صلاح م ع ابوشنب
05/06/2011, 11:10 PM
الحَيَّة ُوالبَيْرَقُ
قصة قصيرة لصلاح ابوشنب
قصيرُ القامَةِ مُكتنز الوجْهِ .. تزدادُ نشوتُه كُلما ارتفعت إيقاعاتُ الطبولِ ورنـَّاتُ الصاجاتِ النـُّحاسيةِ الكبيرة .. يتمايلُ يميناً ويساراً وهو يسيرُ بين صفوفِ المشاهدين .. يهرعُ الى فـَكِّ الأصابعِ المُتشابكة وتحريرُ الأيادى المُكتـَّفة ، فى يَدِهِ سيخٌ حديدىٌّ طويلٌ مُدببُ الرأسِ.. خلفَهُ يسيرُ موكبُ الجلوةِ يتقدمهُ شيخٌ مُسنٌ فارعُ الطولِ فوقَ رأسِه عُمَامَةُ خضراءُ تلمعُ تحت البيرقٍ الأخضرِ الذى يحملُ كلمةَ التوحيدِ وأربعَ حياتٍ فوقَ أركانِه الأربعة .. يرتدى حلةً سوداء فضفاضةً .. تتدلى لحيتهُ البيضاءَ فوق صدرِه كما تتدلى مسبحتُه التى التفت حول رقبَتِهِ.
كلما نظرَ اليه القصيرُ أشاحَ الشيخُ عنه بوجهِه وقضبَ جبينَهُ غَضَبَاً ..
عندما حَمِىَ الإيقاعُ ، راح يردِّدُ لفظَ الجلالةِ بكثرةٍ ثم طعَنَ نفسَهُ بالسيخِ فى موضِعِ سُرَّتِه وأخذَ يدفعُه الى الداخلِ حتى لم يبق منه سُوى حلقةٌ مُستديرةٌ يُسْحَبْ من خلالها.. عرَّى نفسَه ، وطاف على المشاهدين يعرضُ عليهـِم مَقْدِرَتـَه الفائِقة.. بعد أنْ شعَرَ بأعجابِ المتفرجينَ ، أشارَ إلى رجُلٍ كان يرافقه أن يأتى لمُسَاعَدَتِه فى إخراج السيخ .. جَلسَ القُرفُصَاءَ وأخذَ رفيقـُه يرفـُسُه بالحذاءِ رفسَاتٍ قويةٍ ومتكررةٍ فوقَ ظهرهِ، بينما هو يلتقط بأصبعة الحلقة ويسحبها الى الخارج شيئا فشيئا.
فى تلكَ الأثناءِ أرْسَلَ الشيخُ أحَدَ مُريدِيه الى الرجلِ يأمرُهُ بالكفَِّ عن هذا التراءى، لكن الرجلَ لم يمتثلْ .. بمجردِ أنْ أخرَجَ السِّيخَ أشارَ الى ضابِطِ الإيقاعِ بأن يرفعَ من إيقاعاتِهِ حتى تُجلجِلَ المكان.
وصلت الجلوةُ مقابل مَقام سيدى محمد البوصيرى ، صاحب البردة،
كان الرجلُ قد انتهى من طعن نفسِه من جديد وراحَ يكشفُ بطنـَه للمتفرجينَ الذين أمطروه تصفيقاً بينما إزدَادَ هو نشـَوةً وإعجاباً وراح
يسيرُ وسَط َالجُمُوعِ كما يسيرُ الطاووسُ.
بعد أن شبـِعَ تصفيقاً أشارَ الى رفِيقِهِ بالحضورِ لركلِهِ بالحذاءِ .. ازدادت الركلات ..فى الرَّكلةِ الأخيرة تعالى صِراخُه ..خرجتْ الحلقة ُوبقى السيخُ.
قصة قصيرة لصلاح ابوشنب
قصيرُ القامَةِ مُكتنز الوجْهِ .. تزدادُ نشوتُه كُلما ارتفعت إيقاعاتُ الطبولِ ورنـَّاتُ الصاجاتِ النـُّحاسيةِ الكبيرة .. يتمايلُ يميناً ويساراً وهو يسيرُ بين صفوفِ المشاهدين .. يهرعُ الى فـَكِّ الأصابعِ المُتشابكة وتحريرُ الأيادى المُكتـَّفة ، فى يَدِهِ سيخٌ حديدىٌّ طويلٌ مُدببُ الرأسِ.. خلفَهُ يسيرُ موكبُ الجلوةِ يتقدمهُ شيخٌ مُسنٌ فارعُ الطولِ فوقَ رأسِه عُمَامَةُ خضراءُ تلمعُ تحت البيرقٍ الأخضرِ الذى يحملُ كلمةَ التوحيدِ وأربعَ حياتٍ فوقَ أركانِه الأربعة .. يرتدى حلةً سوداء فضفاضةً .. تتدلى لحيتهُ البيضاءَ فوق صدرِه كما تتدلى مسبحتُه التى التفت حول رقبَتِهِ.
كلما نظرَ اليه القصيرُ أشاحَ الشيخُ عنه بوجهِه وقضبَ جبينَهُ غَضَبَاً ..
عندما حَمِىَ الإيقاعُ ، راح يردِّدُ لفظَ الجلالةِ بكثرةٍ ثم طعَنَ نفسَهُ بالسيخِ فى موضِعِ سُرَّتِه وأخذَ يدفعُه الى الداخلِ حتى لم يبق منه سُوى حلقةٌ مُستديرةٌ يُسْحَبْ من خلالها.. عرَّى نفسَه ، وطاف على المشاهدين يعرضُ عليهـِم مَقْدِرَتـَه الفائِقة.. بعد أنْ شعَرَ بأعجابِ المتفرجينَ ، أشارَ إلى رجُلٍ كان يرافقه أن يأتى لمُسَاعَدَتِه فى إخراج السيخ .. جَلسَ القُرفُصَاءَ وأخذَ رفيقـُه يرفـُسُه بالحذاءِ رفسَاتٍ قويةٍ ومتكررةٍ فوقَ ظهرهِ، بينما هو يلتقط بأصبعة الحلقة ويسحبها الى الخارج شيئا فشيئا.
فى تلكَ الأثناءِ أرْسَلَ الشيخُ أحَدَ مُريدِيه الى الرجلِ يأمرُهُ بالكفَِّ عن هذا التراءى، لكن الرجلَ لم يمتثلْ .. بمجردِ أنْ أخرَجَ السِّيخَ أشارَ الى ضابِطِ الإيقاعِ بأن يرفعَ من إيقاعاتِهِ حتى تُجلجِلَ المكان.
وصلت الجلوةُ مقابل مَقام سيدى محمد البوصيرى ، صاحب البردة،
كان الرجلُ قد انتهى من طعن نفسِه من جديد وراحَ يكشفُ بطنـَه للمتفرجينَ الذين أمطروه تصفيقاً بينما إزدَادَ هو نشـَوةً وإعجاباً وراح
يسيرُ وسَط َالجُمُوعِ كما يسيرُ الطاووسُ.
بعد أن شبـِعَ تصفيقاً أشارَ الى رفِيقِهِ بالحضورِ لركلِهِ بالحذاءِ .. ازدادت الركلات ..فى الرَّكلةِ الأخيرة تعالى صِراخُه ..خرجتْ الحلقة ُوبقى السيخُ.