المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية ظلم



أسماء موساوي
10/10/2011, 09:37 PM
كانت تود بلوغ الكلام , من تحت قناع الصمت الذي لا تستطيع نزعه.
لم تكن الحياة لقد كان زيفها,حقيقة لا تخلو من الأكاذيب التي تغطي مربعها. لقد كانت ترى مراراة عيشها وهي لا تستطيع استنطاق الإنسانية التي تختبئ وراء جشع امرئ يهوى اللعب يحترف تعذيب المشاعر ودفن الأحاسيس, جشاعته تستنزف الابتسامات والبهجات...

لم يكن ليشي تراب الوطن بما يراه , ولم يكن ليرفع صوته أعلى من صوت العدوان , ولا أن يكتب بالدماء التي تسقيه عنوانا يخشى فيه على ثواره من كثرته...
كان ليتفرج ويرفض في صمت , كما يفعل القمر وكما تفعل البحار وكما تفعل أرض شعب لا يخشى الموت ولا يمل من ركضه لنصر الوطن الا انه يرفض الصمت الذي يوشح الوطن...

بحكم ماذا تكتب ورقة على مرأى الحياة "حقنا أولى من حقكم" او بالأحرى "حقكم أمامنا لا معنى له" . فظلمكم أمامنا مساحة تأخذ أكبر من مساحة حقكم, وهذا ان كان لكم حق أصلا.

كان يحتاج بوح تلك الفتاة الصغيرة إلى الماضي بمستقبل تنتظره أمام الظلم شيء من القوة و أشياء من الصبر بعيدا عن وشاح الخوف.

رفعت يدها إلى السماء تدعو الله أن ترى مستقبلا لا يشبه بأي طريقة ما تراه الآن. ودعت ان يحدث هذا بعد رحيلها, وهي متأكدة أن هذه اللحظة هي آخر لحظات حياتها فلا شك أن هؤلاء المجرمون قد يملكون قلبا من وراء كلامها ...

فوقفت تحكي عن الحياة من قبلهم وكيف صارت الآن...
وتُأكد أن الماضي الجميل سيخرجهم من أرض الثوار ويعصف على ظلمهم فيدفنهم معه ويغرس فوقهم ثمرة من رائحة الشهداء الأبرياء وصورا من ظلمهم الطاغي...
و تُأكد أن الحق معها ومع شعب أرضها لا معهم...

وفجأة وهي تحاول أن تحضن تراب وطنها, أتت طلقة شتت جسمها الصغير رصاصة تلو الأخرى تخترق روحها النقية..
وطارت البراءة في السماء تحمل معها كل الكلمات التي غرستها في ذلك المكان...

ودون أن تتمكن من ملامسة التراب لامسته دماؤها وأمضت بقية حياتها فيه وغادرت روحها إلى السماء...
مودعة الحياة ,فقد أرادت الموت على أن ترى هذا الظلم ألانهائي...