المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكابوس



لمجيد تومرت
11/04/2007, 04:59 AM
الكابوس

http://img149.imageshack.us/img149/7646/mcgapplication1pc0.jpg

وقف خاشعا حاسر الرأس أما قبر أبيه بعد أن تأكد من معالمه القديمة، بسمل و سلم عليه وعلى باقي القبور من حوله و قد بدا بعضها دارسا و البعض قد نبشته الكلاب الضالة إلا ما حضي منها بتجديد أو زخرفة . جلس أما الشاهد الحجري على ركبتيه في شبه ركوع، وراح يتمتم ببضع آيات من القرآن الكريم من تلك التي علقت بدهنه..فقد حفظ القرآن كله على اللوح حين كان طفلا يافعا على يد هذا الفقيه الراقد أمامه تحث تراب هذا القبر لكنه نسي كل ألأحزاب و السور مع مر الأيام و السنين.تذكر قولته أبيه المأثورة : " نساتك يا ولدي المدرسة و ملاهي الدنيا سوارك و كلام الله ، الله يرد بيكم و خلاص" . عبارة طالما سمع أباه يرددها كلما بدأ في تلاوة آية أو سورة و عجز هو أو أحد إخوته عن تتمتها. تذكر هذا الموقف و هو يرفع يديه و رأسه مغمض العنين نحو السماء متضرعا إلى الله داعيا لأبيه بالرحمة و المغفرة و بأن يسكنه فسيح جنانه.استجمع بعضه و نهض واقفا ،وقبل أن يبرح المكان ،استرعى انتباهه شيء غريب ..، فهو يعرف جيدا أن قبر أبيه بقي قبرا ترابيا بعد أن رفض باقي الأخوة البناء عليه أو وضع أي علامة تميزه خوفا من السقوط في البدعة و المحرم، فمن أين جاء هذا الشاهد الرخامي !؟ ألم يكن قبل قليل مجرد حجر عادي كان هو من أرساه في مكانه لحظة الدفن مند سبع سنوات !؟ و للتأكد أكثر ، تفقد جنبات القبر ..هذا هو موضعه ..محاط بخمسة قبور لأطفال صغار و نبتة سدر يانعة الاخضرار..!! عاد وركز عينيه على الرخامة من جديد و راح يقرأ ما نقش عليها بخط أسود مضغوط كـأن يدا سحرية قد تفننت في زخرفته قبل لحظات:" هذا قبر الكاتب الكبير المرحوم...... تغمده الله بواسع رحمته وقد توفي بتاريخ....... و إنا لله و إنا إليه راجعون. " يا لهول و وقع ما قرأ !!! بدا كمن أصيب بنوبة صرع أو جنون ، كان لحظتها يلف حول نفسه و يتحسس أطرافه وحروف وجه و شعره رأسه بحركات هستيرية كمن يبحث عن شيء عزيز قد ضاع في دواخله على حين غرة. ، عبثا حاول أن ينطق لكنه لم يجد صوته. كان كمن يصرخ في بئر عميق سحيق .. أيكون حقا هو صاحب هذا القبر!؟ أهذه العظام الرميم الراقدة تحث هذا التراب هي عظامه !؟ متى ..؟و أين ..؟و كيف و لماذا مات...!!؟؟ و من يكون هو الآن في هذه اللحظات الرهيبة...؟؟؟
أسئلة مختنقة كان يحاول الصراخ بها بصوت عال ،لكن لسانه كان قد أرتد إلى حلقه ،فلا هو استطاع الصراح و لا قدماه أسعفتاه ليطلق ساقيه للريح هروبا من هذا المكان الطلسم . سقط عند أول خطوة في اتجاه بوابة المقبرة وهو يلهث و أنفاسه تتقطع.وحين فتح عينيه فجأة على إثر صوت رخيم كان يناديه وكف ناعمة كانت تهدهد رأسه ،و جد زوجته بالقرب منه على السرير و هي تبسمل و تحوقل و تمسح العرق المتصبب من على وجنتيه و تدعك جبينه بلطف محاولة أن تهدأ من روعه ومن هول هذا الكابوس المرعب .. نهض من على السرير وقلبه يكاد ينط من قفص صدره ، لم يرد على أسئلة الزوجة الحائرة، اتجه توا إلى غرفة الحمام، غسل وجهه بالماء البارد، و راح يتأمل ملامحه الهاربة في المرآة.

لمجيد تومرت/ خريبكة /المغرب [/

صابرين الصباغ
11/04/2007, 09:24 PM
يا أطلسى القلم
ومغربى المداد
وعربى القلب
سعدت بكابوسك وقد غررت بي لتأخذني معك فوق وسادة حرفك
صديقي لمجيد
جميلة القصة ومفرداتها لكن اعتقد أن ابداعك اخذك واسترسلت قليلا
فوجهة نظري كانت القصة تقف عند
وهذه رؤيتي الشخصية ولاتغضب مني
سقط عند أول خطوة في اتجاه بوابة المقبرة وهو يلهث و أنفاسه تتقطع.
ياسلام إن كانت هذه الخاتمة لو كنت قارئة عادية كنت :fight:
لكن لك مني هذه:fl:
دمت مبدعا

لمجيد تومرت
12/04/2007, 01:41 AM
يا أطلسى القلم
ومغربى المداد
وعربى القلب
سعدت بكابوسك وقد غررت بي لتأخذني معك فوق وسادة حرفك
صديقي لمجيد
جميلة القصة ومفرداتها لكن اعتقد أن ابداعك اخذك واسترسلت قليلا
فوجهة نظري كانت القصة تقف عند
وهذه رؤيتي الشخصية ولاتغضب مني
سقط عند أول خطوة في اتجاه بوابة المقبرة وهو يلهث و أنفاسه تتقطع.
ياسلام إن كانت هذه الخاتمة لو كنت قارئة عادية كنت :fight:
لكن لك مني هذه:fl:
دمت مبدعا

يا ابنة النيل العظيم ،ايتها الصديقة الغالية صابرين ،لأنك مبدعة أعرف سحر قلمها ،و لأنك لست قارئة عادية ،فإني أتقبل منك هذه الملاحظة الذكية ،وصدقيني ،فقد كانت النهاية الأصلية للقصة هي نفس النهاية التي اقترحت و لولا نية في نفس يعقوب لما أضفت النهاية الجديدة ،لكنني لم أشأ ان أسقط الكاتب أو أن أتركه في قبر أبيه أو أن ألجمه ... و إنما أردت أن أجعل موته كابوسا يستيقظ منه فجأة ليدرك موته المجازي في ملامحه الهاربة في في المرآة .و لك كل الحق في تأولي الموقف و فق قراءتك و ذكائك المعود في إدراك الرسائل ..و الأهم عندي انني سعيد جدا برأيك:good: و لا يقلقني أبدا ،و سأقبل منك كل :fl: و لك مثلها :fl: بلا :fight:
تحاتي و تقيدري الكبير

لمجيد تومرت
12/04/2007, 01:41 AM
يا أطلسى القلم
ومغربى المداد
وعربى القلب
سعدت بكابوسك وقد غررت بي لتأخذني معك فوق وسادة حرفك
صديقي لمجيد
جميلة القصة ومفرداتها لكن اعتقد أن ابداعك اخذك واسترسلت قليلا
فوجهة نظري كانت القصة تقف عند
وهذه رؤيتي الشخصية ولاتغضب مني
سقط عند أول خطوة في اتجاه بوابة المقبرة وهو يلهث و أنفاسه تتقطع.
ياسلام إن كانت هذه الخاتمة لو كنت قارئة عادية كنت :fight:
لكن لك مني هذه:fl:
دمت مبدعا

يا ابنة النيل العظيم ،ايتها الصديقة الغالية صابرين ،لأنك مبدعة أعرف سحر قلمها ،و لأنك لست قارئة عادية ،فإني أتقبل منك هذه الملاحظة الذكية ،وصدقيني ،فقد كانت النهاية الأصلية للقصة هي نفس النهاية التي اقترحت و لولا نية في نفس يعقوب لما أضفت النهاية الجديدة ،لكنني لم أشأ ان أسقط الكاتب أو أن أتركه في قبر أبيه أو أن ألجمه ... و إنما أردت أن أجعل موته كابوسا يستيقظ منه فجأة ليدرك موته المجازي في ملامحه الهاربة في في المرآة .و لك كل الحق في تأولي الموقف و فق قراءتك و ذكائك المعود في إدراك الرسائل ..و الأهم عندي انني سعيد جدا برأيك:good: و لا يقلقني أبدا ،و سأقبل منك كل :fl: و لك مثلها :fl: بلا :fight:
تحاتي و تقيدري الكبير

نزار ب. الزين
12/04/2007, 05:03 AM
الأديب الأستاذ المجيد
أشق مسألة على الإنسان هي مسألة الموت ، ذلك السيف المسلط على الرقاب ، إن فكر به و هو يقظ أصابته الحيرة و قشعريرة العدمية ، و إن فكر به عقله الباطن عن طريق الأحلام ، أصابه رعب يكاد يشله .. إنه الكابوس المخيف حتى لو كان حلما ، افلحت يا أخي في تصويره بحِرفية لافتة .
دمت و دام إبداعك .
نزار

نزار ب. الزين
12/04/2007, 05:03 AM
الأديب الأستاذ المجيد
أشق مسألة على الإنسان هي مسألة الموت ، ذلك السيف المسلط على الرقاب ، إن فكر به و هو يقظ أصابته الحيرة و قشعريرة العدمية ، و إن فكر به عقله الباطن عن طريق الأحلام ، أصابه رعب يكاد يشله .. إنه الكابوس المخيف حتى لو كان حلما ، افلحت يا أخي في تصويره بحِرفية لافتة .
دمت و دام إبداعك .
نزار

زاهية بنت البحر
15/04/2007, 09:30 PM
الموت وما أدراك ماالموت ألم يقل أمير المؤمنين كفاك بالموت واعظًا ياعمر ..
أما هنا فهو كابوس رهيب لأنه سيف مسلط على كل الرقاب لاينجو منه ذو روح ،وحتى بعد الاستيقاظ والحمَّام فلسوف يظل الكابوس ملازمًا أعماقه ، يستتر حينًا بمشاغل الدنيا ،ويتفجر حينًا غولا يكاد يحقق به ذاته ، فلنكن منه على حذر ،فإنه لايبقي ولايذر ،فسبحان الحي الذي لايموت ..
لمجيد تومرت أخي المكرم ،وكاتبنا وناقدنا القدير.. أهلا ومرحبًا بك في واتا الحضارية ..سعدت بمروري عبر متصفحك ..دمت مبدعًا :fl:
أختك
بنت البحر

خليل حلاوجي
25/04/2007, 05:59 PM
كابوس النهار بدأ يخيفنا .... اكثر من كوابيس الليل


النص ثري


بوركت