المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا وراء تهديدات احمد داود اوغلو وزير خارجية امريكا؟صلاح المختار



د. فخر الدين نجم العامر
19/08/2011, 08:25 PM
ماذا وراء تهديدات احمد داود اوغلو وزير خارجية امريكا؟ صلاح المختار


للزنابق الفاسدة رائحة أشد فساداً بكثير من الأعشاب الضارة:::شكسبير



لم ادهش للتصريحات العصبية الشديدة اللهجة التي اطلقها احمد دواد اوغلو، وزير الخارجية الامريكية، ابدا فالقوى العظمى حتى لو شاخت تبقى تهدد وتتوعد! في يوم الاثنين 15/8/2011 قال احمد داود اوغلو، وزير الخارجية الامريكية، حرفيا ما يلي : (ان العمليات العسكرية ضد المدنيين في سوريا ينبغي ان تتوقف على الفور ودون شروط محذرا الرئيس السوري بشار الاسد من ان هذه هي الكلمات الاخيرة). واضاف بالعنجهية الامريكية المعهودة قائلا في مؤتمر صحفي : (هذه كلمتنا الاخيرة للسلطات السورية اول ما نتوقعه هو ان تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط)، وفي تقليد واضح لزميلته كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، ولكي يؤكد الطبع الامريكي المعروف وهو ممارسة التهديدات قال اوغلو، وزير الخارجية الامريكية : (اذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ).



هل في هذه التصريحات العصبية التي تعودنا عليها منذ بدأ بوش حربه التي اسماها صليبية على العراق امر جديد؟ كلا ولكننا كنا نتوقع من اوغلو، وزير خارجية امريكا، بعد وصول اوباما للادارة والذي غير اساليب امريكا وتخلى عن (سياسة القبضة الفولاذية) وتبنى (سياسة القفاز الحريري)، ان يتحدث بلغة اكثر هدوء وتمويها، لكنه تحدث من موروثه الاستعماري القديم وحركته النظرة العنصرية التفوقية تجاه (املاك) السلطنة الامريكية، لان الطبع يغلب التطبع، ومهما حاول الانسان ان يمثل او يتظاهر فان طبعه لابد ان يظهر وينشكف بارادته او بغيرها.

ولكي لا يساء فهم هدف مقالي هذا فيجب ان اوضح نقطة مهمة وهي انني لا ادافع عن النظام السوري الان ولم اكن كذلك طوال الاربعين سنة الماضية، وهذا امر يعرفه الجميع، لكنني هنا اريد ان افهم منطق السيد اوغلو، وزيرالخارجية الامريكية، الذي خرج على كل قواعد التعامل الدبلوماسية المعروفة، وشرع باطلاق تهديدات تؤكد امرا جوهريا وهو ان امريكا بلد اوغلو تمهد لعمل عسكري كبير ضد سوريا او ضد نظامها ولذلك فانه اسير غضب طبيعي جعله ينسى انه وزير خارجية القوة العظمى الاكبر في العالم. وكما يبدو من تصريحات اوغلو النارية ان امريكا لم تعد تتحمل اكثر فتحولت تصريحاته من تعبيرات دبلوماسية الى تهديدات كاوبوي ذكرنا بما قاله بوش الصغير (أحضروه حيا او ميتا) وهو يتحدث عن اسامة بن لادن، مع ان ذلك كان يجب ان لا يقال، والان ورغم كل ما عرف عن اوغلو من هدوء وميل لحل مشاكل بلده بالحوار والاساليب الدبلوماسية الا انه انقلب فجاة الى كاوبوي يهدد ويتوعد!

ما يجب ان نقوله لاوغلو هو التالي : نعم انك وزير خارجية امريكا الدولة الاستعمارية الهرمة التي استعمرتنا وغزت اراضينا واذلتنا وارادت محو هويتنا، ولكن هذه القدرة السلطانية لا تقتل روح الحرية والمقاومة لدى الشعوب الحرة، فلا تهدد بطريقة الكاوبوي رغم انك منحدر من سلالة تعودت على الغزو والنهب واذلال الاخرين. وتذكر ان كل الامبراطوريات تشيخ وتهرم وتصبح رجلا مريضا وهذا ماحدث للسلطنة العثمانية التي استعمرتنا خمسمائة عام وارادت محو هويتنا، تماما كما تفعل اسرائيل في فلسطين وكما تفعل دولتك الان في العراق وبقية الاقطار العربية، فالتتريك هو توأم الصهينة والامركة ولا فرق جوهري بين هذه الاشياء الثلاثة.

وعليك ان تتذكر بان امريكا اصبحت رمزا للشر المطلق منذ ستينيات القرن الماضي وهي دخلت الطور نفسه الذي دخلته السلطنة العثمانية في نهايتها وسميت بالرجل المريض، وهذه الحقيقة تجرنا الى حقيقة يجب ان تفهمها وهي ان الامبراطوريات الميتة لا يمكن احيائها او تجديدها اذا لبست نفس الرداء الايديولوجي لان الناس جربته وعرفته من معاناتها القاسية، والعرب الذين قاسوا من اكثر من استعمار، بدأ من الاستعمار الفارسي وانتهاء بالاستعمار الامريكي مرورا بالاستعمار العثماني، يعرفون كيف يكشفون ويواجهون الذئاب التي تتخفى تحت جلد الحملان، ونحن نعرف انك لا يمكن ان تكون حملا مهما حاولت التظاهر بذلك لان خلفيتك الايديولوجية خلفية استعمارية معروفة. انتهت المقالة.

ملاحظة تصحيحية : بعد انتهاء كتابة المقالة هذه نبهني الكومبيوتر الى وقوعي في خطا وهو ان احمد داود اوغلو وزير خارجية تركيا وليس وزير خارجية امريكا، بابتسمت وقلت : سبحان الله الذي انطقني بما لم أشا النطق به، ثم استحوذت على عقلي مجموعة من الاسئلة تتناسل بلا توقف ومنها : اذا كان اوغلو يستطيع اطلاق تهديدات بلسان قوة عظمى مدافعا عن الشعب السوري فلماذا لم يطلق تصريحات بنفس اللغة وبنفس القوة تجاه امريكا التي احتلت العراق ودمرته وابادت مليونين ونصف المليون عراقي مع ان رقم ضحايا العراق اكبر بالفي مرة من ضحايا سوريا؟ ولم سكتت تركيا الاردوغانية على تهجير سبعة ملايين عراقي من ديارهم وصرخت من لجوء عشرة الاف سوري الى اراضيها؟ ولم صمتت تركيا على ترمل مليون امراة عراقية وتيتم خمسة ملايين طفل عراقي ولكن اردوغان تبنى طفلة سورية قتل اهلها وجعل منها قضية انسانية كبرى؟ ولم مازالت تركيا الاردوغانية، التي تبكي دما على الشعب السوري، صامتة على معاناة الشعب العراقي بملايينه الثلاثين الذي يتعرض لاعمال ارهابية تقوم بها امريكا وايران وفرق الموت التابعة لهما ويشويه عقاب جماعي قاس تمثل في تدمير الخدمات وانعدام الامن ومع ذلك لم تذرف تركيا اردوغان حتى دموع التماسيح عليه؟ لماذا لم يقل اردوغان لامريكا ولو بلغة مؤدبة وتوسلية رجاء اوقفي سفك دماء العراقيين لانهم مسلمون مثل الشعب السوري؟ ولماذا ازدهرت تجارة تركيا في عهد الاسلاموي اردوغان مع حكومة الاحتلال في العراق ووقعت معها اتفاقيات ستراتيجية مع انها تذبح العراقيين وتتميز بانها طائفية حتى النخاع؟ وهل طائفية النظام في سوريا اشد من طائفية المالكي؟ ولماذا تصالحت حكومته مع اسرائيل بعد عركة منظمة وابقت على صلاتها الستراتيجية معها واكتفت بطلب اعتذار وتعويضات ولم تصدر تهديدات لها حتى اثناء حرب غزة والتي قتل فيها نفس العدد من الفلسطينيين الذي قتل في سوريا وباساليب علنية نقلت من شاشات التلفاز، ومنها استخدام الفسفور الابيض، ضد اهالي غزة واكتفى اردوغان بنفس ردود فعل بشار الاسد وغيره من الحكام العرب؟ هل المسلم في سوريا من درجة اعلى من المسلم في العراق وفلسطين؟ ام ان قيام امريكا بقتل الالاف في العراق المحتل شهريا وقيام اسرائيل بقتل العشرات كل بضعة شهور في فلسطين المحتلة امر اخر لا يستحق الرد لان امريكا قوية واسرائيل قوية وتستطيعان الدوس في بطن اردوجان اذا تجاوز خطا احمرا؟

انا حائر، والكومبيوتر حائر معي، لان الغاز اردوغان ووزير خارجيته اوغلو كبيرة ومحيرة، وحيرتي وصلت درجة انني وقعت في خطأ استبدال هيلاري كلنتون باحمد داود اوغلو رغم ان هيلاري لاتخجل من اطلاق ضرطة عظيمة وهي في مؤتمر صحفي في صنعاء سمعتها الملايين في حين ان اوغلو فتى خجول ومؤدب من العثمانيين الجدد تجنب مرارا التجشأ امام هيلاري لان التجشأ بالنسبة لها عيب كبير بعكس الضرطة التي جعلتها فرحة ومتحدية لمشاعر اهل اليمن! واخيرا نبهني كومبيوتري الى ان تركيا مازالت عضو في حلف النيتو وهو حلف استعماري يشن حرب ابادة ضد الشعب الليبي وهو مسلم ايضا كشعب سوريا، وان تركيا لديها علاقات مازالت ستراتيجية مع اسرائيل رغم مسرحية الاسطول التي ما لعبت تركيا دورا فيها الا تمهيدا لدورها الحالي، والدليل هو استمرار وتعزز التعاون العسكري بينهما واخر انجازاته هو تحديث الدبابات التركية بواسطة اسرائيل!

16/8/2011

Almukhtar44@gmail.com

مصطفى عبد الله
19/08/2011, 10:07 PM
عفواً، لا اضم صوتي لصوتكم.

د. فخر الدين نجم العامر
21/08/2011, 04:30 AM
كلشان البياتي ... ومتى كان الذئب حريصاً على الحمل؟

يا ترى.........

من الذي يُدخلّ في عقولنا ويغرس في أذهاننا فكرة أن حكامنا دكتاتوريين، اضطهاديين يجب قلعهم من جذورهم بقوة السلاح واستقدام القوات الدولية؟ ومن الذي يدفعنا لمحاربة حكامنا وشن الهجمات ضدها وكيل التهم لها والاستنجاد بقوات دولية لتحريرنا من بطش حكامنا المتوحشين، عديمي الأخلاق والقيم وأصحاب الضمائر الميتة.

وحكامنا جميعاً لا يحترمون حقوقنا ويمارسون ضدنا العنف ويلقون بنا إلى السجون والدهاليز المظلمة ويمارسون معنا الفواحش والمنكرات.

ومن الذي يزرع في عقولنا المريضة فكرة مفادها أن أمريكا ديمقراطية حريصة على حقوقنا الإنسانية وتحبنا حد أن تضحي بـأرواح الآلاف المؤلفة من جنودها وآلياتها ومعداتها الحربية وتضحي بسمعتها الدولية وبثرواتها ومواردها لتقيم لنا دولة ديمقراطية جميلة كالتي أقامتها في العراق.

من الذي جعلنا ننتشي فرحاً واغتباطاً كلما خرج الرئيسي الأميركي أو من يمثله ليدلي بدلوه بشأن حقوقنا الإنسانية التي يستبيحها وينتهكها أبشع انتهاك حكومنا المجرمون؟.

ثم منذ متى كانت أو أصبحت أمريكا (شريفة) تعمل لإحلال الديمقراطية في بلدننا وتعمل لإعادة حقوقنا التي استلبها حكامنا؟؟.

ولماذا يجب أن نصدق أن الرئيس التركي اوردغان حريص على سورية وشعبها أكثر من بشار الأسد وأن الرئيس الإيراني أحمد محمود نجادي حريص على العراقيين إلى درجة أنه لا يتورع عن حفر سراديب تحت الأرض لدفن العراقيين فيها خوفاً عليهم من حرارة الشمس.

هذه الهواجس كلها تدور في رأسي وأستغرب أن لا تمر في خاطر مواطن عراقي أو مواطن عربي ولاسيما في بلدان (الربيع العربي). واستغرب أن لا يمر في أذهان ثوارنا العرب في ليبيا وسورية واليمن وهم يناضلون لتحرير بلدانهم من حكامها لتسليمها على طبق من ذهب إلى أمريكا أو إيران أو الحلف الأطلسي الذين سيكون (أكثر حناناً وشفقة وإنسانية) من حكامها؟.

نتغنى بحضاراتنا ونكتب القصائد ونشعل في اليوم ألف شمعة وننادي بأننا شعب الحضارات، وأن بلداننا شهدت ولادة أقدم الحضارات.. ونتغنى بأننا علمنا الإنسانية جميعاً فنون الكتابة والموسيقى والزراعة والصيد والطب ثم ببساطة نأتي ونسلم بلدان الحضارات إلى بلدان نشأت (البارحة) لكنها تقدمت وتطورت وأخذت منا الفنون لأن شعوبها كانت إنسانية أكثر منا وتحترم أوطانها أكثر منا.

نسلمٌ أوطاننا بأيدينا وندعو دول الاستعمار لتستعمرنا ونحن في عقر دارنا بعد أن يصدق بعضنا ما تزرعه دول الاستعمار في عقولنا من أن حكامنا يبطشون بنا وأن حقوق الإنسان في بلداننا في خطر.

تحت هذه المسميات كلها، احتلت أمريكا العراق من جهة ومهدت لإيران احتلاله من جهة وأصبح العراق ساحة مفتوحة للإرهاب والقتل والفساد بعد أن غذته أمريكا بعناصر الإرهاب والفساد كلها، نصبت حكومة تمتهن الإرهاب والفساد والقتل والسرقة على أصولها بعد أن أدخلتها بدورات مكثفة استمرت سنوات معارضة الحكم الوطني في العراق لتخريب البلد تخريباً كاملاً يعيده إلى عصر ما قبل الكتابة، لا إلى عصر ما قبل الصناعة.

وكما أعيد العراق إلى عصر ما قبل الكتابة، ستعيد أمريكا وحليفتها إيران دولنا العربية كلها (من المحيط إلى الخليج) إلى عصور ما قبل الكتابة والحضارة أيضاً وسيعم الجهل والتخلف والأمية تلك البلدان كلها كما عمت العراق.

نوايا أمريكا وإيران ليست حسنة وهذه ليست جديدة، فالذي حصل في العراق يجب أن يتخذه إنموذجاً الذين يرومون تغيير أنظمتهم الوطنية إكراما لعيون الأخيرتين اللتين تحرضان الشعوب على حكامها لأسباب معروفة تتعلق بالمواقف السياسية لتلك الأنظمة.

وكما كانت المعارضة العراقية (سيئة الصيت والسمعة) أداة بيد أمريكا لتدمير العراق واحتلاله ونهب ثرواته وانتهاك حرماته، تستغل اؤلئك الذين سموا أنفسهم ثواراً لإعادة المسرحية من جديد في كل من سورية وليبيا واليمن والبحرين والحبل على الجرار..

مهزلة تحرير الشعوب من أنظمتها القمعية والدكتاتورية والتي بدأت في العراق (والله وحده يعلم) بمن ستنتهي – يجب أن تنتهي وأن تستيقظ الشعوب وتعي وتستقرئ الواقع جيداً وتتخذ من العراق إنموذجاُ في خطواتها التحررية كلها كما تسميها.

ولتعلم تلك الشعوب أن أولى تباشير احتلال أوطاننا تبدأ بكيل التهم بأنظمتنا الوطنية والمناداة بإسقاطها من قبل بعض الذي يسمون أنفسهم ثوارا أو مناضلين مدفعين بصورة واضحة جلية للعيان من قبل أمريكا أو حليفاتها.

ولتكن تلك الشعوب واثقة من أن الثورة التي تحظى بمباركة أمريكا أو دولة حليفة لها هي ثورة غير نظيفة ولا يمكن أن تكون بيضاء يقودها ثوار ليست لهم ذيول مع أمريكا.

ويجب أن تؤمن الشعوب برمتها أن الثورة الحقيقية الواجب قيامها الآن هي ثورات تحرر بلداننا المغتصبة مثل العراق وفلسطين والجولان من الاحتلال، وتأجيل ثورات تحرير الشعوب من أنظمتها، إن لم نقل إلغاءها لأن النفوس أصبحت تقرف منها ورائحتها أصبحت تزكم الأنوف ولأن أمريكا هي التي تقف وراءها وتغذيها لغاية في نفسها.

وقد يبرئ احدهم ساحة هذه الثورات من ولائها لأمريكا أو لإيران وتفسرها صحوة شعوب والنهوض من الركود والسبات التي غرقت فيها لسنوات طويلة تمتد إلى أربعين أو خمسين عاماً لكننا نعود لنقول أن صحوة الشعوب كان ينبغي أن تكون صحوة لتحرير ما اخذ من جسم الأمة بالقوة لا تقديم المزيد من الأوطان قرباناً لأمريكا و حليفاتها الذين يقدمون لنا كؤوس الديمقراطية ممتزجة بدماء الملايين من أبنائنا، من هنا وهناك.


ومتى كان الذئب حريصاً على الحمل؟