المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العجوز والجرة



سميرة رعبوب
01/07/2011, 05:35 PM
يحكى أنّه كان هناك امرأة عجوز صينية كبيرة في السن، تملك جرتين كبيرتين لنقل الماء، وكانت تضع كل جرة على طرف وتد خشبي قوي وطويل، ترفع الوتد وتضعه على عنقها فتحمل بذلك الجرتين معاً.
إحدى الجرتين فيها شرخ والأخرى سليمة.
العجوز تملأ الجرتين معاً من جدول الماء، وفي نهاية الدرب الطويل الممتد من جدول الماء إلى البيت تصل الجرة المشروخة وقد فرغت من نصفها.
ولشهور كاملة كانت هذه العملية مستمرة في نقل الماء، وهذه السيدة تصل إلى بيتها مع جرة مليئة وأخرى نصف فارغة.
الجرة السليمة كانت فخورة بنفسها.. لكن الجرة المشروخة المسكينة كانت تخجل من عيبها وتشعر بالتعاسة لأنّها لا يمكنها أن تنقل إلا نصف الماء كل يوم لهذه السيدة الطيبة.
بعد فترة شعرت الجرة المشروخة أنّها جرة فاشلة تماماً، فقررت أنْ تتحدث لصاحبتها، قالت لها:
- إني خجلة من نفسي، لأنّ هذا الشرخ في جانبي يسرب الماء خارجاً على طول طريق العودة إلى منزلك، وأنت تتعبين بحملي.. ولا فائدة مني.. أرجو أن تتخلصي مني وتتحصلي على جرة جديدة..
ابتسمت العجوز وقالت:
هل لاحظت الأزهار التي نبتت على جانب واحد من الطريق وليس على الجانب الآخر للجرة السليمة.
وأضافت: كنت دائماً أعرف عيبك هذا، فقمت بنثر بذور أزهار على جانبك من الطريق، وأنت كل يوم في طريق العودة إلى البيت تقومين بسقايتها دون أن تشعري بذلك، والآن أصبح لدي أزهار جميلة. ومن دون الأزهار التي رويتها بمائك كيف يمكن لي أن أزين بيتي بالأزهار؟! ومن دونك أيتها الجرة المشروخة ما كان لدي هذه الأزهار الجميلة.
إن جميع الأشياء من حولنا مهما بدت لا قيمة لها وأنها عاجزة عن منحنا ما نريد منها فإنها قادرة في الوقت نفسه على أن تمنحنا أشياء أخرى لا نستطيع رؤيتها لأن محاولتنا أن نرى ما نريد أن نراه فحسب يحجب عنا تلك الأشياء. لذلك لا تستخف أبداً بأي شيء مما حولك , وحاول أن توظفه ليعطيك نتيجة إيجابية , وحاول دائما أن تجد الوجه الإيجابي لا الوجه السلبي في الأمور فتحفظ لكل شيء مكانته ودوره ولا تبخس حقه.

مما راق لي من بريدي الخاص >> منقوول <<

سهام صلاح الدين
02/07/2011, 01:09 AM
أختى الفاضلة سميرة
ولا أروع ولا أجمل من قصتك هذة
فهى تحمل الكثير من معانى الأشياء اللتى نستخف بها فى أوقات كثيرة
ولو أعطيناها جزء من تركيزنا لأكتشفنا فوائدها وضرورة وجودها
لك تحياتى وتقديرى أختى الفاضلة

منير الرقي
02/07/2011, 02:41 AM
حقا هذه قصة تتوشح بحكمة الشرق،
فكثير مما نعيبه نرى له أثرا طيبا إذا انتبهنا وتركنا البداهة وتقبلنا العالم برؤية متأملة تتفحص بالدهشة فالتحليل فالفهم
أعجبني الحكي وقد أرجعني إلى سنيي الأولى في التدريس
حينما كنت أقبل على مجلة صينية تصدر بالفرنسية
بعنوان الثقافة الصينية وكنت أختار بعضها لتلاميذي في درس التعريب،
الغالية سميرة رعبوب شكرا على هذا الثراء الثقافي،
شكرا لصاحب القصة ومترجمها،
ولك الثناء على إشراكنا في هذه المتعة الأدبية الخالصة
مودتي

محمد علي الهاني
02/07/2011, 06:14 AM
الأديبة المتميّزة الأستاذة سميرة رعبوب

قصة معبرة موحية تربوية يفتخر بها السّرد ...

أسجّل إعجابي الشديد بقلمك الذهبي الذي يتحفنا بالروائع الخالدات.

دمت حكيمة الأديبات وأديبة الحكيمات.

تقبّلي تحياتي العطرة ومودتي الخالصة وتقديري الفائق.

أبو نضــــــال

السعيد ابراهيم الفقي
02/07/2011, 01:52 PM
1- اختيار جميل
ورائع
وتربوي
وتنموي
2- الحكاية فعلا من باب التطوير الذاتي والتنمية المهنية والبشرية
فتربويا

ندعو لاستغلال المتاح حتى وان كان بقايا الاشياء

3- التربوي الناجح هو الذي يدفع تلميذه الى البحث عن القيمة في كل مايراه
4- القصة تقول :
عين الباحث الحكيم المتفرس ترى مالا تراع العيون

قلوب الباحثين لها عيون ترى مالاتراه العيون

قاعدة تربوية
سجلتها من قول الشاعر:


(قلوب العاشقين لها عيون ترى مالاتراه العيون)

مديحة عتيق
02/07/2011, 02:16 PM
سميرة العزيزة لا يأتي منك إلا كلّ جميل وراق لكن لي ملاحظة بسيطة حبذا لو لم تشرحي مغزى كي تبقي للقارئ حق التأويل واستبطان دلالات النص بمفرده دون إرشاد الكاتب
دامت صداقتنا وتواصلنا

مغربي سعاد
02/07/2011, 04:47 PM
السلام على الاخت الفاضلة سميرة رعبوب
استمتعت جدا بما سطرت من حكي و ما استنبطت من حكمة ...
و ذكرتني بذاك الفتى الذي تحمل لطول الدهر مرض والدته ...حين ذكرته ذات مرة ان لا فائدة من تحملك بني فقط لما تأتيني النوبة اتركني حتى يتوفى الله أمانته..
هناك فقط اغرورقت عيني الابن بدموع الغيث و رد:
"و من ذا الذي يرفع أكفه الى السماء للدعاء لي بالنجاة من النار"
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى ، يُحَدِّثُ , عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهُ أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ " .
تميز في الاختيار تقبلي اعطر التحيات
سعاد

أحمد المدهون
02/07/2011, 05:34 PM
الأستاذة الفاضلة سميرة رعبوب،

اختيار جميل لقصة ( العجوز والجرة )، وهذه من الحكمة، والإيجابية في التعامل مع الأشياء. لكن يجب أن نلحظ أن ( التخطيط ) في استثمار ( المشروخة ) كان حاضراً، بدليل أن العجوز ( عرفت ) هذا العيب فيها، فقامت ( بنثر بذور أزهار) على جانبها من الطريق (يعني أخذت بالأسباب) ؛ لتفيد من الماء المتسرب منها.

فهي إذن إيجابية حكيمة.

تتحفينا دوما بما هو مفيد.
تقبلي فائق تقديري.

كرم زعرور
02/07/2011, 05:55 PM
ما أجمل َهذا الإختيار َ! وما أبدعَ الموعظة َ!
كلُّ شيء ٍإذا أحسنت َاستعماله ُ، حفظتَهُ ، وجلبَ لكَ ولغيرك الفائدة َ،
فمتى نتوقَّفُ عن البحث ِعن عيوب ِالنّاس ِ، تاركينَ حسناتِهمُ الكثيرة َ؟!
نصّ ٌولا أجمل ، لمبدعة ٍوإنسانة ٍ ولا أرقى !
تحيّاتي واحترامي - كرم زعرور

سميرة رعبوب
02/07/2011, 08:32 PM
أختى الفاضلة سميرة
ولا أروع ولا أجمل من قصتك هذة
فهى تحمل الكثير من معانى الأشياء اللتى نستخف بها فى أوقات كثيرة
ولو أعطيناها جزء من تركيزنا لأكتشفنا فوائدها وضرورة وجودها
لك تحياتى وتقديرى أختى الفاضلة

أستاذتنا الغالية / سهام
تحية طيبة ...
يسعدني تواجدك دوما وتروق لي مداخلاتك الواعية
التي تنم على سعة إطلاعك ورجاحة عقلك ...
تقبلي مني صادق الود وعظيم الاحترام ...

سميرة رعبوب
02/07/2011, 08:37 PM
حقا هذه قصة تتوشح بحكمة الشرق،
فكثير مما نعيبه نرى له أثرا طيبا إذا انتبهنا وتركنا البداهة وتقبلنا العالم برؤية متأملة تتفحص بالدهشة فالتحليل فالفهم
أعجبني الحكي وقد أرجعني إلى سنيي الأولى في التدريس
حينما كنت أقبل على مجلة صينية تصدر بالفرنسية
بعنوان الثقافة الصينية وكنت أختار بعضها لتلاميذي في درس التعريب،
الغالية سميرة رعبوب شكرا على هذا الثراء الثقافي،
شكرا لصاحب القصة ومترجمها،
ولك الثناء على إشراكنا في هذه المتعة الأدبية الخالصة
مودتي

أستاذنا الطيب والكريم / منير الرقي
تحية طيبة
تواجد أسعدني وإضافة أثرت الموضوع
والقصة رائعة جدا وراقت لي ولم أكن أعلم أنها مترجمة من اللغة الصينية كونها جاءتني كرسالة في الايميل الخاص بي
فزدتني معلومة وثقافة أشكرك على ذلك ...
وشكرا لمن كتبها وترجمها وأرسلتها لي ولكل من مر هنا وقرائها بوعي وفكر وشكر لك على جمال حضورك
لك احترامي وتقديري ...

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:06 AM
الأديبة المتميّزة الأستاذة سميرة رعبوب
قصة معبرة موحية تربوية يفتخر بها السّرد ...
أسجّل إعجابي الشديد بقلمك الذهبي الذي يتحفنا بالروائع الخالدات.
دمت حكيمة الأديبات وأديبة الحكيمات.
تقبّلي تحياتي العطرة ومودتي الخالصة وتقديري الفائق.
أبو نضــــــال


الأستاذ الفاضل والشاعر المبدع / محمد علي الهاني
أشكرك من كل قلبي على لطف مرورك وعلى دعمك وتشجيعك
أشرقت صفحة موضوعي ودمت سعيدا يا إمام العاشقين ...
تحياتي واحترامي ...

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:08 AM
1- اختيار جميل
ورائع
وتربوي
وتنموي
2- الحكاية فعلا من باب التطوير الذاتي والتنمية المهنية والبشرية
فتربويا
ندعو لاستغلال المتاح حتى وان كان بقايا الاشياء
3- التربوي الناجح هو الذي يدفع تلميذه الى البحث عن القيمة في كل مايراه
4- القصة تقول :
عين الباحث الحكيم المتفرس ترى مالا تراع العيون
قلوب الباحثين لها عيون ترى مالاتراه العيون
قاعدة تربوية
سجلتها من قول الشاعر:
(قلوب العاشقين لها عيون ترى مالاتراه العيون)

أستاذنا القدير / السعيد الفقي
أشكرك كثيرا على لطف مرورك وعلى إضافتك التربوية الرائعة التي أثرت الموضوع وجعلته مشرقا
وراقت لي : قلوب الباحثين لها عيون ترى ما لاتراه العيون ...

دمت سعيدا موفقا والله يرعاك ...

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:22 AM
سميرة العزيزة لا يأتي منك إلا كلّ جميل وراق لكن لي ملاحظة بسيطة حبذا لو لم تشرحي مغزى كي تبقي للقارئ حق التأويل واستبطان دلالات النص بمفرده دون إرشاد الكاتب
دامت صداقتنا وتواصلنا
أهلا وسهلا بالأستاذة الفاضلة / مديحة عتيق
جميل حضورك الذي تعطرت له صفحات الموضوع وملاحظتك جميلة جدا غير أن القصة وتفسير فائدتها ومغزاها
جاءتني بهذا النص المكتوب أعلاه من خلال رسالة عبر الايميل ...

شاكرة لك جمال تواجدك ورقة أسلوبك وأرجو حقا أن يكون بيننا صداقة وتواصل
تحياتي واحترامي ...

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:26 AM
السلام على الاخت الفاضلة سميرة رعبوب
استمتعت جدا بما سطرت من حكي و ما استنبطت من حكمة ...
و ذكرتني بذاك الفتى الذي تحمل لطول الدهر مرض والدته ...حين ذكرته ذات مرة ان لا فائدة من تحملك بني فقط لما تأتيني النوبة اتركني حتى يتوفى الله أمانته..
هناك فقط اغرورقت عيني الابن بدموع الغيث و رد:
"و من ذا الذي يرفع أكفه الى السماء للدعاء لي بالنجاة من النار"
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى ، يُحَدِّثُ , عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ يُقَالُ لَهُ أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ " .
تميز في الاختيار تقبلي اعطر التحيات
سعاد



وعليكم السلام
أستاذتنا الغالية والحبيبة / سعاد
تحية عطرة مباركة لك
يسعدني دوما تألق حضورك البهي في مواضيعي وكم أترنم طربا بتشجيعك لي
فالله يشهد كم أكن لك من احترام وتقدير .. إضافة رائعة جدا بكل المقاييس ومؤثرة
الوالدان أعظم هدية اكرمنا الله بها نسأل الله أن يرزقنا برهما ورضاهما عنا يارب العالمين
مرور بعبير الورد
حبي واحترامي لك ....

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:32 AM
الأستاذة الفاضلة سميرة رعبوب،

اختيار جميل لقصة ( العجوز والجرة )، وهذه من الحكمة، والإيجابية في التعامل مع الأشياء. لكن يجب أن نلحظ أن ( التخطيط ) في استثمار ( المشروخة ) كان حاضراً، بدليل أن العجوز ( عرفت ) هذا العيب فيها، فقامت ( بنثر بذور أزهار) على جانبها من الطريق (يعني أخذت بالأسباب) ؛ لتفيد من الماء المتسرب منها.

فهي إذن إيجابية حكيمة.

تتحفينا دوما بما هو مفيد.
تقبلي فائق تقديري.

أستاذنا الفاضل والنبيل / أحمد المدهون
تحية طيبة
تحليل جدا راقي تفضلت به وأثريت النص بفائدة أخرى دوما متألق الحضور كريم العطايا
أهنيء نفسي بتواجدك الكريم ...
لك مني صادق الاحترام والتقدير
دمت في حفظ الله ورعايته ...

سميرة رعبوب
03/07/2011, 10:40 AM
ما أجمل َهذا الإختيار َ! وما أبدعَ الموعظة َ!
كلُّ شيء ٍإذا أحسنت َاستعماله ُ، حفظتَهُ ، وجلبَ لكَ ولغيرك الفائدة َ،
فمتى نتوقَّفُ عن البحث ِعن عيوب ِالنّاس ِ، تاركينَ حسناتِهمُ الكثيرة َ؟!
نصّ ٌولا أجمل ، لمبدعة ٍوإنسانة ٍ ولا أرقى !
تحيّاتي واحترامي - كرم زعرور

دكتورنا المتألق دوما / كرم زعرور
تحية طيبة مباركة لك سيدي الكريم
سعيدة جدا بتواجدك العطر وإضافة في محلها تماما - فعلا - متى نتوقف عن البحث عن عيوب الناس ؟ تاركين حسناتهم الكثيرة ؟
إنها العين الذبابية التي لا تقع إلا على كل قبيح ..!!!
عسى الله أن يمنّ عليهم بالهداية وأن يعافينا من كل بلاء

وجود ولا أروع دكتورنا الفاضل
دمت في رعاية الله وحمايته وحفظه