المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكعبة تتهدم والمسلمون لا يحركون ساكنا!!



سليم خضير جبر
07/04/2007, 03:25 PM
تخيل بان قوات باغية مهما كانت هويتها هاجمت السعودية واقدمت لاسامح الله على هدم الكعبة الشريفة بالكامل من دون خسائر مادية أو بشرية اخرى.! فماذا تكون مواقف الدول الاسلامية وما سرعة ردود افعالها وكيف يتصرف علماء الدين في جميع انحاء العالم الاسلامي وهل ان جميع المذاهب الاسلامية يدين العملية وكيف تصاغ الفتاوى لحشد المسلمين على الجهاد وماذا تقدم القنوات الفضائية والاذاعات التابعة للدول الاسلامية من برامج وما هي المواضيع التي تركز عليها صفحات الجرائد والصحف الالكترونية ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
ألا تتفقون معي بان الإقدام على مثل هذا الأمر المشين بالهجوم على قبلة المسلمين لا سامح الله ستؤدي الى كارثة لا يعلم حجمها الا الله؟! يتبادر الى الذهن الاف الاسئلة على هذا المنوال ولكن نكتفي بهذا العدد البسيط أمام ذلك الأمر الخطير لنبدأ موضوعنا الأخطر منه بدليل كلام الله سبحانه وتعالى ونبيه الاكرم محمد(ص) ووجهنا السؤال التالي لاي مسلم في العالم مهما كان مذهبه: هل انت على سنة النبي محمد (ص) ؟ فيجيب من غير تردد وعلى وجه السرعة نعم وبكل تأكيد!!!! طيب وماذا يعني لنا ان نكون على سنة النبي؟! ألا يعني بان نتبع ما امرنا به ونترك ما نهانا عنه ام نعمل عكس ذلك ؟! لنأخذ حديثا نبويا يتفق عليه جميع المذاهب الاسلامية ونرى هل يؤخذ به ام يعمل نقيضه : قال النبي الكريم (ص) «لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من اراقة دم امرء مسلم» فكم من المسلمين يراق دماءهم يوميا في العراق اي بمعنى كم مرة تهدم الكعبة يوميا حسب قول النبي (ص) ؟!!!ولنتمعن في قول الله جل وعلا «ومن قتل نفسا بغير حق كانما قتل الناس جميعا» والان هل يرضى الله ورسوله الكريم عن المسلمين الذين يتفرجون على ذبح الابرياء في العراق ولا يسعون في منع هدم الكعبة يوميا وقتل الناس جميعا؟!! لماذا تسكت السعودية عن شياطينها الذين يفتون بهدم الكعبة ويبعثون الخنازير المفخخة لتفجير الكعبة المشرفة؟!
عندما يقول الرسول الاعظم(ص) «من لم يهتـم بأمر المسلمين فليـس منهم » فالساكت عن افعال هؤلاء الشياطين يحشرون معهم يوم القيامة وانهم ابعد من المشركين عن رحمة الله ومئواهم الدرك الاسفل من نار جهنم خالدين فيها. فبماذا تتعذر الحكومات العربية عندما تعبر خنازيرها المفخخة حدودها متوجهة نحو العراق لتفجير اجسادهم النتنة بين الاطفال والنساء ؟! كيف تسمح للخنازير المفخخة الاتية من اقصى افريقيا بان تدخل اراضيها وتعبر حدودها لتشيع الدمار والفساد بين الابرياء في العراق؟! لا تستثنى اية دولة عربية او اسلامية من التقصير بحق الشعب العراقي بل منها يعدون من اعداء العراقيين لعدم اتخاذهم الاجراءات اللازمة لمنع المتسللين من الخنازير المفخخة الى العراق. فهل تجرأ حكومة واحدة من تلك الدول ان تغض النظر عن حدودها مع اسرائيل للسماح لابنائها بدخول اسرائيل والجهاد هناك لتحرير ارض فلسطين المحتلة ؟!
فهل حقا انتم من خير امة اخرجت للناس؟!

عامرحريز
07/04/2007, 03:56 PM
السلام عليكم..
أرجو الانتباه إلى :

لا سامح الله -> لا سمح الله,

زاهية بنت البحر
07/04/2007, 06:06 PM
فهل حقا انتم من خير امة اخرجت للناس؟!

نعم ولو كره الكافرون
نعم ولو كره المحرضون على الفتن
نعم ولو جنَّ المبطلون
نعم إن شاء الله وإنَّا لصادقون


لماذا يقدر الله الحروب والكوارث


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ،

فان الله تعالى هو الحكيم والحكمة وضع الأمور في موضعها المناسب وكل ما خلقه – عز وجل – وشرعه لحكمة بالغة قد يطلع عليها العباد وقد لا يطلعون ، وقد يستنبطها ويعرفها الراسخون في العلم دون غيرهم ، لم يخلق الله – تعالى – شيئا عبثا )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون:115) )وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (صّ:27) وقال )وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ) (الانبياء:16) لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين وقد ذكر لنا – عز وجل – في كتابه أنواعا من الحكم على تشريعه و أحكامه فمن ذلك قوله )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56) فبين الحكمة من خلق الجن والإنس وقال عن الصلاة ( و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وهذا من حكمة تشريعها وقال عن الزكاة )خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة:103) فهي تكفير لسيئاتهم ورفعة لهم عند ربهم وتطهير لنفوسهم بسببها ، وقال عن الصيام )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) وقال عن الحج )وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ..) (الحج) هكذا إذا التقوى حكمة شرع الصيام وشهود المنافع من حكم الحج ، ) وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ..) (الحج:28) بين لنا لماذا شرع الجهاد فقال – عز وجل – )وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ..) (لأنفال:39) حتى يكون الحكم له والشرع شرعه في الأرض مطبق ، الجميع يخضع لحكمه ، هكذا الحكمة من الجهاد ، وأما إنزال الكتب فقال تعالى )وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (الاحقاف:12) فهو منذر ومبشر )هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ..) (الحديد:9)

لماذا خلق الموت والحياة )الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2) ،

لماذا جعل عدد أصحاب النار من الملائكة القائمين عليها )وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ...) (المدثر:31)

ليأتي أبو جهل و أمثاله ويقولون لقومهم كل مجموعة يتكفلون بواحد و أنا أكفيكم البقية ويستهزئون بالعذاب ويستهزئون بهذا العدد ، فتنة لهم ، تأمل يا عبد الله في الآية لماذا تسعة عشر ؟ (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً ) )عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ) (المدثر:30) (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ )هذا العدد (إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) . وفي الجانب المقابل ).. لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)

. لماذا كانت الأموال التي تؤخذ من الكفار بغير قتال لا توزع على المقاتلين و إنما لها مصارف خاصة ؟ )مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ...) (الحشر:7)

متداولة مقتصرا على ( بين الأغنياء منكم ) بيان للحكم لماذا ؟ توزيع الثروة وعدم جعل المال في يد طبقة محصورة في المجتمع ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم )

كانوا في الجاهلية من العيب الكبير جدا أن يتزوج الشخص مطلقة الذي تبناه عندهم عادة التبني المحرمة يأخذ أي ولد ليس من نسبه فيلحقه بنسبه يتبناه ، إذا تزوج هذا الولد امرأة لا يمكن لمن تبناه أن يتزوجها ولو طلقها ، عندهم في الجاهلية عيب كبير يخالف التقاليد ، التقاليد ، العادات والتقاليد فلما كان زيد بن حارثة عند النبي – صلى الله عليه وسلم – يُقال له زيد بن محمد ولما نزل قوله )ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ .. (الأحزاب:5) رَجَع إلى اسمه زيد بن حارثة، قد تزوج زيد زينب ثم طلقها ، فكيف أراد الله أن يبطل هذه العادة الذميمة التي لا اصل لها عند الجاهليين ؟ كيف أراد أن يبطلها عندهم و أناس قد خرجوا لتوهم من الجاهلية وبعضهم في نفسه حرج كبير من أن يتزوج أناس مطلقة ابنه بالتبني ، كان كسر هذه العادة والتقاليد البائدة المذمومة على يد محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – شخصيا ، ليتزوج زينب بعدما طلقها متبناه السابق زيد بن حارثة )وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً ..) (الأحزاب:37) تحطيم هذه العادة والقانون الجاهلي تحطيمه على يد محمد – صلى الله عليه وسلم – شخصيا بأن يزوج بزينب من فوق سبع سماوات ، عقد عقده الله ، لمّا نزلت الآية دخل النبي – عليه الصلاة والسلام بزينب مباشرة ) زَوَّجْنَاكَهَا)

، لم يكن ولي وشهود وعقد معتاد لأن العقد كان اجل من هذا وأعلى عقد في السماوات لماذا ؟ لتحطيم هذه العقيدة الجاهلية )..لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)

وهكذا اخبرنا سبحانه وتعالى انه كتب المقادير قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة وأنه لا توجد مصيبة تحدث إلا وهي مكتوبة منذ زمن بعيد لماذا اخبرنا بهذا ؟ )مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) لماذا اخبرنا ؟ لماذا كتبت في اللوح المحفوظ ؟ لماذا قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ؟ قال )لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ ..) (الحديد:23)

لكي لا تأسوا لكي لا تحزنوا على أي نفع يفوتكم وأي ربح وفائدة )لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ...) (الحديد:23)

لأنك إذا أصبت بمصيبة فاتك شيء من المال أو الولد أو نحو ذلك تقول مكتوب مقدر منذ زمن بعيد ( كان ذلك في الكتاب مسطورا ) وإذا جاءك مال مفاجئ لا تأشر ولا تبطر وإنما تقول )..كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) (الاسراء:58) مقدر ومكتوب ولا بد من حصوله ).وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) (الحديد:23)

عندما خرج الصحابة محرمون إلى مكة شاء الله أن يجعل صيدا والصيد محبب إلى العرب والنفس تتوق إليه أن تمسك بالصيد أن تظفر به ، وطعامهم على الصيد ، شاء الله أن يكون الصيد قريبا من أيدي المسلمين بل لا يحتاج حتى إلى رميه بسهم الرمح يكفي بل حتى الرمح لا يحتاج إليه يضع اليد عليه ويأخذه بمتناول اليد ، تصور الغزال و الحبارى و الأرنب وهذا الصيد يؤخذ بمجرد مد اليد ، أمرٌ عجيب لماذا ؟ المحرم لا يجوز أن يصيد صيد البر قال تعالى )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ..) (المائدة:94)

لماذا ؟ ابتلاء ، لماذا ؟( لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ) الذي يمتثل للأمر لا يصيد وهو محرم ، اختبار .. ابتلاء .. حتى إذا ثبت الثابتون ارتفعت درجاتهم وعظمت حسناتهم عند ربهم ).. فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:94)

لماذا جعل الله الخلق متفاوتين ؟ لماذا جعل ناس أغنى من ناس ؟ لماذا فاوت بينهم في طبقات الدنيا نسبا ومالا ومنزلة وسلطانا وجاها وقوة ؟ لماذا ؟ )أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ..) (الزخرف:32)

لماذا ؟ لحكمة عظيمة هذا التفاوت ، ناس أغنى من ناس وناس أعلى من ناس في السلطة لماذا ؟ (..لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (الزخرف:32)

لو كانوا كلهم أغنياء ولا واحد سيجد خادما ليخدمه لو كانوا كلهم رؤساء لن يجد أحد سائقا ليسوق به لو كانوا كلهم أثرياء ما وجد أحد عاملا يبني له جدارا أو يحضر له بئرا أو ينظف له بيتا أو يسوس له دابة أو يدرب له خيلا أو يصنع له حديدة .. حكمة عظيمة لا تستقيم حياة البشر إلا بهذا هذا التفاوت (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) فيعمل الموظفون عند أرباب المال ويعمل الأجراء عند الذي استأجرهم وهكذا . لكنه ذَكَّرَ بأن هذه القضية في استعمال الناس لبعضهم واستئجار بعضهم لبعض واستخدام بعضهم لبعض أن هذا في الدنيا أما الآخرة ).. وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (الزخرف:32)

ما هو المستفاد من كل هذه الأمثلة ؟ أن الله تعالى لا يخلق شيئا إلا لحكمة ولا يفعل شيئا إلا لحكمة سبحانه وتعالى . لا يوجد في أفعال الله شر محضٌ لا خير فيه لابد أن يوجد فيه خير مهما ظهر لنا أن فيه شر ، قال ( والخير كله في يديك والشر ليس إليك ) ولذلك فإن الشر ليس في أفعاله ولكن في مفعولاته يعني مخلوقاته فالمخلوقات هي التي فيها شر ولذلك قال)قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) (الفلق) فالشر في خلقه وليس فيه ولا في أفعاله سبحانه ،لِحِكَمْ هذا الكلام مهم جدا عند النظر إلى الواقع حتى الحيات والعقارب والسباع و الأمراض والفقر والجدب والقحط والزلازل والبراكين حتى وجود الكفر في الأرض لِحِكَمْ ، حتى قيام الناس بقتل بعضهم بعضا لو حصل لحكم حتى خلق إبليس لِحِكَمْ فيظهر من خلقه لإبليس من الحكم ما لا يراه إلا أهل العلم ، عندنا تتجلى قدرته تعالى في خلق المتضادات و المتقابلات فيرى العبد ربه قد خلق هذه الذات إبليس التي هي اخبث الذوات وشرها وهي سبب كل شر ، كما خلق جبريل في الطهر و الزكاء وهو مادة كل خير وظهرت قدرته التامة في خلق المتضادات من الليل والنهار والضياء والظلام والداء والدواء والحر والبرد ونحو ذلك دليل هذا دليل على قدرته على الخلق هذا التفاوت والتباين والتضاد دليل على كمال قدرته – عز وجل – وفي خلق إبليس فوائد من ظهور أسمائه تعالى كالقهار المنتقم شديد العقاب سريع الحساب ذي البطش الشديد الخافض المذل وهكذا ، لأنه لابد من وجود متعلق لهذه الأسماء ولو كان الخلق كلهم على طبيعة المُلْكِ لم يظهر اثر هذه الأسماء والأفعال و إنما تعالى و إنما هو عز وجل يقهر وينتقم ويعاقب ويبطش ويخفض ويذل بهذا ، كما أن خلق إبليس الذي يوقع بعض الناس في الذنوب فيتوبون يظهر من خلال ذلك آثار أسماء الله من الحليم العفو الغفور و السِّتيرْ وهكذا ولو لم يكن إبليس ما أذنب أحد ولم يتب أحد بالتالي ولم تظهر آثار أسماء الله الحليم العفو الغفور السِّتيرْ وهكذا ، التواب من أسمائه .

وكذلك تحصل العبودية المتنوعة لولا خلق إبليس ما قام الجهاد ولولا وجود الجهاد ما كان شهداء ولذلك تتفاوت مراتب الناس بسبب خلق إبليس بسبب خلق إبليس صار فريق في الجنة وفريق في السعير ولو لم يكن إبليس لكان الناس كلهم بلا دوافع للشر ، ولذلك فإنه تعالى يخلق لحكمة – عز وجل – ليس في خلقه عبث .

وكذلك فإنه إذا قدر المصائب والآلام فإنما لحكم فإذا ابتلي بعض الناس بآلام مبرحة قال : ماذا فعلت ؟ و لماذا هذا الألم كله ؟ ولماذا يذرني في هذا العذاب ؟ لماذا يتركني أتألم كل هذا الألم ؟

هذه الآلام والمصائب يا عباد الله امتحان )أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ..) (البقرة:214) . الآلام والمصائب فيها تدريب وتقوية للإيمان فيها دليل على ضعف الإنسان لو ما في مرض لطغوا اكثر وبغوا الآن مع الأمراض هم في هذا الطغيان فكيف لو كانت أجسادهم سليمة لا تصيبها آفة ولا يعتريها مرض كيف كان الطغيان سيكون ؟ المصائب سبب لتكفير الذنوب والعبد قد ينجو من النار ليس بالأعمال التي يقوم بها لكن بالمصائب التي تقع عليه ما في شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله بها له حسنة أو حطت عنه بها خطيئة هناك درجات ترفع ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة . هناك أجور تكتب بل من الآلام والأمراض ما يكون سببا لصحة الجسم فارتفاع الحرارة والحمى تصهر أخلاط رديئة في الجسم تسبب مزيدا من الصحة بعد المعافاة من المرض . ويعرف الأصحاء نعمة الله عليهم إذا رأوا المريض ويعرف المريض نفسه نعمة الله عليه بالصحة قبل أن يمرض ويلجأ إلى ربه بالدعاء عندما يصاب بالمرض يضعف ويتضرع )فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا ..) (الأنعام:43)

المصائب تقع ليقوم المسلمون بإغاثة إخوانهم لماذا تقع المصائب ؟ لماذا يقدر الله المصائب على المسلمين ؟ ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). مصائب كثيرة نزلت بالمسلمين ومصائب متوقعة عند بعض المحللين أقوى من ذي قبل ستقع كوارث في حسابات بعض الناس على المسلمين أقوى من ذي قبل ، فيتساءل الناس لماذا ؟ لماذا يُسَلَّط الكفار ؟ لماذا تقع المصائب هذه على المسلمين قصفا وقتلا وتشديدا ونهبا للثروات لماذا ؟ لو لم يكن لدينا إيمان وبصيرة ستزل قدم بعد ثبوتها وسيقول الناس مندهشين لماذا ؟

أما الذين يعلمون انه تعالى لا يفعل شيئا ولا يخلق شيئا ولا يقدر شيئا إلا لِحِكَم فإنهم سينظرون بعين البصيرة وليس بعين البصر القاصرة .

عباد الله أصاب الأمة مصائب كانت سبب في عودتها إلى الله الناس الآن في طغيان في غفلة في لهو في انشغال بالدنيا في استمتاعات مباحة وكثير منها محرمة ، كيف يُرَدُّون إلي الطريق المستقيم ؟ مما يقدره الله في ردهم كوارث مصائب ترجعهم إلى الصراط المستقيم تجعلهم يتضرعون يرفعون اكفهم يجأرون إلى الله تحت الخطر تحت القصف في الدمار )فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ ..) (الأنعام:43)

يا عباد الله ظهر الفساد بالبر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ، لماذا ؟ ( لعلهم يرجعون ) ليذيقهم ويعجل لهم بعض العقوبة في الدنيا لعلهم يتوبون ويعودون إلى الله ، ثم قد يكون من بعد هذه الكوارث والحروب خير عظيم للمسلمين ولو بعد حين ، لكن الناس يستعجلون ، عائشة قَدَّرَ الله عليها بان تتهم بالزنا من قبل المنافقين كانت لا تنام ، جف دمعها من كثرة البكاء ، شدة وهم وغم ، مصيبة و ألم لنفسها و أهلها ولزوجها – صلى الله عليه وسلم – لكن بعدما نزلت البراءة شهر كامل بيت النبوة في محنة عظيمة جداً ، لما تنزل البراءة تكون منزلة عائشة بعد البراءة اعظم من منزلتها قبل البراءة ولو أنها تعذبت وتألمت لكنها لما صبرت وكانت بريئة شاء الله أن يبتليها لترتفع درجتها )إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ..) (النور:11)

مع انه في الظاهر مصيبة عظيمة وشر مستطير ، بيت النبوة كلام في العرض اتهام بالفاحشة .. ومن ؟ زوجة النبي – عليه الصلاة والسلام – ابنة الصديق – رضى الله عنه - ، ويتكلم من يتكلم والإشاعات تنتشر والأخبار تتناقل.. بلبلة في المدينة .. المدينة النبوية كلها اهتزت لهذا الحدث ومع ذلك جاءت الآية ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) في عاقبته ونتيجته بل هو خير لكم ، ولذلك لابد أن يكون عندنا نظر بعين البصيرة والإيمان ونور القرآن لهذه الأحداث التي تقع .

اللهم إنا نسألك أن تعجل فرج المسلمين وان تنصر عبادك المؤمنين وان تذل المشركين اللهم إنا نسألك غوثا من عندك تغيث به قلوبنا وترفع به شأننا وتغفر به ذنبنا يا رب العالمين .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم و أوسعوا لإخوانكم يوسع الله لكم .



الخطبة الثانية
الحمد لله الرحمن الرحيم اشهد أن لا اله إلا هو وحده لا شريك له رب الأولين والآخرين وديان السماوات و الأراضين ومدبر الخلق أجمعين ، القائم على كل نفس بما كسبت وهو الواحد القهار الحكيم الخبير السميع البصير سبحانه وتعالى واشهد أن محمدا رسوله وعبده وصفيه من خلقه و أمينه على وحيه صلى الله عليه وعلى أصحابه وخلفائه و أزواجه واله الطيبين وذريته الطاهرين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين رضى الله عنهم واحسن إليهم وجزاهم خيرا عن الإسلام والمسلمين .

عباد الله قتل سبعين من الصحابة خيار فضلاء عباد زهاد مجاهدون في سبيل الله لماذا ؟ حمزة عم رسول الله ، مصعب بن عمير حامل اللواء وغيرهم و غيرهم وجرح في المسلمين كبير وجراحات فيهم وفي وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – لماذا المصيبة ؟ لِحِكَمْ ..إنها قد تظهر شرا لكنها لِحِكَم ، قدر الله أن يداول الأيام بين الناس فتكون الغلبة للمسلمين مرة و لأولئك مرة وهكذا حتى تكون العاقبة في النهاية للمتقين ليميز الصادق من الكاذب ، ليكون ذلك من أعلام النبوة ، قال هرقل لأبي سفيان قال : هل قاتلتموه ؟ قال : نعم ، قال : كيف الحرب بينكم وبينه ؟ ، قال : سجال يذال علينا المرة و نذال عليه الأخرى ، قال : كذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة .

يتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب المنافقون رجعوا من المعركة ، المنافقون انسحبوا )مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ..) (آل عمران:179) هذه أحد المعركة ميزت النفاق أظهرته والله تعالى يريد أن يظهر النفاق حتى يعرف المسلمون الحقيقة ويستخرج تعالى العبودية من نفوس أوليائه في السراء والضراء فيصبرون ، وكيف يكون الصبر إذا لم توجد مصيبة ؟ والصبر من العبادة نصف الدين ، ولو انه نصر عباده دائما و أظفرهم على عدوهم في كل موطن لطغت النفوس و لارتفعت وتعالت ، لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا لكن ينزل بقدر ما يشاء ، فهو مدبر عباده وهو بهم خبير بصير ، مرة سراء ومرة ضراء ، مرة شدة ومرة رخاء ، مرة قبض ومرة بسط ، تدبير للعباد هذا تدبير من الله هذا هو التدبير يدبر عباده سبحانه وتعالى ويمتحنهم بالغلبة والانكسار والهزيمة لكي يُعْقِبَهم بعد ذلك عزا ونصرا بعد أن يرجعوا إليه ويتوبوا فإذا ذلوا إليه رفعهم و إذا ارتفعوا عاقبهم )وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ..) (آل عمران:123) لكن ).. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ..) (التوبة:25) فإذا أراد أن يعز عبده وان ينصره كسره أولا ليجأر إليه فيجبره وينصره على مقدار لجوئه إلى ربه وذله بين يديه وانكساره عندما ثم هذه المعركة كان فيها شهداء ولو لا الهزيمة والقتل ما كان هذا العدد من الشهداء لكن الله يريد أن يكرمهم وان يقبضهم إليه لكي ينالوا عنده ذلك الثواب العظيم والجزاء الوافر والشهادة عنده من أعلى مراتب الأولياء ، وهو يريد تعالى أن يطغى الأعداء أن إنكسر المسلمون لكي يأخذ الأعداء اخذ عزيز مقتدر .

وكذلك فانه سبحانه وتعالى يعلم عباده دروسا كما ترى في سورة آل عمران ينقيهم من الذنوب يمحص المؤمنين يمحص المنافقين يقدر المصائب لمغفرة الذنوب يعزي العباد )وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً ..) (آل عمران:169)

هذا عزاء تعزية ).. بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (آل عمران)

وهكذا تكون المصائب في مصلحة المسلمين في النهاية ، ويذهب من رؤوس الكفر والطواغيت من يذهب ويتعرى من الباطل ما يتعرى وتسقط ألوية للانحرافات ما كانت لتسقط إلا بهذه الأحداث وتظهر الحقائق ويجد الجد و تنفسح الميادين لنصرة الدين وتكون الحاجة للعمل الدؤوب فيخرج الشباب من اللهو إلى البذل ، من النوم إلى العمل ، يتسابق الناس إلى التقديم بعد البخل ويجودون بعد أن امسكوا الأموال .

عباد الله إنّ الْخَضِرْ خرق السفينة وقتل الغلام لماذا ؟ ظاهرها شر لكن لتنجو السفينة من يد الغاصب ).. وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف:79)

فإذا رآها معيبة تركها لأنه يريد النفيس الجيد ، والغلام إذا كبر كان سيكون كفرا لأبويه فإنقاذا له ولهما قدّر الله أن يذبح ويقتل .

أيها المسلمون يا عباد الله لقد كان سجن بعض العلماء سببا في تأليف كتبهم كما ألّف شيخ الإسلام كثيرا من كتبه في السجن ولما حبس السرخسي – رحمه الله – في جب كان ذلك سبب تأليف كتابه العظيم المبسوط في الفقه وهكذا ألّف من ألّف وانتفع المسلمون بسبب شيء يظهر انه شر ولكنه في النهاية يكون خيرا .

ولذلك فمهما حدث من الأحداث ونتج من الكوارث وحل بالمسلمين من القتل والتشريد والحروب ويتكلمون عن مليوني لاجئ وعن إصابات خطيرة وقتل شنيع يتكلمون عن نهب للثروات لكن هذه أفعال الله و أقدار الله ولا يعلم ماذا سيحدث إلا الله )..وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة:253) . والمطلوب من العباد أن يكونوا متأهبين لإرضاء الله في كل وقت وحين وان يسارعوا لنجدة الإسلام وحمل هذا الدين وان يكونوا عند حسن الظن مهما حدث ومهما قام وان ينظروا إلى الواقع بعين البصيرة و الإيمان وليس بعين الدنيا التي تقول قُتِلَ هذا وخرب هذا ويا خسارتاه ويا ويلاه ويا ثبوراه .. فذلك لا يجدي شيئا .. وليقوم الناس من غفلتهم والله يدبر عباده يوقظ أهل الغفلات ويعيد أهل المعاصي والسيئات ويتخلص العباد من كثير من المجرمين ثم يَكْسِرُ الله الظالمين ويولي الظالم على الظالم هذه سنة ربانية قال تعالى )وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129) فيسلط هذا على هذا وهذا على هذا هذا التسليط لماذا ؟ ( بما كانوا يكسبون ) وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا فيتسلط عليه ويذله ويقهره ثم يقهر الله الثاني وهكذا .

عباد الله في آخر هذا العام الهجري يُحاسب المسلمون أنفسهم )إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ..) (التوبة:36) شهر عظيم سينقضي وشهر عظيم سيأتي وفي فجر السادس والعشرين من ذي الحجة بينما كان عمر الفاروق يصلي بالمسلمين كعادته اخترق الخنجر المجوسي بيد أبي لؤلؤة – فعل الله به ما يستحق – اخترق صفوف المصلين لينغمس في ظهر افضل الخلق في ذلك الوقت عمر – رضى الله عنه – الخنجر المسموم الذي سدد الطعنات الغادرة في ظهر ابن الخطاب وفي نفر آخرين من المسلمين في الصلاة ولا زال الخنجر المجوسي يفري في المسلمين وسيظهر للمسلمين مؤامراتهم مع الصليبيين ولو بعد حين .

عباد الله إن هذا العام الذي شارف على الرحيل لابد لنا فيه من وقفة مع النفس :

قَطَعْتَ شهور العام لهوا وغفلة ً

ولم تَحتَرِم فيما آتَيْتَ المحرما

فلا رجب وافيت فيه بحقه

ولا صمت شهر الصوم صوما متمما

ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي

مضى كنت قواما ولا كنت محرما

فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة

وتبكي عليها حسرة وتندما

وتستقبل العام الجديد بتوبة

لعلك أن تمحو بها ما تقدما

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا وتزينوا للعرض على الله يوم العرض الأكبر . قام بعض السلف يحاسب نفسه فإذا هو ابن ستين سنة فحسب أيامها فإذا هي إحدى وعشرون ألفا وخمسمائة يوم فصرخ وقال : يا ويلتا ألقى ربي بإحدى وعشرون ألف ذنب لو عملت في اليوم ذنبا واحدا فكيف وفي كل يوم آلاف الذنوب .

عباد الله أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم سماه النبي – صلى الله عليه وسلم – شهر الله و أضافه إلى الله وهذه الإضافة تدل على شرفه وفضله شهر عظيم والكفار لا يراعون محرما وفي شهر محرم يخططون لفعل الأفاعيل .

يا أيها المسلمون شهر الحرام مبارك ميمون ..والصوم مضاعف مسنون.. ثواب صائمه لوجه إلهه في الخلد عند مليكه مخزون .. الصيام جنة يقي العبد من النار ، والأعمال الصالحة في الأزمنة الشريفة تضاعف ، فأروا الله من أنفسكم خيرا .

اللهم انا نسألك أن تغفر ذنوبنا وتفرج همومنا وتنفس كروبنا ، اللهم ارفع لواء الدين وأذل المشركين والصليبيين واليهود المجرمين وسائر أعدائنا يا رب العالمين ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك ، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصر المسلمين عليهم ، اللهم اكسر شوكتهم اللهم فرق جموعهم اللهم اضرب قلوب بعضهم ببعض اللهم اشدد وطأتك عليهم اللهم خرب اقتصادهم اللهم اجعلها عليهم سني كسني يوسف اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا اللهم وحرر الأقصى من دنس اليهود ورده إلينا عاجلا يا رب العالمين اللهم آمنا في الأوطان والدور واصلح الأئمة وولاة الأمور واغفر لنا يا عزيز يا غفور سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

منقووول

سعيد حزام
08/04/2007, 10:25 AM
نعم نحن من خير أمة وذلك بشهادة الله عز وجل في قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) هذا ما قاله سبحانه وتعالى، هل ما زال في نفسك شك من ذلك.... فهذا شأنك.

أما أنا فأشم رائحة غير طيبة من طرح هذا الموضوع أصلاً، إلا أني سأحسن الظن، لأنه ما علمنا من إنسان سليم الفطرة، حسن الالتزام، متبعاً لكتاب الله وسنة رسوله أن يقتل الأبرياء، أو يرضى به، حتى وإن لم يكونوا على دينه.

وما يحدث في العراق الحبيب ما هو إلا من أفعال شرذمة من المتشيعين الحاقدين على أهل السنة لا غير.

فأنت مثلاً ماذا عملت فيما تدعيه؟ هل أمرت بمعروف ونهيت عن منكر؟ ما أظن ذلك والله أعلم! إلا أن أسلوبك في طرح هذا الموضوع ذكرني بأحداث قد تكون لها صلة بالموضوع من قريب أو من بعيد، وهو قضية الانتخابات التي تجرى في البلدان العربية، نظل نعلم الناس بالاعتصام بالله وأن التغيير يبدأ من النفس أولا، ثم الاسرى، ثم المجتمع، ثم الدولة، فما إن نقترب من الهدف حتى يطلع علينا أناسٌ سموا أنفسهم (السلفيين) وينتشرون بين الناس يخذلنهم ويحذرونهم من بدعة الانتخابات وحرمتها، ومن خطر قادم أعظم من خطر اليهود والصلبيين الحاقدين ألا وهو خطر (الإخوان المسلمون) إن تسلطوا على المسلمين.

فبالله عليك الإخوان المسلمين أخطر على الإسلام من اليهود والصليبيين؟ لا والله!!!! فلو تمكن الإخوان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لما رأيت علجاً أمريكياً يسرح ويمرح في بلاد المسلمين.

إذن ما يحصل في العراق ليس سكوتاً لقبولنا به وإنما لم نعد ذلك الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعا له سائر الجسد بالسهر والحمى. أليس الأمر محزناً أخي، ألا يستحق أن نبكي عليه. :laugh:

وما استبيحت بيضتنا إلا بفتاوى السلفيين وتوزيعهم لأشرطة تشتم وتلعن وتحذر من الإخوان المسلمين. مع أنهم لا يعرفون من الدين إلا (السواك، وتقصير الثوب، وإطالة اللحية، والعبوس في وجوه المسلمين) وما عدا ذلك فهو إما بدعة، أو فسق، أو فجور، أو كفر، ولا تكاد تخرج فتاواهم عن هذه الأمور.

واقرأ إن أردت تاريخ الإخوان المسلمين الأبيض المشرف أيام إرسال البنا رحمه الله كتائب من الإخوان إلى أرض فلسطين الحبيبة للجهاد، حتى تآمر عليه عملاء اليهود والصلبيين فقتلوه.

أما الأمة يا أخي الحبيب ففيها الكثير من أمثال عمر وعلي وعثمان وخالد والقعقاع وصلاح الدين وغيرهم من أبطال وعظماء المسلمين. والمسألة ليست كما تتصورها أنت، بأنه بمجرد أن تستثير مشاعر المسلمين وتدغدغ عواطفهم، سيهبوا جميعاً، لا يا أخي الكريم!!!! فالأمر أعظم وأجل من ذلك، والجهاد كذلك ليس محصوراً على حمل البندقية، بل كذلك هناك وسائل أخرى تستطيع أن تهزم بها عدوك دون أن تضطر إلى إراقة قطرة دم.

ولكن مشكلتنا الفرقة، وقد علم عدونا أنه لن يقدر علينا مجتمعين فعمد إلى تفريقنا وقد نجح، فأنصحك قبل أن تبدأ بالجهاد فكر كيف توحد الأمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عندها سيصبح أمر الجهاد سهلاً وبسيطاً.

سليم خضير جبر
08/04/2007, 11:42 AM
وما يحدث في العراق الحبيب ما هو إلا من أفعال شرذمة من المتشيعين الحاقدين على أهل السنة لا غير.
هذا رأي طائفي ولا يجوز الخوض فيه، وأعتقد أن عبارة خير امة اخرجت للناس قد خص بها اهل البيت (عليهم السلام) لأن الامة العربية كانت امة جاهلية، يأكل القوي فيها الضعيف وتأتي الفواحش وتقذف المحصنات.

سعيد حزام
08/04/2007, 01:17 PM
إذن أنت شيعي وطائفي عليك السلام:confused:

وحيد فرج
08/04/2007, 01:44 PM
نعم أستاذ سعيد صدقت ، لا أدري ماسبب اللف والدوران من قبل كاتب المقال ... لعله يظن أن الآخرين يقرأون بلا فهم ولا وعي :)

وحيد فرج
08/04/2007, 02:12 PM
إن شاء الله نحن خير أمة بشرط الآية.
صلى الله على محمد وآله وصحابته أجمعين وعلى من تبع هداه إلى يوم الدين . آمين