المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الثلاثينات من هذا القرن بدأت فكرة السينما الفلسطينية



توفيق خليل
16/11/2011, 04:51 PM
في الثلاثينات من هذا القرن بدأت فكرة السينما الفلسطينية
الكاتب توفيق خليل ابو انس

تتبلور عند إبراهيم سرحان الذى راح يفكر بصنع أول ماكنة تصوير سينمائي وبالفعل نجح بصنع أول فيلم عن زيارة الملك سعود عندما قام بزيارة فلسطين وكانت تلك البدايه لسينما فلسطينيه كباقي الأقطار العربيه التى باشرت العمل في هذا المجال ومع حلول النكبه التى حلت بفلسطين عام 1948توقف ذلك الحلم الذى راود نفوس عدد كبير من الشباب الفلسطيني للنهوض بهذا الفن الجديد .
وسرعان ما عادت الفكره الى الساحة الفلسطينيه ولكن هذه المره كانت في الشتات وفي أحضان وطن البندقيه الفلسطينيه التى إنطلقت عام 1965 فبعد مرور عامين على الأنطلاقه ولدت السينما الفلسطينيه وللأيضاح أقول أنه في البدايه " لم يكن هناك سينما بل سينمائيين "
إن السينما هي صناعه والصناعه تعني المختبر وصناعة الفيلم الخام كل شيئ يحتاجه الفيلم حتى يظهر على الشاشه , هذه الوسائل الصناعيه لم تكن متوفره في فلسطين وحتى في كل الأقطار العربيه لغاية الآن لأننا في هذه الأقطار نعتمد على إستيراد كل شيئ لصناعة السينما من الخارج فالسينما ليست السينمائيين لأن كل من بدأ بصناعة السينما في أنحاء العالم لم يكونوا سينمائيين ولكن كلهم أصبحوا من رواد السينما والنظريه السينمائيه في هذا العالم تقول أن السينما هي فن وإبداع بالأضافه إلى سيوله نقديه .
والثوره الفلسطينيه بدأت في سنواتها الأولى في بناء اللبنات الأولى للسينما الفلسطينيه عندما قام الأخ الشهيد الرمز والقائد أبو جهاد ( خليل الوزير ) بتصوير المخيمات الفلسطينيه
وأوضاع سكانها مما أعطي دفعه قويه لأنشاء قسم التصوير الفوتغرافي والسينمائي فيما بعد لقد بدأ ميلاد السينما الفلسطينيه ثانيه بتكوين قسم صغير إتخذنا مطبخاً مكاناً له قي البدايه التى كانت الصوره الثابته ركيزتها الأساسيه والتى بادرت الأخت سلافه سليم أول خريجه من المعهد العالي للسينما في القاهره في هذا المجال وكذلك التصوير السينمائي وأول ما قام به العاملون في هذا القسم هو أرشفة صور شهداء الثوره الفلسطينيه وبعد مرور وقت قصير برزت الحاجه الى إيجاد قسم مستقل للأرشيف إنطلاقاً من المعاني الكبيره للشهاده في تراثنا الفلسطيني إلى جانب المواد الوثائقيه الأخرى التى تتعلق بالثوره لما للوثائق من أهميه تاريخيه وإنطلقت الأخت سلافه سليم والأخ الشهيد هاني جوهريه لتغطية كل النشاطات للثوره الفلسطينيه وخاصه ذلك الأنتصار العظيم الذى صنعه المقاتلون الفلسطينيون في معركة الكرامه عام 1968م وما تبعه من تشييع الشهداء .
زبعد الأقبال الجماهيرى على الأنخراط في صفوف الثوره الفلسطينيه كان الدافع لهذا العمل الكبير الشعور بأن ثمه أحداثاً هامه تجرى في المنطقه العربيه والساحه الفلسطينيه على وجه الخصوص يجب تسجيلها وحفظها حتى يحين الوقت المناسب للأستفادة منها ولتكون جاهزه كالمقاتل الذى يؤدى واجبه تجاه وطنه .
بدأ نشاط سينمائي بسيط ضمن إطار قسم التصوير الفوتغرافي الذى كان الألإعتماد عليه بالدرجه الأولي وأصبحت مهماته كبيره وكثيره ثم تم فصل القسم عن مكتب القيادة العامه لقوات العاصفه في مكان مستقل كان ذلك في بداية عام 1969م.
بعد ذلك منح القسم صلاحيات أكثر ليقوم بالمهمه الموكله له ، كما تضاعف عدد الأخوه العاملين بهذا القسم بسبب الحاجه إلي العمل الميداني إذ قام القسم بإعداد وتأهيل بعض الأخوه المقاتلين من أجل تغذية هذا القسم بكل الوثائق وأصبح هؤلاء الأخوه بمثابة مراسلين حرييين لتغطية كل ما يحصل في القواعد وأثناء العمليات العسكريه ضمن خطة عمل مبرمجه مع قيادة القوات العسكريه وذلك إنطلاقاً من الأحساس بالمسؤليه وإيماناً بحتمية إنتصار الثوره الفلسطينيه وحتى لانكرر ما وقعت به بعض الثورات بعد إنتصارها حيث افتقرت بعد التحرير الى وثائق مصورة تسجل نضالها فتسجل ما يحدث على صعيد المؤثرات والندوات واللقاءآت والعمليات العسكريه التى أتيح تصويرها وعلى الصعيد الأجتماعي مما كانت الثوره تقوم به من إنشاءآت وتحصينات في المخيمات من بناء ملاجئ ومساعدة بعض الأخوه في بناء مساكنهم كل هذا سوف يكون بعد سنوات الأنتصار مادة وثائقيه هامه ونادره لا تقدر بثمن لأن ثمنها كان دماء شهدائنا الذين سقطوا والكاميره كانت بأيديهم وأفلامهم تشهد على ذلك .
هذه الوثائق المسجله توضع بعد الأنتصار في تناول كل السينمائيين و الباحثين والمؤرخين دون اللجوء الى جهات صورت في الماضي بعض الأفلام والتى كانت تعبر عن وجهة نظرها في ذلك الوقت وربما كانت تقف من القضيه الفلسطينيه موقفاً معادياً وهذا حصل كثيراًمن قبل المصوريين الذين كانوا يأتون ضيوفاً على هذه الثوره وبعضهم كان يعمل بشكل وسط وبعضهم جديد ، من هنا تبرز أهمية توثيق هذه السيره النضاليه وكما حصل في الحرب العالميه الثانيه قد صنع مئات من الأفلام الوثائقيه هذه الحرب وعن الثوره الفيتناميه والثوره الجزائريه والثوره الصينيه والثوره الروسيه أمام هذه الأهميه قمنا في عام 1969م بشراء آلة تصوير سينمائيه وكانت تلك أحدث آلة تصوير في المنطقه . p.l ( بي .ال ) مع جهاز تسجيل الصوت الحديث أيضاً نوع فاخرا . الأمر الذى أوجب أن تكون هناك خطة عمل لأنتاج
الأفلام الوثائقيه عن الثوره الفلسطينيه لتخدم أهدافها وتوضيح إستراتيجيتها أمام الرأى العام العالمي .
وكان أول تعبير صادق عن هذه الأراده القويه والأيمان العميق إتجاه هذه الثوره العملاقه وكل الأخوه العاملين في ذلك الوقت جندوا كل طاقاتهم لأنجاح هذا العمل الأول والجبار بالنسبه لنا كان بمثابة إمتحان عظيم نأديه ليس أمام القياده الفلسطينيه فحسب بل كان إمتحان أمام العالم وعمالقة صانعي السينما في العالم هذا التحدى قبلنا وخضنا هذه التجربه والحمد للله كنا قد وفقنا وبعون الله بعمل أول إنتاج عن مسيرة الأستسلام ( التى كانت تحمل عبر طياتها مشروع روجرز الأمريكي ) هذا الفيلم لا.... للحل السلمي الذى تم إنجازه عام 1970 في النصف الأول من العام .
ليس صحيحاً كما ذكر عنه من قبل كافة الذين كتبوا في هذا المجال ، هذا الفيلم قد تجسدت به روح العمل السينمائي الجماعي أذكر في ذلك الوقت لم أكن أعمل في مجال السينما ولكن كنت مصور فوتغرافي لقد إشتركنا كلنا في الفكره وتحديد ماهو كطلوب منا بتلك الفتره (الوقت) لا للحل ... السلمي كان العمل الجماعي الأول لنا وجمع وقدم الفيلم بأول عرض له على الأخوه في القياده العامه واللجنه المركزيه لفتح وكان بمقر قيادتها ( الملجأ )الخاصه بين جبل الحسين ومخيم الحسين في حينه .
وبعد أن خرجت فصائل الثوره الفلسطينيه من الأردن عام 1970 بعد أحداث أيلول إستقر القسم المركزى في دمشق وذهب بعض الأخوه الى بيروت وذلك للعمل على إنجاز فيلم وثائقي عن أحداث أيلول والكل باشر بعمل ترتيب الأوضاع الذى لم يكن بالسهوله وبعد هذه المرحله بدأ الأخوه مسؤولوا أقسام الأعلام كل فصيل بعيداً عن الآخربعمل قسم خاص به للتصوير الفوتغرافي وبعد حصوله على إمكانيات عمل أو تصوير وثائق متحرك ( سينمائيه)
ولكن الأخوه لي القيادة العامه لقوات العاصفه في حركة فتح أدركوا جيداً أهمية هذا الدور في مسيرة الثوره في مسيرة الحركه الأعلاميه الفلسطينيه ولكن بعض الأخوه في القياده العامة لقوات العاصفة في حركة فتح فضل العمل الصحافي على السينما إذ قالوا : إن الصحافه صورة الثوره وصوتها اليومي لأبراز موقفها من الأحداث اليوميه .
أما القسم الآخر في اللجنه المركزيه لحركة فتح فقد إعتبر السينما الفلسطينيه البعد السياسي والثقافي لتوضع لها الأمكانيات لتكون قادره غلى تصوير وتحليل الواقع الذى يعيشه شعبنا الفلسطيني وثورته وتصوير طبيعة الصراع بكافة أشكاله وفي كافة الأقطار العربيه وطبيعة العدو الصهيوني والعمل على هذه الأفلام ونشرها وتوزيعها على البلدان العربيه والغربيه لإفهام الرأي العام العالمي طبيعة الصراع العربي الصهيوني ومواجهة الأعلام الصهيوني المضاد للثوره الفلسطينيه هذا المبدأ الذى بني عليه قسم السينما والتصوير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والذى مارسته قيادة فتح وهذا ما أدركته وإهتمت به قيادة الحركه مؤسستها الأعلاميه وخاصة بعد أن رتبت أوضاعها في سوريا ولبنان مع أن الفيلم السينمائي كان ولم يزل التعبير الحي والمباشر عن كل أوجه النشاط الفلسطيني من عسكري وسياسي وإجتماعي .
على أي حال فقد إهتمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " وبقية فصائل الثوره الفلسطينيه ومنظمة التحرير الفلسطينيه بإنشاء أقسام لأنتاج الصوره الفوتغرافيه للتوزيع للجريده والصحافه المركزيه لكل فصيل والصحافه العربيه والدوليه لنشر الحدث اليوم والعمليات العسكريه وعمليات الأغاره بالطائرات على مواقع قوات الثوره والمخيمات الفلسطينيه وكل هذا كان أيضاً يوثق سينمائياً ليتم إنجازه بأفلام وثائقية ومن أوائل وأكبر هذه الأقسام الأعلاميه بالصوره هو القسم التابع الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
( قسم السينما والتصوير ) (ومن ثم وحدة أفلام فلسطين ) هذه الأسماء لم تكن الطموح الذي يمكن أن يكون مقنع لنا بل كان طوحنا أكبر من هذا بكثير فقد أجرينا العديد من محاولات بعد مشاورات كثيره مع الأخوه القيادة منذ عام 1971م وحتى عام 1973م وأدرجنا إسم مؤسسة السينما الفلسطينيه الى أن ثبت هذا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح" ومن خلال الأعلام الموحد الفلسطيني الذى شكل من قبل فصائل الثوره الفلسطينيه ، وبعد إجتماع بين الأخوه من قسم السينما والتصوير ، فقد كلف كل من الأخوه مصطفي أبو علي والشهيد الحاج مطيع إبراهيم ناصروالشهيد عمر المختار ( عبد الحافظ الأسمر ) بإعداد مشروع التأسيس لمؤسسة السينما الفلسطينيه لأن العمل بالمؤسسه هو مسؤولية تاريخيه يجب أن يتحملها جميع من يعرفون قضايا الثوره وجميع من يؤمنون بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وقد أقترح المشروع بتشكيل المؤسسه وهذا جزء من نصف تشكيل المؤسسه وقد إقترح مشروع التأسيس أن تنتج المؤسسه أفلاماً تدريبيه وأفلام أطفال وأفلام تعبويه تحريضية وإعلامية وأفلاماً عن جوانب القضيه الفلسطينيه وبشكل تسجيلي أو روائي أو مزيجاً من الأثنين معاً وأن تكون مهمتها إنتاج أفلام تغطي نشاطات الثوره السياسيه والعسكريه وأوضاع الشعب الفلسطيني في أماكن تجمعاته والنشاطات الثوريه في المنطقه العربيه وخارجهاوأفلام تخدم الثوره الفلسطينيه والشعب الفلسطيني والثوره العربيه وتوزيع إنتاجها وإنتاج غيرها وتأسيس أرشيف سينمائي مما تنتجه هي وغيرها عن القضيه الفلسطينيه إضافه الى تدريب العنصر البشرى ( الكوادر ) والأشتراك في المهرجانات الدوليه إلا أن المشروع وهذا الحلم الذى كان مرسوماً لو تحقق في حينه لأعطى ثماره ومن الأسباب التى حالت دون تحقيق هذا الحلم هو وقوف بعض الأخوه وللأسف الشديد من خارج فتح ومن فتح أيضاً وإظهار طموح بعض الأخوه بناء مجده على هذه المؤسسه فقد قررت القياده عدم رغبتها عن ميزانية هذا المشروع والأكتفاء بالإسم بعد تحويله من قسم السينما والتصوير ووحدة أفلام فلسطين إلى مؤسسة السينما الفلسطينيه أما جماعة السينما التى نقرأ عنها فكانت عباره عن بعض الأخوه العاملين في مؤسسة السينما الفلسطينية لحاجه فى نفس يعقوب قد أصروا على تشكيل وحده سينمائية تحت إسم جماعه السينما وأما الفيلم الذى تم إنتاجه تحت هذا الأسم فكان تشجيع منا لهم حتى لايقال عنا في حينه وقفنا في طريق تشكيل هذه الجماعه قد تم تمويل الفيلم من ميزانية مؤسسة السينما الفلسطينيه وهذه حقيقة أطرحها لكل الأخوه القراء ولكن بعض الأخوه الذين أيدوا وشجعوا هذه الفكر فكانت من بقية الفصائل وبعض الأخوه اللبنانيين وأصدروا البيان الأول لهم من تشكيل هذه الجماعه بعد إيقافه المساعده لهم فقد تراجعوا عن الجماعه وأصبح كل واحداً منهم يعمل في قسمه ورجعت الأمور على ماكانت عليه قبل التشكيل رغم كثرة الأحداث المتلاحقه على الثوره الفلسطينيه ومطرقة العمل اليومي لم يزيد إنتاج الأفلام في مؤسسة السينما الفلسطينيه عن 4 أفلام في السنه وعلى صعيد الفصائل ودائرة الثقافه والأعلام في منظمة التحرير الفلسطينية يساوى 3 أفلام في السنه الكل إنتقد الكل تكلم عن جودة الأفلام وعدم الجوده ولكن كل من يتكلم وإنتقد وشهر ومجد بالمخرجين الى درجه وصلت كتاباتهم عنهم آلاف المقالات ولكن كل هؤلاء النقاد والمخرجين الذين كتبوا كانو غير ملتزمين بالثوره الفلسطينيه اللهم من ثم المقال الذى كان يدفع لهم " أي ثمن الشهره "
في الحقيقه ليس الأنتاج الفلسطيني بالفعل حسب الأمكانيات التى أتيحت في ذلك الوقت ولكن الأنتاج العربي عن القضيه الفلسطينيه بدأ يقل وهذا مادلت عليه إحصائية الأفلام التى كانت تعرض في مهرجان وبرامج فلسطين في بغداد إذ عرض في المهرجان الأول 150 فيلماً كان منها مائة فيلم تقريباً عربياً والباقي أجنبياً وأما المهرجان الثاني بعد ثلاثة سنوات من الأول فقد عرض ما يقارب الثمانون فيلماً فكان نصيب الدول العربية منها عشرون فيلماً أي بدأ العد العكسي والعد التصاعدى عند الأجانب المهتمين بالقضيه الفلسطينيه من أصدقاء للثوره ومن يساند هذه الثوره وإأما المهرجان الثالث تم عرض ما يقارب المائة فيلم منها أربعة أفلام عن الدول العربيه والآن لايوجد إهتمام بالقضيه الفلسطينيه من حيث صناعة الأفلام أما على الصعيد الفلسطيني فقد عالج الأنتاج السينمائي من الأفلام مواضيع مختلفه عن القضيه الفلسطينيه ومتعلقة بالقضيه أو الثوره فقد تحدثت الأفلام عن معظم عمليات المقاومه الفلسطينيه والكفاح المسلح والعمل الفدائي والعدوان الصهيوني على الجنوب اللبناني والغارات بالطائرات على المخيمات الفلسطينيه في الجنوب والشمال والشرق وحتى تعدت ذلك الى المخيمات على الساحه السوريه وكما تناولت بعض الأفلام الأحداث اللبنانيه بإطارها العام ، أما الجوانب التى ركزت عليها هذه الأفلام الجانب التاريخي والثاني العادات والتقاليد والجانب الثالث وضع المخيمات الفلسطينيه سياسياً ومشكلة الأرض والفلكلور وغيرها ولكن هذه المواضيع لم تكن ضمن عدة مواضيع يتضمنها الفيلم ولكن الحدث الأساسي في كل الأفلام والذى كان مسيطراً عليها والظاهر هو العدوان الصهيوني على مخيمات الشعب الفلسطيني وعلى تجمعات مقاتليه وعلى المدن اللبنانية والقرى هذا هو الحدث الذى كنا نتطرق إليه في الأفلام التى تم إنتاجها من خلال المؤسسه جاءت قضايا التجمعات الفلسطينيه والقضايا الألإخرى بالدرجة الثانية في سلم الأولويات إذاً منذ البدايه كان إهتمامنا منصباً على الحدث الساخن على الساحه الفلسطينية كنا نصوره ونسجله ومن ثم نعمل التعليق والمونتاج لهذا الحدث وبالشكل السريع كان المطلوب هو التعريف بالثوره والمقاتلين مع الحق وضد العدو الفاشي الذي بدأ يشن غاراته على المخيمات كل يوم وحتى كل ساعه كان الواجب يطلب منا التعريف بالثوره التى كانت بحاجه الى التعريف وخاصه في الداخل والخارج لكثرة المؤامرات عليها من الداخل والتعتيم الأعلامي في الخارج وقوة إعلام العدو الصهيوني المسيطر على أروبا بالخارج ، كان لابد للتعريف بأهدافها وإستراتيجيتها ثم بمشروعية الكفاح المسلح ولذلك كانت الوضوعات الأولي تتناول هذا الجانب التحريضي وكان إلى جانب الفيلم الوثائقي المتحرك هناك الصوره الفوتغرافيه أيضاً كانت تنقل كل مايحدث مندمار وخراب على الأرض نتيجه الغارات الأسرائيليه ضد هذه المخيمات دون أن تغوص فيه وتقدم تحليلاً له بالكلمة فقط .
بقين السينما الفلسطينيه متأثره بالأحداث ومنفعله بدرجه أو بأخرى في معظم إنتاجها حتى الآن أي بعد خروجنا من بيروت نتيجة المؤامرة الشامله على الثوره الفلسطينيه نعم أنا أوافق أحد الأخوه الذى تحدث في كتابه عن السينما الفلسطينيه وأحترم قوله لأنه كان مدرسي في الأعدادية وأستاذى قال لم تبدأ السينما الفلسطينيه في الأساس كسينما متخصصه أي لم يكن لديها لامفردتها ولا لغتها التى تساعدها في التعبير عن نفسها بدأت تجربتها بأناس غير متخصصين بدأت بمناضلين رأوا أن الكاميرا يمكن أن تعبر عن شيئ وأن تقول شيئاً وتنقل شيئاً لاشك أنهم مناضلون وطليعيون شقوا طريقاً صعبه ولكن لم يكن كل شيئ واضحاً أمامهم كما كانت أدواتهم قاصره كان على السينمائيين الفلسطينيين الأوائل أن يشنوا نضالاً عنيداً من أجل أن تأخذ السينما موقعها في إستراتيجية المواجهة ، ثم يستطرد الأستاذ حسني عودات في مقاله عن السينما الفلسطينيه ويقول : رغم أن الولادة كانت طبيعية إلا أن نموها لم يكن موازياً لنمو وتطور الحركة السياسية للشعب الفلسطيني لم تكن هناك المقومات الأكادميه التى تساهم في تشكيل السينما الفلسطينيه والوصول إلى لغتها الخاصه بها وتستفيد من التراث السينمائي غير متوفر لنا فنحن لا نمتلك ولا نستند إلى تاريخ طويل في السينما وقد لعبتع هذه الأمور دوراً في أن تبقي السينما الفلسطينية في هذا الأطار .
لقد بدأت السينما الفلسطينية بأفلام وثائقية هي تسجيل يوميات سياسية ونشاطات عسكرية وأعمال فدائية فكان فكان هناك مايشبه التسجيل الأخباري ثم أخذت تتناول موضوعات أخرى أكثر تنوعاً .
أشكر الأستاذ حسين عودات لما جاء به في كتابه عن القضية الفلسطينيه في السينما العربيه كما هو أخذ المعلومه عن بعض الأخوه الذي إتهمهم بأنهم لم يكونوا متنورين في علوم السينما والسياسة فقد جاء كتابه كذلك ناقصاً لكثير من المعلومات الهامه عن السينما الفلسطينية مثلاً إنتاجها من الأفلام البالغ ما يقارب ثلاثةوثمانين فيلماً بتاريخ ما طبع كتابه والتى ذكرها بالعدد هي ستون فيلماً فقط.
أحب أن أسرد هذه الحقيقه فقط لأنني لاأود الرد على كل كاتب ولكن أقدم شكري لكل من كتب عن هذه القضيه بأمانه وإخلاص وأنحني لهم إحتراماً ، وأتابع سردى وأعتبره ردى على كل ماجاء في كتابات الأخوه العرب لا الأجانب لم يميزوا بين مصور سينمائي أو مخرج بل الكل عندهم واحد كلهم في خطوط المواجهة بل بالعكس المصور دائماً في مقدمة المقاتلين أو الى جانبهم أو مقابل الطرفين أثناء القتال حتى يستطيع تسجيل الواقع والحقيقةفي حين لم يكن معه مخرج في حالة الأشتباكات لأن الحدث يبطل عمل المخرج ، الكاميرا هنا المخرج للحدث هو الحدث .
من الموضوعات التى كنا قد تطرقنا لها وقد تناولتها أفلامنا الفلسطينيه بشكل عام هى أوضاع المخيمات وتناولت الحياة العامة لسكان هذه المخيمات في أماكن تواجدهم وأوضاعهم المعيشية وبؤسهم والعدوان الصهيوني المتكرر عليهم من هذه الأفلام التى عالجت هذه المواضيع هي : فيلم النهر البارد فيلم على طريق النصر وفيلم الطريق وفيلم الجذورلاتموت .
ومعظم الأفلام التى صنعها قد تضمنت جوانب أيضاً من هذه الموضوعات كما أنتجت السينما الفلسطينية عدداً كبيراً من الأفلام التى تناولت فيها قضايا المقاومه والكفاح المسلح وإستمرار هذا الكفاح وإعتباره الطريق الأساسي والوحيد لتحقيق الهدف ومن هذه الأفلام على طريق الثوره الفلسطينيه وأيار ....... الفلسطينيين بيوتنا الصغيره، وسرحان والماسوره وعدوان صهيوني ، والعرقوب والأرهاب الصهيوني ، ليس لهم وجود ، وكفر شوبا . ومن الأفلام التى تم إنتاجها حول الحرب في لبنان والتى تطرقت لها الثوره الفلسطينيه هي البنادق متحده ، خبر عن تل الزعتر ، لبنان في القلب ، الحرب في لبنان ، لبنان تل الزعتر ، ولأن الجذور لاتموت ، وجمبع هذه الأفلام تتحدث عن الهجمات الشرسه التى تعرضت لها قوى المقاومه والمخيمات في لبنان من قبل ما يسمي باليمن لبناني الفاشي ومن قام بدعمهم .
أما على صعيد الأرض المحتله فقد عالجت أفلام السينما الفلسطينيه أوضاع الفلسطينيين في الأرض المحتله ومواجهتهم للقمع الصهيوني وهمجيته والحث على التمسك بالأرض الفلسطينيه مؤكده على القرارات العامه في الأمم المتحدة والمجالس الفلسطينيه ومن هذه الأفلام : مشاهد من الأحتلال في غزه ، صوت من القدس ، حصار مضاد ، يوم الأرض ، المفتاح ، 30 آذار ، الذاكره الخصبه ، الجذور .
كل هذه الأفلام قد تطرقت الى مكافحة الأستعمار الصهيوني العدواني على أرض فلسطين هذا وكما تعرضت أفلام الثوره الفلسطينيه الى حكاية الفن والفلكلور والعادات والتقاليد الفلسطينيه جاء ذلك عبر هذه المجموعه من الأفلام : ليله فلسطينيه ، ذكريات ونار ، رؤى فلسطينيه ، الجذور ، الحياكة بالأبره ، وهناك كثير من الأفلام التى تدور حول النقطة بالذات وكما يوجد لها معالجات أيضاً في الأفلام التى عملت من قبل الأجانب والأصدقاء .
إن ظروف منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها وطبيعة علاقتها مع الأنظمة العربيه جعل من الصعب والمعتذر من السماح الى الخوض في معالجة السينما الفلسطينيه قضايا ومشاكل الأهل في المخيمات التى كانت تتواجد على الأراضي العربيه وحتى الآن يعيشون في الدول العربية كان هذا من الصعب علينا أن نقوم بعمل شيئ عن ظروفهم الأقتصادية والأجتماعيه أو طبيعة علاقة سكانها مع المجتمع المحيط أو عرض أفلام على هذه المخيمات مما منع في النهاية السينما الفلسطينية الخوض في معالجة قضايا أساسية لهذه التجمعات الفلسطينية سواء منها ما يتعلق بحياة السكان مثل ( العمال والمرأه و التعليم و الصحه...... إلخ ) إن هذه الأسباب وغيرها مهما تعددت وتنوعت فقد أدت في النهايه الى عدم تمكين السينما الفلسطينية من تقديم دورها للصعوبات التى واجهتها في بداية تشكيلها .
الكاتب توفيق خليل ابو انس

كرم زعرور
16/11/2011, 10:27 PM
.. شكراً للأستاذ الفاضل توفيق خليل ،

على التوثيق ِالمهمِّ .