المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التطورات السياسية في اليمن أواخر القرن السابع عشر/ تحقيق مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 03:21 PM
التطورات السياسية في اليمن أواخر القرن السابع عشر/ تحقيق مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن
الباحث:
د/ أمة الغفور عبد الرحمن الأمير
الدرجة العلمية:
دكتوراه
تاريخ الإقرار:
2004 م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية

الملخص :
بمجرد انتهائي من دراستي الأولى ( الماجستير ) والذي كان موضوعها دراسة وتحقيق الجزء الأول من مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن ليحيى بن الحسين بن القاسم , ونظراً للزخم الجم الذي احتواه الجزء الأول لمخطوطة بهجة الزمن وجدت من واجبي العلمي استكمال دراسة وتحقيق الجزأين الثاني والثالث من تلك المخطوطة خاصة أني وجدت أن ما في الجزء الثاني والثالث للمخطوطة من غزارة المعلومات التاريخية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما في ذلك الظواهر الطبيعية والفلكية والزراعية عن تلك الفترة التاريخية التي ما زالت مجهولة لندرة المصادر عنها حتى الآن , الأمر الذي دفعني ببذل المزيد من الجهود للتمكن من إخراجها إلى حيز الوجود . وبعد فإنه من خلال بحثي عن المصادر الخاصة بهذه الفترة وجدت أن المؤرخ الوحيد الذي كان معاصراً ليحيى بن الحسين هو المطهر بن محمد الجرموزي والذي أفرد مؤلفاً خاصاً بسيرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وقد توقف قلمه عند سنة 1074هـ / 1663م أي قبل وفاته بثلاث سنوات , بينما استمر قلم المؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم في تقصي الحقائق التاريخية وتدوينها في مخطوطته بهجة الزمن بأجزائها الثلاثة . ومنذ وفاة المؤرخ الجرموزي وحتى بداية عهد صاحب المواهب الإمام محمد بن احمد بن الحسن كان المؤرخ يحيى بن الحسين هو المؤرخ الوحيد الذي دون أحداث تلك الفترة الهامة بكل جوانبها , وبالتالي أصبح مؤلفه ( بهجة الزمن ) بأجزائه الثلاثة مصدراً رئيسياً لمعظم ــ إن لم نقل جميع ــ الأحداث والمعلومات التاريخية التي دونها مؤرخون لاحقون له في مؤلفاتهم , ولم يترك لمن جاء بعده من هؤلاء المؤرخين سوى الحذف أو الاختصار مما دونه هو , ولعل أهمهم المؤرخ والأديب عبد الله بن علي الوزير ( 1074 ــ 1144 هـ ) في كتابه طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى , والمؤرخ محسن بن الحسن أبو طالب ( 1103 ــ 1170 هـ ) في مؤلفاته التاريخية المتعددة والتي منها :ـ طيب أهل الكساء , والشذور العسجدية في الخلافة المهدوية الأحمدية . وغيرهم من المؤرخين . وقد زاد إدراكي بأهمية مخطوطة ( بهجة الزمن ) بعيد انتهائي من دراسة وتحقيق الجزء الأول لزيادة الطلب على هذا الجزء من قبل العديد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بالتاريخ سواءً في قسم التاريخ أو قسم الآثار في جامعة صنعاء أو جامعات أخرى خارج اليمن . ولذلك آليت على نفسي تكريس كل جهدي لإخراج الجزأين الثاني والثالث إلى حيز الوجود ليكونا في متناول الباحثين والمهتمين بالتاريخ , متجاوزة في سبيل ذلك مختلف الصعوبات الجسام التي واجهتني كباحثة ابتداءً من قراءة نص المخطوطة , الذي هو عبارة عن مسودة بخط المؤلف بما يحمله من شطب وإصلاحات لمعظم أوراق هذه المخطوطة , بالإضافة إلى الحواشي الكثيرة المتعلقة بالنص والتي كان لابد من إدخالها في متن النص حسب إشارات المؤرخ نفسه , وانتهاءً بتنوع وغزارة معلومات المخطوطة التي جعلتني أكثف البحث والتقصي لاستخراج شروح وتعريفات مختصرة لمختلف تلك المعلومات والتي اشتملت على أعلام ومناطق جغرافية وألفاظ ومصطلحات والكثير من الكتب المتنوعة في مختلف العلوم والفنون , ومذاهب وطوائف دينية , وعلماء من مختلف أقطار العالم الإسلامي .
ومن ما جعل البحث أكثر صعوبة أن المؤرخ في معظم الأحيان أفترض إلمام المطلع على مخطوطته بتفاصيل مختلف المعلومات التي دونها فكان غالباً ما يذكر أسم الكتاب مختصراً , وكذلك أسماء العلماء أقتصر على ذكر أسماء شهرة كل منهم وبالمثل فيما يخص الأعلام والشخصيات حيث اكتفى غالباً بذكر الاسم الأول والثاني فقط , إن الكم الكبير جداً لمختلف تلك المعلومات التي تحتاج لشرح وتفسير جعلتني أغوص في بطون العديد من الكتب والمراجع لأتمكن من توضيح مختلف المفردات إضافة لتوضيح أهمية مختلف العلماء ومؤلفاتهم . كما حاولت تفسير الكثير من مبهمات عصر تدوين هذه المخطوطة. نظراً للأهمية البالغة للفترة التي أرخ لها يحيى بن الحسن فلم أكتفي بإخراج هذه المخطوطة إلى حيز الوجود وحسب بل قمت بإجراء دراسة تحليلية لهذه الفترة التي تعتبر من أهم فترات تاريخ اليمن الحديث والتي تمثل فترة الاستقرار السياسي والازدهار الفكري وتوسع حدود الدولة في عهد الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم , ثم ما تلاه من تطورات سياسية هامة وسريعة بدءاً بما حدث من صراع على الإمامة بعد وفاته وانتهاءً بفترة صاحب المواهب الإمام محمد بن احمد بن الحسن. كما لوحظ خلال هذه الفترة من تاريخ اليمن الحديث ظهور تطور ملحوظ لمراكز القوى , مما كان له الأثر الكبير في الأوضاع السياسية خاصة بعد انعدام ما عرف بالاستقرار السياسي الذي كان واضحاً في عهد الإمام المتوكل على الله إسماعيل أبن القاسم . ونتيجة لما سبق ذكره كان لابد من إجراء دراسة علمية لكشف واستخلاص حقائق هذه الفترة لما ستقدمه هذه الدراسة من موضوع هام يخدم الفكر اليمني خاصة والعربي بشكل عام إضافة لأنها سوف تزيح الغموض عن فترة أساسية من تاريخ اليمن هي فترة الاستقلال عن الحكم العثماني الأول , وتلقي الضوء على السعي الدائم لتوحيد اليمن أرضاً وشعباً عبر تاريخ اليمن الطويل , الأمر الذي أكد لي ضرورة دراسة ذلك العصر دراسة موضوعية بالإضافة إلى إبراز نموذج من أهم مخطوطات ذلك العصر . وبعد المناقشة مع الأستاذ الدكتور / سيد مصطفى سالم المشرف على هذه الرسالة تم الاستقرار على أن يكون عنوان هذه الرسالة : { التطورات السياسية في اليمن أواخر القرن السابع عشر مع تحقيق الجزء الثاني والثالث من مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن } التي تتألف من ثلاثة أجزاء هي :ـ
الجزء الأول :ـ يتناول أحداث الفترة ( 1046 ــ 1080 هـ ) وقد تمت دراستها وتحقيقها في رسالة الماجستير للباحثة .
الجزء الثاني :ـ تناول أحداث الفترة ( 1081 ــ 1090 هـ ) .
الجزء الثالث :ـ تناول أحداث الفترة ( 1091 ــ 1099 هـ ) .
وبالإضافة إلى أهمية الفترة الزمنية التي تناولتها هذه المخطوطة وما ورد فيها من معلومات هامة في مختلف الجوانب فإن الأهمية الأخرى لهذه المخطوطة تكمن في أن مؤلفها هو العالم المجتهد , المتحرر, الموسوعي , يحيى بن الحسين بن القاسم الذي صنف في معظم علوم عصره حيث ربت مؤلفاته على مئة مصنف أغنى بها المكتبة اليمنية والتراث اليمني وهو العالم الذي أهتم كثيراً بالتاريخ وصنف فيه كتباً هامة كانت من أهم المصادر التاريخية لمن جاء من بعده من المؤرخين . فقد وهب نفسه للعلم وتفرغ له رافضاً العديد من المناصب السياسية التي عرضت عليه , فتجسدت الموضوعية في كل ما كتب وألف لأحداث عصره , فلم يكن منحازاً أو متحيزاً ولم يكن من كـُـتاب أو مؤرخي السلطة كما هو عليه معظم المؤرخين من بعده , الأمر الذي أكسب مؤلفاته التاريخية أهمية خاصة أنه من أبناء الأسرة الحاكمة ( آل القاسم ) فقد أكد موضوعيته وعدم انحيازه ما أورده من سلبيات وإيجابيات ذلك العصر متحرياً الدقة في ذلك ما استطاع إليه سبيلا .
هذا وقد اقتضت طبيعة الدراسة الموضوعية أن يكون تقسيمها المنهجي قسمين رئيسيين هما :ـ
القسم الأول :ـ يحتوي على التمهيد وثلاثة فصول رئيسية هي :ـ
1 التمهيد : وصول الإمام المتوكل إسماعيل إلى الإمامة .
ويتناول الدور السياسي للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم قبل توليه الإمامة , ثم وصوله إلى الإمامة وتوضيح من دعوا لأنفسهم بالإمامة بعد وفاة الإمام المؤيد محمد بن القاسم وتبيان موقف الإمام المتوكل إسماعيل منهم .
2 الفصل الأول :ـ سياسة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم منذ توليه الإمامة وحتى وفاته ( 1045 ــ 1087 هـ / 1644 ــ 1676 م ) حيث تناول هذا الفصل توسع حدود الدولة القاسمية والجهود التي بذلتها الدولة في هذه الفترة لبسط سلطتها على اليمن الموحد وتناول مختلف الجهود التي بذلت ليعم الأمن والاستقرار في ربوع الدولة حلال فترة حكم الإمام حكمه وعلى وجه الخصوص السبع السنوات الأخيرة
وتم اختتام الفصل الأول بالسياسة الإدارية للإمام المتوكل على الله إسماعيل وبحسب ما أسعفتنا به المصادر المتاحة لفترة الدراسة أو اللاحقة لها والتي كان أهمها جميعاً مخطوطة ( بهجة الزمن ) .
3 الفصل الثاني :ـ يتناول سياسات أبناء الجيل الثاني ( أحفاد الإمام القاسم بن محمد ( 1087 ــ 1099 هـ / 1676 ــ 1681 م ) حيث تناول هذا الفصل ثلاثة أئمة تولوا بعد الإمام المتوكل على الله إسماعيل كان أولهم الإمام المهدي احمد بن الحسين بن القاسم وتوضيح دوره السياسي قبل توليه الإمامة ثم مرحلة وصوله إلى الإمامة وموقفه من المعارضين له ومن ثم جهوده في محاولة فرض هيبة الدولة حتى وفاته , أما الثاني فهو الإمام المؤيد محمد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل, حيث تم توضيح مبايعته بالإمامة وموقف مراكز القوى منه وكيف استغلت شخصية الإمام المؤيد الضعيفة وأصبحت أكثر قوة ونفوذاً من الإمام نفسه , ومن ثم توضيح كيف دب الخلل الأمر الذي أدى إلى تمرد بعض المناطق الشرقية والتي من أهمها يافع ومحاولة خروجها عن سيطرة الدولة القاسمية وتوضيح موقف الدولة من ذلك التمرد وهل كانت الظروف مواتية للقضاء على مثل هذه التمردات أم لا ؟
أما الإمام الثالث فهو الإمام الناصر محمد بن احمد بن الحسن ( صاحب الواهب ) حيث تم تناول دوره السياسي البارز قبل توليه الإمامة وكيف تمكن من الوصول إلى الإمامة ثم تحديد موقف مراكز القوى من أبناء الأسرة القاسمية من إمامته وتوضيح أسباب وأهم نتائج الصراع الذي دار بينه وبين بقية أبناء الأسرة .
وبالرغم من توقف قلم المؤرخ يحيى بن الحسين عن مواصلة متابعة وتدوين تلك التطورات السياسية التي حدثت في عصر صاحب المواهب عند سنة ( 1099 هـ / 1686م ) إلا أني حاولت استكمال أحداث فترة صاحب المواهب الإمام محمد بن احمد بن الحسن مختصرة لرسم الخطوط العريضة لهذه الحقبة الهامة من تاريخ اليمن الحديث خاصة أن أحداث التاريخ لأي فترة عبارة عن سلسلة مترابطة ومتداخلة في بعضها البعض ولا يمكن تجزئتها أو فك ترابطها فليس هناك أحداث إلا وهي ناتجة لمواقف وأحداث وإرهاصات سابقة وهي في نفس الوقت مقدمات لما سيأتي بعدها .
4 الفصل الثالث :ـ أشتمل على دراسة خاصة بالمؤرخ يحيى بن الحسين والجزء الثاني والثالث من مخطوطة بهجة الزمن في تاريخ اليمن , حيث أشتمل على عدداً من العناوين :ـ
‌أ- ترجمة المؤرخ يحيى بن الحسين من عدة زوايا مثل تناول نشأته وشيوخه وتفرغه للعلم والتأليف واهتمامه بالتاريخ وموقف المؤرخين منه ووفاته .
‌ب- وصف الجزأين الثاني والثالث من المخطوطة وكل ما يتعلق بالجانب الشكلي فيها .
‌ج- أهمية المخطوطة من حيث فترتها الزمنية ومعاصرة المؤرخ لأحداثها وموضوعيته ودقته وأمانته .
‌د- المواضيع التي أهتم بها المؤرخ في المخطوطة بجزأيها الثاني والثالث سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو علمية أو أدبية أو ظواهر طبيعية وفلكية , وأخيراً أخبار أقطار العالم العربي والإسلامي .
‌ه- المنهج الذي أتبعه المؤرخ خلال تدوينه لمختلف الأحداث في هذين الجزأين .
‌و- المنهج الذي أتبعته الباحثة خلال التحقيق .

القسم الثاني :ـ التحقيق المنهجي .
تحقيق منهجي للجزء الثاني والثالث من مخطوطة ( بهجة الزمن في تاريخ اليمن ) وقد حاولت إتباع المنهج العلمي والقواعد العلمية المتبعة في التحقيق للنصوص من حيث إثبات النص كما أورده مؤلفه ووضع علامات الترقيم والأقواس اللازمة والهوامش الموضحة لما يلزم توضيحه وغير ذلك مما سيتضح خلال التحقيق لكي يتم إخراج النص كاملاً وواضحاً قدر المستطاع .
وبـعـد :
أتمنى أن أكون قد لامست ما تستحقه هذه الفترة من إبراز حقائقها من خلال الدراسة الموضوعية كما أرجو أني وفقت في إخراج الجزأين الثاني والثالث من المخطوطة إخراجاً يوفيها حقها من الأهمية . وإذا ما كان هناك أي تقصير فلابد أن يكون غير مقصود طالما والإنسان يسعى في البحث والتقصي عن حقائق التاريخ كل السبل وأضنني قد بذلت من الجهد ما يشفع لي عن أي تقصير .