المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في سوريا وأخواتها مجد يغضب وتاريخ يثور - جبهة علماء الازهر الشريف



السعيد ابراهيم الفقي
31/05/2011, 09:35 AM
أنَّى وجهت ناظريك في ديار العرب وأرض الإسلام مشرقا ومغربا فلن تر اليوم غير تاريخ على أرضنا اليوم يثور، ومجد يغضب، وشعب على الضنا صبور، تجد ذلك في رياض سوريا الماجدة،، وفي شعاب اليمن التالدة، كما وجدتها من قبل في ميادين الكنانة، وفي سهول ليبيا، وعن قريب إن شاء الله ستلقاها في بقية بلدان العرب التي اكتوت بنيران العمالة الرخيصة، والتبعية الذليلة ، تبعية الأنظمة المفروضة، والحكومات المرفوضة .
في أقل من أربع ساعات اليوم على أرض سوريا يتساقط العشرات في يوم الجمعة المجيد بعد أن راوغ الحاكم المجرم وألغى كلاما طوارئ أبيه واستبقاها فعلا وعملا ، ولا صريخ لهذا البلد البائس من شرق ولا غرب ولا مغيث، كل ذلك بعد أن انفجر في جنبات سوريا البغيُ الكالب من كلاب القرامطة، وزُهق العدل، وذبحت الإنسانية ، وبذلت مواعيد العراقبة، وزهقت معالم الرحمة عند مجرمي الحزب الناهب حزب البعث، والحال هو الحال في اليمن الذي كان قبل هذا الجاويش العسكري سعيدا، -دع عنك مجنون ليبيا الذي صيره لسانه أذل ذليل، وصاحب زنقات لن تمحى ما بقي الليل والنهار ، بعد أن أبدله الله بكل عزٍّ ذُلا، وبكل نعيم نسي فيه ربه بؤسا وهوانا- ، ومع هذا فالأمل والحمد لله بشباب سوريا وأخواتها في اليمن وليبيا يشرق اليوم في الوجوه الوضيئة، ويومض في العيون الرغيبة، والمجد المتأثل في خمسة عشر قرنا يعصف اليوم بالنفوس الفتية في أرجاء العروبة ،عصفا يبطل عمل الأسلحة الفاتكة في أيدي الزمرة الحاكمة الفاسدة السارقة !!
فيا شباب العرب وأحفاد الأبطال :
صبرا في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع
إنكم والحمد لله قد ادخركم الله لأمتكم فجئتموها على قدر، جئتموها لتغسلوا عنها عار الوهن الذي دب في مفاصل الذين ركنوا وأخلدوا ، ونسوا أو بدلوا ، جئتم لتقولوا للدنيا كلها نحن والحمد لله شعب لا يزال يعيش في ملك آبائه الفاتحين، ولا يزال يطوي حناياه على العزيمة التي قبض بها من قبل على زمام الدنيا، وشارك بها في تصريف الأقدار، وأملى بها إرادته على سجل الزمان، وقد استدار لنا الزمان كهيئته يوم كان عليه معنا يوم كنا خير أمة.
نعم ، لقد مضى حلم و كان حلما ثقيلا، ولكنه والحمد لله أعقب غضبة مفزعة بدأت في تونس ثم تلتها ، مصر على توفيق من الله ورضوان، وها هي ليبيا عن قريب إن شاء الله تلحق بأخواتها لتفرغ لمعاونة بقية جيرانها ، بعد أن يؤنسها الله بشقيقتها أرض المحشر سوريا، ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا) .
ونعم مرة ثانية ، لقد طال نومنا، ولكن اليقظة والحمد لله كانت وستظل مروِّعة حتى تأتي على بقية الناهبين، والحمد لله قد أدرك العالم لنا أن عهد النوم قد ذهب عنا .
ويا أيها الأغرار الأغبياء الغرباء عنا من بقايا وأزلام سايكس بيكو وصبيانهم، ليتكم تعلموا أننا أمة على رغم ما نزل بنا منكم لا نزال بحمد الله نحمل في خصائصنا سرَّ الجزيرة التي يحيا فيها الجمل الوقور الصابر، والأسد الهصور المستوفز الحامي !
ويا أحمق سوريا: اعلم وعلِّم أعمامك المجرمين ممن لا يزالون يرتعون معك في أعراضنا، ويلغون بشراهة في دمائنا ، اعلم و اعلموا أن سياسات الإرهاب والاغتصاب التي أتقنتموها فينا قد تجلَّت والحمد لله عن شباب عرفوا كيف يموتون أكثر مما عرفوا كيف يعيشون، إنهم أيها الأوغاد يسرعون الخطى إلى الربيع الباسم على رغم ما ينزل بهم ، وإلى الجو الطليق على رغم مكايدتكم لهم ، كل هذا بعد أن أخذوا موثقهم من دم الشهيد أن يعيشوا أعزة أو يموتوا كراما، فلا تَتَحَدُّوا بالعذاب السفيه الذي لا تتقنون غيره همة أحفاد الصحابة المتوثبة، وتاريخ أبناء الأمة الناهضة، فقد انبجس فجر الانعتاق ، وأذَّن الفجر بحق على أيامهم، فليتكم تراجعوا في سياساتكم العقل السالم من الهوى كي توفروا على أنفسكم مصائر من سبقكم، وتوفروا على الشعوب التي ابتليت بكم انصباب الدماء لذاهبة إلى الله تعج من جرائمكم في فجاج الأرض ومسالكها ، ولا نراكم فاعلين، فقد حقَّت عليكم كلمة العذاب بما قدمت أيديكم،و سبق عليكم الكتاب كتاب ربنا جل جلاله ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق) ، ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره)
صدر عن جبهة علماء الأزهر مساء الجمعة 19 من جمادى الأولى 1432هـ الموافق 22 من أبريل 2011م