المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أنطولوجيا القصةالمغربية الجديدة، الجزء الثاني": قلب مشرع على الأفق المشرع



محمد سعيد الريحاني
07/04/2007, 07:56 AM
"أنطولوجيا الحب": قلب مشرع على الأفق المشرع

في بداية يناير سنة 2007 تابعت بشغف برنامج بثته قناة الجزيرة الوثائقية بمناسبة الأسبوع الأول لانطلاقها حول كشوفات علمية جديدة هي أقرب للشعر منها للعلوم الحقة وقوامها أن القلب دماغ ثان في الجسد الإنساني خاص بتخزين الذكريات والأذواق والمهارات والصور...
بعد أسبوع من بث البرنامج، قرأت مقالة للشاعرة اللبنانية جمانة حداد عنوانه "قلب الشاعر" حيث كتبت تحت تأثير ذات البرنامج عن ذات الاكتشاف:
"في برنامج وثائقي عرضته اخيراً إحدى المحطات الأجنبية، ورد خبر يتحدث عن اكتشاف مذهل وصاعق، مفاده أن القلب هو أحد أهمّ مراكز الذكريات والمواهب والقدرات الفكرية لدى الإنسان، وأن هذا الدور ليس حكراً على الدماغ. أما البرهان القاطع على هذه الفرضية، فمنحته إحدى عمليات زرع القلب الغريبة التي تمّت أخيرا، حيث أُودع قلب شاعر متوفٍّ حديثا صدرَ سائق شاحنات هجر المدرسة في الخامسة عشرة من عمره. بعد الجراحة، شرع سائق الشاحنات، ذو الجسد المغطّى بالأوشام، والبعيدة اهتماماته سنواتٍ ضوئية عن عالم الأدب، في كتابة القصائد. ولدى مقارنة نصوصه هذه بقصائد الشاعر الراحل الذي وهبه قلبه، تبيّن أنها متشابهة للغاية. وقد فسّر العلماء ذلك بأن القلب يحتوي على خلايا عصبية تؤدي دور دماغ صغير موصول بالدماغ الرئيسي، وتتيح لعرين كوبيدون أن يخزّن الذكريات والميول الفكرية، لا المشاعر فحسب، ما يجعل متلقّي القلب الموهوب يصاب بعدوى سلوك الواهب وشخصيته وطباعه وذوقه، وحتى "ثقافته".
هكذا إذاً!
ليس "المعنى" فقط في قلب الشاعر، بل في قلبه الشعرُ أيضاً وخصوصاً.
هلمّوا إذاً الى المستشفيات ايها الشعراء، وإلى كتبة الوصايا. هبوا قلوبكم واجعلوها لا تندثر بعدكم. امنحوها فرصة أن تخلّص سائقي الشاحنات، أو سائقي الحياة و"الأوطان". ما أحوج الجميع إليها. خصوصاً أهل هذه الفئة الثانية.
لعلّ ما لا يؤتونه بالفطرة والأخلاق والرؤية والنزاهة والذكاء، يؤتونه بـ"التطعيم" الجراحي.
لِمَ لا؟ فشرط حصول أيّ معجزة هو أن نصدّقها. أن نصدّقها فحسب."

وسيرا وراء اكتشاف القرن الجديد، يتبرع مبدعو ومبدعات "أونطولوجيا الحب"، الجزء الثاني من مشروع "الحاءات الثلاث: أنطولوجيا القصة المغربية الجديدة"، بقلوبهم للأجيال القادمة من كتاب القصة المغربية القصيرة وهم واعون الآن بأنهم خالدون لا محالة في أجساد مبدعة قادمة وفي إصدارات سردية قادمة وتطلعات قصصية قادمة وآفاق أدبية قادمة...

محمد سعيد الريحاني

محمد سعيد الريحاني
07/04/2007, 07:56 AM
"أنطولوجيا الحب": قلب مشرع على الأفق المشرع

في بداية يناير سنة 2007 تابعت بشغف برنامج بثته قناة الجزيرة الوثائقية بمناسبة الأسبوع الأول لانطلاقها حول كشوفات علمية جديدة هي أقرب للشعر منها للعلوم الحقة وقوامها أن القلب دماغ ثان في الجسد الإنساني خاص بتخزين الذكريات والأذواق والمهارات والصور...
بعد أسبوع من بث البرنامج، قرأت مقالة للشاعرة اللبنانية جمانة حداد عنوانه "قلب الشاعر" حيث كتبت تحت تأثير ذات البرنامج عن ذات الاكتشاف:
"في برنامج وثائقي عرضته اخيراً إحدى المحطات الأجنبية، ورد خبر يتحدث عن اكتشاف مذهل وصاعق، مفاده أن القلب هو أحد أهمّ مراكز الذكريات والمواهب والقدرات الفكرية لدى الإنسان، وأن هذا الدور ليس حكراً على الدماغ. أما البرهان القاطع على هذه الفرضية، فمنحته إحدى عمليات زرع القلب الغريبة التي تمّت أخيرا، حيث أُودع قلب شاعر متوفٍّ حديثا صدرَ سائق شاحنات هجر المدرسة في الخامسة عشرة من عمره. بعد الجراحة، شرع سائق الشاحنات، ذو الجسد المغطّى بالأوشام، والبعيدة اهتماماته سنواتٍ ضوئية عن عالم الأدب، في كتابة القصائد. ولدى مقارنة نصوصه هذه بقصائد الشاعر الراحل الذي وهبه قلبه، تبيّن أنها متشابهة للغاية. وقد فسّر العلماء ذلك بأن القلب يحتوي على خلايا عصبية تؤدي دور دماغ صغير موصول بالدماغ الرئيسي، وتتيح لعرين كوبيدون أن يخزّن الذكريات والميول الفكرية، لا المشاعر فحسب، ما يجعل متلقّي القلب الموهوب يصاب بعدوى سلوك الواهب وشخصيته وطباعه وذوقه، وحتى "ثقافته".
هكذا إذاً!
ليس "المعنى" فقط في قلب الشاعر، بل في قلبه الشعرُ أيضاً وخصوصاً.
هلمّوا إذاً الى المستشفيات ايها الشعراء، وإلى كتبة الوصايا. هبوا قلوبكم واجعلوها لا تندثر بعدكم. امنحوها فرصة أن تخلّص سائقي الشاحنات، أو سائقي الحياة و"الأوطان". ما أحوج الجميع إليها. خصوصاً أهل هذه الفئة الثانية.
لعلّ ما لا يؤتونه بالفطرة والأخلاق والرؤية والنزاهة والذكاء، يؤتونه بـ"التطعيم" الجراحي.
لِمَ لا؟ فشرط حصول أيّ معجزة هو أن نصدّقها. أن نصدّقها فحسب."

وسيرا وراء اكتشاف القرن الجديد، يتبرع مبدعو ومبدعات "أونطولوجيا الحب"، الجزء الثاني من مشروع "الحاءات الثلاث: أنطولوجيا القصة المغربية الجديدة"، بقلوبهم للأجيال القادمة من كتاب القصة المغربية القصيرة وهم واعون الآن بأنهم خالدون لا محالة في أجساد مبدعة قادمة وفي إصدارات سردية قادمة وتطلعات قصصية قادمة وآفاق أدبية قادمة...

محمد سعيد الريحاني