المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركة الترجمة تشجع على التفاهم



غالب ياسين
11/04/2007, 10:47 AM
محمود القيعي
محمود القيعي من المثقفين العرب البارزين الذين أمضوا سنوات عديدة في عواصم غربية، بين لندن ودبلن وباريس، حيث درس أولاً الأدب الإنجليزي بجامعة دبلن، ثم انتقل إلى جامعة السوربون بباريس التي درس فيها فنون الترجمة ثم قام بالتدريس في الجامعة ذاتها لعدة سنوات. وبعد ذلك التحق في عام 1975 بمنظمة اليونسكو بباريس، في عدد من الوظائف قبل أن يتولى رئاسة قسم الترجمة العربية بتلك المنظمة. ثم أختير فيما بعد مديراً لأقسام الترجمة كلها باليونسكو. ونشرت له عدة ترجمات من الإنجليزية والفرنسية إلى العربية وكتب العديد من المقالات في موضوعات لغوية وثقافية.
ومن واقع الخبرة التي اكتسبها، من خلال إقامته الطويلة في بلاد الغرب، وإحاطته عن كثب، بالعديد من جوانب الثقافة الغربية ومشكلاتها، وإتقانه لعدة لغات أجنبية، كان لابد لنا من إجراء حوار معه بحثاً عن موقف جديد من الغرب اليوم. وبطبيعة الحال دار الحوار حول بعض القضايا المطروحة مع مفكرين وأدباء كانوا على صلة أيضاً بإشكالية العلاقة مع الثقافة الغربية.
س: مع ازدياد الحديث عن ((العولمة)) وامتدادتها الثقافية، البعض يرى أنه لم يعد هناك مبرر للحديث اليوم عن شرق وغرب، أو عن تجديد وتحديد موقفنا اليوم من الغرب، في أعقاب هذه التطورات الأخيرة. كيف تنظر إلى هذا الأمر؟
ج: إن ما يسمى الآن بظاهرة ((العولمة)) لا يعني ذوبان الكيانات الوطنية، أو مسخ الذاتيات القومية، وإذا كان ينبغي لنا أن نعيش عصرنا وأن نتفاعل مع الآخرين، فلابد أن نحرص أيضاً على الدفاع عن مقومات شخصيتنا وحضارتنا. وإذا كانت فرنسا مثلاً قد طالبت في محادثات الجات بما أسمته ((الاستثناء الثقافي)) حفاظاً على الثقافة الفرنسية في وجه الغزو الثقافي الأمريكي، فلابد بالأحرى أن نتمسك بهويتنا وأن نصون سيادتنا، في الوقت الذي يجدد فيه أيضاً الانتفاع بالمزايا الإيجابية للعولمة من حيث الانفتاح الاقتصادي والتكنولوجي والتجاري. فالعولمة لا ينبغي أن تكون ذريعة للهيمنة الغربية على مقدرات الآخرين. إنها ظاهرة كغيرها من الظواهر التي شهدها العالم، ولابد أن نتعامل معها بحذر، بل ولابد أيضاً من أن نسهم في تحديد معالمها وصياغة قواعدها وضوابطها بدلاً من أن نقف موقف المتفرج ثم نتباكى بعد ذلك عما لحق بنا من أضرار بسببها، وبالتالي فإن الحديث عن موقفنا من الغرب الآن له ما يبرره، بل أراه ضرورياً ونافعاً.
س: هذا الموقف الجديد من الغرب الذي ندعو له، ونحرض مفكرينا وأدباءنا على الاضطلاع بواجبهم في صياغة عناصره وملامحه، هل يبدأ في تصورك من نقد إدراكنا القديم للغرب، أم تمنح الأولوية لضرورة إجراء دراسات شرقية وعربية جديدة عن الغرب المعاصر، أم الطريقين معاً في آن واحد؟
ج: ينبغي بطبيعة الحال إجراء عملية نقد ذاتي مسار علاقتنا بالغرب. لقد عانينا طويلاً وما زلنا من الهيمنة الغربية. ولكننا ارتكبنا أيضاً أخطاء كثيرة. فلابد من وقفة نحاسب فيها أنفسنا قبل أن نحاسب الآخرين. وأرى من ثم أن موقفنا من الغرب الآن لابد أن يقوم على أسس موضوعية بناء على تجاربنا السابقة معه، دون أن نغفل حركة التاريخ وضروراتها. وبالإضافة إلى الدروس المستفادة من الماضي، يحسن أيضاً أن نستشرق آفاق المستقبل، ومن ثم لابد أن نستخدم الوسائل العصرية لصياغة هذا الموقف الجديد، ومن بين هذه الوسائل إجراء دراسات متخصصة ومتعمقة عن الغرب المعاصر حتى يتنسى لنا الإلمام بالمعطيات الجديدة في عصر يتسم بالانفتاح والتواصل المستمر. وأعتقد أنه حققنا المزيد من التقدم، أصبحنا أكثر ثقة في أنفسنا وفي تعاملنا مع الآخرين.
س: من خلال خيرتك ومسيرتك في ميدان الترجمة، كيف تنظر إلى طبيعة عملية الترجمة ودورها في الوقت الحاضر؟
ج: الترجمة مجال خصب جداً. وأود أن ننظر إليها نظرة جادة ونؤمن بأننا أمام قضية ذات أهمية فائقة، لأنها تفتح أبواب الحوار مع الآخرين، هي نافذة مهمة على العلم، وكانت عبر القرون وسيلة أساسية لنقل المعارف والثقافات المختلفة من شعب إلى آخر، لأنني أعتقد أن التعرف على اللغة ليس مجرد معرفة لغوية، لكن ـ كما تعلم ـ عندما نتعرف على لغة جديدة، نتعرف على عالم جديد وثقافة جديدة فالاحتكاك عن طريق الترجمة يساعد في التوصل إلى مفاهيم جديدة، كما أن الترجمة أيضاً وتعلم اللغات وسيلة من وسائل التفاهم والتعارف بين الثقافات والشعوب. ونحن نعلم أن الدين الإسلامي يدعو إلى التعارف (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا) فالتعارف مهم جداً واللغة هي وسيلة هذا التعارف والترجمة، هي أداة ووسيلة مهمة لتحقيق ذلك. وربما يحسن أن أضيف هنا أن تعلم لغة أجنبية هو الخطوة الأولى على طريق التسامح وقبول الآخر. ويوجد باليونسكو برنامج يهتم بتعليم اللغات الأجنبية كوسيلة من وسائل نشر ثقافة السلام والتسامح. ولعل هذا العامل يضيف بعداً آخر لعملية الترجمة التي يمكن أن تسهم بقسط كبير في إزالة سوء الفهم والتشجيع على قبول الآخر والتحاور معه.
س: ألا تعتقد أننا في حاجة أولاً إلى قبول ((الأنا)) قبل الحديث عن قبول ((الآخر))، وأعني أن في ثقافتنا مَن يرفضون مقومات الأنا التاريخية، ثم يحدثوننا بعد ذلك عن التسامح وقبول الآخر؟ هل هذا معقول؟!
ج: إني أتفق معك تماماً أنه لابد من قبول الأنا قبل الدخول في حوار مع الآخر، لكي يكون هذا الحوار مثمراً وجدياً، إن القصور في معرفة الأنا (معرفة الذات)) لابد أن يفضي إلى نتائج سلبية، قد يؤدي إلى الانغلاق والجمود، في حين أن التطلع إلى التعرف على الآخرين يفترض سلفاً قدراً من الثقة بالنفس والانفتاح. وهذا هو ما أدعو إليه وأؤمن به حيث أنني اشعر أن لدينا من الرصيد الحضاري والثقافي ما يمكننا من أن نتحاور على قدم المساواة مع الآخرين، شريطة أن نعترف أيضاً بعيوبنا ونؤكد رغبتنا في الاستفادة من تجاربهم.
س: هذا من الناحية النظرية المجردة. لكن إذا انتقلنا إلى عالم الواقع العملي سنجد أن الترجمة لا تكون أحياناً أداة للتعارف، وبالتالي يجوز التساؤل: هل هي أداة للتواصل أم للتبعية؟
ج: وجهة نظري أنها أداة للتواصل وليس للتبعية، عندما أترجم كتاباً أو قصة فأنا طبعاً أتعرف على شيء جديد بالنسبة إليّ، لكن المحك هو: ماذا سأفعل بهذا الكتاب أو القصة أو البحث؟ هل أترجمه من أجل الترجمة أم أن هناك هدفاً آخر، وبالتالي لا أعتقد أن هناك تبعية إذا عرفنا الهدف الذي من أجله نترجم، فأنا أترجم من أجل التعارف والاستفادة والإبداع أيضاً، فالترجمة وسيلة من وسائل التفاهم والحوار وقد تعطيني دفعة للإبداع والتأليف، ونحن في عالم متشابك ومعقد، ولابد من أن نعرف ماذا يحدث في العالم. والترجمة وسيلة لكي نعرف الآخرين.
س: أنت تتحدث عن الدور الإيجابي للترجمة، لكن هل هذا ما يحدث فعلاً في الواقع العلمي؟
ج: هذا موجود. نم خذ مثالاً تجربة دخول اللغة العربية في الأمم المتحدة واستخدامها كلغة عمل، فقد كان ذلك مكسباً كبيراً للعرب وللذاتية الثقافية العربية، فاللغة تكتسب مفاهيم جديدة، وهذه عملية أكثر أهمية من الترجمة في حد ذاتها، لأننا نتلقى كثيراً من المفاهيم الجديدة وبالتالي تصعب عملية الترجمة لأنه لابد من ترجمة هذه المفاهيم إلى لغة سلسة مقبولة من الجميع، وهذه مشكلة أخرى تقنية، لكن الترجمة في حد ذاتها وسيلة مهمة من وسائل التعارف والحوار مع الآخرين، فضلاً عن الإحاطة بالمستجدات في مختلف مجالات المعرفة ومسايرة التقدم.
س: أثناء حديثك أثرت مسألة الهدف من الترجمة، فهل ترى أن هذا الهدف كان واضحاً لنا ونحن نترجم؟ هل كانت لدينا استراتيجية عامة تحدد معنى الترجمة، وما يترجم، وما لا يترجم أم أنها ترجمة بلا هدف في أغلب الأحيان؟
ج: في هذه المسألة لا أختلف كثيراً معك. فعلاً نحن لا نملك استراتيجية عامة في مجال الترجمة، هناك محاولات فردية تبذل هنا وهناك في بلد عربي أو آخر، لكننا نفتقد إلى استراتيجية كاملة وتخطيط بعيد الأجل في هذا المجال. ولذلك تعثر الكثير من تجارب التعريب في العالم العربي لعدم وجود رؤية واضحة وبعيدة الأجل في هذا المجال، قد تبدأ جيدة، ثم تتعطل وهناك نوع من الحنين إلى الماضي يعترض عملية الترجمة والتعريب، الترجمة وسيلة وليست غاية بمعنى أنه ينبغي أن نطور هذه الوسيلة في صالح عملية التقدم ولتعزيز الثقافة العربية، لكن أنا معك تماماً، في أن هناك نقصاً في الاستراتيجية العربية ونقصاً في التصور العام لهذه العملية.
س: في تقديرك هل هناك أسباب أخرى تفسر عدم النجاح الكامل لعمليات التعريب والترجمة؟
ج: لابد من أن يكون هناك منهج متكامل أيضاً في إعداد المترجمين، لأن عملية الترجمة في العصر الحديث ليست ملية سهلة، هناك تخصصات عديدة. لا تكفي إجادة اللغة، بل ينبغي أيضاً معرفة التخصص، فهي عملية متكاملة، هناك ثغرات عديدة، في بعض الأحيان قد نجد الاختصاصي المتمكن ولا نجد اللغوي المتمكن، فلابد من أن تجتمع في الشخص اللغة والتخصص أيضاً لكي ينتج شيئاً جيداً، وهذا غير متوفر دائماً، بعض الترجمات لا تقرأ، فاللغة ركيكة وفي بعض الأحيان قد تكون اللغة لا بأس بها، لكن المضمون غير مقنع وغير كاف وغير أمين، إذاً هناك مشكلات تقنية وعلمية تعترض أيضاً تقدم عملية الترجمة إلى جانب نقص التصور العام أو عدم توفر الاستراتيجية البعيدة المدى.
س: هل للمراكز الثقافية الغربية، في تقديرك، تأثير في عملية الترجمة، في نوعية ما يترجم إلى العربية؟ هل يحققون فائدة ما من الترجمة إلى العربية؟
ج: أتصور عندما نقرر ترجمة كتاب ما فلابد من أن يكون هذا الكتاب مفيداً لنا. أعتقد أننا لابد من أن نطوع عملية الترجمة لخدمة أهدافنا وليس لخدمة أهداف الآخرين. ومن الممكن أن نستفيد من رغبة هذه المراكز الثقافية في حالة ترجمة أعمالنا من العربية إلى اللغات الأوروبية لتعريف الآخرين بتراثنا، فما الذي يمنع من أن نستمع إلى نظرتهم ورغبتهم في معرفة شيء ما عن التراث العربي في مرحلة معينة أو القصة العربية الحديثة أو الشعر العربي الحديث.
س: حديثك في هذه النقطة يفتح الطريق لسؤال: هل نقوم صراحة بدورنا في مجال الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية أم أننا نترك ذلك لبعض المستشرقين ثم نعيب عليهم جهلهم أو سوء نيتهم بعد ذلك؟
ج: هناك ثغرة في هذا المجال لأنهم يجهلون الكثير عنا، كما نجهل الكثير عنهم وعن أنفسنا، وهذه مسألة تحتاج أيضاً إلى تخطيط ينبغي أن نخطط، ماذا ينبغي أن ننقل إلى الآخر، فالتعرف على نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988، قد تم من خلال بعض الترجمات المتناثرة، لم تكن هناك خطة كاملة لترجمة أعمال كبار المبدعين العرب.
س: ما الذي يحول بيننا وبين إعداد ترجمات جيدة من العربية إلى اللغات الأجنبية للتعريف بكبار مبدعينا؟
ج: أن ذلك يعزى إلى عدم وجود هيئة متخصصة في هذا المجال، هناك جهود لكنها جهود متناثرة ومشتتة في العالم العربي، ويا حبذا لو كنا نملك أجهزة قومية أو تابعة للجامعة العربية تقوم بترجمة الأعمال العربية إلى اللغات الأجنبية بطريقة منتظمة وتتوافر لها الموارد الكافية لكي ننقل الكثير عن أنفسنا، لآخرين ونقدم الجوانب الإيجابية والمشرقة للحضارة العربية، وعندما أدعو إلى وجود أجهزة قومية فأنا أعني أجهزة فعالة ومنتجة وتتوافر لديها الرؤية الكاملة والحماس وإرادة العمل، نحن نتحدث كثيراً بطبيعة الحال، والإنتاج محدود جداً.
س: في تقديريك لماذا هذا الحماس غير موجود ولماذا الرؤية والإرادة غائبتان؟
ج: هذه مشكلة عامة، هناك نوع من الانحسار في العالم العربي ونحتاج إلى قدرات تنظيمية هائلة وإلى دوافع كثيرة لكي نتغلب على الكثير من العقبات وكثير من المشكلات، فالشباب العربي مبدع وينتج في الخارج وفي المنظمات الدولية، فلماذا لا يحدث ذلك داخل البلاد العربية؟ أعتقد أنها مسائل تنظيمية في نهاية الأمر وتتعلق بالإرادة السياسية، فالترجمة كنشاط ثقافي تندرج ضمن نظام متكامل، فإذا صلحت أشياء أخرى قد تصلح الترجمة أيضاً، إذاً هي قضية عامة ولها جوانب متعددة ومتشابكة.
س: عندما تقول ((تعريب)) .. تعني تعريب ماذا؟
ج: أعني استخدام اللغة العربية في التعليم والبحوث والتأليف، عندما نبعث طالباً ليحصل، على الدكتوراه باللغة الإنجليزية يعود ولديه رغبة للتدريس باللغة الانجليزية لأنه درس بها، وهكذا تستمر الحلقة، في تصوري أن اللغة العربية تتوافر لها جميع المقومات لأداء هذه العملية، لكن هناك نكوصاً وتقاعساً عن الإقدام على هذه التجربة الخوف من الانقطاع عن العالم، وننسى أن اليابانيين يدرسون كل شيء بلغتهم القومية، إسرائيل تدرس كل المواد باللغة العبرية في وقت كادت فيه هذه اللغة تندثر، وقل الشيء نفسه عن بولندا وفنلندا ودول أخرى كثيرة.
س: ما الذي لا ندرسه باللغة العربية في جامعات بلادنا؟
ج: إذا أخذت حالة مصر، هناك الطب والهندسة والصيدلة والعلوم وطب الأسنان (أي كل ما هو تطبيقي يتم تعليمه باللغات الأجنبية) وتدرس العلوم الأخرى باللغة العربية فلماذا هذه التفرقة؟ ألا تتوافر لدى اللغة العربية المقومات الكافية؟ هذا غير صحيح، اللغة العربية ليست عاجزة. إنما ليست فقط وسيلة للتعبير، وإنما هي أيضاً منهج فكر، وطريقة حياة، وهنا تنشأ التبعية بمعنى أننا نظل نتلقى ولا نبدع، نتلقى باللغات الأخرى ونستخدمها في التربية والتنشئة والتعليم فيخرج المواطن وهو يعيش ازدواجية، وفي وعيه أن كل جاد لابد من أن يكون بلغة أجنبية، أما الفنون والثقافة والآداب فيمكن أن تكون باللغة العربية، وأنا أعتقد أن هذا منزلق خطير جداً وأننا لابد من أن نقتحم مجال التكنولوجيا والعلوم باللغة العربية، وليس فقط الشعر العربي بل التكنولوجيا العربية والهندسة العربية وغزو الفضاء ...
س: كيف تنظر إلى المستقبل في ميدان الترجمة والتعريب؟
ج: أعتقد أن المستقبل مشرق على الرغم من السلبيات، إذ كلما تماسك العالم العربي وتجاوز خلافاته، كان أقدر على تحقيق إنجازات في مجالات عديدة ومنها مجال الثقافة والترجمة والتعريب، وأنا أعتقد أن العروبة هي ثقافة في المقام الأول، وأن الثقافة هي التي تجمع بين العرب. بغض النظر عن التقلبات السياسية. يمكن أن يكون هناك تنوع سياسي لكن هناك وحدة ثقافية هي الأساس، وهي ما تفتقر إليه أوروبا حالياً في كل ما تسعى إليه من وحدة. هي تفتقر إلى وحدة ثقافية، قد تكون في أوروبا تصورات ثقافية مشتركة، لكن هناك لغات عديدة وتاريخ ينوء بكثير من الاضطرابات والانقسامات السياسية والثقافية وما شابه ذلك، بينما نحن لدينا رصيد ثقافي هائل جداً، كما يوجد لدينا كثير من الإمكانات، ولكن للأسف لم نستغلها ولابد من أن يستثمر هذا الرصيد وهذا التراث لاستشراف القرن الحادي والعشرين بروح وثابه والتعامل مع العالم بطريقة عصرية حديثة.