المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللآلي المضيئة في أخبار أئمة الزيدية للعلامة محمد صلاح الشرفي 105هـ



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 07:12 PM
اللآلي المضيئة في أخبار أئمة الزيدية للعلامة محمد صلاح الشرفي 105هـ
الباحث:
أ/ سلوى علي قاسم المؤيد
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
2002م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
الملخص:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله الطيبين وأصحابه وبعد:
فقد أدركت في نفسي ميلاً شديداً إلى اختيار إحدى المخطوطات ذات القيمة التاريخية وتحقيقها كمشروع لنيل درجة الماجستير في التاريخ لأسهم ولو بجهد بسيط في حفظ تراث أمتنا من الاندثار ولاسيما التراث الموجود في اليمن .وقد أستقر الرأي بعد بحث واستقصاء على اختيار مخطوط (اللآلئ المضيئة في أخبار أئمة الزيدية) للعلامة(الشرفي) المتوفي سنة 1055هـ/ 1645م.
والمخطوط هو شرح للقصيدة الشهيرة (البسامة) للسيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير المتوفي سنة914هـ /1508م وذيلها للسيد داود بن الهادي المؤيد الحسني الصعدي المتوفي سنة 1035هـ/1625م وذيل المؤلف نفسه.
كما أن المخطوط من بين المراجع المتميزة بالنسبة للباحثين إذ جمع فيه المؤلف ما تفرق في كتب سير الأئمة تلك الكتب المخطوطة التي يصعب الوصول إليها لتفرقها في المكتبات الخاصة فضلاً عن أن عدداً منها أصبح في عداد المفقود .
ويكتسب المخطوط أهمية إضافية لعلو كعب كاتبه الشرفي فقد كان عالماً مجتهدا
ومحققا أصوليا وشاعرا أديباً حرص على توثيق الأخبار بإحالتها إلى مصادرها الأصلية والرجوع في الخبر إلى غير مصدر واحد ورغم أن الشرفي في هذا المخطوط يغلب عليه الجمع والنقل إلا أن شخصيته كانت كثيراً ما تظهر من خلال انتقائه لما ينقله ومن خلال تعقيباته وتعليقاته على كثير من الأحداث التي حرص أن يسبقها بكلمة (قلت) حتى لا يقع الخلط بين رأية وبين ما نقله من آراء الآخرين وقد أضفت كثرة مصادر المؤلف وتنوعها أهمية خاصة على المخطوط إذ أنها تظهر انفتاحاً على جميع الكتابات التاريخية بغض النظر عن مرجعيتها المذهبية وقد بلغت مصادر المخطوط أكثر من ثمانين مصدراً عدا الرسائل والوثائق ناهيك عن أن الشرفي كان شاهد أعيان لمعظم الأحداث التي دونها في الجزء الثالث من مؤلفه.
والمخطوط طويل جداَ وأكبر من أن يصلح موضوع دراسة لرسالة ماجستير فهو مكون من ثلاثة أجزاء عدد صفحات كل جزء منها يجاوز600 صفحة لذلك كان لابد من اختيار قسم من المخطوط ليكون موضوعاً للرسالة.
بعد قراءة الجزئين الأول والثاني من المخطوط ، وقع الاختيار على الحقبة من (624- 840هـ / 1226- 1436م ) وهي المدة التي حكمت اليمن فيها سلطتان متعاصرتان هما سلطة بني رسول التي اتخذت تعز عاصمة لها وسلطة الأئمة الزيدين الذين تمركزوا غالباَ في المناطق الشمالية .
ولعل أبرز مسوغات اختيار هذا القسم للدراسة والتحقيق هو أنه يتعلق بحقبة من تاريخ اليمن تميزت بسمات خاصة فهي مرحلة احتكاك وتأثر متبادلين بين سلطتين متمايزتين فكريا ومذهبيا لكل منها رؤية خاصة في شرعية الحكم وحاولت كل منها التوسيع على حساب الأخرى وكان لكل ذلك تأثيره سلبا وإيجابا على الساحة اليمنية.
وتسهم دراسة هذا القسم في إبراز وجهة نظر العديد من المؤرخين الزيدين في الدولة الرسولية ومناهجهم في الكتابة عنها إذ أن الدولة الرسولية كغيرها من الدول التي نشأت في العالم الإسلامي في العصر الوسيط كان لها من يبرر وجودها أما الزيدية فقد ظلوا على اعتقادهم بضرورة تطبيق أحكام الإمامة وبضرورة وجود الإمام العادل المستكمل للشروط المنصوص عليها في المذهب .
وفي هذا القسم من المخطوط ترجمات مطولة لثمانية عشر إماما من أئمة الزيدية وفيه الكثير من الوثائق والرسائل المهمة التي تعكس روح العصر وثقافته .
وقد وجدت في تحقيق هذا القسم من المخطوط متعة فكرية جعلتني أتحمل الصعوبات التي واجهتني في تحقيقه وهي صعوبات غالباً ما تواجه جميع الدارسين في مجال تحقيق المخطوطات على درجات متفاوتة وبالنسبة لهذا العمل فقد كانت الصعوبة الأولى هي في الحصول على ثلاثة نسخ مختلفة من المخطوط ويعود الفضل في تذليل هذه الصعوبة الأستاذ الفاضل المحقق عبد السلام الوجيه الذي وفر لي نسختين من مكتبة الجامع الكبير والأخرى من نسخة آل الهاشمي بصعده.
ومضت مدة طويلة من البحث قبل أن أوفق في الحصول على نسخة ثالثة مصورة على الميكروفيلم من المكتبة المركزية لجامعة صنعاء بواسطة الأستاذ الفاضل عباس زيد مدير قسم المخطوطات في المكتبة .
بعدها واجهتني مشكلة نسخ المخطوط من الميكروفيلم إذ لا توجد سوى آلة واحدة لنسخ الميكروفيلم وهي في مكتبة مركز المعلومات والتوثيق التابع لرئاسة الجمهورية مما حتم علي الذهاب مع الوالد حفظه الله إلى مدير المركز الأستاذ الفاضل علي أحمد أبو الرجال الذي أبدى تعاونا ملموسا في نسخ المخطوط .
ثم بدأت مرحلة أخرى لا تخلو من المصاعب وهي مرحلة مقابلة النسخ والمقارنة بينها والتي اقتطعت الكثير من الجهد والوقت بسبب الغموض والإبهام الذي يحيط بكثير من الكلمات نتيجة رداءة الخط والنقص الكبير في التنقيط وما يحدث من تصحيف وتحريف من قبل ناسخي المخطوط .
واجهتني أيضاً صعوبة في الحصول على بعض المصادر التي نقل عنها المؤلف وهي مخطوطات بعضها في مكتبات خاصة والبعض الآخر يعد مفقوداً .
ولعل المهمة الشاقة التي يواجهها المحقق هي التصحيح المتكرر للأخطاء المطبعية التي يظل يعاني منها إلى آخر لحظة من إخراج العمل تلك كانت أهم الصعوبات في مجال هذه الدراسة .
واقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى قسمين وهما :
القسم الأول :الدراسة التمهيدية
لقسم الثاني :متن المخطوط محققاً
فأما الدراسة التمهيدية فقد اشتملت على العناوين الآتية:
- ترجمة المؤلف : جمعت فيها كل ما كتب عن الشرفي في كتب التراجم المخطوطة والمطبوعة ونبذة مما كتب عن تلاميذه فجاءت الترجمة مشتملة على أسمه ونسبه ونشأته وعلمه ومؤلفاته وشيوخه وتلاميذه وآراء العلماء فيه.
- نسبة المخطوط إلى مؤلفه وتسميته: بينت فيه كيف تم التحقق من صحة نسبة المخطوط إلى العلامة الشرفي وكيف تم التأكد من أن اسم المخطوط هو الاسم الذي وضعه المؤلف دون أي خطأ أو تحريف .
- التعريف بالمخطوط ومصادره:قدمت فيه شرحا موجزا عن محتويات المخطوط بأجزائه الثلاثة وكذلك أوردت أسماء كل المصادر التي رجع إليها الشرفي في تلك الأجزاء .
- وصف النسخ المعتمدة في التحقيق :أشتمل هذا الوصف على معلومات عن نسخ المخطوط بما في ذلك نوع الخط وعدد الصفحات وتاريخ النسخ واسم الناسخ والتمليكات التي تظهر على صفحة العنوان وألحقت بهذا الوصف صورا للصفحة الأولى والأخيرة من النسخ الثلاث.
منهاج المؤلف وأسلوبه:وقد أوردت تحت هذا العنوان هدف الشرفي من تأليف تاريخه وطريقته التي انتهجها في كتابة هذا التاريخ وأسلوبه في النقل من المصادر مع إعطاء الأمثلة.
عرض موجز لمحتويات المخطوط :تأتي أهمية هذا العرض بوصفه الخلاصة التي تلقي الضوء على أهم الموضوعات التي تناولها المخطوط والتي قد تكون مثاراً لاهتمام الباحثين ومجالاً خصباً لدراسات تحليلية في المستقبل .
- منهاج التحقيق والنشر:شرحت فيه الخطوات العلمية التي اتبعتها لإخراج نص المخطوط مستقيماً خالياً من التحريف والتصحيف وأقرب ما يكون إلى ما أراده مؤلفه وبهذا ينتهي قسم الدراسة.
وأما القسم الثاني من البحث فهو (متن المخطوط محققا) مع ما يحتويه من حواشي تشتمل على عدد كبير من التعريفات للأعلام والأماكن والمفردات اللغوية الغريبة والمصطلحات غير المشهورة وغيرها وحرصت على تضمين هذا الباحث عددا من الملحقات التي تدعم دراسة المخطوط وهي عبارة عن خريطتين وبعض الجداول والقوائم المحتوية على معلومات مستخلصة من المخطوط يلي ذلك قائمة المصادر والمراجع التي رجعت إليها في تحقيق المخطوط ثم تليها مجموعة الفهارس التي تسهل عملية الإفادة من هذه الدراسة.
وفي خاتمة هذه المقدمة أحمد الله تعالى أن وفقني لتحقيق هذا الأثر الثمين وأتقدم بأسمى معاني الشكر والتقدير إلى أستاذي القدير المشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور أحمد علي السري الذي أفدت كثيراً من توجيهاته واستدراكاته القيمة كما أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل المحقق عبد السلام عباس الوجيه لوقوفه معي في جميع مراحل البحث لاسيما في مرحلة المقابلة بين النسخ وإمداده لي بكل ما أحتاجه من مخطوطات كما لا أنسى أن أشكر والدي العزيز الذي شاركني أيضا مرحلة المقابلة بين المطبوع والأصل وأشكر كل من الأستاذ الفاضل الدكتور سيد مصطفى سالم أستاذ التأريخ الحديث بجامعة صنعاء والأستاذ الفاضل عباس زيد مدير قسم المخطوطات بالمكتبة المركزية والأستاذ الفاضل علي أحمد أبو الرجال مدير مركز التوثيق والمعلومات برئاسة الجمهورية والعاملين في المركز على تعاونهم وأشكر الصديقة العزيزة خديجة حسن المغنج الأستاذة في كلية التربية -حجة- على مساعدتها لي في مراجعة الدراسة التمهيدية لغوياً.
واشكر كل من تعاون معي من العاملين في مؤسسة الإمام زيد للطباعة والنشر وعلى رأسهم الأستاذ الفاضل أحمد إسحاق الذي يبذل جهدا مشكورا في توفير ما يلزم الباحثين من مصادر زيدية مخطوطة ومطبوعة وعلى العموم أشكر كل من كان له دور مباشر أو غير مباشر في مد يد العون لإنجاز هذا البحث وإن لم أذكره اسماً والله ولي التوفيق.