المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اصداء الهشيم



خلف دلف الحديثي
14/06/2011, 01:20 PM
أصداءُ الهشيمِ


سرى مع الليل عن عينيّ واستترا = وقد سقاني بكأس اللوعة الكدرا
وطارَ سربَ قطاً في الريحِ مختبئاً = ويشتلُ الجرحَ في قرآنِه سِفـَرا
فجئتُ أرسمُ غيمَ الروح ملتمسا = درباً .فأمطرني عند الضفاف قِرى
فخاصمتني حروفٌ كنتُ أنقشُها = على جدارِ دمي تستنطقُ الحجرا
فلملمتْ صحوها غابات بسملتي = وعادَ قلبي ولكن عادَ منكسرا
رجعتُ فيه ورعشُ الروحِ محترقٌ = بجمرِ نبضي بأحلامِ المنونِ سرى
مضى وخلـّفني في بيدري قحطاً = وجوعُ دمعيَ من مقلتيَّ جَرى
نهراً رجعْتُ تلاويني مويجتَه = وزورقُ الهمّ في مجدافِهِ انتحرا
وفزَّزَ الطينُ لونَ البوحِ في وطني = فرحتُ أخطو على حنّائِه حذِرا
مسافرونَ ، حملناها حقائبنا = فاسّاقطتْ وجعاً غاياتـُنا كِسَرا
فغابَ هدهدُ قلبي عن ربى سبأٍ = وعادَ يحملُ من أحزانِه أثرا
رأيتُ كلّ انفعالاتي بدمعتِه = وكادَ عنّي بموتي ينقلُ الخبرا
بلقيسُ راحت وصرْحُ الحبِّ منكسرٌ = وقد تمرّد عنّي قلبها بطرا
مضى وقلبي يتيمٌ في محبـّتِه = وحدي أعاني وفيّ الجرحُ قد كـَبـُرا
تلكّأ اللونُ في عينيّ وارتجفتْ = مسافةُ الحزنِ حتى أدمنَ السهرا
ما زالَ حلمي على شطآن شهقتِه = وَمْضاً وما زالَ وجْهي يحْملُ السفرا
وما أزالُ بوادي التيهِ ملءَ يدي = سلالَ حزني ونفسي تزرعُ الشّجرا
ينمو سراباً يمّنيني وأخيلةً = وصوتُ بعضي كمثلِ اللوحةِ انتثرا
يغري دمائي رفيفُ الماءِ منبجساً = بقحطِ رمْلي غنيـّا يعشقُ الفقرا
وظلّ صوتي ينادي ركبَ رحلتها = وعرشُه الماءُ في أنفاسِه انشطرا
ونجمةٌ نجمةٌ شاهدْتُ دمعتََها = وصوتُ بحري بمينائي هنا سَكِرا
حملتُ عبئي وأنفاسي به ارتعشَتْ = وخلـّفَ السكرُ في أقداحيَ الضجرا
كانَ الغيابُ طويلاً فارتمَتْ مُقلي = وظلّ طيفي لظلِّ الأمسِ منتظرا
وقفتُ عند رصيفِ الحزنِ أقرأه = لحنَ الوداع على دربِ الأسى انحدرا
مرّ القطارُ وداست سكـَّتي وَجعي = وفي بقاياي لمّا مرَّ قد عثرا
صرخْتُ وحدي دمي المطلول يا سعفي = على المحطّاتِ وجهي لونُه اختُصِرا
شكـَتْ إليَّ غيابَ الوعدِ محبرتي = لمّا مَحا الريحُ من آياتِها أثرا
كنتُ انتظاراً يناديني صدى لهفي = وينثرُ الهالُ في أفيائِنا زهَرا
وقفتُ عندي وكانَ الوقتُ يسألني = مَنْ يا ترى مِنْ هنا قدَ عاد أو عَبرا
وحائطُ الليلِ ألوى فوق سنبلتي = وخبّأتْ دمْعَها عن ضحكةِ الوزرا
ها عدتُ لكن إلينا عدتُ منفرداً = أذيعُ شوقاً تمرأى في فمي شرَرا
وخلْفَ سورِ الأذى أقنعتُ ذاكرتي = مِنْ أنْ تخطَّ على جدرانِها صُورا
وأنْ يراودَ ني قدّاسُ مقبرتي = وأنْ تلمَّ شتاتَ البوحِ إنْ خطـَرا
ها قد رجعنا ولكن لا إلى أحدٍ = عدنا . وصرْنا إلى أنفاسِنا ذِكـَرا
عدنا نغنّي ولكن صوتـُنا غُصصٌ = وساحلُ الموتِ في تابوتنا ظهَرا
كـنّا مع الليلِ نغفو عندَ عتبتـِه = ونقتلُ الوقتَ منـّا وقتنا نفـَرا
حتى أفقـنا وعندَ البابِ غيبتـُنا = لوَتْ ندائي وقلبي فيّ ما اعتبرَا
مضتْ شطوطي وشالتْ كلّ أمتعتي = وشمعُ روحي اختفى والضوءُ ما انتشَرا
كم صحْتُ والريحُ لا أدري لأيِّ مدىً = أبقى أنادي وهذا الكونُ قد صَغُرا
قد غادرتني نجومي وانطفتْ شُعلي = وصارَ موتي يقيناً يحتسي القدَرا
أستودعُ اللهَ في عينيكِ لي كبدٌ = لا تحرقيه ففيهِ الحزنُ قد كـَبُرا
سأستردُّ جراحي رغمَ قسوتها = وأكنسُ النارَ من صدري وما ادّخرا
يا أيها الغرُّ قلبي صاحَ مِن وجعٍ = إلى مَ يبقى انكساري فيكَ مُعتمِرا
***
13/6/2011

محمد حسن محمد الحاج
15/06/2011, 02:21 PM
الشاعر القدير خلف دلف الحديثي
ما أجمل ما كتبت وما أجمل
فـجـئـتُ أرســــمُ غــيــمَ الــــروح ملـتـمـسـا ... دربــاً .فأمـطـرنـي عـنــد الـضـفـاف قِـــرى
فخاصـمـتـنـي حــــروفٌ كــنــتُ أنـقـشُـهــا ... عـلــى جـــدارِ دمـــي تستـنـطـقُ الـحـجــرا
وأريد أن أسألك عن هذا البيت :
وحـائــطُ الـلـيـلِ ألــــوى فــــوق سنـبـلـتـي ... وخـبّــأتْ دمْـعَـهـا عـــن ضـحـكـةِ الـــوزرا
الوزرا .... أتقصد أنك خبأت دمع سنبلتك عن ضحكة الليل الذي حملَ مايثقلُ حمله ؟ أقصد أنك تقصد وزرَ حائط الليل وأضفت الألف واللام للفعل أليس كذلك ؟ وحسب علمي المتواضع هو جائز ...
ولا أخفيك إعجابي الشديد بما تخطه يداك
لك مني كل الود والتقدير

محمد حسن محمد الحاج
15/06/2011, 02:46 PM
أصداءُ الهشيمِ


وفــزَّزَ الطـيـنُ لــونَ الـبـوحِ فــي وطـنــي = فــرحــتُ أخــطــو عــلـــى حـنّــائِــه حـــــذِرا
............................=..................... ...............................
ها عدتُ لكن إلينا عدتُ منفرداً = أذيعُ شوقاً تمرأى في فمي شرَرا
وخلْفَ سورِ الأذى أقنعتُ ذاكرتي = مِنْ أنْ تخطَّ على جدرانِها صُورا
وأنْ يراودَ ني قدّاسُ مقبرتي = وأنْ تلمَّ شتاتَ البوحِ إنْ خطـَرا


خفف عليك الواحد الأحد القوي العزيز وجملك بالخير حيث ماكنت

عادل سلطاني
15/06/2011, 04:26 PM
وفزَّزَ الطينُ لونَ البـوحِ فـي وطنـي فرحـتُ أخطـو علـى حنّائِـه حـذِرا

مسـافـرونَ ، حملنـاهـا حقائبـنـا فاسّاقطـتْ وجعـاً غاياتُنـا كِـسَـرا

فغابَ هدهـدُ قلبـي عـن ربـى سبـأٍ وعـادَ يحمـلُ مـن أحزانِـه أثــرا


رائعة قصيدتك المسبوكة في قالب الروح المختومة برحيق قلبك النابض حياة وألقا شاعرنا الفاضل خلف دلف الحديثي ، ممتعة سياحة الروح خلالك أين أشرعة نصك تحملنا صوب عمقك النقي ....


تحياتي شاعرنا الحبيب