة نكاية بها ..أذن لي جدي -" أحنيني" هكذا كنت اناديه -بسمل وحوقل ورقاني بآيات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة ,وسماني علىاسم الهداية .كان رحمه الله إماما ومؤذنا لمسجد الدوار ذا ورع وتقوى ,يحبني كثيرا ,ويؤمن على كلام أمي كلما ردت على استياء جدتي انها ستجعل مني شيئا ولن اكون على نمطهما الاثنتين .. ربوت وترعرعت في حنان وحب وكبرت بين حيطان الحجر والطين ,ركضت على الروابي بين اشجار اللوز والتين الهندي , تنفست هواء جبال الاطلس وشربت مياه بئرنا التي لا تنضج البقول حتى لو طهوناها فيه يوما كاملا.. نضع فولا او عدسا فيبقى كما كان ,كنا نستسقي لهاخصيصا ماء من بئراخرى نائية نسميها أغبالو اي الغدير .. فاتسع افق حياتي وتفتح على اناس أخر اسمهم" اوداين"اي اليهود كرهت فيهم وسخهم وتفاهتهم ,واحببت خبزهم الرقاق والسخينة مأكل ما بعد سبوتهم , واشفقت بطفوليتي البريئة على ذلهم ومسكنتهم .لم أوذهم كما يفعل الاخرون ولم اسمح بذلك لرفاق صباي ,ومن اخطأ في حق احدهم احمله القرب حتى يقع منهكا...كنت الاصغر والانثى وقائدة الكتيبة.
تبقى على دخولي المدرسة آنذاك عام واحد , لكنني كنت اعرف الكثير , ابي حامل لكتاب الله مؤذن وإمام المسجد بالوراثة بعد رحيل جدي وتركه اسى كبيرا في قلبي الفتي , مولع بالقراءة والأطلاع , كلما سمعنا وإخوتي الذين اتوا من بعدي بفارق دقيق متساو كتوقيت ساعة سويسرية ..صلوا على النبي العدنان بعد كل وجبة عشاء , نهرع اليه .ولا احد يأخذ مكان رأسي على ركبته .. سمعت
قصة سيف بن ذي يزن , والف ليلة وليلة,والظاهر بيبرس, وحمزة البهلوان , وقصص الانبياْء والكثير من الاشعار والقصائد والامداح .. استظهر منها عن ظهر قلب ,لاجمع حولي في الغد لفيفا من الصبيان والبنات وابدأ في السرد والحكي .
احببت كل شيء في حياتي...إلا تهاليل الفجر الأولى أبي هداه الله يهلل فوق دارنا عوض ان يرتقي سطح المسجد , فما ان يصدح بصوته الشجي سبوح قدوس رب الملائكة والروح , حتى استفيق منزعجة من عمق منامي وأنا اتصبب عرقا باردا يؤرقني حتى الصباح ..استمر ذلك ما شاء الله ,ولم اجرؤ على الشكوى أبدا إلى ان نزحنا الى المدينة ,طلبا للرزق و تكملة العلم ,بعد ان جف زرعنا وغاض ماء بئرنا وحليب ضرعنا
ونفقت مواشينا.
.
.
.
الدنيا أن تزغرد النسوة احتفاء بي ..بدعوى
أن الأعراف لا تجيز ذلك للإناث .. وأصرت أمي على كسرها بإطلاق سبع زغرودات مدويات
قبل ان تفصلنا موسى القابلة عن بعضنا ..كما اوعزت لابي بذبح فحل قطيعنا لإقامة العقيقة نكاية بها ..أذن لي جدي -" أحنيني" هكذا كنت اناديه -بسمل وحوقل ورقاني بآيات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة ,وسماني علىاسم الهداية .كان رحمه الله إماما ومؤذنا لمسجد الدوار ذا ورع وتقوى ,يحبني كثيرا ,ويؤمن على كلام أمي كلما ردت على استياء جدتي انها ستجعل مني شيئا ولن اكون على نمطهما الاثنتين .. ربوت وترعرعت في حنان وحب وكبرت بين حيطان الحجر والطين ,ركضت على الروابي بين اشجار اللوز والتين الهندي , تنفست هواء جبال الاطلس وشربت مياه بئرنا التي لا تنضج البقول حتى لو طهوناها فيه يوما كاملا.. نضع فولا او عدسا فيبقى كما كان ,كنا نستسقي لهاخصيصا ماء من بئراخرى نائية نسميها أغبالو اي الغدير .. فاتسع افق حياتي وتفتح على اناس أخر اسمهم" اوداين"اي اليهود كرهت فيهم وسخهم وتفاهتهم ,واحببت خبزهم الرقاق والسخينة مأكل ما بعد سبوتهم , واشفقت بطفوليتي البريئة على ذلهم ومسكنتهم .لم أوذهم كما يفعل الاخرون ولم اسمح بذلك لرفاق صباي ,ومن اخطأ في حق احدهم احمله القرب حتى يقع منهكا...كنت الاصغر والانثى وقائدة الكتيبة.
تبقى على دخولي المدرسة آنذاك عام واحد , لكنني كنت اعرف الكثير , ابي حامل لكتاب الله مؤذن وإمام المسجد بالوراثة بعد رحيل جدي وتركه اسى كبيرا في قلبي الفتي , مولع بالقراءة والأطلاع , كلما سمعنا وإخوتي الذين اتوا من بعدي بفارق دقيق متساو كتوقيت ساعة سويسرية ..صلوا على النبي العدنان بعد كل وجبة عشاء , نهرع اليه .ولا احد يأخذ مكان رأسي على ركبته .. سمعت
قصة سيف بن ذي يزن , والف ليلة وليلة,والظاهر بيبرس, وحمزة البهلوان , وقصص الانبياْء والكثير من الاشعار والقصائد والامداح .. استظهر منها عن ظهر قلب ,لاجمع حولي في الغد لفيفا من الصبيان والبنات وابدأ في السرد والحكي .
احببت كل شيء في حياتي...إلا تهاليل الفجر الأولى أبي هداه الله يهلل فوق دارنا عوض ان يرتقي سطح المسجد , فما ان يصدح بصوته الشجي سبوح قدوس رب الملائكة والروح , حتى استفيق منزعجة من عمق منامي وأنا اتصبب عرقا باردا يؤرقني حتى الصباح ..استمر ذلك ما شاء الله ,ولم اجرؤ على الشكوى أبدا إلى ان نزحنا الى المدينة ,طلبا للرزق و تكملة العلم ,بعد ان جف زرعنا وغاض ماء بئرنا وحليب ضرعنا
ونفقت مواشينا.
.
.
.