المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صيام النوافل لا يدخل في النهي عن صيام يوم السبت



أبو مسلم العرابلي
04/11/2011, 11:36 PM
الجديد في النهي عن صيام يوم السبت
اختلف العلماء في الحديث الذي رواه عبد الله بن بسر المازني رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم

قسم أنكر الحديث
الإمام مالك: قال عنه كذب
الإمام الأوزاعي: ما زلنا نكتم هذا الحديث حتى انتشر بين الناس
الإمام أحمد : يروي عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان يرفض رواية هذا الحديث
ابن شهاب الزهري: ذلك حديث حمصي

قسم اعتبر الحديث منسوخ بحديث أم المؤمنين جويرية وغيره من الأحاديث الصحيحة التي دلت على إجازة صيام يوم السبت في النوافل :
أبو داود: حديث منسوخ
ابن تيمية : شاذ أو منسوخ
ابن عثيمين: مجموع فتاوى ابن عثيمين : فيه اضطراب في سنده، وفيه شذوذ أو نكارة في متنه، الشرح الممتع: مختلف فيه، شرح بلوغ المرام لابن عثيمين : منكر
ابن باز: لا يصح

قسم يصحح الحديث ويوجه النهي فيه عن صيام يوم السبت مفردًا أو تعظيمًا له:
صحيح ابن خزيمة: بَابُ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ تَطَوُّعًا ...
صحيح ابن حبان: ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ مُفْرَدًا ...
ومن أصحاب السنن من وضعه تحب باب النهي عن صيام يوم السبت

معارضة الأخذ بهذا الحديث

أنه خالف أحاديث الصحاح في جواز صوم يوم السبت وقد أقر الجميع بمعارضة الأحاديث الصحيحة له.

أن الخطاب موجه إلى الرجال أو جمع من المسلمين قد يكون فيهم نساء ولم تروه إلا امرأة واحدة

أن يوم السبت يوم معظم عند اليهود وليس عند المسلمين، فالأيام المعظمة عن المسلمين هي العيدين التي جاء النهي في الصيام فيهما والنهي عن إفراد الجمعة. ولا وجه لمنع الصيام في يوم السبت.

أن الأخذ به يسقط سننًا كثيرة حال مجيئها في يوم سبت : صيام الأيام البيض، صيام يوم عرفة، صيام يوم عاشوراء، صيام ستًا من شوال، الصيام كصيام داود عليه السلام يومًا بعد يوم ، ولا بد من صيام السبت مرة كل أسبوعين.

أن الحديث مضطرب وقد روي بطرق كثيرة عن أهل بلدة واحدة وهي حمص
عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء
عن عبد الله بن بسر عن أمه الصماء
عن عبد الله بن بسر عن عمته الصماء
عن عبد الله بن بسر عن خالته الصماء
عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء عن عائشة
عن عبد الله بن بسر موقوفًا عليه
مع اختلاف في تسمية أخته الصماء أو بهية أو بهيمة

وعلى افتراض صحة الحديث
فإن الحديث ليس فيه نهي عن صيام النوافل التي جاء الندب بصيامها أو كانت عادة عند أصحابها
فالحديث بين النهي عن صيام السبت إلا فيما افترض عليهم وليس فيما فرض عليهم
والفرق بين الفرض والافتراض أو الفرض أمر لازم لا رخصة في تركه من غير عذر شرعي منصوص عليه،
والافتراض ما قارب أن يكون فريضة
فوزن افتعل يأتي في كثير منه على المقاربة
فمثلا: الفعل قتل دل على القيام بالقتل، واقتتل : دل على القيام بفعل يشارف ويقترب فيه من القتل
والفعل قرب كان قريبًا، واقترب شارف على القرب كما قال تعالى : اقتربت الساعة: أي شارفت على القرب
وقولنا على افتراض صحة الحديث: أي قارب الصحة من غير الجزم والقطع بصحته

وفي الحديث الصحيح عند البخاري ما يوضح أن الافتراض هو للنوافل وهي غير الفرض

(حديث قدسي) رقم الحديث: (6050) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ : " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " .

فالحديث واضح أن فعل الواجبات فيها قربى إلى الله تعالى ولكن عدم فعلها يترتب عليه عقوبة فقد يفعلها الفاعل بدافع الخوف من الله تعالى، ولكن طلب القربى إلى الله تعالى يظهر أكثر في فعل المندوبات والنوافل لأن تركها وعدم فعلها لا يترتب عليه عقوبة، وفعل النوافل لا يحتمل فيها إلى طلب القربى منه الله تعالى.

وقوله تعالى "ما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل، والحديث في القربى لله عز جل هو تفسير لمعنى افترض عليه : أي ما زال يعمل بالنوافل وهي التي قاربت أن تكون فريضة كالسنن الرواتب، وما كان فيها ندبًا وبيانًا للأجر العظيم على فعلها.

وعليه فإن النوافل خارجة عن النهي ومنها صيام يوم عرفة الذي سيجيء في هذا العام يوم السبت
وإذا أخرجنا النوافل من هذا النفي لا يبقى إلا صيام يوم السبت تعظيمًا له، أو إفراده في غير النوافل التي جاء النص على صيامها سواء أجاءت في يوم سبت أم لم تجئ فيه.

وعلى هذا تم فهم الحديث عند بعض أئمة الحديث على أن النهي فيه هو نهي عن إفراده أو تعظيمه بالصيام فيه.
والله تعالى أعلم

صادق الرعوي
04/11/2011, 11:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
جزاك الله خيراً أستاذنا أبا مسلم على هذا الشرح الوافي والاستنتاج الموفق.
لك ودي ومحبتي.

صوفيا عبد الله
05/11/2011, 12:15 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
هذا ما كان يحدثني به قلبي قبل أن أقرأ شرحك الوافي ،
أن المنهي عنه( إفراده) في الصيام فقط وليس حينما يأتي على المسلم الذي يصوم أيام نافلة بتتابع كالأيام البيض أو الست من شوال أو العشر من ذي الحجة ،
طمأنتنا ، شكراً جزيلاً.

أبو مسلم العرابلي
05/11/2011, 11:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
جزاك الله خيراً أستاذنا أبا مسلم على هذا الشرح الوافي والاستنتاج الموفق.
لك ودي ومحبتي.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله أخي الكريم صادق الرعوي بكل خير وإحسان
وبارك الله فيكم

أبو مسلم العرابلي
15/06/2016, 10:21 PM
هذا الموضوع جرى عرضه ببحث أوسع
أقول للعلماء .. ولطلاب العلم ...ماذا لو حرمت صيام السبت (www.wata.cc/forums/showthread.php?105254-)..