المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سراب



د. نزيه بريك
05/11/2011, 10:21 PM
سراب
تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية
تستنشق رائحة الأمل...،
تمسك بيدها خيطا بلون شَعرها، وإبرةً
ترتق ثوب طفلتها الأبيض، منذ
عشرين عاما

كرم زعرور
05/11/2011, 10:48 PM
سراب
تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية
تستنشق رائحة الأمل...،
تمسك بيدها خيطا بلون شَعرها، وإبرةً
ترتق ثوب طفلتها الأبيض، منذ
عشرين عاما

..ابْيَضَّ شعرُها وهي تعيشُ مع الذِّكرى ،

أو معَ السَّراب ِ!

نصّ ٌجميلٌ برمزيَّة ٍعالية ٍ.

تحياتي أخي العزيز نزيه ، وكل عام وأنتم بخير .

أحمد الحاج محمود الحياري
07/11/2011, 04:36 PM
د. نزيه البريك الموقر ،

كل عام وأنت بخير

قصة رائعة وشكرا لك

عبدالله بن بريك
08/11/2011, 12:24 AM
مأساة إنسانية يتداخل فيها الواقع بالحلم و لغة استعارية

بديعة جداً.

لك التقدير أخي ،الدكتور نزيه بريك.عيد مبارك.

سميرة رعبوب
08/11/2011, 08:24 PM
سراب
تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية
تستنشق رائحة الأمل...،
تمسك بيدها خيطا بلون شَعرها، وإبرةً
ترتق ثوب طفلتها الأبيض، منذ
عشرين عاما

الدكتور الكريم / نزيه بريك
كل عام وأنت بخير

دكتور : لا أدري هل هي تعيش حلم كالسراب يتعلق بها ؟ أم بذكرى لماضي حزين وتترقب الأمل ؟
وهل طفلتها أصبحت عروس أم ليس لها طفلة من الأساس ؟!!!
نص بالغ البلاغة والجمال وراق لي جدا ، سلمت أناملك

سعيد نويضي
08/11/2011, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الدكتور الفاضل الأديب البليغ نزيه بريك...

قصة في السراب...
تجد مراميها في الواقع الحي...كالسراب الذي تبحث عنه أمة تركت ينابيع الحق و ارتوت من أنابيب الباطل فتدافع الحق و الباطل...
و ظل السراب يرتق ثيابه عسى أن يستر عورة عشرين عاما من الانتظار...

هل ننتظر كودو...؟
أم ننتظر من ينتظرهم العالم...؟
المسيح عليه السلام،أم الدجال،أم المهدي المنتظر عليه السلام...؟

لقد قرأت كتابا و جدته في السوق عنوانه:الثلاث الذين ينتظرهم العالم...؟فهل حقا ينتظر العالم هؤلاء...؟

فقصة السراب هي قصة انتظار الذي يأتي و لن يأتي...؟

لكن من ينتظر فرج الله جل في علاه و كل الرجاء فيمن لا رجاء إلا فيه...فالله مع الذين صبروا و مع الذين اتقوا فالله اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين...

هذه قراءة سريعة و لي أخرى مستفيضة إن شاء الله...

تحيتي و تقديري...

د. نزيه بريك
11/11/2011, 01:45 PM
الأخ كرم زعرور، تحياتي
شكراً على تفاعلك مع النص
هي حقاً شعرها أبيض، وتعيش مع الذكرى، ولكن ما زال هناك أكثر من الذكرى
تقبل مودتي
نزيه بريك

د. نزيه بريك
11/11/2011, 03:07 PM
الأخ أحمد الحاج محمود
تحياتي وشكراً على مرورك من هنا
تقبل مودتي
نزيه بريك

د. نزيه بريك
11/11/2011, 03:13 PM
مأساة إنسانية يتداخل فيها الواقع بالحلم و لغة استعارية

بديعة جداً.

لك التقدير أخي ،الدكتور نزيه بريك.عيد مبارك.


الأخ عبد الله بن بريك
سرني تفاعلك مع النص
هي حقاً كما ذكرت مآساة انسانية تحكي عن واقع أم تعيش على الأمل، لكنه كالسراب
تقبل مودتي
نزيه بريك

د. نزيه بريك
11/11/2011, 03:28 PM
الدكتور الكريم / نزيه بريك
كل عام وأنت بخير

دكتور : لا أدري هل هي تعيش حلم كالسراب يتعلق بها ؟ أم بذكرى لماضي حزين وتترقب الأمل ؟
وهل طفلتها أصبحت عروس أم ليس لها طفلة من الأساس ؟!!!
نص بالغ البلاغة والجمال وراق لي جدا ، سلمت أناملك



الأخت سميرة رعبوب تحياتي لك
القصة تحكي عن أم ما زالت تنتظر طفلتها التي لم تعد من المدرسة(في زمن الحرب الأهلية)، ولا تدري إن كانت ما زالت على قيد الحياة، أم قُتِلت. إنها الأم التي لا تريد أن تسلم بالحقيقة، تطرز الأمل في ذاكرتها،فتأخذ ثوب طفلتها الأبيض وترتقه، كأنها ستعود في أي لحظة ولم تستسلم لليأس منذ منذ عشرون عاما
تقبلي مودتي
نزيه بريك

د. نزيه بريك
11/11/2011, 03:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الدكتور الفاضل الأديب البليغ نزيه بريك...

قصة في السراب...
تجد مراميها في الواقع الحي...كالسراب الذي تبحث عنه أمة تركت ينابيع الحق و ارتوت من أنابيب الباطل فتدافع الحق و الباطل...
و ظل السراب يرتق ثيابه عسى أن يستر عورة عشرين عاما من الانتظار...

هل ننتظر كودو...؟
أم ننتظر من ينتظرهم العالم...؟
المسيح عليه السلام،أم الدجال،أم المهدي المنتظر عليه السلام...؟

لقد قرأت كتابا و جدته في السوق عنوانه:الثلاث الذين ينتظرهم العالم...؟فهل حقا ينتظر العالم هؤلاء...؟

فقصة السراب هي قصة انتظار الذي يأتي و لن يأتي...؟

لكن من ينتظر فرج الله جل في علاه و كل الرجاء فيمن لا رجاء إلا فيه...فالله مع الذين صبروا و مع الذين اتقوا فالله اجعلنا من هؤلاء يا رب العالمين...

هذه قراءة سريعة و لي أخرى مستفيضة إن شاء الله...

تحيتي و تقديري...


الأخ الكريم سعيد نويضي تحياتي لك
شكراً على قراءتك، وقد أصبت بقولك: "هي قصة انتظار الذي يأتي و لن يأتي"
تقبل تقديري
نزيه بريك

سناء نيسان
11/11/2011, 05:49 PM
السلام عليكم:
جميلة هي هذه القصة عنوانا.مضمونا .رمزا....

أحمد المدهون
11/11/2011, 05:58 PM
سراب
تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية
تستنشق رائحة الأمل...،
تمسك بيدها خيطا بلون شَعرها، وإبرةً
ترتق ثوب طفلتها الأبيض، منذ
عشرين عاما
أخي د. نزيه بريك،

نص حزين، بتركيبات لغوية جميلة.
أعجبني هذا التصوير السوريالي: (تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية) وما يستدعيه من دلالات.
طال بها أمد الإنتظار حتى ابيض شعرها... فلم يأتها البشير بعد!!.
يصور لنا النص ارتكاسة ( سلبية )، تعيش المأساة، وترتقب الأمل بلا حراك باتجاهه.

دام لك الإبداع،
ودمت تتحفنا ببهاء حضورك.

تحياتي، والمودة.

أحمد المدهون
11/11/2011, 06:18 PM
الأخت سميرة رعبوب تحياتي لك
القصة تحكي عن أم ما زالت تنتظر طفلتها التي لم تعد من المدرسة(في زمن الحرب الأهلية)، ولا تدري إن كانت ما زالت على قيد الحياة، أم قُتِلت. إنها الأم التي لا تريد أن تسلم بالحقيقة، تطرز الأمل في ذاكرتها، فتأخذ ثوب طفلتها الأبيض وترتقه، كأنها ستعود في أي لحظة ولم تستسلم لليأس منذ عشرين عاما
تقبلي مودتي
نزيه بريك
أخي د. نزيه بريك،

كان بودّي لو لم تسهب في شرح ما تحكيه القصة؛ فقد أصبحت الآن مكشوفة للمتلقي، وبذلك فقدنا متعة تعدد القراءة والتأويل.

تحياتي وتقديري.

سعيد نويضي
11/11/2011, 11:46 PM
سراب
تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية
تستنشق رائحة الأمل...،
تمسك بيدها خيطا بلون شَعرها، وإبرةً
ترتق ثوب طفلتها الأبيض، منذ
عشرين عاما

الأخ الكريم سعيد نويضي تحياتي لك
شكراً على قراءتك، وقد أصبت بقولك: "هي قصة انتظار الذي يأتي و لن يأتي"
تقبل تقديري
نزيه بريك




سراب...
عنوان يوحي بالكثير من التأويلات...

انتظار شيء لن يحدث أبدا...أو بحث عن شيء هو غير موجودا أصلا...
فهل هذا من قبيل الإعجاز البشري و المقصود به العجز الذي يحد الإرادة و يوقف العزم و خاصة منه ما خص به الله عز و جل أمة الإسلام أمة الرحمة و الدعوة إلى الحق بالحجة والبرهان في تحقيق و استرجاع ما ضاع من استقامة الإنسان و انحرافه عن جادة الصواب بإتباع الخطأ و ترك الصواب...و ما ترتب عن هذا الضياع من آثار؟

إلا إذا كانت الطفلة/ الحلم /حلم الأمة قد مات و ذاك ما لم يقل به من سطر سنن الكون...أم هو الرمز رمز الطفلة/الجسد - الروح قد فارقت الحياة...و هي ذكرى مؤلمة لكل من فقد فلذة كبده بسبب أو بآخر...فانتظار عودتها من مثواها فذاك حقا سراب و بكاء على الأطلال لن يزيد الظهر إلا انحناءة و اعوجاجا و لن يزيد الحلم إلا وهما و سرابا...و لن يزيد الأمل و الرجاء إلا فتورا...فالدعاء بالرحمة و المغفرة هو الأجدر و الأنفع...و لا أعتقد أن الكاتب الفاضل قد قصد هذه الدلالة بهذا الرمز...

أما إذا كان رمز الطفلة/الحلم/هو حلم الأمة باسترجاع مجدها و إحياء دينها و استقامة انحناءتها و تقويم تفكيرها و بناء قلبها السليم حتى تلقى ربها على الشكل الذي يرضاها لها...و استعادة صدق و قوة كلمتها بين الأمم...حتى تستعيد ما ضاع منها...فذاك ليس سراب و لكنه رجاء في الله جل و علا...

ليس سهل التطبيق و لن يتم بين عشية و ضحاها...و من اعتقد ذلك فهو حقا يسعى وراء السراب...ولكنه قابل للتحقيق إن شاء الله ذلك...فمشيئة الله هي الغالبة في كل شيء و في كل وقت و حين...

فمثقفونا و علماءنا و مفكرونا لا زالوا مختلفين في حين أن ما اختلف الذين سبقونا إلا لأنهم كان لديهم "نصيب من العلم" فما بالك في أمة ينخر فيها الجهل أكثر من 50 في المائة على أقل تقدير...فإذا اختلف العلماء فماذا بقي للجهلاء...؟ أما إذا ستندنا للإحصائيات فقد يصاب القارئ باليأس لهول الأرقام...و لكن الرجاء في الله كبير و رحمته و سعت كل شيء فلا يأس مع الرجاء...

فاختلاف الجهلاء لديهم مبررهم...كونهم يجهلون حقائق الأشياء و لا يزينون الأشياء بمقاييس الحق و الباطل...لأنهم يجهلون الحق و الباطل و لا يعلمونه كما يعلمه العلماء أو ما يسمون أنفسهم علماء و مفكرون و مثقفون...

قد يقول قائل من هذا الذي يعتبر نفسه عالما أو مثقفا أو يفتي في أمر العامة؟ فلست لا هذا و لا ذاك و لذلك أجيبه للتو بأني جاهل يحارب الجهل بالعلم...فالآيات الخمس التي نزلت على سيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلام...و من بعده لمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين هي الخطوة الأولى في محاربة الجهل...

يقول الحق جل و علا: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}سورة العلق الآيات من 1-5.

فمنهج البناء يتطلب العديد من الصبر في الأخذ بأسباب العلم و بالابتعاد أن أسباب الفرقة و التطاحن و العديد من الآفات التي لا زالت تنتج نفسها بنفسها...

العالم قرية صغيرة تتحكم فيها أزار العولمة...
و أمة الإسلام لم تعد لها تلك الاستقلالية لا في القرار و لا حتى في خيراتها فكيف في استعادة كلمتها بين الأمم...؟

فالدعوة إلى احترام الإنسان و احترام كرامته ليست هجوما على أحد بل هي دعوة للحق و تصحيح لمفهوم الحق عند البعض من بني جلدتنا خاصة و للآخر من ذرية آدم عليه السلام عامة...

الذاكرة بالنسبة للفرد و التاريخ بالنسبة للأمة لا يسعنا إلا أن نحافظ عليهما من الضياع...فنسترجع الواحد منا /الفرد/المجتمع/الإنسان/التاريخ/ يسترجع منهما الذكريات و الأحداث ليستدفئ بحرارتهما و بنورهما الذي شع و عم الأمم السابقة و بالإحساسات التي قد تتولد عنهما من حزم و عزم على مستوى الأمة و كذلك ليستخلص العبر و السنن التي تعيد نفسها بأشكال متنوعة و بأثواب مختلفة...و من العبر التي قد تعيد إلينا جمالية الحياة و مجدا غاب كما تغيب الشمس في لحظة غروب سيتبعه شروق حتما لأنها سنة الحياة ما بين الغروب و الشروق و لكل شيء فقد وضع الله جل و علا كتابا و قدرا مقدرا...

فالأم التي تتذكر صغيرتها التي غابت عنها و كيف كانت تزينها و تلاعبها و تقرأ لها دروسها و تساعدها في تجاوز العقبات الصغيرة منها و الكبيرة...و هي ثمرة وجودها و هبة رب العالمين لها التي غابت عنها نتيجة ظروف معينة...لا يمكن لها أن تظل تذرف الدموع على ذكراها حسرة على الحظ و حزنا في القلب و رضاء بمشيئة الله جل و علا...فكان من المفروض أن تقوم بشيء ملموس محسوس يشعرها باستمرارية الحلم/السراب أو الحلم / الحقيقة أو الحلم/ اليقين...

فهو سراب إن ظل المنهج و الفكر السائدين على ما هما عليه ينتجان أسباب تخلفهما من التحية إلى أضخم القرارات و أكبرها و أجلها...
و هو حقيقة إن استطعنا أن نستوعب الأسباب الحقيقية و الشروط الموضوعية لإنتاج معرفة و علم متوازن بين الحق و الباطل بين النافع للأمة و النافع للإنسانية...فهو حقيقة مؤجلة التنفيذ إلى أن يشاء الله خيرا...
و هو يقين لأن وعد الله حق و لن يخلف الله وعده إن صدقوا في دعوتهم و كان همهم الآخرة و إعلاء كلمة الله عز و جل و ليس دنيا أو تجارة أو شهوات و ملذات عابرة فانية منتهية بانتهاء لحظاتها...

فالحلم إما و هم أو سراب و إما حقيقة ثم يقين...

و لذلك كان الخيط و الإبرة هما أداتان الحياكة...حياكة ثوب جديد /ثوب التقوى القائم على الدين من جهة و على العلم من جهة أخرى...و لا تناقض بين الدين و العلم كما هو الشأن بين الإبرة و الخيط فكل يكمل بعضهما بعضا لينتجا ثوبا يكرمان به جسد الكائن...و ثوب التقوى لا يقوم على الظلم و لا يقوم على الجهل...فالشرك ظلم عظيم و الجهل بهذه الحقيقة ظلم فظيع و لا يستقيم العدل إلا بالعلم لأن الله واحد أحد لا شريك له و هذا من صلب الدين كأول ركن من أركان الإسلام و هو شهادة أن لا إله إلا الله و أن الذي بلغ بهذه الحقيقة هو رسول من عند الله جل و علا أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين...فتلك أولى حقائق الأركان و معلومة هي الأركان التي يقوم عليها الإسلام الذي يقوم بدوره على أركان الإيمان الذي يصل في نهاية المطاف إلى مرتبة الإحسان...

و هذا لا يتم إلا بالعلم...و العلم فروع متعددة يكمل بعضها بعضا كما هو شأن قوس قزح من الألوان...تكمل الألوان بعضها بعضا...فاللوحة لا تكتمل جماليتها إلا بتعدد الأسس التي تقوم عليها...و هي لوحة الإنسان القائمة على الدين من جهة و العلم من جهة أخرى و هذا التفريق بين الدين و العلم ما هو إلى توضيح للذين يفصلون بينهما...فالأصل أن دائرة الدين تضم مجموعة الدوائر التي تدخل ضمن دائرته الكبرى...

كذلك فالظلم يضاده العدل و الجهل يضاده العلم و لذلك لا تحارب الجهل بالجهل بل تحاربه بالعلم و لا تحارب الظلم بالظلم و لكن تحاربه بالعدل...

و الإنسان المسلم جعل الله له ميزة القلب كحقيقة يعقل بها الروحي و الوجداني والعقلي الصرف...و لكل خطاب و لكل أسلوب و لكن الغاية واحدة هي رضا الله في علاه...

وكما يفعل البعض من مثقفينا و كلنا في الهم سواء ...ألا نبكي على مجد ضاع من بين أيادي أجدادنا و حضارة غربت و تركت لنا أملا في شروقها و إشراقها من جديد...بحكم كتاب الله جل و علا و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام لأن الميزة التي تميز بها الكائن البشري عن باقي الكائنات الأخرى هي ما يسمى "العقل"...الذي جعله الحق جل و علا مناط التكليف في العديد من الآيات...

فالأم التي ابيض رأسها و غمرها الشيب هي الأمة التي شاخ شبابها قبل أن يكبروا في العمر و السن من كثرة الانتظار...انتظار هذه اللحظة أو هذه الوحدة أو هذه الثورة أو هذه التوبة أو هذا الانطلاق أو هذا الانعتاق أو هذا التغيير الشامل الجامع المانع أو هذه الصحوة أو هذه اليقظة أو ما شاء الله من المصطلحات التي تعني الخروج من التيه إلى اليقين و من الوهم إلى اليقين و من السراب إلى الحقيقة...تعبت و هرمت هذه الأمة من انتظارها لحظة الشروق و إطلالة فجرها على عالمها و فضاءها المشبع بالأمل و الرجاء فيمن لا رجاء إلا فيه...ترتق بإبرة اللحظات زمنا يصب بعضه في بعض من ليل و نهار و من توالي الثواني حتى تكاد تلمس بين أصابعها عقد الزمن و هي تحيك من صيرورته نسيجا مضيئا بكل أنوار الرجاء ثوبا لطفلتها و حلة مند أن أدركت أن هناك علاقة بين الخيط/الزمن و الإبرة / الرجاء / في ثوب قد تسميه وحدة الأمة أو انبثاق حضارة أمة انتظرتها الأم/الأمة مند عشرين سنة بعدد الأعضاء المكونة لجسد هذه الأمة...فقد تزيد أو تنقص من حيث العدد لكنها من حيث المبدأ فإن رجاءها في الله واحد فكتابها واحد و نبيها واحد بدين واحد آمن به و جاء به كل الرسل الذين سبقوه آخر الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام أجمعين و دعوا إليه إلى أن ختمه سيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه صلاة لا تنقطع مادام الله جل في علاه و ملائكته تصلي عليه ...

الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق...

و الأمة مدرسة إن أحسنت تنشئة أجيالها و أنبتت جيلا طيب الأخلاق كجيل الصحابة رضوان الله عليهم كانت مثالا لباقي الأمم كي تحدو حدوها...

فما اشتهر الإسلام بالسيف و لكن اشتهر بحسن الخلق و بصدق المعاملة...

و قديما قال المثل الشعبي العامي"الخير امرأة و الشر امرأة"...

فهل حقا يعتبر هذا المثال حقيقة واقعية انطلاقا من كون الأم هي التي تصنع الرجال...؟

فالأم تبكي طفلتها التي فقدتها...فهل فقدنا أساس التربية السليمة و الخلق و القويم و التفكير السليم...بافتقاد الأم لامتدادها الطبيعي و الثقافي في التربية و حسن الإعداد النفسي و الخلقي؟

تحيتي و تقديري لنص بليغ...

د. نزيه بريك
18/11/2011, 11:50 PM
السلام عليكم:
جميلة هي هذه القصة عنوانا.مضمونا .رمزا....

الأخت سناء نيسان
تحياتي، وشكرا على مرورك من هنا
تقبلي مودتي
نزيه بريك

د. نزيه بريك
19/11/2011, 12:03 AM
أخي د. نزيه بريك،

نص حزين، بتركيبات لغوية جميلة.
أعجبني هذا التصوير السوريالي: (تجلس منحنية فوق ذاكرتها الباكية) وما يستدعيه من دلالات.
طال بها أمد الإنتظار حتى ابيض شعرها... فلم يأتها البشير بعد!!.
يصور لنا النص ارتكاسة ( سلبية )، تعيش المأساة، وترتقب الأمل بلا حراك باتجاهه.

دام لك الإبداع،
ودمت تتحفنا ببهاء حضورك.

تحياتي، والمودة.

صديقي أحمد
سرني تفاعلك وقراءتك،
أما بخصوص الإسهاب في شرح القصة (في الرد على مشاركة الأخت سميرة رعبوب)، إنما لأني رأيت نفسي مداناً بالإجابة على تساؤلاتها وتساؤلات الآخرين، من جهة اخرى، أرى حين يبقى النص غامضاً في بعض جوانبه على المتلقي، من حقه أن يسمع من الكاتب ما يقصده، ليقوم بمراجعة قراءته، كذالك ليتمكن من توسيع دائرة النقاش والنقد مع الكاتب
تقبل مودتي
نزيه بريك