المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثة مشاهد للنسيم



شريف عابدين
22/09/2011, 11:18 PM
(1)

تتوق للمسته الباردة بينما تقتفي أثر الشمس.
حين صارحته:
كم أعشقك أيها الشفاف؛
اعترف لها بولعه بلونها الذهبي.
وحين أسرت له:
ليتني أستطيع أن أراك!
لم يصدق نفسه؛
حلق بعيدا ملاحقا أصداء همستها.
..بينما كان يفكر في معضلة رؤيته،
هبت عاصفة رملية صفراء.
امتطى صهوتها.
..هاتفا حين بلغها:
أيتها الزهرة: ها أنذا!
أجابته بصوت مزكوم:
معذرة حبيبي لا أقوى على فتح عيني من الغبار.
***
(2)

تتنفسه كل مساء،
وتحترق.
لكنها برغم دمعها،
تنتشي،
كلما استشعرت لمساته الباردة.
حين استعذب دفئها،
داعبها،
بدغدغات متلاحقة؛
فتمايلت بشدة.
عاتبته.
بادرها: لاتنسي أني أهبك الحياة.
ناشدته: لكن قلبي يكاد يتوقف.
حين هب عاصفا: عليك تقبل عيوبي إن صدقت مشاعرك؛
لفظت أنفاسها.
تصاعدت خيطا من دخان.
ذاب في أحضانه.
***
(3)

كلما لمح القمر منتشيا؛
تفنن في مداعبة ليله الحالك السواد.
هذا المساء،
حين اصطدم بشرفته المحكمة الإغلاق؛
عاد مكفهرا،
فاستقبلته ببسمتها العاتبة الوقورة.
ما أن لامس جدائلها الذهبية،
حتى سقطت؛
فانكشفت صلعتها.
هب عاصفا، مشوحا للحفيف المتناثر،
...وتلاشى في الأفق.

سعيد نويضي
23/09/2011, 12:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل الدكتور شريف عابدين...

رمزية بليغة و تداخل في الأدوار الشيء الذي جعل مفاتيح المشاهد متلاحمة فيما بينها...
فهي كالحياة لا تسلم مفاتحها من أول قراءة و لا تفتح ابوبها بسهولة...
هناك خيط رفيع يربط بين المشاهد الثلات لكنه كالأثير لا يبدو جليا واضحا...

تحيتي و تقديري...

كرم زعرور
23/09/2011, 08:32 AM
أخي العزيز شريف

.. هي ثلاثة ٌمشاهدَ للنّسيم ِ، أبدعها قلمُك الموهوبُ ،

أتى فيها النسيمُ بصور ٍمختلفة ٍ ( غبار يفقدُ البصر ، دخان يخنق ، وريح تكشفُ المستورَ ! )

وفي كلّ الحالات ِيظلّ ُالنسيمُ هو المحورُ ، وبرمزية ٍعالية ٍ.

تحياتي وأجملُ الأماني - كرم زعرور