المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 253 ... ليست كل الطرق تؤدي لفلسطين!!.



سماك العبوشي
25/07/2011, 09:03 PM
مسامير وأزاهير 253 ...

ليست كل الطرق تؤدي لفلسطين!!.


حين يبغي امرؤ الوصول لهدف ما، فإنه سيختار بطبيعة الحال أقصر الطرق وأكثرها أماناً ويُسرا وأقلها جهداً مبذولاً وذلك ضماناً لتحقيق سرعة الوصول لهدفه، فإن اتضح له بأنه كان قد أخطأ تقدير الموقف والظن فسار بخيار لم يوصله إلى هدفه، فإنه بطبيعة الحال واختصاراً للزمن سرعان ما يعود أدراجه ليسلك طريقاً آخر أكثر أمناً، أما أن يظل متشبثاً بخياره ذاك، بانتظار أن تتهيأ له الظروف لتكملة مسيره نحو هدفه، فذاك هو التخبط وسوء التقدير بعينه، ولا نقول أكثر!!.
في كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بتاريخ 23 يوليو / تموز 2011، وخلال اجتماعه بجميع الممثلين الدبلوماسيين الفلسطينيين في اسطنبول، وبحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ، أكد أن الفلسطينيين "مضطرون!!" للذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بانضمام دولة فلسطين إليها وذلك بسبب الموقف الصهيوني الرافض لوقف الاستيطان وإنجاح التفاوض على أساس حدود 1967، وأضاف في كلمته تلك أن خطوته تلك لم تكن أحادية الجانب كما أعلنت حكومة النتن ياهو، بل أن الاستيطان الصهيوني كان أحادي الجانب!!.
هكذا إذن، وبعد مضي عقدين من السنوات في الانتظار الممل يعترف الرئيس الفلسطيني بمنتهى البساطة والوضوح بأن خيار الطريق الذي قاد شعبه وسار عليه قد كان مسدوداً، وأنه بعد العقدين من السنوات – عمر جيل- قد "اضطر" لاختيار طريق آخر للوصول إلى هدفه المعلن، تاركاً قطار التسوية "المتوقف!!"، من خلال التوجه للأمم المتحدة لإعلان دولة فلسطينية، وهو لعمري أمر رائع أن يعترف بفشل نهج التسوية وبخطورة الاستيطان الشاذ وغير الشرعي، لكنني أتساءل وباستغراب شديد باحثاً عن تبرير منطقي أو إجابة شافية:
1. ألم يأت ذاك الاعتراف متأخراً عن زمنه بما يقارب العقدين من السنوات، لاسيما وأن العدو الصهيوني قد تمكن خلالها من تحقيق الكثير من أجندته المرسومة له، حيث تمدد واستوطن، واستحوذ وشرّد، واعتقل وقتل، ورمّل ويتـّم، وهوّد وأقام الجُدُر العازلة فخنق مدن الضفة الغربية وقراها وقطـّع أوصالها!!؟، وأن ذاك كله قد جرى تنفيذه على مرأى من قيادة السلطة الفلسطينية ومسمعها!؟.
2. أليس من الغرابة بمكان أن نرى فجأة ما لم نكن نراه رغم وضوحه طيلة العقدين المنصرمين وما خبرناه من أولويات صهيونية!؟.
3. وإذا ما تأخر اعتراف قيادة السلطة الفلسطينية بفشل خيار طريقها الذي سارت عليه، وارتأت أن تجرب خياراً آخر لا يقل صعوبة عن سابقه في ظل الفيتو الأمريكي المنتظر وحجم التآمر الغربي على قضيتنا، فما الذي دفع شعب فلسطين كي يستمر على سكوته هذا فلم يحرك ساكناً، فيما كانت سكين الجزار الصهيوني تستمر بقطع أجزاء من جسمه وتثخن جراحاته وسط خضم ذاك الطريق الذي تعطل مسيره فيه!؟.
لقد مارس العدو الصهيوني شتى أساليب المكر والخداع والمراوغة خلال رحلة أوسلو البغيضة والتي امتدت لعقدين من الزمن أو أقل من ذلك بأشهر معدودات، فقضم خلالها من أرض الضفة الغربية ما قضمه واتسع استيطانه وازداد تهويده للمقدسات العربية والإسلامية، وأقام الجدار العازل الذي فتت به أوصال الضفة الغربية بمدنها وقراها وقيد حرية وحركة أبنائها، وأحاطها بطرق التفافية ماكرة، فيما كنا جميعاً - بمعية قيادة السلطة الفلسطينية – أشبه ما نكون بركب نيام يسار بهم في بريّة على غير هدى، فإذا بقائد ذاك الركب يستيقظ من غفوته على حين غرة ليجد أنه في غير الاتجاه السليم، وأن بوصلته التي كان يسير بهديها قد ضيعته وأضاعت له دربه، وأن الركب قد ابتعد كثيراً!!.
لقد أضاع الفلسطينيون سنوات طوال من عمر قضيتهم بعد ثبوت فشل مسار أوسلو وعدم تحقيق التسوية السلمية المنشودة، وتدهور أوضاع الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو غزة، كما وتهيأت لسلطات الاحتلال الصهيوني فرصة لا تعوض من خلال فرض حقائق جديدة تحققت بفضل سياسة الاستيطان وقضم الأراضي والتهويد، فكان حريّ بهم أن يتحركوا وفق نهج وطني فلسطيني لإجبار العدو الصهيوني على الامتثال للحد الأدنى من مطالبهم المشروعة والمتمثلة بإقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة وإفشال سياستهم الاستيطانية التي جعلت هدف إقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش بعيدة المنال بسبب تقطع أوصالها وعدم تواصلها الجغرافي التي لعب عليها الكيان الصهيوني فأتقن لعبته تلك!!.
لسان حالنا يردد ما قاله الشاعر العربي: "إن كنت تدري فتلكك مصيبة... وإن لم تكن تدري فالمصيبة أعظم":
أولاً ... تارة بما سمعناه من حديث الرئيس الفلسطيني ذاك واضطراره للتوجه نحو الأمم المتحدة بعد أن خسر عقدين من الزمان بطريق قد اختاره ليقود شعبه فأضاع لنا حلم الوصول لهدفنا ومبتغانا، في الوقت الذي يعلم الجميع أن الرئيس الفلسطيني هو مهندس أوسلو، وأنه كان قد أصدر كتاباً بعنوان"الطريق إلى أوسلو" عام 1994 ضمّنه هواجسه وتخوفاته من مطبات تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر قد تجهض التسوية، ففات عليه وهو المهندس لتلك الاتفاقيات وواضع فصول ذاك الكتاب أن يتحسب جيدا لمثل هذا اليوم فيضع في حسبانه ممارسات العدو ونواياه الخبيثة فيضع جدولاً زمنياً لتنفيذ ما سار عليه، لا أن يترك الحبل على الغارب للعدو الصهيوني لعقدين من الزمن يتوسع خلالها ويتمدد على هواه ووفق مشيئته وأمام ناظريه ليجد أنه كان واهماً مخدوعاً بعدها، ليعلن اليوم وعلى الملأ بأنه "مضطر" للذهاب إلى الأمم المتحدة برحلة محفوفة بالمخاطر منها اختلال موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني وقرار الفيتو الأمريكي المعد سلفاً لاستخدامه، في وقت كان العدو الصهيوني واضحاً تماماً طيلة الفترة المنصرمة التي رافقت وزامنت المفاوضات، فهو لم يوقف استيطانه وتهويده للمقدسات العربية والإسلامية، ومناقصات إقامة الوحدات السكنية كان يعلن عنها على قدم وساق، ولعل آخرها ما ذكرته صحيفة "هآرتس" من أن السلطات الصهيونية قد أعدت مخططا للسيطرة على مزيد من الأراضي في الضفة الغربية "حيث الدولة الفلسطينية مستقبلاً!!" لبناء كتل استيطانية مستقبلية تمنع التواصل الجغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية، كما وأشارت الصحيفة ذاتها في عددها الصادر يوم 23 يوليو/ تموز إلى أن الوثيقة هذه تعمل على إخضاع أراض في الضفة الغربية لملكية الدولة العبرية، وبما يسمح بإجراءات التخطيط والبناء حول المستوطنات: اريئيل، معاليه ادوميم، غوش عصيون وبلدات غلاف القدس، وكذلك في مناطق إستراتيجية مثل غور الأردن وشمال البحر الميت!!.
ثانياً ... وتارة أخرى حين نرى مستشاره السياسي السيد نمر حماد يخرج علينا بحديث يبرر فيه الفخ الذي وقعت فيه سلطته الفلسطينية قائلاً نصاً "إيجاد حل للصراع (الفلسطيني-الإسرائيلي) يقتضي بإجراء مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما كنا نحاول الوصول إليه طيلة المرحلة الماضية، إلا أن حكومة نتانياهو منذ أن جاءت لم تعترف ولم تلتزم ولم تقبل بكافة التفاهمات السابقة"... انتهى الاقتباس، موحياً بحديثه ذاك بأن قطار التسوية كان قد حقق الكثير للشعب لفلسطيني حتى قدوم حكومة النتن ياهو التي أفشلت جهود المفاوضات وتسببت بتوقف عجلة التسوية، ناكراً تماماً حقيقة الأجندة الصهيونية الموضوعة سلفاً والتي راح الحكومات الصهيونية تنفذها، ومتناسياً ما جُبل عليه يهود من مكر ودهاء وخبث، وهي صفات لازمتهم على مر الدهور والعصور، وأنها صفات قد اشتركت بها جميع حكومات تل أبيب مذ انطلق قطار أوسلو، فاستثمرت تلك الحكومات غفلة القيادة الفلسطينية و"طيبة قلبها وصفاء سريرتها" فراحت تستثمر الموقف بفرض حقائق جديدة على الأرض من خلال مواصلة عمليات مصادرة الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات وتهويد القدس!!.
لقد آن لشعب فلسطين أن يلعب دوره التاريخي والمصيري وعدم الوقوف – كما رأيناه- متفرجاً مشاهداً للأحداث تجري من حوله وعليه فتزيده إحباطاً ويأساً وتشتتاً وضعفاً وانقساماً، فلا خيار أمامه إلا الصمود على الأرض في ظل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني أولاً وقبل كل شيء، كما ولا صمود من دون ترتيب البيت الفلسطيني وإصلاحه، من هنا كان لزماً على شعبنا في فلسطين أن يمارس ضغطاً حقيقياً من خلال ما متاح له من أضعف أشكال المقاومة والتصدي متمثلة بالتظاهر والاعتصام والحجارة وإزعاج قوات الاحتلال كي يستفيق العالم عن غفوته ويدرك بأن هناك شعباً يطالب باستقلاله وحريته وكرامته، أسوة بما مارسه أهلنا في قرية بلعين في الضفة الغربية وحققوه من خلال تظاهراتهم المستمرة المطالبة بإزالة الجدار الشائك والتي استغرقت ست سنوات أجبر فيها العدو الصهيوني في آخر المطاف على رفع الجدار العازل الشائك مما أعاد حوالي 1020 دونم لأهالي القرية من أصل 2300 دونم قد قضمها الجدار من أراضي القرية، وسأترك الحديث عن دعم عربي رسمي، فذاك لعمري لن يتحقق في المدى المنظور في ظل أنظمة فاسدة منشغلة بأمور كراسي حكامها!!.
مسك ختام مقالي هذا، أعلم أنني بمقالي هذا لن أعجب البعض من بني قومي لفصائلية مقيتة تلبست وشلت تفكيرهم، وسيحسبون أنني قد جئت أمراً نـُكرا، فأقول لهم بأن لكل كلمة أذناً، ولعل أذانكم ليست لكلماتي هذه، فلا تتهمونني بالغموض والانحياز، فما أنا إلا مذكر منبه، تأسياً ونزولاً لما جاء بمحكم آيات الله تعالى حيث قال: "فذكّر فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"...(‏الذاريات‏:‏55‏)‏‏.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
25 تموز / يوليو 2011

سماك العبوشي
26/07/2011, 12:08 PM
سادتي الكرام ...
أسعد الله أيامكم.

لم نتجن على أحد ورب الكعبة، ولم نقل إفكاً، كما ولم نأت بفرية، بل قلنا الحقيقة المرة، كعادتنا كل مرة، فما أن انتهيت من نشر مقالي هذا، حتى استرعى انتباهي ما كانت قد نشرته وكالات الأنباء العالمية والعربية وتناقلته من تصريحات وأحاديث للسيد صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بما يؤيد وجهة نظرنا بما كتبناه هنا، وإليكم بعضها:
أولاً ... إليكم الخبر الذي نشرته "دنيا الوطن" والذي حمل عنوان "عريقات: إسرائيل لم تلتزم باتفاقيات أوسلو منذ البداية"، والذي أقتبس منه مقطعاً:
"قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات اليوم الاثنين، إن إسرائيل لم تلتزم باتفاقيات أوسلو منذ البداية وتخلت عن كل الالتزامات المترتبة عليها.
جاء ذلك ردا على ما نشرته صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية اليوم بأن طاقما برئاسة مستشار الأمن القومى الإسرائيلى يعقوب عميدرور يدرس إمكانية إلغاء اتفاقات أوسلو، وذلك فى محاولة لإفشال المسعى الفلسطينى فى التوجه إلى الأمم المتحدة.
وقال عريقات "إن إسرائيل تخلت عن التزاماتها السياسية والأمنية بناء على اتفاقية أوسلو".. مشيرا إلى أنه لو كانت إسرائيل التزمت بهذه الاتفاقيات لكانت الدولة الفلسطينية المستقلة قامت عام 1999.......".... انتهى الاقتباس!!.
وهذا رابط الخبر لمن أحب التوثق:
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2011/07/25/182115.html

ثانياً ... قال عريقات في حديث منشور له في عدد من المواقع الإخبارية: "إن إسرائيل تخلت عن التزاماتها السياسية والأمنية بناء على اتفاقية أوسلو".. مشيرا إلى أنه لو كانت إسرائيل التزمت بهذه الاتفاقيات لكانت الدولة الفلسطينية المستقلة قامت عام 1999، وفي تصريح له أيضاً، قال الدكتور صائب عريقات تناقلته وكالات الأنباء العالمية: "هناك سلطة فلسطينية ولدت كنتاج للاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية، ومع دولة اسرائيل، والمكانة القانونية للسلطة الفلسطينية هي ان تكون ناقلاً للشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال خلال فترة زمنية مدتها 5 سنوات، وعلى مدى السنوات قامت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بتفريغ هذه السلطة من ولاياتها القانونية والسياسية والامنية والاقتصادية، وبالتالي تنصب اسرائيل نفسها حاليا كمصدر للسلطة، وتستطيع اسرائيل ان تبقي هذا الوضع كما هو عليه الف عام قادم ".
كما أضاف: "اذا ما استخدم الفيتو في مجلس الامن، واستخدمت الرواتب لابتزاز سياسي، ولابقاء اسرائيل كمصدر للسلطات، واستمر الاستيطان فان السلطة باعتقادي يجب ان لا تكون، واعتقد ان على الرئيس محمود عباس ان يلقي الورقة في وجههم، وانه بعد 20 سنة فان منظمة التحرير الفلسطينية تعيد النظر في كل شيء حدث، لأن ابقاء الوضع على ما هو عليه الان هو دمار للقضية الفلسطينية، لقد تعاملنا 20 سنة بالواقعية والحكمة، وهناك مهمة للسلطة اسمها الاستقلال، وبالتالي فإن رأيي الشخصي هو ان السلطة الفلسطينية اما ان تكون ناقلا للاستقلال او لا تكون"... انتهى الاقتباس.

والآن، وبعد هذه الحقائق والشواهد والاعترافات، بضياع عشرين عاماً من عمر القضية الفلسطينية في أوهام وأضغاث أحلام، فإنني أتساءل:
1- أما أضعنا عمراً من عمر قضيتنا يقدر بعمر جيل كامل في عبث وعقم تسوية استسلامية معروفة النتائج والتي لطالما حذرنا منها مبكراً، ومبكراً جداً!!؟؟.
2- ألا يدحض ما جاء على لسان السيد عريقات عن سياسات وممارسات الحكومات الصهيونية المتعاقبة بتفريغ هذه السلطة من ولاياتها القانونية والسياسية والأمنية والاقتصادية ما كان قد صرح به السيد نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني والذي نوه أن عملية التسوية كانت قد توقفت وأجهضت الجهود بعد تولي النتن ياهو الحكومة الصهيونية تحديداً!؟.
فبماذا سيجيبنا المناكفون من أصحاب النظرة الفصائلية الضيقة!؟.

تحياتنا للجميع.