المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس تهكماً ولا استهزاءً ولا تحزباً مع فريق ضد فريق



توفيق خليل
18/11/2011, 05:19 PM
ليس تهكما ولا ازتهزاء ولا تحزبن مع فريق ضد فريق
بقلم : توفيق خليل ( ابو ظريف )
ليس تهكما ولا ازتهزاء ولا تحزبن مع فريق ضد فريق اود ان اقرء الحاضر في الماضي والماضي في الحاضر اسمحو لي ان اعود بكم الى الوراء أي قبل اثنان واربعون عام فارطه ولكن قبل ذي بدء اود الحديث عن الذكاء روي في الماضي وعلى السنة اجدادنا وستاتنا هذه الحكاية ...... كان رجل مسن يمشي في الغابة فجأة ظهر له ملك الغابة ( ... )ودار الحوار التالي بينهم
ملك الغابة قال: ماذا تفعل في حدود سيطرتي
الرجل المسن قال : ابحث عن حماري
ملك الغابة :ضحك وقال :انسى حمارك تعال نطباطح اذا بطحتني اجيب لك حمارك واذا بطحتك ساكلك
قال الرجل المسن : وهو مدرك جيدا انه لايستطيع مباطحت ملك الغابة ولكن وافق على المباطحه
ملك الغابة : ضحك ثانية وهم بالقيام
قال العجوز : اسمع يا ملك الغابه .... انت انت مجنون كيف تطباطح رجل وقد نسي قوته في البيت ... طبعا انت اقوى مني
قال ملك الغابة : اذهب واحضر قوتك
الان ضحك الرجل المسن وقال : فعلان انت مجنون ياملك الغابة اذا رجعت من البيت ومعي قوتي وحين تراها ستهرب فأنك مخادع بدك تضحك علي
قال ملك الغابة : ابدا
الرجل المسن : قال بدك تعطيني ضمان بعدم هروبك
ملك الغابة : رد عليه ماذا تريد
قال الرجل المسن تعال : ان بدي اربطك في هذه الشجرة
فوافق ملك الغابة على شرط الرجل المسن فقام بتربيط الملك واحكم رباطه ولم يترك وسيلة الا استعملها اثناء التربيط حتى اطمئن الرجل المسن لما قام به وبعد الانتها جلس الرجل امام ملك الغابة واخرج علبة الدخان العربي ولف سيجارة وبداء يدخن.....؟
سأل ملك الغابة الرجل المسن وقال : اذهب واحضر قوتك
الرجل المسن ضحك باستمراراي ضحك متواصل من يضحك يضحك اخيرا هكذا لعب الرجل المست لعبته مع ملك الغابة القوي وايضا لي عودة للماضي لما جرى ليتذكر ومن لم يشهد اللحظه فليتخيل ماجرى .
ـالحادث حرب ال 67 راديو القاهرة قطع إذاعته حوالي الساعة 9.5 صباحا بتوقيت القاهرة
ليعلن أن قوات إسرائيل بدأت تهاجم الجمهورية العربية المصر يه وايضا راديو دمشق قطع برامجه العادية ليعلن أن إسرائيل هاجمت ج. ع. م صباح اليوم. وهذه أهم ما صدر عن هذا الراديو.
بلاغ صادر من وزير الداخلية يطلب من جميع عناصر الدفاع المدني الالتحاق بمراكزهم.
نداء إلى الشعب أعلن (بدء معركة التحرير الشعبية، حيث سيكون اللقاء في تل أبيب). وقال: (سحقاً للصهاينة وسحقاً لأمريكا).
دعا الراديو القوات السورية إلى (مسح إسرائيل من الخريطة).
أعلن أن أفراد الجيش الشعبي تسلموا أسلحتهم الكاملة ونزلوا إلى الشوارع واتخذوا مواقعهم المحددة لهم في دمشق والمدن والقرى السورية.
قال راديو دمشق أن القيادتين السورية والمصرية على اتصال دائم.
أذاع الراديو بلاغاً من القائد الأعلى للقوات السورية المسلحة في الساعة 12 ظهراً بتوقيت دمشق، أعلن فيه دخول القوات السورية المعركة إلى جانب مصر. وقال: (إن الطائرات السورية: (بدأت تقصف مدن العدو ومواقعه ومنشآته). ومضى يقول: (إن سورية تلتحم مع العدو الآن.. ولن تتراجع قبل إبادة الوجود الصهيوني إبادة كاملة).
أذاع الراديو بياناً إلى الإسرائيليين باللغتين العربية والعبرية طلب فيه منهم أن يستمعوا إلى الإذاعات العربية وينتظروا الأوامر والتعليمات منها.
شركة الأنباء الإقليمية ذكرت في نبأ من دمشق أن أصوات المدافع المضادة للطائرات دوت في المدينة أثناء غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على المدينة.
الأتاسي أعلن أن بلاده قررت أن تكون المعركة الحالية معركة التحرير النهائية لفلسطين، وقال في إذاعة موجهة إلى الشعب:
(لقد دقت ساعة النصر على أعداء العروبة وقد حفر الصهاينة الغزاة المتآمرون مع الاستعمار العالمي قبورهم بأيديهم عندما أغاروا اليوم على ج. ع . م إن الهجوم الإسرائيلي لم يتم إلا بتخطيط من الاستعمار العالمي الذي جعل من إسرائيل أداة للتنفيذ). وقال: (لقد ألقى الشعب العربي بثقله في المعركة الفاصلة ووضع الجيش السوري كل قواه الضاربة في لهيب المعركة وإن نسورنا البواسل يدمرون منشآت العدو ومدنه وهم في طريقهم لتحرير الأرض المغتصبة).
وأما البلاغات التي أصدرتها سورية فقد كانت كما يلي وحسب الترتيب:
1ـ قامت طائراتنا بقصف شديد لمطارات العدو في المنطقة الشمالية وقد دمرت القسم الأكبر من المجهود الجوي للعدو. وقد شوهدت الطائرات العدوة وهي تحترق على الأرض. وعادت طائراتنا إلى قواعدها سالمة.
2ـ إن طائراتنا الآن تقصف مطارات العدو ومواقعه الاستراتيجية وأرتاله البرية وقد اختفى طيران العدو من أرض المعركة. وقد اندلعت النار في مصفاة البترول في حيفا بعد أن ضربتها طائراتنا.
3ـ تسللت طائرات معادية في أراضينا وقامت طائراتنا الساهرة على حماية الجو بالتعرض لها فاشتبكت معها وأسقطت ثلاث طائرات إسرائيلية سقطت اثنتان منا فوق الأردن ولم تصب طائراتنا بأذى.
4ـ حاول العدو أن يقوم بغارة جوية داخل أرضنا فتصدت له طائراتنا وجرى اشتباك جوي سقطت نتيجة له طائرة ميراج معادية.
5ـ حاول طيران العدو ضرب مطار المزة فتصدت له مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج معادية. هذا وقد شوهدت طائرة معادية تحترق وهي متجهة باتجاه الديماس (ميسلون) غربي دمشق وقد سقطت الطائرة في الجبال.
6ـ اشتبكت مدفعيتنا المضادة للطائرات مع ثماني طائرات إسرائيلية وأسقطت اثنتين منها وأسر أحد الطيارين الإسرائيليين.
7ـ نتيجة اشتباك جوي بين طائراتنا وطيران العدو أسقطت طائرتا ميراج في الأراضي اللبنانية وأسر طيار إسرائيلي.
8 ـ نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقط طيراننا الباسل ثلاث طائرات ميراج للعدو وأسر طيار إسرائيلي وهو رهن التحقيق.
9ـ على كافة الإخوة المواطنين إلقاء القبض فوراً على أي طيار معاد يسقط في أرضنا وإرساله حياً إلى أقرب مركز للجيش أو الشرطة.
10ـ نتيجة مهاجمة طيران العدو لأحد مطاراتنا أسقطت مدفعيتنا المضادة للطائرات طائرة ميراج إسرائيلية.
11ـ هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وحطمت مدفعيتنا المضادة طائرتين ميراج.
12ـ هاجم طيران العدو مواقعنا في الجبهة فأسقطت مدفعيتنا المضادة للطيران طائرة ميراج للعدو قرب خسفين.
13ـ حاولت طائرات العدو قصف إحدى قواعدنا الجوية فأسقطت للعدو ثلاث طائرات وهكذا أصبح عدد الطائرات المعادية التي أسقطت فوق هذه القاعدة 6 طائرات.
14ـ نتيجة الاشتباكات الجوية التي جرت فوق أرضنا، أسقطنا للعدو 30 طائرة. هذا عدا عن الطائرات التي أسقطها سلاحنا الجوي ضمن أراضي العدو. يضاف إلى ذلك ما دمره سلاحنا الجوي أثناء الغارات التي قام بها فجأة على مطارات العدو الشمالية بكاملها منزلاً بها تدميراً محققاً.
15ـ هاجمت طائرات العدو مواقعنا في الجبهة فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت للعدو طائرتين فوق تل يوسف.
16ـ هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت ثلاث طائرات ميراج.
17ـ هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا وتصدت لها مدفعيتنا المضادة فأسقطت طائرتي ميراج.
18ـ هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا، فتصدت لها مدفعيتنا المضادة للطائرات وأسقطت طائرة ميراج.
19ـ هاجمت طائرات العدو أحد مطاراتنا فتصدت لها مدفعيتنا المضادة وأسقطت طائرة ميراج أخرى.
20ـ تحاول طائرات العدو بدون جدوى عرقلة قواعدنا الجوية، وقد أسقطت الآن طائرة ميراج فوق أحد مطاراتنا.
21ـ عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطت في الأراضي السورية خلال الاشتباكات التي جرت فوق الأراضي السورية وبواسطة المدفعية المضادة للطائرات بلغ حتى الآن (الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت عمان وبيروت) 50 طائرة وقال ناطق عسكري إن هذا الرقم لا يشمل الطائرات المعادية التي دمرت في إسرائيل نفسها نتيجة الاشتباكات الجوية بعد ضرب المطارات الإسرائيلية.
22ـ حاولت طائرات العدو الهجوم على بعض القواعد الجوية فتصدت لها مدفعيتنا وأسقطت منها طائرتين.
23ـ أسقطت طائرة معادية قرب إحدى القواعد العسكرية السورية وذلك أثناء اشتباك جوي مع العدو.
24ـ هاجمت طائرات العدو إحدى القواعد الجوية السورية فتصدت لها القوات السورية وأسقطت إحدى الطائرات المعادية. وقال مصدر عسكري سوري أنه بلغ عدد الطائرات التي أسقطها سلاح الطيران السوري للعدو 54 طائرة.
25ـ عثر على الطائرات الميراج الثلاث التي أسقطتها سورية فوق الأراضي اللبنانية قرب بلدة راشيا.
ـ التلفزيون السوري والإذاعة أجريا مقابلة مع طيار إسرائيلي أسير، اسمه: إبراهان زيلان، رتبته ملازم أول، من مواليد 1945، فلسطيني. وقد جاء في المقابلة قوله: (.. إن الأهداف التي كلف بضربها في سورية هي مطار الضمير ودمشق فقط...)
هبطت طائرة سورية اضطرارياً على ساحل الرشيدية قرب صور لنفاد وقودها. وكان يقودها الملازم الأول الطيار غسان إسماعيل، وعمره 28 سنة. وكانت هذه الطائرة تقوم بغارة على حيفا ثم نفد وقودها فاضطرت إلى الهبوط على الساحل اللبناني.
أذاع راديو إسرائيل:
(... إن طائرات عربية هاجمت بلدة ناتانيا الساحلية).
(... إن طائرتين سوريتين من نوع ميج أسقطتا في منطقة بلدة ارمجدون القديمة). وقال البلاغ: (إن ثلاث طائرات سورية اشتركت في العملية).
اثنان واربعون عاماً على هزيمة 5 يونيو كثيرا من خبراء عسكريون واستراتيجيون تحدثو واستنتجو انذاك والبعض الاخر اقر باننا انتصرنا حتى على امريكا حتى اننا صدقنا انفسنا نحن العرب نحن العرب ليس هنا مقصود الشعب بل الحكام كما كان يرسم من قبل مطبخ دوائر المخابرات:
عبور نكسة يونيو باستيعاب الدروس ومنع تكرارها رغم مرور اثنان واربعون عاما على حرب يونيو/حزيران ونجاح العرب والجيشين المصري والسوري في محو آثارها، إلا أن المتغيرات العديدة التي تموج بها المنطقة، وما تشهده من مخاطر محدقة تحيط بها، دفعت للتساؤل، هل استوعبنا فعليا دروس النكسة بالنصر في الحرب التالية عليها؟ وهل مازالت تداعيات وآثار هذه الدروس في وجداننا ومنعكسة على قدراتنا بعد مرور كل هذا الزمن؟ أم أن حرب اكتوبر/ أزالت الهم من نفوسنا ودفعتنا للاسترخاء؟ وهل هناك إمكانيات للعودة إلى جولات أخرى جراء ما نشاهده يوميا على جبهات عربية متعددة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على خبراء عسكريين واستراتيجيين بعضهم عايش النكسة والبعض شارك في الانتصار، والبعض يطبخ طبختهوالبعض يعيدنا الى المربع ما قبل الصفر ربما تكون هذه الرؤى.
خبراء الحرب في حركة الاخوان المسلمون الان منهم العسكريون والاستراتيجيون : يقولون ان. احد الأسباب الرئيسية لما حدث في 1967 محاولة تخطي مصر للحاجز التكنولوجي الذي لم يكن مسموحا لها بتجاوزه في هذا الوقت، مثل إطلاق نماذج تجريبية لصواريخ ارض- ارض يصل مداها إلى 600 كيلومتر، أيضا نجحت في اختبار النموذج التجريبي للطائرة القاهرة 300” التي تقارب إمكانياتها “الميراج 2000” في التسعينات، وكان ذلك احد الأسباب الرئيسية التي استدرجت بسببها مصر للحرب في 1967.
ويضيف أن مصر لاقت هزيمتين في حربي 1956 و1967 منذ اللحظة الأولى عندما دمرت قواتنا الجوية على الأرض، وكان ذلك درسا لمصر في كيفية الحافظ على قواتنا الجوية من التدمير في اللحظات الأولى من الحرب، وكان ذلك من خلال اتجاهين الأول بناء دشم أو حظائر من الخرسانة المسلحة لوقاية الطائرات حتى لا تضرب على الأرض.
والاتجاه الثاني أننا اتخذنا استراتيجية جوية بعدم الدخول في الصدام الجوي مع “إسرائيل” إلا في التوقيت والمكان المناسبين اللذين نختارهما نحن، حتى يمكننا أن نتغلب في هذا المعارك ومن ثم فلا نسمح ل”إسرائيل” باستدراجنا تحت أي ظروف للدخول في معركة لا نكون جاهزين لها.
النقطة الثانية انه ثبت من خلال حربي 1967 و56 أيضا أن من يضرب الضربة الأولى وينجح فيها، غالبا ما ستكون نتيجة الحرب في صالحه، ومن ثم فقد تم التخطيط لتحقيق مفاجأة “إسرائيل” ونجح المقاتل المصري على جميع المستويات وكانت نتيجة الحرب النهائية لصالح مصر.
النقطة الثالثة أن مصر في حروبها السابقة، و1967 خاصة، لم تأخذ بمبدأ الاستراتيجية الشاملة، وكانت تدخل الصراع بقوتها العسكرية فقط، والقوة العسكرية كما نعلم هي إحدى القوى الشاملة للدولة وليست كل القوى ولذلك فقد تم التخطيط للاستفادة من كل قوى الدولة البشرية أو الاقتصادية والإقليمية من طرق ومطارات، وبالتالي دخلنا حرب أكتوبر/تشرين الأول كتلة واحدة، الشعب المصري دخل الحرب والقوات المسلحة مجرد رأس رمح للشعب، وفي 1967 لم يكن هناك تنسيق جيد مع الدول العربية، وفي 1973 اختلف الأمر تماما، فكان هناك تنسيق دقيق تمثل في المشاركة المصرية السورية في سرية تامة، وأيضا الاتفاق مع باقي الدول العربية بتقديم الدعم عند بدء المعركة والاتفاق على نوع الدعم وحجم الدعم، أما التوقيت فكان مرهونا بسرية توقيت المعركة، وشاهدنا الدعم الليبي - الجزائري -المغربي - الكويتي - العراقي- الإماراتي.
والمعطيات مختلفة الآن حيث تربطنا ب “إسرائيل” اتفاقية سلام والأجواء مختلفة تماما عن حرب 67 ولا تتشابه مع 1973 وفي الوقت والراهن “إسرائيل” احرص على اتفاقية السلام من مصر ولصالحها استمرار السلام، لا يوجد وجه للربط بين 1967 وما نعيشه الآن.
من المعروف أن هناك خللا في التوازن لمصلحة “إسرائيل” لكن هذا ليس مبررا، لأن تقوم بخرق اتفاقية السلام التي هي احرص عليها من مصر، وهي تعلن أن مصر هي مفتاح السلام والحرب في المنطقة، وإذا خرقت السلام مع مصر ستدخل في دوامة حرب مع مصر لا تعلم مداها، و”إسرائيل” تعلم جيدا -وهي تدرك هذا الخلل- أن العرب ومصر يمكنهم توجيه ضربات موجعة بغض النظر عن نتيجة الحرب، ولذلك فهي ليست على استعداد لتحمل الخسائر التي تحملتها في 1973.
نكسة 1967 مجرد معركة وليست حربا والعبرة بالنهاية، والعرب لا يعيشون آثارها، نحن الذين نجلد أنفسنا في كل ذكرى ل،1967 وهذا لا يجب لأننا أصلحنا الوضع في حرب ،1973 و”إسرائيل” لم توقع اتفاقية السلام إلا مضطرة ولم يكن ذلك تفضلا منها، ولا ننسى أن جولدا مائير في 8 أكتوبر 1973 انهارت وبكت وهي تحدث الرئيس نيكسون في التليفون وتقول له “أنقذ إسرائيل” لم تكن في هذا الوقت تفكر في الجولان أو سيناء ولكن في إنقاذ “إسرائيل”، هذه حقائق بدأ على أساسها الجسر الجوي الأمريكي لإنقاذ “إسرائيل”، و”إسرائيل” تعلم جيدا أنها لا تستطيع تحمل خسائر بهذا الحجم نتيجة تطور تسليح المنطقة.
* اللواء عبد الرحمن الهواري الخبير العسكري والاستراتيجي، يرى أن نكسة حرب 1967 تركت آثارا عميقة وكبيرة على العرب الذين تلقوا درسا قاسيا من هذه النكسة، حيث تم احتلال أجزاء من أراضي 3 دول عربية “مصر وسوريا وفلسطين”، وبالطبع هذا أحدث عند العرب نوعا من الإفاقة إذ لابد أن يتحركوا، بمعنى نكون أو لا نكون، لابد من وجود استراتيجية عربية لمواجهة هذه الآثار، وقد طبقت عمليا في مؤتمر أغسطس/آب 1967 في الخرطوم، ووضعت لبنات التعاون العربي باستراتيجية عربية لمواجهة التهديد “الإسرائيلي” والتركيز مع التضامن العربي في مواجهة هذا التهديد.
نكسة 1967 لم تضعف الروح القومية ولم تضعف من قدرة العرب بالعكس وحدت الأمة العربية، وكافة الجهود القادرة الشاملة العربية بالكامل وضعت في إطار تحرير الأرض، الاتفاق مع مصر وسوريا على معركة ثنائية مشتركة مصيرية يدعمها دول العمق العربي وبطبيعة الحال هذا التضامن وهذا الإعداد هو ما أدى إلى نصر أكتوبر.
* اللواء مسعد الشيشتاوي الخبير العسكري والاستراتيجي أكد أن نكسة 1967 جاءت بسبب أخطاء ساذجة أبرزها وجود قواتنا أو 70% من قواتنا المسلحة وخيرتها على مسرح عمليات اليمن، والمفروض أن توجد على خط الجبهة الرئيسي مع العدو “الإسرائيلي”، بالإضافة إلى أن القيادات العسكرية لم تكن مؤهلة بشكل صحيح أو بالقدر الكافي، وكان المعيار الوحيد هو الولاء وليس العلم والكفاءة والقدرة، بالإضافة إلى عدم مقدرة هذه القيادات على إعطاء القرار العسكري بالحرب وتوقيته.
أضاف اللواء الشيشتاوي أن ابرز سلبيات حرب 1967 كان القوات الجوية، وكانت قواتنا هي الأقوى والأحدث في المنطقة، لكنها كانت تفتقد للتخطيط الجيد فكانت موجودة في العراء دون مخابئ أو تحصينات لحمايتها، وهذا ما حدث في حرب 1967 فتم تدمير القوات الجوية وهي على الأرض من دون أن تشتبك مع العدر الذي كان يمتلك طائرات متواضعة، ولعل ذلك هو السبب الرئيسي في إلحاق الهزيمة والنكسة، والقوات الجوية في هذا الوقت كان لها ثقل كبير لكن تم تدميرها وتحييدها من المعركة التي لم تدم سوى ساعات وتم تلاشي هذه الأخطاء خلال حرب الاستنزاف ببناء مخابئ ودشم وتحصينات بالإضافة إلى التخطيط العلمي المدروس والتكامل، فليست هناك أشياء منفصلة عن أشياء، العمل من خلال منطوق متكاملة.
* اللواء محمود خلف الخبير العسكري والاستراتيجي يقول: الحديث عن حرب 1967 لا ينفصل عن الحديث عن حرب 1973 فكلاهما يعطي للمصريين والعرب درسا وعبرة، فالهزائم في الحروب مسألة موجودة في التاريخ منذ القدم ولكن أهم وأبرز ما في نكسة 1967 هي الإرادة العربية التي انتصرت ولم تنكسر ولم تضعف بل صمدت عندما رفعت شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ووضعت خطة قومية شاملة عربية بحته لإزالة آثار العدوان، فالجيش الذي انهزم في 1967 هو الذي انتصر في ،1973 فالشعب العربي لم يهزم بل كان مثالا للقوة والتضحية والتضامن، لذلك استفاد من كارثة 1967 وعرف ماذا حدث ولماذا حدث وكيف حدث، فجاءت النتيجة المبهرة بالإرادة والعرق والإصرار والدم وتجاوزنا كل ما حدث وعالجناه بعقل علمي لمعرفة أسباب القصور وتم اختيار قيادات على درجة كبيرة من العلم وعلى مستوى المرحلة والحدث، لذلك عبر العرب محنة من أصعب وأقسى المحن في تاريخهم.
ولا اتفق مع الذين يؤكدون أن العرب يعيشون نفس أجواء هزيمة 1967 هذا غير صحيح، فهزيمة 1967 غير قابلة للتكرار مرة أخرى، فقد كانت مؤامرة دولية على مصر والوطن العربي وزج بقواتنا في حرب خاسرة، والأجواء التي نعيشها اقل بكثير من أجواء ما قبل حرب 1967 فالإرادة أقوى والإمكانيات أكثر والأوضاع أفضل وإذا وجدت الإرادة والقدرة على التضحية فلا خوف على الشعوب العربية مما حدث في 1967 فهذا لن يتكرر.
* اللواء حسن القرماني الخبير العسكري والاستراتيجي قال: الصورة الواضحة في 5 يونيو تفوقت القوات الجوية “الإسرائيلية” التي لعبت الدور الأساسي في انتصار “إسرائيل” في تلك المعركة، وبالتالي أول درس مستفاد هو بناء قوات دفاع جوي قوية قادرة على شل الذراع الطويلة للقوات الجوية “الإسرائيلية”، لأن العقيدة “الإسرائيلية” تنادي بنقل المعركة بأسرع ما يمكن إلى خارج “إسرائيل” وعدم الانتظار لقدوم العدو الذي يعد انتحارا لها، وتركيزهم في بناء قواتهم على القوات الجوية والمدرعات لأن القوات الجوية تستطيع تنفيذ هذه العقيدة.
استوعبت القيادة المصرية هذا الدرس وصدر القرار الجمهوري في فبراير/شباط 1968 بإنشاء قوات دفاع جوي كقوة رابعة تتعاون مع باقي أفرع القوات، وهي القوات البرية والبحرية والجوية، لتحرير سيناء وحماية سماء مصر على أن تبدأ عملياتها اعتبارا من أول يوليو/ تموز ،1968 وتشكلت في البداية هذه القوات ومن الطبيعي أن تبدأ بإجراء تقدير موقف وهو دراسة العدو الذي تواجهه وهو القوات الجوية “الإسرائيلية”، ثم العامل الثاني موقف قواتنا.
وجدنا أن لديهم في ذلك الوقت 275 طائرة قتال بالإضافة إلى الطائرات المعاونة من أحدث الأنواع، وطيارين على درجة من المهارة، والروح المعنوية عالية لما حققوه في 5 يونيو/حزيران 1967 في “أن إسحاق رابين يستطيع بواسطة القوات الجوية أن يغزو أي مكان في العالم حتى لو كان القطب الشمالي” وكان مدى هذه الطائرات يسمح لها بالوصول إلى أي هدف حيوي في مصر.
وكان لدينا في الدفاع الجوي أو وسائله، الصواريخ المضادة للطائرات والمدفعية المضادة وأجهزة الرادار، وعدد الصواريخ المضادة قليل جدا كان من نوع “سام 2” رغم مميزاتها، لكن هناك عيوب خطيرة جدا حيث إنها لا تستطيع الاشتباك مع الطائرات التي تحلق على ارتفاعات قريبة من الأرض، في الوقت الذي كان الطيارون “الإسرائيليون” يعلمون هذه الحقيقة ويحلقون على ارتفاعات قريبة من الأرض تحت ما يسميه بالحد السفلي لمنطقة تدمير الصواريخ، وكذلك أن قدرة الصاروخ على المناورة قليلة وصغيرة بمعنى انه لا يستطيع ملاحقة الطائرة المعادية إذا قامت هذه الطائرة بمناورة حادة في الاتجاه أو الارتفاع، كما كان يحيط بموقع الصواريخ منطقة كبيرة تسمى بالمنطقة الميتة لأسباب فنية.
توجه جمال عبد الناصر إلى الاتحاد السوفييتي ونجح في إقناع السوفييت بأن يمدونا بنوع جديد من الصواريخ هو “سام 3” ومدفعية حديثة من نوع “الشلكة”، ومجموعة من أجهزة الرادار الحديثة وكانت قضيتنا الأساسية والمحور الرئيسي هو تجميع دفاع جوي قوي، واجتمع الرئيس بقيادات القيادة العامة للقوات المسلحة مرتين، واستمع إلى كل ما يتصل بهذه القضية من قادة كبار وصغار أيضا، وتم وضع الخطة لإنشاء تجميع قوات دفاع جوي في الجبهة، وكان من الضروري أن تتمركز المعدات في مواقع محصنة، وبالفعل تم بناء حائط الصواريخ الذي كان نقطة الفصل في تحقيق النصر، وهذا من نتائج حرب 1967 التي أفادتنا كثيرا رغم مرارتها وقسوتها الشديدة، وأصبح لدى القوات المصرية حائط صورايخ قوي جيد.
ولا أظن بصحة الحديث عن اجواء مختلفة الآن، فنحن في حالة سلام وقد أيقن الجميع أن السلام أفضل لأن الحرب تستنزف كل شيء ولكن السلام لابد أن تحميه القوة وهناك أسلحة حديثة لدى الجيوش العربية، وخبرات الدروس السابقة بلورت ودرست واستفدنا منها، وتم تعميمها على الجيوش العربية والأجيال الجديدة تدرسها، ولدينا خبرات الروح المعنوية فالثقة والروح المعنوية والسلاح هي مقومات النصر، وهي أشياء موجودة، واعتقد أن العرب قادرون على ردع عدوهم وان من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تتكرر أخطاء الماضي.
بقلم : توفيق خليل ( ابو انس)