المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو تفسير أسهل/سورة المطففين//د.عائض القرني



نبيل الجلبي
17/08/2011, 04:22 PM
نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة المطففين

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ


وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)
هلاك وخسار، وعذاب ودمار، لمن غش في المكيال والميزان بالزيادة إذا اكتال والنقص إذا كال.

الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)
الذين إذا طلبوا حقوقهم من غيرهم أخذوها وافية كاملة؛ سواء في الميزان أو المكيال أو سائر الأحكام والأموال كافة.

وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)
وإذا كالوا لغيرهم، أو وزنوا لهم نقصوا حقوقهم، وبخسوا حظوظهم، فهم يستوفون حقوقهم وينقصون حقوق الناس.

أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)
ألا يفكر هؤلاء المطففون أنهم سوف يبعثون بعد موتهم فيحاسبون على أعمالهم، ويجازون على تطفيفهم.

لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)
سوف يبعثون في يوم عظيم خطره، رهيب بأسه، مهول مشهده، فاق الأيام لعظم ما يجري فيه من أهوال وأخطار.

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
هذا اليوم يقوم الناس فيه من قبورهم إلى الموقف ليحاسبوا، فيجتمعون فيه لفصل القضاء ونيل الجزاء، فسعداء وأشقياء.

كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7)
ألا إن كتاب الكفار الفجار في سجل أهل النار، وأسماءهم في كتاب الهالكين من أصحاب الجحيم، ضبطت وسجلت.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)
وما أعلمك بهذا الكتاب الذي هو سجل أسماء أهل النار؟ فهو كتاب محفوظ أحصيت فيه الأسماء بلا زيادة ولا نقص.

كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)
هذا الكتاب مسطور بأسماء الكفار، علمت الأسماء بالحروف، وضبطت في متنه، فهو سجل الأشرار وكتاب أهل النار.

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)
لعنة وخسار وهلاك وبوار؛ لأهل النار الذين كذبوا بالكتاب، ونسوا الحساب، فاستحقوا العذاب، واستوجبوا العقاب.

الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَومِ الدِّين (11)
هؤلاء يكذبون بيوم الجزاء، ويجحدونه وينكرون البعث والنشور، فلا جنة عندهم ولا نار، ولا موقف بين يدي الجبار.

وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعتَدٍ أَثِيمٍ (12)
وما يكذب بيوم القيامة إلا من تجاوز الحدود، ونقض العهود، وكفر بالمعبود، قد أكثر من الآثام، وبالغ في الإجرام، وأسرف في الحرام.

إِذَا تُتلَى عَلَيهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13)
إذا قرئت على هذا الفاجر آيات القرآن قال مستهزئا: هذه حكايات الأولين، وخرافات السابقين، وأباطيل القصاص المحرفين.

كَلَّا بَل رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَا كَانُوا يَكسِبُونَ (14)
كلا والله، ليس أساطير الأولين، بل غطى على قلوبهم حجاب التكذيب، وران الذنب، فعميت عن الحق.

كَلَّا إِنَّهُم عَن رَبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجُوبُونَ (15)
كلا والله، إن هؤلاء الكفار ممنوعون من رؤية ربهم، لا ينظرون إليه كما ينظر المؤمنون؛ نكالا بهم وإهانة لهم.

ثُمَّ إِنَّهُم لَصَالُوا الجَحِيمِ (16)
ثم إن الكفار يصلون النار، تشوى منهم الوجوه، وتحرق الجلود، وتدخل على الأفئدة؛ لسوء فعلهم وقبح عملهم.

ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)
ثم تقول لهم خزنة جهنم: هذا العذاب الذي كنتم به تكذبون فذوقوه مهانين، واصلوه خالدين.

كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الأَبرَارِ لَفِي عِلِّيينَ (18)
ألا إن كتاب الأبرار الصادقين المخلصين لمضبوط في سجل الأخيار، وفي ديوان الأبرار في علو، احتراما وتكريما.

وَمَا أَدرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)
وماذا يعلمك عن كتاب عليين؟ إنه والله عال في مكانه، مرتفع في مرتبته؛ لشرف ما فيه من أسماء.

كِتَابٌ مَرقُومٌ (20)
إنه كتاب مكتوب بأحرف من نور، ومسطور بإذن العزيز الغفور، بيّن فيه كتابة الأسماء، معلم بعلامات ظاهرة لأهل البر والإحسان.

يَشهَدُهُ المُقَرَّبُونَ (21)
يحضر هذا الكتاب العظيم ملأ كريم من الملائكة المقربين الذين أعلى منزلتهم، فهم يشهدون على ما في كتاب الأبرار.

إِنَّ الأَبرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)
إن المؤمنين الطائعين لفي نعيم مقيم، ومقعد صدق كريم، مع خلود دائم، وقرة عين، وبهجة نفس فوق وصف الواصفين.

عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23)
وهم على الأسرّة الوثيرة المريحة ينظرون إلى ما أكرمهم الله به من مناظر بهية، ومنها نظر بعضهم إلى بعض لزيادة السرور.

تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَة النَّعِيمِ (24)
تعرف في وجه هؤلاء الأبرار بهجة النعيم، وبهاء التكريم، وبريق السرور، ورونق الحسن، ونور الجمال، وحسن المظهر.

يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)
يشرب هؤلاء الأبرار من شراب خالص لا خلط فيه ولا غش، وهو خمر لا سكر فيه ولا صداع، ختم فلا يفتحه إلا صاحبه، لم تلوثه الأيادي.

ِختَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)
غطاء الكأس يفوح منه عبير المسك، وأريجه يفعم النفس، وفي مثل هذا النعيم يتبارى المتسابقون في ميدان الطاعة، وفي سبيل هذا النعيم والتكريم فليتسابق المجتهدون في الخير لينالوه.

وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)
ويخلط هذا الشراب بماء عذب زلال من عين صافية، تصب فيه من مكان عالٍ مرتفع، ليعظم مشهد انصباب الماء.

عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
وهذه العين الصافية العذبة هي (التسنيم) التي يشرب منها الأبرار كرامة لهم واحتفاء بهم؛ جزاء عملهم الصالح الحسن.

إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29)
إن الذين كفروا كانوا يستهزئون بالمؤمنين في الدنيا، ويضحكون من تصرفاتهم لما في نفوس الكفار من الاستكبار.

وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30)
وإذا مر المؤمنون بالكافرين تغامزوا بعيونهم استهزاء بهم وسخرية منهم، فكان الأغنياء يسخرون من فقراء المؤمنين.

وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31)
وإذا عاد الكفار إلى منازلهم عادوا متلذذين باستهزائهم بالمؤمنين فرحين بسخريتهم من أهل الإسلام عتوا وكبرا.

وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32)
وإذا شاهد الكفار المؤمنين قالوا: لقد ضل هؤلاء وأخطأوا الطريق وتركوا دينهم ولم يهتدوا إلى الحق.

وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)
وليس الكفار وكلاء على المؤمنين، رقباء على تصرفاتهم، رعاة لأعمالهم، فليس لهم حق في الدخول في شؤونهم.

فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)
ففي يوم الحساب ينقلب الحال، يضحك المؤمنون من الكفار حينما يشاهدونهم صاغرين حقارا أذلاء ممقوتين.

عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35)
على الأسرة الوثيرة المريحة ينظرون من منازلهم العالية وقصورهم الرفيعة إلى الكفار في النار يعذبون.

هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كانوا يَفْعَلُونَ (36)
أما كوفئ الكفار على ما فعلوه في هذه الدار، من السخرية والاستكبار، أما عوقبوا، أما أهينوا، أما صاروا أذلاء بعد العتو، حقارا بعد الكبر، بلى؛ لسوء أعمالهم في الدنيا.

عن الشرق الأوسط

فاطمة عتباني
17/08/2011, 05:32 PM
الأستاذ نبيل الجلبي

نفعك الله
وضاعف أجرك
وجعلها في ميزان حسناتك