المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "كوكاسام"



عبد الحميد الغرباوي
08/04/2007, 10:11 PM
كوكاسام
استيقظ الحاكم على عادته كل صباح، ليجد إلى جانب رأسه، قرب سريره الوثير، العريض، على المائدة الصغيرة، ذات السطح الكريسطالي، و القوائم العاجية، فطوره و مجموعة من الصحف العربية و الأجنبية..
تناول قطعة من البيسكوت الرفيع،و أتبعها جرعة من الحليب الدافئ المحلى بالعسل الحر، و شرع في تصفح الجريدة تلو الأخرى. يفضل الحاكم، دائما، أن يبدأ بالجرائد العربية، و على الصفحة الثامنة من صحيفة " الوقت"استوقفه خبر اكتشاف مجموعة من علماء روس، أن المشروب الغازي الشهير " كوكاسام" الذي يتناوله الناس يوميا، لا يطفئ عطشه و يسهل تمرير الطعام إلى جوفه فحسب، و إنما يؤثر في شجاعته سلبا، و يجعله يصاب بالخوف و الجبن و يفقد الشجاعة و الجرأة ، و هذه الملاحظات اقتصرت حتى الآن على الفئران المخبرية فقط، فقد قدم الباحثون الروس مشروب " كوكاسام" إلى فئران مخبرية عملوا مسبقا على تعطيشها ، و لاحظوا لاحقا أنها ما عادت تهز ذيولها أكثر ، كما أصبحت نظراتها أكثر قلقا، و هرعت إلى الزوايا المظلمة في أقفاصها، و حينما راقب الباحثون الفئران الأقل شجاعة عادة من غيرها، لاحظوا أنها أصبحت أكثر فزعا و جبنا.
و يقول الباحثون الروس إن إطعام الفئران المواد المشتملة على مكونات " كوكاسام" على المدى البعيد، جعل هذه الفئران تفقد شجاعتها بالتدريج..
انتفض الحاكم واقفا من على سريره، و أسرع إلى هاتف خاص جدا، لا يستعمله إلا في الأمور المستعجلة والخطيرة، و الذي تمر خطوطه عبر قنوات سرية.
اتصل بصديقه الحاكم الذي يحكم بلادا أخرى على بعد مئات الكيلومترات،و سأله إن كان قد اطلع على الخبر المنشور بالصحيفة، لكن صديقه الحاكم، خلافا له، يفضل البدء بالصحف الأجنبية، فأخبره الحاكم الفرح بما نشرته جريدة " الوقت" و حثه على قراءة العمود الصغير الذي يتوسط أسفل الصفحة الثامنة، ثم اتصل بصديقه الحاكم الثالث، فاستقبله على الخط الآخر مزغردا و قال له إنه الآن يكلمه و هو يرقص عاريا، منتشيا أمام المرآة التي أهداها له بمناسبة عيد ميلاده السبعين..
أنهى الحاكم المكالمة ليتصل بالحاكم الأكبر سنا..
ظل الهاتف يرن و يرن، و لأن الخط خاص، خاص جدا، فقد ظل يرن دون انقطاع، و الحاكم مصر على أن يظل رافعا السماعة إلى أن يرد الحاكم العجوز، و في النهاية أتاه صوته من الطرف الثاني لاهثا..
" عجيبة تلك الحبة يا عزيزي.." صاح العجوز..
" أية حبة.. !؟.." استفسر الحاكم..
" الحبة الزرقاء.. ماذا تريد؟..أزعجتني، ماذا في الأمر؟..أنا لم أشبع بعد..أريد أن أطفئ عطش عشر سنوات من الحرمان.."
رد الحاكم بصوت يكاد يكون صراخا أو أمرا..
" توقف عن اللعب و العبث أيها العجوز، و لا تكن مهذارا، ثرثارا، و اقرأ خبرا أسفل الصفحة الثامنة من صحيفة "الوقت"..
و ما أن انتصف النهار، حتى كان كل الحكام الذين يخشون شعوبهم ، و يسعون لجعلها نعاجا و خرافا و أرانب و ببغاوات و كلابا طائعة، مجتمعين، يتشاورون فيما بينهم، في محاولة للاستفادة من هذا الاكتشاف لتعميم الخوف بأمتع الوسائل و أسهلها و أرخصها، بعد أن أنفقوا الملايين، و جندوا الخبراء و المختصين في أساليب التجويع و الترويع، و لم يفلحوا في الوصول إلى مبتغاهم...
و اتفقوا في النهاية على ما يلي:
" ستنطلق أجهزتهم العلمية و الأمنية لمحاربة كل مشروب آخر غير " كوكاسام"، و سيوزع هذا المشروب على كل الدور و العمارات عبر محطات أرضية خاصة، بلا عدّاد يحسب عدد المترات المكعبة، إذ سيقدم بالمجان لتشجيع الناس على استعماله بكثرة..و سيعزى لكل مشروب آخر، غازيا كان أو عاديا، بما فيه الشاي و القهوة، السبب في الإصابة بكل أنواع السرطان و الإيدز و العجز الجنسي، حتى يتاح لـ" كوكاسام" وحده أن يصول و يجول في كل الساحات متوجا بأكاليل الغار..و سيجند فريق من طلبة كليات الطب، من أبناء و بنات الأعيان و الشيوخ، و الذين يُسخَّرون من قبل دوائر الترهيب و التخويف لبتر أعضاء و تشويه الأجساد، ليعلنوا عبر الصحف المأجورة، و الإذاعات و القنوات التلفزية الرسمية و شبه الرسمية أن حتى الاغتسال بماء " كوكاسام" مرتين في اليوم، يقي الجسم من الأمراض الجلدية، و يكسب البشرة نضارة و صفاء و انتعاشا، و يقي الشعر من القشرة و التساقط المبكر ، و يمنح شعر الفتيات غزارة و متانة و ليونة و لمعانا..
و سيراقب المختصون في النبز و اللمز و الهمز و النبش و الإنصات، كل البيوت، و كل بيت لا يشرب ساكنوه المشروب، سيشتبه في أمره، و يعامل على أنه مركز خفي لتدريب المشاغبين و المتمردين و الخارجين عن القانون.. أما السكر و العربدة بغير " كوكاسام" فحرام، حرام..و لكي يتحول إلى مشروب روحي، يكفي مزجه بقليل من الكحول، و هاهو صالح لإداخة فيل، و ليِّ لسان أفصح الفصحاء، و كل من وجد ثملا بغير " كوكاسام" يحاكم بتهمة المس بالأخلاق العامة..
و سيدرج في المناهج المدرسية، في النصوص الأدبية و الأنشطة العلمية، و في التاريخ و الجغرافيا..و سيقال في الحصص الأدبية أن المتنبي، لو لم يكن من مدمني شرب " كوكاسام" لما وفق في نظم قصائده الخالدة، و أن الشابي لم ينظم قصيدته " إرادة الحياة" إلا بعد أن عبَّ كؤوسا من مزيج "كوكاسام" و الكحول الحارق.. و سيقال في حصص التاريخ أنه مشروب عرفه الإنسان منذ القدم، و هناك مؤرخون ينسبونه لعصر كليوبترة، و آخرون لعصر نفرتيتي، و أنه هو الذي مكَّن القائد طارق بن زياد من الاهتداء إلى فكرة إحراق السفن ، و لولاه لما تمكن من شحن جنده، و تحميسهم على القتال، و بالتالي تحقيق الانتصار العظيم و فتح الأندلس...و سيقال في الحصص العلمية أن " كوكاسام" هو الذي أتاح للعباقرة الاهتداء إلى مكتشفاتهم التي أغنت الحضارة الإنسانية ، و بفضله استطاع إيديسون التوصل إلى الكهرباء و إضاءة العالم..
و به الإعلام و الختام
و السلام..
رُفعت الجلسة..

عبدالرحمن الجميعان
08/04/2007, 11:30 PM
اقصة من الاسقاط السياسي الذي يعبر عن واقعنا الأليم خير تمثيل والقصة مكثفة ومركزة جدا، وفيها انغلاق نصي مكثف، كأن كاتبها حجزها بين جدران أربعة،وهذه ميزة وعيب في آن، فهي قدرة مميزة أن الكاتب يستطيع الخروج بقصة متكاملة من خلال هذا التكثيف والتركيز، وهي عيب كونها لا تفك الكاتب للانطلاق ولا تطلق أساره بل تأسره في جدرانها..سأحاول العودة للوقوف على هذا النص فكرة وطريقة عرض...

عبد الحميد الغرباوي
10/04/2007, 10:49 AM
القصة من الإسقاط السياسي الذي يعبر عن واقعنا الأليم خير تمثيل والقصة مكثفة ومركزة جدا، وفيها انغلاق نصي مكثف، كأن كاتبها حجزها بين جدران أربعة،وهذه ميزة وعيب في آن، فهي قدرة مميزة أن الكاتب يستطيع الخروج بقصة متكاملة من خلال هذا التكثيف والتركيز، وهي عيب كونها لا تفك الكاتب للانطلاق ولا تطلق أساره بل تأسره في جدرانها..سأحاول العودة للوقوف على هذا النص فكرة وطريقة عرض...
عبد الرحمن الجميعان
لا حظت أخي العزيز عبد الرحمن كيف أن السرد توقف فجأة؟..
يعني أن النص كما لو أنه لم ينته..توقف بتوقف و فض اجتماع الحكام..
هكذا هي بعض النصوص..
مودتي

طارق الطوزي
10/04/2007, 02:57 PM
جمل القصة بسيطة و هادئة؛ غرضها الأساسي إثبات عنصرين الأول السخرية بدون حنق، ثانيا سذاجة الرؤيا الحاكمة. كلّ هذا في إطار زمني و مكاني مطلق و إن توضحت بعض العناصر المعاصرة من حيث الآلات و المفاهيم، الإطلاق خدم القصة من حيث شموليتها لمكانيات متعددة في جغرافية الواقع.
العنصر الأهم و الذي أثار إعجابي فعلا هو مصطلح تسمية المشروب، فو تركيب بين المتعارف الواقعي من المشروب الشهير كوكا كولا و نسبة سياسية ذكيّة إلى فرسان العام سام؛ فالمصطلح ربط بين الإقتصادي و السياسي في إطلالة ساخرة.
يبقى مجال آخر هو انفتاحية النص، بحيث أنه لم ينغلق على خاتمة صلبة تقليدية، و إنما ترك فضاء الحدث في مساره الطبيعي؛ بحيث يعكس ديمومة الفعل المستبد.
القصة تعكس الرؤيا السلطوية بنواحيها المتقدمة، فهي لا تمتثل أدواتها في بداهة العنف المادي بقدر ما تتوسع إلى عناصر أخرى معرفية و دلالية عميقة كالتاريخ و الجغرافيا و الإعلام و الشاعري ...
لكن يبقى القضية الأهم داخل النص هو نسبية التأويل السلطوي و سذاجته المطبقة
ثمة إشارة أخيرة يجب الإنتباه لها هي قصر الجمل؛ التي أفادة تبيين إنفعاليّة الفعل السلطوي؛ فالحركة بدت تأكيدا على الإضطرابية و التشنجية في رد الفعل.

هري عبدالرحيم
11/04/2007, 02:55 AM
قصة "كوكاسام"
تصف القصة الحاكم العربي،وللحاكم العربي ألف رواية ،الواحدة لا تشبه الأخيرة،نظرا لخصوصيته،فهو-الحاكم العربي-يعتقد أنه خليفة الله على أرضه،يعتبر الشعب من رعاياه وعلى الرعية أن تخدم الحاكم ،وليس العكس.
إن مفهوم الحكم لدى الحاكم العربي مفهوم مقلوب يستدعي الوقوف على حيثياته،وملء المكتبة بأدبيات تُشخص هذا الواقع المغلوط،وقصتنا هنا واحدة من تلك الأدبيات التي تُلقي الضوء على شخصية الحاكم العربي ،الذي يجب أن يُدرس كظاهرة بكلية علم النفس.
القصة تصف الحاكم العربي، وتحكي تفاصيل جريئة لحياته الشخصية،وكأني بالكاتب كان يعيش مع أحد الحاكمين،نظرا لصدق تلك التفاصيل.
الحاكم العربي نموذجا للحكام،فهو متميز عن كل حكام العالم،لأنه يحب الكرسي-ليس "كرسي "محمد اللغافي الشاعر-،وإنما كرسي الحكم.
القصة كتبت بأسلوب المتمرس العارف بخبايا اللغة،وقد وظف الكاتب أدوات السرد توظيفا ذكياً،حيثُ استعمل أسلوب الحوار دون إطناب ،وشخصية الراوي هنا حاضرة بامتياز،فلولا هذه الشخصية لما كنا تمتعنا بتقنية السرد.
لقد وظف الكاتب مصطلحات غير مستعملة أو هي من الخيال حتى تبقى للقصة جمالية الموضوع دون الدخول في محاكمة النص عن إيحاءاته:
استيقظ الحاكم على عادته كل صباح،
الصحف العربية و الأجنبية
اتصل بصديقه الحاكم الذي يحكم بلادا أخرى على بعد مئات الكيلومترات،
كوكاسام
صحيفة " الوقت
المصطلحات كلها هنا غير متداولة واقعيا،فالحاكم هو أي حاكم،وصحيفة الوقت كل الصحف هي وقتية...
القصة "كوكاسام"هي عيادة طبية نُقلت إليها شخصية الحاكم العربي قصد العلاج،فهل تم التداوي بواسطتها من مرض الحكم،والخوف على الكرسي؟
تحية للأستاذ عبد الحميد الغرباوي على إبداعه الرائع الذي متعنا بنص رصين بالغ المعاني والمغزى.:good:

مها النجار
12/04/2007, 12:25 AM
كثيرا ما قرأت لك لكن لم أكن امتلك الشجاعة لأعلق
ماذا اكتب فى حق أستاذ الكلمة وملك القصة
هل سينتظر كلمات أو إشادة من تلميذة مثلى
اعذر جرائتى اليوم بدخولى هنا
اليوم شربت من الكوكو سام أعطاني الشجاعة الأدبية . بعد أن أقلعت عن المشروب المدمر الشاي
لاستمتع بالكوكو سام... بعد شرب الكوو سام طرت فرحا فوق السحاب بفضل هذا المشروب العجيب انا ملكة البلاد العربية اتغنى طربا بكلمات نزار القبانى فاسمع شدوى بفضل مشروبك الخطير
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني
انني لا أتجلى دائما
فاجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني
اتركوا أطفالكم من غير خبز
وانركوا نسوانكم من غير بعل واتبعوني
احمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ، والتاريخ لا يكتب دوني
انني يوسف في الحسن، ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعري، وجبينا نبويا مثل جبيني
وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز ، فصلوا دائما كي يحفظ الله عيوني
أيها الناس أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن مني
وابعثوا ازواجدكم كي يشكروني
شرف ان تأكلوا حنطة جسمي
شرف أن تقطفوا لوزي وتيني، شرف أن تشبهوني
فأنا حادثة ما حدثت منذ ألاف القرون

أيها الناس
أنا الأول، والأعدل، والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجا وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى وخير المرسلين
كلما فكرت أن اعتزل السلطة ينهاني ضميري
من تُرى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
من سيشفي بعدي الأعرج والأبرص والأعمى، ومن يحي عظام الميتين؟
من تُرى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من تُرى يرسل للناس المطر؟
من تُرى يجلدهم تسعين جلدة؟
من تُرى يصلبهم فوق الشجر؟
من تُرى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم ، فاضت دموعي كغمامة
وتوكلت على الله
وقررت بأن أركب الشعب
من الآن الى يوم القيامة

سيصبح أستاذي مشروبي الأول في كل وقت .. بفضل هذا المشروب السحرى انتهت كل مشاكلى
بجد انت غاية فى الروعة :vg:

مها النجار
12/04/2007, 12:25 AM
كثيرا ما قرأت لك لكن لم أكن امتلك الشجاعة لأعلق
ماذا اكتب فى حق أستاذ الكلمة وملك القصة
هل سينتظر كلمات أو إشادة من تلميذة مثلى
اعذر جرائتى اليوم بدخولى هنا
اليوم شربت من الكوكو سام أعطاني الشجاعة الأدبية . بعد أن أقلعت عن المشروب المدمر الشاي
لاستمتع بالكوكو سام... بعد شرب الكوو سام طرت فرحا فوق السحاب بفضل هذا المشروب العجيب انا ملكة البلاد العربية اتغنى طربا بكلمات نزار القبانى فاسمع شدوى بفضل مشروبك الخطير
لقد أصبحت سلطانا عليكم
فاكسروا أصنامكم بعد ضلال واعبدوني
انني لا أتجلى دائما
فاجلسوا فوق رصيف الصبر حتى تبصروني
اتركوا أطفالكم من غير خبز
وانركوا نسوانكم من غير بعل واتبعوني
احمدوا الله على نعمته
فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ، والتاريخ لا يكتب دوني
انني يوسف في الحسن، ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعري، وجبينا نبويا مثل جبيني
وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز ، فصلوا دائما كي يحفظ الله عيوني
أيها الناس أنا مجنون ليلى
فابعثوا زوجاتكم يحملن مني
وابعثوا ازواجدكم كي يشكروني
شرف ان تأكلوا حنطة جسمي
شرف أن تقطفوا لوزي وتيني، شرف أن تشبهوني
فأنا حادثة ما حدثت منذ ألاف القرون

أيها الناس
أنا الأول، والأعدل، والأجمل من بين جميع الحاكمين
وأنا بدر الدجا وبياض الياسمين
وأنا مخترع المشنقة الأولى وخير المرسلين
كلما فكرت أن اعتزل السلطة ينهاني ضميري
من تُرى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
من سيشفي بعدي الأعرج والأبرص والأعمى، ومن يحي عظام الميتين؟
من تُرى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من تُرى يرسل للناس المطر؟
من تُرى يجلدهم تسعين جلدة؟
من تُرى يصلبهم فوق الشجر؟
من تُرى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟ويموتوا كالبقر؟
كلما فكرت أن أتركهم ، فاضت دموعي كغمامة
وتوكلت على الله
وقررت بأن أركب الشعب
من الآن الى يوم القيامة

سيصبح أستاذي مشروبي الأول في كل وقت .. بفضل هذا المشروب السحرى انتهت كل مشاكلى
بجد انت غاية فى الروعة :vg:

عبد الحميد الغرباوي
13/04/2007, 05:00 PM
جمل القصة بسيطة و هادئة؛
السخرية بدون حنق، ثانيا سذاجة الرؤيا الحاكمة.
إطار زمني و مكاني مطلق ..
العنصر الأهم و الذي أثار إعجابي فعلا هو مصطلح تسمية المشروب، فو تركيب بين المتعارف الواقعي من المشروب الشهير كوكا كولا و نسبة سياسية ذكيّة إلى فرسان العم سام؛ فالمصطلح ربط بين الإقتصادي و السياسي في إطلالة ساخرة.
.. انفتاحية النص، بحيث أنه لم ينغلق على خاتمة صلبة تقليدية، .. يعكس ديمومة الفعل المستبد.
القصة تعكس الرؤيا السلطوية بنواحيها المتقدمة، ..
تتوسع إلى عناصر أخرى معرفية و دلالية عميقة كالتاريخ و الجغرافيا و الإعلام و الشاعري ...
قصر الجمل؛ التي أفادة تبيين إنفعاليّة الفعل السلطوي؛ ..
هذه شذرات من قراءة المبدع طارق الطوزي, و هي قراءة تفرحني، و لا يهمني إن كانت مع النص أم "ضده"..قراءة تشرح (من التشريح)، تستجلي تقنياته..قراءة كاشفة..
تحيتي إليك أخي طارق
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
13/04/2007, 05:00 PM
جمل القصة بسيطة و هادئة؛
السخرية بدون حنق، ثانيا سذاجة الرؤيا الحاكمة.
إطار زمني و مكاني مطلق ..
العنصر الأهم و الذي أثار إعجابي فعلا هو مصطلح تسمية المشروب، فو تركيب بين المتعارف الواقعي من المشروب الشهير كوكا كولا و نسبة سياسية ذكيّة إلى فرسان العم سام؛ فالمصطلح ربط بين الإقتصادي و السياسي في إطلالة ساخرة.
.. انفتاحية النص، بحيث أنه لم ينغلق على خاتمة صلبة تقليدية، .. يعكس ديمومة الفعل المستبد.
القصة تعكس الرؤيا السلطوية بنواحيها المتقدمة، ..
تتوسع إلى عناصر أخرى معرفية و دلالية عميقة كالتاريخ و الجغرافيا و الإعلام و الشاعري ...
قصر الجمل؛ التي أفادة تبيين إنفعاليّة الفعل السلطوي؛ ..
هذه شذرات من قراءة المبدع طارق الطوزي, و هي قراءة تفرحني، و لا يهمني إن كانت مع النص أم "ضده"..قراءة تشرح (من التشريح)، تستجلي تقنياته..قراءة كاشفة..
تحيتي إليك أخي طارق
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
14/04/2007, 01:43 AM
إن مفهوم الحكم لدى الحاكم العربي مفهوم مقلوب يستدعي الوقوف على حيثياته،وملء المكتبة بأدبيات تُشخص هذا الواقع المغلوط،وقصتنا هنا واحدة من تلك الأدبيات التي تُلقي الضوء على شخصية الحاكم العربي ،الذي يجب أن يُدرس كظاهرة بكلية علم النفس.
ـــ
.. وظف الكاتب أدوات السرد توظيفا ذكياً،حيثُ استعمل أسلوب الحوار دون إطناب ،وشخصية الراوي هنا حاضرة بامتياز،فلولا هذه الشخصية لما كنا تمتعنا بتقنية السرد.
ـــ
القصة "كوكاسام"هي عيادة طبية نُقلت إليها شخصية الحاكم العربي قصد العلاج،فهل تم التداوي بواسطتها من مرض الحكم،والخوف على الكرسي؟
أخي هري، أسعدتني قراءتك المتمكنة و الذكية.
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
14/04/2007, 02:05 PM
العزيزة مها،
سعدت لتفاعلك العميق و المؤثر مع النص.
و سعدت أكثر لاستدلالك بأبيات نزارية تصب في نفس الاتجاه.
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
18/04/2007, 04:35 AM
سأحاول العودة للوقوف على هذا النص فكرة وطريقة عرض...
عبد الرحمن الجميعان
تحياتي

عبد الحميد الغرباوي
11/11/2007, 06:26 PM
تضامنا مع حملة مقاطعة بضائع الدول المساندة للصهيونية و نصرة للقضية الفلسطينية و رفعا للحصار المضروب على إخوتنا و أخواتنا و أبنائنا في غزة المناضلة الأبية...

سعيد أبو نعسة
11/11/2007, 10:57 PM
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
كوكاسام وصفة أدبية شائقة رائقة لكل من ألقى السمع و هو شهيد
حين العنوان يسقط أضواءه على المشهد بكامله تنجلي الصورة عن واقع مهترئ يصول فيه العم سام و يجول في العالم سياسياو عسكرياو اقتصاديا
دمت مبدعا

محسن رشاد أبو بكر
12/11/2007, 03:29 AM
رفعت الجلسة ، ولكن لم تنتهى الحدوتة ، واسمح لى أستاذى الفاضل أن استقطع مساحة من تلك الصفحة لأطمئن هؤلاء الحكام الذين يضيعون الجزء الأكبر من وقتهم للتفنن فى كيفية تجويع وتخويف شعوبهم

فبالتوازى مع الحملات الإعلامية والمناهج الدراسية التى ستكرس لفكرة الكوكاسام ، سيكون هناك حركات سياسية برجوازية تدعم توجهات هؤلاء الحكام من خلال الندوات والمؤتمرات وصفحات الجرائد

ليس ذلك فحسب ، ولكن حتى على مستوى الطبقات الشعبية والفقيرة فى القرى والنجوع والأزقة ، ستجد أطفال يجوبون الشوارع ينادون
"كوكاسام .. كوكاسام ، ماتردوا ورايا كوكاسام ، وتغنوا معايا كوكاسام .. كوكاسام كوكاسام"

ولكنهم ، وقد يفهم ذلك بعض هؤلاء الحكام ، ينافقونهم

ولكن ما لن يفهمه أبدا هؤلاء الحكام انهم الان يخافون من شعوبهم ، التى تتدرب على مجابهتهم وعدم الخوف منهم ، فقد استنفذ هؤلاء الحكام كل حيلهم وألاعيبهم ، واصبحوا يبحثون بين صفحات الجرائد ، وعقول اعوانهم المنافقين ، عن حلول ، ربما يناقشونها فى الجلسة القادمة

فتحت الجلسة

تحياتى
ابو بكر

محسن رشاد أبو بكر
16/11/2007, 02:49 AM
أغنية "الكوكاسام"
هناك فى الجهة اللامرئية من قريتنا

... : ياترى .. أين هم ، أين أقرانى ، بحثت عنهم فى كل مكان ، هل يمكن أن يكونوا ، هناك ، فى الجهة اللامرئية من قريتنا.
... : نعم ، لقد حضروا إلينا ، فلتأتى ، ولكن اخبرنا أولا ، من أنت.
... : أنا ، أنا "عائد فانكى" ، أنا "فانكى" ، أنا أول طفل فى القرية يسمح له والده بأن يزين رأسه بتسريحة شعر "ترافولتا" الفانكى.
... : إذن فلتمر من ذلك الحاجز الأخضر

وبعد أن يمر ، يتنامى إلى أذنه أصوات أقرانه ، فى الساحة الكبيرة ، يمرحون ويرقصون ، ويشدون أغنية جديدة ، أغنية الكوكاسام.

أحسن مشروب .. كوكاسام
أحسن م التوت .. كوكاسام
......................
كوكاسام كوكاسام

بعد الانتهاء من أداء الفاصل الغنائى الجماعى المرح ، كوكاسام ، فى طريق عودتهم "عائد فانكى" ، "سيد ننجا" ، "شادية مونروفا" ، "حسين أوكسا" ، "على مارادونا" ، "عزيزة هوستون" ،..... يقابلون ، عند مدخل القرية ، من ناحية ، الجهة اللامرئية منها ، عم "مختار الشرقاوى" ، وابنه "سيف"

ينادون عليه ، يا "سيف" : لماذا لا تأتى لتلهو معنا ، وتغنى أغنية الكوكاسام.

تمت
أبو بكر

محسن رشاد أبو بكر
28/11/2007, 03:31 AM
ألذلك الحد كانت تلك الأغنية نشازا !!؟؟

أكثر من أسبوعين لم يفكر احد أن يعلق عليها ، أو يضيف إليها نغمة أخرى تتماشى مع روح ، ما اعتقدت ، أنها سيمفونية وضع لبنتها الأولى المبدع "عبد الحميد الغرباوى"

لقد حاولت حذفها ، ولكنى لم أعرف ، فرجاءا من السادة المشرفين على قسم القصة القصيرة بحذفها ، وجمع كل آلاتها وكلماتها وإلقائها فى نهر الكوكاسام الذى نسبح فيه ليل نهار ، اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ، وأيضا ثقافيا ، وغدا سوف ننشد جميعنا أغنية "أنا ... بوليس" (I'm policeman).

حميد عمران الشريفي
21/12/2007, 09:24 PM
و سيدرج في المناهج المدرسية، في النصوص الأدبية و الأنشطة العلمية، و في التاريخ و الجغرافيا..و سيقال في الحصص الأدبية أن المتنبي، لو لم يكن من مدمني شرب " كوكاسام" لما وفق في نظم قصائده الخالدة، و أن الشابي لم ينظم قصيدته " إرادة الحياة" إلا بعد أن عبَّ كؤوسا من مزيج "كوكاسام" و الكحول الحارق.. و سيقال في حصص التاريخ أنه مشروب عرفه الإنسان منذ القدم، و هناك مؤرخون ينسبونه لعصر كليوبترة، و آخرون لعصر نفرتيتي، و أنه هو الذي مكَّن القائد طارق بن زياد من الاهتداء إلى فكرة إحراق السفن ، و لولاه لما تمكن من شحن جنده، و تحميسهم على القتال، و بالتالي تحقيق الانتصار العظيم و فتح الأندلس...و سيقال في الحصص العلمية أن " كوكاسام" هو الذي أتاح للعباقرة الاهتداء إلى مكتشفاتهم التي أغنت الحضارة الإنسانية ، و بفضله استطاع إيديسون التوصل إلى الكهرباء و إضاءة العالم..
و به الإعلام و الختام
و السلام
************************************************** ************************************************** *****:vg
كوكاسام...انه شراب البطولة التي ارادها الطغاة لشعوبهم ...تلك البطولة التي صورها الشاعر العراقي:
ناموا ولا تستيقضوا مافاز الا النوم
صوموا ولا تتكلموا ان الكلام محرم
نوم وصمت وصيامبحاجة الى كوكا سام لتنطلق قريحة الشعوب العربية التي خلقت من جنح الظلام ىتاركة الذين خلقوا من جناح النور في كراسيهم التي لا يهزها كوكاسام...
ابدعت يااخ عبد الحميدالغرباوي :vg: وبورك فيك

تحياتي من بغداد

طه خضر
21/12/2007, 10:00 PM
كـــوكـــا كولا أنكل ســـــــــــام ..

في زماننا هذا لم يعد للجبن مكانا بعد أن بات الحكام لا يرون الشعوب المطيعة إلا تلك التي ترقد تحت التراب !!

احترامي وتقديري ..

عبد الحميد الغرباوي
28/12/2007, 10:35 PM
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
كوكاسام وصفة أدبية شائقة رائقة لكل من ألقى السمع و هو شهيد
حين العنوان يسقط أضواءه على المشهد بكامله تنجلي الصورة عن واقع مهترئ يصول فيه العم سام و يجول في العالم سياسياو عسكرياو اقتصاديا
دمت مبدعا
أخي سعيد، قراءتك المركزة شبيهة بقصصك القصيرة جدا العميقة جدا...
بالمناسبة، أين أنت أخي؟...
هل هو كتابك الأخير الذي يشغلك عنا؟..
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
28/12/2007, 10:45 PM
ألذلك الحد كانت تلك الأغنية نشازا !!؟؟
أكثر من أسبوعين لم يفكر احد أن يعلق عليها ، أو يضيف إليها نغمة أخرى تتماشى مع روح ، ما اعتقدت ، أنها سيمفونية وضع لبنتها الأولى المبدع "عبد الحميد الغرباوى"
لقد حاولت حذفها ، ولكنى لم أعرف ، فرجاءا من السادة المشرفين على قسم القصة القصيرة بحذفها ، وجمع كل آلاتها وكلماتها وإلقائها فى نهر الكوكاسام الذى نسبح فيه ليل نهار ، اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا ، وأيضا ثقافيا ، وغدا سوف ننشد جميعنا أغنية "أنا ... بوليس" (I'm policeman).

أخي محسن رشاد أبو بكر الأديب و الباحث، لك الحق في الاحتجاج و الغضب أيضا...
سامحني أخي لأني لم أعلق على ما خطه يراعك الرقيق، الشفاف،كنت مشغولا في جهة أخرى من واتا...
إضافتك جميلة، حلوة، دافئة و مرحة أيضا...
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
28/12/2007, 10:50 PM
كوكاسام...انه شراب البطولة التي ارادها الطغاة لشعوبهم ...تلك البطولة التي صورها الشاعر العراقي:
ناموا ولا تستيقضوا مافاز الا النوم
صوموا ولا تتكلموا ان الكلام محرم
نوم وصمت وصيام بحاجة الى كوكا سام لتنطلق قريحة الشعوب العربية التي خلقت من جنح الظلام تاركة الذين خلقوا من جناح النور في كراسيهم التي لا يهزها كوكاسام...
ابدعت يااخ عبد الحميدالغرباوي وبورك فيك
تحياتي من بغداد

أخي حميد، خالص محبتي لك و لأهل العراق..
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
28/12/2007, 10:55 PM
كـــوكـــا كولا أنكل ســـــــــــام ..
في زماننا هذا لم يعد للجبن مكان بعد أن بات الحكام لا يرون الشعوب المطيعة إلا تلك التي ترقد تحت التراب !!
احترامي وتقديري ..
أخي طه،
الخوف لايزال له مكان...للأسف.. و في زماننا هذا..
لا تستغرب..
كم أود أن أصدق قولك...
مودتي