المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومن اعتمد على الله فلا ذلّ ولا قلّ ولا ضلّ ولا ملّ



عامرحريز
05/04/2007, 10:49 AM
جلس رجلان قد ذهب بصرهما على طريق أم جعفر زبيدة العباسية لمعرفتهما
بكرمها.

فكان أحدهما يقول: اللهم ارزقني من فضلك..

وكان الآخر يقول: اللهم ارزقني من فضل أم جعفر.
وكانت أم جعفر تعلم ذلك منهما وتسمع، فكانت ترسل لمن طلب فضل الله
درهمين، ولمن طلب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير.
وكان صاحب الدجاجة يبيع دجاجته لصاحب الدرهمين، بدرهمين كل يوم، وهو
لا يعلم ما في جوفها من دنانير.

وأقام على ذلك عشرة أيام متوالية، ثم أقبلت أم جعفر عليهما،

وقالت لطالب فضلها: أما أغناك فضلنا؟

قال: وما هو؟

قالت مائة دينار في عشرة أيام،

قال: لا، بل دجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمين.
فقالت: هذا طلب من فضلنا فحرمه الله، وذاك طلب من فضل الله فأعطاه
الله وأغناه.

يقول الشيخ عبد الحميد كشك يرحمه الله:

من اعتمد على غير الله ذل،

ومن اعتمد على غير الله قل.

ومن اعتمد على غير الله ضل.

ومن اعتمد على غير الله مل.

ومن اعتمد على الله فلا ذلّ ولا قلّ ولا ضلّ ولا ملّ

Subhi Wassim Tadefi
05/04/2007, 11:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي عامر حريز، تذكرة طيبة ومفيدة،
والاعتماد على الله ثمرة للتوكل عليه سبحانه وتعالى، وأنقل هنا ما قاله أسلافنا في التوكل على الله:
{وفي الاصطلاح (أي الشرع) اختلفت عبارات السلف في تعريف التوكل على الله تبعاً لتفسيره تارة بأسبابه ودواعيه وتارة بدرجاته وتارة بلازمه وتارة بثماره وغير ذلك من متعلقاته. وسبب هذا الاختلاف أن التوكل من أحوال القلوب وأعمالها وهي صعبة أن تُحَدَّ بِحَدٍّ أو تُحصَرَ بلفظ.
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصِدقُ التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك،
قال الحسن: إن من توكل العبد أن يكون الله هو ثقته،
الإمام أحمد: هو قطع الاستشراف بالإياس من الخلق، وقال: وجملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به،
عبدالله بن داود الخريبي: أرى التوكل حسن الظن بالله،
شقيق بن إبراهيم: التوكل طمأنينة القلب بموعود الله عز وجل،
الحسن: الرضا عن الله عز وجل،
علي بن أحمد البوشنجي: التبرئة من حولك وقوتك وحول مثلك وقوة مثلك،
ابن الجوزي عن بعضهم: هو تفويض الأمر إلى الله ثقةً بحسن تدبيره،
ابن رجب الحنبلي: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها،
ابن حجر: وقيل: هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب،
عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب: هو إسناد العبد أمره إلى الله وحده لاشريك له في جميع أموره الدينية والدنيوية،
وقيل: هو حالٌ للقلب ينشأ عن معرفته بالله والإيمان بتفرده بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فيوجب له اعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينةً به وثقةً به ويقيناً بكفايته لما توكل عليه فيه،
عبد القادر الجيلاني: التوكل هو الخروج من الحول والقوة مع السكون إلى رب الأرباب،
عبد القادر الجيلاني: تفويض الأمور إلى الله عز وجل، والتنقي من ظلمات الاختيار والتدبير إلى ساحات شهود الأحكام والتقدير، فيقطع العبد ألاّ تبديل للقسمة، فما قُسم له لا يفوته، وما لم يُقدّر له لا يناله، فيسكن قلبه إلى ذلك ويطمئن إلى وعد مولاه،
الأمام أحمد: التوكل عمل القلب، ومعنى ذلك أنه عمل قلبي ليس بقول اللسان ولاعمل الجوارح ولا هو من باب العلوم والإدراكات،
وقيل: علم القلب بكفاية الرب للعبد،
وقيل: التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب وهو ترك الاختيار والاسترسال مع مجاري الأقدار،
سهل: التوكل الاسترسال مع الله مع ما يريد،
وقيل: هو الرضا بالمقدور، التوكل هجر العلائق ومواصلة الحقائق
وقيل: التوكل نفي الشكوك والتفويض إلى ملك الملوك،
ذو النون: خلع الأرباب وقطع الأسباب ( يريد قطعها من تعلق القلب بها وليس منع مباشرة الجوارح للأسباب)،
أبو سعيد الخراز: التوكل اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب،
أبو تراب النخشبي: هو طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمأنينة إلى الكفاية فإن أُعطي شكر وإن مُنع صبر،
أبو يعقوب النهرجوري: التوكل على الله بكمال الحقيقة ما وقع لإبراهيم الخليل عليه السلام في الوقت الذي قال لجبريل عليه السلام: أما إليك فلا،
سهل: التوكل قلب عاش مع الله بلا علاقة،
وقيل: التوكل أن يستوي عندك الإكثار والإقلال،
وقيل: إلقاء النفس في العبودية وإخراجها من الربوبية،
وقيل: التوكل هو التسليم لأمر الرب وقضائه،
وقيل: هو التفويض إليه في كل حال،
ابن عطاء: التوكل ألاّ تظهر في انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها، ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها،
وقيل: التوكل هو الأخذ بالأسباب والكفر بها،
ابن جزي: التوكل هو الاعتماد على الله في تحصيل المنافع أو حفظها بعد حصولها، وفي دفع المضار ورفعها بعد وقوعها، التوكل تمام اليقين بالله،
وقيل: هو سكون القلب إلى كفاية الله تعالى، وتفويض الأمور إلى الله تعالى لكفايته، والاعتماد عليه تعالى لعلمه وقدرته،
وقيل: التوكل يجمع بين العمل والأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،
أبو حيان: والتوكل هو تفويض الأمر إلى من يملك الأمر ويقدر عليه،
ابن عاشور: التوكل إسناد المرء مهمه وشأنه إلى من يتولى عمله،
أبن عاشور: انفعال قلبي عقلي يتوجه به الفاعل إلى الله راجياً الإعانة ومستعيذاً من الخيبة والعوائق،
الفخر الرازي: التوكل هو أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة ولكن لا يعول بقلبه عليها بل يعول على عصمة الحق،
صديق حسن خان: التوكل هو اعتماد العبد على الله في كل الأمور، والأسبابُ وسائطٌ أُمِرَ بها من غير اعتماد عليها،
الصاوي: التوكل هو وثوق القلب بالله تعالى في جميع الأمور من غير اعتماد على الأسباب وإن تعاطاها،
وقيل: هو اعتماد القلب على الله في كل الأمور مع إتيان الأسباب المشروعة للبلوغ إلى المطلوب مما هو خير ومعروف وأمر إدراك المطلوب على الله تعالى مع الرضا بما يتم من ربح أو خلافه ونجاح وغيره،
القرطبي: تفويض الأمور بالكلية إلى الله تعالى والاعتماد في كل الأحوال على الله تعالى،
وقيل: عبارة عن الاعتصام بالله في جميع الأمور ومحله القلب والحركة بالظاهر لا تنافي توكل القلب بعد ما تحقق للعبد أن التقدير من قبل الله فإن تعسر شىء فبتقديره،
صديق حسن خان: هو تفويض الأمور إلى الله،
ذو النون المصري: التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة،
أبو عبدالله القرشي: التعلق بالله في كل حال،
الغزالي: الاكتفاء بالأسباب الخفية عن الأسباب الظاهرة مع سكون النفس إلى مسبب السبب لا إلى السبب،
أبو طالب المكي: التوكل نظام التوحيد وجماع الأمر،
وقيل: التوكل ترك الإيواء إلاّ إلى الله،
ابن مسروق: التوكل الاستسلام لجريان القضاء في الأحكام،
أبو سليمان الداراني: إذا بلغ (يعني العبد) غاية من الزهد أخرجه ذلك إلى التوكل،
وهب بن منبه : الغاية القصوى التوكل.}
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك
((منقول بتصرف))

ايناس حمدي
05/04/2007, 11:49 AM
قال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : ( من اعتمد على ماله قل ، ومن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على جاهه ذل ، ومن اعتمد على الله لا قل ولا ضل ولا ذل. )
جزاك الله كل خير أستاذ عامر حريز.

Subhi Wassim Tadefi
05/04/2007, 11:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
درجات التوكل (من كلام ابن القيم في مدارج السالكين):
1 - الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته واليقين بكفاية وكيله وأنَّ غيره لايقوم مقامه في ذلك.
2 - الثانية : إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.
3 - الثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد.
4 - الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها، وطمأنينته بالله والثقة بتدبيره.
5 - الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل.
6 - السادسة : استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.
7 - السابعة : التفويض: هو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً واختياراً، لا كرهاً واضطراراً. والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته.
8 - الثامنة: الرضا.
مع التحية والتقدير
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك
((منقول بتصرف))

Subhi Wassim Tadefi
05/04/2007, 11:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ويمكن اعتبار درجاتٍ للتوكل كما يلي:
1- الأولى: أن يكون المتوكل حاله في حق الله سبحانه والثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل (هذا توكل العامة).
2- الثانية: حال المتوكل مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها والفرق بين هذه الدرجة والأولى أن هذا متوكل وقد فَنِيَ في توكله عن توكله إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته، بل إلى المتوكَل عليه فقط وهي أقوى من الأولى.
3- الثالثة: أعلاها، وتكون باستسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته، ويكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه (وهو توكل الخاصة).
اللهم إنا نسألك حسن الختام.
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك
((منقول بتصرف))

عامرحريز
05/04/2007, 12:42 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل صبحي

عامرحريز
05/04/2007, 12:43 PM
وإياكِ أختي إيناس

أحمد المدهون
01/02/2012, 10:46 PM
أشكر الأستاذ عامر حريز على إيراد القصة المعبّرة، وما فيها من حكمة التوكّل على الله وحده، وطلب الرزق منه دون سواه.
كم أشكر الأستاذ صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك على إضافاته الجميلة وإثرائه لموضوع التوكل على الله: مفهومه ودرجاته.

جعلنا الله وإياكم ممن يتوكّلون على الله حقّ توكّله.
أستذكر في هذا المقام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
" لو أنكم توكلون على الله تعالى حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، و تروح بطانا" [الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5254، خلاصة حكم المحدث: صحيح]

لاحظوا: تغدوا وتروح، وهي من تمام التوكّل، وإلا انقلب الأمر إلى تواكل.

تحياتي.

محرز شلبي
01/02/2012, 11:11 PM
أخي عامر حريز يسعدني أن أذكر نفسي من خلالكم بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قال إذا أصبح وإذا أمسى :
حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ... سبع مرات
كفاه الله ما أهمه.


الراوي:ابي الدرداء - المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 294/9
خلاصة حكم المحدث: موقوف إسناده جيد