المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شآم



أحمد محمد كنعان
06/04/2007, 11:39 PM
شـــَــآم
شعر / د.أحمد محمد كنعان



آتٍ إليــكِ .. شــَـآم .. فاتـْرُكي العَتَبـــا=ولا تلـومي .. فهذا الدمعُ قــد سُكـبــــا
شــآمُ .. حبـُّـكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئــِــدي=مهما العـَذولُ علينـــا نـَـمَّ أو كَـذَبـــا
فمــا تركتــُـكِ عــن ســـلوى ولا مللٍ=ولا رحلتُ أريــدُ المــــاسَ والذَّهبـــــا
لكـنْ .. رحلتُ لغايــات ٍ أريـــدُ بهـــا=هـامَ النجومِ .. وتــاجَ الشمسِ .. والشُّهُبـــا
وكنـتِ في الحِلِّ والترحــــالِ .. سيـّدتــي=نجمَ الطريـقِ .. إذا نجمُ الطريــقِ خبــــــا
وكنـتِ .. سـيدتـي .. أُمـِّي .. وكنـتِ أبــي=علـى ذراعــِـكِ أنســى الهَمَّ والتعبــــا
وكان حبـــُّـكِ .. حينَ البعــــدُ جرَّحَنـي=نبضـــاً لقلبـي .. وكان الـدَّمَّ والعصبــــا
وكان حبــُّـكِ يـذرونــي .. ويـزرعنــي=فـُلاً إذا شـــاءَ .. أو نِسْـريـنَ إنْ رَغِبــا
شـــآمُ .. أنـتِ هــَــوى روحي وملهمتي=لا تحفلـي بعـذولٍ جـــاءَ .. أو ذهـبــَـا
إذا الوشــاةُ بذِكـْرِ هَــواكِِ قـــد هَمَسـوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَـبَّ القلــبُ واضطـربــــا
وكـَمْ سَلَتْني بـُـدورٌ كنـتُ أعشـَـقُهــــا=وَظَلَّ بـَدْرُكِ .. يـا سـلوايَ .. ما غَـرَبــــا
قلبــي علـى حُـرَقِ الأشــــواق ملتهـبٌ=مـُـدِّي يـديــكِ .. ولا تبقيــهِ ملتهبـــا !
أخَـــادِعُ النــَّــومَ علّــــي أن أراكِ إذا=نـــامَ الخَلِيُّ .. وفـاضَ الجفـنُ .. وانتحَبـــا
وألمـحُ الشـَّـوقَ فــي عينيـكِ يهمـسُ لــي=فَـدَيْتُ همسـَـكِ .. صـدقــاً كان أمْ كَذِبــا
لا .. ليـس تكــذبُ عينــــاكِ التي سَـلبَتْ=منِّي الفــؤادَ .. ومـــا أحـلاهُ مُسـْتَلَبــا !
شــآمُ .. مــا عـادَ لي بالأهـلِ مــن سـببٍ=جُـودي علـيَّ .. وكونـي ذلـك السَّبَبــــا
وواعديني علـى الأنســـامِ مــن بـَــرَدى=أن لا تـروحَ مواعيــدُ الهـَـوى سَــرَبـــا
واْستعجلي الـدَّهـْـرَ يلقـانـــــا علـى فَنَنٍ=فـي الغوطتينِ نُنـــاجي التِّيـنَ والعنبـــــا
ونشــربُ المـاءَ شـهداً مــن صَبــا بَـرَدَى=يـا طِيبَـهُ بَـرَدَى شــهـداً إذا شُـرِبــــا
بـاللهِ .. يـا بَــرَدى .. بـاللهِ تُرْجِـعـُـــهُ=عهـــدَ الشَّـآمِ .. فـإنَّ القلبَ قـد تَعِبـــا
عشــرونَ مَـرَّتْ .. وأزهـــار المنـى ذَبُلَـتْ=فــي مقلتيَّ .. وزيـتُ العمـرِ قــد نَضَبــا
دعنـي أبــوحُ بمــا ألقـاهُ مــن شَــجَنٍ=دعنـي أرددُ مـوَّالي الـــذي اغتربـــــا
غَنَّيتُها العُمْـــرَ مـُــوالاً يـطيــــبُ إذا=مــن رمشـها هَـلَّ .. أو فـي ثغرِهـا طَرِبــا
خذنـي إليهــا .. فــإن السـُّـهْـدَ أرَّقنـي=فـي البعـدِ عنـها.. أنـاجي البــدرَ مُرْتَقِبــا
أَنْ يُسْـــعِفَ اللهُ باللُّقيـــــا إذا انصرمَـتْ=سُـــودُ الليــالي .. وجـاءَ الفجرُ مُنسَكِبــا
لـي فـي رُبـاهــا طُيـوفٌ كَـمْ أحِنُّ لهـــا=أسْكَنْتُها العينَ والأحـــداقَ والهُـدُبــــــا
بالأمـسِ كانـت .. وكُنـَّــا في مرابعِـهـــا=نُـرَدِّدُ الشَّــوقَ شـَـدْواً .. والهَـوى كُتُبـــا
نستمطـرُ الفُـلَّ عِطــراً فـي أزقَّتـهـــــا=ومــنْ مدامعِـهـــا .. نستمطـرُ السُّحُبــا
واليـــومَ بنـَّـا .. وبـانتْ عـن نواظرنـــا=وفي الحنايــا جــدارُ البَيْنِ قــد ضُرِبــــا
وقــد حَلَفْتُ لهـــا : لا نفترقْ .. أبــــداً=ومـا علمْتُ بظَهـرِ الغيبِ مــا كُتِبــــــا
ودَّعتُـهـا بمســـاءٍ دمعـُـــهُ عَبـِـــقٌ=فَيــا لقلبي وجَفْني كــم لهـــا سَـكَبـــا
كأنَّمـا كانَ لُقيـانـــا صَـــدى حُلُـــمٍ=يـا ويـحَ نفسـيَ .. كيـفَ الحلمُ قـد هَرَبــا !
شــآمُ .. صبــراً .. فـإنَّ الصبــرَ مُفْتَـرَجٌ=والقلـبُ .. عنــدكِ .. مهمـا ظَـلَّ مغتربـــا
فأشْـرِعي البـــاب للُّقْيـــــا إذا أذِنـَـتْ=كـَفُّ القَديــرِ .. وراحَ الحزنُ واحتجبــــا
وقـرِّبيني إلــى عينيـــكِ ألثُمُـهـــــا=وانْسـي المــلامَ بعيــداً .. واتركـي العَتَبَــا
وإنْ أردتِ .. فلومـي .. واعتبـي .. فـأنــــا=مِـنْ لَحْـظِ عينِـكِ أهــوى اللَّـومَ والعَتَبَـــا

أحمد محمد كنعان
06/04/2007, 11:39 PM
شـــَــآم
شعر / د.أحمد محمد كنعان



آتٍ إليــكِ .. شــَـآم .. فاتـْرُكي العَتَبـــا=ولا تلـومي .. فهذا الدمعُ قــد سُكـبــــا
شــآمُ .. حبـُّـكِ فوقَ الظَّنِّ .. فاتَّئــِــدي=مهما العـَذولُ علينـــا نـَـمَّ أو كَـذَبـــا
فمــا تركتــُـكِ عــن ســـلوى ولا مللٍ=ولا رحلتُ أريــدُ المــــاسَ والذَّهبـــــا
لكـنْ .. رحلتُ لغايــات ٍ أريـــدُ بهـــا=هـامَ النجومِ .. وتــاجَ الشمسِ .. والشُّهُبـــا
وكنـتِ في الحِلِّ والترحــــالِ .. سيـّدتــي=نجمَ الطريـقِ .. إذا نجمُ الطريــقِ خبــــــا
وكنـتِ .. سـيدتـي .. أُمـِّي .. وكنـتِ أبــي=علـى ذراعــِـكِ أنســى الهَمَّ والتعبــــا
وكان حبـــُّـكِ .. حينَ البعــــدُ جرَّحَنـي=نبضـــاً لقلبـي .. وكان الـدَّمَّ والعصبــــا
وكان حبــُّـكِ يـذرونــي .. ويـزرعنــي=فـُلاً إذا شـــاءَ .. أو نِسْـريـنَ إنْ رَغِبــا
شـــآمُ .. أنـتِ هــَــوى روحي وملهمتي=لا تحفلـي بعـذولٍ جـــاءَ .. أو ذهـبــَـا
إذا الوشــاةُ بذِكـْرِ هَــواكِِ قـــد هَمَسـوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَـبَّ القلــبُ واضطـربــــا
وكـَمْ سَلَتْني بـُـدورٌ كنـتُ أعشـَـقُهــــا=وَظَلَّ بـَدْرُكِ .. يـا سـلوايَ .. ما غَـرَبــــا
قلبــي علـى حُـرَقِ الأشــــواق ملتهـبٌ=مـُـدِّي يـديــكِ .. ولا تبقيــهِ ملتهبـــا !
أخَـــادِعُ النــَّــومَ علّــــي أن أراكِ إذا=نـــامَ الخَلِيُّ .. وفـاضَ الجفـنُ .. وانتحَبـــا
وألمـحُ الشـَّـوقَ فــي عينيـكِ يهمـسُ لــي=فَـدَيْتُ همسـَـكِ .. صـدقــاً كان أمْ كَذِبــا
لا .. ليـس تكــذبُ عينــــاكِ التي سَـلبَتْ=منِّي الفــؤادَ .. ومـــا أحـلاهُ مُسـْتَلَبــا !
شــآمُ .. مــا عـادَ لي بالأهـلِ مــن سـببٍ=جُـودي علـيَّ .. وكونـي ذلـك السَّبَبــــا
وواعديني علـى الأنســـامِ مــن بـَــرَدى=أن لا تـروحَ مواعيــدُ الهـَـوى سَــرَبـــا
واْستعجلي الـدَّهـْـرَ يلقـانـــــا علـى فَنَنٍ=فـي الغوطتينِ نُنـــاجي التِّيـنَ والعنبـــــا
ونشــربُ المـاءَ شـهداً مــن صَبــا بَـرَدَى=يـا طِيبَـهُ بَـرَدَى شــهـداً إذا شُـرِبــــا
بـاللهِ .. يـا بَــرَدى .. بـاللهِ تُرْجِـعـُـــهُ=عهـــدَ الشَّـآمِ .. فـإنَّ القلبَ قـد تَعِبـــا
عشــرونَ مَـرَّتْ .. وأزهـــار المنـى ذَبُلَـتْ=فــي مقلتيَّ .. وزيـتُ العمـرِ قــد نَضَبــا
دعنـي أبــوحُ بمــا ألقـاهُ مــن شَــجَنٍ=دعنـي أرددُ مـوَّالي الـــذي اغتربـــــا
غَنَّيتُها العُمْـــرَ مـُــوالاً يـطيــــبُ إذا=مــن رمشـها هَـلَّ .. أو فـي ثغرِهـا طَرِبــا
خذنـي إليهــا .. فــإن السـُّـهْـدَ أرَّقنـي=فـي البعـدِ عنـها.. أنـاجي البــدرَ مُرْتَقِبــا
أَنْ يُسْـــعِفَ اللهُ باللُّقيـــــا إذا انصرمَـتْ=سُـــودُ الليــالي .. وجـاءَ الفجرُ مُنسَكِبــا
لـي فـي رُبـاهــا طُيـوفٌ كَـمْ أحِنُّ لهـــا=أسْكَنْتُها العينَ والأحـــداقَ والهُـدُبــــــا
بالأمـسِ كانـت .. وكُنـَّــا في مرابعِـهـــا=نُـرَدِّدُ الشَّــوقَ شـَـدْواً .. والهَـوى كُتُبـــا
نستمطـرُ الفُـلَّ عِطــراً فـي أزقَّتـهـــــا=ومــنْ مدامعِـهـــا .. نستمطـرُ السُّحُبــا
واليـــومَ بنـَّـا .. وبـانتْ عـن نواظرنـــا=وفي الحنايــا جــدارُ البَيْنِ قــد ضُرِبــــا
وقــد حَلَفْتُ لهـــا : لا نفترقْ .. أبــــداً=ومـا علمْتُ بظَهـرِ الغيبِ مــا كُتِبــــــا
ودَّعتُـهـا بمســـاءٍ دمعـُـــهُ عَبـِـــقٌ=فَيــا لقلبي وجَفْني كــم لهـــا سَـكَبـــا
كأنَّمـا كانَ لُقيـانـــا صَـــدى حُلُـــمٍ=يـا ويـحَ نفسـيَ .. كيـفَ الحلمُ قـد هَرَبــا !
شــآمُ .. صبــراً .. فـإنَّ الصبــرَ مُفْتَـرَجٌ=والقلـبُ .. عنــدكِ .. مهمـا ظَـلَّ مغتربـــا
فأشْـرِعي البـــاب للُّقْيـــــا إذا أذِنـَـتْ=كـَفُّ القَديــرِ .. وراحَ الحزنُ واحتجبــــا
وقـرِّبيني إلــى عينيـــكِ ألثُمُـهـــــا=وانْسـي المــلامَ بعيــداً .. واتركـي العَتَبَــا
وإنْ أردتِ .. فلومـي .. واعتبـي .. فـأنــــا=مِـنْ لَحْـظِ عينِـكِ أهــوى اللَّـومَ والعَتَبَـــا

هلال الفارع
07/04/2007, 09:05 AM
آتٍ إليكِ .. شَـآم .. فاتْرُكـي العَتَبـا=ولا تلومي .. فهذا الدمـعُ قـد سُكبـا
شآمُ .. حبُّكِ فـوقَ الظَّـنِّ .. فاتَّئِـدي=مهمـا العَـذولُ علينـا نَـمَّ أو كَذَبـا
فما تركتُـكِ عـن سلـوى ولا ملـلٍ=ولا رحلـتُ أريـدُ المـاسَ والذَّهبـا
لكنْ .. رحلـتُ لغايـات ٍ أريـدُ بهـا=هامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبا
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيّدتـي=نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبـا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمِّي .. وكنتِ أبي=على ذراعِـكِ أنسـى الهَـمَّ والتعبـا
وكان حبُّكِ .. حيـنَ البعـدُ جرَّحَنـي=نبضاً لقلبي .. وكان الـدَّمَّ والعصبـا
وكان حبُّـكِ يذرونـي .. ويزرعنـي=فُلاً إذا شاءَ .. أو نِسْريـنَ إنْ رَغِبـا
شآمُ .. أنتِ هَوى روحـي وملهمتـي=لا تحفلي بعـذولٍ جـاءَ .. أو ذهبَـا
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
ــــــــــــ
الشاعر المبدع أحمد كنعان.
تحية كبيرة لك.
لا أدري سببًا لعزوف القرّاء والشعراء عن قصيدتك الرائعة هذه،
التي تزيّن ما حولها من قصائد وأشعار،
بل إنها أجمل من كثير مما حولها شعرًا وفكرًا، ألفاظًا وصورًا.
إن كانت أسباب هذا العزوف مواقف غير فنية، فبئست تلك المواقف، وبئس أصحابها.
وإن كانت إهمالاً لجميل الشعر،
فهذه دعوتي لعودة منهم إليه.
لقد قرأت قصيدتك قراءة شافية،
وخرجت منها، أريد العودة إليها.
بمثل هذا الشعر يكون الانتماء للأوطان،
ويكون الشوق والحنين،
وبمثل هذا الشعر تكون معانقة بحور الخليل،
والتوحد مع نسرين وياسمين الشام،
وبمثله.. يتغنى الشعر،
ومنه يتعلّم الكثيرون.
لا أملك أخي د. أحمد كنعان، وأنا أقرأ لك للمرة الأولى،
إلا أن أحييك شاعرًا مبدعًا،
ولن أقف عند هذا،
لأنني سأدعو كل من أحب، وكل من يحب الشعر الجميل الرائع،
وكل شاعر وناقد يحترم الشعر في واتا،
كي يزور قصيدتك،
ليتمتع بما فيها من جميل الشعر والشعور،
وهم ولله الحمد في واتا كثيرون..
لأن قصيدتك هذه بحاجة إلى الصادقين في حب الشعر..
لا إلى المطبلين والمزمّرين.
أهلاً بك يا أخي،
وتحيتي لك.
هلال.

هلال الفارع
07/04/2007, 09:05 AM
آتٍ إليكِ .. شَـآم .. فاتْرُكـي العَتَبـا=ولا تلومي .. فهذا الدمـعُ قـد سُكبـا
شآمُ .. حبُّكِ فـوقَ الظَّـنِّ .. فاتَّئِـدي=مهمـا العَـذولُ علينـا نَـمَّ أو كَذَبـا
فما تركتُـكِ عـن سلـوى ولا ملـلٍ=ولا رحلـتُ أريـدُ المـاسَ والذَّهبـا
لكنْ .. رحلـتُ لغايـات ٍ أريـدُ بهـا=هامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبا
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيّدتـي=نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبـا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمِّي .. وكنتِ أبي=على ذراعِـكِ أنسـى الهَـمَّ والتعبـا
وكان حبُّكِ .. حيـنَ البعـدُ جرَّحَنـي=نبضاً لقلبي .. وكان الـدَّمَّ والعصبـا
وكان حبُّـكِ يذرونـي .. ويزرعنـي=فُلاً إذا شاءَ .. أو نِسْريـنَ إنْ رَغِبـا
شآمُ .. أنتِ هَوى روحـي وملهمتـي=لا تحفلي بعـذولٍ جـاءَ .. أو ذهبَـا
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
ــــــــــــ
الشاعر المبدع أحمد كنعان.
تحية كبيرة لك.
لا أدري سببًا لعزوف القرّاء والشعراء عن قصيدتك الرائعة هذه،
التي تزيّن ما حولها من قصائد وأشعار،
بل إنها أجمل من كثير مما حولها شعرًا وفكرًا، ألفاظًا وصورًا.
إن كانت أسباب هذا العزوف مواقف غير فنية، فبئست تلك المواقف، وبئس أصحابها.
وإن كانت إهمالاً لجميل الشعر،
فهذه دعوتي لعودة منهم إليه.
لقد قرأت قصيدتك قراءة شافية،
وخرجت منها، أريد العودة إليها.
بمثل هذا الشعر يكون الانتماء للأوطان،
ويكون الشوق والحنين،
وبمثل هذا الشعر تكون معانقة بحور الخليل،
والتوحد مع نسرين وياسمين الشام،
وبمثله.. يتغنى الشعر،
ومنه يتعلّم الكثيرون.
لا أملك أخي د. أحمد كنعان، وأنا أقرأ لك للمرة الأولى،
إلا أن أحييك شاعرًا مبدعًا،
ولن أقف عند هذا،
لأنني سأدعو كل من أحب، وكل من يحب الشعر الجميل الرائع،
وكل شاعر وناقد يحترم الشعر في واتا،
كي يزور قصيدتك،
ليتمتع بما فيها من جميل الشعر والشعور،
وهم ولله الحمد في واتا كثيرون..
لأن قصيدتك هذه بحاجة إلى الصادقين في حب الشعر..
لا إلى المطبلين والمزمّرين.
أهلاً بك يا أخي،
وتحيتي لك.
هلال.

د. حسان الشناوي
07/04/2007, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحق لأستاذنا الكبير الشاعر الوفي أ. هلال الفارع أن يوجه هذه الدعوة الوفية لقراءة الشعر الأصيل الجميل .
وموضوع القصيدة من أشد الموضوعات إغراء بقراءته والتلبث من دونه ، ليس لأنه يتعلق بالشام العزيزة على نفس كل عربي كريم فحسب ، بل لأن تناول الشاعر إياه يجعله على صلة وثيقة بعدة محاور ؛ لعل منها :
الغزل الوطني - إن جاز لمثلي أن يستخدم هذا المصلح ، والتغزل في الوطن باب من أبواب الإبداع الشعري ، يلجه المبدع لا لكي يتثب تمكنه من التصوير الآسر ، أو التعبير الشائق فحسب ، بل أيضا ليترجم عن معان نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام ؛ لأنها تعزز انتماءنا لأمتنا ، وتعمق الارتباط بالوطن .
المعارضات الشعرية - التي تكشف في كثير من الأحيان عن تفوق الشاعر وتمكنه ، وقدرته على التفرد حتى ولو لم يكن في حسبانه المعارضة ابتداء ؛ فالقصيدة تعيد إلى الذاكرة بائية نزار الرائعة التي بدأها بقوله :
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيادمشق لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت ، واستلقي كأغنية على ذراعي ولا تستوضحي السببا
وليس بالضرورة أن يكون الشاعر قصد المعارضة قصدا ، بل هو احتمال نقدي نضعه في الحسبان لا عتقدانا أن المعارضة الشعرية فرصة فنية تفتح الباب أما الشاعر لإثبات جدارته بالشاعرية من جهة ، وتؤكد تميزه ومقدرته على الاستقلال من جهة أخرى ؛ ومن ثم فليس بالضرورة أن يتحقق في هذه القصيدة ما أشرت إليه من احتمال الماعرضة لقصيدة نزار .
طريقة البناء الفني – وربما يكون هذا المحور محل أخذ ورد من الدارسين ، ولا بد له من ذلك ؛ لأن اختلاف النظر في العمل الفني يزيده ثراء ، وأزعم أن الشاعر هنا كان من الذكاء بحيث خدع القاريء بأسلوبه الذي سلكه ؛ بل أكاد أجزم أنه لو غير عنوان القصيدة ، فوضع مكان " شآم " كلمة أخرى من كلمات الهوى والغرام لأحكم خداعه الرائع بقارئه ، ولكن الشاعر مارس جذب القاري ممارسة مكشوفة ؛ لصدق مشاعره ، وتوقد فكره المحمول على خيال رائق .
ولن تكون هذه الكلمات العجلى آخر ما أخطه حول هذه البائية البديعة .

بل أطرح هنا بعض " النكشات " على أمل العودة إذا أذن الشاعر الكبير د. أحمد محمد كنعان :



إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
خرج الشطر الأول في التفعيلة الثالثة من البسيط ، وتسربت إليه " متفاعلن " المختصة بالكامل .
صحيح أن أخانا الكبير الشاعر المتجدد عادل العاني طرح فكرة بحر جديد ، ربما يكون الحديث عنه غير مناسب هنا ، وارجو من الله أن تتاح فرصة مناقشته بتفصيل في موضعه ؛ لأن موسم الامتحانات بدأ يلوح بيديه .
وما أدري سيدي الشاعر الكبير :
أيجوز – مثلا – أن يكون الشطر الأول :
إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
حفاظا على مكونات البسيط ؟؟


إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
****
وقد حَلَفْتُ لهـا : لا نفتـرقْ .. أبـداً
وما علمْتُ بظَهـرِ الغيـبِ مـا كُتِبـا
هل ثمة من سبب لجعل الفعل نفترق " مجزوما " ؟
قد تكون ضرورة الوزن ، لكن الضرورة مؤطرة بحيث لا تصطدم وقواعد اللغة .
****
وقرِّبينـي إلــى عينـيـكِ ألثُمُـهـا
وانْسي الملامَ بعيداً .. واتركي العَتَبَـا
يعود الضمير في " ألثمها " إلى " عينيك " والضمير مفرد ، وعائده مثنى فهل مثل هذه يجوز عربية ؟
تساؤلات أستميحك العذر في قبولها ؛ حرصا على فائدة عامة ، وأملا في عودة أخرى إلى رائعتك .
ولك تقديري وإكباري.

د. حسان الشناوي
07/04/2007, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحق لأستاذنا الكبير الشاعر الوفي أ. هلال الفارع أن يوجه هذه الدعوة الوفية لقراءة الشعر الأصيل الجميل .
وموضوع القصيدة من أشد الموضوعات إغراء بقراءته والتلبث من دونه ، ليس لأنه يتعلق بالشام العزيزة على نفس كل عربي كريم فحسب ، بل لأن تناول الشاعر إياه يجعله على صلة وثيقة بعدة محاور ؛ لعل منها :
الغزل الوطني - إن جاز لمثلي أن يستخدم هذا المصلح ، والتغزل في الوطن باب من أبواب الإبداع الشعري ، يلجه المبدع لا لكي يتثب تمكنه من التصوير الآسر ، أو التعبير الشائق فحسب ، بل أيضا ليترجم عن معان نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام ؛ لأنها تعزز انتماءنا لأمتنا ، وتعمق الارتباط بالوطن .
المعارضات الشعرية - التي تكشف في كثير من الأحيان عن تفوق الشاعر وتمكنه ، وقدرته على التفرد حتى ولو لم يكن في حسبانه المعارضة ابتداء ؛ فالقصيدة تعيد إلى الذاكرة بائية نزار الرائعة التي بدأها بقوله :
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيادمشق لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت ، واستلقي كأغنية على ذراعي ولا تستوضحي السببا
وليس بالضرورة أن يكون الشاعر قصد المعارضة قصدا ، بل هو احتمال نقدي نضعه في الحسبان لا عتقدانا أن المعارضة الشعرية فرصة فنية تفتح الباب أما الشاعر لإثبات جدارته بالشاعرية من جهة ، وتؤكد تميزه ومقدرته على الاستقلال من جهة أخرى ؛ ومن ثم فليس بالضرورة أن يتحقق في هذه القصيدة ما أشرت إليه من احتمال الماعرضة لقصيدة نزار .
طريقة البناء الفني – وربما يكون هذا المحور محل أخذ ورد من الدارسين ، ولا بد له من ذلك ؛ لأن اختلاف النظر في العمل الفني يزيده ثراء ، وأزعم أن الشاعر هنا كان من الذكاء بحيث خدع القاريء بأسلوبه الذي سلكه ؛ بل أكاد أجزم أنه لو غير عنوان القصيدة ، فوضع مكان " شآم " كلمة أخرى من كلمات الهوى والغرام لأحكم خداعه الرائع بقارئه ، ولكن الشاعر مارس جذب القاري ممارسة مكشوفة ؛ لصدق مشاعره ، وتوقد فكره المحمول على خيال رائق .
ولن تكون هذه الكلمات العجلى آخر ما أخطه حول هذه البائية البديعة .

بل أطرح هنا بعض " النكشات " على أمل العودة إذا أذن الشاعر الكبير د. أحمد محمد كنعان :



إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
خرج الشطر الأول في التفعيلة الثالثة من البسيط ، وتسربت إليه " متفاعلن " المختصة بالكامل .
صحيح أن أخانا الكبير الشاعر المتجدد عادل العاني طرح فكرة بحر جديد ، ربما يكون الحديث عنه غير مناسب هنا ، وارجو من الله أن تتاح فرصة مناقشته بتفصيل في موضعه ؛ لأن موسم الامتحانات بدأ يلوح بيديه .
وما أدري سيدي الشاعر الكبير :
أيجوز – مثلا – أن يكون الشطر الأول :
إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
حفاظا على مكونات البسيط ؟؟


إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
****
وقد حَلَفْتُ لهـا : لا نفتـرقْ .. أبـداً
وما علمْتُ بظَهـرِ الغيـبِ مـا كُتِبـا
هل ثمة من سبب لجعل الفعل نفترق " مجزوما " ؟
قد تكون ضرورة الوزن ، لكن الضرورة مؤطرة بحيث لا تصطدم وقواعد اللغة .
****
وقرِّبينـي إلــى عينـيـكِ ألثُمُـهـا
وانْسي الملامَ بعيداً .. واتركي العَتَبَـا
يعود الضمير في " ألثمها " إلى " عينيك " والضمير مفرد ، وعائده مثنى فهل مثل هذه يجوز عربية ؟
تساؤلات أستميحك العذر في قبولها ؛ حرصا على فائدة عامة ، وأملا في عودة أخرى إلى رائعتك .
ولك تقديري وإكباري.

هلال الفارع
07/04/2007, 11:10 AM
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
خرج الشطر الأول في التفعيلة الثالثة من البسيط ، وتسربت إليه " متفاعلن " المختصة بالكامل .
صحيح أن أخانا الكبير الشاعر المتجدد عادل العاني طرح فكرة بحر جديد ، ربما يكون الحديث عنه غير مناسب هنا ، وارجو من الله أن تتاح فرصة مناقشته بتفصيل في موضعه ؛ لأن موسم الامتحانات بدأ يلوح بيديه .
وما أدري سيدي الشاعر الكبير :
أيجوز – مثلا – أن يكون الشطر الأول :
إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
حفاظا على مكونات البسيط ؟؟
د. حسان الشناوي
ـــــــ
لن أقوم مقام الشاعر في ردوده.. لكن علم وكرم ومودة أخي د. حسان دفعني إلى أن أضم صوتي إلى صوته في خروج التفعيلة عينها عن البحر البسيط، وكنت رصدتها، واقترحت بديلاً لها.. وقد سبقني السابق إلى الفضل أبدًا الدكتور حسان إلى ذلك، فأستميحه العذر أن أرفق اقتراحي خجولاً في ظل ما أورده من جميل الكلام، ليكون البيت:
إذا الوشاةُ بذِكْرِ الشّامِ قـد هَمَسـوا .. جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
لك التحية أستاذنا حسان، وأشكر لك هذا التجاوب الجليل.

هلال الفارع
07/04/2007, 11:10 AM
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
خرج الشطر الأول في التفعيلة الثالثة من البسيط ، وتسربت إليه " متفاعلن " المختصة بالكامل .
صحيح أن أخانا الكبير الشاعر المتجدد عادل العاني طرح فكرة بحر جديد ، ربما يكون الحديث عنه غير مناسب هنا ، وارجو من الله أن تتاح فرصة مناقشته بتفصيل في موضعه ؛ لأن موسم الامتحانات بدأ يلوح بيديه .
وما أدري سيدي الشاعر الكبير :
أيجوز – مثلا – أن يكون الشطر الأول :
إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
حفاظا على مكونات البسيط ؟؟
د. حسان الشناوي
ـــــــ
لن أقوم مقام الشاعر في ردوده.. لكن علم وكرم ومودة أخي د. حسان دفعني إلى أن أضم صوتي إلى صوته في خروج التفعيلة عينها عن البحر البسيط، وكنت رصدتها، واقترحت بديلاً لها.. وقد سبقني السابق إلى الفضل أبدًا الدكتور حسان إلى ذلك، فأستميحه العذر أن أرفق اقتراحي خجولاً في ظل ما أورده من جميل الكلام، ليكون البيت:
إذا الوشاةُ بذِكْرِ الشّامِ قـد هَمَسـوا .. جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
لك التحية أستاذنا حسان، وأشكر لك هذا التجاوب الجليل.

د.عمرخلوف
07/04/2007, 12:07 PM
أخي الفارع هلال..
ومثلك أهل للوفاء..والعطاء
ومثلك أدرى بأقراء الشعر..
وقد أجاد أستاذنا الدكتور حسان القراءة والنقد
ولا مزيد على ما أبديتماه من ملاحظات تزيد من ألق هذه القصيدة الجميلة، سبكاً وإيقاعاً.
فقط أشير إلى قوله: من رمشِها.. والتي قصد به: من هدْبها.

ولعل شاعرنا الجميل د.أحمد يتكرم فيتحفنا بما لديه من مثل هذا الشعر الفاتن.

للجميع تحياتي ومودتي

د.عمرخلوف
07/04/2007, 12:07 PM
أخي الفارع هلال..
ومثلك أهل للوفاء..والعطاء
ومثلك أدرى بأقراء الشعر..
وقد أجاد أستاذنا الدكتور حسان القراءة والنقد
ولا مزيد على ما أبديتماه من ملاحظات تزيد من ألق هذه القصيدة الجميلة، سبكاً وإيقاعاً.
فقط أشير إلى قوله: من رمشِها.. والتي قصد به: من هدْبها.

ولعل شاعرنا الجميل د.أحمد يتكرم فيتحفنا بما لديه من مثل هذا الشعر الفاتن.

للجميع تحياتي ومودتي

عارف عاصي
07/04/2007, 12:39 PM
أخي المكرم د0أحمد
قصيدة رائعة لا تحتاج الحديث عنها
فقد حوت رقة وألقا وبهاء وجمالا أسرا
لا فض فوك ومنكم نتعلم
ولا قولا عندي فوق فوق قول إخواني
****
أخي وأستاذي هلال الفارع
أما عن عزوف القراء عنها
فلم يكن عزوفا بل كان هناك خطأ ما
كانت القصيدة لا تظهر للقارئ
حتى أنني دخلت أكثر من مرة
وفي كل مرة لم أر الموضوع
فكتبت في المرة الأخيرة ( أين الموضوع )
****
للجميع التحية
عارف عاصي

د. جمال مرسي
07/04/2007, 01:00 PM
هذه القصيدة للشاعر الجميل د. أحمد كنعان أعرفها و أكاد أحفظها عن ظهر قلب
فهي من القصائد التي لا يختلف عليها اثنان أنها من الشعر الشعر .
نعم .. الشعر الذي يتغلغل في الوجدان و يحرك الأحاسيس فينتشي منها المتلقي لها طرباً
نعم .. قرأتها كثيراً في موقع آخر و لكن للأسف لم أرها إلا اليوم في الواتا تزين قاعة الشعر بما فيها من حب جامح للوطن و حنين إلى أرضه لمن طوحته رياح الغربية أو البعد عنه .
الشاعر هنا لم يتكلم عن نفسه و لا عن الشام كموطن له و لكنه تكلم عنا جميعا و كانت شآمه في القصيدة و في قلبه هي مصر في شعري و في قلبي .
فلله درك د. أحمد
و قد لفت نظري أيضا نفس ملاحظات أخي د. حسان الذي تناول القصيدة بنقد مهذب عرفناه عنه و بأسلوب لا يتميز به غيره . و أظن أن تلك الهنّات البسيطة يمكن تعديلها لتكون القصيدة مكتملة و في أبهى حلة .
و الشكر لأخي الفاضل هلال الفارع ذلك المحب مثلي و مثل الغيورين على الشعر الجميل لهذا الفن الأصيل المحكم النسج البديع الصورة العميق المعاني .
القصيدة تستحق أن تثبت فليسمح لي زملائي بتعليقها على جدار قاعة الشعر محبة و تقديرا
د. جمال

عبدالرحمن الجميعان
07/04/2007, 01:58 PM
هذه قصيدة على بحر البسيط، عروضه وضربه أصابها الخبن، كما أفهم، وليصلح لي العروضيون، فلست بعروضي، ولكنني أتذوق الشعر العربي..
وقد وجدت أن هذا البحر ينظم الشعراء عليه، كما هداني تفكيري وليس بلازم، حول الحزن والفراق واللوعة..
وهذه لا شك قضية ستفتح آفاقا في النظم العربي، و ستدلنا على كيف اهتدى الخليل لدوائره الخمس..
القصيدة فيها لوعة الحب، والتذكر، والهيام، ولكن ليس من نمط المحبين العذريين، الذين يلهجون بذكر حبيبتهم، بل هو حب من نمط صعبن ونمط مخيف في هذا العصر، إنه الحب العاشق للوطن، الوطن الذي ترعرع فيه وشب، ثم سلبه، عنوة، وفقدا، بعد أن عبثت به بغاث الطير وجوارحه..
تبدأ القصيدة بفعل مضارع(آتي)، من الإتيان والقدوم، يؤكده فعله آت، وحركة الإتيان حركة فيها التهيؤ، والتحرك، ثم القدوم، كما قال تعالى(أتى أمر الله فلا تستعجلوه) فقد قضي وجاء إلينا الأمر، دلالة التحقق، والإتيان الحقيقي..وهذا فعل آت، يدل على المستقبل ولكنه حذف أداة الاستقبال ليدل على التحقيق، ثم حدد الجهة التي سيأتي إليها، وهي هنا الشام التي ذكرها الرب في القرآن وفي الحديث النبوي الشريف ، وأصلها شآم، ولكنها تسمى الشام كلغة دارجة، وقد قال ربنا تعالى(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..)، وفي الأحاديث الشريفة، الكثير من الإشارات والتلميحات(ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام..)، وستكون للشام دورة حضارية كبرى في آخر الزمان ذكرها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح(يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها : ( الغوطة ) ؛ فيها مدينة يقال لها : ( دمشق ) ؛ خير منازل المسلمين يومئذ .)، وبعضها أحاديث في صحيح مسلم وغيره..كل هذا وغيره يدل على مباركة الله تعالى لهذا الأرض الطيبة، فنداء الشاعر ليس فيه ما يستنكر، ولا فيه ما يمكن استغرابه، ولكنه جاء على اليقين وعلى الصورة المحببة...
آتٍ إليكِ .. شَـآم .. فاتْرُكـي العَتَبـا ولا تلومي .. فهذا الدمـعُ قـد سُكبـا
فيناديها باسمها المحبب لها..شآم..ويطلب منها أن لا تلومه، ولا تعتب عليه، فقد جاءها ودموع العين مسكوبة، ومنهمرة على خديه ولها، وشوقا، وحبا ...فليس ثمة وقت للوم ولا للعتاب، بل اتركيني ارتشف شيئا من رضاب هذا الوطن العزيز...ثم ينادي تارة أخرى، البلد ذاته: ويبدأ بها، شآم.. يناديها ويتودد للبلاد،
شآمُ .. حبُّكِ فـوقَ الظَّـنِّ .. فاتَّئِـدي مهمـا العَـذولُ علينـا نَـمَّ أو كَذَبـا
ويطلب منها العفو والصفح، دون ذكر ذلك ولكنه لفظ مبطن مفهوم، فحب الشام والوطن، لا يمكن أن يظن به شاك ولا يتوصل إليه الريب والشك، بل حبها مغروس في القلوب، كيف لا وهي الأرض المقدسة في كل الكتب السماوية....وتلزمك سكتة خفيفة بعد كلمة شآم..تنتظر الرد من البلد كي تجيب، ثم تنطلق قائلا، حبك...ويطلب منها التروي والاتئاد ، فقد يمشي بيننا بالنميمة العذال وغيرهم....ومن لا يحب أن أعيش فيك...وانظر إلى العبارة(مهما العذول علينا نم أو كذبا)، ومهما حرف شرط، ثم جعل العذول في بداية الجملة، وقدمه على فعله، ثم قال علينا، للتخصيص، وليس غيرنا، وقدم العذول للأهمية والاحتقار...ثم يبرر بعده عنها، وأنه ليس بعد قال و لا كاره، ولا مبغض ولا شنآن بل بعد محب أجبر على البعد:
فما تركتُـكِ عـن سلـوى ولا ملـلٍ ولا رحلـتُ أريـدُ المـاسَ والذَّهبـا
لكنْ .. رحلـتُ لغايـات ٍ أريـدُ بهـا هامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبا
فما هو تركها ساه ولا تزجية فراغ، بل ولا لدنيا، ولا لرزق وإنما كان بعده عنها، لغايات نبيلة ، فهو يريد العزة والكرامة والعلو والرفعة، هام النجوم، وتاج الشمس، فقد صور أن للشمس تاجا، ومن ذا الذي يستطيع الاقتراب ولكنها كناية واستعارة مكنية عن كده وتعبه ونصبه لأجلها، وتاج الشمس هو أعلى ما فيها، لأنه فوق الراس، فهو يريده، ليدل على أنه لا يهتم باي مصيبة ولا هول في سبيلها....ثم يطمئنها، ويطلب منها أن تعرف عنه ما ذا كان وكيف كان...!
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيّدتـي نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبـا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمِّي .. وكنتِ أبي على ذراعِـكِ أنسـى الهَـمَّ والتعبـا
وكان حبُّكِ .. حيـنَ البعـدُ جرَّحَنـي نبضاً لقلبي .. وكان الـدَّمَّ والعصبـا
وكان حبُّـكِ يذرونـي .. ويزرعنـي فُلاً إذا شاءَ .. أو نِسْريـنَ إنْ رَغِبـا
فهي النجم الذي يستدل به على الطريق، كناية عن عدم المفارقة، فهي معه في حله وترحاله...ساقف هنا وأعاود الكرة مرة أخرى وشكري للشاعر الهمام الفارع، فهو الذي دلني على هذه القصيدة الجميلة وكنت لا هيا...!

عادل العاني
07/04/2007, 03:52 PM
الشاعر الكبير أحمد محمد كنعان

بعيدا عن الإبحار في قصيدتكم عروضيا , أو لغويا اسمح لي هنا بالتوقف لقول كلمة بحقكم :

الشاعر المبدع هو من يحول قصيدته إلى سبك من المشاعر يجبر قارءها على السفر كما كان قلم الشاعر مسافرا في أجواء قصيدته.

تحدثت عن الوطن والحنين , واخذت القارئ معك , يحن مثلما تحن قوافيك ...

ويسأل الوطن العتاب , فعتابه أحلى من كل عتاب في هذه الحياة , ويقولون لا يعتب إلا محب ,

فكيف لنا إن كان من يحبنا ونحبه " الوطن "

بارك الله فيك , وتقبل تحياتي وتقديري .

ملحوظة : البيت الذي أشار له الأخ د. حسان سيكون ايضا مضمنا لدائرة البحور الجديدة.

زاهية بنت البحر
08/04/2007, 02:15 AM
أبكيتني رغم أني قرأتها في مكانٍ آخر ذات يوم ،وبكيت هناك كما بكيت هنا شوقًا إلى دمشق رغم أني أسكنها وتسكنني ،روعة شعرك تحرك الوجدان وتوقد العاطفة فيهيج الشوق في القلب ويشتد فيه النبض ثورة فيغمض عينيه ويسافر باتجاه الحبيبة دمشق ..يقبل تراب الأرض مجددا عهده لها برعايتها وحمايتها من جراح الزمن ،فتسقط عليه قبلاتٍ من ياسمين دورها ويسمع صدى الأذان فوق حواريها القديمة فبحمد الله أنه مازال معانقًا أرضها ..مستنشقًا عبير الجوري ،والفل البلدي ،واليمام يرفرف في المسجد الأموي بسلام وأمن وصفاء..أعادك الله إلى الحبيبة الغالية دمشق ،وجعل ماكتبت يداك في سجل حسناتك أخي المكرم د.أحمد محمد كنعان شاعرنا الكبير.
أختك
بنت البحر

http://brian1984.jeeran.com/DamascusUniversity.jpg

د.هزاع
08/04/2007, 03:50 AM
السلام عليكم
أولا:
اسم لي أيها المكرم
أن أرحب بك على ضفاف حروف الأدب ههنا , وإن كان ترحيبي متأخراً
فمنك العذر
ثانياً :
يحق لأستاذنا وحبيبنا الفارع أن يستغرب تأخر الأدباء عن الرد على رائعتك هذه
فمنه العذر أيضاً
وقد أوضحت له السبب
فقد خشيت أن تكون من منقولك
فانسبها لك
أو بالعكس
فيسبب ذلك حرجاً لديك
وثالثاً :
القصيدة من عيون الشعر
مبنى ومعنى
ودالة من دلالات الابداع والتميز
...
أشكر لك هذا الفن الأصيل
والمشاعر الدفاقة
وهذه الشاعرية المميزة
..
وننتظر روائعك دوماً
...
تحيتي وتقديري للجميع

خشان خشان
08/04/2007, 07:14 AM
أخي الكريم د. أحمد محمد كنعان

هذه أبيات هي جهد المقلّ تحية لك وللشام :


شآم والأرض أفق الرجع رجعِ صدى = شاديك ناجى به عكـّاءَ أو حلبا
أو أرسل اللحن جيّاشا لقرطبةٍ = فرددته، فردّ البيت منتحبا:
هيهات أطرب والتاريخ منهمكٌ = في محو كلّ جميلٍ عنكمُ كَتَبا
شدوٌ يؤول إلى شجْوٍ! يذكرنا = ما كان من مشرقٍ للعزّ إذْ غربا
في كلّ زاويةٍ تمثال خيبتنا = كأنّما الله خصّ الخيبة العربا
كأننا ما عرفنا عزّةً أبداً = أو صافحت كفُّنا بوم الوغى قُضُبا
أو كان لله جندٌ من طليلطةٍ = للصين أدّوا لدين الله ما وجبا
كأنّ (عَشْرتَنا) للبصم قد خُلِقت = حسبي، لأخشى إذا ما زدتُ مُنْقلَبا
"شآم أمّاهُ بعض الشام أندلسٌ" = ورفة الجفن منك تعدل الحقبا
وثّابةَ المجد، قَوْمي طال نومهمُ = قد آن للمجد من واديكِ أن يثبا

ووجدت في الموسوعة الشعرية من قصيدة مطلعها :


يا جيرة السفح كَم قلب بكم تعبا = لَم يقض في حبكم نحبا وَلا أربا
هذه الأبيات للشاعر من تونس حمودة بن عبد العزيز (ت 1778م ) في مدح أحد الملوك، وأراها منسجمة مع ما يخالجني من مفهوم للشام.


تَسير في كل مومات طَلائعه = فَلا تقيم سوى هام العدى نصبا
مَتى أَرى خيله من بعد وَقعتها = بالكفر تنهلّ في بَغداد أَو حلبا
وَتَرتَمي شهباً في أفق أَندلس = تَكسوه من بهجة الإِسلام ما سلبا
عوّدتها غمرات المَوت تقحمها = فَلا تريد بها ماء وَلا عشبا
أَقمتها في حلوق الكافرين شجاً = يَغص شاربهم بالماء ان شربا

يرعاك الله.

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 10:59 PM
آتٍ إليكِ .. شَـآم .. فاتْرُكـي العَتَبـا=ولا تلومي .. فهذا الدمـعُ قـد سُكبـا
شآمُ .. حبُّكِ فـوقَ الظَّـنِّ .. فاتَّئِـدي=مهمـا العَـذولُ علينـا نَـمَّ أو كَذَبـا
فما تركتُـكِ عـن سلـوى ولا ملـلٍ=ولا رحلـتُ أريـدُ المـاسَ والذَّهبـا
لكنْ .. رحلـتُ لغايـات ٍ أريـدُ بهـا=هامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبا
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيّدتـي=نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبـا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمِّي .. وكنتِ أبي=على ذراعِـكِ أنسـى الهَـمَّ والتعبـا
وكان حبُّكِ .. حيـنَ البعـدُ جرَّحَنـي=نبضاً لقلبي .. وكان الـدَّمَّ والعصبـا
وكان حبُّـكِ يذرونـي .. ويزرعنـي=فُلاً إذا شاءَ .. أو نِسْريـنَ إنْ رَغِبـا
شآمُ .. أنتِ هَوى روحـي وملهمتـي=لا تحفلي بعـذولٍ جـاءَ .. أو ذهبَـا
إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا=جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
ــــــــــــ
الشاعر المبدع أحمد كنعان.
تحية كبيرة لك.
لا أدري سببًا لعزوف القرّاء والشعراء عن قصيدتك الرائعة هذه،
التي تزيّن ما حولها من قصائد وأشعار،
بل إنها أجمل من كثير مما حولها شعرًا وفكرًا، ألفاظًا وصورًا.
إن كانت أسباب هذا العزوف مواقف غير فنية، فبئست تلك المواقف، وبئس أصحابها.
وإن كانت إهمالاً لجميل الشعر،
فهذه دعوتي لعودة منهم إليه.
لقد قرأت قصيدتك قراءة شافية،
وخرجت منها، أريد العودة إليها.
بمثل هذا الشعر يكون الانتماء للأوطان،
ويكون الشوق والحنين،
وبمثل هذا الشعر تكون معانقة بحور الخليل،
والتوحد مع نسرين وياسمين الشام،
وبمثله.. يتغنى الشعر،
ومنه يتعلّم الكثيرون.
لا أملك أخي د. أحمد كنعان، وأنا أقرأ لك للمرة الأولى،
إلا أن أحييك شاعرًا مبدعًا،
ولن أقف عند هذا،
لأنني سأدعو كل من أحب، وكل من يحب الشعر الجميل الرائع،
وكل شاعر وناقد يحترم الشعر في واتا،
كي يزور قصيدتك،
ليتمتع بما فيها من جميل الشعر والشعور،
وهم ولله الحمد في واتا كثيرون..
لأن قصيدتك هذه بحاجة إلى الصادقين في حب الشعر..
لا إلى المطبلين والمزمّرين.
أهلاً بك يا أخي،
وتحيتي لك.
هلال.

الأخ الفاضل / أ.هلال الفارع
شكراً أخي الكريم على هذا الإطراء الجميل الذي لا أملك حياله سوى كلمات الحب والتقدير أهديها لك ، مع شكري الجزيل كذلك للشعر نفسه الذي استطاع بسحره أن يجمع هذه الثلة من الأصدقاء ، وأن يقربنا بعضنا من بعض على بعد الشقة .. شكراً لك مرة أخرى ، وإلى لقاء قريب في أفياء الشعر العذب . د.كنعان .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحق لأستاذنا الكبير الشاعر الوفي أ. هلال الفارع أن يوجه هذه الدعوة الوفية لقراءة الشعر الأصيل الجميل .
وموضوع القصيدة من أشد الموضوعات إغراء بقراءته والتلبث من دونه ، ليس لأنه يتعلق بالشام العزيزة على نفس كل عربي كريم فحسب ، بل لأن تناول الشاعر إياه يجعله على صلة وثيقة بعدة محاور ؛ لعل منها :
الغزل الوطني - إن جاز لمثلي أن يستخدم هذا المصلح ، والتغزل في الوطن باب من أبواب الإبداع الشعري ، يلجه المبدع لا لكي يتثب تمكنه من التصوير الآسر ، أو التعبير الشائق فحسب ، بل أيضا ليترجم عن معان نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام ؛ لأنها تعزز انتماءنا لأمتنا ، وتعمق الارتباط بالوطن .
المعارضات الشعرية - التي تكشف في كثير من الأحيان عن تفوق الشاعر وتمكنه ، وقدرته على التفرد حتى ولو لم يكن في حسبانه المعارضة ابتداء ؛ فالقصيدة تعيد إلى الذاكرة بائية نزار الرائعة التي بدأها بقوله :
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا فيادمشق لماذا نبدأ العتبا
حبيبتي أنت ، واستلقي كأغنية على ذراعي ولا تستوضحي السببا
وليس بالضرورة أن يكون الشاعر قصد المعارضة قصدا ، بل هو احتمال نقدي نضعه في الحسبان لا عتقدانا أن المعارضة الشعرية فرصة فنية تفتح الباب أما الشاعر لإثبات جدارته بالشاعرية من جهة ، وتؤكد تميزه ومقدرته على الاستقلال من جهة أخرى ؛ ومن ثم فليس بالضرورة أن يتحقق في هذه القصيدة ما أشرت إليه من احتمال الماعرضة لقصيدة نزار .
طريقة البناء الفني – وربما يكون هذا المحور محل أخذ ورد من الدارسين ، ولا بد له من ذلك ؛ لأن اختلاف النظر في العمل الفني يزيده ثراء ، وأزعم أن الشاعر هنا كان من الذكاء بحيث خدع القاريء بأسلوبه الذي سلكه ؛ بل أكاد أجزم أنه لو غير عنوان القصيدة ، فوضع مكان " شآم " كلمة أخرى من كلمات الهوى والغرام لأحكم خداعه الرائع بقارئه ، ولكن الشاعر مارس جذب القاري ممارسة مكشوفة ؛ لصدق مشاعره ، وتوقد فكره المحمول على خيال رائق .
ولن تكون هذه الكلمات العجلى آخر ما أخطه حول هذه البائية البديعة .

بل أطرح هنا بعض " النكشات " على أمل العودة إذا أذن الشاعر الكبير د. أحمد محمد كنعان :



إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا
جُنَّ الحنينُ .. وهَبَّ القلبُ واضطربـا
خرج الشطر الأول في التفعيلة الثالثة من البسيط ، وتسربت إليه " متفاعلن " المختصة بالكامل .
صحيح أن أخانا الكبير الشاعر المتجدد عادل العاني طرح فكرة بحر جديد ، ربما يكون الحديث عنه غير مناسب هنا ، وارجو من الله أن تتاح فرصة مناقشته بتفصيل في موضعه ؛ لأن موسم الامتحانات بدأ يلوح بيديه .
وما أدري سيدي الشاعر الكبير :
أيجوز – مثلا – أن يكون الشطر الأول :
إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
حفاظا على مكونات البسيط ؟؟


إذا الوشاة بذكر الحب قد همسوا
****
وقد حَلَفْتُ لهـا : لا نفتـرقْ .. أبـداً
وما علمْتُ بظَهـرِ الغيـبِ مـا كُتِبـا
هل ثمة من سبب لجعل الفعل نفترق " مجزوما " ؟
قد تكون ضرورة الوزن ، لكن الضرورة مؤطرة بحيث لا تصطدم وقواعد اللغة .
****
وقرِّبينـي إلــى عينـيـكِ ألثُمُـهـا
وانْسي الملامَ بعيداً .. واتركي العَتَبَـا
يعود الضمير في " ألثمها " إلى " عينيك " والضمير مفرد ، وعائده مثنى فهل مثل هذه يجوز عربية ؟
تساؤلات أستميحك العذر في قبولها ؛ حرصا على فائدة عامة ، وأملا في عودة أخرى إلى رائعتك .
ولك تقديري وإكباري.


الأخ الفاضل د.حسان الشناوي
أشكرك على هذه الملاحظات الطيبة ، وهي كما تفضلت مطروحة للنقاش ، راجياً من الإخوة الشعراء أن يدلوا بدلوهم لكي تعم الفائدة ، ومن حيث المبدأ فأنا على استعداد تام لتصويب ما نتفق عليه وذلك إكراماً للشعر وتعزيزاً للعربية التي هي أشرف اللغات بما أنها وعاء القرآن الكريم ، تحية لك أخي الفاضل مرة أخرى وإلى لقاء متجدد .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:08 PM
أخي الفارع هلال..
ومثلك أهل للوفاء..والعطاء
ومثلك أدرى بأقراء الشعر..
وقد أجاد أستاذنا الدكتور حسان القراءة والنقد
ولا مزيد على ما أبديتماه من ملاحظات تزيد من ألق هذه القصيدة الجميلة، سبكاً وإيقاعاً.
فقط أشير إلى قوله: من رمشِها.. والتي قصد به: من هدْبها.

ولعل شاعرنا الجميل د.أحمد يتكرم فيتحفنا بما لديه من مثل هذا الشعر الفاتن.

للجميع تحياتي ومودتي

الأخ الفاضل / د.عمر خلوف
أشكرك ، مع وعد بالمزيد من الشعر العذب ، والمزيد من محبتي لك ولجميع الإخوة والأخوات في ( واتا ) العزيزة .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:10 PM
أخي المكرم د0أحمد
قصيدة رائعة لا تحتاج الحديث عنها
فقد حوت رقة وألقا وبهاء وجمالا أسرا
لا فض فوك ومنكم نتعلم
ولا قولا عندي فوق فوق قول إخواني
****
أخي وأستاذي هلال الفارع
أما عن عزوف القراء عنها
فلم يكن عزوفا بل كان هناك خطأ ما
كانت القصيدة لا تظهر للقارئ
حتى أنني دخلت أكثر من مرة
وفي كل مرة لم أر الموضوع
فكتبت في المرة الأخيرة ( أين الموضوع )
****
للجميع التحية
عارف عاصي


الأخ الفاضل / أ.عارف عاصي
لك من كل المحبة والتقدير على هذا الاهتمام بالقصيدة ، والحقيقة أن عدم ظهورها في المرات الأولى كان بسبب خطأ فني من قبلي ، فمني لك ولجميع زوار ( واتا ) العزيزة اعتذاري .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:16 PM
هذه قصيدة على بحر البسيط، عروضه وضربه أصابها الخبن، كما أفهم، وليصلح لي العروضيون، فلست بعروضي، ولكنني أتذوق الشعر العربي..
وقد وجدت أن هذا البحر ينظم الشعراء عليه، كما هداني تفكيري وليس بلازم، حول الحزن والفراق واللوعة..
وهذه لا شك قضية ستفتح آفاقا في النظم العربي، و ستدلنا على كيف اهتدى الخليل لدوائره الخمس..
القصيدة فيها لوعة الحب، والتذكر، والهيام، ولكن ليس من نمط المحبين العذريين، الذين يلهجون بذكر حبيبتهم، بل هو حب من نمط صعبن ونمط مخيف في هذا العصر، إنه الحب العاشق للوطن، الوطن الذي ترعرع فيه وشب، ثم سلبه، عنوة، وفقدا، بعد أن عبثت به بغاث الطير وجوارحه..
تبدأ القصيدة بفعل مضارع(آتي)، من الإتيان والقدوم، يؤكده فعله آت، وحركة الإتيان حركة فيها التهيؤ، والتحرك، ثم القدوم، كما قال تعالى(أتى أمر الله فلا تستعجلوه) فقد قضي وجاء إلينا الأمر، دلالة التحقق، والإتيان الحقيقي..وهذا فعل آت، يدل على المستقبل ولكنه حذف أداة الاستقبال ليدل على التحقيق، ثم حدد الجهة التي سيأتي إليها، وهي هنا الشام التي ذكرها الرب في القرآن وفي الحديث النبوي الشريف ، وأصلها شآم، ولكنها تسمى الشام كلغة دارجة، وقد قال ربنا تعالى(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله..)، وفي الأحاديث الشريفة، الكثير من الإشارات والتلميحات(ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام..)، وستكون للشام دورة حضارية كبرى في آخر الزمان ذكرها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح(يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها : ( الغوطة ) ؛ فيها مدينة يقال لها : ( دمشق ) ؛ خير منازل المسلمين يومئذ .)، وبعضها أحاديث في صحيح مسلم وغيره..كل هذا وغيره يدل على مباركة الله تعالى لهذا الأرض الطيبة، فنداء الشاعر ليس فيه ما يستنكر، ولا فيه ما يمكن استغرابه، ولكنه جاء على اليقين وعلى الصورة المحببة...
آتٍ إليكِ .. شَـآم .. فاتْرُكـي العَتَبـا ولا تلومي .. فهذا الدمـعُ قـد سُكبـا
فيناديها باسمها المحبب لها..شآم..ويطلب منها أن لا تلومه، ولا تعتب عليه، فقد جاءها ودموع العين مسكوبة، ومنهمرة على خديه ولها، وشوقا، وحبا ...فليس ثمة وقت للوم ولا للعتاب، بل اتركيني ارتشف شيئا من رضاب هذا الوطن العزيز...ثم ينادي تارة أخرى، البلد ذاته: ويبدأ بها، شآم.. يناديها ويتودد للبلاد،
شآمُ .. حبُّكِ فـوقَ الظَّـنِّ .. فاتَّئِـدي مهمـا العَـذولُ علينـا نَـمَّ أو كَذَبـا
ويطلب منها العفو والصفح، دون ذكر ذلك ولكنه لفظ مبطن مفهوم، فحب الشام والوطن، لا يمكن أن يظن به شاك ولا يتوصل إليه الريب والشك، بل حبها مغروس في القلوب، كيف لا وهي الأرض المقدسة في كل الكتب السماوية....وتلزمك سكتة خفيفة بعد كلمة شآم..تنتظر الرد من البلد كي تجيب، ثم تنطلق قائلا، حبك...ويطلب منها التروي والاتئاد ، فقد يمشي بيننا بالنميمة العذال وغيرهم....ومن لا يحب أن أعيش فيك...وانظر إلى العبارة(مهما العذول علينا نم أو كذبا)، ومهما حرف شرط، ثم جعل العذول في بداية الجملة، وقدمه على فعله، ثم قال علينا، للتخصيص، وليس غيرنا، وقدم العذول للأهمية والاحتقار...ثم يبرر بعده عنها، وأنه ليس بعد قال و لا كاره، ولا مبغض ولا شنآن بل بعد محب أجبر على البعد:
فما تركتُـكِ عـن سلـوى ولا ملـلٍ ولا رحلـتُ أريـدُ المـاسَ والذَّهبـا
لكنْ .. رحلـتُ لغايـات ٍ أريـدُ بهـا هامَ النجومِ .. وتاجَ الشمسِ .. والشُّهُبا
فما هو تركها ساه ولا تزجية فراغ، بل ولا لدنيا، ولا لرزق وإنما كان بعده عنها، لغايات نبيلة ، فهو يريد العزة والكرامة والعلو والرفعة، هام النجوم، وتاج الشمس، فقد صور أن للشمس تاجا، ومن ذا الذي يستطيع الاقتراب ولكنها كناية واستعارة مكنية عن كده وتعبه ونصبه لأجلها، وتاج الشمس هو أعلى ما فيها، لأنه فوق الراس، فهو يريده، ليدل على أنه لا يهتم باي مصيبة ولا هول في سبيلها....ثم يطمئنها، ويطلب منها أن تعرف عنه ما ذا كان وكيف كان...!
وكنتِ في الحِلِّ والترحالِ .. سيّدتـي نجمَ الطريقِ .. إذا نجمُ الطريقِ خبـا
وكنتِ .. سيدتي .. أُمِّي .. وكنتِ أبي على ذراعِـكِ أنسـى الهَـمَّ والتعبـا
وكان حبُّكِ .. حيـنَ البعـدُ جرَّحَنـي نبضاً لقلبي .. وكان الـدَّمَّ والعصبـا
وكان حبُّـكِ يذرونـي .. ويزرعنـي فُلاً إذا شاءَ .. أو نِسْريـنَ إنْ رَغِبـا
فهي النجم الذي يستدل به على الطريق، كناية عن عدم المفارقة، فهي معه في حله وترحاله...ساقف هنا وأعاود الكرة مرة أخرى وشكري للشاعر الهمام الفارع، فهو الذي دلني على هذه القصيدة الجميلة وكنت لا هيا...!


الأخ الفاضل / عبد الرحمن الجميعان
أشكرك شكرأً جزيلاً على هذه السياحة الواسعة في أفياء القصيدة مما زادها حسناً وبهاء بكلماتك العذبة التي تعبر أصدق تعبير عن روحك الطيبة ، لك مني كل الشكر والامتنان .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:17 PM
الشاعر الكبير أحمد محمد كنعان

بعيدا عن الإبحار في قصيدتكم عروضيا , أو لغويا اسمح لي هنا بالتوقف لقول كلمة بحقكم :

الشاعر المبدع هو من يحول قصيدته إلى سبك من المشاعر يجبر قارءها على السفر كما كان قلم الشاعر مسافرا في أجواء قصيدته.

تحدثت عن الوطن والحنين , واخذت القارئ معك , يحن مثلما تحن قوافيك ...

ويسأل الوطن العتاب , فعتابه أحلى من كل عتاب في هذه الحياة , ويقولون لا يعتب إلا محب ,

فكيف لنا إن كان من يحبنا ونحبه " الوطن "

بارك الله فيك , وتقبل تحياتي وتقديري .

ملحوظة : البيت الذي أشار له الأخ د. حسان سيكون ايضا مضمنا لدائرة البحور الجديدة.


الأخ الفاضل /د.عادل العاني
وصفتني بالشاعر الكبير وما أنا والله سوى شاعر هاو ، يعشق الشعر والجمال ، ويحاول كالأطفال أن يطاول تفاح الشعر ، وأن يعبث بالقوافي ، وأن يصوغ جملة تشيع في الناس الحب والسلام .. لك مني كل التقدير والمحبة .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:18 PM
أبكيتني رغم أني قرأتها في مكانٍ آخر ذات يوم ،وبكيت هناك كما بكيت هنا شوقًا إلى دمشق رغم أني أسكنها وتسكنني ،روعة شعرك تحرك الوجدان وتوقد العاطفة فيهيج الشوق في القلب ويشتد فيه النبض ثورة فيغمض عينيه ويسافر باتجاه الحبيبة دمشق ..يقبل تراب الأرض مجددا عهده لها برعايتها وحمايتها من جراح الزمن ،فتسقط عليه قبلاتٍ من ياسمين دورها ويسمع صدى الأذان فوق حواريها القديمة فبحمد الله أنه مازال معانقًا أرضها ..مستنشقًا عبير الجوري ،والفل البلدي ،واليمام يرفرف في المسجد الأموي بسلام وأمن وصفاء..أعادك الله إلى الحبيبة الغالية دمشق ،وجعل ماكتبت يداك في سجل حسناتك أخي المكرم د.أحمد محمد كنعان شاعرنا الكبير.
أختك
بنت البحر

http://brian1984.jeeran.com/DamascusUniversity.jpg



الأخت الفاضلة / زاهية بنت البحر
ما كنت أحسب أن كلماتي ستبكيك ، فعذراً على ما سببته لك من إثارة للواعج الحب والشوق والحنين ، ومن يا أختي الكريمة يعرف الشام ولا يبكي إذا فارقها ؟ وكيف إذا كان قد أجبر على فراقها ؟ وكيف إذا مضى على فراقها له وفراقه لها ربع قرن بالتمام والكمال ؟ لقد أبكتني كلماتك كما أبكتك كلماتي ، ويبدو واضحاً أننا ( كلنا في الحب شرق ) وليس لنا إلا أن ندعو الله تعالى أن يفرج عن هذه الأمة أزمتها ، وأن يعيد المياه إلى سواقيها ، وأن نعود لننهل من بردى وتفاحها وتينها .. مع محبتي .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:19 PM
السلام عليكم
أولا:
اسم لي أيها المكرم
أن أرحب بك على ضفاف حروف الأدب ههنا , وإن كان ترحيبي متأخراً
فمنك العذر
ثانياً :
يحق لأستاذنا وحبيبنا الفارع أن يستغرب تأخر الأدباء عن الرد على رائعتك هذه
فمنه العذر أيضاً
وقد أوضحت له السبب
فقد خشيت أن تكون من منقولك
فانسبها لك
أو بالعكس
فيسبب ذلك حرجاً لديك
وثالثاً :
القصيدة من عيون الشعر
مبنى ومعنى
ودالة من دلالات الابداع والتميز
...
أشكر لك هذا الفن الأصيل
والمشاعر الدفاقة
وهذه الشاعرية المميزة
..
وننتظر روائعك دوماً
...
تحيتي وتقديري للجميع



الأخ الفاضل / د.هزاع
تحية حب وتقدير ، وشكري لك على هذه الملاحظات الطيبة ، مع وعد لك بالمزيد من عذب الشعر إن شاء الله تعالى .. مع محبتي .

أحمد محمد كنعان
10/04/2007, 11:22 PM
أخي الكريم د. أحمد محمد كنعان

هذه أبيات هي جهد المقلّ تحية لك وللشام :


شآم والأرض أفق الرجع رجعِ صدى = شاديك ناجى به عكـّاءَ أو حلبا
أو أرسل اللحن جيّاشا لقرطبةٍ = فرددته، فردّ البيت منتحبا:
هيهات أطرب والتاريخ منهمكٌ = في محو كلّ جميلٍ عنكمُ كَتَبا
شدوٌ يؤول إلى شجْوٍ! يذكرنا = ما كان من مشرقٍ للعزّ إذْ غربا
في كلّ زاويةٍ تمثال خيبتنا = كأنّما الله خصّ الخيبة العربا
كأننا ما عرفنا عزّةً أبداً = أو صافحت كفُّنا بوم الوغى قُضُبا
أو كان لله جندٌ من طليلطةٍ = للصين أدّوا لدين الله ما وجبا
كأنّ (عَشْرتَنا) للبصم قد خُلِقت = حسبي، لأخشى إذا ما زدتُ مُنْقلَبا
"شآم أمّاهُ بعض الشام أندلسٌ" = ورفة الجفن منك تعدل الحقبا
وثّابةَ المجد، قَوْمي طال نومهمُ = قد آن للمجد من واديكِ أن يثبا

ووجدت في الموسوعة الشعرية من قصيدة مطلعها :


يا جيرة السفح كَم قلب بكم تعبا = لَم يقض في حبكم نحبا وَلا أربا
هذه الأبيات للشاعر من تونس حمودة بن عبد العزيز (ت 1778م ) في مدح أحد الملوك، وأراها منسجمة مع ما يخالجني من مفهوم للشام.


تَسير في كل مومات طَلائعه = فَلا تقيم سوى هام العدى نصبا
مَتى أَرى خيله من بعد وَقعتها = بالكفر تنهلّ في بَغداد أَو حلبا
وَتَرتَمي شهباً في أفق أَندلس = تَكسوه من بهجة الإِسلام ما سلبا
عوّدتها غمرات المَوت تقحمها = فَلا تريد بها ماء وَلا عشبا
أَقمتها في حلوق الكافرين شجاً = يَغص شاربهم بالماء ان شربا

يرعاك الله.


أخي الكريم
تحية لك وللشام التي جمعتنا على حبها ، ونسأله تعالى أن يجمع قلوبنا دوماً على ما يحب ويرضى ، لك محبتي

وليد حرفوش
14/04/2007, 12:05 AM
لله درك يا ابا مالك
قصيدة بألف قصيدة
أنت تذوب رقة وحنانا وذوبت قلوبنا معك
نعم إن نار الفراق لافحة
اعادك الله إلى وطنك وردك بين أهلك
تقبل حبي لك وللشام.