المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين هي؟!!



أحمد مليجي
21/09/2011, 04:37 PM
أين هي؟!! ( قصة قصيرة )

قام من نومه مفزوعاً ، نظر إلى فراشه لم يجدها بجواره .. ظن أنها تُحضر السندوتشات للأولاد.. فلقد حان وقت ذهابهم إلى المدرسة ... سارعت قدماه إلى المطبخ.. لكن خاب ظنه؟! ..لم يجد في المطبخ سوى أطباق وأواني مبعثرة هنا وهناك في الأحواض و فوق الطاولة ،كما هي متسخة منذ أيام ، كأن المطبخ عاد إلى حالته الأولى التي كان عليها قبل زواجه!!،وقف مذهولاً لحظات ... يفكر ويسأل نفسه أين هي ؟ أين ذهبت في هذا الوقت المبكر؟؟، لم يتبقى أمامه سوى غرفة أبنائه لعلها ذهبت لتطمئن عليهم .. دعا ربه كثيراً أن تكون هناك وأن لا يخيب الله ظنه هذه المرة، رأي الغرفة مظلمة ..أضاء الأنوار بلهفة شديدة يملؤها الأمل ... دقات قلبه تنادي عليها والشوق يسبقها ؟!!.. لم يلبي نداءه إلا صراخ أبنه الخائف.. فلقد أفزعه وجود والده المفاجئ أمامه .. ضمه إلى صدره و قال له وعيناه تدمع : لا تخف يا بني أنا والدك!!، سأله أبنه والشوق يملئ قلبه : أين أمي يا أبي متى تعود من السفر ؟؟!!


بقلم : أحمد مليجي

أحمد المدهون
01/10/2011, 09:44 PM
أستاذ أحمد مليجي،

قصة مؤلمة وموجعة ، تستدرج القاريء ، وتشده حتى النهاية.
ربما هو الشعور الغالب في الأيام الأولى لفقدان من نحب... كأن طيفها ما يزال يسكن في جوانح البيت، لا نكاد نصدق رحيلها.

والمؤلم في المشهد، انتظار الطفل عودة أمه من السفر.

الصياغة الفنية، على درجة عالية من الإتقان، والمشاهد مكثفة كانها فيلم سينمائي، وحبكتها رائعة، وخاتمتها موجعة، تجيب على السؤال العنوان، بسؤال الطفل البريء: متى تعود من السفر؟!.

تحية لقلمك وإبداعك.
مودتي.

كرم زعرور
02/10/2011, 12:51 PM
.. جميلة ٌهي القصَّة ُ، ومشوِّقة ٌ،

ظللتُ مشدوداً انتظرُ لأعرفَ أينَ هيَ ، وذهبتْ بيَ الظنونُ بعيداً ،

وأشفقتُ على هذا الرَّجلِ البائس ِ،

وفي النهاية ، ِدمعتْ عيني عليه ِوعلى أطفالِهِ .

تحية ، أخي أحمد المليجي - كرم زعرور

سعيد نويضي
10/10/2011, 10:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل أحمد المليجي...

قصيصة رائعة بناءا و مضمونا فكرة و مغزى ...كما قال الأحبة الكرام الأخ أحمد و الأخ كرم فيها من التشويق ما يشدك قراءة من البداية حتى آخر علامتي الاستفهام و التعجب.

لكن أعتقد و أتمنى أن يكون صدرك رحبا لملاحظة ربما تعتمد المنطق أكثر من شيء آخر...

فالأب الذي غابت زوجته عن المنزل سواء كانت رحلتها مؤقتة نتيجة سفر أو نتيجة خصام بينها و بين زوجها (الأب) أو أنها فارقت الحياة و بالتالي عودتها إلى البيت تظل رهينة سبب الغياب...فالأب الذي يعلم علم اليقين و على وعي و ليس في حالة هلوسة يبحث عن الوزجة في ربوع البيت من فراش الزوجية إلى المطبخ إلى بيت الطفل...و كأنها لا زالت على قيد الحياة و ليس كونها رحلت إلى دار البقاء التي لا رجعة فيها و لا عودة للحياة إلا يوم البعث...لذلك يأتي سؤال الطفل و الذي هو سؤال منطقي لكونه لم يستوعب سبب الغياب...أي هي مسافرة و بالتالي متى تعود من سفرها...؟ و لذلك أتساءل كقارئ ما هو سبب بحث الزوج عن زوجته إذا كانت قد فارقت الحياة...؟

و من أجل ذلك لو عكس الكاتب الأديب أحمد المليجي الأدوار التي لعبتها الشخصيتين المحورتين في القصة...افترض قراءة أن الولد هو الذي قام يبحث عن امه فبحث عنها في المطبخ ثم في الغرف المكونة للبيت ثم دخل على أبيه غرفة النوم متسائلا عن أمه التي غابت و متى تعود من سفرها...؟ أعتقد أن القصيصة يكون لها وقع أكبر و اثر أعمق في وجدان القارئ...و تكون الأحداث المتوالية لها منطق لا يتناقض مع طبيعة الزمن /عمر الشخصيات... سنهم الذي يحدد إلى حد ما تقبلهم و تحليلهم للأحداث و مدى استيعابهم للواقع...

قصيصة مشوقة و مثيرة للاسئلة...

تحيتي و تقديري...