المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب الحارة الجزء السادس



أسعد عطاري
09/07/2011, 04:13 PM
باب الحارة الجزء السادس

http://i41.servimg.com/u/f41/11/61/03/72/o_6uoo10.jpg

أسعد عطاري

يعود معتز وعصام و أبو قاعود وأبو دياب وشباب الحارة مصطحبين معهم أبو عصام حكيم الحارة بعد أن حرروه من سجن المزه ليحكي لهم عن العذاب الذي شهده ورفاقه في سجن المزه على أيدي الكلولونيل اودولف بشار وكيف كان ينكل بهم بالسجون وكيف كان يغتصب الرجال وكيف كان ينتهك الأعراض أمام أعين الرجال ليذلهم ويعاقب بذلك كل ماجدة قامت بأفعال بطولية كما حدث مع ام جوزيف التي قتلت ما لا يقل عن عشرون دركي محتل, فأرد الكلولونيل اودولف بشار أن يعاقبها على ذلك باغتصابها أمام أعين الرجال ليذلهم بها , فعندما سمع شباب حارة الضبع سيل الكلام وهول التعذيب من فم حكيم الحارة ووالد عقيدهم هبوا جميعا بصرخة واحده تتقدمها صرخات عقيد الحارة معتز وهو يقول بصوت عالي ورنان "ياباطل .. وين النخوة والشرف , ما ضل ناموس بهاي الدنيا !!.." وقال لهم "قولوا الله يا رجال", ليهب رجال حارة الضبع ملبين ذلك بالجمهرة أمام مقهى أبو حاتم ومحل أبو مرزوق الخضري واخذوا يهتفوا وبصوت عالي " سوريا حرة حرة .. ويا محتل اطلع برة " ليفاجئوا بقوات العماد أبو جودت تحاصرهم من خارج الباب لتمنعهم من الخروج والمطالبة بحقوقهم والاستمرار في طريقهم لتحرير حارة الماوي المحتلة منذ ثلاث وستون عام وتحرير أسراها والانتقام لشهدائها والذين كان أخرهم مختار الحارة أبو صياح , فأخذ شباب الحارة يجمعون أنفسهم ويعدون العدة من خلال إرسال فتحي, وعبده, وخاطر, ومعهم معتز, إلى بايكة المرحوم أبو شهاب ليأخذوا منها البنادق والمسدسات وحب الرصاص من وسط أكياس حبوب الحنطة وسط هلهله من النساء اللواتي حملن المشاعل لينيروا بها لشباب الحارة طريقهم وكان في مقدمتهن أم زكي داية الحارة و ام عصام و ام بشير و ام إبراهيم و فريال و ام توفيق أما ام بدر فقدمت متأخرة و تسير بخطوات متسارعة لتخبر أهل الحارة بأن قوات العماد أبو جودت تتسلل إلى أسطح منازل الحارة من خلال أسطح منازل حارة الماوي الملاصقة لهم وأنهم يزرعون القناصة هنا وهناك ليستهدفوا أهل الحارة , فخرج أبو فارس حارس الحارة خارج الباب مدعي أن أهل الحارة ضربوه وقاموا بتعذيبه ليمرر هذه الحيلة على العماد أبو جودت الذي سمح له بالذهاب إلى بيته وبعد خروجه اتجه مسرعاً إلى حارة أبو النار ليقول له وبلهجته الشامية الأصيلة " الحقنى يا عقيد ,, الدرك محاصر الحارة من كل النواحي ,, والقناصة تسللوا على أسطح المنازل هنيك " فأجبه العقيد أبو النار قائلا بعصبية " يا باطل ,,, صارخا على أبو الحكم شغيله بصوت عالي: أبو الحكم ... روح أجمع كل شباب الحارة ,, وقولهم ما يخلوا عندهم سلاح أو شي يقاتلوا فيه ما يجبوه معاهم, اجمعهم صغار كبار اليوم يوم الشرف والكرامة ,, ليتمتم فيما بعد : اليوم بين معدنك المصدي يا أبو جودت الكلب وحسابك عندي عسير " وبينما انشغل أبو الحكم وأبو فارس الحارس بجمع الشباب حارة أبو النار ذهب عقيدهم ( أبو النار) مسرعا إلى زعامات الشام والمدن المجاورة يطلب منهم النجدة ,فلبوا الاستغاثة على الفور و بدؤوا بجمع أهالي حاراتهم ليخرجوا بهم بمسيرات عارمة ملئت المدن والقرى و الأرياف والأحياء ضد احتلال الكلولونيل أودولف بشار الذي انزل لهم المدرعات والدبابة والجنود بكامل عتادهم حملت البندقية الأوتوماتيكية ( الرشاش ) وحملة الكلاشن كوف والقناصة ومعهم ألوف مؤلفه من مخبريه ( الشبيحة ) ليقمع بهم الشعب , وفي عودة إلى داخل حارة الضبع المحاصرة فعندما فشل شباب الحارة في الحصول على السلاح من داخل بايكة المرحوم أبو شهاب وذلك بسبب قيام الدرك بقصف البايكة بالدبابات والطائرات قرر شباب الحارة الذهاب إلى حارة الماوي وتحريرها عزل دون سلاح لأن نظام اودولف بشار قام بتدمير ما يملكون من عتاد , فاجتازوا الحدود التي وضعت منذ عام 1967 حاملين الروح على الراح وسط إطلاق نار كثيف عليهم قتل منهم ما يزيد عن ألف شهيدا استشهدوا وهم مترجلين وعيونهم تنتصب نحو فلسطين ( حارة الماوي ).

... وبعد مرور عدة أشهر على الصدامات والمعاركة الغير متكافئة بين الجيش المدجج والشعب الأعزل استطاع شباب حارة الضبع والحارات الأخرى أن يهزموا جيش الكولونيل أودولف بشار بصمودهم أمام غطرسته وجبروته وأخذوا يلاحقوه وجنوده إلى ما وراء البحر بعدما قرر أن يهرب ملتجأً إلى دولة يقدسها سخر حياته لخدمتها بينما كان العرب ومنذ زمن بعديد يودون أن يكون بينهم وبين هذه الدولة جبال من نار لتبعد شرها عنهم , وبذلك نال أهالي حارة الضبع حريتهم بعد أن قدموا التضحيات الجسام والشهداء الأبطال وفي مقدمتهم عقيد الحارة معتز الذي استشهد على حدود حارة الماوي المحتلة بعد أن كتب وصية بعث بها إلى زوجته خيرية بأن تربي ابنه جود على عشق الوطن ومحبته وان يتدرب على السلاح عندما يكبر ليكمل مسيرة والده ومسيرة الشهداء الآخرين في التوجه إلى تحرير حارة الماوي.

كل عام وانتم بألف خير ... وكل يوم وتحرير قطر عربي جديد