نقد علـــى نقد.

[سعيد نويضي]

بسم الله الرحمن الرحيم...


نقد علـــى نقد...

جلس الجد في باحة المنزل ينتقد التاجر و الموظف والأستاذ و المعلم و البقال و الخباز و السياسي و الإداري و المجتمع و المجتمع الدولي...الزوجة و الجدة و الأسرة الصغيرة و الكبيرة و كل من هب و دب و حتى حفيده الأصغر...لم يسلم من كلماته الموجهة الصائبة منها و الخاطئة...

فتح هذا الأخير التلفاز فوجد برنامج أدبي و أن كانت ميوله علمية لكنه يستمتع بالأدب بمختلف أصنافه...

فقال:جدي جدي هذا برنامج يناسبك...
فهم في حاجة إلى من ينتقد ما يقولون...

فهلا أرسلت إليهم مقالة عن برنامجهم...؟

سمعته الجدة في المطبخ و أطلقت ضحكة سمعها الجد فلم يعقب على الحفيد و نزل في الجدة توبيخا...

و لما سرد ما لديه...

قالت الجدة:إن الولد لم يقل عيبا و ما ضحكت على شيء سوى أنك إذا كتبت مقالة سأكون مضطرة لإعادة تصحيحها و تقويمها...

فقال لها : هذا هو نقد النقد...

[سميرة رعبوب]

جميل هو النقد الذي يرتقي بالآخرين ، ويساهم في بنائهم .
وليس فقط النقد من أجل النقد .. !
ففرق كبير بين عين النحلة وعين الذبابة !

دوما أتعلم من مدادك الثري الجميل والمفيد أديبنا الكبير الأستاذ سعيد نويضي
رعاك الله وحفظك ..

[نايف ذوابه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مساء الخير أخي سعيد ومساء الخير أستاذة سميرة

تضخم الأنا يجعل من الإنسان قيما على الآخرين ولا يرى فيهم إلا عيوبهم ونقائصهم .. والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا

هناك نفوس تشعر بالقفر فترى في نفوس الناس كلها قفرا ولا تبصر من عظمة إنجازها شيئا .. لأن إدراك عظمة إنجازهم إزراء بهؤلاء الذين خمدت فيهم الموهبة وهمدت جذوة الكفاح والاجتهاد ..
سعدت بالمرور بنصك أخي سعيد، وهو على بساطته وعفويته لكنه يحمل أفكارا عميقة، ويعالج مشكلة وهذا هو الالتزام في الأدب .. النص من السهل الممتنع الذي يظن الجاهل أنه يحسن مثله وما يدرك ظله ..

القفلة الخاتمة قوية تفضح الحقيقة المخفية في شخصية الجد .. ضعيف قصير الباع

[سعيد نويضي]

جميل هو النقد الذي يرتقي بالآخرين ، ويساهم في بنائهم .
وليس فقط النقد من أجل النقد .. !
ففرق كبير بين عين النحلة وعين الذبابة !

دوما أتعلم من مدادك الثري الجميل والمفيد أديبنا الكبير الأستاذ سعيد نويضي
رعاك الله وحفظك ..

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

أسعدني حضورك لقراءة خربشاتي على الأثير...

فنقد النقد قد لا يكون هو النقد من أجل النقد...فمن يقرأ عملا و يقوم بنقده فهذا يمارس نقدا...لكن الذي يقرأ نقدا لعمل فهو يمارس نقدا على نقد...
فخذ على سبيل المثال لا الحصر دراسة نقدية لعمل فني رواية أو قصيدة أو قصة ثم قام ناقد آخر بقراءة الدراسة النقدية التي قام بها الأول للعمل الفني...فهذا ما يسمى بنقد النقد...
فالإبداع ككتابة يتطور من خلال القراءة و النقد...و النقد ككتابة بماذا سيتطور إن لم يكون هناك نقد لذاك النقد...؟

و في كل الحالات فكل القراءات تعتبر في نظري نقد على نقد...
لأن المبدع أصلا هو ناقد...كيف ذلك...؟ هو ينتقد ما حوله بإبراز الجميل أو القبيح بتأييد الجيد و رفض السيء و هكذا...لكن بأسلوب يخاطب الوجدان يخاطب الحس الجمالي و الذوقي في الإنسان...فهو تبيان لمواطن الجمال و القبح في الإنسان و تصرفاته و في المجتمع و ظواهره...ذاك التبيان يأخذ صفة أدب إن اعتمد اللغة الأدبية و يأخذ مثلا صفة النقد و التحليل إن أعتمد النقد سواء بمنهج نفسي أو اجتماعي أو لغوي أو غير ذلك من المناهج...

تحيتي و تقديري لسعة صدرك و طيبوبة روحك...

[محرز شلبي]

أخي الحبيب الأستاذ سعيد نويضي السلام عليكم وبعد/
هناك أناس لا يحسنون الا النقد والنقد الهدام ...
آخرون يكرهون النقد ولو كان بناءا...
كلاهما يجب نقدهما لصقلهما...
أطال الله عمركم وحسّن عملكم سيدي الفاضل..
محبتي واحترامي

[سعيد نويضي]

بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأديب الفاضل نايف ذوابه...

وعين الرضا عن كل عيب كليلة=ولكن عين السخط تبدي المساويا

الحقيقة أن قراءتك لامست جوانب من حقيقة النصيص ، لأن النفس الإنسانية قلما تسير على ميزان من العدل ،خاصة في المسائل التي تكون خاضعة للكلام العفوي التلقائي بخلاف الدراسة التي تتطلب وقتا من التحليل و المقارنة و إعادة القراءة حتى لا يسقط الإنسان في تناقضات...
فالجد نظرا لكبر سنه لم يترك له الزمان إلا الكلام...و الكلام قد يكون متوازنا كما قد يكون منحرفا لجهة معينة كما قال الشافعي رحمه الله...فنظرة عين الرضا لا ترى في المنظور إليه كيفما كان إلا المزايا...و عين ال"السخط" لا ترى إلا المساوئ...الشيء الذي يفقد الميزان قيمته...
لكن الخلف و هو الطفل ذو الميول العلمية...و معروف أن العلم هو معيار يقاس به الحق من الباطل و الصواب من الخطأ و الحقيقة من الزيف و الصدق من الكذب...قد ورث شيئا ما من اللجد في التعامل مع الواقع...فلما وجد برنامجا يتحدث من مثل ما يتحدث به الجد...أشار على الجد أنه هذا البرنامج يحتاج إلى نقد أي وجهة نظر قد تكون صائبة و قد تكون خاطئة...فالجد لا يمتلك الحقيقة كلها و لكن يمتلك الأداة التي افتقدها الفكر الحالي و هي مزية التفكير النقدي...لكن الجدة التي تعرف عيوب بعلها أنه كل ما لديه من فكر نقدي فهو يخطأ في الأداة الرئيسية من باب تصحيحها له الأخطاء النحوية و قد تكون حتى الإملائية...لذلك ضحكت لأنها تعلم كلما خط شيئا سيكون عليها إصلاحه من باب التقويم لا من باب الاستكبار فمن يكون السند إن لم تكن من تقاسم معها الحلوة و المرة حتى أنجبا "حفيدا" يهتم بالعلم ...العلم المجال الذي يعتبر سلاح القرن الواحد و العشرين...
لذلك لم يعقب على الحفيد و نزل قولا في حرمه و سمى ذلك بنقد النقد...فحتى تصحيح الأخطاء النحوية و الإملائية هو من باب النقد الذي يقوم اللسان و يصحح البيان...

أسعدني تعليقك و كلامك الذي جعلني أسبح معك في ثنايا النصيص...
فهل حقا هذا هو السهل الممتنع...؟
تحيتي و تقديري المتواصل...

[سعيد نويضي]

أخي الحبيب الأستاذ سعيد نويضي السلام عليكم وبعد/
هناك أناس لا يحسنون الا النقد والنقد الهدام ...
آخرون يكرهون النقد ولو كان بناءا...
كلاهما يجب نقدهما لصقلهما...
أطال الله عمركم وحسّن عملكم سيدي الفاضل..
محبتي واحترامي

بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل الأستاذ الأديب محرز شلبي...

أسعدتني كلماتك و قراءتك لتي وضعت الكفتين...كفة من يهدي و هو يعتقد أنه يحسن قولا...و كفة من يرفض الحقيقة لأنها تضعه أمام مرآة ما قاله أو فعله أو كتبه و خطته يمينه...
لذلك فالنقد الذي يبدي الجيد من الرديء في العمل الفني دون أن يجعل من الشخص موضوعا يسقط من خلاله، ما هو كائن و ما هو غير كائن، من العيوب و النواقص، متناسيا أن العمل الفني هو موضوع النقد و ليس الشخص ذاته...فهذا النقد هو في حاجة إلى نقد حتى يستقيم النقد لما خلق له...
كذلك الذي لا يقبل نقدا لا يعلم أن الكمال لله جل و علا ، و حتى إذا علم أن الكمال لله يعبر نفسه فوق النقد،الشيء الذي يجعله لا يبرح مستواه لا في الكتابة و لا في تطويرها...

تحيتي و تقديري المتواصل...

[نايف ذوابه]

بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأديب الفاضل نايف ذوابه...

وعين الرضا عن كل عيب كليلة=ولكن عين السخط تبدي المساويا

الحقيقة أن قراءتك لامست جوانب من حقيقة النصيص ، لأن النفس الإنسانية قلما تسير على ميزان من العدل ،خاصة في المسائل التي تكون خاضعة للكلام العفوي التلقائي بخلاف الدراسة التي تتطلب وقتا من التحليل و المقارنة و إعادة القراءة حتى لا يسقط الإنسان في تناقضات...
فالجد نظرا لكبر سنه لم يترك له الزمان إلا الكلام...و الكلام قد يكون متوازنا كما قد يكون منحرفا لجهة معينة كما قال الشافعي رحمه الله...فنظرة عين الرضا لا ترى في المنظور إليه كيفما كان إلا المزايا...و عين ال"السخط" لا ترى إلا المساوئ...الشيء الذي يفقد الميزان قيمته...
لكن الخلف و هو الطفل ذو الميول العلمية...و معروف أن العلم هو معيار يقاس به الحق من الباطل و الصواب من الخطأ و الحقيقة من الزيف و الصدق من الكذب...قد ورث شيئا ما من اللجد في التعامل مع الواقع...فلما وجد برنامجا يتحدث من مثل ما يتحدث به الجد...أشار على الجد أنه هذا البرنامج يحتاج إلى نقد أي وجهة نظر قد تكون صائبة و قد تكون خاطئة...فالجد لا يمتلك الحقيقة كلها و لكن يمتلك الأداة التي افتقدها الفكر الحالي و هي مزية التفكير النقدي...لكن الجدة التي تعرف عيوب بعلها أنه كل ما لديه من فكر نقدي فهو يخطأ في الأداة الرئيسية من باب تصحيحها له الأخطاء النحوية و قد تكون حتى الإملائية...لذلك ضحكت لأنها تعلم كلما خط شيئا سيكون عليها إصلاحه من باب التقويم لا من باب الاستكبار فمن يكون السند إن لم تكن من تقاسم معها الحلوة و المرة حتى أنجبا "حفيدا" يهتم بالعلم ...العلم المجال الذي يعتبر سلاح القرن الواحد و العشرين...
لذلك لم يعقب على الحفيد و نزل قولا في حرمه و سمى ذلك بنقد النقد...فحتى تصحيح الأخطاء النحوية و الإملائية هو من باب النقد الذي يقوم اللسان و يصحح البيان...

أسعدني تعليقك و كلامك الذي جعلني أسبح معك في ثنايا النصيص...
فهل حقا هذا هو السهل الممتنع...؟
تحيتي و تقديري المتواصل...


وأنا أسعد بتعقيبك على ردي أخي الغالي سعيد .. أنت أخي وحبيبي .. يبدو أن بيننا تشابها وعلى قدر كبير .. أولا في السن زادك الله قدرا وفضلا وثانيا يبدو لي في الأسلوب العفوي ولكن أنت تبزني فأسلوبك أكثر خبرة .. أنا لم أستيقظ على الأدب وجمال الحرف إلا في سن متأخرة .. لقد خطفتني السياسة والكتابة السياسية والاهتمام بالشأن العام .. وغلب الأسلوب الفكري على كتاباتي، لكنني أستدرك وأرجو أن أستمتع ببعض جمال كتاباتكم وأستفيد منها وأرتقي بها ..

أسلوبك يا أخي سهل ممتنع فعلا .. وهذا أسلوب لا يتمكن منه إلاّ الضّليعون المتمرسون بأساليب الأدب

بارك الله فيك وأُسعدتَ مساءً

[سعيد نويضي]

بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأخ الفاضل الاستاذ نايف ذوابه...

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...} سورة الحجرات.الآية 10.

فالمبادئ التي قامت عليها الثورة الفرنسية و العديد من الثورات في العالم مستقاة من صلب الشريعة الإسلامية...فلو وجد من المفكرين من يدقق في أصل الأفكار التي انطلقوا منها من أجل بناء نهضتهم و رقيهم لوجدوها نابعة من الفكر الإسلامي و من الإرث الحضاري الذي ترجموه فيما مضى...و الجميل لأن منهم المنصف الذي يقر بذلك و منهم الجاحد الذي يستكبر عن ذلك...و مع ذلك فالإسلام و الأخوة التي يقوم عليها لا تمن بذلك في عطاءها للعالم لأن الإسلام هو دين العالمين و الله هو الذي من على البشر جميعا أن بعث في قوم منهم من يهديهم سبل الرشاد...
فالسياسة و الأدب هما نشاطان من أنشطة الإنسان التي يقوم بهعا من أجل توضيح أو تحليل أو تدبير شؤون هذا العالم بالإضافة إلى الأنشطة الأخرى...
هدانا الله جميعا لما يحبه و يرضاه و جعل آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق و المرسلين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

تحيتي و تقديري المتواصل...