المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ق ق ج (51)



مسلك ميمون
08/11/2011, 11:28 AM
بسم الله
السلام عليكم

ق ق ج (51)





..........................

لأنّه لغويّ متمرّس، سألته:
ــ هل الشّبيحة من الشَّبح ؟
اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
ـ في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان" !!
ـ ............................................؟!





ملحوظة : لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و آترك ذلك لنباهة القارئ .

صوفيا عبد الله
08/11/2011, 12:36 PM
" لغوي متمرس "
لغوي :" وصف مطلق "أبلغ وصف فيمن قضى باعاً طويلاً بين دفات الكتب وبحور العلم الذي يكاد* يمتلأ عقله منه ، وليس هذا فقط بل أبلغ من ذلك وصفه بأنه متمرس - كما سأذكر في النقطة الثانية - . (عالم متمكن في علوم السياسة )..
متمرس : " وصف مطلق " للخبير الذي اختبر الشيء وجربه مراراً وتكراراً مع الفهم والاستنتاج والاستنباط. ( ناشط سياسي خبير) ..


ما فهمته هنا :

أن من شأن من كان بالغاً قمة العلم ( بالسياسة ) ومكتسباً جل الخبرات ( أدرك العديد من مراحل التغييرات السياسية ودرس أوضاعها سواءً عاش فترتها أم لا ) في هذا العصر أن يكذّب بل ( يحور ويتلاعب وينقض ) بكل سهولة في الحقائق التي يراها نصب عينيه ويدركها تماماً وتكون مألوفة لديه ، بسبب ماذا ؟

بسبب بالونة الرعب والخوف من غضب السلطة ،
ويظن بهذا أنه ناجٍ وهو لا يعلم أنه هوى في حضيض الجبن وعدم الإنصاف اللذان لا يتصف بهما أي إنسان عالم بحقيقة شيء! .


وعلمه هنا ؟ :
هو في السياسة فهو ناشط سياسي أو شيء من هذا القبيل ...



-------------
*يكاد : لأن الإنسان لا يكتفي من العلم حتى اللحد ، ولا يتم له مهما بلغ منه ،وهنا قد أختبر الله عبده موسى في قصة الخضر في آواخر سورة الكهف .

سعيد نويضي
08/11/2011, 09:42 PM
بسم الله
السلام عليكم

ق ق ج (51)





..........................

لأنّه لغويّ متمرّس، سألته:
ــ هل الشّبيحة من الشَّبح ؟
اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
ـ في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان" !!
ـ ............................................؟!





ملحوظة : لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و آترك ذلك لنباهة القارئ .


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الدكتور الأديب الأخ مسلك ميمون...

كل عام و أنتم بألف خير و الأسرة الصغيرة و الكبيرة و الأمة الإسلامية في أحسن حال...

قصيصة مرقمة كما عودنا دكتورنا الفاضل و لكل قارئ أن يضع العنوان الذي يناسبه في ذهنه و يحتفظ به لنفسه و لا بأس إن أخبر به القراء كاقتراح ليس إلا...

هي قصة من واقع الأحداث التي تروج في العالم العربي و ما يروج عن فرق في واقع الأمر تقوم بما تقوم به في بعض الدول العربية لكي تعيش حتى ولو على حساب المستضعفين في الأرض لكي ينعم المستقوون بالرخاء و الهناء...

والجميل في القصيصة أن من طرح السؤال ليس بلغوي متمرس و لكن لديه نصيب من الثقافة...يسأل عن كلمة روجتها أجهزة الإعلام في حديثها عن ما يحدث في بعض الدول العربية..."الشبيحة" و قد اختار من باب التأكد من معناها الأصلي و العميق و الواقعي إنسان متمرسا في اللغة...فالإنسان اللغوي هو بطبيعة الحال إنسانا مختص في اللغة و أن تسأل مختصا أفضل و أحسن و أسلم من أن تسأل عاميا و الذي لا يتوفر على كفاءة في هذا المجال...
و هنا المفارقة العجبية التي طرحها الأستاذ ببراعة تحت أفعال لا تنم عن ثقة المسؤول لا في نفسه:اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
فالاضطراب إلى حد السعال ثم ثقل كل ذلك على اللسان في الكلام و الرد جعل من السائل تمر بخاطره فكرة أنه لن يجيب على سؤله...لكنه فصيح اللسان لغوي و ما أدراك ما اللغوي لا يمكن أن تفوته حيلة بل أقول مخرج من المأزق الحرج الذي وضعه فيه السائل -دون قصد بطبيعة الحال - فاعتمد ما قيل من الأصل و الجدر اللغوي للكلمة حتى لا يفقه السائل ما تعنيه بكل بساطةفجاءت القفلة تفيد أن الشخص السائل لديه من الثقافة العامية ما يفرق به بين الغث و السمين...لأنه ربما من طينة قديمة...
لكن لا يعلم الكلمة قد انتقلت من الكلام الغريب الذي لا يفيد إلى العصا الغليطة التي لا تزيد الطين إلا بلة...

حوشي الكلام على سبيل الإفادة:

1.حُوشِيّ:

• الحُوشِيّ من الكلام الغريب الوحْشِيّ "رجل يتجنّب حوشيّ الكلام".
• رجلٌ حُوشِيّ: وحشيّ لا يكاد يخالطُ النّاسَ
• رَجُلٌ حوشيّ الفؤاد: ذكيّ كيِّس.
المعجم: اللغة العربية المعاصر - [ ابحث عن هذه الكلمة في غوغل ]
2.حوشي .:

1 - من الكلام: الغريب الوحشي. 2 - من الكلام: الغامض. 3 - من الليالي: المظلم الشديد الظلمة. 4 - من الناس: الذي ينفر من الناس فلا يخالطهم.
المعجم: الرائد - [ ابحث عن هذه الكلمة في غوغل ]
3.حُوشِيّ:

الحُوشِيّ من الكلام: الغريب الوحشيّ.
و_ من الليالي: المظلم الهائل_ ويقال: رجلٌ حوشيٌّ: وَحشيٌّ لا يكاد يُخالِط الناس.

[منقول للفائدةِ]

تحيتي و تقديري لقصصك الرائعة المعبرة و قد أقترح لها كعنوان "الساذج"...

مسلك ميمون
08/11/2011, 10:39 PM
( أدرك العديد من مراحل التغييرات السياسية ودرس أوضاعها سواءً عاش فترتها أم لا ) في ( يحور ويتلاعب وينقض ) بكل سهولة في هذا العصر أن يكذّب بل الحقائق التي يراها نصب عينيه ويدركها تماماً وتكون مألوفة لديه ، بسبب ماذا ؟
بسبب بالونة الرعب والخوف من غضب السلطة ،
ويظن بهذا أنه ناجٍ وهو لا يعلم أنه هوى في حضيض الجبن وعدم الإنصاف اللذان لا يتصف بهما أي إنسان عالم بحقيقة شيء ! .



بسم الله
صوفيا عبد الله السلام عليك


أشكرك على هذا التواصل و الاهتمام و عيد مبارك سعيد ..
كما أشكرك على مدى إعجابك بهذا الفن الجميل ألا و هو الق ق ج
كنت أتمنى ان تركزي في تعليقك على أشياء محددة في النص ، فلربما ذلك كان يفتح نقاشا، قد يفيدك ،و يفيدنا جميعا.. و مع ذلك ،فقد وجدت ملامسة عفويةلبعض ما جاء في النص ، و بخاصة هذا الذي جاء في تعليقك أعلاه.

دمت مهتمة و مواظبة

تحياتي / مسلك

مسلك ميمون
08/11/2011, 11:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

هي قصة من واقع الأحداث التي تروج في العالم العربي و ما يروج عن فرق في واقع الأمر تقوم بما تقوم به في بعض الدول العربية لكي تعيش حتى ولو على حساب المستضعفين في الأرض لكي ينعم المستقوون بالرخاء و الهناء...

والجميل في القصيصة أن من طرح السؤال ليس بلغوي متمرس و لكن لديه نصيب من الثقافة...يسأل عن كلمة روجتها أجهزة الإعلام في حديثها عن ما يحدث في بعض الدول العربية..."الشبيحة" و قد اختار من باب التأكد من معناها الأصلي و العميق و الواقعي إنسان متمرسا في اللغة...و هنا المفارقة العجبية التي طرحها الأستاذ ببراعة تحت أفعال لا تنم عن ثقة المسؤول لا في نفسه:اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :من المأزق الحرج الذي وضعه فيه السائل -دون قصد بطبيعة الحال - فاعتمد ما قيل من الأصل و الجدر اللغوي للكلمة حتى لا يفقه السائل ما تعنيه بكل بساطةفجاءت القفلة تفيد أن الشخص السائل لديه من الثقافة العامية ما يفرق به بين الغث و السمين...لأنه ربما من طينة قديمة...
لكن لا يعلم الكلمة قد انتقلت من الكلام الغريب الذي لا يفيد إلى العصا الغليطة التي لا تزيد الطين إلا بلة...
تحيتي و تقديري لقصصك الرائعة المعبرة و قد أقترح لها كعنوان "الساذج"...




بسم الله
الأستاذ الفاضل سعيد نويضي
السلام عليكم

عيد مبارك سعيد

من خلال هذا الاقتباس من تعليقك ، يتبين بوضوح أنك مسكت طرف الخيط، و لكن ــ و للأسف ــ سرعان ما انفلت منك .. و ذهب بك التعليق بعيدا عن تخوم النص و الدليل هو العنوان الذي اخترته ( الساذج ) ذلك ان النص خال من السّذج ،و لا يلمح لسذاجة ...ولو لا أني أخشى الشرح ، و حرمان القارئ من متعة الكشف ، و التأمل.. لتطرقت لرموزه التي مررت بها، و لم تقف عندها و ربطها بالنص : كلفظ الحوشي مثلا .
عموما النص ــ كباقي نصوصي الأخرى ــ يتسم بالبساطة، و لكن ينطوي على دلالة عميقة، و معاشة في مكان ما ، لها أكثر من مفتاح..
أشكرك على مرورك ،و اهتمامك ، و دمت مبدعًا، و أخا لطيفا..

تحياتي / مسلك

شريف عابدين
09/11/2011, 03:57 AM
بسم الله
السلام عليكم

ق ق ج (51)





..........................

لأنّه لغويّ متمرّس، سألته:
ــ هل الشّبيحة من الشَّبح ؟
اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
ـ في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان" !!
ـ ............................................؟!





ملحوظة : لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و آترك ذلك لنباهة القارئ .
أستاذنا الكبير الدكتور مسلك ميمون.
أعجبتني جدا هذه القصيصة العميقة المغزى المستمدة من الواقع العربي.
أحد أتباع السلطة يستفتي أحد علماء اللغة في موضوع شائك، فيشعر بالحرج ونظرا لمصداقيته ينزلق إلى غير ما يهواه السائل، فيسعفه ويلقمه الإجابة المرادة.
المفارقة هنا في أن السلطة ترغب ولا ترغب في نفس الوقت
أو بمعنى آخر "الرغبة المشروطة"
تريد تحقيق هدف إعلامي بتجنيد أحد الشخصيات ذات المصداقية لنشر رسالة موجهة لعامة الشعب
تريد من يساعدها في تسويق هذه الأفكار ولو بالمغالطة ولي الحقائق.
أي أنها ترغب في ترويج أكاذيبها على حساب الحقيقة المطلقة بمعاونة أهل الثقة
أو إضفاء واجهة إيجابية على مضمون سلبي.
الحوش في العامية المصرية يطلق على الدهماء.
والشبح بتسكين الباء يرتبط بوضعية التنكيل.
كما أعجبني التناص مع مقولة "فيثاغورث" الشهيرة: وجدتها وجدتها
كأنه اهتدى لاكتشاف عظيم يخرج به من المأزق.
أعجبتني هذه القفلة الاستدراكية غير المتوقعة لتغيير مسار الحديث وإملاء تعريف السلطة.
كنت أريد أن أعرف رأيك أستاذي الكبير في الحوار في الق ق ج بصفة عامة.
أحييك أديبنا وناقدنا ومعلمنا القدير ومهما عبرت لا أوفيك حقك.
أدعو الله تعالى أن يجعل كل هذا العطاء الذي تغدق به على قرائك في ميزان حسناتك.
وكل عام وأنت بخير.

صوفيا عبد الله
09/11/2011, 01:54 PM
في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان"



هذه نتيجة ما جاد به الأديب سعيد نويضي ..


عن معاني الألفاظ بحد ذاتها :
هذان المعنيان ( شبح :ماظهر لك شخصه من الناس ، شبحه :مد ليجلده ) صحيحان فعلاً في لسان العرب ،
ولكن المفارقة في الأمر أنهما أيضاً صحيحان على أرض الواقع ،
فهنا حيرتني كلمة ( اللسان ) دون قول ( لسان العرب ) كاسم المعجم اللغوي المعروف ، فهو ( الإعلام ، إعلامنا الرسمي المؤدلج للحقائق ) كما قال نويضي ..

الشبح ..
هو الشخص الدائم الظهور في وسائل الإعلام ، وفي الحقيقة أنه لا يفقه سوى الجلد و البطش من خلف تلك الشاشات ،
و" الشبيحة " هذه الفئة هي من حوشي الناس ومعنى ( حوشي ) ذكره الأديب نويضي .

عن القصة ككل :
كما قلت من قبل هذا الناشط السياسي يدرك تماماً كل الحقائق الماثلة أمام عينيه كضوء الشمس إلا أنه
في المشهد الأول رغم إتيانه بمعاني تلك الكلمات بصفته ناشط سياسي خبير ومتمكن ، وكانت المعاني صحيحة في أرض الواقع وحقيقة سياسية فعلاً إلا أنه ما زال يتملكه الرعب بل ارتعب أكثر ؟ بعد ذكرها لعلمه أن تلك الحقائق تنطبق عليهم..!
وكمحاولة جبانة أخرى عاد لتأويل الكلمة الأصلية غير مفصلة وهنا ؟ زل لسانه في الوهلة الأولى فذكر حقيقة كبرى عنهم أنهم من طغاة الناس المتوحشين الذين لا يُخالطون ، ثم وسرعان ما تدارك زلته في الثانية وذكر أنهم من الناس الذين لا يُتحدث عنهم ولا تكشف حقيقتهم في الإعلام ! .
.



____
تعليق خارج النص على تعليق أخي أ. شريف عابدين ..

أذهلتني رؤيتك ، وإنما هذا هو مجرد رأي لي يحتمل الخطأ كما الصواب:..
لا أعتقد أنه يمكن استعمال لفظ ( حوش) بكسر الحاء والواو كما في العامية المصرية إذ أنه حينئذ تُحصر القصة في اتجاه معين ،
وأيضاً..
المصرية ليست جنسية الـ د . مسلك ميمون وهذا ما جعلني استبعد صحة ذلك تماماً ،إذ أنني أعتقد تماماً مهما كان الأديب أديباً لا بد أن لا يستنبط - إن أراد - من لغة محلية غير التي يتحدث بها ،
كما أني لم أسمع بالـ " شبيحة " في ثورة غير الثورة السورية .

مسلك ميمون
09/11/2011, 03:24 PM
أستاذنا الكبير الدكتور مسلك ميمون.
أعجبتني جدا هذه القصيصة العميقة المغزى المستمدة من الواقع العربي.
أحد أتباع السلطة يستفتي أحد علماء اللغة في موضوع شائك، فيشعر بالحرج ونظرا لمصداقيته ينزلق إلى غير ما يهواه السائل، فيسعفه ويلقمه الإجابة المرادة.
المفارقة هنا في أن السلطة ترغب ولا ترغب في نفس الوقت
أو بمعنى آخر "الرغبة المشروطة"
تريد تحقيق هدف إعلامي بتجنيد أحد الشخصيات ذات المصداقية لنشر رسالة موجهة لعامة الشعب
تريد من يساعدها في تسويق هذه الأفكار ولو بالمغالطة ولي الحقائق.
أي أنها ترغب في ترويج أكاذيبها على حساب الحقيقة المطلقة بمعاونة أهل الثقة
أو إضفاء واجهة إيجابية على مضمون سلبي.
الحوش في العامية المصرية يطلق على الدهماء.
والشبح بتسكين الباء يرتبط بوضعية التنكيل.
كما أعجبني التناص مع مقولة "فيثاغورث" الشهيرة: وجدتها وجدتها
كأنه اهتدى لاكتشاف عظيم يخرج به من المأزق.
أعجبتني هذه القفلة الاستدراكية غير المتوقعة لتغيير مسار الحديث وإملاء تعريف السلطة.
كنت أريد أن أعرف رأيك أستاذي الكبير في الحوار في الق ق ج بصفة عامة.
أحييك أديبنا وناقدنا ومعلمنا القدير ومهما عبرت لا أوفيك حقك.
أدعو الله تعالى أن يجعل كل هذا العطاء الذي تغدق به على قرائك في ميزان حسناتك.
وكل عام وأنت بخير.



بسم الله
د شريف عابدين
السلام عليكم

يسعدني مرورك الكريم ، و استنتاجك القويم ،و رأيك السليم ..
النص له أكثر من قراءة لقد تعمدت تطعيمه بجملة من الألفاظ ، التي هي رموز دالة، تمكن من التأويل، بل و تبعث على التأمل و التساؤل .. لا أود شرح ذلك ،أو الاسترسال في التوضيح ،فأبطل النص متعة قراءته ، و أحرم نفسي متعة قراءة الآخر...

أما عن سؤالك عن الحوار في الق ق ج ؟

فأقول: بأن الحوار من خصائص السرديات ، و إن كان الشعر يستفيد من ذلك أيضاكالذي نجده قديما في شعر امرئ القيس ،و عنترة وعمر بن ربيعة ...و حتى في شعر المعاصرين و المحدثين كنزار و محمود درويش و سميح القاسم و لكن بنسب متفاوتة و قليلة،لأن الحوار إن طغى يجعل من القصيدة نثرية رغم الوزن و مكونات الشعر الأخرى .
بيد أن الحوار من أساسيات السرديات فهو أوضح في الرواية، والقصة،و القصة القصيرة، و يقل في الخاطرة..و يكاد ينعدم في الق ق ج ...
و لهذا تتسم الق ق ج بالسرد (الحكي) و تعتمد المفارقة،و المفجأة،و اللغة المكثفة، و الإضمار،و الحذف .. و ما إلى ذلك .. و تعاملها مع الحوار يبقى في نطاق ضيق و محدود ..
أقول هذا و أنا ممن يستعملون الحوار. ربما هذا يعودلارتباطي بالرواية و المسرح كتابة و نقدا . إنما لا أرغب في كتابة ق ق ج يهيمن عليها الحوار.أو أن تكون حوارا تاما من البداية إلى النهاية، فلا بد من فسحة للسرد،بل الأحسن أن يكون السرد هو المهيمن.
بقي أن أشير أن الحوار في الق ق ج يختلف عن حوار القصة ،أو القصة القصيرة، أو حتى المسرحية و ذاك لأنه:

1 ـ مقتضب جدا.
2 ـ تلميحي .
3 ـ لا يهتم كثيرا بالجواب .
4 ـ يبعث على التأمل و التساؤل.
5 ــ دوره خدمة الفكرة و تعميقها ليس إلا .

إن شاء الله إن سمحت الظروف و الصّحة ..أعود إلى هذه المسألة بتفصيل و بنماذج من انتاجات أعضائنا، أستاذ شريف عابدين زادك الله تشريفا و تكريما،و أدامك مبدعا رائقا، و مهتما مواظبا...


تحياتي / مسلك

سعيد نويضي
10/11/2011, 09:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


سلام الله على الأخ الأديب الدكتور مسلك ميمون...

اقتباس
"...هو العنوان الذي اخترته ( الساذج ) ذلك ان النص خال من السّذج ،و لا يلمح لسذاجة ..."

ليس المقصود بالساذج تركيبة النص أو شيء من هذا القبيل...بل بالعكس النص مكتوب بفنية عالية و بتقنية جميلة يتيه فيها القارئ مع العادي و المتخصص من الشخصيتين اللذين سطرت معالمهما...و لكن أعتقد أن شخصية السائل تنم عن سذاجة معينة...فأجهزة الإعلام ما فتئت توضح بالصوت و الصورة عن ما تفعله فرق تدعى الشبيحة فهي "تشبح" أفراد الشعب بعصي و غير ذلك من أدوات تفننوا في صنعها خصيصا لتفرقة المتظاهرين و المطالبين بحقوقهم المتعددة و المتنوعة...و هو يسأل لغوي متمرس عن معنى "الشبيحة"...؟!

و قد تكون الشخصية - شخصية السائل - من أولائك الذين لا يعرفون عن لغة الشعب و لا يخالطون الشعب و لا يعرفون من همومه شيئا...و بالتالي بينهم و بين الشعب مسافة لا تملؤها حتى قواميس اللغة و ما احتوته من مفردات لكي تشرح كلمة نابعة من صميم الواقع...و من تم ليسوا على علم لا بما في الواقع و لا بما تبته أجهزة الإعلام...فقد تكون زلة اللسان من حوشي الأنام أي من الغرباء و يكون فيها التعليق على ذاته كزلة لسان و أراد أن يصححها بل أقصد حوشي الكلام...أي غريب الكلام الذي لا يستعمل إلا ناذرا...قد عكست شخصية تعيش في برج من أبراج هذا العالم و تهتم بشؤون العامة...

القصة ليست فيها سذاجة من حيث مبناها و معناها بل فيها من المعاني ما يفك ألغازها إلا متمرس...

تحيتي و تقديري...

أحمد المدهون
10/11/2011, 09:53 PM
بسم الله
السلام عليكم

ق ق ج (51)





..........................

لأنّه لغويّ متمرّس، سألته:
ــ هل الشّبيحة من الشَّبح ؟
اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
ـ في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان" !!
ـ ............................................؟!





ملحوظة : لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و آترك ذلك لنباهة القارئ .
أستاذي الأديب الناقد المتمرّس د. مسلك ميمون،
السلام عليكم،

هذه محاولة متواضعة للوقوف على أبرز تقنيات السرد، وجماليات النص الفنّية، التي أحسن الكاتب توظيفها في هذا النص الذي يبدو لمتلقيه بسيطاً لأول وهلة، ولكنه بعد إعادة قراءته يجده عميق الدلالة، متعدد التأويل، ينقد واقعاً معاشاً في أكثر من بقعة جغرافية في وطننا العربي الكبير الذي يشهد حراكاً متصاعداً ضد الإستبداد والديكتاتورية. وإليكم رؤيتي واجتهادي:

• راوح السارد في نصه في استخدام تقنيتي التبئير الداخلي الثابت (Fixed Internal Focalization) والتبئير الزائف أو الظاهري (Pseudo-Focalization)؛ فقد بدأ السارد مختبئاً وراء شخصية (السائل) التي تشهد الحدث وتشارك في الحوار وتعكسه (تبئير داخلي)؛ فتعرض لنا شخصية (اللغوي المتمرس)، دون الإستغراق في وصفها ولا بتحليل أفكارها، ثم يخرج عن دوره فيتجاوز ما يمكن للشخصية أن تعرفه من خلال النهاية الغامضة التي عبّر عنها السارد بعلامات الترقيم: نقط الإسترسال، والإستفهام، والتعجب.

• كما نلحظ الحضور القوي لتقنية الحوار في هذا النص السردي، الذي استغرق معظمه؛ ربما لاهتمام السارد بتقنية التبئير واحتفاله ببناء سيكولوجية الحدث وأبطاله من خلال نمو الحوار حتى بلغ ذروته في هذا النص المفتوح في نهايته. وهذا ما يتجلّى في بناء سيكولوجية الشخصية المبأرة في الحوار وهي (اللغوي المتمرّس)، وهي تمثل حالة التردد والإضطراب التي يعيشها الإنسان "المثقف" في ظل أجواء تهيمن عليها سمات الترقب والخوف من خلع الرقاب، على أيدي فئة (الشّبّيحة) أداة السلطة المستبدّة. لاحظ هذه الأفعال: (اضطرب، سعل، همهم) و (اندهش مضطرباً، التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً...) كيف تتشكل مع نمو الحوارمن حالة الإضطراب إلى حالة الرعب والإرتباك الذي انتهى بمحاولة صرف النظر عن المعنى الذي أشار إليه في (اللسان) حين أدرك أنه سيورده المهالك، ليستدرك بالقول أن (الشّبيحة) من غريب الألفاظ وحوشي الكلام الذي لا أصل له في (اللسان)!! ... اللسان الكتاب، واللسان بمعناه الدراج، وبذلك أوجد له مخرجاً... أليس هو لغوياً متمرساً؟!

لماذا فعل ذلك ؟! .... ربما لأنه لمح (الشبّيحة) قد حضروا على حين غرّة؛ فهذه من أبرز ملامحهم حيث يظهرون كالأشباح لضحاياهم. أتخيّله وقد أحاطوا به وهو يحاول أن يستدرك، علّه يجد مخرجاً من المأزق الذي وضعه فيه (لسانه) !! محاولاً لفت الإنتباه إلى السائل (مَن الشّبيحة يا رجل؟!) لينزلق به مرة ثانية (هذا من حوشي الأنام) !!... ولأنه متمرّس عاد فاستدرك: (أقصد من حوشي الكلام...). وبذلك يكون قد أفلت منهم بتمرسه اللغوي، بينما أوقع – ربما – بالسائل حيث لم يتكلم بعدها؛ فربما غيبه (الشبّيحة) عن المشهد، كيف ؟! هذا ما تركه السارد مفتوحاً على مصراعيه باستخدام علامات: نقط الإسترسال، والإستفهام، والتعجب، ليترك للمتلقي فرصة التخييل، كي يكمل المشهد والمصير... كلّ حسب رؤيته.

ونلمح كيف تم توليد صورة (الشبيحة) من خلال توظيف المعنى المعجمي كما ورد في لسان العرب لابن منظور، حيث اكتفى (اللغوي المتمرّس) بإبراز أهم معاني مفردة (الشبح)، ليترك للسائل والمتلقي، إيجاد التقاطعات مع الصورة الذهنية المتشكلة في ذهن المتلقي عن (الشّبّيحة) وأخواتها (البلطجيّة، والبلاطجة، والزعران)؛ فهم كالأشباح في ظهورهم المفاجيء وتخفيهم السريع.
وقوله: (شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده) يستدعي أحد أبشع أشكال التعذيب الجسدي الذي يتعرض له المعتقل من خلال عملية (الشبْح)؛ إذ يرغم على الجلوس أو الوقوف في أوضاع جسدية مؤلمة لمدة ساعات بل وأيام، عادة ما تسبب له ألماً شديداً في المفاصل والعمود الفقري، وربما تؤدي الى شلل في بعض الأطراف.
ثم يتطور بناء شخصية (الشبيح) على لسان الخبير اللغوي، ليضعنا في مواجهة صريحة مع وصفهم بما سبق على لسانه (هذا من حوشي الأنام) !! ولك أن تتخيل دلالة لفظة (حوشي) وما تحمله من معنى الوحشيّة كما وردت في المعاجم اللغوية. فيكون بذلك قد أوصل المراد: حوشيّ الأنام = وحشيّ الأنام. في (اللسان): " والحُوشِيُّ الوَحْشِيُّ."


• يزخر النص بعدد من العلامات والرموز الدالّة: الشبّيحة، الشّبح، اللسان، حوشي. وقد أشرنا إلى دلالاتها فيما عرضنا له سابقاً.
• برزت علامات الترقيم كجزء ينتظم بنية النص السردي/ الحواري، وخاصة علامات: الإستفهام، والتعجب، ونقط الاسترسال. وهي علامات دالة تفيد: التساؤل، والدهشة، والإيجاز.

مفارقة:

من المفارقات أنني كنت أقرأ عن تقنية التخفي (Stealth technology‏)، وهي تقنية مستخدمة في العديد من الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والقذائف الصاروخية لجعلها لا تُكتشف بالرادارات أو أي نظام إلكتروني آخر. ما دعاني لذلك هو ما سمعته عن قدرات طائرة الشبح الأمريكية F-35 على التخفي والمناورة، وميزاتها الفنية التي ترفع من (الشبحيّة) التي تختص بها منها: صغر الحجم، والإنسابية، وتصنيع جناحيها من مواد غير عاكسة للموجات الرادارية بدلاً من المعادن التقليدية. والدولة الوحيدة التي تمتلكها الآن غير الولايات المتحدة الأمريكية هي إسرائيل .. الجارة.. فتأمّل !!.

لعلّني بذلك أكون قد أوفيت النص بعض حقّه علينا.
مع تحياتي، والمودة.

مسلك ميمون
15/11/2011, 12:34 AM
بسم الله
الأستاذ أحمد المدهون
السلام عليكم

يسعدني هذا الفهم الدقيق ، و هذا الاستنباط الجاد المفيد ، و هذا التركيز على مصطلح التبئير Focalization و أظنك وعيت الأمر وعياً تاماً حين عمدت إلى ذلك .. فدون وعي بالتقنية المستخدمة لحكي القصة ، أي إدراك موقع الراوي من عملية القص و علاقته بالشخصيات لا يمكن فهم النص الفهم المراد ... لهذا أحيي فيك عمق الرؤية ، و دقة التحليل .

تقنية الحوار كانت ــ فعلا ــ مهيمنة . و لا أفضل أن يكون الحوار مهيمنا في الق ق ج ، بل على العكس من ذلك أفضل السرد ، و لا بأس من حوار مقتضب جدا ( سؤال و رد غطاه ) على حد تعبير الإخوة في مصر .. إنما هذا النص تمرد و خرج عن طاعتي ، و استجاب لحتمية التبئر كما تفضلت .أو استجاب لرغبتي الأخرى في كتابة القصة، و الرواية ،و المسرحية ، و السناريو ... و كلها ـ كما تعلم ــ تحتفي بالحوار ...

أشكرك على اهتمامك بمحاولاتي المتواضعة ... و دمت مبدعاً ، و أخاً كريماً..

تحياتي / مسلك

عبدالستار زيدان
16/11/2011, 02:28 AM
بسم الله
السلام عليكم

ق ق ج (51)





..........................

لأنّه لغويّ متمرّس، سألته:
ــ هل الشّبيحة من الشَّبح ؟
اضطرب، سعل، همهم ، ظننته لن يجيب..لكنّه أفصح :
ـ في "اللّسان" ، ''الشَّبح ُ: ما ظهر لك شخصه من النّاس .. و الجمع أشباح و شُبوح . و شَبَحَه يَشْبَحُه: مَدَّه ليجلده .''
ـ واوْ ... وجدتها.. وجدتها ...
اندهش مضطرباً ،التفت مرتعباً، تلعثم مرتبكاً... :
ـ مَن الشّبيحة يا رجل؟! هذا من حوشي الأنام ، أقصد من حوشي الكلام، لفظ غريب ليس في " اللّسـان" !!
ـ ............................................؟!





ملحوظة : لا أضع عناوين لقصصي القصيرة جداً و آترك ذلك لنباهة القارئ .

صدق اللغوي .. شبيحة .. من حواشي الآنام اللئام ..
وأيضاً من حواشي الكلام .. وأردأه .. مفردات غريبة .. أفرزها واقع مخز ..لوطن العربية والبلاغة

مسلك ميمون
16/11/2011, 06:23 PM
صدق اللغوي .. شبيحة .. من حواشي الآنام اللئام ..
وأيضاً من حواشي الكلام .. وأردأه .. مفردات غريبة .. أفرزها واقع مخز ..لوطن العربية والبلاغة



بسم الله
الأستاذ عبد الستار زيدان
السلام عليكم

يسعدني مرورك ، و الصدق ما جئت به ..و هي سحابة صيف ليس إلا ..و تستعيد سوريا الشعب عافيتهاو حيويتها و تنعم بالأمن و الأمان بحول الله ..إنه المخاض ،و نرجو ولادة سليمة ، و آفاقا كريمة ...

تحياتي / مسلك