سمير الشريف
10/04/2007, 06:30 PM
قصة
سراويل
سمير الشريف
مر وقت طويل يستجمع تفاصيل ما حدث..سعل بحشرجة..انتفخت عروق رقبته..أحسّ بموجة باردة تغسله..لملم بطانية مهترئة فوق جسده.....حاول أن ينهض..اشتعل في ركبته ألم حارق..اكتشف أن جسده مهدود..جرّ قدميه..اقترب من النافذة..انتشى بهدوء آخر الليل..سمع صوت أنفاسه تموج في صدره..تقدم منه باسما..سأله عن رفاقه..قدّم له سيجارة..ألحّ لمعرفة من حرضوه..باغته السؤال..ابتسم ببلاهة..يباس ينبت في حلقه..انعقد لسانه .... حملق بغباء..سأله غاضبا:" من....تكلم"
صياح الديكة يخلخل الهدوء الجاثم..صفحة وجهه تتكسر عليها انفعالات شتى.. عبّ من نسمات الليل بعمق.. سرح إلى البعيد..... يا رجل ..قل شيئا..حرّك ساكنا..الناس في قيامة وأنت لاهمّ لك غير حرق السجائر والالتصاق بهذا المذياع ! اصح يا رجل وانظر إلى من تغير حالهم..زوجة "شاهد" التي لبست المطرز وزوجها الذي يتبختر كالطاووس..لم تسجل الأسماء ولم تشارك في احتفال.. اعمل كزوج "دلال" الذي ملأ البيت قماشا يكفي لعشرات السراويل.............
وأنت فوق السلّم.. لم يخطر ببالك أن أحدا يراقبك ... كل خوفك انحصر في سلك الكهرباء الذي يقولون عنه ضغطا عاليا وخفت أن تطالك صاعقته.... كانت اليافطة العاشرة..................
هوت على صدغه كف ثقيلة..لفّه دوار شامل..سقط ....كدمات تكوي عظامه... ألم يتجذر في أمعائه..نزف دافئ ينزّ من أنفه وفمه ...يسحب جسده...برودة لاذعة تتكوم في خلاياه...سمع انسكاب الماء فوق رأسه.... الأشياء تستعيد أحجامها من جديد... الكرسي.. الطاولة ... الغرفة ..الوجوه... الكدمات...........
ابتسم له ...اقترب منه...ألقى بيانه: - كلمة تجعلنا أصدقاء ونختصر الكثير.... َمنْ الذي حرّضك .. كم دفعوا لك؟؟...........
أين أنت يا امرأة الشؤم؟...... لماذا لا تأتين وترين المصير الذي انتهيت إليه.... كل سراويل العالم لا تساوي جلسة فوق كرسي الكهرباء...
ظللت (تنقين ) على رأسي..شوف أبو خالد ..انظر إلى صالح ... فكر كيف انقلب الحال بإبراهيم!! ماذا يفعلون غير أن يحركوا رؤوسهم ويقولوا نعم!!!! صحيح أنهم جعلوا بيوتهم مضافات………………..
وكل منهم وزّع زوجته وأولاده ليخدموا أطرافا متناقضة....لكن منظر الدولارات التي ما حلموا بها، يغفر لهم،فلماذا لا نغتنم الفرصة!!
مال محروق ،
إن لم تلطشه أنت لهفه غيرك..لماذا لا تكسبه وتسير مع التيار!!
أم ما زلتَ تُصرّ على أن مسايرة التيار غير الخوض فيه؟؟
لحظة دخولك الغرفة..كانت بالانتظار.. زغرد في عيونها الفرح وأنت تحمل الكيس.. قالت ووجهها يتلون بالبشر:
_ هذا ما كان عليك أن تفعله.. لو ختمت الدفتر....!!؟؟
هذا القماش ما عيبه؟؟ غلوة واحدة ويعود ناصعا بلا ألوان..هل تعرف ثمن المتر منه؟؟ أليس حراما أن تمزقه الريح وأجساد أولادنا عارية؟؟
حتى أنت فصّلت ثلاثة سراويل..كنت تخجل من الجلوس بها أمام الرجال حتى لا يكتشفوا سرك……
خطا للأمام...ألم حارق يمزق ظهره....
استدار لصوت زوجته.........
_ ألم يقل الطبيب أن الحركة خطر عليك؟.. إلى متى تعاكس الواقع..؟؟
باغته السعال..ضيق يثقب الروح..يكتم الأنفاس.......
تذكّر الجيران الذين لم يكلّف أحدهم نفسه بالسؤال....
معذورون......أتريد أن تجلب الشبهة لهم؟؟ يكفيك أنك خبرت الناس
ولقنتك السراويل درسا لن تنساه......
ما هذا الطرق الغاضب على بوابة الحوش والدماغ؟؟ومن يأتي في مثل هذه الساعة……!!
سراويل
سمير الشريف
مر وقت طويل يستجمع تفاصيل ما حدث..سعل بحشرجة..انتفخت عروق رقبته..أحسّ بموجة باردة تغسله..لملم بطانية مهترئة فوق جسده.....حاول أن ينهض..اشتعل في ركبته ألم حارق..اكتشف أن جسده مهدود..جرّ قدميه..اقترب من النافذة..انتشى بهدوء آخر الليل..سمع صوت أنفاسه تموج في صدره..تقدم منه باسما..سأله عن رفاقه..قدّم له سيجارة..ألحّ لمعرفة من حرضوه..باغته السؤال..ابتسم ببلاهة..يباس ينبت في حلقه..انعقد لسانه .... حملق بغباء..سأله غاضبا:" من....تكلم"
صياح الديكة يخلخل الهدوء الجاثم..صفحة وجهه تتكسر عليها انفعالات شتى.. عبّ من نسمات الليل بعمق.. سرح إلى البعيد..... يا رجل ..قل شيئا..حرّك ساكنا..الناس في قيامة وأنت لاهمّ لك غير حرق السجائر والالتصاق بهذا المذياع ! اصح يا رجل وانظر إلى من تغير حالهم..زوجة "شاهد" التي لبست المطرز وزوجها الذي يتبختر كالطاووس..لم تسجل الأسماء ولم تشارك في احتفال.. اعمل كزوج "دلال" الذي ملأ البيت قماشا يكفي لعشرات السراويل.............
وأنت فوق السلّم.. لم يخطر ببالك أن أحدا يراقبك ... كل خوفك انحصر في سلك الكهرباء الذي يقولون عنه ضغطا عاليا وخفت أن تطالك صاعقته.... كانت اليافطة العاشرة..................
هوت على صدغه كف ثقيلة..لفّه دوار شامل..سقط ....كدمات تكوي عظامه... ألم يتجذر في أمعائه..نزف دافئ ينزّ من أنفه وفمه ...يسحب جسده...برودة لاذعة تتكوم في خلاياه...سمع انسكاب الماء فوق رأسه.... الأشياء تستعيد أحجامها من جديد... الكرسي.. الطاولة ... الغرفة ..الوجوه... الكدمات...........
ابتسم له ...اقترب منه...ألقى بيانه: - كلمة تجعلنا أصدقاء ونختصر الكثير.... َمنْ الذي حرّضك .. كم دفعوا لك؟؟...........
أين أنت يا امرأة الشؤم؟...... لماذا لا تأتين وترين المصير الذي انتهيت إليه.... كل سراويل العالم لا تساوي جلسة فوق كرسي الكهرباء...
ظللت (تنقين ) على رأسي..شوف أبو خالد ..انظر إلى صالح ... فكر كيف انقلب الحال بإبراهيم!! ماذا يفعلون غير أن يحركوا رؤوسهم ويقولوا نعم!!!! صحيح أنهم جعلوا بيوتهم مضافات………………..
وكل منهم وزّع زوجته وأولاده ليخدموا أطرافا متناقضة....لكن منظر الدولارات التي ما حلموا بها، يغفر لهم،فلماذا لا نغتنم الفرصة!!
مال محروق ،
إن لم تلطشه أنت لهفه غيرك..لماذا لا تكسبه وتسير مع التيار!!
أم ما زلتَ تُصرّ على أن مسايرة التيار غير الخوض فيه؟؟
لحظة دخولك الغرفة..كانت بالانتظار.. زغرد في عيونها الفرح وأنت تحمل الكيس.. قالت ووجهها يتلون بالبشر:
_ هذا ما كان عليك أن تفعله.. لو ختمت الدفتر....!!؟؟
هذا القماش ما عيبه؟؟ غلوة واحدة ويعود ناصعا بلا ألوان..هل تعرف ثمن المتر منه؟؟ أليس حراما أن تمزقه الريح وأجساد أولادنا عارية؟؟
حتى أنت فصّلت ثلاثة سراويل..كنت تخجل من الجلوس بها أمام الرجال حتى لا يكتشفوا سرك……
خطا للأمام...ألم حارق يمزق ظهره....
استدار لصوت زوجته.........
_ ألم يقل الطبيب أن الحركة خطر عليك؟.. إلى متى تعاكس الواقع..؟؟
باغته السعال..ضيق يثقب الروح..يكتم الأنفاس.......
تذكّر الجيران الذين لم يكلّف أحدهم نفسه بالسؤال....
معذورون......أتريد أن تجلب الشبهة لهم؟؟ يكفيك أنك خبرت الناس
ولقنتك السراويل درسا لن تنساه......
ما هذا الطرق الغاضب على بوابة الحوش والدماغ؟؟ومن يأتي في مثل هذه الساعة……!!