المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدائرة العروضية السابعة ( مستحدثة )



عادل العاني
08/04/2007, 01:30 PM
تَرى الحاجاتِ حيرى إذا اعتلَّ الوزيرُ = ويُظلمُ كلُّ صقعٍ وتعتلُّ الأمورُ
ويبقى الناسُ كالركبِ ضلّوا وسطَ قفرٍ = وليسَ بهِ دليلٌ فيَهدي منْ يجورُ

وهي على الأكثر للأخفش الصغير.في مدح العباس بن الحسن , وذكر منها سبعة أبيات في مخطوطة أبي الحسن العروضي.
يقول عنها الإمام أبو الحسن العروضي في مخطوطته :
هذه الأبيات أصلها من الوافر والوافر أجزاءه :
مفاعلتن مفاعلتن فعولن
فعمد إلى مفاعلتن الأولى فجعل إلى جنبها فعولن , فأصبح الوافر على أربعة أجزاء.
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن
ويجوز أنه جعل كل بيت من هذه القصيدة بيتين من المجتث كما فعل الناشئ الأكبر في رده على الخليل.

وعارضه الإمام أبو الحسن العروضي بقصيدة من سبعين بيتا مطلعها :


أعاذلَتي سفاها أجدّ بكِ البكورُ= عذلتِ حليفَ وجدٍ لعذلكِ ما يحورُ

ويقول في مخطوطته إن هذا ليس بحرا جديدا , والنظم عليه ليس صعبا.


ووجهة نظري :
إن الوافر يتكون من تفعيلات ( مفاعلتن ) ثلاثة مرات في كل شطر , أما فعولن المستخدمة عروضا وضربا له فهي أصلها ( مفاعلتن ) ولا يمكن أن تأتي في حشو الوافر , وهو ما لم يجزه الخليل. أما ما قاله عن المجتث فهو يحتم شطر البيت إلى بيتين وهو ما لم يرد في القصيدة حيث ستختل العروض والضرب.
كما إن المجتث هو :
مستفعلن فاعلاتن ... مستفعلن فاعلاتن ( أو مفعولن )

والسبب أيضا إن الأخفش الصغير لم يضع البحر في دائرة معينة , وهو ادعى فقط أن هذا بحر جديد , لم يذكره الخليل , فاعترض عليه.
ولكن إذا اختبرنا البحر في دائرة عروضية وفقا لمبادئ الخليل فسيكون لدينا :

الدائرة العروضية السابعة
البحر الأول : ( وهو يستند إلى هاتين القصيدتين المذكورتين أعلاه )
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن
ملاحظة : عند إدخال العصب على تفعيلة ( مفاعلتن ) لتكون ( مفاعيلن , يجب الإتيان بتفعيلة واحدة على الأقل غير مزاحفة لكي لا يختلط البحر بالبحر المستطيل.
البحر الثاني :
يتم فك السبب الخفيف من آخر الشطر لينقل إلى أوله فينتج :
لن مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعو

وبإعادة بناء التفعيلات يكون :
فاعلن متفاعلن فاعلن متفاعلن
عند إدخال زحاف الإضمار على ( متفاعلن ) يجب المحافظة على تفعيلة صحيحة واحدة على الأقل لكي لا يختلط بالبحر المديد :
فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن
والذي يمكن إعادة كتابته العروضية :
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
البحر الثالث :
يتم فك الوتد المجموع من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علن فاعلن متفاعلن فاعلن متفا

وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :

فعولن مفاعلتن فعولن مفاعلتن
وهنا أيضا يتم ملاحظة الزحاف الجائز في ( مفاعلتن ) وهو زحاف العصب لتصبح ( مفاعيلن ) , يجب الإتيان بتفعيلة واحدة على الأقل سليمة من الزحاف لكي لا يختلط البحر مع بحر الطويل , إذا اعتمدنا نفس العروض والضرب كما في الطويل.

البحر الرابع :
يتم فك السبب الخفيف من آخر الشطر ونقل إلى أوله فينتج :
• تن فعولن مفاعلتن فعولن مفاعل

وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
فاعلاتن مفاعلتن فعولن مفاعل
ولأن آخر السبب الثقيل في ( مفاعلُ ) متحرك , ولا يجوز الوقوف على متحرك , يتم تسكينه , فينتج :
فاعلاتن مفاعلتن فعولن فعولن
( لوحظ إن الخليل أهمل هذا الفك بسبب الإبقاء على سبب ثقيل في آخر الشطر ) كما هو الحال في دائرته الثانية التي جمعت الوافر والكامل.
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
وأهمل :
تن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلَ
والذي يمكن أن يكون :
فاعلن متفاعلن متفاعلاتن .

البحر الخامس
يتم فك ( السبب الثقيل ) من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علتن فعولن مفاعلتن فعولن مفا

وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
متفاعلن فاعلن متفاعلن فاعلن

ولاختبار اكتمال الدائرة , يتم فك الوتد المجموع من آخر الشطر ونقله إلى أوله فينتج :
علن متفاعلن فاعلن متفاعلن فا

وبإعادة بناء التفعيلات ينتج :
مفاعلتن فعولن مفاعلتن فعولن

وهو البحر الأول في هذه الدائرة.

بعض أمثلة مما ورد في قصائد الشعراء المحدثين :
البحر الخامس , لكونه مشابها للبسيط عدا اختلاف تفعيلة ( مستفعلن – متفاعلن ) ولو اعتمدنا نفس القوانين والزحافات الجائزة فيه :
يقول الشاعر عارف عاصي


يا أمة َ الخير كم سُفُنـي بأبْحُرِكُـم = مَخَرَت ْ فكنتم لها شطـا ً لمرساتـي

ووزنه :

مستفعلن فاعلن متفاعلن فعِلن
متفاعلن فاعلن مستفعلن فعْلن

ويقول الشاعر د. أحمد كنعان


إذا الوشاةُ بذِكْرِ هَـواكِِ قـد هَمَسـوا = جُنَّ الحنينُ , وهَبَّ القلبُ واضطربـا

ووزنه :
متفعلن فعِلن متفاعلن فعِلن
مستفعلن فعِلن مستفعلن فعِلن


.....................

وهكذا تم إضافة دائرتين عروضيتين لدوائر الخليل , وهما السادسة والسابعة , وكل منهما تتضمن خمسة بحور , اعتمدت على تفعيلات الخليل , وقواعده في فك البحور بعضا من بعض.


ويبقى هذا مقترحا لحين الإستئناس بآرائكم التي ستغني الموضوع .

تحياتي وتقديري

سليمان أبو ستة
08/04/2007, 05:33 PM
أخي الأستاذ / عادل العاني

قد والله فرحت بهذا الموضوع الذي فرغت من قراءته في التو واللحظة ، وتعجلت في الرد لهفا، لا لكي أقيم مشروعك في زيادة الدائرة السابعة، ولكن لأتحقق من وجود مخطوطة أبي الحسن العروضي بين يديك، ولدي نسختان محققتان من هذه المخطوطة كان محققوها قد أشاروا إلى نقص فيها وذكروا أنه قصيدة للمصنف ختم بها كتابه وهي في الرد على الناشئ الأكبر. وكذلك ذكر أبن جرو الأسدي في وصفه للكتاب أن به بابا في الإيقاع. ثم قبل كل شيء هلا تدلنا على اسم هذا الكتاب كما ورد في المخطوطة؟
وربما لي عودة أخرى لمناقشة مشروعك في توليد البحور من دوائر أراها خارج النظام العروضي الخليلي الذي أعده الوحيد في هذا الكون الإيقاعي للشعر العربي وحدانية النظام الفلكي الشمسي في مجرتنا هذه.. مجرة درب التبانة،،،،،
مع تحياتي ، وفي انتظار ردك عاجلا،،،،،

عادل العاني
08/04/2007, 11:32 PM
الأخ الأستاذ سليمان أبو ستة

أشكرك لمرورك , ويهمني رأيك كثيرا.

وأرجو فقط أن تعلم بأنني لا أريد أن أتجاوز على الخليل وعلمه , وما أبدعه في علم العروض ,

لكنني أحاول أن أجد ما يمكن أن نوسع به علم الخليل ومفاهيمه استنادا إلى الأسس التي وضعها لنا ,

وبالطبع لا يوجد إنسان كامل في هذا الكون , وحتى الخليل عندما وضع دوائره العروضية الخمسة ,

استخرج منها خمسة عشر بحرا فقط وأهمل بحر المتدارك الذي ينتج بتدوير بحر المتقارب , وكان هناك

نظم عليه تاما في عصور ما قبل الخليل , لكننا لا ندري سببا لإهماله هذا البحر , والذي استدرك عليه

فيه الأخفش وأضاف البحر وسماه بالمتدارك ليثبت تداركه لبحور الخليل.

المخطوطة التي أشرت لها :
مؤلفها : أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي المتوفي سنة 342 هجري
وهو أحد تلاميذ العالم أبي إسحاق الزجّاج.

اسم المخطوطة : الجامع في العروض والقوافي
( وثبت هذا العنوان من قبل من تحقق من صحة المخطوطة )

التاريخ المتوقع لكتابة المخطوطة : بين عامي 320 - 336 هجري

مخطوطة الكتاب , نسبت خطأ في فهرست المكتبة إلى أبي القاسم عبدالرحمن بن إسحاق الزجّاجي , وسميت " المخترع في العروض والقوافي " .
عدد أوراقها 149 , ومعدل سطورها 21 سطرا في الصفحة الواحدة قياس 14/19 سم.
وكتب عليها :
" هذا كتاب في علم العروض وشرح أبوابه وتقطيع أبياته وتلخيص ألقابه وتبيين أوتاده "
وهي العبارة التي أوردها المصنف في خطبة كتابة البسملة والحمد .
المخطوطة مملوكة من قبل محمد بن سعيد بن محمد الطنجي
ورد وصف المخطوطة في حولية الجامعة التونسية
وفي كتاب رصيد مكتبة حسن حسني عبدالوهاب - تونس

المحققان في صحة المخطوطة : الدكتور زهير غازي أحمد والأستاذ هلال ناجي

نشر التحقيق في كتاب حمل اسم المخطوطة , وأشير في صفحته الأولى :
أوسع كتاب في علم العروض والقافية ينشر لأول مرة على مخطوطة فريدة.
وطبع في مطبعة الجيل عام 1996 م / 1416 هجري

ما أوردته سابقا هو من :
باب الإحتجاج للعروض والرد على من خالف أبنية العرب

ص 72 - ص 76 فيما يتعلق بالأبيات المشار إليها ورأي أبي الحسن العروضي فيها.


وأنا على أتم الإستعداد للرد على أي تساؤل أو إرسال ما تريد من هذا الكتاب.

وتقبل فائق تحياتي وتقديري

سليمان أبو ستة
09/04/2007, 02:56 AM
أخي الأستاذ / عادل العاني

لك جزيل الشكر على ما تفضلت بذكره حول المخطوطة التي سألتك عنها، والواقع أن ثمة التباسا في الأمر أحدثه نقلك عن"مخطوطة" لأبي الحسن العروضي، ولما لم تشر في البداية إلى أنها محققة ظننت أنك تنقل عن مخطوطة لا علم لي بوجودها.
حصل خير.. فأما النسختان المحققتان اللتان ذكرتهما لك ، فإحداهما الكتاب ( وليس المخطوطة) الذي بحوزتك ، والثانية هي النسخة التي حققها الدكتور جعفر ماجد، وهما عن نفس الأًصل الفريد.
لفت انتباهي قولك عن الأبيات التي استشهدت بها أنها للأخفش الصغير في مدح العباس بن الحسن ، ولو أنك عدت إلى ص 16 في كتاب الجامع لوجدت المحققين يشيران إلى أن المقصود هو أبو الحسن علي بن هارون بن علي المنجم صاحب كتاب " الرد على الخليل في العروض الذي كثيرا ما أشار إليه العروضي في ثنايا كتابه بالنقد والرد والسخرية دون ذكر اسم مصنفه ". أما الأخفش الصغير فوجدت ياقوتا الحموي يصفه في معجم الأدباء بأنه "لم يكن بالمتسع في الرواية للأخبار والعلم بالنحو ، وما علمته صنف شيئا ألبتة ولا قال شعرا".
كما أود أن ألفت انتباهك إلى أن أول من استدرك البحر السادس عشر على الخليل لم يكن هو الأخفش ( الأوسط) كما ذكرت، فلو أنك عدت إلى كتاب الجامع ص 257 وما بعدها لرأيت أنه أبو الحسن العروضي الذي سمى هذا البحر " الغريب" .
ولنا عودة إلى الحوار حول موضوع الدائرة السابعة لاحقا ،،،،،،

عادل العاني
09/04/2007, 02:59 PM
الأستاذ الفاضل سليمان

أشكرك على التوضيح , وتصويب ما فاتني ,

وسأنتظر عودتك , فمنكم نغرف العلم والمعرفة.

وتقبل فائق التقدير والإحترام.