المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركة لحد الصبح - قصة قصيرة



صلاح م ع ابوشنب
05/06/2011, 11:17 PM
"حركة".. لحد الصبح
قصة قصيرة لصلاح ابوشنب


كان " حركة " قصيرُ القامةِ مثل أبيه ، لكن رأسَه صغير مستطيل الشكل مثل الشمامة ، على عكس رأس أبيه المكورة التى تشبه البطيخة الشيلين.
كانت عيناه زائعتان تدوران فى كل مكان ومعهما رأسه تلتقطان كل شىء مثل كاميرات المراقبة .. أنفه معكوف مثل الخطاف وفمه أهتم مثل فم السلحفاة مُطبقٌ على الدوام ، يخيَّلُ اليك أنه يبتسمُ وهو حزين.
كان " حركة " على نياته ، لا يرفض أى طلب يطلبه العمال فى القسم الذى يعمل به ، بعضهم سماه مشاوير والبعض الآخر سماه رايح جاى ، أما أبوه فكان يناديه بمبروك بينما اسمه الحقيقى محمود.
كان أبوه الذى يعمل رئيسا للقسم المجاور ينهره لاستجابته لطلبات العمال التافهة عَمَّال على بطال ، لم يجد ما يجيب به على أبيه سوى نظرات خجلة ورأس مطأطأ بانكسار نحو الأرض، ثم ترغرغ عيناه.
عند منتصف النهار ، وقت الراحة كان هو سلوة العمال ومحط سخريتهم ، يضعون المفرقعات تحت كرسيِّه لتنفجر ويولى صارخاً ، وهم يضحكون .. يتمادى بعضهم فيضع عقب سيجارة مُشتعل فى جيب أفروله الخلفى أو دبوس إبرة فوق مقعده. لم يشفق عليه أحدٌ سُوى عم سعيد الذى اقترب موعد خروجه على المعاش وكان يقضى ساعة الراحة فى إكمال حفظ القرءان الكريم على رجاء إتمامه قبل خروجه. ، فى غياب عم سعيد تعود ريمة لعادتها القديمة.
كانت تلك التصرفات تثير حفيظة والده وتسبب له مشاكل كثيرة وشجار دائم ، لكنه لم يجرأ ولو مرة واحدة على تقديم شكوى الى الخواجة صاحب المصنع حتى لا ينتهى الأمر بفصل أبنه الذى كان يقبض راتبه من هنا ويضعه فى يد أبيه من فوره.
على غفلة من أبيه شبطت فكرة الزواج فى رأسه ، وراح يلح على ابيه أن يزوجه ، وكانت هذه الفكرة تشتعل فى رأسه كلما علم بأن زميل له تزوج أو قربت ليلة زفافه.
كان أبوه يقول له : حاضر يا "بركة" .. سيكون يوم المنى يوم أن أراك متزوجاً .. ثم يعود فيقول فى نفسه : يا ترى مين العبيطة التى تقبل به.؟
قال ابراهيمُ صديق أبيه :
الأمر جداً بسيط يا صديقى .. زوجه زواج فلاحى..
ماذا تعنى .؟
أقصد أن تتوكل على الله وتعمل زيارة لبلدكم ، وبالقطع سوف تجد من البنات من يقبلن بالزواج لمجرد الحصول على لقمة العيش.
تزوج " حركة " من صباح البنت القروية الناصعة البياض المتوردة الخدود الفائقة الحسن.
قضى أسبوعاً كاملا لا يبرح عش الزوجية ، عاد بعده مختلفاً تماما .. مبسوط ومبتهج .. يفرك يديه قائلا لأبيه :
ليتك زوجتنى من بدرى يا أبتى.
كان "حركة" يحكى للعمال كل صغيرة وكبيرة تحدث على الفراش بينه وبين صباح.
مر شهرٌ واحدٌ ، عاد بعده "حركة" حزيناً لأن صباح حَرََّمَتْ عليه الإقتراب منها، ولما سألوه عن السبب قال : أنها تريد أن أعطيها الراتب بدلا من أبى.
استجاب أبوه لطلب صباح وأعطاه راتبه كاملاً ، لكن "حركة" كان على مدار الشهر يأتى الى العمل مكتئباً ولا يتلاشىء هذا الإكتئاب إلاَّ يوم صرف الرواتب ، ما أن يتسلم راتبه حتى يتهلل وجهُهُ ويرقصُ طرباَ ويصيحُ : الليلة الليلة الليلة سهرتنا حلوة الليلة .. الليلة الليلة الليلة ح اسهر صباحى الليلة.
***

كرم زعرور
15/06/2011, 06:22 PM
أستاذي الفاضل صلاح
باللهجة المصرية الجميلة : كان فيه واحدة بتحب النَّكد زي عنيها ،
أما جوزها فكان طبعه هادي ، وما يحبش النكد ، غُلُب معاها ،
بعدين من زهقه عمل معاها اتفاق إنُّه ينكد عليها مرة في الأسبوع
كل ليلة اثنين مثلا ً، المهم الولية يوم الحد الصبح يسمعوها الجيران
قاعدة تغني : بكرة النكد بكرة ، بكرة النكد !
تحياتي واحترامي أخي الفاضل ، حركة ، قصته جميلة .
كرم زعرور