المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذي جُرة وادوارهم في حكم دولة سبأ وذي ريدان-دراسة في التاريخ السياسي لليمن القديم



شاكر عبد العزيز
28/07/2011, 08:06 PM
ذي جُرة وادوارهم في حكم دولة سبأ وذي ريدان-دراسة في التاريخ السياسي لليمن القديم
الباحث:
أ/علي محمد علي الناشري
الدرجة العلمية:
ماجستير
تاريخ الإقرار:
21/6/2003 م
نوع الدراسة:
رسالة جامعية
الملخص:
تعنى هذه الدراسة بالقبيلة اليمنية التاريخية المعروفة بإسم بني جُرَة / ذي جُرَة وهي في الأصل كيان اجتماعي قبلي تندرج مواطنها اليوم في ناحية سنحان وما جاورها جنوب و جنوب شرقي مدينة صنعاء . كما يعنى البحث بدور أقيال بني جُرَة / ذي جُرَة في حكم دولة سبأ وذي ريدان في الفترة الممتدة من أواخر القرن الأول الميلادي حتى أواخر القرن الثالث الميلادي. ولعله من المفيد أن أذكر في هذه المقدمة المسوغات التي كانت وراء اختيار (بني جُرَة / ذي جُرَة) لتكـون موضوع بحثي هذا ، ويمكن إجـمال هذه المسوغات في عدة أمور :
- يلاحظ المعنيون بالنقوش السبئية تردد ذكر قبيلة بني جُرَة وارتباط تلك القبيلة بالتاريخ السياسي لدولة سبأ (القرون الثلاثة الأولى للميلاد).
- يصف أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب (القرن العاشر الميلادي) أن مخلاف ذي جُرَة وخولان يسمى خزانة اليمن.
- يذكر العلامة الألماني هيرمن فون فيسمن في كتابه المعروف: في تاريخ وجغرافية بلاد اليمن (صدر 1964) أن مخلاف جُرَة (ذي جُرَة) في اليمن كبير في المكان وممتد في الزمان ويبدو أن مدينة صنعاء كانت جزءاً من هذا المخلاف (ص367). ومع ذلك فإن ما نشر في دراسة فون فيسمن وغيرها من معلومات تاريخية وجغرافية عن بني جُرَة قليلة وشذرات غير متكاملة ، إلا أنها مع ذلك ذات أهمية ولا يمكن إغفالها أو الاستغناء عنها في هذه الدراسة التي تهدف إلى الإحاطة والتبيان وفق أصح وأحدث المعلومات. هذا وقد اعتمد الباحث في إنجاز هذه الدراسة على العديد من المصادر والمراجع العربية والأجنبية ، وكان المصدر الأول والأهم لهذه الدراسة هو نقوش المسند القديمة، التي كان الاعتماد عليها في رسم الصور التاريخية الممكنة. أما فيما يتعلق بجُرَة الأرض والمخلاف (ذي جُرَة) فإن كتاب (صفة جزيرة العرب) للحسن بن أحمد الهمداني هو في مقدمة تلك المصادر بالإضافة إلى (الإكليل) للهمداني ، ج1، ج2، ج8، ج10، و(كتاب البلدان) لليعقوبي، و(معجم ما استعجم) للبكري ، و(تاريخ مُسلَّم اللحجي) ، وغيرها . ومن المراجع الحديثة التي حظيت فيها (بنو جُرَة / ذي جُرَة) بالذكر أو الدراسة وخاصة من خلال النقوش السبئية وغالباً ضمن موضوعات عامة فقد جرى الاطلاع على دراسات عديدة منها: أوراق في تاريخ اليمن وآثاره ، 1990م للدكتور يوسف محمد عبد الله ، ودراسـات في تاريخ اليمـن القديم ، 1999-2000م للدكتور عبـد الله الشيبـة ، وفـون فيـسمن فـي دراستـه: (Zur Geschichte und Landeskunde von Alt-Sűdarabien , 1964) وكذلك أيضاً دراسـة بيستـون: (Warfare in Ancient South Arabia , 1976) وكتــاب البـرت جـام: (Sabaean Inscription from Mahram Bilqin , 1962) وكتاب مطهر الإرياني نقوش مسندية وتعليقات ، 1990م . وثمة دراسات قصيرة تتناول (بني جُرَة / ذي جُرَة) بصورة رئيسية مثل بنو جُرَة ، الموسوعة اليمنية ، ج1 ، 1992م ، لمطهر الإرياني ، وقبيلة جُرَة ودورها السياسي في تاريخ اليمن قبل الإسلام ، دراسات يمنية ، العدد25-26، 1986م، لمنذر البكر، والدكتور بافقيه في كتابه: في العربية السعيدة، دراسات تاريخية قصيرة، ج1، ج2، 1987م،1993م، وكذلك كريستبان روبان في دراسته: (L’inscription Ir40 de Bayt Dabcān et la tribu Dmry. In Sayhadica , 1987) وغيرها. وقد جرى ترتيب فصول الدراسة على النحو التالي :
الفصل الأول : وقد عني بأرض جُرَة أو مخلاف جُرَة المكان والإنسان استناداً إلى المصادر الجغرافية والتاريخية والنقشية ووفق ما تناولتها من دراسات سابقة بالإضافة إلى ما يمكن الاستفادة منه من الدراسات الجغرافية / الطبوغرافية الحديثة من معارف مكانية واجتماعية ، وأيضاً ما أثمرت عنه المسوحات الميدانية من معلومات بهذا الخصوص . كما يتناول هذا الفصل بني جُرَة وقبيلتهم سماهر (سمار) وهي النصف الشمالي من اتحاد قبلي كبير اسمه ذمري الذي يضم أيضاً بني ذرانح وقبيلتهم قشم والتي تمثل النصف الجنوبي من هذا الاتحاد وارتباطهم بسبأ التاريخية وبملوك سبأ وذي ريدان ، والذي بدأ حسب النقوش المعروفة اليوم منذ أواخر القرن الأول الميلادي وحتى أواخر القرن الثالث الميلادي . وفي نهاية هذا الفصل جرى استعراض لأهم المدن التاريخية والمواقع الأثرية في مخلاف جُرَة مثل مدينة نِعِض وجبل كَنِن وقرية ذي جُرَة وموقع مَقْوَلة .
والفصل الثاني : يتضمن دراسة مفصلة لعهد نشأكرب يهأمن "الأول" ملك سبأ بن ذمار علي ذريح والذي عاش حوالي أواخر القرن الأول / أوائل القرن الثانـي الميلادي وكان أول الملوك السبئيين من بني جُرَة ، ثم عهد (سعد شمس أسرع) وابنه (مرثد يهحمد) ملكي سبأ وذي ريدان ، حوالي منتصف القرن الثاني الميلادي .
أما الفصل الثالث : فيمثل مع الفصل الذي يليه دراسة مفصلة لأسرة جديدة حاكمة في سبأ من بني جُرَة خلال القرن الثالث الميلادي ، وهي أسرة (فارع ينهب) ملك سبأ ، وكان من أهم ملوك هذه الأسرة (إلي شرح يحضب وأخيه يأزل بين) وفي بداية الفصل كان ينبغي تناول أسرتي يريم أيمن وفارع ينهب أيضاً وذلك لأهمية ترتيب الأسر والملوك الذين جاءوا فيها وحكمت خلال هذه الفترة . وقد مثلت الوقائع العسكرية والسياسية للملكين السبئيين (إلي شرح يحضب ويأزل بين) التي تحدثت عنها نقوشهما الملكية ونقوش اتباعهما جهوداً دؤوبة في سبيل محاولة حشد مختلف القوى في اليمن ضد هجوم الحبشة ، بل أنها أدت بعد ذلك إلى توحيد السلطة في بلاد اليمن وفي إطار كيان واحد . والفصل الرابع : خصص لعهد حفيد فارع ينهب (نشأكرب يأمن يهرحب "الثاني" ابن إلي شرح يخضب ويأزل بين) وهو عهد متميز من حيث هدوء الدولة واستقرارها وخاصة في علاقتها مع حمير ، مع مواصلة كل من سبأ وحمير مستقلتين توجيه الحملات العسكرية ضد الوجود الحبشي في أقليم المعافر وتهامة اليمن ، ولعل ذلك كان بداية النهاية للاحتلال الحبشي في تلك الفترة ، وتمهيداً للتوحيد بين دولتي سبأ وذي ريدان (أو سبأ وحمير) في إطار سلطة سياسية واحدة في أواخر أيام هذا الملك والذي يعد آخر ملوك سبأ من بني جُرَة بل وآخر الملوك السبئيين في مارب عموماً .
أما الخاتمة فقد تضمنت النتائج التي توصل إليها البحث . كما ذيلت الدراسة بملحق تضمن نقوشاً مسندية لم يسبق نشرها من قبل رمز إليها بالرمز (Nashri) ، وعدد من اللوحات ، وخريطتين لمنطقة البحث (خارطة رقم 1) قبيلة ذمري وما جاورها وفق المصادر النقشية القديمة و(خارطة رقم 2) ذي جُرّة وما جاورها وفق المصادر العربية الإسلامية ، ثم ذيل هذا الملحق بفهارس للمصادر والمراجع العربية والأجنبية مرتبة حسب الحروف الهجائية .
وفي الختام أود أن أتقدم بعظيم الشكر والامتنان والعرفان إلى أستاذي الفاضل الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله ، علاّمة تاريخ ونقوش اليمن القديم ومرجعها ، لتفضله بالإشراف على هذا البحث ، حيث كان لي ولا يزال نعم الأستاذ المعلم ، بصدره الرحب ، وقلبه الصبور ، وأفقه الواسع ، وتقويمه وتوجيهاته السديدة المستمرة لي أولاً بأول وفق مستوى يفوق كل معاني الوصف . فجزاه الله عني خير الجزاء .
كما أتوجه بالشكر والاحترام والاعتراف بالجميل لكافة الأساتذة والزملاء بقسمي التاريخ والآثار ، لما أبدوه من عون لي أثناء هذه الدراسة ، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع رئيس قسم التاريخ.
وأخيراً أتقـدم بالشكر مقروناً بالتقدير وجل الاحترام لكـل من أسدى إليَّ معروفاً ، أو قدم لي خدمة من قريب أو من بعيد ، وهم كثر ولا يتسع المجال هنا لذكرهم فجزاهم الله عني خيراً .