المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يَراهُ أحَدٌ ..



كرم زعرور
02/12/2011, 05:19 PM
هُوَ رجلٌ طيِّبٌ ، مُلتزمٌ ،

يُعملُ في حانوتِهِ ببيع ِالمَصاغ ِ.

دخلَ إلى محلِّه ِشيخٌ ، بلحية ِطويلة ٍ، وثياب ٍبيضاءَ ناصعة ٍ، سلَّمَ وَجلسَ في أقرب ِمقعد ٍ،

أخرجَ منْ جيبِهِ خاتَماً ، سلَّمهُ للبائع ِليُصلحَ كسراً بِهِ .

فتحَ بابَ المحلِّ رجلٌ في عجلة ٍمن أمرِهِ ، بيدِهِ أسورة ٌيطلبُ لحامَ كسرها ، رجاهُ صاحبُ المحلِّ أنْ

ينتظرَ ريثما ينتهي من ْ إصلاح ِخاتَم ِللشَّيخ ِالطَّيِّب ِالجالس ِ، نظرَ صاحبُ الإسورة ِ حولهُ ، وأجابَ بأنَّهُ

لايرى أحداً ، وعندما أصرَّ البائعُ ، خرجَ صاحبنا يتمتمُ ، ولسانُ حالِهِ يصفُ صاحبَ المحلِّ بالجنونِ .

دقائقُ مرَّتْ ، ودخلَ شابّ ٌألقى التحية َ، واعتذرَ لوقوفِهِ بسيّارتِهِ بالممنوع ِ، طالباً إصلاحَ سلسال ٍذهبيٍّ بيدِهِ ،

استمهلهُ صاحبُ المحلِّ دقيقةً لينهى إصلاحَ خاتَم ِالشيخ ِعن يمينِهِ ، نظرَ الشّابُّ خولَهُ قائلاً : أينَ هذا الشيخ ؟

أنا لا أرى أحداً ، وخرجَ مُسرعاً يُحوقلُ بصوت ٍعال ٍ .

نظرَ البائعُ الطَّيِّبُ إلى الشيخ ِمُستغرباً ! فطمأنهُ الشيخُ : إنَّكَ على حقٍّ ، فأنا لن يراني أحدٌ غيركَ ،

أنا لستُ آدميّاً ، أنا ملكٌ جئتُكَ منَ السَّماء ِ، منَ الجنَّة ِ، أحملُ لكَ من بيتِكَ هناكَ هذا المنديلَ، ..

وأخرجَ من جيبه ِمنديلاً ملأ المحلَّ بروائحِهِ الطيِّبة ِ. ناولهُ لصاحبِ المحلِّ الّذي أخذتهُ المُفاجأة ُ،

ووضعَ المنديلَ على أنفه ِيشتمُّ فيه ِروائحَ بيتِهِ في الجنَّة ِ...

دقائقُ وكانَ الثَّلاثة ُقد نقلوا كُلَّ ما في المحلِّ إلى سيارَتِهِمْ .

سميرة رعبوب
03/12/2011, 01:01 AM
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
لصوص ؛ بمكر وخبث احتالوا على الرجل ..
وأشدهم من تجرأ برداء الدين وأنه ملك كريم
وما هو إلا شيطان رجيم !!

قصة قانصة وذكية ولا عجب في ذلك فالمتميز
الدكتور / كرم زعرور ، من خطها بأنامله

حفظك الله ورعاك ... آمين

سميرة سلمان عبد الرسول
15/12/2011, 09:34 PM
كيف يميز الفرد منا بين ملاك هاد و نزيل من نزلاء الجحيم؟
وما أقسى ان تتداخل الامور علينا بحيث نغدو فريسة سهله لضعاف النفوس ..
دام نبضك الراقي

عبدالواسع السقاف
15/12/2011, 10:55 PM
الأديب الأريب والأخ الحبيب \ كرم الزعرور
هناك كثير من الذين يظهرون مالا يخفون ويتسترون بعباءة الدين والوطنية والصدق
وهم في حقيقتهم من الرداءة والشناعة بمكان ولا عجب أن إنخدع البائع بهذا الشيخ
وكم من ناس خدعونا بحسن ألفظهم ودماثة اخلاقهم وفي أخر المطاف راغوا كما يروغ الثعلب
...
أعتقد أن حرفة الإحتيال لا نهاية ولا شكل لها وستظل ملازمة للبشر طالما ظل الصراع
بين الخير والشر قائم، ومهما حاولت أن تكون نبيهاً لابد أن يأتي اليوم الذي تنخدع فيه.
...
لا أدري لماذا أحس في النص بعداً سياسياً يمكن أن يتنبأ بما يصير حالياً في الأوطان العربية
من صعود من يتسترون بالدين ويشوهونه بأفعالهم التي ليست من الدين في شيء، هل هناك رابط؟؟

تحياتي لك ودمت بود

كرم زعرور
18/12/2011, 10:50 PM
حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
لصوص ؛ بمكر وخبث احتالوا على الرجل ..
وأشدهم من تجرأ برداء الدين وأنه ملك كريم
وما هو إلا شيطان رجيم !!

قصة قانصة وذكية ولا عجب في ذلك فالمتميز
الدكتور / كرم زعرور ، من خطها بأنامله

حفظك الله ورعاك ... آمين


ألأستاذة الفاضلة سميرة

سعدتُ بالزيارة ِالكريمة ِ،

وبالقراءَة ِالحصيفة ِ، والرَّدِّ الرّائِع ِ.

أحمد المدهون
20/12/2011, 09:02 AM
الله الله !!

كيف فاتتني هذه ؟!


لا أدري ماذا أقول؟! لكنّني بعيداً عن بهاء السرد، وجمال التصوير، أجد أنّك تمكنْت من شدّ القاريء وإرباكه. ولعلّ النص استفزّني لأسأل:

1- لماذا يلجأ اللصوص في عالمنا العربيّ عادةً لاستخدام (الدّين) أداةً لتحقيق مآربهم، وأطماعهم، رغم أنهم من دعاة فصل الدين عن السياسة؟!
2- لماذا تقترن الطيبة والإلتزام بالتديّن، هذه الطيبة التي تصل حدّ الدروشَة، وغيبة العقل. لو كان هذا التاجر و(هُوَ رجلٌ طيِّبٌ ، مُلتزمٌ) يُعْمِلُ عقْله ما صدّق ذاك الدعي، وما انطلت عليه حيلته: " أنا ملكٌ جئتُكَ منَ السَّماء ِ، منَ الجنَّة ِ، أحملُ لكَ من بيتِكَ هناكَ هذا المنديلَ، .." ... ويا له من تاجر مغفّل !! وقع بسبب غفلته في هذه المصيدة.


للتثبيت.


تحياتي.

كرم زعرور
07/01/2012, 08:33 PM
كيف يميز الفرد منا بين ملاك هاد و نزيل من نزلاء الجحيم؟
وما أقسى ان تتداخل الامور علينا بحيث نغدو فريسة سهله لضعاف النفوس ..
دام نبضك الراقي


أشكُرُ لك ِالزِّيارة َالكريمة ،َ والرَّدَّ الجميلَ ،

تحيّاتي واحترامي ، أستاذة سميرة .

عبد المؤمن منصور
11/01/2012, 07:16 PM
ما عساني أقول..
.
.
.
عبقري

كرم زعرور
05/02/2012, 01:30 PM
الأديب الأريب والأخ الحبيب \ كرم الزعرور
هناك كثير من الذين يظهرون مالا يخفون ويتسترون بعباءة الدين والوطنية والصدق
وهم في حقيقتهم من الرداءة والشناعة بمكان ولا عجب أن إنخدع البائع بهذا الشيخ
وكم من ناس خدعونا بحسن ألفظهم ودماثة اخلاقهم وفي أخر المطاف راغوا كما يروغ الثعلب
...
أعتقد أن حرفة الإحتيال لا نهاية ولا شكل لها وستظل ملازمة للبشر طالما ظل الصراع
بين الخير والشر قائم، ومهما حاولت أن تكون نبيهاً لابد أن يأتي اليوم الذي تنخدع فيه.
...
لا أدري لماذا أحس في النص بعداً سياسياً يمكن أن يتنبأ بما يصير حالياً في الأوطان العربية
من صعود من يتسترون بالدين ويشوهونه بأفعالهم التي ليست من الدين في شيء، هل هناك رابط؟؟

تحياتي لك ودمت بود


.. أهلاً بكَ أخي العزيز عبد الواسع ِ،

وهل نستطيعُ في هذا الزمان ِأن نكتبَ للكتابة ِفقط ؟!

بلا إسقاطات ٍ ..

تحيّاتي لكَ واحترامي .

كرم زعرور
23/02/2012, 10:52 PM
الله الله !!

كيف فاتتني هذه ؟!


لا أدري ماذا أقول؟! لكنّني بعيداً عن بهاء السرد، وجمال التصوير، أجد أنّك تمكنْت من شدّ القاريء وإرباكه. ولعلّ النص استفزّني لأسأل:

1- لماذا يلجأ اللصوص في عالمنا العربيّ عادةً لاستخدام (الدّين) أداةً لتحقيق مآربهم، وأطماعهم، رغم أنهم من دعاة فصل الدين عن السياسة؟!
2- لماذا تقترن الطيبة والإلتزام بالتديّن، هذه الطيبة التي تصل حدّ الدروشَة، وغيبة العقل. لو كان هذا التاجر و(هُوَ رجلٌ طيِّبٌ ، مُلتزمٌ) يُعْمِلُ عقْله ما صدّق ذاك الدعي، وما انطلت عليه حيلته: " أنا ملكٌ جئتُكَ منَ السَّماء ِ، منَ الجنَّة ِ، أحملُ لكَ من بيتِكَ هناكَ هذا المنديلَ، .." ... ويا له من تاجر مغفّل !! وقع بسبب غفلته في هذه المصيدة.


للتثبيت.


تحياتي.



أخي العزيز أحمد

أشكرُ لك القراءة َ الحصيفة َ ، والرَّدَّ والتشجيعَ ،

لكَ مودَّتي واحترامي .

كرم زعرور
03/03/2012, 10:40 PM
ما عساني أقول..
.
.
.
عبقري


.. وما عساني أرُدُّ ، يا عبدَ المؤمن الجميل !

أشكُرُكَ ، وأحبُّكَ .

الهام بدوي
21/09/2012, 10:07 AM
سيدي الفاضل كرم زعرور .. ماذا أقول أقول لقد خدعني انا ذلك الشيخ من خلال الحروف فما بالك بالبائع وتلك الضغوط الخارجية .. هل لا زلنا مخدوعين ؟؟ ومن من ؟؟؟ يا ويح قلبي ما اطهر هؤلاء اللصوص سرقوا عثله وذهبه .. ولكم ماذا سرق منا نحن .. وماذا بقي ؟؟؟ نص بالغ الروعة والقسوة ... دمت بخير ..

كرم زعرور
09/10/2012, 08:39 PM
سيدي الفاضل كرم زعرور .. ماذا أقول أقول لقد خدعني انا ذلك الشيخ من خلال الحروف فما بالك بالبائع وتلك الضغوط الخارجية .. هل لا زلنا مخدوعين ؟؟ ومن من ؟؟؟ يا ويح قلبي ما اطهر هؤلاء اللصوص سرقوا عثله وذهبه .. ولكم ماذا سرق منا نحن .. وماذا بقي ؟؟؟ نص بالغ الروعة والقسوة ... دمت بخير ..


ألأستاذة الفاضلة إلهام ،

ألم يخدعْنا يوماً عندما ..

برزَ الثعلبُ يوما ً- في ثياب ِ الواعظينا

وما زالَ الثعلبُ يخدعُنا مُتخفيّاً بزيٍّ نُجلُّه ُ !!

تحياتي واحترامي .

كرم زعرور
24/03/2014, 12:35 AM
.. ألى اولئكَ الذين َيُتاجرون !!

وهُمُ اليوم َكُثْر ٌ..

كرم زعرور
28/05/2014, 09:17 PM
واللصوصُ ، ألا يراهُمْ أحد ٌ ؟

كرم زعرور
30/06/2014, 03:40 PM
.. إنَّها قصَّةُ رجل ٍطيِّب ٍ ! ، مثلنا جميعا !!