المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شالوم ...ياعرب.



أبوبكر خلاف
21/10/2006, 04:03 PM
قال المدرس : اعرب
"عشق المسلم أرض فلسطين"
قال الطالب: بل
"نسي المسلم أرض فلسطين"
الأول: فعلٌ مبني فوق جدار الذلة والتهميش...
والفاعل مستتر في دولة صهيون..
والمسلم: مفعول...
بل مكبولٌ في محكمة التفتيش!!...
وأرض فلسطين!!..:
ظرف مكانٍ مجرور قسراً..
مذبوحٌ منذ سنين
قال المدرس:
ياولدي مالك غيرت فنون النحو وقانون اللغة..
يا ولدي إليك محاولة أخرى ..
أعرب " صحت الأمة من غفلتها"
قال التلميذ:
الفعل ماضٍ ولّى .. والمستقبل مأمول..
والتأء ضمير تخاذلِ.. ذلٍّ وهوانِ...
الأمة: اسمٌ كان رمز النصر على أعداء الله..
وبات اليوم ضمير الصمت في مملكة الأقزامِ...
وحرفٌ جر الغفلة... غطى قلوب الفرسانِ..
فباتو للدنيا عطشى
شروها بأغلى الأثمانِ...
الهاء: نداء رضيع..
مات أسير الحرمان...
قال المدرس:
يا ولدي نسيت اللغة
وحرّفت معاني التبيان..
قال التلميذ:
استاذي بل إيمانٌ قلّ ..
وقلبٌ هجر القرآن...
نسينا العزة والتاريخ والأمجاد نصنّعها..
صمتنا باسم السلم وقد عاهدنا بالاستسلام...
دفنا الرأس في قبر الغرب
وخنّا عهد الفرقان...
معذرة حقاً استاذي..
فسؤالك حرك أشجاني...
ألهب وجداني ...
معذرة ..
فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني..
وتحطمم صمتي .. وتهد كياني..
عفواً يا أستاذي..
نطق فؤادي قبل لساني...

__________
*قصيدة لشاعر نسي التوقيع.

أبوبكر خلاف
25/10/2006, 04:28 AM
هل تذكرون الناشطة الحقوقية " راشيل كوري" بنت 23ربيعا ، التي قضت دهساً تحت جرافة الاحتلال الاسرائيلي من نوع كاتربيلر D9 ، عندما اعترضت على هدم منازل الفلسطينيين في مخيم رفح جنوب قطاع غزة، في 16 مارس- آذار ،2003 ، وقبل يومين فقط من بدء العدوان على بغداد،عندما كان العالم جلّه يتجه بأنظاره وجهة أخري...فاذا نسيها العالم ...فهل لنا اهل القضية ان نخلدها في تراثنا رمزا في لحظة وفاء.؟؟؟

قيل فيها وبمدونة عربية تحمل اسمها :
زى ما أخترتى حياتك
أخترتى موتك
هما حاولوا يسكتوكى
ف قتلوا صوتك
بس صوتك عاش مامتش
أصل قلبك لسه بيننا ماأفترقش
أصل عمرك أدى دوره ,, ما تسرقش
ظهرى كله جروح
لكنه..
لسه ماأتقسمش..
فى وقت ما عام 1999 حينهاكانت ابنة 19 او 20 ربيعا، كتبت نبوءة رحيلها في مقدمة يومياتها كانما يُملى عليها وحيا....كتبت تقول: حلمت بأنى أسقط.. أسقط إلى حيث حتفى.. من شيء أغبر وأملس ومتفتت كالصخور الجرفية فى ولاية يوتا.. ، لكنى واصلت التشبث بقوة.. وكلما تحطم موطئ قدم أو جزء من الصخرة مددت يدى وأنا أهوى وأمسكت بغيرها... ولم يكن لدى وقت للتفكير فى أى شيء وتصرفت كما لو كنت ألعب بجهاز الفيديو... سمعت صوتا يقول 'لا يمكن أن أموت' تردد مرارا فى أذني...

وكأن هذه الكلمات نبوئة بنهايتها فلم تمض عليها اربع سنوات من هذا التاريخ حتى تجلت الرؤيا واقعا عبثيا في حدث مأساوي ينافي الانسانية على يد المعتدين اعداء النبوءات.

أما موتها فكان هو الأول فى سلسلة أعمال لقتل الغربيين فى غزة خلال ربيع 2003، عندما كانت الحرب تدور رحاها فى العراق: البريطانى توم هورندال، 22 سنة، الذى أطلقت عليه النار يوم 11 أفريل، ثم بريطانى آخر هو المصور جيمس ميلر، 34 سنة، وقد أردى قتيلا فى 16 ماى . أما هى وهورندال فكان ناشطين من أعضاء حركة التضامن الدولية، وهى منظمة تأسست لدعم المقاومة الفلسطينية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تعد راشيل في نظرالكثير من الإسرائيليين- فى أحسن الأحوال- فتاة ساذجة، زجت بنفسها فى وضع لم تكن تفهمه. أما بالنسبة لبعض الأمريكيين فهى خائنة، إذ ذكرت بعض مواقع الانترنت بأنها: "لابد أن تحترق فى نار جهنم إلى الأبد. فهى بموتها تمثل خلاصا جيدا من فضلات خبيثة، والبعض يشعر بالغبطة لموتها".

ومؤخرا تمكنت عائلة وأصدقاء الشهيدة - راشيل كوري -ناشطة حقوق الإنسان الأميركية، من حضور افتتاح مسرحية "اسمي راشيل كوري"، وذلك بعد أشهر طويلة من وضع العراقيل لمنع عرض المسرحية بواسطة اللوبي "الصهيوني" بأمريكا .

والمسرحية المأخوذة من وحي يوميات كتبتها راشيل قبيل اغتيالها، و كان مقرر عرضها في ذكرى وفاتها على أحد مسارح نيويورك. وقد تزامن افتتاح عرض المسرحية هذا الأسبوع في احد مسارح نيويورك الصغيرة مع قيام اللوبي "االصهيوني" باتهامها راشيل كوري بأنها كانت إرهابية وأنها كانت تتبع حركة "حماس".

ولم تكن الحملة ضد راشيل كوري هي الوحيدة فقد تزامنت مع حملة أخرى شديدة التنظيم لزرع الشك في جريمة قتل الشهيد الطفل محمد الدرة، والتي أثار نقلها تلفزيونياً العالم كله غضباً من وحشية إسرائيل.

وتقوم ببطولة المسرحية الممثلة ميغان دودز، ويخرجها الممثل المسرحي والسينمائي المعروف آلان ريكمان، وقد ساعدته" كاترين فاينر" -الصحافية في "الغارديان" البريطانية- في تحويل أوراق ومذكرات كوري الخاصة إلي مسرحية . ،
وتدور حبكة المسرحية حول الأسباب، التي دفعت فتاة أمريكية عادية إلي ترك منزلها المريح، وتعريض حياتها للخطر في احدي اخطر مناطق الشرق الأوسط.

ويصور القسم الأول من المسرحية، حياة راشيل في الولايات المتحدة وتعلقها بوالدتها ووالدها وعلاقاتها الحميمة مع أصدقائها، حيث تتحدث خلاله راشيل عن الأمور اليومية، التي تتحدث عنها كل فتاة أمريكية عادية، ورغبتها في القيام بالمغامرات وتبديل حياتها الرتيبة.

ويتناول القسم الثاني، حياة راشيل في فلسطين، وكيف يتم تفاعلها مع الشعب الفلسطيني وتتطور علاقتها به، يوماً بيوم، وكيف تستقبلها العائلات الفلسطينية بمحبة وعطف وشكر وتقدير، وتتشارك معها في قوتها وفي القليل، الذي تملكه من دون أي مقابل.

ويعرض هذا الجزء راشيل تراسل والدتها ووالدها وأصدقاءها عبر البريد الالكتروني، مما يعطي فكرة أعمق عما يدور في خلدها خلال لحظات مقاومتها السلمية والحضارية للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث يندمج في هذه المرحلة العامل الإنساني بالعامل السياسي، إذ نشاهد قلق والدتها ووالدها عليها وعلي سلامتها،

وفي الوقت عينه تصف هي لأحبائها معاناة الشعب الفلسطيني بشكل معبر ومؤثر وثوري و يتساءل والداها عن جدوى بقائها في غزة وهي أمريكية الجنسية في وقت يتطور فيه الغزو الأمريكي للعراق، ويأتي ردها ليفسر الشخصية التي أصبحت شخصيتها في تلك المرحلة، حيث تقول: كيف يمكن لأحد أن يلوم الفلسطينيين لاستخدامهم العنف، عندما يتهدد وجودهم كل يوم وتدمر منازلهم وممتلكاتهم بواسطة الجرافات الإسرائيلية؟ .
اطلعوا كذلك على صورها قبيل اغتيالها وبعده
http://rachelcorrie.blogspot.com/

أبوبكر خلاف
05/11/2006, 12:20 PM
شكلت المسيرة النسوية السلمية التي قامت بها النساء الفلسطينيات صبيحة يوم الجمعة 3/11/2006 لاختراق الحصار المفروض على مدينة بيت حانون نقطة مضيئة أخرى في تاريخ الحركة النسوية الجهادية وكفاح المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل في معركة التحرر والاستقلال.

إن ما حدث تجاههن كان مجزرة بكل معنى الكلمة أظهرت إسرائيل على حقيقتها الدموية وقواتها الغاشمة التي تطلق الرصاص على المدنيين والعزل من النساء والاطفال دون رحمة ، كما أظهرت بدون شك عزم وتصميم المرأة الفلسطينية وجرأتها في مواجهة الاحتلال دفاعا عن الوطن والابن والاخ والزوج الذي افتدته بدمائها الطاهرة،

في هذه الأيام حيث يتواصل العدوان الوحشي على شعبنا الفلسطيني ومع اقتحام مدينة بيت حانون واحتلالها بالكامل وإغلاق منافذها من جميع الاتجاهات وارتكاب المجازر الوحشية التي حصدت حتى كتابة هذه السطور 40 شهيدا وإصابة ما يزيد عن المائتين مواطن، واعتقال أكثر من ألف وخمسمائة مواطن ، في ظل هذا العدوان تأبى المرأة الفلسطينية إلا أن تضيف مصداقية أخرى لوثيقة الاستقلال الوطني وما جاء بها من وصف وإنصاف للمرأة الفلسطينية الباسلة.

فما قامت به نساء شعبنا الماجدات صبيحة يوم الجمعة الدامي من عمل بطولي ليس الأول من نوعه فسجل كفاح المرأة الفلسطينية حافل بالتضحية والعطاء ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغطيته في هذا المقال، ولكن مسيرة النساء الباسلات اللواتي اخترقن حصار بيت حانون كان لها وقع خاص ونتيجة ملموسة تجلت بنجاحهن في فك الحصار عن عشرات الشبان المحاصرين في مسجد النصر بالمدينة الأمر الذي أنقذ حياتهم بعد أن كانت تتهددهم دبابات الاحتلال بالموت أو الاعتقال على اقل تقدير.
* شجاعة واباء المجاهدات..
وفيما بثته شاشات التلفاز طيلة يوم الجمعة من مشاهد مؤثرة لتلك المسيرة البطولية كان ابلغ بكثير من أن تصفه الأقلام او الكلمات التي تقف عاجزة عن وصف النساء تتقدمهن العجائز بأثوابهن المطرزة وهن يقتحمن بثبات جدار الحصار لم ترهبهن طائرات الاحتلال ولا دباباته او رصاص جنوده الذي انهمر بوحشية كالمطر مستهدفا رؤوسهن وصدورهن مما أصاب العشرات منهن واستشهاد الشهيدتين إنعام سالم ورجاء أبو عودة.

وروت ايمان اليازجي التي كانت تصطحب ابنها الوحيد غسان، 13 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية ان النساء حاولن «دون جدوى» عدة مرات اقتحام منطقة المسجد. وأضافت وهي تتلعثم «اخيرا قررنا الدخول رغم ان عددا منا سقط شهداء وجرحى ودخلنا المسجد واخرجنا المقاومين». وتابعت ان «الرصاص كان ينهمر من الدبابات، وطائرات الهليكوبتر فوق رؤوسنا وقتلوا اثنتين منا بدون رحمة ..هذا هو الاجرام الحقيقي». وكان محمد وهو عضو في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بين المحاصرين. وقال «المهم تحررنا». وتابع وهو مسرع نحو احد الازقة في منطقة عزبة بيت حانون المطلة على البلدة المحتلة «رأينا الموت باعيننا طوال ساعات الليل والنهار».وروت والدته ام محمد وهي في الخمسين من عمرها ان النساء رفعن رايات بيضاء «لكن الدبابات استمرت باطلاق النار علينا وكان كل همنا ان نخرج ابنائنا حتى لو كلفنا الموت كما حصل مع رجاء».

واضافت انها حاولت مع عدد من النساء ان تنقذ رجاء عندما اصيبت برصاصة في الرأس «لكن الجنود الاسرائيليين هددونا عبر مكبر الصوت وقالوا لنا اذا اقتربتم منها ستموتوا كلكم». لكن ندى ذات العشرين ربيعا التي كانت علامات الخوف تبدو عليها، قالت «كان الرصاص من بين ارجلنا ومن فوق رؤسنا ولا اعرف كيف وصلنا الى منطقة المسجد المحاصر وقمنا بتحرير الشباب». وأكدت أنها مستعدة «للموت من اجل إنقاذ هؤلاء المقاومين». وكانت النساء تمشين بسرعة وهن يحطن بالمقاتلين الشبان المتعبين الذين لم يبد انهم كانوا مسلحين، باتجاه أزقة بيت حانون «الأكثر أمانا» كما قال احدهم.

وعلى ضوء ما يحدث من مجازر وعدوان وسقوط المئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين على أيدي قوات الاحتلال نتساءل الم يحن الوقت للأمة العربية بأن تخرج عن صمتها المطبق؟؟ وألم يحن الوقت للعالم بان يصحو من غفوته؟؟ ، وقبل كل ذلك نتساءل الم يحن الوقت لمعالجة أزمتنا الداخلة المتفاقمة بين السلطة والحكومة؟؟ اعتقد أن دماء شهداء بيت حانون جميعا وعلى رأسهم شهيداتها الماجدات يرفعون الصوت عاليا ويستصرخون الضمائر بأن الكيل قد طفح ولم يعد هناك مجالا للترف السياسي، وقد حان الوقت للجميع أن يخرج من صومعته التي طاب له التخندق بها والاستجابة لنداء التوحد الذي جسده شعبنا في بيت حانون وفي كل مكان بمواجهة العدوان.


ــــــــــــــــ
• بتصرف عن ما نشر بصدد الحدث .
• " فلسطين برس "2006-11-04

بنت الشهباء
05/11/2006, 12:46 PM
فخر لنا والله , وعزة وكرامة يا أمة العرب والإسلام

هذه المسيرة المباركة الحرة التي قامت بها النساء الأحرار

الماجدات في بيت حانون , واختراق الحصار !!...

لا أكتم والله غليكَ يا أخي أبو بكر بأنني حين رأيت هذه المسيرة على شاشات التلفاز

قلت لنفسي :

لقد عادت الخنساء من جديد يا أمتي


وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون

أبوبكر خلاف
05/11/2006, 01:34 PM
الاخت الغالية بنت الشهباء
ورغم اننا لم نلتقي سابقا
لكن هم امتنا هو القاسم المشترك

واليك هذه الابيات*:

بعد أمطار الصيف
يأتينا المحتل بغيوم الخريف
الشهداء بالعشرات
الجرحى يملئون الشوارع
رصاص الحقد يطال كل متحرك
لا يستثني طفلا ولا إمرأة
صحفي أو رجل إسعاف
مقاوم أو قابع في بيته
غيوم محملة بنار الحقد والكراهية
مدفوعة بأحقاد تاريخية وحرب إبادة
مغطاة بصمت عربي ودولي
الكل متآمر
ولا نخوة للمعتصم
نساء بيت حانون يندفعن بالمئات في مواجهة آلة الحرب الصهيونية لحماية الأبناء
يواجهن الرصاص بصدورهن
فتستشهد ثلاث نساء
وتهدم بيوت ومساجد
كل قطرة دم سالت من أجسادهن الطاهرة أمام كاميرات التلفزة وأنظار العالم وصمته
أشرف من كل الزعماء والقادة
أطهر من كل الذين صافحوا الأعداء
انهن نساء فلسطين
فطوبى لكن أيتها الأمهات
في زمن عز فيه الرجال
وأنتن تزرعن الوطن شقائق نعمان مروية بالدم الطاهر
وزيتونات ستنبت شامخات
في مستقبل لن يكون بالبعيد
فالشمس ستشرق قريبا قريبا
والفرح آت
*****
الأمس حفل بأحداث في كل المدن الفلسطينية
فمن أختطاف وزير في رام الله
إلى استشهاد مقاوم في نابلس
إلى إعتقالات وإقتحامات
إنه الإحتلال يا أحبتي
وهل من إحتلال ينثر الزهور
فهذه الأرض لا تتسع للجلاد والضحية
ولا للظلم والعدل
لكنها ستبقى أرضنا
لن يبقى فيها الجلاد ولا الظلم
ــــــــــ
*شعر: زياد جلوسي

عمرو زكريا خليل
14/11/2006, 12:27 PM
مجزرة كفر قاسم- مثل الآن قبل خمسين عامًا
المحرر: المشهد الإسرائيلي
التاريخ: 4/11/2006
عمّمت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في إسرائيل رسالة على جميع رؤساء السلطات المحلية العربية ومديري أقسام التربية والتعليم في هذه السلطات، وبواسطتهم على جميع المدارس والمؤسسات التعليمية العربية في البلاد، بخصوص إحياء ذكرى نصف قرن على مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها قوة من "حرس الحدود" الإسرائيلي يوم 29 تشرين الأول 1956 والتي راح ضحيتها (49) شهيدة وشهيدا.

ومما جاء في الرسالة: "انطلاقا من مفصلية هذا الحدث وتشكيله جزءا لا يتجزأ من روايتنا التاريخية وذاكرتنا الجماعية، نهيب بكم إحياء ذكرى المجزرة في مدارسكم ومؤسساتكم التعليمية، بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء، وتنظيم فعاليات تربوية وتثقيفية للحديث حول المجزرة وإحياء الذكرى".

وأعدّت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي نبذة حول المجزرة ووقائعها ومحاولات التعتيم السلطوية عليها. كما أعدّت فعالية صفيّة، لتكون عونا للمربين والمربيات، بالإضافة إلى الأدبيات والإصدارات المتعدّدة حول الموضوع.

يذكر أن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي كانت توجّهت في هذا الصدد إلى وزيرة التربية والتعليم، يولي تامير، قبل أسبوعين، وطالبتها بإحياء ذكرى المجزرة الرهيبة في جميع مدارس البلاد، العربية واليهودية. وقامت الوزيرة تامير بإصدار تعليمات لإحياء الذكرى.

وفيما يلي المعلومات التي أعدتها هذه اللجنة عن المجزرة:
"الله يرحمه" و"بدون عواطف"!
كان ذلك يوم الاثنين 56/10/29، يوم العدوان الثلاثي، البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي، على مصر في أعقاب تأميم قناة السويس من قبل مصر بقيادة جمال عبد الناصر.
في ذلك الوقت كان دافيد بن غوريون، رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وكان موشيه ديان رئيس الأركان وكان الجنرال تسفي تصور قائد قيادة المركز والمسؤول عسكريًا عن المنطقة التي وقعت فيها جريمة كفر قاسم، منطقة القرى الحدودية مع الأردن المعروفة بالمثلث والممتدة من أم الفحم شمالا إلى كفر قاسم جنوبًا. ففي صباح ذلك اليوم قام الجنرال تسفي تصور بإبلاغ المقدم يسسخار شدمي، قائد لواء الجيش، وغيره من قادة الألوية في قيادة المركز عن السياسة المقررة تجاه الأهلين العرب في منطقة الحكم العسكري خلال "عملية قاديش" أي "العملية المقدسة"- وهو الاسم الإسرائيلي للحرب ضد مصر. والمقصود بالسياسة المقررة تجاه العرب تلك التي قررها وزير الدفاع بن غوريون. وأكد تسفي تصور أنه يجب ضمان الهدوء التام على الجبهة الأردنية لصالح " العملية في الجنوب"، أي في سيناء.
وعلى أثر أوامر تسفي تصور قام المقدم شدمي بإعلان منع التجول على القرى العربية في المنطقة، وكان منع التجول عمليًا مفروضًا على قرى هذه المنطقة منذ ضمها لدولة إسرائيل (بموجب اتفاقية رودس في أيار 1949) من الساعة التاسعة مساءً على الطرق ومن العاشرة مساءً في داخل القرى، حتى الصباح، أي أن شدمي أمر بزيادة ساعات منع التجول بحيث تبدأ من الخامسة مساءً بدل التاسعة.
وفي حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم نفسه (56/10/29) قام المقدم شدمي باستدعاء الرئيس الأول شموئيل مالينكي، الذي كانت سرايا حرس الحدود التابعة له قد ضمت إلى لواء الجيش بقيادة شدمي، وأبلغه بأنه قرر أن ينيط به وبفرقته (حرس الحدود) مهمة فرض منع التجول في القرى العربية: كفر قاسم وكفر برا وجلجولية والطيرة والطيبة وقلنسوة وبير السكة. وأن منع التجول سيفرض ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً ذلك اليوم حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.
وقام شدمي بإبلاغ مالينكي أن منع التجول هذه المرة سيكون من نوع خاص، بمعنى أنه سيكون شديدًا جدًا ويطبق ((بيد قوية)). وليس عن طريق الاعتقالات بل عن طريق إطلاق النار.
وأضاف شدمي: قتيل واحد أو عدد من القتلى أفضل من التورط باعتقالات. وحين سأله مالينكي عن مصير العائدين إلى قراهم بعد ساعات منع التجول، أجابه ((الله يرحمه)). قال ذلك باللغة العربية وأضاف: (( بدون عواطف)).
وعلى الفور عقد مالينكي اجتماعًا مع ضباط فرقته (14 ضابطًا برُتب مختلفة) وبينهم الملازم غبرئيل دهان (قائد السرية المسؤولة عن قطاع كفر قاسم) وأبلغهم بأمر منع التجول وأنه يجب عدم أخذ معتقلين. فكل من يخالف يطلق عليه الرصاص ويقتل. وإذا وقع قتلى فإن هذا سيساعد على فرض منع التجول في الليالي القادمة. وأضاف أن: ((كل من يرى خارج البيت يطلق عليه الرصاص من أجل قتله)).
وسأل الضابط آريه منشس: ماذا سيكون مصير النساء والأطفال؟ فأجابه مالينكي: ((مصيرهم مثل مصير الآخرين: بدون مشاعر)). وعاد منشس سائلا عن مصير العمال العائدين إلى قراهم ليجيبه مالينكي ((الله يرحمه))! فهكذا قال قائد اللواء، أي شدمي.
وقرر مالينكي وضباطه في الاجتماع المذكور تبليغ مخاتير القرى بأمر منع التجول فقط في الساعة 4:30 من مساء ذلك اليوم 56/10/29.
وجاء في بروتوكول الجلسة المذكورة: ((ابتداءً من هذا اليوم في الساعة 17:00 يفرض منع التجول على قرى الأقليات حتى الساعة السادسة صباحًا. جميع مخالفي منع التجول يطلق الرصاص عليهم من أجل قتلهم)).
وأنيطت بالملازم دهان وبسريته (حرس الحدود) مهمة تنفيذ منع التجول في قرية كفر قاسم. فعقد حالا اجتماعًا لرجال سريته وأبلغهم بالمهمة وأوضح لهم أنه يجب إطلاق الرصاص من أجل القتل على كل إنسان يشاهد بعد الساعة الخامسة مساءً خارج البيت دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال والعائدين من خارج القرية وقال إن هذا ((عمل مشروع)).
وفي الساعة 4:30 من مساء الاثنين 56/10/29 قام العريف يهودا زشنسكي بتبليغ مختار كفر قاسم السيد وديع صرصور ( وكان في الـ74 من عمره آنذاك) بأمر منع التجول.
فسأله المختار عن مصير أهالي كفر قاسم الذين يعملون خارج القرية، وقال إن عددهم حوالي 400 نسمة وإنهم موجودون في أماكن متعددة وبعيدة في بيتاح تكفا واللد ويافا وغيرها. فأجاب العريف بأنه (( سيهتم بهم)).
وفي الساعة 4:50 من مساء ذلك اليوم أتم ّ الملازم دهان استعداداته، فقام بإبلاغ قيادة الكتيبة بكلمة السر التي تعلن أنه أتمّ استعداداته لفرض منع التجول ولبدء المذبحة. وكانت كلمة السر هذه هي ((أخضر)).
وما إن اقتربت الساعة الخامسة حتى كانت وحدات حرس حدود منتشرة على مداخل القرية وبشكل خاص على المدخل الرئيس وهو المدخل الغربي للقرية (حيث أقيم فيما بعد النصب التذكاري لشهداء المجزرة).
خلال ساعة واحدة أوقف ((رجال الأمن)) كل عائد للقرية، بعد يوم عمل مجهد. أوقفوا كل عائد يسير على قدميه، كل راكب دراجة، كل راكب عربة وكل سيارة. تأكدوا من هويتهم بأنهم من سكان كفر قاسم وأمروهم جماعة بعد الأخرى بالاصطفاف على حافة الطريق وأطلقوا النار عليهم تنفيذًا لأمر ضابطهم أن ((احصدوهم)). وبعد كل عملية ((حصاد)) كانت فرقة حرس الحدود تبتعد عن الطريق غربًا عن الجثث حتى لا تثار مخاوف القادمين الجدد قبل وصولهم إلى موقع الفرقة.
وصل عدد القتلى إلى 49 ضحية من النساء والرجال والأطفال، 43 منهم قتلوا على المدخل الرئيس للقرية- المدخل الغربي.
التعتيم والمعركة لكشف الستار عن المجزرة
منذ أن ارتكبت الجريمة البشعة في عصر يوم الاثنين 1956/10/29 تميز سلوك السلطة، حكومة بن غوريون وكافة أجهزتها، بإسدال ستار التعتيم على الجريمة البشعة.

منعت السلطة الخروج والدخول من وإلى كفر قاسم. أما الرقابة العسكرية فقد فرضت صمتًا مطبقًا ومنعت نشر أي إشارة الى الجريمة قد تكون تسللت إلى الصحافة والإعلام، ومن عرف بالجريمة خلال الأيام الأولى فقد بلع الحدث وأطبق عليه، بين غير مصدق وبين ملتزم بالصمت.

وعلى أثر وصول النبأ الى النائب توفيق طوبي قامت الكتلة الشيوعية في الكنيست بطلب إدراج الموضوع على جدول الأعمال استفسارًا ومحاسبة . إلا أن رئاسة الكنيست عطلت كل مبادرة في هذا المجال.

أول إشارة الى الجريمة البشعة كان صدور بيان ملفق مشوّه من قبل مكتب رئيس الحكومة في 1956/11/11 جاء فيه:

((في 29 أكتوبر 1956، وعلى أثر تصاعد نشاط الفدائيين، أعلن نظام منع التجول في عدد من القرى القائمة على الحدود الشرقية، وذلك للمحافظة على حياة الناس. وهذه المحافظة أنيطت بوحدة من وحدات حرس الحدود. وأهالي القرى تقيدوا بنظام منع التجول، الذي تقرر من الساعة 17:00 مساء حتى الساعة 6:00 صباحًا. وفي بعض القرى عاد السكان الى بيوتهم بعد البدء بساعات منع التجول. فأصيبوا على أيدي حراس الحدود)).

واستمر الإغلاق والتعتيم ومنعت الرقابة العسكرية نشر أية معلومات.

لكن في 1956/11/20 قام عضوا الكنيست ماير فلنر وتوفيق طوبي بالتسلل عبر الطوق الذي كان وما زال مفروضًا على البلدة المكلومة لاستقصاء الحقائق مباشرة من شهود المجزرة والمصابين.

وكانت الزيارة وكأنها زيارة إلى مقبرة لا حياة فيها. فأهل القرية حتى ذلك اليوم كانوا لا يزالون متسترين في بيوتهم، لا أحد في الشوارع إلا المتنقل من بيت إلى آخر على عجالة. وأول الأمر التقى عضوا الكنيست مع صبيين تخوفا في البداية من الكلام حتى اطمئنا لمن يقابلهما، فساعداهما على الاتصال ببعض الأهلين داخل البيوت حيث انطلقت الألسن تتحدث عن الجريمة البشعة.

وقام توفيق طوبي بتدوين شهادة للأحياء الناجين والذين شهدوا مسرح الجريمة ونجوا، وسجلت الحقائق في مذكرة مفصلة وزعت في 1956/11/23 بالمئات بالبريد وباليد، وبالعبرية والعربية والانجليزية.