المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسنــاء من القرن الأفريقي:



جوزاء العتيبي
24/07/2011, 03:18 AM
حسنــاء من القرن الأفريقي:
،
؛
:
أرجُ عدم حذف الصورة..

وليتضح مدى جمالها أكمل/ ي قصتها..




http://up.arabseyes.com/upfiles/Ex573092.jpg

فتاة في عمر الزهور،،هكذا قرأت أنها فتاة من موقع هذه الصورة الأساس!
كانت في صورة متجالة رهيبة تشد الأنظار، وتتسمر لمرآها الأقدام، تماماً كما كان حسنها وجمالها يفعلان!!
لاتنفك عنها هذه المشاعر وإن تبدلت كتبدل الحياة إلى الموت..
تمتمت بكلمات خلت أنني أسمعها..
يال هذه الحياة، فنى مني كل شيء أحتسبه، وضاع مني كل خير أرجوه..
يا الهي مافعل الرب بهم؟ أشعر بدوار، مافعل الرب بوالدي ووالدتي، وأخوتي الستة! نعم، نعم كرار ، ويسوع، ماري، ومحمد، وصديّق، و.... ثم أطبق عليها الصمت، واعتصرت دمعات من عينها يستحثها القلب ويأبى سيلانها الجفاف!!
و مات شريف، فلم نجد مانستلبنه له بعد أن نفق داجننا وأكلت الوحوش الجائعة أبقارنا..
حسناً، آخر مرة رأيتهم كان ثلاثة منهم مصابون بالملاريا، والبقية جياع، جياع، والديّ لايعلمان عنهم شيئاً بعد أن هاجرا ببقية أخوتي هرباً من الكارثة التي مررنا بها، هم في المستشفى، وأي مستشفى!؟
ضحكت ضِحكت المغضب، ومازالت تستمطر دموعها الجافة، مستشفى بلا أدوية، ولا بيئة صحية! وأطرقت برأسها: ولا أطباء!!
يجب أن أنسى كل شيء، سأعيش لنفسي؛ فكلما اتسعت دائرة تفكيري استشرى الهم في قلبي المسكين!
سأبدأ بنفسي وأحافظ عليها، فمن حقي أن أعيش كما تعيش كل فتاة، نعم، نعم، ماذا تحتاج الفتاة لتعيش، ماذا تحتاج الفتاة لتعيش؟؟
نعم، لقد قالت المعلمة- في الكتاتيب-: أن الفتاة يجب أن تحافظ على جمالها ورونقها و....نظرت إلى يديها فوجدتهما كأخشاب أصابتها نار فاحترقت، ليس فيها من معالم الحياة سوى أنها ترفعها تارة وتنزلها مرااات، ولكن الأخشاب قد تتقاذفها الرياح ذات اليمين وذات الشمال؟!
هاج في قلبها ألم فأزاحت يديها من أمام ناظريها ورفعتها لتبحث عما يعوضها عن مرآهما، فتحسست شعر كان يغطي هامتها، أدخلت أصابعها المتهالكة لتغيظهما بجمال شعرها واتساقه، فتجمعت يداها على شعرات قد أحرقتها الرمضاء، فيبست وتكسرت، وآثرت أن لاتشارك هذا الجسم المشرف على الفناء في ماء حياته ، وتنازلت عن حقها، فلا ضير إذا فقدت هذه الفتاة تاج جمالها-كما يحلو للغانيات تسمية شعورهن- رفعت الفتاة يديها وهي تتمتم: لابأس لاباس..
مدت بصرها وكأنها انقطعت عن الدنيا لهنيهات، تستشعر برودة المستنقع الذي جلست خلاله، أو اجتر حتى مر من تحتها هو لم تعد تتذكر فقد بقيت هنا لساعات طويلة، حتى برقت لمعة.... أنزلت عينيها دون اختيار، فإذا بريق خلاخلها!!
امتقع وجهها! وحاولت عبثاً أن تثني ساقها، لتدس هذه القطعة النحاسية التي باتت هي كل صلتها بالأنوثة، وماذا يعني خلخال!؟
ماعاد يعني لي إلا قطعت من النحاس تثقل خطواتي، يا الهي، فلا أنا أستطيع خلعها، ولا تحمل هذه السخرية المتتابعة التي أسمعها كلما زحفت خطوات!
تثقل نفسي وظهري..

إني أسمع صوتاً؟؟
نعم ماذا تريد؟
إني أرد عليك؟ ماذا تريد؟
ما أدري أماء ماأجلس عليه أم سراب؟!!
خذه إن أردت، فربما عندك بنيات جميلات، تريد أن تكسوا عظامهن لحماً، أو صبيان منتظرين، تبل ريق أحدهم كي لايغادرك آآسفاً وهو غير آسف..
إني لاأهذي أيها الرجل!
حسناً ذهب.
تابعته الحسناء بعينيها حتى غاب.
-والله ماعلمت أن من يسير بقدميه في عيشة راضيه حتى ولّى عني هذا الرجل يسير بقدميه..
ضحكت حسناؤنا ضحكت الساخر! ههه ماظننت أن أحلم يوماً بمجرد أن تحملني قدماي!!
بعد أن كنت أرجُ أن أتبختر بحذاء برازيلية، أو ايطالية، بعد الوعود الزائفة، ولطالما تملقت لهؤلاء البيض أن يهبني أحدهم حذاء لا لأزهو بها، إنما أتخذها ستراً من الرمضاء والزمهرير!
يالي من مغفلة؟! آمنت بالتثليث من أجل حذاء!!
ونطقت به من أجل دواء!!
لكني اليوم أشرف لا على الموت بل على الهاوية فمايغني عني التثليث!!
خرج من بين غيوم الضباب وغشاوة عينيها رجل تعرفه، من بين مجاهيلٍ غرباء حتى عن البشرية جمعا!!
ياآدم..ياآدم..
تعالى إليّ..رُح إلى هؤلاء البيض ستجدهم ينقبون عن فيل مات ليأخذوا عاجه، فقل لهم: إن أنجيلا كافرة بمن تعبدون!!
- ياأنجيلا ماذا تقولين؟ لولاهم لكنا أسوء مما نحن عليه اليوم، فتكفي السرج المضيئة في كنائسهم نستدل بها على الطريق في دياجر الظلام..فنهتدي به -عضيداً للنجوم- على قريتنا..
- آدم اذهب وأخبرهم، فماذا استفدت أنا من هذه الكنائس إلا مضاهات الفتيات الغانيات لنا معاشر البائسات، تتشقق ثيابنا فقراً ومتربة، ويشققن ثيابهن طائعات مختارات، تكسرت شعورناً جوعاً وحرقاً، وقصصن شعورهن كالأولاد تجديداً وتنويعاً، وتركنا نحن أهلنا ضياعاً وبؤساً، وموتاً فرقنا ومازال يلاحقنا، وفارقن أهلهن سائحات مكفولات، بأجر مدفوع، ووعد مؤدى!! بكت بحرة وانتحبت ..

- قال آدم: "وقد أدركته الرحمة بها" أنجيلا لقد عسعس الليل وأظلم وأعدك أن أغد عليهم في الصباح وأخبرهم بكفرك..!!
- أدم.
- نعم.
- وماذا يضرهم إن أخبرتهم أن فتاة ميتة كانت قد كفرت بآلهتهم التي يدعون من قبل!؟؟
- بكى آدم، ثم قال: أنجيلا، هل أخبرك بأمر؟ إنني كافر بالتثليث، إلا أنني محتاج وبقوة جارفة أن أبتهل إلى قوة خفية فلاأجد مخرجاً إلا النصرانية ودين الصلبان، هو خير من الأصنام، فعلى أقل تقدير، أنا لاأرهم، بينما هذه الأصنام تقتلني بصمتها وضيق أفقها..
- آدم، وأنا كذلك محتاجة كل الحاجة إلى قوة خفية أستمد منها العون وأهرع إليها..
وقد شعرت بها أول مرة عندما حكت لي جدتي عن رجل طيب اسمه محمد- وقد أسمينا أخي محمداً تيمناً باسمه- هذا الرجل قالت عنه جدتي: أنه يدع إلى كل الخير، وينصر المظلومين، وتعيش جماعته في روحانية، روحانية وسكينة كأني أحس بفيض منها الآن يا آدم آهِ لها كما أحتاجها..لكني لاأدري لما لم يدركنا محمد ويجيء إلى أرضنا اليوم، ويحكمنا بالعدل..
"ثم تنظر إلى السماء"
- أنجيلا؟!!
- نعم؟
- جدتك توفيت منذ عقد من الزمن!!! وقد عاشت حقبة كاملة ، وماأدركت محمداً، وماعلمت بأمره إلا من خلال والدتها، فعلى ذلك فمحمد توفي منذ مائتي سنة أو مئة وخمسون سنة؟!!
- صدقت ياآدم، لكني أجد راحة لذكره لاأجد لها تفسيراً، بل..بل أشعر براحة أعمق منها- لكن لها تعلق بها في نفسي- عندما أنظر إلى السماء حال بؤسي، أو حال مرضي، لكن ياآدم؟ أين بنوه؟ لما لم ينتشلوننا من الضياع، أو قل أحفاده؟ أين هم؟

- أنجيلاً، إننا لن نطلب من شخص مهما كان أن يكون كأباه، أنجيلاً أمازلتي مصرة على الكفر بالتثليث؟
- نعم، ومالذي يصرف رأيي؟
- أنجيلا تكفرين بالأب، والأم، والابن؟
- وهل هناك أب إلا يقلق على بنيه؟ وأم إلا تخاف أن تثكلهم، وابن إلا مقصر في حقهم؟ فأنا إنما أفر إلى إله يدفع عني الهموم والشرور لا إله يخافها على نفسه.
يا الهي اغفر ذنبي..
-أنجيلا؟ أراك ترفعين رأسك إلى السماء تنادين إلهاً ؟!! فمن هو ألهتك؟
-آدم.. إن لي إلهاً في السماء، لكن لاتخبر هؤلاء البيض، إنني أحبه كثيراً يا آدم، أجد شوقاً إليه في قلبي، غير أني أخاف البوح، انه يا آدم لايشبه هذه الرسوم في الكنيسة، وهؤلاء البيض لايستحقون معرفته، بل أتمنى أن لايعرفوه!
فعندهم المال والصحة والعقول المدبرة، ومع ذلك لم يعرفوه؟!!! فمعرفته لاتشترى بالمال ياآدم، ولا بالجمال، ولابالمناصب..
بل إنني أحسست بوجوده أكثر لما لاصقت التراب من الفاقة، فتحرك شيء بداخلي ينجذب إلى السماء، لا أدري ربما لما جفت مياههم عن جسدي استحال طاهراً شفافاً....

تهالكت أنجيلاً وسط السراب لايرى منها إلا لمعة خلاخلها.
- أنجيلاً مابك؟؟ مابك؟؟
- آدم، إني أحب الإله الذي وصفتُ.
- نعم، انهضي فقد استبشرت بكلامك خيراً، ولربما سيأتي أبناء محمداً، وسأخبرهم بكلامك وحبك لابيهم.
- آدم، لاأدري أين والدايّ، فوصيتي ياآدم أن تواري جثماني التراب ، هنا تحت السراب كما كان فوقه، آدم..عدني ألا أدفن في مدافن الكفار..
- أنجيلاً!! اسمعي عندما تتحسن أوضاع ديارنا سأتفق مع شباب القرية ونبحث لك عن محمد..ولنا أيضاً.
- نعم يا آدم، أنا أحب الإله الذي في السماء وأحب ذلك الرجل الطيب، ابحثوا عنه في جُدة..قريته كما قالت جدتي..
- إذاً قومي معي، هيا، ولن أنتظر تحسن الأحوال بل من الغد سأبحث عنه، فقد اشتقت له من خلال كلماتك.. هيا ياأنجيلا لاتربكيني، افتحي عينيك بقوة، كما رأيتي الحق ببصيرتك، يجب إن تريه ببصر عينك، فأنت فتاة تستحقين الحياة، هيا.
- .......... لم يعد عند أنجيلا أي جواب..............
- أنجيلا.؟؟؟؟ أنجيلا؟؟؟؟؟




من يخطب الحسناء لم يغله المهر.......















هل بقي شيء؟!

؛
:
؛

بقلمي..

جوزاء العتيبي
26/07/2011, 02:38 AM
أهلاً بكم....

حساني هذه دفع مهرها مراراً الطبيب الشيخ: عبد الرحمن السميط حفظه الله....... الرجل الذي كاد يكون نبياً.... في جمعية العون... فجزاه الله خيراً..