نضال الخليل
07/06/2011, 04:49 PM
المفاهيم الفلسفية ( بين النظرية والتطبيق )
نبعت أغلب المفاهيم الفلسفية من العقل الذي حاور الأشياء والطبيعة والذوات الأخرى ، أو لنقل كما هو دارج فلسفيا أن المفاهيم تكونت بفعل علاقة الذات بالموضوع ، وكذلك علاقة الذات بالذوات الأخرى ، وتعدد المفاهيم الفلسفية واختلافها بين نطاق وآخر يعود لاختلاف العقل الفردي ، وأيضا لاختلاف ما يتم تناوله من موضوعات ومسائل ، والاختلاف بين الذاتي والموضوعي أتاح للعقل تعاطيا متنوعا وطرحا يتناسب مع طبيعة الموضوع المعني وخلفياته ومؤثراته وارتباطاته ، وقبل أن نوضح التباين والفجوة بين المفاهيم النظرية وتطبيقاتها ، وكذلك ما بينهما من علاقة وتداخل وجدل فلسفي ، أود التنويه أن هذا الطرح سيتوالى في حلقات وخلال فترات غير منتظمة ، وسيكون إما كتابة جديدة ، أو ما سبق لي نشره إعلاميا، أو ربما اقتباسات متنوعة من مفكرين وفلاسفة ومدارس وتيارات مع شرح أو نقد عند الضرورة ، والأهم وما أتطلع إليه أن تكون المشاركات تثري الطرح والحوار من زاوية فكرية وفلسفية.
عند اطلاعنا على مختلف ميادين وموضوعات وقضايا الفلسفة ، نجد المفهوم يعد محورا هاما فيها ، ففي المنطق بنوعيه التقليدي والحديث يدخل المفهوم كعنصر أساسي في محتوى المقدمات والنتائج ، كما يدخل في مقولات المنطق ، وكذلك نجد في منهجي المنطق الاستنباطي والاستقرائي تعريفات وحدودا تقوم على طيف واسع من المفاهيم ، وإن اختلفت تلك المفاهيم فيما بينها بالنسبة للكلي والجزئي ، وبالنسبة للعام والخاص ، وهذا الاختلاف طبيعي بناء على ما يعتمد عليه كل منهج منهما من تصورات وتحليلات ومعان .
وفي تناول قضايا الطبيعة ، وما لحقها من تطورات هامة في فلسفة العلوم وفي نظرية المعرفة ، نواجه مفاهيم متعددة ، وتلك المفاهيم إما جذرية ابتدأت مع فلسفة الطبيعة بمعناها التقليدي – في العصر اليوناني الأول – وإما مستقاة من نتائج العلوم بعد استقلالها عن الفلسفة في مراحل لاحقة . فمثلا ، الكون والمادة والخلق والحركة تعد مفاهيم جذرية ابتدأت مع بحث قضايا الطبيعة ، واستمر تناولها بعد ذلك ضمن تيارات حديثة اعتمدت على فلسفة العلوم ونظرية المعرفة، ولكن بطرح مختلف تماما يكاد ينفصل عن معناها الكلي والميتافيزيقي الأول .
وهناك مدى واسع من المفاهيم المتنوعة والمشتركة عندما نتناول المسائل والموضوعات التي قدمتها فلسفة العلوم، فكل مفهوم جذري لم يعد كما هو، أي لم يعد يتم التعامل معه كوحدة ، بل أصبح بنفسه متعددا إلى كثرة من المفاهيم ، وكل مفهوم منها بحاجة إلى طرح يتضمن حدودا خاصة به . فمثلا ، مفهوم الكون الأولي يحمل معنا كليا ، بينما تطور هذا المفهوم لاحقا إلى : كون ماكرو فيزيائي ، كون مايكرو فيزيائي ، كون نيوتوني ، كون زمكاني ، كون جسيمي ، كون موجي ، كون جاذبي ، كون كوانتي. بل إن التطورات العلمية أنتجت مفاهيم داخل كل مفهوم سابق ، فمثلا : الكون المايكرو فيزيائي تولدت عنه مفاهيم ما دون الجسيمات ، ومفاهيم مضادات المادة ، وغيرها . والكون الجاذبي تأرجح بين مفاهيم الطاقة والمفاهيم الرياضية ، ومفاهيم تجمع بينهما.
وبذلك أصبحنا أمام ظاهرة ( تجزئة المفاهيم Sub-Concepts )
نبعت أغلب المفاهيم الفلسفية من العقل الذي حاور الأشياء والطبيعة والذوات الأخرى ، أو لنقل كما هو دارج فلسفيا أن المفاهيم تكونت بفعل علاقة الذات بالموضوع ، وكذلك علاقة الذات بالذوات الأخرى ، وتعدد المفاهيم الفلسفية واختلافها بين نطاق وآخر يعود لاختلاف العقل الفردي ، وأيضا لاختلاف ما يتم تناوله من موضوعات ومسائل ، والاختلاف بين الذاتي والموضوعي أتاح للعقل تعاطيا متنوعا وطرحا يتناسب مع طبيعة الموضوع المعني وخلفياته ومؤثراته وارتباطاته ، وقبل أن نوضح التباين والفجوة بين المفاهيم النظرية وتطبيقاتها ، وكذلك ما بينهما من علاقة وتداخل وجدل فلسفي ، أود التنويه أن هذا الطرح سيتوالى في حلقات وخلال فترات غير منتظمة ، وسيكون إما كتابة جديدة ، أو ما سبق لي نشره إعلاميا، أو ربما اقتباسات متنوعة من مفكرين وفلاسفة ومدارس وتيارات مع شرح أو نقد عند الضرورة ، والأهم وما أتطلع إليه أن تكون المشاركات تثري الطرح والحوار من زاوية فكرية وفلسفية.
عند اطلاعنا على مختلف ميادين وموضوعات وقضايا الفلسفة ، نجد المفهوم يعد محورا هاما فيها ، ففي المنطق بنوعيه التقليدي والحديث يدخل المفهوم كعنصر أساسي في محتوى المقدمات والنتائج ، كما يدخل في مقولات المنطق ، وكذلك نجد في منهجي المنطق الاستنباطي والاستقرائي تعريفات وحدودا تقوم على طيف واسع من المفاهيم ، وإن اختلفت تلك المفاهيم فيما بينها بالنسبة للكلي والجزئي ، وبالنسبة للعام والخاص ، وهذا الاختلاف طبيعي بناء على ما يعتمد عليه كل منهج منهما من تصورات وتحليلات ومعان .
وفي تناول قضايا الطبيعة ، وما لحقها من تطورات هامة في فلسفة العلوم وفي نظرية المعرفة ، نواجه مفاهيم متعددة ، وتلك المفاهيم إما جذرية ابتدأت مع فلسفة الطبيعة بمعناها التقليدي – في العصر اليوناني الأول – وإما مستقاة من نتائج العلوم بعد استقلالها عن الفلسفة في مراحل لاحقة . فمثلا ، الكون والمادة والخلق والحركة تعد مفاهيم جذرية ابتدأت مع بحث قضايا الطبيعة ، واستمر تناولها بعد ذلك ضمن تيارات حديثة اعتمدت على فلسفة العلوم ونظرية المعرفة، ولكن بطرح مختلف تماما يكاد ينفصل عن معناها الكلي والميتافيزيقي الأول .
وهناك مدى واسع من المفاهيم المتنوعة والمشتركة عندما نتناول المسائل والموضوعات التي قدمتها فلسفة العلوم، فكل مفهوم جذري لم يعد كما هو، أي لم يعد يتم التعامل معه كوحدة ، بل أصبح بنفسه متعددا إلى كثرة من المفاهيم ، وكل مفهوم منها بحاجة إلى طرح يتضمن حدودا خاصة به . فمثلا ، مفهوم الكون الأولي يحمل معنا كليا ، بينما تطور هذا المفهوم لاحقا إلى : كون ماكرو فيزيائي ، كون مايكرو فيزيائي ، كون نيوتوني ، كون زمكاني ، كون جسيمي ، كون موجي ، كون جاذبي ، كون كوانتي. بل إن التطورات العلمية أنتجت مفاهيم داخل كل مفهوم سابق ، فمثلا : الكون المايكرو فيزيائي تولدت عنه مفاهيم ما دون الجسيمات ، ومفاهيم مضادات المادة ، وغيرها . والكون الجاذبي تأرجح بين مفاهيم الطاقة والمفاهيم الرياضية ، ومفاهيم تجمع بينهما.
وبذلك أصبحنا أمام ظاهرة ( تجزئة المفاهيم Sub-Concepts )