المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وراء النافذة!



سعيد نويضي
03/11/2011, 04:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


وراء النافذة!

كان المطر خفيفا ينقر نافذة الفصل...الفصل مضيء بالنوافذ الزجاجية...و التلميذ الذي يجلس بقرب النافذة كان كثير التأمل...
ظل هذا الأخير يستمع للدرس بأذن و بالأخرى يتذوق صوت المطر الذي يداعب زجاج النافذة في نغمة جذت حتى الأذن الأخرى...فالحواس لا يمكن تقسيمها و توزيعها كالحصص...
فلم ينتبه للأستاذ الذي نادي عليه لاستظهار" أنشودة المطر"...
اقترب منه الأستاذ و ربت على كتفيه و سأله هل أنت مع الأنشودة في الداخل أم مع الأنشودة في الخارج...؟
تلعثم التلميذ و لم يجد جوابا في اللحظة...
فقال الأستاذ: بكل تأكيد أنت مع أنشودة الخارج...
فانزل إلى الساحة حتى تعانق المطر عن قرب و تأتينا بأنشودة جديدة...
لم يستطع التلميذ أن يصف روعة المطر الذي أخذ لبه و لم يستطع الأستاذ أن يقرأ ما في وجدان التلميذ...
فضاعت الأنشودتين في سوء تفاهم لم يكن ليقع لو وضع الأستاذ الأنشودتين في تقابل متماثل...

سميرة رعبوب
09/12/2011, 12:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


وراء النافذة!

كان المطر خفيفا ينقر نافذة الفصل...الفصل مضيء بالنوافذ الزجاجية...و التلميذ الذي يجلس بقرب النافذة كان كثير التأمل...
ظل هذا الأخير يستمع للدرس بأذن و بالأخرى يتذوق صوت المطر الذي يداعب زجاج النافذة في نغمة جذت حتى الأذن الأخرى...فالحواس لا يمكن تقسيمها و توزيعها كالحصص...
فلم ينتبه للأستاذ الذي نادي عليه لاستظهار" أنشودة المطر"...
اقترب منه الأستاذ و ربت على كتفيه و سأله هل أنت مع الأنشودة في الداخل أم مع الأنشودة في الخارج...؟
تلعثم التلميذ و لم يجد جوابا في اللحظة...
فقال الأستاذ: بكل تأكيد أنت مع أنشودة الخارج...
فانزل إلى الساحة حتى تعانق المطر عن قرب و تأتينا بأنشودة جديدة...
لم يستطع التلميذ أن يصف روعة المطر الذي أخذ لبه و لم يستطع الأستاذ أن يقرأ ما في وجدان التلميذ...
فضاعت الأنشودتين في سوء تفاهم لم يكن ليقع لو وضع الأستاذ الأنشودتين في تقابل متماثل...

قصة رائعة جدا وتربوية
برأي المتواضع أجد أن المعلم أغفل جانب الوسيلة التعليمية الواقعية التي
كان عليه أن يربط الطالب بها ..

ربما فكرة جنونية التي جاءت لذهني : لما لا يكون النشيد معانقا لتساقط المطر ؟
لو كنت طالبة وأنشدت نشيد المطر تحت قطراته لن أنسى ذلك النشيد مطلقا
مجرد فكرة تحتمل الصواب أو الخطأ ..
خالص الشكر لك أديبنا الفاضل / سعيد نويضي

سعيد نويضي
11/12/2011, 04:39 PM
قصة رائعة جدا وتربوية
برأي المتواضع أجد أن المعلم أغفل جانب الوسيلة التعليمية الواقعية التي
كان عليه أن يربط الطالب بها ..

ربما فكرة جنونية التي جاءت لذهني : لما لا يكون النشيد معانقا لتساقط المطر ؟
لو كنت طالبة وأنشدت نشيد المطر تحت قطراته لن أنسى ذلك النشيد مطلقا
مجرد فكرة تحتمل الصواب أو الخطأ ..
خالص الشكر لك أديبنا الفاضل / سعيد نويضي


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

شكرا على القراءة و التعليق...رأيك أحترمه كما أحترم كتاباتك...فهي قراءة من بين العديد الذين مروا من هنا صامتين...عموما في عالم الكتابة و الإبداع نتعلم كل يوم شيئ جديد...فالخطأ و الصواب كلاهما من طبيعة الإنسان...
فالتلميذ أخطأ لما شرد ذهنه عن المتابعة و الدرس و المعلم كذلك عندما أخرجه من الفصل ليجعله يتبلل مطرا لكونه أعجبه منظر تساقط المطر...لأنه ليس من باب التربية و لا التعليم أن لا يستطيع المعلم أو الأستاذ أو المحاضر أن يلفت انتباه التلاميذ و الطلبة للدرس...حتى يكون حضورهم ليس جسديا فحسب بل حتى فكريا و وجدانيا...

أما ملاحظتك التي سميتها "جنونية" فحتى العبقرية هي ضرب من "الجنون" عند بعض المفكرين...
لما لا يكون النشيد معانقا لتساقط المطر ؟
هل كان على الأستاذ أن يقرأ القصيدة الشعرية قصيدة "أنشودة المطر" للشاعر بدر شاكر السياب تحت تساقطات المطر...؟
هي فكرة قد تترسخ مع كل نقطة مطر بيتا من الشعر حتى إذا ما اكتملت القصيدة وجد وجدانه قد امتلأ شعرا...هي فكرة لكن تطبيقها يحتاج إلى شيء ما...لكن البعض سينشغل بتساقطات المطر و لن يلقي بالا للنشيد...
و هذا قد يثير سؤال في العملية التربوية و التعليمية هل انتباه التلميذ يتوقف على المعلم و الأستاذ أو يتوقف على الطالب و مدى ارتباطه بالحاضر باللحظة بما يسمى الآن...؟

تحيتي و تقديري...

سميرة رعبوب
14/12/2011, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...

شكرا على القراءة و التعليق...رأيك أحترمه كما أحترم كتاباتك...فهي قراءة من بين العديد الذين مروا من هنا صامتين...عموما في عالم الكتابة و الإبداع نتعلم كل يوم شيئ جديد...فالخطأ و الصواب كلاهما من طبيعة الإنسان...
فالتلميذ أخطأ لما شرد ذهنه عن المتابعة و الدرس و المعلم كذلك عندما أخرجه من الفصل ليجعله يتبلل مطرا لكونه أعجبه منظر تساقط المطر...لأنه ليس من باب التربية و لا التعليم أن لا يستطيع المعلم أو الأستاذ أو المحاضر أن يلفت انتباه التلاميذ و الطلبة للدرس...حتى يكون حضورهم ليس جسديا فحسب بل حتى فكريا و وجدانيا...

أما ملاحظتك التي سميتها "جنونية" فحتى العبقرية هي ضرب من "الجنون" عند بعض المفكرين...
لما لا يكون النشيد معانقا لتساقط المطر ؟
هل كان على الأستاذ أن يقرأ القصيدة الشعرية قصيدة "أنشودة المطر" للشاعر بدر شاكر السياب تحت تساقطات المطر...؟
هي فكرة قد تترسخ مع كل نقطة مطر بيتا من الشعر حتى إذا ما اكتملت القصيدة وجد وجدانه قد امتلأ شعرا...هي فكرة لكن تطبيقها يحتاج إلى شيء ما...لكن البعض سينشغل بتساقطات المطر و لن يلقي بالا للنشيد...
و هذا قد يثير سؤال في العملية التربوية و التعليمية هل انتباه التلميذ يتوقف على المعلم و الأستاذ أو يتوقف على الطالب و مدى ارتباطه بالحاضر باللحظة بما يسمى الآن...؟

تحيتي و تقديري...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
صدقت أستاذ / سعيد نويضي الفاضل
.. فأنا دوما أتعلم من إضافاتك الكثير ، وأحترمك وأحترم ما تكتب ..
هي كانت مجرد فكرة تحتمل الصواب والخطأ ،، وشكرا لتوجيهك لي ..
وأنشودة المطر تثير الشجون أكثر من كونها أنشودة تناسب فرحة المطر

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة .

ويهطل المطرْ ..

ويبقى السؤال قائم : هل انتباه التلميذ يتوقف على المعلم و الأستاذ أو يتوقف على الطالب و مدى ارتباطه بالحاضر باللحظة بما يسمى الآن...؟!!
وبعد إذنك أضيف : أم هل يرتبط بالمؤثرات الداخلية والخارجية لكلا الطرفين ؟!!

يسعدني دوما الانتهال من علمك وعطائك ، جعل الله ذلك في موازين حسناتك ...
تقديري لك ..

سعيد نويضي
17/12/2011, 10:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
صدقت أستاذ / سعيد نويضي الفاضل
.. فأنا دوما أتعلم من إضافاتك الكثير ، وأحترمك وأحترم ما تكتب ..
هي كانت مجرد فكرة تحتمل الصواب والخطأ ،، وشكرا لتوجيهك لي ..
وأنشودة المطر تثير الشجون أكثر من كونها أنشودة تناسب فرحة المطر

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة .

ويهطل المطرْ ..

ويبقى السؤال قائم : هل انتباه التلميذ يتوقف على المعلم و الأستاذ أو يتوقف على الطالب و مدى ارتباطه بالحاضر باللحظة بما يسمى الآن...؟!!
وبعد إذنك أضيف : أم هل يرتبط بالمؤثرات الداخلية والخارجية لكلا الطرفين ؟!!

يسعدني دوما الانتهال من علمك وعطائك ، جعل الله ذلك في موازين حسناتك ...
تقديري لك ..



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله عليك و على الوالدة الأم الطيبة و الصدر الحنون شفاها الله و عفاها من كل مكروه...

ردك على تعقيبي جعلني أدرك مدى قيمة الكلمة و كيف تعلمنا الكلمة قيمة الإنسان و قيمة الاحترام...
فالكلمة فعل صوتي يتسرب إلى الأعماق ليترجم مشاعر فاضلة...


القطرة دمعة الأطفال بين جفاف الصدر...
هي بسمة الأطفال حين يعلو الصدر بروح الحياة...
تعصرها الأم لرضيعها كي يعيش و يبتسم في وجه الصباح...
حتى النبتة تنتظرها كلما حل بها العطش...
القطرة هي حبر الأيام لما يختمر في قلب الحقيقة...
هي رحيق التجربة لما تشيخ في الذاكرة...

تحيتي و تقديري...

السعيد ابراهيم الفقي
17/12/2011, 11:30 PM
السلام عليكم اخي الفاضل الاديب الاستاذ سعيد نويضي
1- العنوان : (وراء النافذة)
وراء نافذة الفصل مطر : طبيعة تتكلم وتغني وتنشد
وتحتاج من يقرأ
ووراء نافذة الفصل تلاميذ عقول وقلوب وأنفس وعوالم
وتحتاج من يقرأ
ووراء نافذة التلميذ عوالم
تحتاج المعلم أن يقرأ
وهذه وظيفته
فكيف قرأ؟
(و لم يستطع الأستاذ أن يقرأ ما في وجدان التلميذ)
لماذا؟
(فضاعت الأنشودتين في سوء تفاهم لم يكن ليقع لو وضع الأستاذ الأنشودتين في تقابل متماثل)
2- المعلم فاقد لأدواته التي يكتشف بها تلميذه
3- المعلم لايسمح لتلميذه أن يكون على طبيعته
4- لايحترم مشاعر تلميذه
5- لايدرس تلميذه ويكتشف مايفكر فيه
ويشعر مايجتاح مشاعره
6- لايتفهم مستوى تلميذه العمري والعقلي .
7- لايعين تلميذه على ادراك مشاكله
- ولايعينه على ايجاد الحلول
- ولايعينه أن يكون حرا
- ولايعينه على اختيار طريقه
8- وعليه لم يستطع المعلم جذب حواس تلميذه – مهما كان تأثير المطر والطبيعة – فتوزعت حواس التلميذ وتشتت
( فالحواس لا يمكن تقسيمها و توزيعها كالحصص )
9- القصة ولغتها العربية السهلة وسردها المتوافق تضيف نقدا تربويا بهدوء
10- القفلة تضع الحل الناجع لقضية تربوية هامة
(لو وضع الأستاذ الأنشودتين في تقابل متماثل)
===
لك
تحية تربوية حضارية

سعيد نويضي
18/12/2011, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الأديب الأستاذ السعيد ابراهيم الفقي...

قراءة نقدية تفصيلية تحليلية لما وراء السطور...فالكلمة انعكاس لما يحمله الشعور و الإحساس من مشاعر و حواس من علاقات بين الأشياء بعضها ببعض ،و بين الأشياء و الإنسان ككائن متفاعل مع محيطه...
مع احترامي الكبير للأساتذتي سواء من تعلمت عليهم الألف و الباء أو من بينوا لي الصواب من الخطأ أقول أن العلاقة التي هي أساس بناء الشخصية لا تقوم على افتراق الدوائر و المحيطات و الفضاءات...حقا لكل كائن فضاءه الخاص و محيطه و عالمه و دائرة معارفه...فلوعاش التلميذ في محيطه و الأستاذ في محيطه لما تم التواصل...فالتواصل كما تقول لغة الرياضيات هي في تلاقي جزء من هذه الدائرة مع الجزء الآخر ...فتلاقي الخطوط المتقاطعة لا يعني دوابان هذا في ذاك و لكن هي علاقة تفاهم بالدرجة الأولى...

أنشودة المطر كفضاء يحكي عن معاناة و فضاء التلميذ الذي اجتذبه المنظر الطبيعي لتساقط المطر...فالتقابل و الثماتل الذي كان خلاصة الفكرة لو سأل الأستاذ و هو التربوي العارف بطرق تحقيق أسس التركيز على الدرس أن يجعل من الفضاء الخارجي "تساقط المطر" و ما يتساقط في الفصل من أفكار و مشاعر كتحليل للأنشودة أن يجذب التلميذ ليشارك بما له لا أن يستظهر القصيدة دون أن يكون هناك ربط من نوع ما بين الفضائين...


تحيتي و تقديري المتواصل...