سميرة رعبوب
07/12/2011, 11:39 PM
http://www.wata.cc/forums/attachment.php?attachmentid=3555&d=1323288445
[ 1 ]
- لا يمكنني احتمال كل هذا ..
- بيدك الخِيار ، إما أن توقعي لي بالتنازل عن كل أملاكك ، وإمّا سأخبرُ والدي عن حقيقة المرأة التي أخلص لها !!
- حسنا .. انظريني بعضا من الوقت ؟
- لا بأس ، ولكن حذارِك التهور ، فأنا لا أضمن نتائج ردود أفعالي .
[ 2 ]
- سيدتي ألا تركتِ لك شيئا يضمن تقلب الزمان ؟
نظرت إليه مبتسمة ثم قالت : الضامن هو الله ..
- ونعم بالله ..
- أستاذ سالم أنت من أخلص الموظفين لدي .. وتعلم أنني أعشق ماهر فهو زوجي وحبيبي ووالد طفلتي ، وهبته روحي مكبلة بين يديه ، أفلا أهبه مالي .. !!
هز رأسه موافقا ثم قال : كما تشائين سيدتي ، فقط ، كان رأيا ، ليس إلا ..
حيته شاكرة ثم انصرفت ، ظل يتمتم قائلا : ياليته يستحق !!
[ 3 ]
سيناريو الماضي يمر أمام عينيها ، تدرك مليئا كم كانت سيئة
وكم كانت غادرة وخائنة وامرأة لعوبا ، كيف تلاعبت بكل حقارة ودناءة ، واستلت خنجر الغدر لتغرسه في نياط قلب صديقتها ، اغتصبت منها حياتها وكل ما تحب وتملك ، وهاهي خطايا الماضي تتجسد كجلاد فض غليظ القلب ، ينتزع منها كل شيء بقسوة وجمود ..
طفلة الأمس التي حرمت حنان الأم ، ها هي اليوم مسخ بشري يجسد كل معاني الشر والحرمان
تنتقم بقلب بارد ، وتُصفّي حسابات الأمس السحيق
[ 4 ]
- سيد ماهر هذا الظرف لك .
- شكرا محمود ..
يتأمل الظرف متعجبا ، فهو خال من الختم البريدي ، فقط كتب عليه يدويا : " خاص جدا يسلم لسيد ماهر الكنعاني " !!
يحدث نفسه قائلا : من المرسل يا ترى ؟
يجلس على أقرب أريكة ، يسترخي في جلسته ، ويفتح الظرف ..
تصدر شهقة مكتومة من حنجرته ، مجموعة صور ، يحملق فيها بعين من نار ، ورعشة سكنت فرائصه ..
[ 5 ]
في كل مرة أتذكر جسدها وهو يتهاوى مع الريح
وكيف صرعت أمام عيني ، وأبي وزوجته اللعوب يخفيان ضحكات الفرح ونشوة الانتصار ،
ويتقنان ارتداء أقنعة الحزن والبكاء
لن أغفر لهما أبدا
سوف أنتقم لأمي .. فما عدت طفلة الأمس البلهاء
تذوقا البؤس والآنين ، وتجرعا كأس الألم والحرمان،
واحترقا بنار الغدر والخيانة ، فأنتما أهل لها
توقف نزف مدادها إلى هذا الحد وانكبتْ باكية بين أوراقها
[ 6 ]
كان يقود سيارته بسرعة جنونية ، يريد أن يصل إليها
ليطفئ نار الغضب التي تشتعل في أعماقه
ألهذا الحد كنت مغفلا ؟
كانت تلعب بي وأنا كالأحمق أصدقها في كل ما تقول
وهي تقضي الليالي الحمراء بين أحضان الكثيرين
لم يستطع الوصول إلى المنزل فهناك جمع غفير من الناس سدوا طريق الوصول ..
ترجل من سيارته ، وسار على قدميه ، وسأل أحد الأشخاص : ماذا هناك ؟
- لا أعلم سيدي ، ولكنهم يقولون أن هناك امرأة انتحرت ، ألقت بنفسها من الدور الرابع ثم .......... ماتت !!
شَخَصَ بصره ، وأصفر لونه ، ومضى أمام عينيه شريط الماضي الأليم ..
[ 7 ]
كانت تسابق الريح لتزفّ له حبها الخالد الأبدي ، حيث كبلت روحها وساقتها بين يديه
ولكنه سبق الضوء ليغرس خنجر الغدر في نياط قلبها ..
أرادت أن تزين غرفة نومها بجمال الحب ، فلطخها بقذارة الغدر والخيانة ..
لم تتحمل ذلك المشهد الذي رأته بأم عينها ، صرخت ، بكت ، بجنون الحب أخذت تضرب بقبضة يدها صدره ، وتردد بلا وعي : لماذا يا ماهر لماذا ؟
لكنه بقسوة قلب صرخ بكرهه الأزلي لها ، ودفعها بقوة ، جعلتها ترتطم باب الشرفة فسقطت منها ..
صوت الارتطام ، جعله يقف مذهولا ، وبجواره امرأة كتمت صرخة في أعماقها ، وفي الجانب القصي طفلة تتأمل بعين أغرورقت بالدموع ..
[ 8 ]
أعتقد بأنها انتحرت خوفا من الفضيحة .. يا إلاهي ..
كانت امرأة سيئة ... آه
لا يجوز الحديث عن الأموات أليس كذلك سيدي المحقق ؟
نظر إليها المحقق نظرة فاحصة إنه يشعر بشيء عجيب نحو هذه الفتاة ..
إنه أمام فتاة ماكرة وليست بسيطة كما تتظاهر بذلك ..
- سلمى في أي صف دراسي أنت ؟
- لم أكمل دراستي الجامعية ، حصلت على شهادة البكالوريا
- آه حسنا يمكنك الآن إكمال الدراسة الجامعية ، فبعد التبين من نتائج الفحص ومعاينة الجثة اتضح أن زوجة أبيك فعلا انتحرت
- بالتالي أموالها من نصيب والدك ، وكما تعلمين أن والدك أُودع المشفى بسبب حالته العقلية لذا كل شيء سوف يكون لك
- فأنت الوريثة الوحيدة لسيد ماهر والقائمة على شؤونه ..
هل فكرتِ ما سوف تفعلين بكل هذه الأموال ؟
- نظرت إليه قائلة : سأفعل الكثير !!
[ 9 ]
عند الأضرحة ..
افترشت تراب الضريح الخاص بأمها ، وبعثرت حوله العديد من الأزهار الندية ، واقتربت من تراب القبر هامسة : اليوم استقري يا روح أمي بسكينة وسلام .. فقد احرقت نار الانتقام من أحرق قلبي ذات يوم وحرمني وجودك ..
[ 10 ]
مضت عشر سنوات بعد تلك الحادثة
وأصبحت سلمى امرأة أعمال ناجحة لمشاريع نسائية ضخمة ، لا يوجد أبدا في طاقم عملها ولا بين موظفيها رجل واحد .. !!
[ 1 ]
- لا يمكنني احتمال كل هذا ..
- بيدك الخِيار ، إما أن توقعي لي بالتنازل عن كل أملاكك ، وإمّا سأخبرُ والدي عن حقيقة المرأة التي أخلص لها !!
- حسنا .. انظريني بعضا من الوقت ؟
- لا بأس ، ولكن حذارِك التهور ، فأنا لا أضمن نتائج ردود أفعالي .
[ 2 ]
- سيدتي ألا تركتِ لك شيئا يضمن تقلب الزمان ؟
نظرت إليه مبتسمة ثم قالت : الضامن هو الله ..
- ونعم بالله ..
- أستاذ سالم أنت من أخلص الموظفين لدي .. وتعلم أنني أعشق ماهر فهو زوجي وحبيبي ووالد طفلتي ، وهبته روحي مكبلة بين يديه ، أفلا أهبه مالي .. !!
هز رأسه موافقا ثم قال : كما تشائين سيدتي ، فقط ، كان رأيا ، ليس إلا ..
حيته شاكرة ثم انصرفت ، ظل يتمتم قائلا : ياليته يستحق !!
[ 3 ]
سيناريو الماضي يمر أمام عينيها ، تدرك مليئا كم كانت سيئة
وكم كانت غادرة وخائنة وامرأة لعوبا ، كيف تلاعبت بكل حقارة ودناءة ، واستلت خنجر الغدر لتغرسه في نياط قلب صديقتها ، اغتصبت منها حياتها وكل ما تحب وتملك ، وهاهي خطايا الماضي تتجسد كجلاد فض غليظ القلب ، ينتزع منها كل شيء بقسوة وجمود ..
طفلة الأمس التي حرمت حنان الأم ، ها هي اليوم مسخ بشري يجسد كل معاني الشر والحرمان
تنتقم بقلب بارد ، وتُصفّي حسابات الأمس السحيق
[ 4 ]
- سيد ماهر هذا الظرف لك .
- شكرا محمود ..
يتأمل الظرف متعجبا ، فهو خال من الختم البريدي ، فقط كتب عليه يدويا : " خاص جدا يسلم لسيد ماهر الكنعاني " !!
يحدث نفسه قائلا : من المرسل يا ترى ؟
يجلس على أقرب أريكة ، يسترخي في جلسته ، ويفتح الظرف ..
تصدر شهقة مكتومة من حنجرته ، مجموعة صور ، يحملق فيها بعين من نار ، ورعشة سكنت فرائصه ..
[ 5 ]
في كل مرة أتذكر جسدها وهو يتهاوى مع الريح
وكيف صرعت أمام عيني ، وأبي وزوجته اللعوب يخفيان ضحكات الفرح ونشوة الانتصار ،
ويتقنان ارتداء أقنعة الحزن والبكاء
لن أغفر لهما أبدا
سوف أنتقم لأمي .. فما عدت طفلة الأمس البلهاء
تذوقا البؤس والآنين ، وتجرعا كأس الألم والحرمان،
واحترقا بنار الغدر والخيانة ، فأنتما أهل لها
توقف نزف مدادها إلى هذا الحد وانكبتْ باكية بين أوراقها
[ 6 ]
كان يقود سيارته بسرعة جنونية ، يريد أن يصل إليها
ليطفئ نار الغضب التي تشتعل في أعماقه
ألهذا الحد كنت مغفلا ؟
كانت تلعب بي وأنا كالأحمق أصدقها في كل ما تقول
وهي تقضي الليالي الحمراء بين أحضان الكثيرين
لم يستطع الوصول إلى المنزل فهناك جمع غفير من الناس سدوا طريق الوصول ..
ترجل من سيارته ، وسار على قدميه ، وسأل أحد الأشخاص : ماذا هناك ؟
- لا أعلم سيدي ، ولكنهم يقولون أن هناك امرأة انتحرت ، ألقت بنفسها من الدور الرابع ثم .......... ماتت !!
شَخَصَ بصره ، وأصفر لونه ، ومضى أمام عينيه شريط الماضي الأليم ..
[ 7 ]
كانت تسابق الريح لتزفّ له حبها الخالد الأبدي ، حيث كبلت روحها وساقتها بين يديه
ولكنه سبق الضوء ليغرس خنجر الغدر في نياط قلبها ..
أرادت أن تزين غرفة نومها بجمال الحب ، فلطخها بقذارة الغدر والخيانة ..
لم تتحمل ذلك المشهد الذي رأته بأم عينها ، صرخت ، بكت ، بجنون الحب أخذت تضرب بقبضة يدها صدره ، وتردد بلا وعي : لماذا يا ماهر لماذا ؟
لكنه بقسوة قلب صرخ بكرهه الأزلي لها ، ودفعها بقوة ، جعلتها ترتطم باب الشرفة فسقطت منها ..
صوت الارتطام ، جعله يقف مذهولا ، وبجواره امرأة كتمت صرخة في أعماقها ، وفي الجانب القصي طفلة تتأمل بعين أغرورقت بالدموع ..
[ 8 ]
أعتقد بأنها انتحرت خوفا من الفضيحة .. يا إلاهي ..
كانت امرأة سيئة ... آه
لا يجوز الحديث عن الأموات أليس كذلك سيدي المحقق ؟
نظر إليها المحقق نظرة فاحصة إنه يشعر بشيء عجيب نحو هذه الفتاة ..
إنه أمام فتاة ماكرة وليست بسيطة كما تتظاهر بذلك ..
- سلمى في أي صف دراسي أنت ؟
- لم أكمل دراستي الجامعية ، حصلت على شهادة البكالوريا
- آه حسنا يمكنك الآن إكمال الدراسة الجامعية ، فبعد التبين من نتائج الفحص ومعاينة الجثة اتضح أن زوجة أبيك فعلا انتحرت
- بالتالي أموالها من نصيب والدك ، وكما تعلمين أن والدك أُودع المشفى بسبب حالته العقلية لذا كل شيء سوف يكون لك
- فأنت الوريثة الوحيدة لسيد ماهر والقائمة على شؤونه ..
هل فكرتِ ما سوف تفعلين بكل هذه الأموال ؟
- نظرت إليه قائلة : سأفعل الكثير !!
[ 9 ]
عند الأضرحة ..
افترشت تراب الضريح الخاص بأمها ، وبعثرت حوله العديد من الأزهار الندية ، واقتربت من تراب القبر هامسة : اليوم استقري يا روح أمي بسكينة وسلام .. فقد احرقت نار الانتقام من أحرق قلبي ذات يوم وحرمني وجودك ..
[ 10 ]
مضت عشر سنوات بعد تلك الحادثة
وأصبحت سلمى امرأة أعمال ناجحة لمشاريع نسائية ضخمة ، لا يوجد أبدا في طاقم عملها ولا بين موظفيها رجل واحد .. !!