المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليمن في عصر ملوك سبأ وذي ريدان ويمنت



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 07:22 PM
اليمن في عصر ملوك سبأ وذي ريدان ويمنت
الباحث:
د / محمد علي حزام القبلي
الدرجة العلمية:
دكتوراه
الجامعة:
جامعة صنعاء
القسم:
تاريخ
بلد الدراسة:
اليمن
لغة الدراسة:
العربية
تاريخ الإقرار:
2009
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
الملخص:
الخـــــاتمـــــــــة
وأخيراً تجب الإشارة هنا إلى الفرق الواضح والكبير بين بداية هذا العصر ونهايته، فقد تكبد الملك شمر يهرعش مشقة كبيرة، وواجه صعوبات كثيرة حتى تسنى له توحيد سبأ وذي ريدان ثم العمل على تأمين المناطق السبئية ومواجهة خطر حملة امرؤ القيس بن عمرو والأخطار التي نجمت عن تمرد حضرموت وبعض قبائل الأعراب مثل مذحج، والكثير الكثير من العقبات التي استطاع أن يتغلب عليها وأن يكون بحق أول مؤسس لوحدة هذا الوطن.لكن أبي كرب أسعد رغم قيامه بحملة إلى مأسل الجمح (Ry 509) إلا أنه كان قد ورث مملكة مزدهرة ومستقرة أهلته لإضافة "وأعرابهم طودم وتهامة" إلى اللقب الملكي الحميري، وكان أبي كرب إضافة إلى خبرته وحنكته السياسية و العسكرية يقطف الثمار التي زرعت من عهد جده ثأران يهنعم (الثاني) ابن ذمار علي يهبر(الثاني).
توصلت الدراسة إلى بعض النتائج وساعدت في إثبات وتأكيد البعض الآخر على النحو التالي:
v بدأ عصر ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت في عام (290م) تقريباً، واستمر حتى اتخذ الملك الحميري أبي كرب أسعد اللقب الأطول في تاريخ اليمن القديم (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم طودم وتهامة) في عام (400م) تقريباً. واشتمل اللقب الملكي (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت) على المناطق التي سيطرت عليها الممالك اليمنية القديمة، لذلك كان في اتخاذه لهذا اللقب دلالة على توحيد اليمن تحت سلطة مركزية واحدة. ومثلت يمنت في اللقب الملكي المناطق التي كانت تابعة لمملكة حضرموت القديمة عدا وادي حضرموت الكبير الموطن الأصلي لقبيلة حضرموت.
v انحصر اللقب ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت في بني ذي ريدان الحميريين واتخذوه على التوالي. واختلفت آراء الباحثين حول ترتيب ملوك ذلك العصر وذلك لقلة نقوشه وخاصة المؤرخة منها، ولانعدام التسلسل الأسري في تلك النقوش. وخرج البحث بمحاولة لوضع تصور للتسلسل الزمني لملوك العصر.
v لم يتأت للحميريين توحيد اليمن القديم تحت سلطتهم لولا تمكنهم من السيطرة على مملكة سبأ، ولم يكن سقوط مأرب بفعل عوامل سياسية فقط وإنما كانت هناك عوامل اقتصادية أدت إلى ضعف سبأ واستسلامها للحميريين.
v اتبع شمر يهرعش استراتيجية عسكرية بدأت بتأمين حدود دولته الشمالية والغربية في الوقت الذي كان يواصل إعادة إعمار ما خربته الحروب مع سبأ في المدن الحميرية ، وكان حدوث هذا قبل أن يبدأ حملاته ضد حضرموت التي سيطر على مدنها ثم أضاف "حضرموت ويمنت" إلى اللقب الملكي، ومن ثم لم تعد حضرموت دولة مستقلة، وإنما منطقة تابعة لحمير. غير أن ثورة حضرموت وتمرد السهرة وبعض القبائل الشمالية، كلها بينت أن إقامة سلطة مركزية قوية أمر صعب في هذه البلاد الواسعة الأطراف ذات الجماعات السكانية المتباينة، وهو ما دفع الحميريين للاستعانة بالكثير من قبائل هذه المناطق من أجل إحكام السيطرة عليها، وكذلك لتطوير نظام الحكم ليتناسب مع الوضع الجديد. وحاولت حمير أن توجد نوعا من التجانس الثقافي بين الكيانات السياسية المختلفة من خلال توحيد اللغة والدين والتقويم..إلخ، وكان لهذه المحاولة دور في إحكام سيطرتها على جميع المناطق التابعة لها.
v كانت العلاقة مع الأحباش في هذا العصر مختلفة عما سبقتها، فهي علاقة تجارية متبادلة بين الطرفين، كما أنها تدل على أن الأحباش لم يكن لهم وجود عسكري في اليمن خلال آنذاك.
v واصل خلفاء شمر يهرعش حربهم لاستكمال السيطرة على حضرموت التي تمردت في عهد الملك ياسر يهنعم وابنه ذرأ أمر أيمن ملكي سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت، ثم في عهد الملك ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت، واستخدم الحميريون جيش كبير الأعراب بغية القضاء على المقاومة الحضرمية، وضمها بشكل نهائي للدولة الحميرية. ويبدو أن جيش كبير الأعراب لم يستخدم إلا في هذه المهمة فقط.
v حدث تمرد في مناطق حضرموت ويمنت في نهاية عهد الملك ذمار علي يهبر وابنه ثأران يهنعم ، ويتضح من خلال النقش (Schmidt-Marib 28) أن يمنت قد سقطت من اللقب الملكي، ثم بعد ذلك سقطت حضرموت، وبدأ ثأران يهنعم ابن ذمار علي عهده باتخاذه لقب "ملك سبأ وذي ريدان" ابن ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان (نقش المصنعة).
v يظهر من النقوش الحميرية أن حضرموت لم تخضع نهائيا لسيطرة ملوك حمير إلا في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي. ونستدل بنقش عبدان الكبير على أن الملوك الحميريين قد لجأوا إلى اليزنيين لمساعدتهم في القضاء على تمرد هذه المناطق، فيذكر النقش حملات على حضرموت(أعراب حضرموت)، وعلى المهرة، وعلى السهرة وغيرها، واستعاد الحميريون سيطرتهم على هذه المناطق، بل توسعت دولتهم نحو الشمال، وبعد أحداث نقش عبدان نجد الملك الحميري ثأران يهنعم وابنه ملكيكرب يهأمن يعودون إلى اللقب الملكي "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت".
v استمر الملك ثأران يهنعم(الثاني) في الحكم فترة طويلة (أكثر من خمسين عاماً تقريباً) وهو ما يساوي نصف هذا العصر تقريبا، وتنوعت النقوش التي تعود إلى عهده بتغير لقبه الملكي المذكور فيها(كما ذكرنا سابقا)، وتنوعت الصفات التي حكم بها، فبعد أن شارك أباه أنفرد بالحكم فترة من الزمن، ثم أشرك معه الملك ثأران أيفع(الثاني) المذكور في نقش عبدان الكبير الذي نرى أنه ابن ثأران يهنعم، وكذلك ذمار علي أيفع، ثم أبنه ملكيكرب يهأمن، وبعدها ظهر له أبن آخر هو ذمار علي يهبر(الثالث) أثناء اشتراكه مع ابنه ملكيكرب يهأمن.
v أن ديانة الرحمن في اليمن أقرب ما تكون إلى الديانة اليهودية من أي ديانة أخرى. حيث كانت بداية ظهورها في الفترة بين (356- 358م) تقريباً.
v ظهور تطور جديد في نظام الحكم، ويتضح ذلك من خلال استمرار الشراكة بين الأخوين أبي كرب أسعد وأخوه ذرأ أمر أيمن التي بدأت في عهد أبيهما ملكيكرب يهأمن، ثم استمرت بافتتاحهما عهدا جديداً، حيث بدأ بشراكتهما معا في الحكم، ولكن مع وجود فرق في اختصاصات كل واحد منهما.
v لقد شهد القرن الرابع الميلادي التحاق الكثير من الأعراب للعمل في خدمة الدولة الحميرية، وشكلت بالفعل قوة حقيقية طوال فترة اللقب الملكي ( ملوك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت )، ربما تم جمعها تحت مظلة واحدة ، يتزعمها قائد جدني هو سعد تألب يتلف. ويبدو أن السبب في جمع هذه القبائل تحت زعامة كبير الأعراب، هو السبب نفسه الذي جمع الكيانات السياسية في اللقب الملكي الحميري، وهذا يدل على أن هذه القبائل وهذه الكيانات - رغم دخولها تحت نفوذ الدولة الحميرية- يبقى لها نوع من الاستقلالية يمثلها ذكر اسمها سواءً أكان في اللقب الملكي أم في لقب كبير الأعراب.
v كانت الفترة التي حكم فيها كل من ثأران يهنعم وأبنائه حتى وصول أبي كرب أسعد إلى الحكم فترة إزدهار، فنقوش تلك الفترة تتحدث عن بناء القصور، والكنائس وغيرها، ولم نجد نقوشاً حربيةً لا داخليةً ولا خارجية، وقد تجلت نتائج هذا الازدهار في التوسع نحو الشمال الذي قام به الملك أبي كرب أسعد وأبنائه، وباتخاذهم اللقب الحميري الأطول في تاريخ اليمن القديم"ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم طودم وتهامة"، وهو ما نستدل به على نهاية هذا العصر وبداية عصر جديد من تاريخ اليمن القديم.