المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نكران



سميرة رعبوب
26/07/2011, 05:01 PM
وقفت أمام المرآة ترتب هندامها ... وخيالها مسافر حيث هم ...
تحصي الدقائق وتسابق الزمن حتى تصل إليهم ...
وصلت للمطار باكرا ... تمر اللحظات بها بطيئة .. تتمنى أن يمضي الوقت سريعا
بعد فترة ليست باليسيرة أُعْلِنَ وصول الطائرة...
نبضات قلبها تسارعت ، شعرت بأن الجميع يستمع لها ... طارت فرحا لتلقي بهم
ومن بعيد رأتهم فشعرت أن الحياة تدب فيها من جديد ...
انصهرت في الزحام حتى وصلت إليهم ..
سابقت الريح كي تعانقهم ...
ابتسموا لها قائلين : من أنت ِ ؟
شعرت بخنجر مسموم يخترق الفؤاد ويبعثرها إلى أشلاء
في هذه اللحظة شعرت وكأنها شاخت .. وأن الزمان قد توقف. تجاهلت قسوتهم
وقالت متلعثمة : ما بالكم أنا أمكم ...!!!
هتف أحدهم متضجرا: أتعلمين أننا أصبحنا شخصيات مرموقة وليس من اللائق أبدا أن امرأة عجوز رثة مثلك تعانقنا
وتهتف فاضحة لنا بأنها أمنا !!!
تسمرت في مكانها وتحجرت دموعها واختنقت العبرة في جوفها استطاعت فقط أن تنطق بالأسف وهزت رأسها بالإيجاب ثم مضت مترنحة ... شعرت وكأن الدنيا تدور من حولها
تذكرتهم وهم صغار كيف أفنت شبابها برعايتهم وتعليمهم ... . تجرعت الهوان من أجلهم
كانت تعمل لساعات طويلة تخدم بيوت الأثرياء لكي توفر لهم لقمة العيش والثوب الجديد في كل عيد ...
كانت تحلم دوما أن تراهم أفضل منها وأنجح منها...
كانت تضحك من أجلهم وتبكي من أجلهم وتحزن من أجلهم وتعيش من أجلهم
ثم كبروا وأصبحوا نجوما لامعة يشار لهم بالبنان ... ولكنهم اليوم ليسوا بحاجة لها إن امرأة عجوز رثة مثلها تمثل فضيحة لأحدهم
ما أقسى قلوبهم ... ظلت تبكيهم بصمت وتتذكر جروحهم بصمت وتنقش آلامهم على جدران منزلها وظلت على هذه الحال
إلى أن رحلت روحها إلى بارئها ... !!!

كرم زعرور
26/07/2011, 05:29 PM
.. ومع ذلك ظلَّت ترضى عليهم ، وتطلبُ لهم الخيرَ والتَّوفيق َ!
أليست هي الأمّ ؟!
رسمت ِلنا صورة ً عن الجحود ِ، وما أكثره في هذا الزَّمان ِ،
لك ِتحيّاتي وتقديري ، أستاذة سميرة .
كرم زعرور

سهام صلاح الدين
26/07/2011, 11:28 PM
أختى الفاضلة سميرة
قصة تستشعر لها الأبدان يالهذا الجحود القاتل ألم يتذكروا مافعلت لهم يوما
ألم يتذكروا كم هى ضحت من أجلهم فمن الأولى أن ينتشلوها من هذا الفقر ولينعموا
عليها بأفخر أنواع الثياب ليعوضوا عنها مافاتها من متع الحياة لتقدم لهم السعادة
دائما قصصك رائعة ومتميزة أختى الفاضلة
لك كل تحياتى ومودتى

السعيد ابراهيم الفقي
26/07/2011, 11:39 PM
السلام عليكم
الاديبة التربوية الجادة الاستاذة سميرة رعبوب
ماشاء الله
سرد متوازن الخطوات
وعبارات قوية مؤدية
ورسالة انسانية الى من يهمه الامر
وتظل الام هي الأم
بفطرتها التي فطرها الله عليها
===
الحمد لله
والشكر لله
قلت يوما:
أنا انتمي لأبي وأوقره بفضل اختياره لأمي
أو
لان أمي اختارته
===
لك
تحية تربوية حضارية

حسين سالم محمد
27/07/2011, 10:41 AM
القصه تتكلم عن جحود الابناء الى امهم وهذا الموضوع دائما يثير في القارئ المشاعر الجياشة مستنكرا هذا الفعل
لكن هذه القصه ينقصها الكثير من الايضاح اولاها قال ابنائها من انت كيف لا يعرفون امهم هل هي مطلق وتركتهم اطفال
لكن انت في قصتك تنفين هذا الاحتمال اذ تقولين( تذكرتهم وهم صغار كيف أفنت شبابها برعايتهم وتعليمهم ... . تجرعت الهوان من أجلهم )
واذا كانوا يخجلون من امهم فكيف تسقبلهم في المطار واتمنى لك التوفيق

سميرة رعبوب
27/07/2011, 11:25 AM
.. ومع ذلك ظلَّت ترضى عليهم ، وتطلبُ لهم الخيرَ والتَّوفيق َ!
أليست هي الأمّ ؟!
رسمت ِلنا صورة ً عن الجحود ِ، وما أكثره في هذا الزَّمان ِ،
لك ِتحيّاتي وتقديري ، أستاذة سميرة .
كرم زعرور

دكتورنا الفاضل / كرم زعرور
جميل أن تكون أول من عانق نصي فكم يسعدني ذلك
نعم ما أكثر النكران والجحود في هذا الزمان
وصوره متعددة ومؤلمة جدا ...
أشكرك على تواجدك الراقي وإضافتك القيمة
لاعدمناك ...

سميرة رعبوب
27/07/2011, 11:28 AM
أختى الفاضلة سميرة
قصة تستشعر لها الأبدان يالهذا الجحود القاتل ألم يتذكروا مافعلت لهم يوما
ألم يتذكروا كم هى ضحت من أجلهم فمن الأولى أن ينتشلوها من هذا الفقر ولينعموا
عليها بأفخر أنواع الثياب ليعوضوا عنها مافاتها من متع الحياة لتقدم لهم السعادة
دائما قصصك رائعة ومتميزة أختى الفاضلة
لك كل تحياتى ومودتى

الأستاذة الفاضلة / سهام صلاح الدين
سعيدة بتواجدك وإضافتك الرائعة
للأسف هناك قلوب قاسية أشد من قساوة الصخر لا تشعر بكل ماقلتِ
وأبعد القلوب عن الله تعالى القلب القاسي
نعوذ بالله من ذلك ...
أشكرك على لطف المرور والإضافة الواعية
لاعدمناك ...

سميرة رعبوب
27/07/2011, 11:32 AM
السلام عليكم
الاديبة التربوية الجادة الاستاذة سميرة رعبوب
ماشاء الله
سرد متوازن الخطوات
وعبارات قوية مؤدية
ورسالة انسانية الى من يهمه الامر
وتظل الام هي الأم
بفطرتها التي فطرها الله عليها
===
الحمد لله
والشكر لله
قلت يوما:
أنا انتمي لأبي وأوقره بفضل اختياره لأمي
أو
لان أمي اختارته
===
لك
تحية تربوية حضارية

وعليكم السلام
أستاذنا التربوي الفاضل الجاد / السعيد ابراهيم الفقي

أشكرك على المرور والتشجيع
ونحمد الله تعالى على نعمة الوالدين
وتربيتهم لنا وبرنا لهم من توفيق الله تعالى
( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
حضور جميل وكلمات داعمة
لاعدمناك ...

سميرة رعبوب
27/07/2011, 11:38 AM
القصه تتكلم عن جحود الابناء الى امهم وهذا الموضوع دائما يثير في القارئ المشاعر الجياشة مستنكرا هذا الفعل
لكن هذه القصه ينقصها الكثير من الايضاح اولاها قال ابنائها من انت كيف لا يعرفون امهم هل هي مطلق وتركتهم اطفال
لكن انت في قصتك تنفين هذا الاحتمال اذ تقولين( تذكرتهم وهم صغار كيف أفنت شبابها برعايتهم وتعليمهم ... . تجرعت الهوان من أجلهم )
واذا كانوا يخجلون من امهم فكيف تسقبلهم في المطار واتمنى لك التوفيق

الأستاذ الفاضل / حسين سالم محمد
أهلا وسهلا بك عضوا في أسرتنا الغالية واتا
ولطف منك أن يكون مرورك على محاولتي الأولى في كتابة القصة القصيرة
من أولى مشاركاتك ...
أستاذنا الكريم هم تنكروا لمعرفتها تصنعا وهذا ما أوردته في القصة بدليل أن أحدهم خاطبها متضجرا بأنها تمثل فضيحة صحفية لهم خاصة وهم
اصبحوا شخصيات بارزة
يسهل معرفة حضورهم وقدومهم للبلاد بعد طول غياب من خلال الجرائد والصحف وليس شرطا تواصلهم معها وهذا كثير حدوثه أستاذنا الكريم ...
نسأل الله العافية والسلامة من ذلك وأن يرزقنا بر الوالدين

تحية وتقدير لشخصك النبيل ،،،