المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة الفلسطينين أطفال الانتفاضه



توفيق خليل
23/11/2011, 08:14 PM
ثورة الفلسطينين أطفال الانتفاضه
في الوسط القذر لمخيم اللاجئين كانت فدوى واحه لكل عذوبه وذكاء في الحاديه عشر من العمر وسط اطفال ثمانيه هي الاكبر سنا كان من الصعب التأكد من هويتهم مختلطين مع ابناء عمومتهم وجيرانهم كان من الواضح انها اشبه بأم صغيره بدأنا حوارنا معها سائلين عما تطمح اليه في المستقبل فابدت املا في دراسة الطب عندما تكبر ثم اطلعتنا على اغنيه قد كتبتها وكان صوتها جليا وقويا حينما انشدتها لكن تشوبه نبرة الطفوله:
حياتنا ظلم ومحن
رغم دم الاطفال المسفوح
لن يذهب ابدا هدرا
الانتفاضه ما زالت تدور
والشباب كله يقظه
لابد لاجيال فلسطين يوما
ان تحصل على الحريه
ان فدوى طفله ملتزمه وطنيه ساخره وهي كأم صغيره لجيرانها واقربائها فهي جنديه في الصفوف الاولى في الانتفاضه انها فلسطينيه وطفلة من اطفال الانتفاضه.
ايـــــــن فــلسطيـــن
ان حياة فدوى تنبىء بالكثير عن جيلها وشعبها اين تعيش ان مجرد ذكر اين تعيش يعتبر قضية كفاح ساخنه تجعل البحث في حياتها امرا سياسيا جدليا واساسيالا مندوحة عنه انها تقول انها تعيش في فلسطين او في فلسطين المحتله بينما نحن نقول في الاراضي المحتله وكثير من الاسرائيلين يقولون نعيش في السامره اويهودا واخرين يقولون المناطق المداره ان اختيار الكلمات لدى الفلسطينين والاسرائيلين يعتبر قضيه هامه وهذه الفروق ربما تضيع في الخارج لكنها مقنعه لكل من وجب عليه العيش مع هذه المضامين والتبعات لخيارات الكلمات
وها نحن ندعوها الفلسطينيه التي تسكن الضفه الغربيه وذلك في سبيل تحركنا للامام في وصف حياتها في دائرة الحرب ولا يمكن تفادي الولوج في السياسه خصوصا بعد ان اعلنت منظمة التحرير قيام دولة فلسطينيه في هذه الرقعه من الارض في شهر تشرين ثاني 1988 وقد اعترفت اكثر من تسعين دوله في حكومة ال(P.L.O).من هذه الفلسطينيه ولم يستند في هذا القرار على مبدأ الوقوف على ارض تشرف عليه لتدعي اعترافا رسميا.
وفي بلدة فدوى لا نقول ان اليهود مسيطرين تماما في "بلدة" فدوى كما ان (P.L.O).ليست حكومه على الارض الابطريقه غير مباشره وخفيه ولما كانت كحكومة ظل وجدت بجانب نظام الاحتلال الاسرائيلي ومهما قلنا عن مكان عيش فدوى فان اسرتها ليس لها حقوق سياسيه فمجرد رفع العلم
الفلسطيني يعتبر عملا ارهابيا يستحق العقاب كما ان لبس العلم الفلسطيني يعتبر عملا غير شرعي واي زائر لموطن فدوى يلمس ان القوات العسكريه الاسرائيليه هي ما حولها من حكومه.
في احدى الزيارات نزلنا في قرية مجاوره لمراقبة الجنود الاسرائيلين وهم يجبرون اصحاب المحال التجاريه على فتح ابواب محالهم التي اغلقت على خلفية اضراب تجاري وعندما اكتشف القائد المحلي تواجدنا امرنا بالخروج من البلده ومنعنا من التصوير وعندما سئل ان كيف امكن ان نفعل ذلك فقال انه يمثل القانون كان يجلس في سيارته الجيب محفوفا بزملائه المدججين، مسلحا بوجة نظر ذات المنطق الغائر. لقد كانت جوازات سفرنا الامريكيه حماية لنا من قانونه وكان هناك جنديا مسلحا يشق طريقه .كان ما ممكنا ان ننتقل او حتى نذهب الى البيت كانت عائلة فدوى تسكن في مخيم اللاجئين وقد اختارت ان تعيش هنا على ان تنسى فكرة فلسطين الوطن او ان تنتقل الى اي مكان اخر كما يود لها الاسرائيليون (هناك مئات الوف الفلسطينين الذين يفعلون ذلك ايضا) وكانت تشرف على المخيم تله عليها مركز للمراقبه الاسرائيليه كانت فدوى تذهب الى المدرسه تحت اعين الجنود لقد احتجزت في طريقها الى المدرسه واقتحم الجنود بيتها في المخيم بعد منتصف الليل يبحثون عن اي احد لاعتقاله هكذا هي الحياه تحت الاحتلال وحسب مقاييسنا تعتبر فدوى فقيره تسكن مع اسرتها في غرفتين خلفهما ممر .
لماذا بقيت العائله في المخيم تعتبر القضيه ضروره اقتصاديه وبشكل جزئي حاله سياسيه انها وكثيرين من الفلسطينين يعتقدون انهم اذا اضطروا للفرار الى مكان اخر فانهم يهملون القضيه ويستسلمون في ادعائهم ان "فلسطين هي موطنهم " نحن موجودون لبناء وطن
وننتظر العوده اليه " وللمحيط الخارجي يبدو وضع فدوى مروعا ولربما ميئوس منه ولكن لديها الامل انها تكتب الاشعار والاغاني عن امكانية عودتها الى وطنها يوما ما انها تعيش طفولتها بطرق مختلفه اذ تلعب مع اقرانها في الازقه تقرأ تساعد امها وتعرض واجباتها المدرسيه على ابيها الذي يعمل معلما .
انها تبتسم وتحلم تنخرط بكل نشاط وتحاول تغيير وضعها انها تشارك في المسيرات الاحتجاجيه ضد الاحتلال تعمل بجدونشاط حتى رغم اغلاق ابواب مدرستها من قبل الاحتلال وبذلك تعمل لتحقيق هدفها لتصبح طبيبه لقد اخبرتنا انها كانت تقيم صفا دراسيا من الاطفال في بيتها عندما تغلق سلطات الاحتلال مدرستها وهذا يعتبر غير شرعي فالمعلمون البالغون حين يقيمون مثل هذه المدارس يهددون بنسف مدارسهم .
في شهر ( كانون 2 ) سنة 1990 سمحت قوات الاحتلال باعادة فتح المدارس بعد انقضاء عامين على اغلاقها فعادت فدوى الى المدرسه وزرناها في المدرسه في غرفة الصف حيث كانت الحصه رياضيات لقد اخبرت مدرستها بأنها طالبه جيده وهي موضع نقد تحس بصدقها.
""الاطفال يعيشون الظلم وقساوة المكان""
فدوى واحده من 900000 طفل فلسطيني يعيشون في الضفه الغربيه والقطاع وهم يشكلون 60% من السكان لقد شبوا وترعرعوا مع قوات الاحتلال وفي جو من العراك السياسي وكان ذلك ديدب حياتهم كل يوم.
ومفهومهم عن الاحتلال ومقاومتهم له يشتعل احيانا ويكمن احيانا اخرى اما في السنوات الثلاث الاخيره فقد كانوا في حالة غليان اطلق عليها الانتفاضه وهي نوع خاص من الحرب تحرك فيه الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي لقد ابتدأت
الانتفاضه في شهر كانون اول عام 1987 بعد حادث اصطدام شاحنه اسرائيليه في قطاع غزه بسياره تكسي قتل فيها اربعه فلسطينين وثار الفلسطينيون فيما تلا من ايام اذ قاموا بسلسله من المسيرات (البعض يسميه شغب) في الضفه وقطاع غزه وقد تلا هذه المسيرات اضرابات عامه منسقه حسب برنامج واحتجاجات عنيفه ومظاهرات وعصيان مدني وقذف حجاره ومن وجهة نظر الذين يعايشون الوضع فأنهم يبدون استغرابهم لعدم حدوث الانتفاضه في وقت ابكر من ذلك .
لقد احتلت اسرائيل الضفه وقطاع غزه لأكثر من عشرون عاما منذحرب 1967 وككل شيء في الشرق الاوسط فأن احداث هذه الحرب من ارادها ومن بدأها ومن سببها ما زالت موضع نزاع وجدال ماهو واضح انه بعد دخول الاردن الحرب ضد اسرائيل فان الاسرائيلين طردوا الاردنين الذين احتلوا الاقليم منذ اصبحت حدود الاردن معينه خلال حرب 1948 التي اصبحت اسرائيل فيه امه.
ان اجداد فدوى هربوا او طردوا من ارض ما يسمى الان اسرائيل في حرب 1948 واتجهوا شرقا حيث اسكنوا في المخيم الذي يعيشون فيه الان لقد مضى ثلاثة وعشرون عاما منذ كان هذا المخيم تحت الاداره الاردنيه ثم اصبح تحت السيطره الاسرائيليه لم يكن اطلاقا يوما تحت اشراف الدوله الفلسطينيه ويمكن ان يسأل سائل ايهما افضل الاحتلال الاردني ام الاحتلال الاسرائيلي.
على الرغم ان اسرائيل هيأت اعمالا داخل اسرائيل وقدمت بعض الخدمات الاجتماعيه فهم فعلوا ذلك وهم يديرون الة جني الارباح اذ اخذوا الضرائب التي كانت تزيد كثيرا عما انفقوه على الخدمات وكانت الصدامات العرقيه بين الجماعات والانواع اكثر قوه ووضوحا بين
الفلسطينينوالاسرائيلين منها بين الفلسطينين والاردنين (بينهم تراث ديني وعرقي) وعلاوة على ذلك فأن الاسرائيلين سيطروا على الارض وحاولوا استبدال الفلسطينين في الضفه وهم يبنون شبكه من المستعمرات زادت عن مئه كما ضموا القدس الشرقيه وبدأوا في الاستقرار فيها ايضا وعاش الفلسطينيون لمدة اربعين عاما لاجئين على بعد بضع ساعات مما كان يعتبر ارض اجيالهم القادمه فإذا سئلت اي طفل في المخيم لعدة مرات اين يعيش فإنك تسمعه او تسمعها يجيب مرارا اسم 400 قريه كانت موجوده قبل حرب 1948 وقد محيت الان او تحولت الى مستعمره اسرائيليه ان الوطن ذكرى ومفهوم من الصعب على الطفل ان يفهم اما البالغون فأنهم هم من يظهر عليهم فهم ذلك.
""العيش في ارض يهيمن عليها التاريخ""
هناك تواريخ ذات اثر في الشرق الاوسط ان الشباب والاطفال الفلسطينين هم التجسيد المتزامن للماضي والاطلاله على المستقبل وهم قد عاشوا حياتهم بشكل كلي تحت الاحتلال العسكري ويرى الكثيرون انه قد ان الاوان لفرض الاعتراف بهم واسترجاع كرامتهم وخيار حمل السلاح كان دليل حدة ذكائهم ان جمهور وسطاء العالم نقل الشيء الذي ما امكن تجنبه من تخيلات داوود وجالوت ان الشباب الفلسطيني المسلح بالحجاره ومواجهة الجنود الاسرائيلين الذين يردون باطلاق الرصاص المطاطي المميت والقنابل الدخانيه والذخيره الحيه .
لقد استنتج احد المحللين الامريكان المختص بمقاومة اللاعنف ان الانتفاضه لا تماري العنف بنسبة 80% (اجتماعات /اضرابات/اعمال رمزيه/عصيان مدني)
ويعتقد بأن الانتفاضه لو كانت باللاعنف بنسبة 100% فأنها سوف تنجح بشكل اسرع (sharp 1989 ) على ان النصح تجانبه التربه الصالحه في اكثر الاحوال ان امكانية تصعيد العنف حاضره دائما في الانتفاضه( اذ في الحقيقه ازداد العنف في الاشهر الاخيره من سنة 1990 مما جعل القوات الاسرائيليه تقتل سبعة عشر فلسطينيا في حادث معبد جبل الحرم الشريف في القدس)بينما امال السلام تتضاءل وتوقع ارتفاع العنف يزداد ان العنف السياسي ليس جديدا على الفلسطينين وان معظم الاقليم ينحدر باتجاه ذلك فمجرد المشي في القدس يشعر الفرد بالنزاع السياسي والعسكري الذي يجعل المدينه كالدوامه حول الاماكن المقدسه . ان شعوبا عديده ومنذ القدم كالاسرائيلين والرومان والصليبين والامبراطوريه العثمانيه والدول الحديثه تحاربت على هذه الارض مرارا وتكرارا ويجب ان لاننسى ان الحركه الصهيونيه التي قادت الى خلق اسرائيل هي نفسها انحدرت الى العنف السياسي وقد حفزت المذابح المداره في اوروبا ضد الساميه والشعب اليهودي النزعات العدوانيه لااسترجاع الوطن اليهودي القديم وقد نتج العنف من عسكره وعسكريه الحركه الصهيونيه لحماية المستوطنين لحماية المستوطنين اليهود. ان القتل والنسف قد وظفا تكتيكيا ضد السلطات البريطانيه التي تدير حكومات فلسطين.
في الحقيقه ان الكثير من الاجيال القياديه السياسيه القديمه قد وسمت بالارهاب عندما بحثت عن مكان للبلاد التي حلموا في بنائها كما ان الارهابي قد يصبح رجل دوله اذا كسب بالانتخابات .
لقد كانت الارض تسمى فلسطين قبل الحرب العالميه الاولى وكانت تابعه للامبراطوريه العثمانيه ولمدة خمسة قرون وفي عام 1917 فتحت امام قوات اللنبي الامبرياليه فتحررت من السيطره العثمانيه وصودق في وقت نال على هيمنة عصبة الامم عليها من خلال نظام الانتداب الذي اوكل الى بريطانيا التي وعدت بتقسيم فلسطين لمصلحة وطن قومي ليهود اوروبا.
من الذي اعطى الحكومه البريطانيه الحق لممارسة مثل هذا التعهد ان هذا معناه انها القوى الاستعماريه التي تفعل ذلك لقد خرجوا بقرارات حول اوطان الاخرين والشعوب ولا بد ان يكون الامريكان على درايه بتلك الظاهره وبأحاسيس الشعوب والاوطان بذلك
لقد حاربت القوات الصهيونيه البريطانين بممارسة حرب عصابات طويله في في الثلاثينات والاربعينات مستلهمين بذلك نجاحة مسالة الوطن اليهودي وفي نفس الوقت حمل الفلسطينيون السلاح للدفاع عن حقوقهم وحقهم في تقرير المصير ويبدو ذلك بوضوح في الانتفاضه ضد بريطانيا في الاعوام من 36-39 ولابد هنا ان نتعاطف مع هذه الجهود وبالتالي نقول ان الانتفاضه الامريكيه او الثوره اعتمدت بشكل واسع على الرغبه الامريكيه الذاتيه لتمكين الامريكيين تقرير مصير امريكا ولا يستثنى الهنود الحمر والعبيد.
ان الحكم البريطاني في فلسطين في الفتره من 1917 -1947 قد وسم بالمحاولات غير الناجحه في التعامل مع النزاع النامي بين المواطنين العرب والمهاجرين الاوروبين اليهود الى هذه الارض حيث جاءو ا لمشاركه يهود فلسطين الذين استمروا بها منذ الفي عام بعد الشتات لقد جاءوا فرارا من اللاساميه او لايفاء الاحلام الصهيونيه الى هذه المكان المقدس الأمن لتشكيل انفسهم وتاريخهم ورسالتهم الدينيه .
ان ظهور النازيه في المانيا وافران الحرق الالمانيه صنعت حافزا كبيرا جدا للتحرك الى فلسطين وقد وجد اليهود انفسهم وهم يعودون الى وطنهم القديم كانهم يعودون الى جذورهم اما العرب فوجدوا في ذلك غزوا استعماريا اخر فيتصاعد التجافي بين الطرفين بشكل سريع وراديكالي. لقد تصاعد العنف بعد الحرب الثانيه بشكل درامي متطور الهجوم ضد الاحتلال الانجليزي بشكل واسع من جهة اليهود الارهابين مقاتلي الحريه وفي سنة 1947 اعلنت بريطانيا قرارها بإنهاء انتدابها واجلاء فلسطين واحالت القضيه الى الامم المتحده وعلى ضوء الخطه المرسومه للجنتها الخاصه عن فلسطين صوتت الجمعيه العموميه على تقسيم المنطقه الى دولتين عربيه واسرائيليه في شهر تشرين ثاني 1947 .
لقد وجدت الصهيونيه في هذه الخطه وسيله لتحقيق تطلعاتها فقبلتها هناك بعض اليهود من غير المتدينين اثاروا جدلا من اجل دوله ثنائية القوميه قد عارضوا القرار (لقد سجن بعض هؤلاء لموقفهم) اما معظم العرب فرأو في الخطه هزيمه فاجتمعوا قائلين ان اليهود قد اعطوا ارضا اكثر مما يبيح لهم عددهم والبعض اذعن لقيام دولتين كحل وهذا الوضع تمخض عنه حرب 1947 كنتيجه لا غرابه فيها .
ان مذبحة دير ياسين التي قتل فيها اكثر من 250 قروي في شهر نيسان 1948 على ايدي اليهود لعبت دورا فاصلا في هرب فلسطينين اخرين عن بيوتهم ولما لم يستطيعوا العوده اسكنوا في مخيمات لاجئين وسميت الاحداث بالنكبه الفلسطينيه ويعد هؤلاء اللاجئين في الضفه والقطاع بأكثر من 850000 لاجىء حيث اصبحوا جوهر المسأله الفلسطينيه وعندما اعلنت اسرائيل استقلالها سنة 1948 غزت المنطقه المتنازع عليها خمسة جيوش عربيه واثناء العدوات الناشئه التي استمرت بشكل متقطع حتى تموز سنة 1949 حيث انتصرت اسرائيل لكن بثمن غال اذ مات 1 % من سكانها اما اصابات العرب فعدت بعشرات الالوف وشرد ما يربوا على 770000-780000 فلسطيني يشكلون اكثر من نصف عدد السكان الذين قوامهم 1400000 نسمه من منازلهم واوطانهم التي اصبحت تحت السيطره الاسرائيليه (ابو لغد 1971) واصبح الوضع اكثر تعقيدا في حرب 1967 الايام السته في حزيران اذ لم يزدداللجوء فقط بين الفلسطينين بسب سقوط الضفه الغربيه وقطاع غزه بيد اسرائيل وانما الحق العرب الذين يقطنون القدس الى اسرائيل. وبالفتره الزمنيه ما بين 1948-1967 قامت اسرائيل بمصادرة 250 الف فدان نزعتها من ايدي الفلسطينين لاقامة مستوطنات لليهود ومنذ عام 1968 استمرت عملية الاستيطان في عموم الضفه الغربيه في حين كان الامتداد في القطاع على نطاق اضيق .
في قلب وعقل كل فلسطيني بما في ذلك من ولدوا بعد كل الاحداث التي مرت يعتبر الوطن قطعة من الارض في قلب دولة اسرائيل بقعة محرم عليهم العوده اليها بقعة غير مرغوبين في التواجد بها بشكل رسمي وشرعي(غرباء) .ليس مهما اين يقف الفرد في التصنيف التاريخي التنافسي للادعاء والادعاء المضاد فينبغي ان يكون الفرد قادرا على فهم القضيه والالم والذكريات التي تعشعش في الكبار الذين يتذكرون والاجيال التابعه التي تعلم كيف تتذكر المشاعر والذكريات التي تثير الشجاعه التي تستغل الاغراض السياسيه.
الانتفاضه قوة ووضع اساس للنزاع الناشيء منذ عدة عقود لقد وصفت في البدايه بأنها حدث وقع سنة 1987 .ثم اصبحت شرط حياة لجميع الفلسطينين اطفالا وشبابا او بصورة اقرب ان جميع العوائل والقرى معنيه مباشرة بالازمات المرافقه لها على الرغم من الاختلاف في كثافة التواجد .
ان الباحثين المشرفين على دراسة في الضفه الغربيه سنة1989 عن الانتفاضه لم يجدوا اي طفل في بعض المدن الصغيره والكبيره منها ليس له تجربه مباشره بالعنف او لم يصب بعيار ناري او احتجز او اعتقل او ضرب او قذف بقنابل الغاز مع وجود اختلاافات في الكثافه في هذا النزاع.
بعض التجمعات كانت متميزه بالتصدي الساخن اكثر من تجمعات اخرى فنابلس مثلا نموذج المواجه الساخنه واريحا نموذج التصدي الاقل سخونه ولكن هناك حس بأن الانتفاضه اصبحت عمليه مهيمنه لتجديد الحياه يوما فيوما علاوة على ابراز معنى المستقبل الفلسطيني.
لنأخذ عبرة من حالة البنت الصغيره نور انها بنت عمرها خمس سنوات تعيش مع اخواتها الثمانيه ذكورا واناثا ومع امها وجدتها في غرفتين في مخيم للاجئين في الدهيشه قرب بيت لحم اثاث البيت ضئيل مؤلف من اريكه في غرفةوطاوله صغيره مع بعض الكراسي المكسره في الغرفه الثانيه وصوره للوالد معلقه على الحائط . واخر عهدها بأبيها يوم كان عمرها4 سنوات حينما بدأ جنود اسرائيل منذسنه برمي عبوات الغاز المسيل للدموع في الشارع خارج بيتهم على المتظاهرين حيث كانت تلعب مع اخوانها واخواتها وبعد منع الاطفال او تحذيرهم من الخروج اثناء تواجد الجنود في الشارع بقي الاب يراقب من الشباك وبينما كان واقفا يراقب اطلقت رصاصه علىالشباك اصابته في رأسه وكانت تلك اخر صوره لابيها في مخيلتها .
وفي المساء بينما كانت الاسره في حدادها دخل الجنود البيت وحطموا الممتلكات القليله التي تخص العائله بما في ذلك صورة الاب واثناء خروجهم قذفوا عبوة غاز داخل البيت ان الطفله نور لا تتكلم كثيرا فهي قلقه وخائفه لاتنام جيدا وكثيرا ما تحلم بابيها يأتي في سيارة ليأخذها مع عائلتها بعيدا عن مكان سكناهم.
او تعيش في تصور اباها والجنود يطلقون عليه النار فتنهض فجأة وتصرخ .وقد استمر الجنود في المجيء الى بيتها واخذ اثنين من اخواتها بعيد وضربوهما في محاولة للحصول على معلومات عن الجيران اثناء ذلك افادت الام ان الطفله قد اخيفت من الجنود وبرغم خوفها تصدت للجنود عند دخولهم بيتها قائله "قتلتم ابي" فكان ردهم دفعها ودحرجتها على درج الباب وطلبنا من نور ان ترسم مكان سكناها فرسمت بيتا يحيط به الجند يطلقون النار عليها وعلى عائلتها.
ان عدد سكان اسرائيل والاراضي المحتله يربو على ستة ملايين منهم 1.6مليون فلسطيني يعيشون في الضفه الغربيه وقطاع غزه(900 الف في الضفه 700 الف في القطاع و650 الف يعيشون داخل اسرائيل ويعتبرون مواطنين اسرائيلين كما يعيش 140 الف فلسطيني في شرقي القدس المضمومه الى اسرائيل ويعيش 3.5 مليون في اسرائيل من اليهود و70 الف في الاراضي المحتله .
اما الان فأن هناك 900 الف طفل فلسطيني تحت سن 16 سنه يعيشون في الضفه الغربيه وقطاع غزه منهم 500 الف طفل يعيشون في القرى والمدن والمخيمات في الضف في منطقه مساحتها 2847 ميلا مربعا وتحيط بها اسرائيل من الشمال والغرب والجنوب ويحدها نهر الاردن من الشرق اما 400 الف طفل الاخرين فيعيشون في قطاع غزه وهو قطعه من الارض طولها 28 ميل وعرضها 5 اميال تحدها مصر من الجنوب والبحر المتوسط من الغرب واسرائيل من الشمال والشرق .ويعتبر قطاع غزه اكثر المناطق غير مدنيه كثافة سكانيه في العالم. وبذا فأن اللاجئين الفلسطينين اسكنوا بشكل اولي فيما افترض انه التسهيلات المؤقته عام 1948 وها هو الجيل الثالث يكبر في هذه المخيمات. ان اطفال اللاجئين الذين ربوا في الاراضي المحتله عانوا من الاكتظاظ السكاني والعنايه الصحيه الهامشيه وعدم الكفايه في التسهيلات المدرسيه فاصبح مألوفا للعائله المؤلفه من 12 نفرا او اكثر ان تكون محصوره في غرفتين ضئيلتين مؤثثتين لقد منعت سلطات الاحتلال ان يضاف اي غرفه الى هذا السكن بدون اذن مسبق وقلما كان يمنح مثل هذا الاذن والحاله الصحيه في مخيمات اللجوء هذه مرعبه وكثير من المخيمات تنقصها المياه العذبه والكافيه اما انظمة الصرف الصحي فهي غير كافيه وغير موجوده ففي مخيم جباليا ترى الاطفال يلعبون في البالوعه الحبلى بالمرض ونتيجه لذلك فان الامراض الوقائيه مثل التهاب الكبد والتراخوما متفشيه ومعدل الوفيات في بعض احياء قطاع غزه مرتفع جدا يصل الى 100 في كل1000 ( الوكاله1987 ) كما ان هنالك معاناه في التربيه والتعليم فالمدارس في المخيمات فوق حد الاكتظاظ كما ان القرطاسيه غير كافيه.
"" لتعمل عجه عليك ان تفقس بعض البيض""
منذ الانتفاضه اصبح حال الفلسطينين اكثر سوءا وحتى في هذه الحرب المحدوده جدا التي يتقيد فيها الطرفان بقواعد غير مكتوبه معظم الوقت يعاني الاطفال التهديد والانتقاص من كرامتهم نشؤهم.
لا توجد في هذه الحرب القاذفات الاستراتيجيه وليست المذابح على مستوى ما يحدث في موزامبيق وبرغم ذلك فان الخساره بين الاطفال كبيره .
كيف تقيم سلوك امة تحتل اخرى
في احدى المعاني هناك مقياس مطلق فتجسد في الطفوله كما نستعمل في ذلك المصطلح ان هنالك دعوه مطلقه لحماية الطفل لتنشئته لسلامته لاكتشاف القيمه في ذاته لكن يجب ان نكون مدركين للمستويات التاريخيه والجغرافيه . ما المعيار هنا والان في الشرق الاوسط ان المعيار في الشرق الاوسط قاسي جدا فلو اخذنا في الاعتبار نهب الكويت عند دخول القوات العراقيه 1990/1991 والسلب والنهب وتنفيذالاعدامات الخاضعه للنزوات واغتصاب الفتيات لرأيته شيئا عاديا او لو اخذنا في اعتبارنا رد فعل الحومه السوريه ضد الاسلاميين الاصوليين حيث تم تدمير المدينه كلها عليهم مما تسبب بقتل عشرات الالوف واذا اعدنا الى الذهن عليهم قتل السعوديين لمئات الحجاج الجامحين في مكه في حادث بشع منذ اقل من عشر سنوات واذكر بأن العراقيين ردوا على الاكراد الثأرين باستعمال الغازات السامه لذبح القرى برمتها فأن الانتفاضه والاستراتيجيات الاسرائيليه من اجل قمعها تعتبر معتدله بل وناعمه بالمقارنه معها وبالطبع فان اي بحث يقحم اسرائيل في العنف فانه لابد ان يضع باعتباره ان لذلك اتصال باشباح ملايين الضحايا عبر مذابح العصور وذبح ستة ملايين يهودي اوروبي خلال افران الغاز اضف الى كل هذا الكراهية الشديد لاسرائيل من الامم العربيه في هذه الازمان والعنف الذي يمارسه الاسلاميون المتطرفين على الاسرائيلين وعلى نطاق واسع.
ان تذكر كل ذلك هام لتفسير موقف اطفال الانتفاضه الفلسطينيه ان النقطه الاساسيه ليست لصرف النظر عن العمل الضار بالاطفال وذلك بالاحتكام الى بعض المقاييس النسبيه للرعب والخوف (ما نفعله الان ليس بسوء ما فعلوه يومئذ) او لتلميع وجه قوات الاحتلال " فلكي تعمل العجه عليك بكسر بعض البيض" هذا ما قاله احد العسكريين الرسميين في تسويغ الاصابات التي نتجت عن مهاجمة المدنيين في مراكز تجمعهم اثناء غزو عام 1982 للبنان انها طريقه خسيسه لمحاولة تهدئة الضمائر اثناء السلوك الناتج عن عملهم ضد اطفال الانتفاضه حين يقتلون او يجرحون او ييتمون انها خسة وراءها رسمي عسكري في جيش الحكومه كخسة ارهابي تسبب بموت مدرسه مليئه بالاطفال ولمصلحة القضيه هو ان تضع النقطه الاساسيه فيما تقدم وفقا لهذا.
الوالدان فقط يعتبران اكثر اهميه للطفل من البيت كمؤسسه امن وهويه ان تدمر بيت طفل هو ان تقصف بشيء ما اساسي في تكوينه وتجارب اطفال امريكيا المشردين خير شاهد على هذه الحقيقه.
ان تدمير البيوت او شمعها كعقاب جماعي للاغاظه الامنيه له تاريخ طويل في الفهم الاسرائيلي للاحتلال وهذا الامر شيء تكتيكي وشائع لمحاربة الانتفاضه مما ينتج عنه تمزق العائله ولجوئها الى اقرباء اخرين او بحثها عن السكن في الخيام كمأوى وقد تكلمنا مع هؤلاء الاطفال ذوي العائلات المزدوجة التشرد وقد مشينا معهم فوق ركام ما كان بيتهم ان في ذلك الذي يعتبر زريبه من غرفتين ليس هو نقطة الاساس وانما الارض ان تكون على مشهد من الطفل واخته ممسكان بدميه من القش احضرناها لهما وهما واقفان هناك وسط حطام بيتهما انهما شريدان حقا لماذا انهما مشردان لان السلطات الاسرائيليه قررت ان تعلم والديهما او اشقائهما الكبار درسا في السياسه التطبيقيه وكانت النتيجه ان الاطفال معلقين بين المصير المجهول والمسكن الركام .
كيف يكون هذا المصير رديئا؟ على ضوء تقرير مؤسسة -انقذوا الاطفال- فأن اكثر دراسه تفصيلا وشمولا عن اثر الانتفاضه على الاطفال في الضفه الغربيه وقطاع غزه خلال العام الاول والثاني منها ان اكثر من 100 بيت قد دمر او ختم واكثر من 10000 فلسطيني قد ازيحوا من اماكن سكناهم بينهم اكثر من 5000 طفل(Nixon).
ان النتيجه ان يكون الفرد في حالة حرب حتى ولو كانت محدوده هو تسيس جميع المؤسسات وفي الحالات المتطرفه يمكن استعمال الطعام كسلاح ففي السودان على سبيل المثال ان محاولة تجويع العدو يعتبر جانبا اساسيا في استراتيجية الحكومه لمحاربة مقاطعات الجنوب السوداني وقد اصبحت العنايه الصحيه سلاحا في حرب الانتفاضه المحدوده وعلى ضوء ما اوردت جمعية الاطفال العرب الاسرائيلين لحقوق الانسان عن لسان مجموعة اسرائيلين ان العنايه الطبيه اصبحت اسوأ الى حد بعيد لان سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعاقت اوعطلت الخدمات الطبيه كوسيله لفرض العقاب الفردي والجماعي ان عدد المرضى من الضفه الغربيه وقطاع غزه الذين تلقوا المعالجه في المستشفيات الاسرائيليه تقلص بشكل درامي منذ بدء الانتفاضه ونخص بشكل خطير وضع الاطفال التي كانت اوضاعهم الصحيه خطيره لقد كانت حصة الاطفال قبل الانتفاضه من 2000-2500 ساعه مستشفى لاطفال الاراضي المحتله فكان تأثير ذلك الانخفاض بنسبة 30% من حاجة الاطفال في قطاع غزه 65% من الاطفال في الضفه الغربيه ( عن جريدة الجروزلم بوست 8شباط 1989).من المألوف ان الفرد الذي يوظف تكتيكا لقمع الانتفاضه معتمدا على فرض منع التجول لمدة 24 ساعه في منطقة تشمل جميع القرى والمخيمات واضعا الناس جميعا تحت نوع من الاحتجاز لمدة قد تستمر لعدة ايام او لاسابيع فان 75% من الاطفال في الضفه والقطاع اصبحوا يعيشون تجربة هذا المنع وبذا كان هذا المنع ذا تأثير هام وخطر على الاطفال الاصحاء .
ان وفد منظمة الصحه المفوض وجد ان سوء التغذيه عند الاطفال متناسب مع حدة منع التجول المفروض لان الابوين يمنعان من استحضار الوصفه الطبيه لاطفالهم الرضع اوشراءالطعام(Nixon,2:209-10).
ان مثل منع التجوال هذا يجعل العنايه الدوائيه صعبه اذا لم تكن مستحيله التحقيق . ان لهذا تأثير على الاطفال في حين لم تتعرض بعد للاطفال الذين يتعاملون بالانتفاضه من حيث جراحهم الناتجه او المتعلقه بها ان هناك معاناة من الامراض معالجتها والوقايه منها لان الابوين غير قادرين على احضار الاطفال المرضى الى المستشفيات او العيادات اثناء منع التجول اما الاشكالات الصحيه البسيطه مثل الرشوحات يمكن ان تتطور الى حالات تهدد حياتهم اذا لم تعالج خصوصا في الاحوال الكئيبه المماثله في البيوت غير المدفأه في برد شتاء الضفه الغربيه وبينما كنا نمشي داخل المخيمات شتاء وجدنا ان كثير من الاطفال لايلبسون الجوارب وندر منهم من كان غير راشح علاوة على ذلك انه من الصعوبه بل من المستحيل ان ترسل سياره اسعاف او اي فريق طبي لمعالجة الحالات الطارئه عندما يكون منع التجول قائما.
في سنة الانتفاضه الاولى كانت المدارس الابتدائيه والثانويه جميعها مغلقه وهي حوالي 1194 مدرسه ولمدة 9 شهور من 12 وبذلك تأثر اكثر من 300الف طفل في سن المدرسه في الضفه الغربيه اما في القطاع فقد قدر ما بين 1/2 الى 1/3 ايام المدرسه قد ضيع في نفس الفتره وقد اعتمدت هذه البيانات حسب(DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 ).
لقد اتخذت بعض المدارس مراكزعسكريه مؤقته للجيش الاسرائيلي واخرى استعملت مراكز لغاية الاعتقال اما التخريب المتعمد للمتلكات بما في ذلك تكسير الشبابيك والمقاعد والكراسي وفي المدارس التي استعملها الجيش الاسرائيلي دمرت تجهيزات المختبرات وخربت حيث ابلغ عن ذلك مجموعات حقوق الانسان التي شاهدت العنف وكما اشير مسبقا فقد اوضحت السلطات الاسرائيليه ان اغلاق المدارس بما في ذلك روضات الاطفال قد تم كرد على وضع المدارس التي افترضت انها مرابض للخروج عن النظام ومن وجهة نظر في انتفاضه وطنيه فان جميع المؤسسات تعبأ لصالح القضيه فإذا كان بقاء الاحتلال هو تعريف النظام فان المدارس هي مرابض الخروج عن هذا النظام لانها تعكس وتكبر القضيه الفلسطينيه (في بناء الضمير) وقد امتدت سياسة اغلاق المدارس لتمنع اي نشاط تعليمي لدرجة ان الاسرائيلين قد دخلوا البيوت الخاصه لمنع الدروس غير الرسميه التي يقوم بتعليمها الاباء (جروزلم بوست25 تشرين2، 1988) وقد ابلغت القوات الاسرائيليه المدارس ايضا بان توزيع الكتب لمدارس الاطفال الابتدائيه والثانويه للتعليم في البيوت عملا ممنوعا.لقد عوقب المعلمون وعرضت بيوتهم للهدم لعقدهم صفوف غير رسميه لتعليم الاطفال اثناء اغلاق المدارس.
ربما تكون هذه هي النقطه الاساسيه ان التعليم مثبته بتأصل الثوره به ولان الاباء الفلسطينين يقيمونه كمنطلق لتصعيد قابلية التحرك وهو فيه مساومة للسلطات الاسرائيليه حيث يمكن استعماله جزءا من اسلوب العصا والجزره لتبرير النزاع.
ان المنافحين عن حقوق الانسان يحاجون بأن فترة اغلاق المدارس لمدة طويله من قبل السلطه المسؤوله عن صيانة التعليم ليس سابقه دوليه ان اغلاق المدارس والتعليم بهذا العنف انتهاك اعترى القانون المحلي والدولي الذي لايسمى بالاغلاق الكلي للمؤسسات التعليميه لفتره طويله من الزمن لكن القانون الدولي ليست له القوه الفعاله في الشرق الاوسط في اغلب الاحيان.
ومع ما سبق من معطيات ليس مستغربا القول ان المدارس ليست اماكن امنه فعندما تكون مفتوحه يطال الاطفال الغاز المسيل للدموع في غرفهم احيانا ويضايقون ويضربون من القوات الاسرائيليه التي تدخل المدارس باحثه عن المتظاهرين .لا يستطيع المعلمون حماية طلابهم من الجنوداذ هم انفسهم يخوفون ويعتقلون على مرأى من طلابهم لقد اخبرتنا احدى الامهات عند الحديث اليها عن كيفية دخول ال(الشين بيت) المخابرات الاسرائيليه والشرطه وحرس الحدود الى مدرسة اطفال وروضات واعتقلوا اربعه من سبعة معلمين اذ سحبوهم خارج المدرسه امام الاطفال ولا تهم موجهه اليهم ثم افرج عن الاربعه بعد عدة ساعات وافادت المتحدثه ان ابنها صدم بهذا السلوك بشكل شديد وهو للأن يخاف الذهاب الى المدرسه والاطفال ايضا تعرضوا للاعمال العنيفه من الفلسطينين انفسهم وفي صفوفهم فقد قتل ثلاثة من المعلمين في قطاع غزه على خلفية الشك في عمالتهم لاسرائيل وعلى مشهد من طلابهم.((Chicago Triune 19 Nov. 1990
وبالاضافه للمدارس فان المؤسسات الخيريه ووكالات الخدمه الاجتماعيه قد قامت السلطات الاسرائيليه باغلاقها فجمعية انعاش الاسره لحماية العائله وهي اكبر جمعيه خيريه في الضفه الغربيه اغلقت بتأثير مباشر وغير مباشر مما عكس اثره على 34000 انسان بما في ذلك 1300 طفل يتيم وقد سحبت التراخيص من الجمعيات الخيريه الاخرى ومراكز الشباب وبعض المراكز الاجتماعيه.(DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 )
فعلى الرغم ان الحرب محدوده في ملامحها العسكريه فأن معظمها يحسب بأبعادها الثقافيه والسياسيه.
بالاضافة الى الحرمان الثقافي المرافق للأنتفاضه منذبدايتها فان معظم الاطفال الفلسطينين(ليس فقط القاطنين في المخيمات ) قدتعرضوا مباشرة اوبشكل غير مباشر للعنف (العنف الذي يتجاوز الحد العادي في الثقافه التي فيها العقاب البدني شائع في المدارس وبين العوائل).
بعض الاطفال كانوا يجرحون مصادفة عند التحامهم في العراك السياسي وبعضهم كان يجرح عن عمد اي كلما ازداد اشتراك الاطفال الاكبر سنا في المسيرات مباشرة كلما تراخت القوانين او ما يتصل بها لاستعمال القوه الى حد الخطر من جهة القوات العسكريه.
هل الاطفال لمشاركين في الانتفاضه اهداف حقيقيه او مشروعه للجيش والشرطه لقمع الانتفاضه. ان بعض اولئك الذين يقبلون بشرعية الاحتلال لا بد ان يكون جوابهم "نعم" ويعتقدون ان اباء الاطفال وقادتهم السياسين مسؤولون عن الجراح التي تنزل بهم (بالاطفال).
لكن ماهي الحدود التي ينبغي ان يتوقعها الفرد من الشرطه والجيش الذين سلاحهم البنادق للرد على مجموعة كبيره من الاطفال والمراهقين مسلحين بالحجاره حتى لو كان معترفا بشرعية الاحتلال.
من السهل من ناحيه تجريديه القول ان الحياه مقدسه وان الطفل يستحق حماية خاصه ولكن ماذا لوكنت في جانب مستعملي الحجاره التي قد تسبب الاذى وجرحا فسيولوجيه او ربما تسبب القتل احيانا. لقد كنت في الجانب الذي يستقبل الحجاره وقد عرفنا الغضب والخوف الذي احسسنا به فلو كان هذا كل ما هناك لامكن ان نكون قادرين على خلق حس خلقي لما حدث وما سوف يحدث لاطفال الانتفاضه ولكن على ضوء الاحداث المتراكمه لم تكن كذلك.ان الغاز المسيل للدموع واحيانا الرصاص المطاطي المميت او الرصاص البلاستيكي والذخيره الحيه كلها تستعمل ضد الاطفال بطريقه توحي بشيء اكثر من شدالجنودوالشرطه. والجنود غير خاضعين للسيطره كان الاطفال يرمون على الاطر المشتعله ثم تقوم السيارات العسكريه بدهسم (Rada Barnan 1989) كانوا يؤخذون الى سطوح البنايات ويهددون بالالقاء الى الارض اذا لم يذعنوا الى اوامرهم العسكريه لقد قابلنا طفلا كانت السكينه مشرعه الى زوره (عمره خمس سنوات ) مهددين جدته بأن تدلي بمعلومات والا قتلوه وبعد شهور بدت مثل هذه التجربه في كل صوره رسمها وفي كل مناسبه اعطيناه لعبه من اجل اللهو بها.
ان الجيش الاسرائيلي مخول لاعتقال ومعاقبة اي طفل عمره 12 سنه اذا امسك به يلقي الحجاره (New York Times 19899) والاطفال الاكبر سنا غالبا ما يعتقلون فمثلا اعتقل طفل من بيت لحم عند تمخض تفتيش حقيبة كتبه عن وجود علم فلسطين مرسوم على صندوق (DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 ) ان دراسة مؤسسه انقذوا الاطفال -دعمت بالوثائق حدوث اعتقال اطفال في سن الخامسه ((Nixon 1990 وتكلمنا الى الى الاطفال الذين اعتقلوا ورأينا اخرين في السجن الاسرائيلي.لقد قدر عدد الاطفال الذين اعتقلوا واحتجزو منذ بداية الانتفاضه بالالاف (DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 ) وهذا لا يناقض معايير الشرعيه الدوليه فقط ولكن يناقض القانون العسكري الاسرائيلي اما ما يرعب اكثر فهو الايذاء الذي يعانيه هؤلاء الاطفال اثناء اعتقالهم واحتجازهم كما شهد بذلك طفل في الثالثه عشرة قال" لقد جاء الجنود الاسرائيليون الى بيتي الساعه الواحده صباحا يسألون عن الشباب فما وجدوا غيري فقيدوني وغمموا عيني واخذوا يضربوني على ذراعي ومعدتي وفخذي ورقبتي باعقاب بنادقهم وعصيهم اخذوني الى الشاطىء وكان الفصل شتاء والجو بارد جدا ثم خلعوا العصابه عن وجهي وخلعوا ملابسي وضربوني ثانية لمدة خمس ساعات ثم صبوا الماء البارد علي من رأسي الى اخمص القدم ثم اخذوني الى انصار 2 للاستجواب طلبت منهم شربة ماء فقالوا لي "اذا اعترفت سنقدم لك الماء "كنت مقيد اليدين ومعصوب العينين لقد اوقفوني في المطر من الفجر حتى غروب الشمس كنت واقفا لمدة خمس ساعات وساعتين في اليوم التالي ثم جربوا طرقا عده لحملي على الاعتراف فمثلا قالوا لي مرة سنضعك امام المرحه لفرمك الى قطع واحضروا مرة صندوقا كبيرا وداخله شرطي يصرخ لاخافتي ثم وضعوني في غرفة ضيقه اشبه بالتابوت لمدة ثلاث ساعات امضيت وقتي فيها اضرب الباب واصرخ (DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 )ثم قابلنا كثيرا من الاطفال الذين يعانون لانهم في المكان الخاطىء في الزمن الخطأ.
محمد ولد من نابلس عمره 11 سنه كان مارا بالقرب من مسيره وهو في طريقه الى البيت عائدا من المدرسه عندما بدأ الجنود الاسرائيليون يطلقون النار على المتظاهرين هنا بدأ محمد يجري واختبأ وراء حائط حتى توقف اطلاق النار وعندما اختلس النظر حول الجدار ليرى ماذا يحدث اصابته رصاصه مطاطيه اودت بعينه. وطفل اخر من مخيم شعفاط للاجئين كان واقفا قرب الباب عندما وصلت قوة كبيره من حرس الحدود الى المخيم واصطدمت مع ساكنيه فرمى الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين فانفجرت احداها في وجه ولد وسببت له العمى في احدى عينيه فهل يعتبر هذا حادثا عرضيا؟ ان التحسن في حياة الانسان ومعاناته كان كبيرا ففي سنة 1990 وصل مجموع قتلى الانتفاضه 900فلسطيني تقريبا من جراء الاصابه بالذخيره الحيه والرصاص المطاط او التعرض للغاز المسيل للدموع في الاماكن الضيقه او الاصابات المتسببه عن الضرب المبرح علاوة على المئات الذين قتلوا بايدي الفلسطينين وذلك عقابا على خلفية تعاونهم مع الاسرائيلين ولكونهم عيونا لهم والبعض قتل ولا علاقه له بالانتفاضه بشكل مباشر اذ يستغل الاعداء غير السياسيه الاهتياج السياسي فيقتلون الاضاد والاحقاد- وفي جماعه سكانيه تعتبر صغيره نسبيا تعتبر اعداد القتل هذه كبيره جدا حتى ولو كان العدد ليس من فئه وطبقه مثل الملايين في كمبوديا او مئات الالوف في موزمبيق . وفي حين ابتلي الفلسطينيون بغالبيةالجرحى والقتلى المرافقين للانتفاضه عام 1990 فقد قتل ايضا سبعون اسرائيليا كثير منهم في حادث منفرد كأن يخرج الفلسطينيون حافله بالقوه عن الطريق واكثر من الف جريح مدني اسرائيلي و1600 جندي قد جرحوا.
في سنة 1990 بدت ضراوة الهجومات ونوعيتها كأنها تصعيد كرد فعل على مقتل 17 فلسطينيا في معبد جبل الحرم الشريف بين المصلين المسلمين ورجال الشرطه الاسرائيليه .لقد دعا الاسلاميون الاصوليون المتطرفون الى الثأر بكل قسوة فطعن عدد من الاسرائلين في الاسابيع التي تلت الحدث -احيانا كقضيه سياسي هواحيانا كفلسطينين يملأهم الحزن للأخذ بالثأر ومن عدة نواحي نقول ان احداث 1990 قوت من قبضات متطرفي الجانبين وقوضت جزئيا جهود المعتدلين المياله للبحث عن نوع من التسويه السياسيه وقد اشتملت اصابات الاسرائيلين على اطفال جرحوا او قتلوا ولا يعتبرهذا مذبحه من جانب واحد اذ هي حرب محدوده يعاني كلا الجانبين فيها الاصابات لكن الاعداد تعكس الاسلحه والتكتيكات المتاحه عند كل طرف فالفلسطينيون مسلحون بشكل رئيسي بالحجر فعانوا من الاصابات والموت اكثر من الاسرائلين الذين يتسلحون بالبنادق والدبابات وعدد كبير من انواع الاسلحه . ان قتلى الانتفاضه حتى كانون اول 1989 اشتمل على 159 طفلا اعمارهم 16 سنه فما دون ومعدل عمر الاطفال الذين قتلوا كان 10 سنوات وقدر ما بين 5000-63000كانت جراحهم بالغه خلال السنه الاولى والثانيه من عمر الانتفاضه (لقد استدعى منهم واحد من كل عشره العمل الجراحي اثناء المعالجه) (Nixon 1990,1:xv)فلو اخذنا بالاعتبار الفروق النسبيه بين الفلسطينين وحجم سكان امريكا فأن هذه الخساره تمثل قتل 9000 طفل امريكي واصابة ثلاثة ملايين بجراح بالغه.ان احدى النتائج المؤسفه لمؤسسة انقذوا الطفل افادت من خلال تقريرها واستقصاءاتها المستفاده من جماعة حقوق الانسان ان رشق الاطفال بالرصاص لم يبد انه كان عشوائيا(Nixon 1990,1:xv)ان محققي حصلوا على اوصاف معرفة بالدقه والتفصيل عن موت كل طفل فكانت النتائج واقعيه ومتزنه.ان المطلع على مسارالانتفاضه في السنتين الاولى والثانيه يجد ان الاطفال الفلسطينين كانوا بشكل متزايد اهدافا للذخيره الحيه. في بداية الانتفاضه نزع الجنود الاسرائيليون لاطلاق النار عشوائيا وكان المعتاد انهم لايضربون الاعضاء الحيويه وبينما كانت الانتفاضه تتقدم كانت المواجهه بين الجنود والمدنيين تميل لان تصبح اصغر وغالبا ما كان يهيجها الجنود الداخلون الى القرى او مخيمات اللاجئين لهدف الاعتقال او للقيام بعملية البحث من بيت الى بيت .كان القتل بالرصاص من بين ال 159 حالة موت في السنتين الاولى والثانيه من الانتفاضه في مقدمة اسباب الموت وذلك بعد وصف 67% من حالات وفيات الاطفال ان الاطفال الذين قتلوا برصاصه مرتده وكانت اصابة 48% ممن قتلوا بالرصاص قد اصيبوا بالرأس او الرقبه بينما يعاني الاطفال من جراح عدة اصابات و 12% منهم رشقوا من الخلف ومعظم الاطفال الذين رشقوا بالرصاص ولم يموتوا كانت اصابتهم في الجزء الاعلى من الجسم بما في ذلك الرأس او عانوا من جراح متعدده سببها الرصاص .(Nixon 1990,1:xv).
""الرصاص المطاطي والاطفال المكسرين ""
لقد ازداد استعمال الرصاص المطاطي والبلاستيكي مما تسبب بجرح 6500-8500 طفل خلال السنتين الاولى والثانيه من الانتفاضه وهذا الرصاص عباره عن بيل دائرية من المعدن مغطاه بطبقه رقيقه من المطاط الصلب الاسود ويبدوا انه ادخل في كانون اول عام 1988 وهو يشبه الى حد كبير البليه التي يستخدمها الاطفال للتهديف في لعبة البليه وزنها عشرين غراما وتأثيرها يفوق عبث الاطفال .
ان الرصاصات المطاطيه تتكون من زجاج ومعدن وغلاف بلاستيكي صلب جدا وهي قاتله اذا استعملت عن مدى 70 مترا وعلى ضوء بعض التقارير فان هذه الرصاصات سببت جروحا قاسيه الى عدد من الاطفال مضافا الى ذلك ما تحدثه من اتلاف خطير للاعضاء الداخليه وتلف في الدماغ وتلف العين احيانا كما ان بعض المصابين بها كانت جراحهم مميته (Kifner ,14 January 1989). في ايلول من عام 1988 سمح وزير الدفاع اسحاق رابين باستعمال الرصاص المطاطي قائلا " ان غرضنا هو زيادة عدد الجرحى بين هؤلاء الذين يشاركون في اعمال العنف وليس لقتلهم ان المشاغبين يعانون من اصابات اكثر هذا بالضبط هوهدفنا.(Financial Time,29 sep1988) وقد اعلن على الاقل عن اصابة 170 طفلا في الاسابيع الخمس الاولى من تطبيق هذه السياسه(DataBase Project on the Palestinian Human Right,s1989 ) وفي شهر كانون ثاني 1989 اقر رابين اطلاق النار على الذين يحاولون الفرار من المتظاهرين واكثر من ذلك فان ضباط الصف قد خولوا بفتح النار بالذخيره الحيه على المتظاهرين من رماة الحجاره (Radda Barnan 198)واحدى ما اعطي من اوامر هو اطلاق النار على الملثمين.
الغاز المسيل للدموع : من صنع الولايات المتحده اللامريكيه )
لقد قدر ان اكثر من 000،10 طفل تطلب علاجهم من العلاج المسيل للدمع من بين اصابات الانتفاضة في السنتين الاولى والثانيه ( NIXON ( 9000 ).
وقد قتل بسبب هذا الغاز خلال الاشهر 11 الاولى من الانتفاضه 31 طفلاً من جراء تعرضهم له ، كانت قنابل الغاز ترمى الى داخل البيوت والشوارع الضيقه وغرف الصفوف والمدارس والمستشفيات واجنحه الحضانات على الرغم من مخالفتها للانظمه اذ يمنع استعمالها في الاماكن المغلقه ان 84 % من حالات الاسقصاء افادت انها كانت تلقى داخل البيوت عن بعد 5 امتار من باب مفتوح او من شباك ( NIXON ,) 1990 1: XIII-) لقد لاحظ الاطباء العاملون في الاراضي المحتله صعوبات في عمليه التنفس وألام في البطن وقيئاً شديداً وفقداناً للسعور اثناء علاجهم للاشخاص الذين تعرضوا للغاز والاطفال الصغار على وجه التعيين معرضون للاشكالات الطبيه القاسيه وهناك تقارير عن ازدياد حالات الاجهاض بين النسوه اللائي تعرضن للغاز او الخطور من تعرضهم لذلك اثناء الحمل .ففي مخيم لاجيء غزه الذي كثيراً ما يتعرض للهجوم بالغازات وجد ان معدل حالات الاجاض ازداد الى 4 اضعاف ما كان قبل الانتضفاضه وذلك حسب تقرير موظفي الصحه في المنطقه في بداية الانتفاضه كان من الشائع ان يقدم الفلسطينيون للزوار الامريكيين عبوات الغاز المستهلكه ( صناعه (U.S.Aكانوا يقولون انا ارد هذه اليك لتأخذها الى الولايات المتحده موطنها ، لماذا ترسلون الينا مثل هذه الهدايا ؟
اذ صناع هذه العبوات في الولايات المتحده في المختبرات الفدراليه اعلنوا انها فقط للاستعمال في الاماكن المفتوحه ( في الهواء الطلق ) وذلك لقمع الشعب ولا تستعمل تحت اي ظرف في الاماكن المعلقه .
ان المختبرات الاميريكيه الفدراليه قد علقت مبيعاتها بشكل رسمي لغاز الدوع الاسرائيلي ، في آيار 1988 رداً على ثبوت سوء استعمالها المتعمد من جهه اسرائيل ولكن على ضوء التقارير الميدانيه فان هذه العبوات الغازيه ما زالت تستعمل حتى نهاية العام وتاريخ الانتاج واسم المنتج صاختاً مطبوعاً على العبوه واكثر من ذلك فان نائب رئيس الشركه الام للمختبرات الفدراليه نؤسسة ترانس تكنولوجي صرح بأن الاداره الامريكيه وافقت على شحن الغاز المسيل للدومع الى اسرائيل واننا ندعم هذا الموقف ( (NIXAN 990 .
بأن الاساءة الى الطفل كسياسه عامة "
هو ان اباً امريكياً ضرب طفلاً بكل قساوه لدرجه كسر ذراعه لسارعنا على تصنيف هذا العمل اساءة الى طفل . ولو ان اباً او اماً اسرائلياً او فلسطينياً فعل الشيء نفسه لطفل لطبق عليه نفس التصنيف .
واو ان شرطياً امريكياً ضرب شاباً جانحاً ضرباً مبرحاً مما تلاتب عليه رعاية المستشفى له فانه لا شك ستوجه تهمه " وحشيه الشرطه " له فيفرد له ملف قضيه واذ طبق هذا الضرب من شخص يحمل هراوى في معتقل جنوح ( مؤسسة ايذاء الطفل الجسدي ) فسوف يكون متهماً .
ان الشيء نفسه حقيقه في اسرلئيل لكنها هل تمارس نفس المفهوم للاساءة للطفل من موقع الحرب المحدوده "؟
ماذا يسمى هذه الممارسه عندما يكون اكثر من 25000 قد تطلب علاجهم طبياً بسبب الجراح الناتجه عن الضرب في السنتين الاوليتين من الانتفاضة ؟ nixon 1990, 1: xvi كثير من هؤلاء الاطفال كانوا مشاركين نشطاء في الانتفاضة يرمون الحجارة ويرفعون اعلاماً غير قانونيه ، ويغنون اعني ممنوعه منتهكين الجنود والشرطه ، سوف يقول البعض ان مثل هذا السلوك يبرز استعمال القوة المدمرة .
من بين الشباب الجرحى كان تقريباً اكثر من 7000 طفلاً في العاشرة من العمر او دون ذلك و4000 في عمر الخامسه فما دون واكثر من 80% من الاطفال الذين تطلب علاجهم قد ضربوا على رؤوسهم والجزء الاعلى من اجسامهم وعلى مواقع متعددة nixon 1990 فهل نفس المستويات المطبقه من الاستجلبات الاسرائليه ضد الانتفاضة نسبة ما يطبقه الوالدان والشرطه والمستشارون القانونيين الذين يتعاملون بشكل غير عادل مع الاطفال في اسرائيل والولايات المتده ؟ وهل نطابقها مع المستويات في العراق وسوريا والسعوديه ؟في مراجعه للقضايا المتعلقه بالانتفاضة وجدت بعثه من الاطباء لحقوق الانسان ان عينه جراح الضرب توحى بسياسه متعمده رسمت لتضعف لا لتقتل لتنزل الحد الاعلى من الضرر بينما تقلل من التعريض للموت . لقد كانت حالات تكسير الذراعين متكرره ( حيث تمد ذراع الشخص بالقوه حتى يكسر عظمه الكعبره من وسط القصبه ) بالاضافه الى الكسور الحاصله في اليدين ، انها تبدو بشكل اوضح وحشيه مخططه وهادفه لا تميز في خيارها للفريسه لكنها يؤكد على خيار احداث الجرح (phys cians for human prghts 1985) ان التصريحات الرسميه تتقاضى عن سلوك الجنود الضيف ففي شهر كانون ثاني 1988 اعلن رابين عن سياسة القبضه الحديديه نفوذاً وقوه وضربات . من أجل منع المسيرات ، وفي الاسابيع التي تلت ذلك فان اعداد الاصابات بين الاطفال الذين يحتاجون للمعالجه ارتفع بشكل دراماتيكي وهاجم الجنود المتظاهرين بما في ذلك الشباب مستعملين الهراوات والعصي واعقاب البنادق ( Greenberg 1988)
ان تقارير وكالة غوث االلاجئين عن قطاع غزه افادت ان 58% من الجرحى المعالجين اثناء السنه الاولى من الانتضاضة كانوا دون سن الخامسة عشرة 3% من جراح الاطفال في الضفه الغربيه اطفال في السادسة فما فوق . (Data Bose Project On Palestinian Rights 1989 ).
فأي معيار ينبغي ان نستعمل لتقييم اولئك الذين ينزلون هذه مع الاضرار ؟
Child Neglect ( من المسؤول عن اهمال الاطفال )
من المسؤول عندما يصاب الأطفال " احداث وقائيه " يحتدم الجدل هنا فهل سلاح الفلسطينيون على وضع اطفالهم " بطريقه مؤلمه " بمقتضى استمراريه الانتفاضة هل الاباء والامهات الفلسطينيات مهملون لاطفالهم لسماحهم لهم بالمشاركه في المسيرات والنزاعات الضيقه مع الجنود ؟
بعض الاسرائليين يحاجون بان الجواب يجب ان يكون "نعم " وبشكل يدوي .
ويتساءلون اي نوع من الأباء هو الذي يعرض اطفاله لمثل هذه المخاطر ؟ وآخرون يحاجون بأن قادة الفلسطينين السياسيين قساة قلوب يستعملون الاطفال كدروع بشريه لحماية كبار المتظاهرين ، او يقولون ان البالغين والفلسطينين كمتعصبين ومتشائمين يقدمون الاطفال طعاماً لمدافعهم " كشهداء " الذين يمكن استغلالهم لشد انتباه وسائل الاعلام والتلاعب بعواطف الامريكين والاوروبين السريعي التأثر .
هل يحب الاباء الفلسطينيون اطفالهم ؟
كيف نقيم المسؤوليه عندما يحس كثير من الاباء ان القدره على السيطره عما يفعله اطفالهم قليله جداً وأنهم يجدون صعوبة في امرهم بالتراجع من المواجهات ويخاطرون بأن يوصفوا بالخيانه والجبن من اقربائهم الشرفاء ؟
ان ميثاق الامم المتحدة حول حقوق الطفل تحرم الامم استعمال الاطفال في سن 15 سنه او اصغر كمجندين .
هل الفلسطينيون ينتهكون روح ورساله ميثاق الامم المتحدة بتوظيف الاطفال كجنود ؟
هل يلقى الاهمال الكلي " على اعتاب الفلسطينيين ؟ لقد اصدرت وزارة العدل الاسرايليه عام 1989 بياناً فيه هذا الادعاء . ومثل اغلب الاشياء في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي فان قضيه الاهمال الكلي للطفل هي موازييك المسؤوليات المشتركه والحقائق المتنازع عليها .فعلى سبيل المثال ان الاطفال اصيبوا عندما اسقطت عليهم الاجسام المحترقه من الطائرات العموديه كجزء من العمليات العسكريه الاسرائيليه . ان تلك الاجسام استعملت لاضاءة الاهداف العسكريه وينتج عنها لهب عند نرمسة اجسام الاطفال يسبب لهم الحروق في وجوههم من الدرجه الثانيه والثالثه وفي اذرعهم وارجلهم وبطونهم ، وقد قتل ثلاثه تطفال بواسطه هذه الوسائل المتفجره وقد ثبت ان هذه العمليات العسكريه قد نفذت فوق المناطق المكتظه بالسكان وليس في مجال التراشق (nixon 1990/2:349-350 ) ان الانفجارات اللهيبه التي تقصر في الوصول الى هدفها وتسقط على الارض بسبب حروق قاسية للاطفال الذين يطأونها او يلتفظونها .
ان هذه ( العصي الملتهبه ) يعتقد انها مصنوعه في الولايات المتحده ان الاطفال يشاركون بشكل مباشر في هذه المواجهات مع العساكر طبعاً ، من الشائع ان ترى رامي الحجاره من اطفال ما قبل المراهقه وكثيراً منهم يسارعون لرفع شاره النصر (7) المخبوعه ويغنون اغاني وطنيه خارجه عن القانون ، وتفيد معظم التقارير ان هذه المشاركه المباشره في نمو جزئي بسبب استنفاذ طوابير المراهقين والشباب . ان هذا التبدل تبين في بداية عام 1989 عندما نقص معدل الجرح والقتل ، ان 21% من المقيوض عليهم مسجلين وفيات و3% من المسجلين اصابات ، عندما يصاب الاطفال اثناء المشاركه او كونهم قريبين من المسيره فان المعونه الطبيه تعاق او تأخر بتدخل القوات العسكريه المباشره ، وبسبب اطلارٌ النار او منع التجول . ان اكثر من80% من الحالات الجراح المميته للاطفال بسبب اطلاق النار والباحثيين عن المعالجه او طالب الوصول الى العناية الطبيه كان يعوق او يأ خر من اقبل الجيش وعلى الاغلب 20% من هذه الحالات كان الطفل المجروح يؤخذ للحجز ويموت في السجن العسكري (nixon 1990/2:145) كان الاطفال يهاجمون ويعتقلون في سيارات الاسعاف وفي العيادات والمستشفيات وحتى اثناء خضوعهم للعمليه . ان كثيرا من العيادات والمستشفيات في الاراضي المحتله قد جربت الهجوم بالغاز المسيل للدموع واطلاق النار على المبنى .
لقد اطلقت النار على الهيئات وضربوا وتعرضوا للغاز المسيل للدموع اثناء تنفيد واجباتهم الوظيفيه (organization1989 Health world ) لقد منعت القوات الاسرائيليه سيارات الاسعاف التابعه للهلال الاحمر من خلال الجرحى .
لقد وصف شاهد عيان طفلا اصابته قوات اسرائيل بالرصاص عمره (11) سنه وقد ترك ينزف في الشارع في الشارع الرئيسي لمدة ست ساعات . بينما منع الفريق الطبي من تقدم يد المساعده له من الجيش وعندما اخذ الطفل اخيرا الى المستشفى مات بسبب خسارة الدم الكبيرة .
(organization1989 Health world )
لقد أفاد المشرف على الهلال الاحمر في نابلس انه ليس فقط يرفض وصول سيارات الاسعاف الى ساحات العنف وانما كانت هذه السيارات تخطف ويضرب السواقون والممرضات اللواتي فيها ، لقد رأينا ذلك مباشره وفي طريقنا لزيارة بنتا صغيره في المستشفى اصيبت في اليوم السابق من الجنود رأينا سيارة اسعاف الهلال الاحمر تدخل ولدا اصيب في تلك اللحظه في وقت مبكرامن ذلك الصباح الى مستشفى اخر كان الولد بالطبع معصبا لكن كان رأس السائق ايضا معصبا ومحمما بالدم .لقد ضربت قوات الجيش السائق بالهراوة عندما حاول ان يساعد الولد وحمله الى سيارة الاسعاف .
وفي وقت مبكر من ذلك اليوم وفي نفس المستشفى اندفعت قوات الاحتلال الى غرفة العمليات ، يبحثون عن الاشخاص الذي رموهم بالرصاص من اجل اعتقالهم . من هو المسؤول ؟ اهم اولئك الثائرون ام اولئك الذين يبحثون عن وسيله لقمع هذه الثوره .
ان من السهل على هؤلاء الذين داخل النزاع ان يشيروا باصابعهم الى الطرف الاخر ومن السهل على الآخرين الذين هم خارج النزاع ان يلوموا الطرفين ، لكن هل تقييم اللوم بحل مشكله الاطفال ؟
الاجهاد والنزاع متصلان لدى الاطفال والعوائل واقعه في شرك النزاع السياسي في الضفه الغربيه وقطاع غزه ، ان الاماكن التقليديه التي يكون فيها الطفل آمناً هي المدرسه والبيت ولم تعد تقدم الحماية في احوال عديده ، ان نصف الاطفال قتل ولم يكن مجاوراً للنشاط الاحتجاجي عندما قتل . ان 40 % من الاطفال الذين قتلوا كانوا في بيوتهم او على بعد 10 أمتار من بيوتهم عندما قتلوا ، ( nixon 1990/1:xv ) بالاضافه الى الحاله المهلكه الجارحه الدرامتيكيه الحاده ( مثل اجبار عائلة للبقاء داخل البيت بعد في قنبله غاز مسيل للدمع داخل البيت من الشباك ) التي تؤدي الاطفال وتهدد بشكل متواصل وتعرض حياتهم يوماً بعد يوم لقد جاء فرض منع التجول العسكري في مناطق كثيره بمشاكل خاصه للاطفال الصغار فعلى سبيل المثال في اسوأ ضربة لمخيمات اللاجئين احتجز اطفال حديثي المشي في بيوتهم المكونه من غرفتين لعدة ايام من غير انقطاع ومنعوا من الخروج للعب لقد نتج اجهاد كبير بينهم وبين والديهم .
من المسؤول ؟ لم لا يكون استلام للاحتلال ؟ ول لا يكون انسحاب من النزاع ؟
ماذا يعني عندما يخبرنا الآباء الفلسطينيون انهم يحسون بأنهم غير قادرين على حماية اطفالهم من هذه المخاطر ؟
غالباً ما يتحدث الفلسطينيون عن الثبات كفضيله . هل العهد الثابت قضيه استعادة ارض وطنهم يجعلهم مسؤوليين عن الاصابات التي يتكبدها اولادهم ؟ من المسؤول عن كيونه الاطفال في الشرك بين الخطر والضنك ؟
من الشائع خصوصاً في مخيمات اللاجئين وفي المدن حيث تحدث المسيرات ان يغير الجنود على البيوت يبحثون عن معلومات عن المتظاهرين وغالباً ما تحدث هذه الغرات ليلاً ، وغالباً ما يستعمل التخويف والتهديد والقوة لانزاع المعلومات وقد اخبر الآباء ان بيوتهم قد دخلت بشكل متكرر واحياناً اكثر من مره في الليله ولفترات طويله ، فما هو الاكثر اهمية من حماية اطفالهم من كل هذا ؟
لقد اختار بعض الفلسطينيون مغادرة المكان ربما للذهاب الى الولايات المتحدة او اوروربا ، ان معدلات الهجره قد ازدادت منذ بداية الانتفاضة ( ومنذ غادر الفلسطينيون ربما لم يتسلوا اذناً بالعوده ) اما اولئك بقوا والتمسوا ان يبقوا بعيدين عن النضال قد سموا " كت كات " والكلمه يحتمل معناها العاجز او الجبان او المتهالك .
لقد جلسنا يوماً مع عائله في رام الله كان الطفل ذو 14 عاماً ممنوعاً من المشاركه في النزاع من قبل والديه ، كان والديه ينتظرون أذناً بالهجره ةقد ابلغوا ان باستطاعتهم اخذ ابنهم المسجون معهم اذا وافقوا على المغادره بشكل دائم ، لقد كان الولد جبان وخجل كان يعرف ماذا يعني ان يكون " كيت كات " اي ثمن هو لأمن البدئ .

الضرب واطلاق الرصاص ورمي الغاز المسيل للدوع ومنع التجول كلها اخذت ضريبتها من هذا المجتمع الصغير السن وعلى وجه التعيين من الاطفال الاصغر سناً ففي دراسة حديثه وجد ان هناك ازدياد لعنف سلوكيه وسيكولوجية عند الاطفال الفلسطينيين الذين تعرضوا لعنف القوات العسكريه (Bakar . 1989 )
لقد قال الآباء والمعلمون ان هناك زيادة في الخوف والعدوانيه والانفصال والاحباط والتبول الليلي بين الاطفال من الضفه الغربيه والقطاع ، كما الكوابيس وعدم انتظام النوم كانا ملازمين ، لقد قابلنا طفله حديثة المشي رشقت بالرصاص في وجهها كانت امها قد حملتها الى الشرفه الخارجيه لتراقب المواجهه بين الجنود والقرويين فاطلق الجنود الرصاص باتجاه الحشد المجتمع على الشرفه فاصيبت الطفله التي كانت على ذراعي امها وقد اصبحت بعين واحده واصبح وجهها شبه مشلول لقد اخبرتنا امها انها كانت طفله هادئه قبل رشقها بالرصاص ومنذ ذلك الوقت اصبحت عصبيه انها تختبيء في البيت كلما سمعت اطلاق النار او الثوره والخارج قائله " سوف يطلون النار " وتشير الى عينها ومنذ ذلك الحادث عد الجنود الى البيت بشكل متكرر والبنت تختبيء وترتجف .
وشاهد عيان في الرابعه من عمره شهد ضرب اخيه الاكبر . لقد ضربه الجند وركلوه وبعد يومين وفي هجوم آخر قتل الجنود ذلك الأخ ان هذا الولد ذو الاربعه سنوات قد غمر الطفح جلده بشكل كامل مما استدعى مكوثه في المستشفى لمدة سبعه ايام .
ان رسومات الاطفال الفلسطينيين تعكس العنف الذي يغمر حياتهم ان صور اماكن سكناهم تصور الاطفال حين يخطفون ويضربون او يطلق الجنود عليهم بالرصاص في محيط الذهاب للمدرسه ام يمكثون في البيت او يشاركون في المسيرات ، ان احد الرسومات يظهر بيتاً متفجراً مع وطأة الحياه مع الانتفاظه - الخطوط الضاغطه تتشعب في البيت الى جميع الاتجاهات ( كنايه عن الانفجار ) وعل اي حال الاطفال الفلسطينيون مضمخين بالوطنيه ( منفوع بالوطنيه ) فبالاضافه للعنف فان رسوماتهم غالباً وبشكل ثابت تبرز الاعلام الفلسطينيه وبطرق حاذقه . وعلى سبيل المثال العلم كشباك البيت او ادخاله في القماش او يحمل في منقار عصفور وقليل من الاطفال رسم بشكل بسيط صور العلم الفلسطيني مغطياً كل الورقه .
رداً على من يسأله اين يعيش ، عديد من الملاحظين اوجد بأن الايدلوجيه تساعد الوالدين في التغلب على الضغوطات مخاوف امكانيه العيش في قطاع الحرب او العيش تحت الظروف الجائره .
( ( Bettel heim ( (1943 أفاد بأن اولئك الذين عملوا ما في وسعهم في مخيملت النازيه المكثفه كانوا غلاة المتدينين والشيوعيين لان اعضاء كلا المجموعتين لهم نظام اعتقاد سام او متفوق لدرجه انه لا يمس من الخوف والحرمان اليومي Panamaki افد ان العقيده القوميه تخدم نفس الوظيفه لدى الفلسطينين الآباء : انها تساندهم وبذلك يستطيعون مساندة اطفالهم ( (punamaki . 1987 ومن دراسات الحرب العالميه الثانيه وجد ان افضل المتنبين بردود فعل الاطفال الذين يعيشون القصف اليومي في موطنهم هو قدرة ابائهم في التغلب على المصاعب ( janis 1951 ) كل هذا يضعنا في ربط : ان قوهه الايدولوجيه تدعم الابوين نفسياً وبذلك تخدم الاطفال كذريعه تحت الضغط . ولكن نفس هذه الايدولوجي ربما توفر الوقود للنزاع الذي يسبب ضغط ويمكن ان يمنع التسويات . والاطفال واقفون في شرك الظلم والضنك .
"نهاية المطاف "
عمر منصور 9 سنوات، كان قد خرج عندما انفجرت قنبله يدويه في ساحة العلائله عندما كانوا يتناولون طعام الغداء .
من المسؤول عن هذا الانفجار ؟ لا يوجد توثيق لايضاح هذه القضيه لذا يمكننا تركيز الضوء على تجربة الاطغال . عائلة منصور جميعها ثماني اخوة واخوات وامه وابوه الذي جرح ايضا . عندما دخلنا غرفته في المستشفى كان منصور في كرسي المستشفى ذي العجلات يحرك عجلته حول الغرفه بخطى مترنحه . كان يحرك العجله بيد واحده لان ذراعه الاخرى كانت مقطوعه ، ليس له ارجل لانها قد قطعتا بتأثير القنبله ونتيجة الانفجار عميت احدى عينيه والعين الاخرى كانت عمياء بنسبة 60% . واخته التي عمرها 14سنه واسمها صباح كانت هي الاخرى في المستشفى كنتيجة للقنبله ولها كرسي ذو عجلات ايضا . لقد تكبدت كسورا في رجليها من الانفجار . لقد وجهت قدرتها الى حرف فنيه . انها شابه موهوبه فنيا لقد عرضت علينا رسومات كثيره قامت برسمها خلال اقامتها لمدة شهرين في المستشفى من بينها رسومات تظهر الجنود يضرب الاطفال ويطلقون عليهم النار .
ورسومات آخرى عن مسيرات فلسطينيه ضد الجنود او رفع االعلم الفلسطيني ، ان اللوحات تعبر عن المعاناه والكفاح والعنف واهل الناس المضطررين لقد اعطتنا بوجهه الحزين غير انه جاد وعلم فلسطيني يرفرف حيث المكان الذي ينبغي انيكون فيه جسده او ربما كان اخوها ؟
لنا الصوره للثانيه فانها تظهر ولداً اكبر وبندقيه الى جانبه فقط عيونه الرهيبه كانت ترى اخوها لسنين قليله من الأن ، هل يرغب منصور بوطن في حين انه ما لبث طفلاً او ان هذا الولد ذو اليد الواحده سيشتري ذراعين والسنوات القادمه 200في سنة 1990اشتركت مجموعه من الاسرائيلين والفلسطينيين للبحث عن السلام والعداله والمصالحه مع حشدالمتعاطفين في مسيره في القدس . لقد اقاموا سلسله حول المدنيه القديمه وقريباً من بوابه دمشق كان كثير من الناس ( يهتفون نريد السلام ) وأخرون يهتفون بشعارات وطنيه فحضرت الحكوميه وفتحت خراطيم مدافع الماء ونفاثات الماء القويه ورشت الحشد بالماء المصبوغ وذلك لتتمكن الشرطه من احتجاز اي مشترك في المسيره اذ يسهل التعرف عليهم . ومع الماء الماء جاء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي فأخذ الناس يجرون فسقط ولد وسحق تحت الاقدام فساعدناه وعميت احدى عيني امرأه ايطاليه داخل الفندق عندما كسر وابل من مدفع ماء الشباك الذي كانت تشاهد منه المسيره .
وبعد ذلك بوقت قصير قابلنا بنت صغيره في العاشره من عمرها وأختها الصغيره ارادت ان تعرف اين كان المسير ولم يخطر ببالها انها ستكون واحده من المحتجزات لقد اخبرتنا ان البوليص اخذها واختها في سيارت الشرطه الى مركز البوليص حيث احتجزت هناك لعدةة ساعات وما زالت اختها يبدو عليها الرعب سألناها اذا كانت خائفه فأجابت بالايجاب لكنها اردت ان تذهب في المسيره لانه من المهم ان تكون هناك من المسؤول عما حدث لهذه الطفله الصغيره واختها ؟ من ؟