المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصـــال.



سعيد نويضي
28/09/2011, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


خصال...

كثيرا ما أطلقت العنان لقلمها في نقد القيم الفاسدة...
لما استقام عودها تبنت بعضها حتى تكون لها الكلمة الأولى...
لما علم الحبر بحقيقة قلمها ترك لها الساحة حتى تصول وتجول مزهوة كغيرها...
و راح يحلق بعيدا عن مكنوناتها...

أريج عبد الله
29/09/2011, 01:33 AM
الله .. الله
يالها من خصال ..
هو القلم الذي يأخذ من الدم لونه ومن الدموع ملحها ومن الورود عبقها
هوالقلم الذي لا يحسب حسابا إلا لجميل الوقع وجليل الأثر ولا يسعى إلا لرضا الحق والحقيقة
كل ذلك يقع في وجدان الكاتب ونفسه..
لكن السؤال يكمن في واقعنا ..الذي يقاوم هذا الحبر ويقتل تلك النفس ..
فيصطدم بصخر الرخام المتلاحق حولنا
فنضطر الى التحليق بعيداً خوفاً على جفاف حبر النفس

أستاذنا الفاضل سعيد نويضي
أحييك وأحيي قلمك المعطاء ونعم الخصال الحميدة التي تعلمناها من كتاباتك المميزة.

لكَ شلال مودة واحترام

كرم زعرور
29/09/2011, 11:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


خصال...

كثيرا ما أطلقت العنان لقلمها في نقد القيم الفاسدة...
لما استقام عودها تبنت بعضها حتى تكون لها الكلمة الأولى...
لما علم الحبر بحقيقة قلمها ترك لها الساحة حتى تصول وتجول مزهوة كغيرها...
و راح يحلق بعيدا عن مكنوناتها...

.. هكذا حالُ الإنسان ِالّذي تحكُمُهُ خصالُهُ الّتي نشأ عليها ،

هو يدَّعي أنَّهُ ضدَّ فساد ِ القيم ِ،

وعندما يتوهمُ أنَّهُ وصلَ ، يُطلقُ لخصالِهِ ( إيّاها ) العنانَ ،

نصّ ٌرائعٌ أخي العزيز سعيد نويضي ،

مودَّتي وتقديري - كرم زعرور

سعيد نويضي
29/09/2011, 12:14 PM
الله .. الله
يالها من خصال ..
هو القلم الذي يأخذ من الدم لونه ومن الدموع ملحها ومن الورود عبقها
هوالقلم الذي لا يحسب حسابا إلا لجميل الوقع وجليل الأثر ولا يسعى إلا لرضا الحق والحقيقة
كل ذلك يقع في وجدان الكاتب ونفسه..
لكن السؤال يكمن في واقعنا ..الذي يقاوم هذا الحبر ويقتل تلك النفس ..
فيصطدم بصخر الرخام المتلاحق حولنا
فنضطر الى التحليق بعيداً خوفاً على جفاف حبر النفس

أستاذنا الفاضل سعيد نويضي
أحييك وأحيي قلمك المعطاء ونعم الخصال الحميدة التي تعلمناها من كتاباتك المميزة.

لكَ شلال مودة واحترام


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة أريج...

عودة ميمونة لأحضان واتا و إشراقة على ضفاف القصيصة بقراءاتك و إبداعاتك الرائعة روعة الأريج...

قراءتك الجميلة هي في حد ذاتها إبداع على إبداع...

كم هي رائعة هذه الصفات التي كشفت النقاب عنها للقلم:

"هو القلم الذي يأخذ من الدم لونه ومن الدموع ملحها ومن الورود عبقها
هوالقلم الذي لا يحسب حسابا إلا لجميل الوقع وجليل الأثر ولا يسعى إلا لرضا الحق والحقيقة".

وصف رائع...

تحيتي و تقديري...

شيماء عبد الله
29/09/2011, 07:47 PM
السلام على أستاذنا الجليل ومعلمنا القدير سعيد نويضي ورحمة الله وبركاته
حقيقة نص رائع
لكل إنسان في هذه الحياة رسالة يؤديها برضى الرحمن
الأم والأب للأسرة وتربيتهما وللتعامل مع بعضهما البعض
والموظف في موقعه على درجته الوظيفية ...وهكذا هي أمانة في الأعناق من جميع خلق الله تعالى
ونحن هنا الكلمة هي أمانة في أعناقنا تعكس صفاتنا وخصالنا
والقلب مضغة إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل
ورسولنا الكريم صل الله عليه وسلم هو قدوة لنا وهو خير من تخلق بالخلق العظيم
وقد حثنا على إصلاح أنفسنا قبل إصلاح الناس " إصلاح المضغة"
لأن النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي
فإن رأينا الناس بعين صغيرة تعاظمت علينا أنفسنا وبذا نفرط في حقوق انفسنا بظلمها
فلا بد من إصلاح النفس بانشغالنا عن عيوب الناس والنظر في عيوبنا
نص بليغ لدرس عميق وغاية نبيلة
وأقصوصة رائعة
سلم العطاء ودام
تحيتي وتقديري

سميرة رعبوب
29/09/2011, 09:12 PM
الكاتب الأديب الأستاذ الفاضل / سعيد نويضي

تحية عطرة مباركة

أستاذنا الكريم دوما تخط لنا قيما وأخلاقيات الكل بحاجة لها وبحاجة لتذكير بها .. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}[سورة الذاريات: 55]،

مشكلة العالم الاسلامي اليوم أننا نجد الكثيرون ممن يجيدون الحديث ، والقليل جدا ممن يعمل ويطابق قوله فعله
فتاهت نفوس كثير من الناشئة لغياب القدوة الصالحة ... والله المستعان

فليس الغاية هو التنديد بالقيم الفاسدة ... إنما الغاية هو تركها وعدم الإتيان بها ..
فالقلم وسيلة ورسول أمين للكلمة الصادقة ...

ولكن للأسف هناك الكثيرون ممن يغررون بالشباب والفتيات بالكلمة الطيبة والدعوة إلى القيم والتنديد بالسلوكيات الخاطئة ، وهو كالطبل الأجوف له صوت وهو في الأعماق خالي فارغ ...
كالسراب الذي يحسبه الظمأن ماء وعند الاقتراب منه لايجده شيئا ...

وخاصة ونحن نعاني من غياب الربانيون من أهل الدين الحق أو تغيبهم ... والله المستعان

وأخيرا على الانسان أولا وأخيرا أن يصلح قلبه وباطنه وسائر أموره وأن يصلح مابينه ومابين الله جل في علاه ثم إصلاح مابينه وبين الناس بما يرضي الله تعالى .

وأختم كلامي بقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2،3) ، وقال تعالى إخباراً عن شُعيب صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )(هود:88).

اسأل الله لي ولجميع المسلمين والمسلمات صلاح القلوب والأعمال والثبات على الحق ... آمين
تحية وتقدير

سعيد نويضي
30/09/2011, 11:35 AM
.. هكذا حالُ الإنسان ِالّذي تحكُمُهُ خصالُهُ الّتي نشأ عليها ،

هو يدَّعي أنَّهُ ضدَّ فساد ِ القيم ِ،

وعندما يتوهمُ أنَّهُ وصلَ ، يُطلقُ لخصالِهِ ( إيّاها ) العنانَ ،

نصّ ٌرائعٌ أخي العزيز سعيد نويضي ،

مودَّتي وتقديري - كرم زعرور




بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل الدكتور كرم زعرور...

أسعدتني كلماتك الطيبة...

هي النفس التي على الإنسان أن يجاهدها قدر المستطاع في كل وقت و حين...لأن الواقع الذي يتشرب منه الإنسان خصاله التي هي صفاته و بالتالي أخلاقه هو نفس الواقع الذي يعيد إنتاجه من خلال سلوكه...و من هنا كان الوعي رسالة العقل لكي يغير ما بنفسه حتى يتغير واقعه لما هو أفضل و أحسن و لما يرضي الله عز و جل...
فهل حقا هذا هو خط التغيير الذي يسير عليه الإنسان في زمن اختلط فيه كل بكل شيء...؟

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
30/09/2011, 12:11 PM
السلام على أستاذنا الجليل ومعلمنا القدير سعيد نويضي ورحمة الله وبركاته
حقيقة نص رائع
لكل إنسان في هذه الحياة رسالة يؤديها برضى الرحمن
الأم والأب للأسرة وتربيتهما وللتعامل مع بعضهما البعض
والموظف في موقعه على درجته الوظيفية ...وهكذا هي أمانة في الأعناق من جميع خلق الله تعالى
ونحن هنا الكلمة هي أمانة في أعناقنا تعكس صفاتنا وخصالنا
والقلب مضغة إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل
ورسولنا الكريم صل الله عليه وسلم هو قدوة لنا وهو خير من تخلق بالخلق العظيم
وقد حثنا على إصلاح أنفسنا قبل إصلاح الناس " إصلاح المضغة"
لأن النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي
فإن رأينا الناس بعين صغيرة تعاظمت علينا أنفسنا وبذا نفرط في حقوق انفسنا بظلمها
فلا بد من إصلاح النفس بانشغالنا عن عيوب الناس والنظر في عيوبنا
نص بليغ لدرس عميق وغاية نبيلة
وأقصوصة رائعة
سلم العطاء ودام
تحيتي وتقديري



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة شيماء...عودة ميمونة بعد غياب أتمنى أن يكون المانع خيرا...

أسعدني تعليقك النابع من الغيرة على إصلاح جوهر المشكلة و بالتالي يصبح الإصلاح يطرح إشكالية على مستوى البحث و إيجاد الحلول و من تم مستويات التطبيق القابلة للتحقيق في ظل ظروف يستعصي معها الانتقال لما هو أفضل و أحسن بين عشية و ضحاها و هذا الذي لم يحدث في التاريخ على امتداد تاريخ الحياة البشرية...

فحتى بعثة سيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم تطلبت 23 سنة مدة الوحي و نزول القرآن الكريم لكي تكون الأمة الإسلامية "خير أمة أخرجت للناس..." و هي شهادة من رب العالمين...خالق كل شيء العليم الحكيم...

فكم تحتاج الأمة الإسلامية لتكون خير أمة أخرجت للناس...؟

تحيتي و تقديري...

شيماء عبد الله
30/09/2011, 01:22 PM
فكم تحتاج الأمة الإسلامية لتكون خير أمة أخرجت للناس...؟


السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي القدير شكرا ألف لـ سؤالكم الكريم ممتنة لكم ..
وغيابي وحضوري باعتقادي لم يضيف رصيدا ولا يغني وواتا زاخرة بأعضائها الكرام الأفاضل أمثالكم
وأتيت إكراما لرغبة الأخت العزيزة راعية الخلق والحرف الكريم سميرة رعبوب
التي أجلها وأحترمها جدا والأخت أماني مهدية المكرمة
كما أتت رسالة الفاضل الكريم أحمد مدهون
وأشكركم جميعا لسؤالكم ولكل من سأل عني بارك لله بكم ولكم وأكرمكم الله .

وجئت أخرى لطرحك الإشكال الذي يعيق هذه الأمة
وأقول " لو خليت قلبت "
الناس أجناس وكل على ماتربى وتعلم من أهله ومن الدين السمح ومما يحيط به ..
وكيف كانت خلق الأئمة وأهل الصلاح والإصلاح
كان أحدهم يؤدب نفسه لما يرى من سوء في غيره فيأتي تقويم النفس قبل توجيه الناس ..
وصدقني لا تشترط هذه الصفات بالإسلام
أذكر لنا جارا نصرانيا " مسيحي"
بذهابه وإيابه يسلم على المارة ويتخلق بخلق كريم
ولن نرى منه أذى مطلقا
وكنا نشيد به خير إشادة
حتى يوما استدعتني جارتي تبكي بانتظار زوجته "المسيحي"وقد ذهبت للعمل
وقالت مستغربة أي الجارة لتي استدعتني وهي مسلمة
خرج الرجل من الحمام بعد غسل فخفق قلبه بشدة وسارع للـ الهاتف " وكنا لانملك جوال في بلدنا ممنوع في تلك الأوقات"
قالت كان جارنا المسيحي يستغيث
هرعت إليه جارتي وابنها
قال لهم إني على وشك الموت فلا تأتوني بالإسعاف
قالت :وجهته للقبلة وقلت له أتنطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
قالت فوالله نطقها وسلم أمره لله !!
فخلق المرء هو الدين كما الدين الخلق
وعذرا على مداخلتي الأخرى وبعض فضفضتي
تقبل مروري المتواضع
ممتنة وشاكرة لسؤالك الكريم
مع فائق التحية والتقدير

سعيد نويضي
01/10/2011, 01:01 AM
الكاتب الأديب الأستاذ الفاضل / سعيد نويضي

تحية عطرة مباركة

أستاذنا الكريم دوما تخط لنا قيما وأخلاقيات الكل بحاجة لها وبحاجة لتذكير بها .. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}[سورة الذاريات: 55]،

مشكلة العالم الاسلامي اليوم أننا نجد الكثيرون ممن يجيدون الحديث ، والقليل جدا ممن يعمل ويطابق قوله فعله
فتاهت نفوس كثير من الناشئة لغياب القدوة الصالحة ... والله المستعان

فليس الغاية هو التنديد بالقيم الفاسدة ... إنما الغاية هو تركها وعدم الإتيان بها ..
فالقلم وسيلة ورسول أمين للكلمة الصادقة ...

ولكن للأسف هناك الكثيرون ممن يغررون بالشباب والفتيات بالكلمة الطيبة والدعوة إلى القيم والتنديد بالسلوكيات الخاطئة ، وهو كالطبل الأجوف له صوت وهو في الأعماق خالي فارغ ...
كالسراب الذي يحسبه الظمأن ماء وعند الاقتراب منه لايجده شيئا ...

وخاصة ونحن نعاني من غياب الربانيون من أهل الدين الحق أو تغيبهم ... والله المستعان

وأخيرا على الانسان أولا وأخيرا أن يصلح قلبه وباطنه وسائر أموره وأن يصلح مابينه ومابين الله جل في علاه ثم إصلاح مابينه وبين الناس بما يرضي الله تعالى .

وأختم كلامي بقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ)(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2،3) ، وقال تعالى إخباراً عن شُعيب صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ )(هود:88).

اسأل الله لي ولجميع المسلمين والمسلمات صلاح القلوب والأعمال والثبات على الحق ... آمين
تحية وتقدير






بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب..

جزاك الله ألف خير على تذكيرنا بآية كريمة من ألقرآن الكريم الذي أنزله الله رحمة بالعالمين ليفروا إليه قبل فوات الأوان...

هذه حقيقة أننا أصبحنا مدمنين على القول أكثر من إدماننا على الفعل...لأن الفعل يتطلب التفكير ثم التدبير ثم التطبيق...و الحقيقة أن فكرنا قد تعطل مند زمن قديم...مند اصطدم العقل المخاطب الأول في الإنسان مند أدرك عدو الإنسان أن العقل هو المحرك لعملية التطور و التقدم...فاختلق من الأساليب ما يعيق و ما يثبط استعمال العقل كأداة للرقي و للإبداع و للاكتشاف...
و التفكير لا يقوم إلا على التساؤل...فإذا حجبت السؤال و اكتفيت بالجاهز عطلت المحرك الأساسي للعقل بأدواته المتعددة...و هذا ما لم يدع إليه رب العالمين...فالتدبر في الكون المسطور لا يكون بالتأمل الصامت و بالنظر...و لكن يكون بالقول/التساؤل و بالبحث عن الأسباب الظاهرة و الخفية لكيفية ولادة الأشياء و صيرورتها و لو طرحت السؤال عن العدد الذي تضمنه كتاب الله عز و جل من سؤال"كيف" لوجدت أن الحق جل و علا لم يترك ظاهرة إلا و حث العقل على التساؤل في مضمونها و معناها و مغزاها...فستجد 83 آية تطرح سؤال كيف ابتداء من سورة القرة من الآية الكريمة:

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة28
كيف تنكرون -أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى, وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة, ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم, ثم يعيدكم أحياء يوم البعث, ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.[التفسير الميسر].

إلى الآية الكريمة من سورة الفيل:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }الفيل1
ألم تعلم -أيها الرسول- كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟[التفسير الميسر].

فأداة السؤال "كيف" الذي يعتبرها العلم هي المدخل لمعرفة قوانين الظواهر و كيف تعمل الظاهر أية ظاهر قد جعل الله جل و علا حثا لاستعمال العقل انطلاقا من مساءلة الواقع للوصول إلى اليقين في مجال المعرفة و العلم و الاعتقاد...و هل هناك يقين أكثر في مجال العلم من اليقين الذي تؤكده التجربة سواء الحسية أو الحدسية أو المختبرية أو المنطقية بحسب طبيعة التجارب التي يشيد العلم عليها حقائقه الثابتة منها و اليقينية...فلا مجال للقول بأن الدين الإسلامي لا يحث على استعمال العقل و خاصة في مجال نشاطات الإنسان...
فالفلسفة التي جعلها شماعة أنها تخرج الإنسان من دائرة الإيمان إلى دائرة الإلحاد قد استعملوها ليحجروا على العقل بصفته تابع للنقل الذي أفرته مرحلة تاريخية معينة دون اللجوء إلى الأصل الذي هو الكتاب و السنة الصحيحة...فقد استعملوا العقل ليضرب العقل...كذاك الذي ينتحر بشكل غير واعي باستعماله ما يضره على اعتبار أنه يستعمل ما ينفعه...

و العقل الذي به يعقل الإنسان ليس هو المخ الذي يوجد في الرأس بل هو القلب الذي يوجد في الصدر...

و أستشهد بما استشهدت به أيتها الفاضل بالآية الكريمة:(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(البقرة:44).

فهل يقبل العقل التناقض...؟ الإنسان العاقل الذي يرتكز تفكيره على ما هو سليم من التناقضات لا يأمر الناس بالبر و يأتي بغيره...؟

و لذلك تأمل حكمة الله جل و علا البالغة في هذه الآية الكريمة:

{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89
إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة.[التفسير الميسر].

{إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الصافات84
حين جاء ربه بقلب بريء من كل اعتقاد باطل وخُلُق ذميم,[التفسر الميسر].


فلم يقل الله عز و جل أن يأتوا بعقل سليم بل الحق و الحق هو الذي أكده كتابه الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه و لا من خلفه "بقلب سليم"...

فأين نحن من القلب السليم و فيه ما شاء الله من حظ الشيطان إلا من رحم ربي...؟

فحادثة شق الصدر التي جعلت من النبي أرقى خلق الله إطلاقا و أصفاهم سريرة قد طهر الله قلبه في صباه بأن شق صدره جبريل عليه السلام و نزع منه حظ الشيطان...حتى لا لا يلبسه و حتى لا يلعب به عدو الله إبليس اللعين...و الرسول عليه الصلاة و السلام بشر كباقي البشر...لكن من من البشر شق الله صدره و نزع منه حظ الشيطان...؟ لا أحد ما عدا نبي الرحمة سيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلام...

فماذا يعني هذا القول يعني أن حظ الشيطان الذي له أساس مادي في القلب هو الذي يوحي للإنسان ما يوحي له و يوسوس له ما يوسوس له إلا من رحم ربي و جعل حظ الرحمان في القلب أكثر من حظ الشيطان...فالنور و الظلام اللذان قد يتصارعان في قلب الإنسان و في وجدانه ،هما من قبيل صراع الحق و الباطل صراع الخير و الشر صراع الإيمان و الكفر...و ما النفس الأمارة إلا دليل على الجانب الشرير في النفس...و ما النفس اللوامة إلا الجانب النوراني في النفس...و ما الهداية و تغليب هذا الجانب على الآخر إلا من عند الله جل و علا...

و حتى لا أطيل عليك لأن المرض الذي أصاب الأمة الإسلامية وهو مرض من أمراض القلوب كما جاء في سورة البقرة : {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10
في قلوبهم شكٌّ وفساد فابْتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم, فزادهم الله شكًا, ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم.[التفسير الميسر].

ينطلق من الأساس الذي هو الإيمان...فالإيمان الحق لا يسقط في التناقض على مستوى الوعي و إن حدث فالاستغفار و العودة إلى الله و التذكر هو الذي يفتح البصيرة... {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }الأعراف201
إن الذين اتقوا الله مِن خلقه, فخافوا عقابه بأداء فرائضه واجتناب نواهيه, إذا أصابهم عارض من وسوسة الشيطان تذكَّروا ما أوجب الله عليهم من طاعته, والتوبة إليه, فإذا هم منتهون عن معصية الله على بصيرة, آخذون بأمر الله, عاصون للشيطان.[التفسير الميسر].

والمس قد يكون بالقول كما في تفسير الآية و قد يكون بالفعل...و الفعل ليس و ألقصدي بل الفعل عن طريق الخطأ...{لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم
الإمام الألباني

[منقول] {سئل إبراهيم بن ادهم رحمه الله عليه: ما بالنا ندعو ولا يستجاب لنا؟ قال:ماتت قلوبكم من عشره أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه
عرفتم النار ولم تهربوا منها
عرفتم كتاب الله ولم تعملوا به.
تدفنون موتاكم ولا تعتبرون.
انشغلتم بعيوب غيركم وتركتم عيوب أنفسكم.
عرفتم الجنه ولم تعملوا لها.
عرفتم ان الموت حق ولم تستعدوا له.
ادعيتم عداوة الشيطان وواليتموه.
تأكلوا رزق الله ولا تشكرونه.
ادعيتم محبه الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته وأثره}


تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
01/10/2011, 03:25 PM
فكم تحتاج الأمة الإسلامية لتكون خير أمة أخرجت للناس...؟


السلام عليكم ورحمة الله
أستاذي القدير شكرا ألف لـ سؤالكم الكريم ممتنة لكم ..
وغيابي وحضوري باعتقادي لم يضيف رصيدا ولا يغني وواتا زاخرة بأعضائها الكرام الأفاضل أمثالكم
وأتيت إكراما لرغبة الأخت العزيزة راعية الخلق والحرف الكريم سميرة رعبوب
التي أجلها وأحترمها جدا والأخت أماني مهدية المكرمة
كما أتت رسالة الفاضل الكريم أحمد مدهون
وأشكركم جميعا لسؤالكم ولكل من سأل عني بارك لله بكم ولكم وأكرمكم الله .

وجئت أخرى لطرحك الإشكال الذي يعيق هذه الأمة
وأقول " لو خليت قلبت "
الناس أجناس وكل على ماتربى وتعلم من أهله ومن الدين السمح ومما يحيط به ..
وكيف كانت خلق الأئمة وأهل الصلاح والإصلاح
كان أحدهم يؤدب نفسه لما يرى من سوء في غيره فيأتي تقويم النفس قبل توجيه الناس ..
وصدقني لا تشترط هذه الصفات بالإسلام
أذكر لنا جارا نصرانيا " مسيحي"
بذهابه وإيابه يسلم على المارة ويتخلق بخلق كريم
ولن نرى منه أذى مطلقا
وكنا نشيد به خير إشادة
حتى يوما استدعتني جارتي تبكي بانتظار زوجته "المسيحي"وقد ذهبت للعمل
وقالت مستغربة أي الجارة لتي استدعتني وهي مسلمة
خرج الرجل من الحمام بعد غسل فخفق قلبه بشدة وسارع للـ الهاتف " وكنا لانملك جوال في بلدنا ممنوع في تلك الأوقات"
قالت كان جارنا المسيحي يستغيث
هرعت إليه جارتي وابنها
قال لهم إني على وشك الموت فلا تأتوني بالإسعاف
قالت :وجهته للقبلة وقلت له أتنطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
قالت فوالله نطقها وسلم أمره لله !!
فخلق المرء هو الدين كما الدين الخلق
وعذرا على مداخلتي الأخرى وبعض فضفضتي
تقبل مروري المتواضع
ممتنة وشاكرة لسؤالك الكريم
مع فائق التحية والتقدير


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة شيماء...

شاكر لك تفاعلك الرائع مع الكلمة...
و الحمد لله على أن شفاك الله جل و علا و أعادك إلى نشاطك الإبداعي و إلى الحياة بصفة عامة...فالحمد لله على لطف الله...

و هذا مثال أو قولة قرأتها بعدة أوجه و لم يتبين لي المعنى بشكل واضح..."وأقول " لو خليت قلبت "

عموما كما جاء في الجملة التي تلي القولة أن التربية هي العمود الفقري للشخصية...فالإإنسان على ما تربى و ما شرب من أسرته و مجتمعه و بيئته من قيم و مبادئ و معتقدات و غير ذلك مما يكل شخصيته بصفة عامة...و التربية إلا بناء و لكن ماذا نضع في محتوى هذا البناء و ذاك هو التعليم...فالتربية تؤسس الأخلاق و التعليم يزرع الأفكار...

و بين الأخلاق و الأفكار علاقة يؤثر بعضها في بعض بشكل يجعل الأولى/التربية/الأخلاق تستقي من الثانيةالتعليم/الأفكار/المعارف/العلم ما يعينها/الأخلاق على الانتقال لما أفضل هو تأثرها بالثانية/التعليم/الأفكار مما يجعل وجود جدلية ضمنية بين التربية و التعليم بين الأخلاق و الأفكار...
فالقدوة التي يراها المشاهد/الإنسان هو السلوك الخارجي هو نوعية التصرف و كيفية التصرف التي تطبع سلوك و شخصية الإنسان...و هو شكل خارجي و هو منظومة الأخلاق و القيم التي يتحلى بها الفرد...
و هذا السلوك هو بطبيعة الحال نتيجة العالم الداخلي عالم الأفكار و المبادئ و النواي التي تشكل الخلفية النفسية و المعرفية للشحصية ذاتها...
فإذا ما تطابق الظاهر الباطن كما هو سيد الخلق المرسلين صلى الله عليه و سلم كان القدوة الحسنة و السلوك الرفيع الذي يبتغي على كل مسلم يؤمن بالله و اليوم الآخر و بما أرسل آخر الأنبياء و المرسلين صلوات الله و سلامه عليه و عليهم جميعاأن يتبعه على قدر المستطاع...فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها...

و بالنسبة لجارتك أصلحها الله و جعل تصرفها في ميزان حسناتها...فقد قامت بما أملى عليها ضميرها و حبها لله جل و علا و حبها لمن بعث ليتمم مكارم الأخلاق...و لله المثل الأعلى و لسيد الخلق و المرسلين الصلاة و السلام إلى يوم الدين فما بعد...أتمنى أن يهدي الله جل و علا من يعلم الله في قلوبهم خيرا فيهديهم إلى الشهادة الحقة التي لا يعلم قيمتها و وزنها إلا هو جل في علاه...

تحيتي و تقديري...