الشجار

[أشرف نبوي]

الشجار

شجر يشجر شجار ، من إلتفاف الأفرع وتشابكها ، ويكني به عن التشابك بين بني البشر ، وليس الشجار دوما بتشابك الأيدي وحمل الأسلحة بل إنه قد يكون بالتلاسن والتراشق بالألفاظ والتهم ، وفي عصر أصبح فية الفضاء مفتوحا أمام الجميع فأننا نجد أن المجال أصبح رحبا لمثل تلك المعارك والشجارسواء أكانت عبر وسائل الإعلام المرئيه والمسموعة أو المقروئه ورقية كانت أو اليكترونية ،
وقد نترك ما يتعلق بوسائل الإعلام المرئيه والمسوعه جابنا ، ونعمد إلي ما يكتب سواء في الصحف أو عبر صفحات الويب وخاصة هذه الأخيره حيث أن الحكم الوحيد لأي شخص يقدح أو يمدح يكون الضمير فالكثير يكيل التهم ويفتعل المشاكل ويتهئ للشجار لا لشيء إلا لأنه لا يريد لأحد أن يختلف مع وجهة نظره التي يطرحها ، وهيء له غباءه وضيق أفقه أنه الوحيد الذي يري الحق ويدرك كنه كل شيء ،
هذا النموزج وجدته يتكرر أمامي كثيرا ، وهو يظهر جليا فكرة عدم تقبل الأخر سواء أكان هذا الأخر علي خطأ أو صواب ، لأنه لا يسعى إلي إدراك الصواب بقدر ما يسعى لأثبات إنه هو المحق الوحيد وهو صاحب الوعي والأدراك العالي والفكر الثاقب ، ولعل هذه ثقافة قد زرعت في بعضنا قهرا علي مدار سنوات من الحكم الدكتاتوري الذي كان ينتهج نفس النهج فبات تلامذته علي خطاه دون وعي أو إدراك أن هذا النسق من التفكير والتصرف لا يفيد ولن يصل بصاحبه إلي أبعد من أرنبة انفه ،
والغريب أنني أري البعض لمصلحه معينة أو لجهل مطبق أو لعلاقة مشبوهة بينه وبين صاحب هذا الفكر يصفق منتشيا وهو يشد علي يديه ويؤازره بشدة متناسيا إننا جميعا في سفينة واحدة إذا لم نضرب علي إيدي خارقيها فسنهلك جميعا ، أما إذا نبهنا واستوقفنا من يغالي ويتمادي في غيه فإننا سننجوا جميعا ، وليست المسأله بالشجار وعلو الصوت والتمادي في القدح والتهجم بقدر ما هوي بالإنصات والتحاور والتعقل الذي يصل بنا جميعا لبر الأمان خاصة ونحن من نوصم بمثقفي الأمه

أشرف نبوي